موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 30 أبريل 2012

وقالها أخونا فرهاد!

أخونا فرهاد الأتروشي، ليس صدامياً ولا بعثياً ولا هو من أزلام النظام، حتماً، بل هو قطب من أقطاب الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، وقيادي في التحالف الكردستاني في البرلمان الحالي.
لكن  ذلك لم يمنعه من قول الحقيقة، لأنها، بكل بساطة، الحقيقة التي لايمكن إغفالها أو التعامي عنها.



إليكم حقيقة ماقاله أخونا فرهاد، هنا.
ونصيحة لأخينا فرهاد ولكل منصف في شمال الوطن، نقولها بأمانة انكم لن تجدوا من يحميكم كما حماكم النظام الوطني في العراق، ولن تجدوا فرصة لتحقيق أحلامكم المشروعة إلا تحت خيمة العراق الواحد.



قرون الاستشعار عند مقتدى الصدر!

قرون الاستشعار وسيلة تتمكن بها بعض الحشرات من اكتشاف واستشعار الأخطار المحدقة بها، عن طريق التحسس المبكر بوجودها.
ويبدو انها موجودة، أيضاً، عند الحشرة الضارة المسماة: مقتدى الصدر.
إليكم آخر ماتوصل إليه عبر قرون الاستشعار المختبئة أسفل عمامته العفنة.








باعترافهم، القوات الأميركية ماتزال في العراق

القوات الأميركية المحتلة ماتزال في العراق، حقيقة نعرفها جيداً، رغم انها غير مرئية في الشارع.
ولكن المهم في الأمر، والجديد أيضاً، ان الأميركيين هم من يعترفون بأن قواتهم ماتزال في العراق ولو بوجود عسكري رسمي أقل وبانتشار أوسع للمتعاقدين.
انهم موجودون إذن تحت تسمية جديدة عنوانها (مكتب التعاون الأمني مع العراق).


إليكم الدليل هنا.
وللراغبين بدليل آخر، يرجى الضغط هنا.


شِقّا التفاحة العفنة!

تفاحة عفنة انقسمت الى شقِّين، وعمَّت رائحتها النتنة أرجاء الدنيا...
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل انها تعدَّته إلى أنواع شتى من الخراب ...!




تعرفوا على شقَّي هذه التفاحة العفنة هنا.


قصة ثلاثة رجال!


يعرض لنا الكاتب العربي الأستاذ محمد سيف الدولة في مقاله الذي بعث لي به على بريدي الإلكتروني، مشكوراً، قصة ثلاثة رجال من الوزن الرسمى الثقيل ، قبلوا ان يضحّوا بسمعتهم ، او ما تبقى منها ، وان يتم استخدامهم وتوظيفهم كأداوات أو كأكباش فداء لتنفيذ تعليمات غير اخلاقية أوغير قانونية أو غير وطنية.





المستشار والنائب والشيخ


محمد سيف الدولة
ثلاثة رجال من الوزن الرسمى الثقيل ، قبلوا ان يضحوا بسمعتهم ، او ما تبقى منها ، وان يتم استخدامهم وتوظيفهم كأداوات أو كأكباش فداء لتنفيذ تعليمات غير اخلاقية أوغير قانونية أو غير وطنية اصدرها لهم مجلس عسكرى يوشك ان يغادر السلطة ويسلمها لحكام جدد .
فلماذ قبلوا ذلك ؟ ووفقا لاى حسابات ؟
الاول هو المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس محكمة استئناف القاهرة ورئيس اللجنة العامة للانتخابات البرلمانية ، الذي ارتكب فعلا قضائيا فاحشا في الطريق العام على مرئى ومسمع من الجميع ، فساعد فى عملية تهريب المتهمين الامريكان فى قضية المنظمات الاجنبية ، مرتكبا بذلك عدة انتهاكات دستورية وقانونية حزمة واحدة ، بدءا بانتهاك استقلالية القضاء على ايدى السلطة التنفيذية ، وانتهاء بالمشاركة فى انتهاك السيادة الوطنية على ايدى الادارة الامريكية ، ناهيك عما سببه من جرح بالغ للكرامة الوطنية واستخفاف بالقيم الثورية الوليدة لجموع المصريين .
والثانى هو اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ومدير المخابرات العامة السابق ، الذى قبل ان يكون اداة للمناورة فى موقف صغير فى انتخابات الرئاسة فرشح نفسه فى الدقائق الاخيرة ، ليثير عاصفة محسوبة ومتوقعة من الغضب والاستياء ، ثم يتم الاعلان عن استبعاده لسبب تافه هو نقصان 30 توكيل من الثلاثين الف المطلوبين ، فتسود حالة من الارتياح العام المحسوب والمقصود هو الآخر ، تستخدم لتمرير ، قرارات مماثلة باستبعاد الشاطر و ابو اسماعيل ، و لامتصاص ردود الفعل المحتملة .
والثالث هو الشيخ الدكتورعلى جمعة مفتى الديار المصرية الذى قام بزيارة القدس المحتلة بالمخالفة للاجماع التاريخى ، الوطنى والعربى والاسلامى ، فقبل على نفسه وعلى منصبه الجليل ان يستخدم كاداة طيعة فى ايدى المجلس العسكرى و آخرين لبدء نوع جديد من التطبيع مع العدو الصهيونى هو التطبيع الدينى فى اطار الصراع الجارى على السلطة بعد الثورة ، عبر تسابق الجميع على كسب رضا الامريكان ومباركتهم .
***
والسؤال الذى يتبادر الى الذهن فورا هو : لماذ تقبل شخصيات بهذا الوزن الوظيفى ، فى نهاية مشوارها الطويل ، ان يتم حرقها هكذا ، واستخدامها كاداة فى نقلات شطرنجية صغيرة او لتحقيق مكاسب تكتيكية محدودة لصالح نظام قديم ، قامت ضده ثورة و يوشك ان يذهب الى حال سبيله ؟ خاصة مع وجود توجهات شعبية قوية لمحاسبة ومحاكمة كل رموزه وانصاره ورجاله ؟
لا يمكن ان تكون الاجابة هى ان اخلاص ووطنية هذه الشخصيات هى التى دفعتهم الى التضحية بسمعتهم وتاريخهم فى سبيل الوطن وما يرونه من مصلحة عامة ، لسبب بسيط ومنطقى وهو ان مثل هذه الصفات الوطنية لا يمكن ان تتوافر فى رجال خدموا نظام مبارك وكانوا شركاءً وشهودا على كل جرائمه ، ولم يقدموا استقالاتهم او يعترضوا .
كما لا يمكن ان تكمن الاجابة فى الجهل والخطأ فى الحساب وسوء تقدير العواقب ، وهم من هم ، فى اعلى مراكز الدولة وفى القلب من مطابخها الرئيسة ، بكل ما يتيحه ذلك من حنكة ودراية ببواطن الامور.
ولكن الاغلب انهم يرون ما لانراه ، او ما لا نريد ان نراه : يرون النظام القديم قويا ، باقيا ، مستقرا ، متمكنا ، ما زالت له السيادة والسيطرة والمقدرة على احتواء الثورة او اجهاضها . فقرروا ان يواصلوا خدمته بنفوس مطمئنة واثقة من انه سيشملهم برعايته وحمايته وسيكافئهم على كل ما يقدموه له من خدمات .
***
أما نحن فعلينا الا نستهين ابدا بتحركات ومواقف مثل هذه النوعية من "كبار كبار" رجال دولة مبارك ، فلمواقفهم وانحيازاتهم الحالية ، دلالات ومؤشرات هامة وكاشفة لما يدور فى بطن الدولة والنظام الذى لم يسقط بعد .
*****


عمرو موسى يزور مبارك ويطلب منه السماح!

هنا تقرأون تفاصيل زيارة عمرو موسى للفرعون الجاسوس في مستشفى المركز الطبي العالمي طالباً منه السماح والغفران...






عمرو موسى يزور مبارك.. ويغني له: سماح.. يا أهل السماح!


شريف عبدالغني
المكان: المركز الطبي العالمي بالقاهرة..


مشهد 1:
الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وزوجته في جناحهما الفاخر. مبارك انتهى لتوه من حمام «الجاكوزي». جلس مع زوجته في صالون الجناح. على المنضدة وجد أمامه ورقة قصيرة أعدها له مستشاروه تتضمن عناوين مختصرة لأهم أحداث اليوم. ما زال على عادته لا يحب القراءة.
دقات خفيفة على الباب، يدخل بعدها أحد الحرس: بعد إذن سيادتك يافندم.. عمر بيه سليمان يطلب الإذن بالدخول؟
مبارك: عمر سليمان؟! إيه اللي جابه كده من غير ميعاد؟!
سوزان: أكيد فيه حاجة مهمة.. خليه يتفضل..
خرج المستشار، ودخل عمر سليمان. وبعد السلام والتحيات بدأ الحوار..
مبارك: والله يا عمر إحنا زعلنا قوي لما استبعدوك من الترشيح لانتخابات الرئاسة. إنت كنت هنا من أسبوعين وخرجت تقدم الطعن على استبعادك.. لكن منهم لله بقى رفضوه.. إيه اللي حصل؟
سوزان تتدخل: التخطيط بتاعنا كله باظ يا عمر بيه.. كنا معتمدين عليك إنك تمسك الحكم ونظبط الأمور زي ما اتفقنا في الجلسة اللي فاتت.. لكن كل شيء انكسر؟
سليمان: اللي انكسر يتصلح يا هانم..
سوزان باهتمام: إزاي يا عمر بيه؟ ده زي عود الكبريت.. ما يولعش غير مرة واحدة..
مبارك: إستني انتي بس يا سوزي.. أنا حاسس إن فيه حاجة جديدة حصلت.. إنت ما تجيش يا عمر كده فجأة غير لما يكون فيه حاجة.. خير؟
سليمان: كل خير يافندم.. الأول بس بوضح لسيادتك إني لما اترشحت كان هدفي خدمة الوطن.. وده حصل فعلا سواء كملت الانتخابات أو استبعدوني..
مبارك: مش فاهم؟
سوزان: ممكن توضيح..
سليمان: يافندم الإخوة العسكر لما طلبوا إني أترشح كان الهدف جس نبض الشارع.. لكن الحقيقة المظاهرات اللي خرجت ضدي كانت شديدة.. سيادتك عارف إني راجل صارم وما عنديش «يا أمه ارحميني».. والشعب بتاعنا عاوز اللي يدلع ويطبطب.. يعني بسلامته عاوز نانسي عجرم.. عشان كده الإخوة شافوا إنهم يستبعدوني من الانتخابات.. لكن برضه حصل إنجاز كبير..
مبارك: وإيه الإنجاز في كده؟
سليمان: إنهم استبعدوا معايا أقوى اتنين من المرشحين.. خيرت الشاطر بتاع «الإخوان».. وحازم أبوإسماعيل اللي عمل شعبية جامدة.. لو كانوا استبعدوهم لوحدهم كانت الدنيا ولعت.. لكن خدوني في السكة عشان يبان إن الموضوع فيه شفافية ونزاهة..
سوزان: والله فكرتنا بالست «نزيهة».. دي من اختراعات سيادة الريس.. هي لسه موجودة؟
سليمان ضاحكا: طبعا يا هانم.. دي «نزيهة» الخير والبركة..
سوزان: لكن إزاي اللي انكسر يتصلح زي ما قلت؟
سليمان: يافندم.. الإخوة العسكر لما جسوا النبض شافوا إني تصادمي والثورة هتشتعل أكثر.. فاستبعدوني لأن فيه بديل جاهز ناعم وحنين ولسانه حلو.. و «هاينيم» بتوع الثورة ويخليهم ياكلوا رز مع الملايكة كمان.. وعلى فكرة البديل ده موجود بره الأوضة دي!!
مبارك وسوزان متشوقين: صحيح! مين ده؟!
سليمان صائحا بعدما استأذن مبارك وزوجته: ادخل وبان عليك الأمان..
سريعا دخل البديل منتشيا مهللا والضحكة تملأ شدقيه: أنا جييييت.. صباح الخير عليكم..
مبارك وسوزان مندهشين مستنكرين: مين؟!.. عمرو موسى؟!! هي دي المفاجأة يا عمر؟ ماكانش العشم!!
سليمان: يافندم هدي بس نفسك.. الصبر بالله يا هانم..
مبارك: البني آدم ده مش عاوز أشوفه..
سوزان: أيوه.. ده ناكر للجميل.. بعد كل اللي عملناه عشانه انقلب ضدنا..
سليمان مخاطبا موسى: من فضلك يا عمرو.. اخرج بس دلوقتي لما الريس والهانم يهدوا..
يخرج عمرو موسى، ويتحدث عمر سليمان للرئيس المخلوع وزوجته: يافندم.. عمرو موسى هو الحل المثالي والبديل لعدم استكمال الثورة.. زي ما قلت لسيادتك هو بياع كلام والشويتين اللي عملهم لما ركب موجة الثورة خلت بعض الناس تصدقه.. وكمان بنقدمه على إنه راجل دولة ومسؤول مهم هيقدر يشيل البلد ويجيب الاستقرار.. وبعدين سيادتك ثورة إيه اللي هو ركبها.. أساسا ده عمره 76 سنة.. يعني أفكاره زي جنابك وزيي بالظبط.. ما عندوش مستقبل والزمن أتوقف عنده.. هو مشتاق إنه يبقى ريس عشان يكتبها في الـ «سي في» بتاعته.. خلاص خليه يقعد على الكرسي 4 سنين.. الدنيا تهدى فيهم.. ووقتها نقدر نشوف هانعمل إيه؟
مبارك: بس مش قادر أنسى اللي عمله وتصريحاته بإنه كان قال إيه بيعارضني!!
سوزان فكرت ثم قالت: نتكلم بالعقل ياريس.. عمر بيه برضه وجهة نظره صح..
سليمان: عين العقل يا هانم.. وأنا أضمنه برقبتي.. الراجل جاي يطلب السماح والعفو ويحب على إيديكم الكريمة.. وطمعان في صوت سيادتك والعائلة في الانتخابات..
مبارك يلعب بيده في أنفه ويقول: بس كان نفسي أنتخب أحمد شفيق.. الراجل تلميذي.. وكمان ابن أصل ودايما يقول إني مثله الأعلى..
سليمان متمتما في سره: عشان كده أقطع دراعي لو خد صوت واحد!
مبارك: بتقول حاجة يا عمر؟
سليمان: لأ يا ريس.. أنا قصدي إن الفريق «شفيق» تصادمي برضه والشارع رافضه.. هو مفيش حد نافع غير عمرو موسى..
مبارك: خلاص موافق أنتخبه.. لكن بشرط..
سليمان: إيه؟
مبارك: إني أفش غليلي فيه عشان يقر إن الله حق وإنه غلط في حقي ومش هيعمل كده تاني..
سليمان: بس كده.. دي بسيطة خالص..
يستدعى عمر سليمان عمرو موسى من الخارج، فدخل مسرعا وبدا بذكائه المعهود أنه عرف ما دار في غيابه، فانهال بالقبلات على رأس مبارك قائلا: «حقك عليا يا كبير».. ثم خاطب سوزان: دبلوماسي وغلط يا هانم والمسامح كريم..

مشهد 2:
ارتشف مبارك آخر قطرة من عصير ليمون طلبه له عمر سليمان لتهدئة حالته. وضع الكوب على المنضدة ثم قال: يعني عرفت غلطتك يا عمرو؟
موسى: يافندم أنا بس هافكر سيادتك بحاجة عشان تعرف إني مش غريب على سعادتك.. أنا صرحت علنا وده مسجل صوت وصورة إن صوتي لسيادتك لو رشحت نفسك في انتخابات جديدة..
مبارك: عارفك بتموت في الصوت والصورة.. لكن طيب ليه نزلت ميدان التحرير في آخر أيام اللي بتسموها ثورة وكنت بتحرض الناس ضدي؟
موسى: أنا يافندم؟! والله ما حصل.. وبعدين الموضوع كله كان بمعرفة عمر بيه وأهو قاعد قدام سيادتك..
سليمان: صحيح يا ريس.. أنا طلبت منه ينزل عشان يعرف إيه اتجاهات شباب الميدان وبيفكروا إزاي..
مبارك: لكن تصريحاته يا عمر بعد كده نرفزتني خالص.. قال إنه كان معارض لي شخصيا؟
سليمان: تصريحات غير دقيقة.. وإنت عارف إن عمرو بيحب دايما يمسك العصايا من النص..
مبارك: طيب بذمتك يا عمرو.. إنت كنت تقدر «تكح» قدامي عشان دلوقتي عامل فيها زعيم معارض؟
موسى: طبعا لأ يا فندم.. كنت ملتزم بتعليمات أطباء الرئاسة بعدم «الكح» عشان صحة سيادتك وعدوى البرد.. هههههههههه.
سليمان معاتبا: مش وقت ضحك يا عمرو..
مبارك: ليه سيبه براحته.. إنت عارف مشكلتك إيه يا عمرو؟
موسى: إيه يافندم؟
مبارك: إنك كنت غيران من فاروق الشرع في مؤتمر مدريد سنة 91 لما رفع صورة «شارون» في المؤتمر وعليها كلمة «wanted».. لقيت الحركة عجبت الشارع العربي فقلت أعمل زيه وأقول بين وقت والتاني «بُقّين» ضد إسرائيل.. وعلى فكرة أنا سبتك بمزاجي.. لأن الإخوة في تل أبيب يهمهم الفعل مش الكلام..
موسى: (صمت)!!
مبارك: وبعدين لو إنت كنت معارض بحق وحقيق ليه ماستقالتش؟ وليه قبلت إني أوديك جامعة الدول العربية.. قلت إنها سبوبة حلوة تطلع لك منها بقرشين.. فاكر الـ5 مليون دولار مكافأة نهاية الخدمة.. ولا العربيات المرسيدس.. وأهم حاجة نسيتها؟
موسى ورأسه في الأرض: إيه سيادتك؟
مبارك: إنك تنفش ريشك كل يوم والتاني في مؤتمر صحافي وتلم كل المندوبين في الجامعة وتعمل فيها طاووس عصرك؟
عمرو: يافندم دي حركات كده لزوم «الشو»..
مبارك: ده اللي إنت بتموت فيه.. وبعدين هاتلي قضية عربية واحدة نجحت في حلها.. العراق الأميركان دمروها ولبسنا التهمة للراجل الطيب محمد البرادعي.. والسودان اتقسمت.. والصومال بقت 100 حتة.. وإسرائيل برطعت في غزة ولبنان وكل المنطقة.. إيه اللي إنت عملته يا بتاع شعبان عبدالرحيم «بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل.. إييييييييه».
عمر سليمان هامسا في أذن الرئيس المخلوع: يافندم كفاية كده.. سيادتك سلخته خالص.. أنا خايف يطب ساكت..
مبارك: عشان بس يعرف إني فاهمه كويس.. وبعدين إيه حكاية إنه رايح يعلن برنامجه الانتخابي من «عزبة الهجانة» الفقيرة.. عاوز يقول إيه للناس.. إني أنا اللي خربت البلد وهو هيعمرها.. بذمتك يا عمرو إنت تعرف حاجة عن الفقرا؟
موسى: بصراحة مفيش توافق فكري بيني وبينهم.. الحقيقة أنا بدخن السيجار وهما بيدخنوا شيشة و «معسل» وساعات مخلوط بـ «الحشيش».. عشان كده مش بحب أقعد معاهم.. بس أوعد سيادتك إن برنامجي أول حاجة فيه «سيجار» لكل مواطن.. عشان نرتقي بذوق الناس..
مبارك: وكمان أنت حرامي؟
موسى: لأ.. كله إلا السرقة ياريس.. أنا مواطن شريف..
مبارك: لأ سرقت فكرة حملة دعايتي في انتخابات 2005 اللي ابتكرها ابني «جيمي».. وعملت زيي واتصورت بدون «جرافتة».. مش ناقص غير إنك تعمل زي عمرو دياب وتتصور بفانلة حمالات عشان العضلات تظهر..
موسى يدندن: سماح.. يا أهل السماح.. لوم الهوى جارح.. أصل السماح طبع الملاح.. يا بخت من سامح!
سوزان: خلاص يا ريس.. كفاية عليه كده.. هو اعترف بغلطته.. وياريت نستريح شوية قبل ما نشوف هنعمل إيه..

مشهد 3:
عمر سليمان لمبارك: خلاص يافندم.. الراجل ملك إيديك وطمعان في صوت جنابك وصوت سوزان هانم في الانتخابات..
مبارك: خلاص..المسامح كريم..
سوزان: افتكرت حاجة مهمة ياريس..
ثم استأذنت من الحضور وانتحت بالرئيس المخلوع جانبا، ودار بينهما حوار هامس ثم عادا..
مبارك: الحقيقة يا عمر أنا مقدرش أدي صوتي لعمرو موسى..
موسى حزينا: أمال هتديه لمين سيادتك؟
سوزان: صوتي وصوت الريس هيكون لحازم صلاح أبوإسماعيل..
سليمان مصعوقا: مين»؟! حازم أبوإسماعيل.. يافندم ده كان معارض لسيادتك.. ثم الأهم إنه مستبعد نهائيا من الانتخابات.. يعني مش مرشح أصلا..
مبارك: ولو.. الواحد لازم يعمل الأصول.. إنت ناسي يافالح إنت وهو إن «أم حازم» طلعت «أميركانية».. يعني لو انتخبت غيره «أوباما» يزعل مني»!!
عمر سليمان وعمرو موسى مذهولين: صحيح يموت الزمار.. و «صوته» بيلعب!!


ملاحظة:
نشر المقال هنا.


الزهرة الموصلية، تتألق مرة ثانية

كنا نشرنا هنا قبل عام تقريباً، مقال عن زهرة موصلية روَّعها العدوان الأميركي المجرم على عراق العروبة فتألقت انسانياً.
ويبدو ان القدر شاء لهذه الزهرة العراقية العربية الأصيلة أن تحظى بتكريم مهم في أحد البلدان الأوروبية مرة ثانية.



فقد كرَّم ملك السويد كارل غوستاف يوم الخميس 26 أبريل/ نيسان 2012  في القصر الملكي في العاصمة  السويدية ابنة العراق الموصلية البارة الآنسة هند طلال عبد الرحمن النعيمي،  ابنة  الشاعر والأكاديمي المعروف طلال عبد الرحمن النعيمي .
جاء ذلك خلال حفل رسمي حضره عدد  كبير من الشخصيات السياسية البارزة ورجال الاعمال في مملكة السويد.
وهذا هو التكريم الثاني من قبل ملك السويد  للآنسة هند خلال عام واحد، وكان الملك كارل غوستاف يتحدث بفخر واعجاب عن دور ابنة العراق (هند) ونشاطها المتميز في مجال حقوق الانسان والطفولة والتعايش بين الشعوب والتقارب بين الاديان ونجاحها في بناء جسور مابين الاديان والقوميات المتعددة.
وكان ملك  السويد كرَّم  (هند)  في الثامن والعشرين من أبريل/ نيسان العام الماضي على جهودها العظيمة ونشاطها المتميز في خدمة الإنسانية في مجالات السلم والعدل والمساواة بين بني البشر والتكامل ما بين الأديان والأمم والحضارات، وكذلك في مجال حقوق الانسان ومكافحة الفقر والظلم والحروب في العالم، حيث منحها حينها لقب (قائدة المستقبل) ، وقال (إن ما قامت به هند من نشاطات جبارة لهو أرقى نموذج لما يمكن أن نفعله جميعاً من أجل خير الإنسانية) .
مبروك لابنة العراق الموصلية، ومبروك للعراق بهذه النماذج الانسانية المشرقة.



الأحد، 29 أبريل 2012

عطفاً على مقال

كنا نشرنا هنا مقالا بعنوان (وفي الليلة الظلماء يُفتقد العراق) بقلم الخبير  القانوني العراقي الأستاذ عبدالواحد الجصاني، وإليكم متابعة إضافية على هذا المقال.


ومتابعتنا الإضافية اليوم هي عنوان حوار أجرته مجلة الحوادث اللبنانية مع الرئيس الشهيد صدام حسين في منتصف الثمانينات، وشاهدوا موقفه القومي الأصيل بخصوص الجزر العربية الثلاث المحتلة من إيران.



نعم وفي الليلة الظلماء يُفتقد العراق، ولكن!


المسلمون الصهاينة هذه المرة!

عرفنا ان هناك من يطلقون على أنفسهم تسمية المسيحيون المتصهينون، ولكننا لم نسمع من قبل من يطلق على نفسه صفة المسلم المتصهين.



ولكن صحيفة يديعوت أحرونوت كشفت لنا قبل عدة أيام عن سر هذه المجموعة التي قالت انهم مسلمون منحدرون من أصول عربية ويعيشون في أوروبا، وتحديد بريطانيا وإيطاليا وعدد من الدول في شمال وغرب أوروبا.
وقال موقع الصحيفة إن  عددًا من الشباب المسلم من المؤمنين بالحركة الصهوينة وحق إسرائيل في الوجود، يحرصون على زيارة (إسرائيل) والتواصل مع كبار المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بها، مؤكدين أنهم يؤمنون تمامًا بأن السلام قادم لا محالة، وأن العداء يجب أن يزول في النهاية، ويحرص هؤلاء الشباب على زيارة (إسرائيل) في أعيادها السياسية تأكيدًا منهم على هذا الإيمان والتوجه السياسي.
وزعمت الصحيفة أن ما أسمته بأجواء الكراهية، التي يعيشها الكثير من الشباب العربي من الممكن أن تتغير بفضل هؤلاء الشباب الذين يعيشون في أوروبا، وأقاموا جماعه كبرى حملت اسم "جماعة المسلمون المتصهينة"، وهي الجماعة التي تحرص على زيارة (إسرائيل) والأماكن التاريخية أو الدينية بها، مثل متحف جرائم النازية أو مقابر القتلى العسكريين (الإسرائيليين) أو غيرها من المواقع الأخرى.
وكررت الصحيفة مزاعمها بأن أعضاء هذه الجماعة يؤمنون بأن الجيل القادم من الشباب العربي أو المسلم في أوروبا يستطيع التغيير وبناء علاقات قوية مع (إسرائيل)، تمامًا كما هو الحال مع الكثير من شباب دول الربيع العربي ممن استطاعوا الإطاحة بأنظمة الحكم الاستبدادية لديهم.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن هؤلاء الشباب عرفوا بأن ما أسمته الصحيفة بـ"حملة كراهية إسرائيل"، التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية ما هي إلا حملات موجهة من أجل تحقيق مكاسب سياسية، مشيرة في لغة استفزازية إلى أن (إسرائيل) تسعى إلى السلام، وقيامه غير أن الكثير من الأنظمة العربية هي التي ترفض هذا بلا سبب.

المتصهين قاسم حافظ في القدس المحتلة
المثير أن أعضاء هذه الجماعة جميعهم من الشباب الأوروبي، الذي ينحدر من أصول مصرية أو لبنانية أو سورية، ويقود الجماعة عبد الهادي فلاتشي، أحد النشطاء السياسيين العرب في إيطاليا ومعه شاب بريطاني من أصل لبناني وهو قاسم حافظ.
يذكر أن الكثير من الأوساط الإعلامية العربية في فلسطين المحتلة، حذَّرت مما أسمته بعمليات غسيل المخ لمثل هذه النوعية من الشباب، وأوصت المؤسسات الإسلامية بضرورة التصدي لهذه الرحلات، التي تتم مع الاحتفالات الصهيونية الكبرى أكثر من مرة، غير أن جميع هذه التحذيرات لم تجد أي نفع حتى الآن مع تواصل هذه الزيارات.

ملاحظة:
التفاصيل في موقع الصحيفة الصهيونية هنا و هنا تفاصيل أخرى من صحيفة صهيونية كندية.



رواية المهدي المنتظر.. أحدث طبعة

لايتعلق الأمر بقضية دينية، معترف بها من قبل المسلمين، بشكل عام، وإن اختلفوا كثيراً جداً في تفاصيلها، وانما يتعلق بالطبعة الأخيرة من رواية (المهدي المنتظر).
اطلعوا على التفاصيل قبل نفاذ الطبعة من الأسواق.


تابعوا القصة هنا و هنا و هنا.



السبت، 28 أبريل 2012

في ذكرى ميلاد البطل الرمز


في ذكرى ميلاده الخامسة والسبعين، كما في كل وقت، تتجدد ذكرى صدام حسين، بطلاً رمزاً قلَّ نظيره، وقائداً محنَّكاً أميناً وصادق العهد، مع شعبه ووطنه وامته، وقبل ذلك وبعده، مع الله رب العالمين، الذي حمَّله مسؤولية بناء العراق والدفاع عنه.
وفي هذه المناسبة الخالدة، خلود رمزية صدام حسين، تقدم لكم وجهات نظر هذا الفيلم النادر.



للاطلاع على الفيلم يرجى الضغط هنا.


الخميس، 26 أبريل 2012

وجوه جديدة للفساد في العراق

بعث لي الخبير النفطي العراقي المعروف الأستاذ عصام الجلبي، رسالة نبهني فيها الى وجوه جديدة من الفساد الاداري والمالي المستشري في العراق، وذلك من خلال رسالة كان عدد من كبار الخبراء العراقيين الاقتصاديين والنفطيين وجَّهوها الى بعض الجهات المتحكمة بالعراق حالياً.
وتشير الرسالة إلى الاليات المعتمدة في التعاقد وإحالة المشاريع في العراق وتعارض ذلك مع القوانين والأنظمة والتعليمات وعدم كونها في مصلحة الوطن والشعب، بالطبع.

وللاطلاع على رسالة الخبراء الاقتصاديين، يرجى الضغط هنا، مع ملاحظة ان بعض السادة الخبراء، ومن منطلق وطني أمين على مصالح الشعب والوطن، يتوجهون إلى الجهات المتحكمة بالعراق ينبهون فيها إلى بعض مايجري في ظل الاحتلال وعملائه.
واعتقد، متواضعاً، انه يتوجب على هؤلاء السادة ،الذين تدفعهم غيرتهم الوطنية العالية، التيقن ان مايجري في العراق من فساد وسرقات فاقت حدود الخيال، انما يجري بعلم ورعاية هذه الجهات التي وجَّهوا لها خطابهم، وان هذه الجهات هي من يشرعن سرقة العراق والقضاء على كل مقومات النهضة والحياة فيه.

رسمياً وبلا حياء، أميركا تعترف!

كلنا يتذكر (زلة اللسان) الشهيرة التي تفوَّه بها مجرم الحرب جورج بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، واعترافه بأن حرب بلاده الجديدة ستكون حرباً صليبية.
وكلنا يتذكر ان مجرم الحرب بوش تفوَّه بـ (زلة لسان) ذاتها ثانية، عندما كرر مرة أخرى القول ان حربه ضد العراق ستكون حرباً صليبية، وأنها بأوامر من (ربه) الشيطان.


اليوم تم الكشف عن معلومات تؤكد ان الجيش الأميركي يعتقد رسميا انه في حرب مع الاسلام، وأنه يدرب جنوده على هذا الأساس.
ومع اننا لسنا بحاجة إلى مثل هذا الكشف، باعتبار ان افعال الجيش الأميركي تدل على ذلك، ومنها مثلا حرق المصاحف والمساجد والاعتداء عليها في العراق وافغانستان وغيرها، الا ان هذا الاعتراف الرسمي العلني يمكن ان ينفع في دحض إدعاءات المتخرصين الذين مايزالون يرون في أميركا، الادارة والجيش والمؤسسات الأخرى ذات الصلة، شريكا نزيها وصديقا يمكن الاعتماد عليه!
لمتابعة التفاصيل، يرجى الضغط هنا.

مجدد الفكر "الشيعي"!

يروِّج البعض لهذا الزنديق باعتباره مجدد الفكر "الشيعي"، شاهدوا واسمعوا مايقوله اذن.


وأعلم جيداً أنها خرافات الصفويين، ولاعلاقة لها بالفكر الشيعي، ولكن!
للمتابعة، يرجى الضغط هنا، مع التقدير.



أغبى أسئلة المحامين الأميركان!

هذه مقتطفات مستلة من كتاب بعنوان "فوضى في المحاكم الأمريكية".
ويذكر الكتاب عدداً من الأسئلة التي ذكرها المحامون بالفعل في قاعات المحاكم, كلمة بكلمة, قام بتسجيلها موظفو المحاكم الذين كان عليهم أن يتحملوا عذاب تسجيل مثل هذه المحادثات .

مع الاعتذار للمحامين ومن بينهم صديقنا الأميركي رامزي كلارك.




 المحامي : الآن أيها الطبيب أليس صحيحا بأن الشخص الذي مات أثناء النوم، لا يعرف بأنه مات حتى صباح اليوم التالي؟
_________ _________ _________ _________ _________

المحامي : هل كنت موجوداُ بالفعل عندما تم تصويرك؟
الشاهد: هلا أعدت السؤال؟!!
_________ _________ _________ _________ _________
    المحامي: لديها ثلاثة أطفال, أليس كذلك؟
الشاهد: نعم
المحامي: كم كان لديها من البنين؟
الشاهد: لم يكن لديها أية بنين
المحامي: هل كان لديها بنات؟
_________ _________ _________ _________ _________ 
  المحامي: كيف انتهى زواجك الأول؟
الشاهد: بالوفاة
المحامي: و بوفاة من انتهى الزواج؟
_________ _________ _________ _________ _________

المحامي: هلا وصفت لي ذلك الشخص؟
الشاهد: كان متوسط الطول وكانت له لحية.
المحامي: هل كان ذكراً أم أنثى؟
_________ _________ _________ _________ _________

المحامي: هل تتذكر متى قمت بفحص الجثة؟
الشاهد: لقد بدأت عملية تشريح الجثة ما يقارب الساعة 8:30 مساءاً.
المحامي: وهل كان السيد دنتون ميتاً آنذاك؟
الشاهد: كلا لقد كان جالساً على الطاولة متسائلاُ لماذا أقوم بتشريح جثته؟
_________ _________ _________ _________  _________
  


  المحامي: يادكتور, قبل قيامك بعملية التشريح, هل قمت بفحص نبضه؟
الشاهد:  كلا
المحامي : هل قمت بفحص ضغط دمه؟
الشاهد:    كلا
المحامي: هل قمت بفحص تنفسه؟
الشاهد:    كلا
المحامي: إذاً, من الممكن أن يكون المريض حياً عندما بدأت بعملية تشريح جثته؟
الشاهد:    كلا
المحامي: و مالذي يجعلك متأكداً لهذه الدرجة, يا دكتور؟
الشاهد: لأن مخه كان على طاولتي موضوعاُ في قنينه.
المحامي: ولكن مع ذلك هناك احتمال أن يكون المريض لازال حياً؟
الشاهد: نعم , من الممكن انه كان حياً ويمارس مهنة المحاماة ؟!


الثلاثاء، 24 أبريل 2012

اتحادهم التام أم الموت الزؤام!

خرج الموضوع عن إطار التنسيق التام والعمالة التامة إلى إطار آخر أوسع بكثير، انه إطار الاتحاد التام.
مبروك، نقولها لكل العرب الذين تآمروا على ذبح العراق وتسليمه إلى إيران، ويتباكون اليوم على مصير أسود ينتظرهم، انه الاتحاد التام والموت الزؤام، أيها السادة.

تابعوا التفاصيل هنا.


خفايا المشروع الإيراني لابتلاع الخليج العربي

بعث الكاتب العربي الإستاذ نزار السامرائي، على بريدي الإلكتروني بمقالة قيمة عن خفايا المشروع الذي تخطط له جارة السوء، إيران، لابتلاع أقطار الخليج العربي، وهو مشروع لايختلف عن المشروع الاستعماري الصهيوني في السياقات العامة والأساليب، وقد سبق أن تحدثنا عن بعض جوانبه كثيراً، ومنها ماورد هنا و هنا و هنا.




إيران تخطط لمشروع جموح يهدف إلى ابتلاع الخليج العربي


نزار السامرائي

لعل الدورة الاستثنائية التاسعة والثلاثين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، والتي أنهت اجتماعات اليوم الواحد في الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، قد اتخذت قرارات مهمة وعملية غير ما تم الإعلان عنه في البيان الختامي أو في تصريحات الوزراء الذين شاركوا فيها، وهذا أمر منطقي بل ومطلوب في ظل ظروف إقليمية ودولية قلقة، ناتجة عن اختلال موازين القوى المتصارعة على توسيع مصالحها ومن ثم تكريسها في منطقة حافظت على أهميتها الاستراتيجية منذ بدء عصر الفتوحات الاستعمارية، حتى بدت إيران في ظل هذا الوضع المضطرب، وكأنها القوة الوحيدة القادرة على فرض وجهات نظرها على دول المنطقة، إما بقوتها المستعرضة بالمناورات العسكرية الدورية التي تجريها، أو بقوة خلاياها النائمة أو أذرعها المنتشرة في بعض الدول التي غفلت عن مواجهة مثل هذه الأخطار، بحيث باتت تلك الخلايا بانتظار إشارة التحرك من طهران لتعبث بأمن دول الخليج العربي، بعد أن أعطى إيران وضعها الخاص كشريك استراتيجي للولايات المتحدة، في العراق بعد عام 2003 شعورا طاغيا بالتفوق الإقليمي على دول المنطقة مجتمعة، وعلى الدول التي لها مصالح استراتيجية فيها.
إن الحديث عن الحوار والاحتكام إلى منطق القانون الدولي، لا يمكن أن يحصل بين طرفين غير متكافئين أو على الأقل متقاربين في القوة العسكرية والاقتصادية، لأن أي خلل في موازين القوى لصالح أي من الجانبين، سيفسره الجانب القوي على أنه فرصة لانتزاع تنازلات سياسية وجغرافية من الطرف الضعيف، وربما يأخذ هذا الحكم بعدا أكثر أهمية إذا كان الطرف الآخر هو إيران بالذات، المعروفة بأنها لا تحترم تعهداتها المثبتة بالاتفاقيات والمعاهدات التي تبرمها مع الدول الأخرى، وربما تعد ذلك قمة الشطارة والمهارة السياسية والدبلوماسية، ولهذا يمكن النظر إلى تصريحات وزير خارجية دولة الإمارات العربية التي حث فيها إيران على بدء المفاوضات بشأن الجزر العربية الثلاث، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، على أنها تعبر عن أمنيات ونوايا خير لن تجد طريقها إلى التنفيذ، لأن إيران تمسك بالأرض أي تحتل الجزر الثلاث، ومن يمسك بالأرض لا يخسر كثيرا من مرور الوقت والذي سيكرس حقائق جديدة، أما الطرف الآخر فإنه وإن كان الحق معه وبصرف النظر عن درجة ذلك، إلا أن الأوراق التي بيده لا تعطيه هامشا من المناورة التي يحشر خصمه في زاوية حرجة تدفعه لتقديم تنازلات غير مضطر لها، ثم أن إيران ومن خلال تصريحات كبار مسؤوليها ليست على استعداد لمجرد التفكير بالبحث في قضية الجزر، التي تعتبرها ملفا مغلقا وأرضا إيرانية وستبقى كذلك، على حد قول علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الإيرانية الأسبق والمستشار الأعلى للشؤون الخارجية لعلي خامنئي مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية، أما محكمة العدل الدول فلا يسمح لها قانونها بالنظر بأي قضية ما لم يتفق طرفا الأزمة على إحالتها إلى المحكمة، على ذلك فينبغي البحث عن مداخل جديدة للتعاطي مع هذا الملف، غير افتراض حسن النية عند إيران، فما جدوى الحديث عن الالتزام بالمطالبة بالحقوق السيادية لدولة الإمارات العربية من خلال الخيار السلمي وضمن أطر القانون الدولي، إذا كان الطرف الآخر يستهين بهذه المبادئ وينظر إليها على أنها عربة الضعفاء للوصول إلى أهدافهم من دون عناء أو تضحية؟

مفاوضات الأقوياء
 إن الجلوس على مائدة المفاوضات، سيبقى ضربا من الخيال ما لم يشعر طرفا المعادلة، أن هناك قوة عسكرية تقف خارج قاعة الحوار على أهبة الاستعداد لتعديل الاختلال في موازين القوى، وربما كان من العبث المراهنة على الدعم الخارجي المفترض من جانب قوى دولية كبرى وخاصة الولايات المتحدة والتحالف الغربي، لمعالجة وضع في منطقة كانت تنظر إليها باعتبارها ساحة صراع ساخنة مع قوى دولية منافسة، وكما أن الولايات المتحدة نظرت إلى القارة الأمريكية على أنها الحديقة الخلفية لها، كما جاء في مبدأ الرئيس الأمريكي جيمس مونرو الذي حكم قبل نحو قرنين، والذي أكد في رسالة وجهها إلى الكونغرس في 2 ديسمبر 1823، بأن نصف الكرة الغربي هو منطقة نفوذ لبلاده لا يحق لأية دولة أوربية منافستها فيه، فإن واشنطن اعتمدت على مبدأ ملء الفراغ الذي جاء به الرئيس دوايت آيزنهاور الذي حكم في خمسينات القرن الماضي، لبسط هيمنتها على الوطن العربي وخاصة منطقة الخليج العربي، ولكن الولايات المتحدة التي فقدت قدرتها على التحكم بمسار الأحداث في القارة الأمريكية بحيث برزت على الواجهة نظم حكم يسارية أعلنت خروجها على بيت الطاعة لأمريكا، بمعارضة لسياسات الحكومة الأمريكية لم تستطع واشنطن ردعها، فإن ما جرى في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، كان انعكاسا للإخفاقات التي لحقت بالمشروع الأمريكي في كل من أفغانستان والعراق.
     لم يعد كافيا أن تصدر بيانات استنكار شديدة اللهجة وبصورة علنية عن جامعة الدول العربية، ولا عن مجلس التعاون الخليجي للزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لجزيرة أبو موسى، فمثل هذه البيانات لا تعيد حقا ولا تخيف عدوا، ولو كان لها تأثير عملي على الأرض، لأعادت البيانات وقصائد الشعر العربي، فلسطين إلى الأمة، منذ أن كتب الشاعر المصري على محمود طه قصيدته التي غناها محمد عبد الوهاب، وطالب فيها بتجريد السيف العربي عن غمده بعد أن جاوز الظالمون المدى، كما أن وصف الزيارة بالعمل الاستفزازي لا يغير من سوء الحال شيئا، فضلا عن أن هذا أقل ما يقال فيها من الناحية الشكلية، ولأنه جزء مما تمليه اتفاقية تشكيل المجلس نفسه باتخاذ المواقف السياسية  المشتركة للوقوف إلى جانب أي طرف منها يتعرض للتهديد الخارجي، أو أن تعبر عن تأييدها للجهود التي تبذلها دولة الامارات لاستعادة السيطرة على جزرها المحتلة، فأدراج الخارجية الإيرانية مكتظة بمثل هذه المذكرات أو البيانات أو التصريحات وربما تم اتلاف معظمها، كما أن الحديث عن تصعيد عسكري خليجي أو عربي يبدو في غير وقته حاليا، ما لم يتعزز بتحالف قوي تدعمه قوى دولية كبرى تجد في أمن منطقة الخليج العربي جزء من أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
 إن  تجربة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ومعها تحالف دولي واسع عام 1991 على العراق بسبب قضية الكويت، لن يتكرر أبدا ومهما كانت الظروف فذلك لم يكن وقوفا إلى جانب الكويتيين أو إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي كما تحاول أطراف تسويق هذه الفكرة، بقدر ما كان تعبيرا عن مصلحة استراتيجية أمريكية في إخراج العراق من معادلة التوازن الاستراتيجي العربي والإقليمي مع كل من إيران وإسرائيل، وإذا كانت الولايات المتحدة قوة دولية تعمل من أجل استعادة حقوق الدول الحليفة لها أو الصديقة، فإن قضية الجزر الثلاث العائدة للإمارات العربية يمكن أن تكون ساحة الاختبار الحقيقة للفرز بين النوايا الكامنة والمواقف المعلنة، لكن المراقبين يعتقدون أن الخيار العسكري من جانب الولايات المتحدة مجمد أو محذوف من القاموس، ليس لأن إيران قوية أكثر مما يجب، وإنما لأن أمريكا ضعيفة أكثر مما ينبغي، في عالم التوازنات الدولية القائمة حاليا، وخاصة بعد المأزقين العراقي والأفغاني، اللذين أظهرا أمريكا عارية تماما على مسرح الأحداث الدولية، كقوة منزوعة الإرادة وعاجزة عن دخول اختبارات القوة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.

أمريكا ليست أسطورة
 لقد أقرت الإدارة الأمريكية ولأول مرة بعجزها عن خوض حربين في وقت واحد، بعد أن ظلت تطرح نفسها على أنها القوة القادرة على مواجهة كل ما يعترض طريقها من تحديات، مهما كانت كبيرة أو تعددت ساحاتها، فهي التي كانت تواجه حربا طاحنة مع الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية بالنيابة في فيتنام وذلك حينما حشّد كل من السوفييت والصينيون كل ما في طاقتهم، لإلحاق الهزيمة بأمريكا في فيتنام والهند الصينية، ولكن الولايات المتحدة وعلى الرغم من حجم المواجهة التي خاضتها والهزيمة التي لحقت بها في ذلك الوقت، فإنها اعتبرت التجربة الفيتنامية درسا طور من القدرات التقنية لمواجهة الاتحاد السوفيتي نفسه، وخاصة أنها استدرجت إلى حرب استنزاف من جانب التحالف الشيوعي العالمي ثم ردت على ذلك باستدراج الاتحاد السوفيتي إلى أفغانستان فخرج منها مثقل الجراح حتى خسر نفسه في نهاية المطاف، ولهذه العوامل مجتمعة فلن يكون بوسع الولايات المتحدة الدخول في مواجهة لأنها مهزومة نفسيا في هذه البقعة من العالم بالذات والتي تمكنت من هزيمة المشروع الأمريكي من دون أن تحصل على دعم خارجي كما كانت فيتنام تحصل عليه.
 ولعل في اختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما استراتيجية شرق آسيا بدلا من الشرق الأوسط، لأنها أقل تكلفة في ميزان المدفوعات السياسية، لاسيما وأن الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، ما يعزز من نظرية المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي عن تعاقب الحضارات، والتي افترض أنها تقوم استجابة لتحديات اجتماعية أو مادية، وعندما تصل إلى مرحلة العجز عن الاستجابة لتلك التحديات فإنها تدخل مرحلة الانهيار، بسبب افتقادها للقوة الأخلاقية والقيمية والروحية، فيحصل الافتراق وتموت القدرة على الإبداع، وكما الإنسان في مراحل نموه فإن أرنولد توينبي حدد خمس مراحل عمرية لكل حضارة أو امبراطورية عبر التاريخ، فمن الميلاد والنشأة، إلى الازدهار والتوسع السريع، إلى الجمود والعجز، ثم الانحلال والتدهور، وأخيرا السقوط والانهيار.
الولايات المتحدة التي صعدت كقوة دولية كبرى، مع أفول نجم امبراطوريات أوربية مسيحية مختلفة اللغات والمذاهب، وامتد وجودها على طول المعمورة وعرضها، وعلى الرغم من أن أمريكا تحاول تجديد نفسها بين آونة وأخرى، إلا أنها ليست استثناءً عن هذه القاعدة وهي (ليست اسطورة نهاية التاريخ) كما يقول توينبي، بل هي حلقة واحدة من حلقات تطور البشرية، وربما تعرف من خلال مفكريها ومراكز البحث هذه الحقيقة، ولأنها تعي حقائق التاريخ وسننه، فإنها تسعى لإضعاف القوى الدولية التي ترى فيها فرصة الصعود، كي تبقى قوية مقابل قوى ضعيفة وليست قوية بمواجهة أقوياء، وربما يعد مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد لإعادة انتاج سايكس بيكو، لتفعيل مقص أكثر حدة مما حصل للوطن العربي في القرن الماضي، ولأن الولايات المتحدة مشغولة بنفسها وحتى أمد غير منظور، فستبقى الثلاجة التي يتم فيها تبريد كل الملفات الساخنة، انتظارا لعودة أوباما إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية والذي يرى المراقبون أن يده ستكون مطلقة أكثر مما فعل خلال الولاية الأولى، مما قد يساعد على تجديد شباب الامبراطورية الأمريكية الزاحفة نحو النهاية ولكن علامات الإحتظار لا يمكن للعين أن تخطأها، على العموم يمكن افتراض أن هذه سنة الانتخابات التي تصاب بها الإدارة الأمريكية بالشلل التام، هي التي تدفع بالقوى الدولية الكبرى، والدول الصغيرة لتحريك ملفات قد لا تستطيع التقرب من أرصفتها في ظروف أخرى.

استعينوا بالكتمان
إن وضعا دوليا مضطربا، نتيجة انكفاء الولايات المتحدة لمعالجة أزماتها الاقتصادية والعسكرية، وظهور دلالات على أن هناك قوى آسيوية مثل الصين والهند باتت تمتلك اقتصادات كبيرة جدا، وتريد دورا سياسيا دوليا مكافئا، وكذلك عودة الاتحاد السوفيتي السابق من دون نظرية شيوعية وباسم جديد، هو الذي وفر اغراء كافيا لدول إقليمية تسعى للتمدد مستغلة حقبة انعدام الوزن الذي تعيشه العلاقات الدولية، هذه الصور المضطربة في المشهد الدولي، باتت لا تسمح بالاطمئنان إلى جانب التعهدات المعلنة من جانب الحلفاء الخارجيين، فالاعتماد على النفس والاستعداد لأسوأ الاحتمالات وتعبئة الرأي العام ووضع موارد البلدان الخليجية في خدمة مشروع القوة المادية عسكريا واقتصاديا والقادرة على التصدي لكل الطوارئ هو وحده الذي يجنب المنطقة احتمالات الحرب، فلا يجوز تحشيد الفرق الموسيقية التي تنشد للسلام والمحبة، إذا كان الفريق الآخر يحشد الفرق العسكرية ويستعرض قوته الصاروخية، ويعزف المارشات الحربية، فالرد يجب أن يكون من جنس الفعل نفسه وحينما يشعر أي طرف أن الثمن الذي يمكن أن يدفعه لمغامرات غير مدروسة أكبر من المكاسب التي قد يحصل عليها، فإنه سيلجأ إلى خيار السلام عبر التفاوض، وإلا فأن أي مفاوضات بين أطراف غير متكافئة لا يمكن أن تؤدي إلى نتائج مرضية أبدا، ولعل في لغة الخطاب السياسي والدبلوماسي الخليجي السابق ورسائل الحوار، أسيء فهمها من جانب طهران، وهو ما أغرى إيران في الماضي لرفع صوتها عاليا على نحو مزق الآذان وخرق كل التقاليد السائدة في علاقات الدول مع بعضها، لذا يجب تصعيد قوة الخطاب السياسي العربي عموما والخليجي خصوصا والمستند على قوة مادية حقيقية، كي يبقى سيد الموقف مع تفعيل لحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حينما قال استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فهل يمكن الركون إلى الامكانات الذاتية لدول مجلس التعاون الخليجي في التعاطي مع ملف الجزر العربية الثلاث، وغيرها من الملفات التي تثير قلقا مشروعا وهاجسا في الأوساط العربية؟ اعتمادا على دعم عربي متعدد المحاور؟ أم أن الوقت ما زال مبكرا؟
إن مجرد تداعي دول مجلس التعاون الخليجي لعقد دورة استثنائية على مستوى وزراء الخارجية لدراسة ملف الجزر الثلاث، يدل على نضج ووعي متزايد في تعاطي الدبلوماسية الخليجية مع الملفات الساخنة والتي تحتاج إلى مستوى عال من الحكمة والحزم والاستعداد لكل الاحتمالات العلنية والسرية معا، وخاصة حينما يتصل الأمر بعلاقات دول المجلس مجتمعة مع إيران، أو علاقات أي عضو من أعضاء المجلس مع إيران بشكل خاص، لأن طهران ظلت تمنح نفسها امتيازا خاصا لم يعترف لها به الآخرون بل فوق طاقة الآخرين للإقرار به، في التصرف فوق القانون، واعتماد مبدأ التدرج في قضم الأراضي العربية وضمها والمطالبة بعد ذلك بأهداف جديدة.
 إيران تحمل مشروعا إقليميا جموحا يتجاوز قدراتها وحقوقها التاريخية وخارطتها الجغرافية، وهذا يدعو العرب المتضررين من هذه السياسة، إلى البحث عن آليات عملية لمواجهة ذلك المشروع على مراحل يمكن أن تتداخل مع بعضها، ولكن المرحلة الأولى وهي التي تعمل على إيقافه عن حدوده التي وصل إليها، ولا يتم ذلك إلا من خلال زيادة مستوى التنسيق وتشديد الحصار الاقتصادي الدولي المفروض على إيران، وخاصة من قبل دولة الامارات العربية نفسها صاحبة المصلحة الحقيقية المباشرة بملف الجزر، لكن هذا يستدعي تضافر جهود الأطراف مجتمعة لرسم الصفحات والمحاور التي تضعف الطرف المقابل سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ليس بالضرورة اللجوء إلى الأساليب التعبوية العسكرية، أو ما عند الجيش من امكانات، وإن كان بالإمكان عدم إغفال الاستراتيجيات العسكرية وسحبها على المعركة السياسية والاقتصادية والتجارية، بما يؤّمن كسب المعركة بأقل الخسائر، أما المرحلة الثانية فتتلخص في إعادة القوة الإيرانية إلى داخل حدودها القديمة، وإذا كنا قد اعتبرنا أن المرحلة الأولى ليست عسكرية، فإن المرحلة الثانية متشعبة وواسعة النطاق، فمن يخطط لقلع شجرة ضارة، ليس عليه أن يأتي بجرافة ويقتلعها من مكانها، مما قد يؤثر على المناطق المجاورة، بل تبدأ الخطة أولا بقطع المياه عنها ثم الانتقال إلى تقطيع فروعها وأغصانها، ومنعها من القدرة على انبات فروع جديدة، وهذه الخطة لست ذات طابع أمني فقط على أهمية الدور الأمني، ولكن المطلوب تحرك متعدد المحاور بحيث تجد إيران نفسها كيانا منبوذا على المستويين الرسمي والشعبي، أما المرحلة الأخيرة فتتلخص في جعل إيران في حالة للدفاع عن النفس مقابل ما تعده أخطارا محدقة بها داخليا وخارجيا من غير أن نمكنها من امتلاك قوة اضافية.
فهل استطاع اجتماع الدوحة إيصال رسالته للزعامة الإيرانية؟ وهل تمكنت تلك الزعامة من فك شفرتها ورموزها بصورة صحيحة؟

الفاو وكسر الإرادات
تاريخ العلاقات بين إيران والوطن العربي منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم، بل منذ نشوء منظومة الدولة في بلاد فارس وجيرانها العرب، استندت على مبدأ فارسي راسخ، وهو أن إيران وبصرف النظر عن أسماء الدول التي نشأت فوق أرضها، كانت تعتمد على قانون القوة لفرض وقائع جديدة على الأرض كلما سنحت لها الفرصة لاستخدام القوة، إما لنمو قوة فائضة عن حاجتها الداخلية فيتم توظيفها للتوسع، وإما لضعف في الجانب الآخر من المعادلة وعلى الدوام كان يمثله العرب، ولكن إيران سرعان ما تنكفئ إلى الوراء حينما لا تجد القوة الذاتية الكافية لفرض وجهات نظرها، فتلجأ إلى الخديعة أو إضاعة الوقت في الأجوبة أو التفسيرات الأكثر غموضا من التساؤلات المطروحة عليها، فهي والحال هذه لا يمكن أن يمر بخاطرها أن تتخلى عن شيء حصلت عليه بأية وسيلة متاحة، على الرغم من أن إيران لم تتمكن من احتلال أرض عربية بالقوة إلا ما حصل في مدينة الفاو العراقية في فبراير/ شباط عام  1986 والتي قال هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الشورى وممثل الخميني في مجلس الدفاع الأعلى يوم احتلال الفاو، إن إيران أصبحت جارا للكويت ودول الخليج وعليها أن تأخذ ذلك بنظر الاعتبار مما يؤكد وحدة منظومة الأمن القومي العربي، أما علي خامنئي الذي كان رئيسا للجمهورية حينذاك فقد قال إن احتلال الفاو تم بموجب خطة تم العثور عليها في أدراج رئاسة الأركان العامة من أيام الشاه، مما يعزز نوايا التمدد الإيراني على العراق بصرف النظر عن طبيعة حكام إيران، ولكن الفاو نفسها كانت السبب الرئيس لكسر العمود الفقري لإيران، حينما استردها العراقيون في17 أبريل/ نيسان 1988، في معركة ربما هي الأولى التي يسترد فبها العرب أرضا محتلة من دون أن تشوب التحرير شائبة تقديم التنازلات السياسية للعدو، وأدى انتصار العراق في معركة تحرير الفاو، إلى عودة ميزان القوى لصالح العراق مرة أخرى، وأدى انتصار الفاو بالنتيجة إلى تجرع الخميني لكأس السم، حينما وافق على قرار مجلس الأمن المرقم 598 لعام 1987 بعد نحو من ثلاثة عشر شهرا من صدوره، ومع ذلك فإن احتلال أرض الغير من دون تضحيات، لا يعني الخروج منها من دون تضحيات، أو من قبل الطرف الذي تعرضت أرضه للاحتلال، وإذا كانت المنطقة لا تحتمل المزيد من الحروب الساخنة، وإذا كان العالم لا يحتمل التفريط بإمدادات النفط منها، فإن امتلاك أسباب القوة الذاتية هو وحده الضامن للأمن اٌلإقليمي والسلام العالمي، وليس من مصلحة العالم أن يشاهد إيران وهي تعبث بأمن المنطقة ويغض الطرف عنها، فالعالم إذا كان يرى في منطقة الخزان النفطي الرئيس عاملا ديمومة لماكنة الاقتصاد العالمي، فعليه أن ينهض بدوره بردع إيران عن مواصلة هذا النوع الخطر من التهديد، والأهم من كل هذا أن تتصرف دول مجلس التعاون الخليجي على أساس ما تمتلكه من قوة موحدة وهائلة تستطيع بواسطتها تركيع إيران ومن يقف مع إيران، من قوى تتحين الفرص للانقضاض على منطقة الثروة التي لم يكن للإنسان دور في وجودها، وتتطلب أقل قدر من الرساميل ولا يمكن أن تتعرض للخسارة أو الكساد.
ولكن كيف تعاملت إيران مع نتائج اجتماع الدوحة؟ قالت طهرن إن سيادتها على الجزر الثلاث غير قابلة للتفاوض، ولكنها دعت الى اجراء محادثات ثنائية مع الامارات لإزالة أي سوء فهم، إذن فالاحتلال هو سوء فهم؟ وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي إن بلاده تأمل ان تتصرف الاطراف الاخرى بحكمة وأناة بشأن سوء الفهم الذي يطرأ بين الحين والاخر، والا فقد تبلغ الامور حدا من التعقيد يصعب معه حلها، واضاف نحن نريد أفضل علاقة ممكنة مع الامارات حيث ان علاقاتنا التجارية والاقتصادية مهمة، فأي حكمة أكبر من صبر على احتلال يزيد على أربعة عقود؟
من يتفحص هذه التناقضات في تصريحات وزير الخارجية الإيراني لا يحتاج إلى جهد كبير، ليكتشف أن إيران تريد من دولة الإمارات العربية الاستسلام لنزعة التوسع الإيرانية والتنازل عن جزرها الثلاث، فهو يصف ما حدث بسوء الفهم، ويدعو إلى تمتين علاقات بلاده بالإمارات العربية وخاصة في مجال العلاقات التجارية وهنا تكمن عقدة إيران في زمن الحصار، أما قائد الجيش الإيراني الجنرال عطا صالحي، فقد رفع من حدة لهجته حينما قال إن بلاده لن تسمح لأي جهة بالتطاول على وحدة الأراضي الإيرانية، وحتى في ردود الفعل الإيرانية التي لم تتخط حدود إزالة سوء الفهم، كان المسؤولون الإيرانيون يهددون بأن الأوضاع قد تصل حدا لا يمكن معه اصلاحها، فهل يعد احتلال أرض الغير مجرد سوء فهم؟ ألا يدل ذلك على استهانة خطيرة بقواعد القانون الدولي؟
من أجل إعادة إيران إلى صوابها، يمكن أن نفترض أنها بحاجة إلى صدمة قوية على رأسها توقظها من حلم حزين.


مبروك للجامعة العربية!

مبروك، ملء الفم، نقولها للجامعة العربية، أميناً عاماً وأقطاراً أعضاءً، ولكل العرب، مواطنين ومسؤولين، مبروك لهذه الكلمات الصادرة من المسؤول الإيراني الأعلى.


خامنئي يعين المالكي رئيساً للجامعة العربية، والتفاصيل هنا.



مزاد التطبيع الديني

لماذا التطبيع الديني المصري مع الكيان الصهيوني، في هذا الوقت تحديداً؟
ماسر زيارة مفتي الديار المصرية، علي جمعة، إلى القدس المحتلة هذا الاسبوع، ومدى تزامن ذلك مع زيارات يجري تنظيمها لأقباط من داخل مصر، ومن خارجها، لزيارة الأماكن المسيحية المقدسة في القدس الشريف؟
هذا ماتجيب عنه مقالة الكاتب العربي محمد سيف الدولة، التي بعثها على بريدي الإلكتروني، مشكوراً.


مزاد التطبيع الديني، لماذا الآن



محمد سيف الدولة
قام الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية بزيارة الى المسجد الاقصى ، مخترقا بذلك حالة الاجماع المصرى والعربى والاسلامى منذ عام 1948 التى منعت وحرمت زيارة فلسطين تحت اى ظرف قبل تحريرها من الاغتصاب الصهيونى .
ورغم نفى المفتى دخولها بتاشيرة اسرائيلية وانما برعاية ملكية اردنية ، الا انه دخلها فى النهاية من بوابة معاهدة وادى عربة الشقيقة الصغرى لأختيها البائستين كامب ديفيد المصرية واوسلو الفلسطينية ، التى ارتكبت جميعها جريمة وخطيئة الاعتراف بشرعية الكيان الصهيونى والتنازل لليهود الصهاينة عن 78% من ارض فلسطين التاريخية .
ناهيك ان كل تبريرات جمعة قد سقطت وانكشفت فورا عندما قامت السلطات الاسرائيلية فى ذات توقيت الزيارة بمنع الشيخ عكرمة صبرى خطيب المسجد الاقصى من دخول القدس . ناهيك عما صرحت به وكالات الانباء العبرية من ان الزيارة تمت تحت حماية كاملة من الجيش الاسرائيلى لحماية الشيخ جمعة من المتطرفين الفلسطينيين وبتنسيق كامل مع السلطات الاردنية .
قبلها ببضعة ايام قامت عدة وفود من المسيحيين المصريين بزيارات دينية الى كنيسة القيامة بالمخالفة لقرار الكنيسة القبطية بعدم زيارة القدس الا بعد تحريرها وكتفا بكتف مع الاخوة المسلمين ، وتوعدت بعقاب المخالفين بالحرمان من سر التناول كأحد اسرار الكنيسة السبعة ، ولكن كل هذا لم يمنع انطلاق عدة رحلات فى وقت متزامن من مطارات مختلفة فى مصر وايطاليا وامريكا الى القدس ، فى لغز كبير حول الجهة المريبة المنظمة لهذه الرحلات فى هذا التوقيت وفى تحد سافر للكنيسة .
***
لا يمكن ان تتزامن كل هذه الزيارات على سبيل الصدفة ، كما انه لا يمكن ان تكون زيارة المفتى قد تمت بمبادرة شخصية منه كما ادعى ، فشخص فى مكانة المفتى الرسمية لا يمكن ان يدخل (اسرائيل) الا بعد استئذان المجلس العسكرى أو بتكليف منه مع تنسيق سياسى امنى كامل بين الجهات الامنية المصرية والاسرائيلية.
وهنا نصل الى مربط الفرس وهو الدوافع والاسباب التى دفعت الادارة المصرية الحالية الى مباركة بل ورعاية مبادرات للتطبيع المصرى الاسرائيلى عبر بوابة الزيارات الدينية ، مبادرات لم تحدث حتى فى عهد مبارك .
التفسير الاقرب الى المنطق ان وراء هذه المبادرات التطبيعية الجديدة رسائل الى اولى الامر فى امريكا واسرائيل ، ان النظام القديم لا يزال هو الاصلح لهم ولمصالحهم ، وانه على استعداد لتقديم ما لا يمكن ان تقدمه لهم قوى الربيع العربى : سيقدم لهم تطبيعاً شعبىاً كاملاً مع اسرائيل يدعم وجودها وشرعيتها ويؤكد ويثبت مدى التزامه بالسلام معها رغم انف كل الثورات العربية .
وربما كان الحافز على تقديم هذه الرسائل فى هذا التوقيت هو ما استجد من تحركات اسلامية فى اتجاه مد جسور جيدة مع الولايات المتحدة والتى بدأت بالاعلان عن الالتزام الكامل بمعاهدات السلام وانتهت بزيارة مبعوثيهم الى واشنطن ودخول البيت الابيض والالتقاء باعضاء من مجلس الامن القومى الامريكى .
ومنها ايضا ما صدر من تصريحات اسرائيلية على لسان قيادات مثل بن اليعازر من ان الاسرائيليين قد يضطرون فى النهاية الى الجلوس مع الاخوان .
بما يعنى ان الورقة التى كان نظام مبارك واقرانه يلعبون بها من انهم الوحيدون الملتزمون بالسلام مع اسرائيل والاعتراف بها قد اوشكت على الاحتراق ، حيث ان الجميع يعلنون استعدادهم لتبنى ذات النهج والتوجه !
فرأى رجال النظام القديم ضرورة الاسراع فى تقديم مزيد من التنازلات فى اتجاه التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية وهم يعلمون ان التيار الاسلامى لن يستطيع ان يجاريهم فيها بل سيشن عليها حملة شعواء ، وهو ما حدث بالفعل حيث ادانت كل القوى الوطنية والاسلامية بشدة زيارة المفتى وطالبت باقالته فورا ، مما سيخفض بالضرورة من اسهمهم لدى الأمريكان لصالح بقاء النظام القديم الذي لم يسقط بعد .
*****


أزمة الزعامات السنية الطارئة

يستعرض الكاتب العراقي الأستاذ مثنى عبدالله في مقال مهم له، واقع الزعامات التي طرأت على الساحة العراقية في أعقاب الاحتلال الأميركي الإيراني، المشترك، وهي زعامات، وليست قيادات، لاتعرف عنها صلتها المسبقة بمشاريع الإدارات الأميركية والحكومات الإيرانية قبل الاحتلال أو عمالتها لها.
ويبحث الكاتب في واقع اثنين من الشخصيات التي برزت ممثلة لما يسمى بالمكون السني العربي في عراق مابعد الاحتلال، كاشفاً عن طبيعة تلك الزعامات وحقيقة الدور الذي قامت به طيلة السنوات الفائتة، وواقع ماتقوم به في هذه اللحظة العراقية التاريخية.




الهاشمي والمطلك وأزمة الزعامات الطارئة


مثنى عبدالله
ولدت القيادات السياسية العراقية الحالية المتحاصصة بالسلطة من أرحام ثلاث. كان أولها وأهمها الرحم الامريكي الذي جمع المعارضين العراقيين من أصقاع شتى، وأغدق عليهم المال والتسليح والتدريب ووفر الماكنة الاعلامية والجهد الاستخباري، ليس لخدمة طموحاتهم الشخصية بل لخدمة أجندته التي كان هؤلاء مجرد وسائل وأدوات فيها. هُم كانوا موجودون في الغرب منذ عقود طويلة من الزمن، لم تعرف وسائل الاعلام أسماءهم ولا اشكالهم من قبل، حتى حان الوقت لتطبيق المصلحة الغربية، فظهروا فرسانا على صفحات الجرائد والفضائيات ينهشون جسد العراق وطنا وشعبا. أما المصنع الثاني الذي أنتج المعارضة العراقية فكان الرحم الايراني، الذي أندفع منذ اليوم الاول لوصول الخميني للسلطة الى تصدير ثورته الى العراق بعقول وأياد ايرانية خالصة، وعندما فشل في ذلك راح يجمع الطائفيين لتشكيل النواة الاولى للمعارضة العراقية، بتسليح وتدريب وتمويل وجهد أستخباري ايراني، ثم تعزز هذا الوجود وهذا الكيان وأتسع أثناء الحرب العراقية الايرانية، من خلال أستثمار الاسرى العراقيين بالضغط والاكراه وعمليات غسيل الدماغ للانتماء الى هذه الواجهة الايرانية الهدف والعراقية التسمية.
ولقد كانت هذه الزعامات التي ولدت من هذين الرحمين، ذات فعل وتاثير واضح في تشكّل المشهد السياسي في العراق مابعد الاحتلال، ليست بقواها الذاتية المحضة، بل تبعا لنفوذ القوى الضامنة لها وهما الولايات المتحدة الامريكية وأيران، اللتان شكلتا أئتلافا أحتلاليا نادرا في التاريخ الاستعماري، حيث لأول مرة تتحد قوى متضادة في الاجندات السياسية وفي حالة عداء معلن في أحتلال بلد، وتسير خطواتهما بشكل متواز على الساحة المحتلة. ولأن هذه الزعامات تقلّدت المناصب المهمة في الدولة، وتم ضمان مصالح الطرفين المحتلين الامريكي والايراني بوجود هؤلاء في هذه المفاصل، ولأن الوطن تم توزيع جغرافيته على هذه الاطراف، حيث الشمال كردي بشكل مطلق، والوسط والجنوب مسيطر عليه من قبل حلفاء أيران، فقد بات من الضروري لتجميل الصورة ولإبراز شفافية وجاذبية النموذج الديمقراطي الامريكي، إنشاء زعامات سياسية من الواقع المحلي وفق شروط المنهج الطائفي والاثني الذي بات واقعا سياسيا عراقيا بأمتياز. فكان أن ولدت من هذا الرحم الداخلي المشوّه بسبب الغزو والاحتلال زعامات جديدة، كان بعضها بعيدا عن مؤتمرات لندن وجنيف وصلاح الدين، لكنها أرتضت اللحاق بالقافلة الجديدة، التي كان حاديها هو نفسه المشرف على تلك المؤتمرات، والغازي والمحتل للبلد في المرحلة اللاحقة. كان الحيز المخطط لهذه الزعامات هو أن تكون ظواهر صوتية، لها صحافة وفضائيات وممثلون في البرلمان والحكومة، كلها تشير الى هدف واحد هو أن في العراق ديمقراطية، من خلال بذخ الكلام والتصريحات النارية والخطب الرنانة التهديدية، والتي دائما ماتنتهي بعد فترة وجيزة من الزمن، وتعود المياه الى مجاريها بين الجميع.



ولقد برز في هذا المجال طارق الهاشمي وصالح المطلق، كابرز قطبين سياسيين مُعبرين عن هذه الظاهرة السياسية الخادعة. فالأول مارس التقية السياسية على أكمل وجه منذ تصدره المنصب الاول في قيادة الحزب الاسلامي العراقي بعد أنقلابه على الزعيم السابق، كي يصبح أقرب الى قادة الاحتلال والى الزعماء الآخرين المتحاصصين في السلطة. كان ينادي بالخيمة الوطنية ويقاتل صوتيا النظام الطائفي ويتقلد منصبا مخصصا للطائفة. هو يعارض الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية ويشيد بالوزيرة التي تمثل حزبه لأنها لم تصوت عليها في مجلس الوزراء، ثم يدخل البرلمان كي يصوت بالتأييد على أقرار الاتفاقية. يُوهم جماهير حزبه والمناطق التي يدعي تمثيلها بأن الدستور سيتم تعديله خلال أربعة أشهر، ولا يحدث ذلك على مدى كل السنوات التالية ولحد الآن. يزور السجون والمعتقلات ببهرجة ثم يقول أنه لايستطيع الافراج حتى عن البريء لأن المالكي لايوافق. ثم تأتي أزمته الاخيرة لتكشف عن أنه كان صامتا طوال كل تلك السنين عن أكبر الكبائر التي كانت تمارسها الحكومة ضد الشعب والوطن. فكل من يراجع مؤتمراته الصحفية منذ لجوئه الى شمال العراق ولحد الآن، يجد بشكل واضح أن هنالك حديثا لم نسمعه منه من قبل عن جرائم بحق الشعب والوطن، وأن هنالك تهاونا ومحاباة للقتلة والمفسدين ولصوص المال العام، ثم يعلن بأن الامريكان قد تركوا العراق حطاما، لا عدالة فيه ولا ديمقراطية ولا قانون، وهو الذي كانت يده بأيديهم طوال كل هذه السنوات قطبا بارزا من أقطاب عمليتهم السياسية. والغريب أنه يدعي بأن الدفاع عنه بات فرض عين على كل عراقي، بينما سبق له أن عطل الجهاد الذي هو فرض عين على كل عراقي ضد الاحتلال، وسعى لاستدراج فصائل المقاومة للدخول في العملية السياسية، وتباهى بذلك علنا.
أما صالح المطلق الذي أعتبره البعض صوتا عروبيا مقاوما لنظام الحكم السياسي الطائفي، ومتناغما مع الكثير من التوجهات الوطنية لعموم الشعب، فيبدو أنه قد روّض نفسه للتأقلم مع العهد الجديد بيده وبمساعدة من أطراف سياسية طائفية وجدت لديه الرغبة في ذلك، فكانوا حريصين على أستدراجه لتقديم فروض الطاعة والولاء للنظام الطائفي ولرموزه، كي يسقط نهائيا من حسابات المعارضين للعملية السياسية ويتخلون من التعويل عليه. ويبدو أنه قد فهم جيدا ماهو المطلوب منه، فراح يعلن التوبة والاعتذار أمام البرلمانيين عن سياسات سلطوية سابقة لادور له فيها، وعن أنتماء حزبي كان قد ترك العمل في صفوفه منذ زمن بعيد، وهي أدلة على أنه قد حسم أمره كي يكون رمزا سياسيا في السلطة الفاشلة، وأن يتخلى عن دور القائد بين الجماهير الذي حاول في بداية الامر أن يمارسه. بل أن الغريب في الرجل هو أنه قد صمت تماما عن التصريحات التي عرفه الجمهور بها، منذ أن جلس في مجلس الوزراء نائبا للمالكي والتي كان يبدو في الاجتماعات بأن لاحول له ولاقوة.
وبذلك سقط تماما في شراك رئيس الوزراء الذي مارس كل أنواع الاغراءات عليه من خلال المقربين، الذين كان يرسلهم اليه كي ياتي طائعا.
وعندما أكتشف أن ما وُعِد به كان مجرد عملية خداع كي يشتروا به صمته، عاد مجددا الى الظاهرة الصوتية التي عُرف بها متخيلا أن المالكي لم يعد بمقدوره أن يتخلى عنه بعد أن جلس في منصب النائب، وبات قطبا من أقطاب الحكومة، لكن المطلك فاته أن الزعامات الطارئة قد تكون مكملات للديكور الحكومي أسوة بالوزير بدون حقيبة، لذلك كان الرد عليه بمنعه من دخول أجتماعات مجلس الوزراء، لأنه أن حضر لا يُعد وأن غاب لايفتقد ولن تتأثر سلطة رئيس الوزراء الذي ملك كل السلطات بيديه بموجب دستور أعرج لم يحدد سلطاته.
أن معضلة الزعامات الطارئة هي أنهم يسرقون التمثيل الشعبي كي يتنافسوا مع الاخرين للوصول الى سُلّم السلطة، وعندما يمسكون زمام الامور بأيديهم يتخلون عن التزاماتهم الوطنية تجاه المواطن لأنهم ليسوا أهلا لها، لكن أية أنتكاسة أو هزيمة يتعرضون لها فأنهم لايتوانون مطلقا عن التلاعب مجددا بالغرائز الطائفية والاثنية التي كانت وسيلتهم للصعود للسلطة. أنهم قادة اللحظة الآنية وليست اللحظة التاريخية، وبما أن العراق اليوم يمر بمرحلة تاريخية من أصعب المراحل التي سوف تحدد وجوده وهويته ومستقبله لزمن قادم، فأن التخلي عن كل رموز العملية السياسية بات فرض عين على كل عراقي شريف، يؤمن بأن الوطن بحاجة للنهوض بقادة تاريخيين وليسوا أقزاما يرقصون في الملعب الطائفي.


ملاحظة:
نشر المقال هنا



تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..