الثلاثاء، 31 يناير 2012
قيادة الحزب الشيوعي العراقي والايدز!
وصلني هذا المقال عبر البريد الإلكتروني، من أحد الأصدقاء، ولا أدري إذا كان منشوراً في مكان آخر، وقد وجدت ان نشره في وجهات نظر، مفيد لأنه يعرض لمرضى نقص المناعة المكتسب (الأيدز) في مايسمى بالحزب الشيوعي العراقي لصاحبه حميد مجيد موسى.
انه مقال مهم، لأنه يصور جانباً من خفايا ذلك الحزب الذي ارتضى أن يكون ذيلاً في خدمة المشروع الاحتلالي الأميركي.قيادة الحزب الشيوعي العراقي والايدز !
جمال محمد تقي
نكتة العام الجديد التي ترددت على اسماع رواد الجلسات الخاصة بالشيوعيين العراقيين الذين طلقوا السياسة الحالية الشاذة لهذا الحزب والتي تجلت منذ ان باعت قيادته نفسها وانفاسها وما ملكت ايمانها، للمشروع العنصري الانفصالي الكردستاني ومن ثم ارتمائها الممحون والذيلي في احضان المشروع الامريكي للعراق، تقول : ان الرفاق في المكتب السياسي واللجنة المركزية مع قادة لجان الاقاليم وحماياتهم، قد عقدوا مؤتمرا استباقيا سريا بينهم اسموه مؤتمر مكافحة الايدز الشيوعي، بهدف حصر حضور المؤتمر القادم على الرفاق من غير المصابين بفيروس نقص المناعة، على اعتبار ان كل عضو منتدب يطالب بالتغيير هو من المصابين بداء الايدز، وعند بحثهم وتداولهم لم يجدوا غير انفسهم من اصحاب المناعة الزائدة والتي تفيض مضادات حيوية تكفي لتلقيح كل احزاب الشرق الشيوعية ضد ايدز التغيير !
كل ذلك لتمهيد طريق بقائهم المتسكع على قمة هذا الحزب، كنتيجة مطلوبة من انعقاد المؤتمر العام التاسع، المؤتمر الذي تعتبره تلك القيادة شر لابد منه للظهور بمظهر الحزب الديمقراطي الذي يواكب سمات المرحلة، قيادة هذا الحزب تركت مكان القمة بين قمم الوطنية العراقية، لحضيض التخادم مع المحتلين ومرتزقتهم، حتى امست مدمنة على الارتشاء بفتات موائد ما يجود به عليها اللصوص الكبار في العملية السياسية القائمة والتي حولت العراق كله لبيئة حاضنة لكل انواع امراض نقص المناعة الطبيعية والمكتسبة.
نكتة اخرى دخلت على الخط بعد ان فتحت كتابات الاخضر بن يوسف، هذا الضمير العراقي الانساني الحر والشاعر الشامخ شبابا واباءا، نوافذا نافذة لتعرية قبح الشيوعي البريمري وارتزاقه الفاضح وسحته على ابواب اولياء النعمة من عسس الغزاة، النكتة تقول : بعد الشيوعي الاخير، وبعد ان كتب سعدي يوسف، ان قيادة الحزب ستسلم الى رجل بسن ذهب يتغنج بتسويق ماركة حزبه لمن يشتري وحيثما وجب، رجل مال واعمال لا يمت بصلة لحزب العمال، سوى بيافطة معلقة على لسانه المداهن درت عليه عيشا رغيدا بالوطن السعيد جيكوسلوفاكيا سابقا، والان تدر عليه عمولات مجزية في دولة المنطقة الخضراء، رجل الاعمال وصاحب سن الذهب هذا اوعز لواحدة من جواري مدرسته للتنكيل بالاخضر بن يوسف، فكتبت هذه المخضرمة " ماذا فعلت بنفسك ياسعدي ؟ " وبعد ان رد الصدى "ماذا فعلت بهم ياسعدي؟" قررت اللجنة المركزية ومكتبها السياسي بقيادة ابو سن الذهب هذا منع اي رفيق من اقتناء او قراءة او استعارة اي من كتب او كتابات او اشعار سعدي يوسف، وبخلاف ذلك سيعرض الرفيق نفسه لأشد العقوبات، واولها الطرد ! !
اي مركب نقص يركب عقل وضمير هذه القيادة المنقادة لهوس البيع والشراء ؟ انه ولا شك مركب نقص في المناعة الوطنية، نقص بالمناعة المبدئية، نقص بالمناعة ضد الفساد والتزوير وبكل انواعه، بما فيه الفساد الخلقي والاخلاقي، نقص بالمناعة الاممية، نقص بالمناعة الفكرية، وصار البعض يخلط بين الحزب الشيوعي وبين بعض الاحزاب الشيعية الصغيرة التي تضع هيئات التطبير فيها رسما لسيفين متعانقين، يشبه رسمة المطرقة والمنجل ! نقص بالنزاهة والامانة والكرامة والشفافية، واما عن الاخيرة فحدث ولا حرج، فهذا الرفيق سعدون قبل استشهاده باسبوع فقط اكتشف ان حميد مجيد موسى يتلقى توجيهات منتظمة ومباشرة من فخري كريم زنكنة تستند لمبدأ شيلني واشيلك، والرفيق كامل شياع اغتيل ولم يكن يعرف بان الحزب قد قدم تعهدا باخلاء طرفه من كل المعتقدات التي تناقض الخط الفكري لسادة القوم وعلى راسهم الحكيم عمار والتي كانت قد اختلطت بالماركسية سهوا ومن دون تمحيص ! والرفيق حميد مجيد لا علم له بعلاقة رائد فهمي بهوشيار زيباري والتي انتجت انجازات وظيفية رفيعة لزوجة رائد فهمي وعائلتها المقيمة في الخارج، فالرفيق رائد يرأس لجنة يفترض بها ان تكون محايدة لعلاقتها الحساسة بمشكلة كركوك، وهكذا علاقة نفعية بين رائد فهمي وهوشيار قد تنعكس سلبا على قرارات تلك اللجنة ولمصلحة حزب البارزاني الذي ينحدر منه الوزير هوشيار !!
اكتشف الرفيق صبحي الجميلي مؤخرا بأن الرفيق مفيد الجزائري ليس مثقفا بما فيه الكفاية ليحتل مركز وزير، سابق، للثقافة فهو مجرد مذيع سابق ، ايضا، في القسم العربي بالاذاعة التشيكية، وكان وقتها يتعامل مع مخابرات ذاك البلد، اما هو اي الجميلي فانه مهندس زراعي وتخصصه هذا يؤهله ليكون اكثر من وكيل لوزير الزراعة في العراق الجديد ومن دون وساطة كردية، لانه يجد بمؤهله هذا، عملة نادرة، فالبكالوريوس الحاصل عليه ليس من جامعة مريدي، واما الرفيق جاسم الحلفي الملقب بأبو احلام قبادارة، فهو مستاء من النظرة الدونية التي ينظر بها اليه الدكاترة في المكتب السياسي، وفي واحدة من تجلياته راح يولول وكأن لسان حاله يقول : بعد شهادات سوق مريدي، تشمر انعال ايطيح على رأس دكتور في الحزب وخارج الحزب، يذكر ان الرفيق الحلفي من الذيول القيادية التي تتمسح بالعلاقة مع حزب البرزاني وهو من راكبي موجة تجحيش الحزب وانصاره وتاريخه لمصلحة جزاريه الطالبانيين والبارزانيين ابان الكفاح المسلح الخائب الذي اودى بخيرة ابناء الحزب للتهلكة المجانية، والذين يعرفون هذا المتسلق، يتذكرون المثل الشعبي القائل، من قلة الخيل شدوا على ـ القبادارات ـ سروج.
قيادة الحزب الشيوعي تعتاش على اللصقة المنفعية في علاقتها بالبقية الباقية من اعضاء القاعدة، والتي هي عبارة عن عطايا وهبات اللصوص الكبار في اقليم كردستان، فمعظم اعضاء الحزب الحاليين تقريبا يحصلون على رواتب تقاعدية من وزارة البيشمركة في الاقليم وهذا سر تواصل الكثير من النفعيين مع هذه القيادة، اما الحزب الشيوعي الكردستاني الذي انفصل عن الحزب الشيوعي العراقي فهو بدوره منقسم على نفسه بين فرعين واحد يوالي الطالباني واخر يوالي البارزاني، وعلى اساس واقع المكونات فان قيادة الحزب تبدي مرونة عالية تجاه فصفصة الحزب طائفيا ومناطقيا، خاصة وان انفصال الشيوعي الكردي عنها قد منحها رضى المتصدقين الكبار في الاقليم، وليس مستبعدا بان يكون هناك فرع مستقل للشيوعيين الشيعة واخر للسنة، خاصة بعد ان تحولت مقرات هذا الحزب الى غرف تجارية بواجهة حزبية مبطنة !
ان هذا التوجه يتطابق نصا وروحا مع فحوى الدستور الاتحادي الذي يحث على الخصخصة المكوناتية وعلى سيادة النفس التجاري على حساب اي نفس اخر، وقيادة الحزب التي تعيش حالة منافسة حرة بين مكوناتها تعتبر الدستور والعملية السياسية القائمة بمثابة بيان شيوعي جديد لها.
كل عام وقادة الاحزاب الشيوعية في العراق بالف خير، كردية كانت ام شيعية، سنية او مناطقية !
( *** )
الأحد، 29 يناير 2012
ياناس ياعسل .. (الريِّس) وصل
كنت أريد الكتابة عن الموضوع، ولكن لم أجد تعليقاً، على القصة، أروع مماستقرأونه هنا، ما كفانا مشقة الحديث عن عودة (ضخامته) الغير ميمونة.
عندما يعترف رزكار محمد أمين
في 19 أبريل/ نيسان 2010، تبادلت وإحدى الكاتبات العراقيات الفضليات، رسائل بشأن استقالة القاضي رزكار محمد امين من رئاسة محكمة العملاء ضد الرئيس الشهيد صدام حسين.
ويومها شككت تلك الفاضلة بمحتوى الاستقالة التي ننشرها في أدناه، وقالت:
"لا اعتقد ان هذا هو نص الاستقالة . لايمكن ان يكتب رزكار مهما كان احترامه للرئيس الراحل هذه الرسالة .ارجو التأكد من مصدر الرسالة" .
"لا اعتقد ان هذا هو نص الاستقالة . لايمكن ان يكتب رزكار مهما كان احترامه للرئيس الراحل هذه الرسالة .ارجو التأكد من مصدر الرسالة" .
وقد وافقتها في شكوكها انطلاقا من كون الرجل رضي أن يكون قاضياً في تلك المحكمة، وهي نقطة سوداء في تاريخه النزيه، ومع كل الشكوك في ذلك النص، فقد أكدنا، كلانا، اننا نحترم استقالته من محكمة العار تلك.
قبل يومين نشرت صحيفة الأهرام القاهرية حواراً صحفياً، هو الأول بحسب معلوماتي، مع القاضي رزكار محمد أمين، وفيه يؤكد تعرضه لضغوط كثيرة، سلطوية ودولية، بخصوص (محاكمة) الرئيس الشهيد صدام حسين وإصدار حكم بإعدامه، رحمه الله، كما يؤكد نص استقالته، الذي تداولناه قبل سنتين تقريباً.
وهذا نص الاستقالة:
السيد رئيس المحكمة الجنائية العليا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــــــــد...
أتقدم بوافر التقدير والاحترام لسعادتكم وأقدم لكم كتاب استقالتي من إدارة محاكمة الرئيس صدام حسين والآخرين الذين معه, استقالة مسببة.. وللتاريخ فإنني أضع أسبابها بين أيديكم راجيا تحقيق العدالة في عراقنا الحبيب.
1- أنتم تعلمون سعادتكم مدى فداحة الضغوط التي تمارس على إدارة المحكمة من قبل السلطة الحاكمة الحالية, ضغوط دولية وسلطوية لا يمكن للفرد ومهما يكن أن يتحملها, ولا يمكن لأي فرد يملك قليلا من الشرف أن يتقبلها.. فهؤلاء يا صاحب السعادة لا يريدون محكمة تحاكم الرئيس صدام حسين وأصحابه بل يريدون منا أن نأخذ دور ممثلين في مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم.
2- عظمة هذا الرجل صدام حسين وشيبته ووقاره, والحق الذي يقف به أمام المحكمة, تجعل إدارة المحكمة في موقف ضعف لا تحسد عليه وتجعلنا في حيرة من أمرنا وصراع كبير بين ضمير عاشق خالص مع بعضه لهذا الرجل العظيم وبين ما يملي علينا من رغبات لمجاميع طائفية لا تملك في تلك المحكمة غير الحقد والكراهية والطائفية.
3- وفوق عظمة هذا الرجل تأتي عظمة القانون والشرع الذي لا تملكه محكمتنا هذه, فلا قانون سابق يؤهلنا لنحاكم هذا الرجل, ولا قانون جديد يشرع لنا محاكمته علي أعمال قديمة, فانتهينا إلي شعور بأننا أصبحنا مفضوحين أمام ضمائرنا وعيون الشعوب الشريفة.
هذه أسباب, وهناك أسباب أخرى كثيرة, قد استطيع أن اذكر منها; إجلالي وتقديري لشخص هذا الرجل وثقتي بنزاهته وتجرده من أطماع يتقاتل عليها الفرقاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــــــــد...
أتقدم بوافر التقدير والاحترام لسعادتكم وأقدم لكم كتاب استقالتي من إدارة محاكمة الرئيس صدام حسين والآخرين الذين معه, استقالة مسببة.. وللتاريخ فإنني أضع أسبابها بين أيديكم راجيا تحقيق العدالة في عراقنا الحبيب.
1- أنتم تعلمون سعادتكم مدى فداحة الضغوط التي تمارس على إدارة المحكمة من قبل السلطة الحاكمة الحالية, ضغوط دولية وسلطوية لا يمكن للفرد ومهما يكن أن يتحملها, ولا يمكن لأي فرد يملك قليلا من الشرف أن يتقبلها.. فهؤلاء يا صاحب السعادة لا يريدون محكمة تحاكم الرئيس صدام حسين وأصحابه بل يريدون منا أن نأخذ دور ممثلين في مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم.
2- عظمة هذا الرجل صدام حسين وشيبته ووقاره, والحق الذي يقف به أمام المحكمة, تجعل إدارة المحكمة في موقف ضعف لا تحسد عليه وتجعلنا في حيرة من أمرنا وصراع كبير بين ضمير عاشق خالص مع بعضه لهذا الرجل العظيم وبين ما يملي علينا من رغبات لمجاميع طائفية لا تملك في تلك المحكمة غير الحقد والكراهية والطائفية.
3- وفوق عظمة هذا الرجل تأتي عظمة القانون والشرع الذي لا تملكه محكمتنا هذه, فلا قانون سابق يؤهلنا لنحاكم هذا الرجل, ولا قانون جديد يشرع لنا محاكمته علي أعمال قديمة, فانتهينا إلي شعور بأننا أصبحنا مفضوحين أمام ضمائرنا وعيون الشعوب الشريفة.
هذه أسباب, وهناك أسباب أخرى كثيرة, قد استطيع أن اذكر منها; إجلالي وتقديري لشخص هذا الرجل وثقتي بنزاهته وتجرده من أطماع يتقاتل عليها الفرقاء.
عليه أرجو قبول الاستقالة التي لا رجعة فيها ومهما كانت الأسباب...
وكان الله في عون من سوف يجلس علي كرسينا هذا حتى ولو اختاروا بديلا مصنوعا من الخشب فو الله إن وقف هذا البديل أمام ذاك الرجل فسوف يحيي فيه ضميره الخشبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رزكار محمد أمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رزكار محمد أمين
......................
هل هناك اعتراف أكثر صراحة من هذا الذي قرأتموه على لسان السيد رزكار محمد أمين، وهو يشرح لنا (عدالة) و (نزاهة) محكمة العار تلك؟
السبت، 28 يناير 2012
لا أحد يملك الحلّ في سوريا
بيترهارلينغ، مدير قسم سوريا ولبنان والعراق في مجموعة الأزمات الدولية، نشر مقالة جديرة بالقراءة في الـ Foreign Policy (فورن بوليسي) عن مآل الأوضاع في سوريا.
وكما ينطق عنوان المقالة فإن المعارضة والحكم في سوريا، والمجتمع الدولي، عاجزون، لأسباب شتى، عن إيجاد حل لمشكلة كبرى تنزلق إليها العزيزة سوريا، بل قد يبدو الجميع، من وجهة نظر الكاتب، متواطئاً في جرِّ البلاد إلى حرب أهلية.
وكما ينطق عنوان المقالة فإن المعارضة والحكم في سوريا، والمجتمع الدولي، عاجزون، لأسباب شتى، عن إيجاد حل لمشكلة كبرى تنزلق إليها العزيزة سوريا، بل قد يبدو الجميع، من وجهة نظر الكاتب، متواطئاً في جرِّ البلاد إلى حرب أهلية.
وجهة نظر جديرة بالقراءة العميقة، وهذه هي الترجمةالعربية للمقالة.
بين النظام والمعارضة والمجتمع الدولي:
لا أحد يملك الحلّ في سوريا
بيتر هارلينغ *
نظرية المؤامرة في هذا الإطار لها حدودها. صحيح أن الحركة الشعبية لم يكن لها لتعيش وحدها من دون التعاطف، غير المهني في كثير من الأحيان، من قبل وسائل الإعلام العالمية، فضلاً عن نيل الدعم اللوجستي من الشتات السوري المنتشر في الخارج. ومهما تكن هذه العوامل صحيحة ومقلقة وتحمل في طياتها بوادر مؤامرة، إلا أنها لا تلتقي بأي شكل مع الرواية السورية الرسمية التي تستند إلى نظرية أن هناك مجموعة من الإرهابيين الدمويين المموّلين من الخارج يحركون ما يجري على الأراضي السورية.
من جهته، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً ومنقسماً على نفسه إلى حدّ بعيد. لقد فشل في التصرّف بحسم لغاية الآن. في البداية، أمل الغرب أن ينجح النظام في إدارة الأزمة، وبالتالي يوفّر عليه أي مغامرة محفوفة بالمخاطر في تلك البقعة الحساسة من المنطقة، غير أنه أصبح في قلب الأزمة. في المقابل، تشعر روسيا بالقلق إزاء عدم الاستقرار المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، لا سيّما في ظلّ محاولات الغرب المتعجرف لدفع أعماله دائماً تحت ستار القيم الأخلاقية النبيلة.
أما الجامعة العربية بدورها فقد انخرطت بنيويا في الأزمة السورية، عبر إرسال مراقبين، ربما فشلوا بحل الأزمة، لكنهم كبحوا التصعيد في العنف من أي طرف أتى، وهو الأمر الذي لم يكن أحد ليتوقعه في غيابهم. للأسف، كان أكثر أعضاء الجامعة، الذين أبدوا حزماً في التعامل مع الأزمة، من الأطراف الأقل مصداقية لاتخاذ زمام المبادرة، وتحديدا الممالك الخليجية التي بعدما اتحدت لإخماد الاحتجاجات الشعبية في البحرين، مالت إلى تبني منظور طائفي للأحداث الإقليمية، فيما لم تقم سوى بالقليل على مستوى الإصلاح في الداخل... ناهيك عن تعثر دول عربية أخرى منشغلة في التوترات لديها، في وقت لا تثق بالغرب نظرا لسجله الحافل في جعل الأمور أسوأ في هذا الجزء من العالم... فكانت النتيجة على شكل جهد بطيء ولكن محدد، يهدف إلى اعتراض النظام عبر مجموعة من القيود تجبره على الاعتراف بحقيقة الأزمة الداخلية والتفاوض على الخروج، والوقوف في المقابل ضد أي مساع تمهد للتدخل الغربي. إلى ذلك، أُعلنت الخطة الانتقالية هذا الأسبوع متحدثة عن دور مؤقت لنائب الرئيس السوري، وإقامة حكومة وحدة وطنية، وانتخاب لجنة دستورية، وإصلاح الأجهزة الأمنية، الأمر الذي من شأنه توفير آلية يمكن البناء عليها وتعزيزها. إذا حظي التفاوض حول انتقال السلطة بدعم كل الأطراف، سوف تُمارس عندها ضغوط هائلة على النظام الذي يعتمد اليوم على الدعم الروسي...
يكمن الجزء الآخر من المشكلة في الأداء الضعيف للمعارضة في المنفى. فأعضاؤها، الذين يتحدثون مرارا وتكرارا على شاشات الفضائيات عن معاناة ذويهم في بلدهم الأم، أهدروا في الواقع الجزء الأكبر من طاقتهم في الخصومات الشخصية، والضغط من أجل الاعتراف الدولي بهم، ومناقشة تدخل أجنبي - إن كان مرغوبا به أم لا - لن يحدث ببساطة في المستقبل المنظور. وبدلا من قيادة الطريق إلى الأمام، ركزت هذه القيادات على تعقب مزاج الشارع، مغلقة الباب في وجه أي انتقال للسلطة عن طريق التفاوض، ومنتقدة مبادرة جامعة الدول العربية بدلا من اقتراح سبل لتحسينها، كما فشلت في التعبير عن استراتيجية ذات مصداقية وقابلة للتطبيق...
وفي الخلاصة، عجزت كل الأطراف المعنية في الاتفاق على ما يمكن أن يكون شكل ومضمون أي قرار صائب قد يصدر عن مجلس الأمن: عدم تأييد التدخل العسكري الأجنبي واضح، سواء لطمأنة روسيا، أو لأن هذا الأمر في ظل الصراع الحالي ليس من ضمن الخيارات المطروحة حاليا، دعوة جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، إلقاء اللوم على النظام لجلبه البلاد الى شفا الحرب، تحميله المسؤولية الكاملة عن مساعي إيجاد الحل؛ مطالبته بتنفيذ خطة الجامعة العربية للمرحلة الانتقالية، الإصرار على احترامه الاحتجاجات السلمية مع تعزيز دور بعثة المراقبين العربية، بالإضافة إلى نشر مراقبين عرب داخل جهاز الأمن المطلوب لمواجهة الجماعات المسلحة.
في النهاية لن يكون مفاجئاً، في ظلّ غياب أي بصيص أمل أن يستفحل اليأس في المجتمع السوري. وقد بدأت بوادر الأخير تظهر في أشكال متعدّدة، جميعها ذات طابع عنفي. فعندما يشعر السوريون بأن جهودهم الجماعية ذهبت سدى، وبأن العالم قد تخلى عنهم، فإنهم سيلجأون بشكل واسع إلى محاربة النظام بأساليبه، الأمر الذي يهدّد بالتحول إلى مشهد أكثر تفتيتا ووحشية. ومن السهل أن يشعر أولئك "اليائسون" بأن الله وحده قادر على مساعدتهم، الأمر الذي يدفعهم للارتماء في أحضان الإسلاميين، في حين أن الاحتياجات اللوجستية لهذه الجماعات يمكن أن تساعد في تعزيز هذه الظاهرة إلى حد كبير، الأمر الذي يعمّق من الانشقاقات الطائفية.
ولغاية الآن يبدو أن النظام وكذلك خصومه يعوّلان على عامل الوقت، والقدرة على الصمود حتى يستسلم الطرف الآخر. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن الأمور تزداد سوءاً بحيث يمكن أن يتحوّل الصراع إلى حرب أهليّة ضارية. وعلى الرغم من أن النظام يتحمّل المسؤولية في وصول الحال إلى ما هي عليه اليوم، إلا أن لا عذر أيضاً للمجتمع الدولي وللمعارضة في المنفى للاستمرار في دفع الأمور بهذا الاتجاه المرعب.
مدير قسم سوريا ولبنان والعراق في مجموعة الأزمات الدولية *(عن فورين بوليسي، بتصرّف)
منذ اندلاع الأزمة في سوريا، ولأشهر طويلة، لم ينجح أي طرف من الأطراف المعنيّة، سواء كان النظام السوري أو المجتمع الدولي أو حتى المعارضة في الخارج، في أن يقدّم أي أمل يوحي بأفق حلّ لهذا التدهور الخطير الذي تنجرف إليه البلاد.
بل على العكس، يبدو الجميع "متواطئاً"، على نحو متزايد، في جرّ سوريا إلى حرب أهليّة لن تصبّ في مصلحة أي جهة بالتأكيد، بل ستزعزع الاستقرار في المنطقة لسنوات طويلة. علاوة على ذلك، تهدّد المطالب "المتطرفة"، التي يطلقها كل طرف من جهته مؤخراً، بنسف أي فرصة للتفاوض في هذه المرحلة الانتقالية.
بل على العكس، يبدو الجميع "متواطئاً"، على نحو متزايد، في جرّ سوريا إلى حرب أهليّة لن تصبّ في مصلحة أي جهة بالتأكيد، بل ستزعزع الاستقرار في المنطقة لسنوات طويلة. علاوة على ذلك، تهدّد المطالب "المتطرفة"، التي يطلقها كل طرف من جهته مؤخراً، بنسف أي فرصة للتفاوض في هذه المرحلة الانتقالية.
من الناحية الأولى، تقوم رؤية النظام على عمليّة سحق "مثيري الشغب" المدعومين من الخارج من ناحية، والانفتاح على مطالب الشعب عبر الوعود الإصلاحية من ناحية أخرى، على غرار ما حصل في الأردن والبحرين... في هذه الأثناء، يحرص النظام، كما حلفاؤه، على أن يصدّق خصومه أنه ما زال قوياً، وعلى أن حركة الاحتجاج ليست كما تبدو، بل يجري تضخيمها عبر وسائل الإعلام المعادية، وعلى أن "المؤامرة الخارجية" عاجزة، وأن المجتمع السوري مصاب بمرض تفشي السفاحين والأصوليين والعملاء، ويتطلّب ذلك علاجاً قاسياً.. عبر الأجهزة الأمنيّة.
في الواقع، تُعدّ هذه الرواية منقوصة من نواحٍ عدة. فعلى امتداد عشرة أشهر، ظهر جلياً أن النظام السوري يعاني من تآكل في هياكله السياسية الداخلية، التي أصبحت غير قابلة للإصلاح. أما السلطة التنفيذية فقد فقدت أي قدرة على تنفيذ سياساتها، كما أن الحزب الحاكم أصبح بمثابة قنبلة فارغة. صحيح أن القوى الأمنية تظهر تماسكاً ملحوظاً واستعداداً فائقاً للقتال، ولكنها تتحول على نحو متزايد إلى قوة معزولة عن المجتمع. أما السبب، فيمكن تفسيره بأن بسط الجيش نفوذه يعتمد على طبيعة حركة الاحتجاج التي كانت لا تزال سلميّة بسوادها الأعظم، أما الآن وقد توسعت أعمال الشغب، فيبدو أن الجيش قد بدأ يفقد قبضته، لا سيّما أنه فضّل في المرحلة الأخيرة اعتماد خيار عدم استخدام العنف كثيرا، خوفاً من أن يُستغلّ ضدّ سوريا في المجتمع الدولي.
في الوقت نفسه، يبدو أن الاقتصاد ينهار بشكل متسارع.. أما المتضرّر الأكبر فهو "الأغلبية الصامتة" من السوريين، التي يدّعي النظام أنها إلى جانبه، في حين أنها غاضبة وخائفة من الطرفين: قادة البلاد المرتابون من حركة الاحتجاج، والمعارضة في المنفى والعالم الخارجي العاجزان عن تقديم أي أفق واضح للخروج من الفوضى التي تُغرق البلاد.
أما على المستوى الشعبي، فتبدو الصورة مختلفة أيضاً عمّا يودّ النظام وحلفاؤه والمتعاطفون معه أن يعتقدوا. فالحركة الاحتجاجية الغائبة عن الرواية الرسمية منذ الأيام الأولى، صحيح أنها ضمّت بشكل واسع مجموعة من قطاع الطرق والخارجين عن القانون والمتطرفين الموجودين بوضوح داخل المجتمع، إلا أن هناك جانبا إيجابيا في هذه الاحتجاجات وهو يعدّ السلاح الأفضل لمواجهة "الشياطين" الذين يتحدّث عنهم النظام.
في الواقع، تُعدّ هذه الرواية منقوصة من نواحٍ عدة. فعلى امتداد عشرة أشهر، ظهر جلياً أن النظام السوري يعاني من تآكل في هياكله السياسية الداخلية، التي أصبحت غير قابلة للإصلاح. أما السلطة التنفيذية فقد فقدت أي قدرة على تنفيذ سياساتها، كما أن الحزب الحاكم أصبح بمثابة قنبلة فارغة. صحيح أن القوى الأمنية تظهر تماسكاً ملحوظاً واستعداداً فائقاً للقتال، ولكنها تتحول على نحو متزايد إلى قوة معزولة عن المجتمع. أما السبب، فيمكن تفسيره بأن بسط الجيش نفوذه يعتمد على طبيعة حركة الاحتجاج التي كانت لا تزال سلميّة بسوادها الأعظم، أما الآن وقد توسعت أعمال الشغب، فيبدو أن الجيش قد بدأ يفقد قبضته، لا سيّما أنه فضّل في المرحلة الأخيرة اعتماد خيار عدم استخدام العنف كثيرا، خوفاً من أن يُستغلّ ضدّ سوريا في المجتمع الدولي.
في الوقت نفسه، يبدو أن الاقتصاد ينهار بشكل متسارع.. أما المتضرّر الأكبر فهو "الأغلبية الصامتة" من السوريين، التي يدّعي النظام أنها إلى جانبه، في حين أنها غاضبة وخائفة من الطرفين: قادة البلاد المرتابون من حركة الاحتجاج، والمعارضة في المنفى والعالم الخارجي العاجزان عن تقديم أي أفق واضح للخروج من الفوضى التي تُغرق البلاد.
أما على المستوى الشعبي، فتبدو الصورة مختلفة أيضاً عمّا يودّ النظام وحلفاؤه والمتعاطفون معه أن يعتقدوا. فالحركة الاحتجاجية الغائبة عن الرواية الرسمية منذ الأيام الأولى، صحيح أنها ضمّت بشكل واسع مجموعة من قطاع الطرق والخارجين عن القانون والمتطرفين الموجودين بوضوح داخل المجتمع، إلا أن هناك جانبا إيجابيا في هذه الاحتجاجات وهو يعدّ السلاح الأفضل لمواجهة "الشياطين" الذين يتحدّث عنهم النظام.
منشقون عن الجيش السوري في ضاحية دوما قرب دمشق |
نظرية المؤامرة في هذا الإطار لها حدودها. صحيح أن الحركة الشعبية لم يكن لها لتعيش وحدها من دون التعاطف، غير المهني في كثير من الأحيان، من قبل وسائل الإعلام العالمية، فضلاً عن نيل الدعم اللوجستي من الشتات السوري المنتشر في الخارج. ومهما تكن هذه العوامل صحيحة ومقلقة وتحمل في طياتها بوادر مؤامرة، إلا أنها لا تلتقي بأي شكل مع الرواية السورية الرسمية التي تستند إلى نظرية أن هناك مجموعة من الإرهابيين الدمويين المموّلين من الخارج يحركون ما يجري على الأراضي السورية.
من جهته، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً ومنقسماً على نفسه إلى حدّ بعيد. لقد فشل في التصرّف بحسم لغاية الآن. في البداية، أمل الغرب أن ينجح النظام في إدارة الأزمة، وبالتالي يوفّر عليه أي مغامرة محفوفة بالمخاطر في تلك البقعة الحساسة من المنطقة، غير أنه أصبح في قلب الأزمة. في المقابل، تشعر روسيا بالقلق إزاء عدم الاستقرار المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، لا سيّما في ظلّ محاولات الغرب المتعجرف لدفع أعماله دائماً تحت ستار القيم الأخلاقية النبيلة.
أما الجامعة العربية بدورها فقد انخرطت بنيويا في الأزمة السورية، عبر إرسال مراقبين، ربما فشلوا بحل الأزمة، لكنهم كبحوا التصعيد في العنف من أي طرف أتى، وهو الأمر الذي لم يكن أحد ليتوقعه في غيابهم. للأسف، كان أكثر أعضاء الجامعة، الذين أبدوا حزماً في التعامل مع الأزمة، من الأطراف الأقل مصداقية لاتخاذ زمام المبادرة، وتحديدا الممالك الخليجية التي بعدما اتحدت لإخماد الاحتجاجات الشعبية في البحرين، مالت إلى تبني منظور طائفي للأحداث الإقليمية، فيما لم تقم سوى بالقليل على مستوى الإصلاح في الداخل... ناهيك عن تعثر دول عربية أخرى منشغلة في التوترات لديها، في وقت لا تثق بالغرب نظرا لسجله الحافل في جعل الأمور أسوأ في هذا الجزء من العالم... فكانت النتيجة على شكل جهد بطيء ولكن محدد، يهدف إلى اعتراض النظام عبر مجموعة من القيود تجبره على الاعتراف بحقيقة الأزمة الداخلية والتفاوض على الخروج، والوقوف في المقابل ضد أي مساع تمهد للتدخل الغربي. إلى ذلك، أُعلنت الخطة الانتقالية هذا الأسبوع متحدثة عن دور مؤقت لنائب الرئيس السوري، وإقامة حكومة وحدة وطنية، وانتخاب لجنة دستورية، وإصلاح الأجهزة الأمنية، الأمر الذي من شأنه توفير آلية يمكن البناء عليها وتعزيزها. إذا حظي التفاوض حول انتقال السلطة بدعم كل الأطراف، سوف تُمارس عندها ضغوط هائلة على النظام الذي يعتمد اليوم على الدعم الروسي...
يكمن الجزء الآخر من المشكلة في الأداء الضعيف للمعارضة في المنفى. فأعضاؤها، الذين يتحدثون مرارا وتكرارا على شاشات الفضائيات عن معاناة ذويهم في بلدهم الأم، أهدروا في الواقع الجزء الأكبر من طاقتهم في الخصومات الشخصية، والضغط من أجل الاعتراف الدولي بهم، ومناقشة تدخل أجنبي - إن كان مرغوبا به أم لا - لن يحدث ببساطة في المستقبل المنظور. وبدلا من قيادة الطريق إلى الأمام، ركزت هذه القيادات على تعقب مزاج الشارع، مغلقة الباب في وجه أي انتقال للسلطة عن طريق التفاوض، ومنتقدة مبادرة جامعة الدول العربية بدلا من اقتراح سبل لتحسينها، كما فشلت في التعبير عن استراتيجية ذات مصداقية وقابلة للتطبيق...
وفي الخلاصة، عجزت كل الأطراف المعنية في الاتفاق على ما يمكن أن يكون شكل ومضمون أي قرار صائب قد يصدر عن مجلس الأمن: عدم تأييد التدخل العسكري الأجنبي واضح، سواء لطمأنة روسيا، أو لأن هذا الأمر في ظل الصراع الحالي ليس من ضمن الخيارات المطروحة حاليا، دعوة جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، إلقاء اللوم على النظام لجلبه البلاد الى شفا الحرب، تحميله المسؤولية الكاملة عن مساعي إيجاد الحل؛ مطالبته بتنفيذ خطة الجامعة العربية للمرحلة الانتقالية، الإصرار على احترامه الاحتجاجات السلمية مع تعزيز دور بعثة المراقبين العربية، بالإضافة إلى نشر مراقبين عرب داخل جهاز الأمن المطلوب لمواجهة الجماعات المسلحة.
في النهاية لن يكون مفاجئاً، في ظلّ غياب أي بصيص أمل أن يستفحل اليأس في المجتمع السوري. وقد بدأت بوادر الأخير تظهر في أشكال متعدّدة، جميعها ذات طابع عنفي. فعندما يشعر السوريون بأن جهودهم الجماعية ذهبت سدى، وبأن العالم قد تخلى عنهم، فإنهم سيلجأون بشكل واسع إلى محاربة النظام بأساليبه، الأمر الذي يهدّد بالتحول إلى مشهد أكثر تفتيتا ووحشية. ومن السهل أن يشعر أولئك "اليائسون" بأن الله وحده قادر على مساعدتهم، الأمر الذي يدفعهم للارتماء في أحضان الإسلاميين، في حين أن الاحتياجات اللوجستية لهذه الجماعات يمكن أن تساعد في تعزيز هذه الظاهرة إلى حد كبير، الأمر الذي يعمّق من الانشقاقات الطائفية.
ولغاية الآن يبدو أن النظام وكذلك خصومه يعوّلان على عامل الوقت، والقدرة على الصمود حتى يستسلم الطرف الآخر. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن الأمور تزداد سوءاً بحيث يمكن أن يتحوّل الصراع إلى حرب أهليّة ضارية. وعلى الرغم من أن النظام يتحمّل المسؤولية في وصول الحال إلى ما هي عليه اليوم، إلا أن لا عذر أيضاً للمجتمع الدولي وللمعارضة في المنفى للاستمرار في دفع الأمور بهذا الاتجاه المرعب.
مدير قسم سوريا ولبنان والعراق في مجموعة الأزمات الدولية *(عن فورين بوليسي، بتصرّف)
ملاحظة:
نُشر المقال باللغة الانجليزية هنا
ونُشرت الترجمة العربية للمقال هنا
قراءة بعيون عشتارية!
عشتارتنا العراقية، حفظها الله، تقرأ الماضي بعيون الحاضر...
انها مقالات وتعليقات عن الإعلام العراقي قبل العدوان الأميركي، تستحق القراءة والتوثيق..
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الحمير تدخل على الخط!
ليس في الأمر سخرية ولا تضليل..
فقد دخل حزب الحمير العراقي على خط الثورات العربية، وبالتحديد الثورة السورية، بعدما قام جنود سوريون باعدام مجموعة من الحمير دون أن يعلموا أن للحمير حزباً بدأ بالمطالبة بمحاكمة دولية للقتلة.
ولم يخف زعيم الحزب، عمر كلول، تأثره الشديد لصورة إعدام الحمير، مما دفعه إلى إطلاق حملة على الفيس بوك لكسب التأييد العالمي لقضيته، كما أقام معرضا تحت عنوان "أنقذوا حمير سوريا"، ويتركز حديثه مع معجبيه وزوار معرضه على الثأر لواقعة الحمير.
وبدخول الحمار على قضية ثورة عربية سيسجل فتح الملف السياسي الاول في تاريخه، وأول ثورة يشارك فيها ضد حكومة.
ولم يخف زعيم الحزب، عمر كلول، تأثره الشديد لصورة إعدام الحمير، مما دفعه إلى إطلاق حملة على الفيس بوك لكسب التأييد العالمي لقضيته، كما أقام معرضا تحت عنوان "أنقذوا حمير سوريا"، ويتركز حديثه مع معجبيه وزوار معرضه على الثأر لواقعة الحمير.
وبدخول الحمار على قضية ثورة عربية سيسجل فتح الملف السياسي الاول في تاريخه، وأول ثورة يشارك فيها ضد حكومة.
هنا موقعهم على الفيس بوك
وهذا تقرير متلفز عن الموضوع
مهمة روتينية!
أبت السفارة الأميركية في العراق المحتل، الا أن تعبر عن (صدقيتها العالية) بخصوص الطائرة المروحية التي هبطت في بغداد يوم أمس بسبب عطل فني.
وأصرَّت السفارة على تأكيد الفضيحة المجلجلة لكذاب بغداد، قاسم المو سوي، على نحو يستلزم تقديم (التحية والشكر) لجهدها الذي يعضِّد جهد الساعين لفضح أولئك الكذابين، الذين لايستحون من تفاقم الكذب الرخيص...
فقد أكدت السفارة على لسان المتحدث باسمها، مايكل ماكليلان، إن "المروحية التي اضطرت إلى الهبوط قرب نهر دجلة اليوم بسبب عطل فني كانت تجري طلعة روتينية في سماء بغداد".
وبإعلانه هذا يكون السيد ماكليلان، أكد حقيقة نعرفها جيداً نحن العراقيين، وخصوصاً من سكنة بغداد، حيث لايخفى وجود آثار تدل على وجود القوات المحتلة في العاصمة تحديداً.
لكن السؤال الذي يجب ان نوجهه إلى كذاب بغداد، المدعو قاسم المو سوي: مارأيك بهذه التصريحات الأميركية؟ أم انك ستخرج مرة أخرى لتكذب أسيادك؟
اعتقد انك ستفعلها، فأنت وأمثالك وولي نعمتك المالكي العميل، من الصفاقة بمكان بحيث لاتخشون شيئاً، بعد أن بان كذبكم منذ زمن بعيد.
(شكراً) ملء الفم، نقولها للسيد ماكليلان الذي كشف بسرعة البرق، واحدة من أسوأ كذباتك يا مو سوي
الجمعة، 27 يناير 2012
حكمت العزاوي، في رحاب الله
(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ومابدَّلوا تبديلا)
رحم الله العم العزيز الاستاذ حكمت ابراهيم، كان مثالاً للخلق النبيل والتواضع الجم، باذلاً بإخلاص للوطن والشعب، عاش قنوعاً متديناً أميناً عفَّ اليد واللسان، متحلياً بالهدوء والسكينة، نقي الضمير والروح.
بذل حياته في خدمة الوطن، ونال حب الجميع.. وأسهم بجهد علمي رصين، في كسر حصار الظالمين الذي كبَّلوا به العراق 13عاماً.
كان آخر عهدي بالعم أبي زيد، رحمه الله، قبل الاحتلال المجرم، حيث كنا نلتقي بشكل شبه دائم في جامع الملا حويش بشارع الربيع في حي الجامعة ببغداد، إذ كان يحرص، رحمه الله، على أداء الصلوات في ذلك الجامع الجميل.
وقد أسر، رحمه الله، بعيد الغزو الأميركي المجرم بقليل على أيدي عملاء الاحتلال، وتم تسليمه للقوات المحتلة التي واصلت احتجازه دون مبرر، سوى كونه من رجالات العهد الوطني.
بذل حياته في خدمة الوطن، ونال حب الجميع.. وأسهم بجهد علمي رصين، في كسر حصار الظالمين الذي كبَّلوا به العراق 13عاماً.
كان آخر عهدي بالعم أبي زيد، رحمه الله، قبل الاحتلال المجرم، حيث كنا نلتقي بشكل شبه دائم في جامع الملا حويش بشارع الربيع في حي الجامعة ببغداد، إذ كان يحرص، رحمه الله، على أداء الصلوات في ذلك الجامع الجميل.
وقد أسر، رحمه الله، بعيد الغزو الأميركي المجرم بقليل على أيدي عملاء الاحتلال، وتم تسليمه للقوات المحتلة التي واصلت احتجازه دون مبرر، سوى كونه من رجالات العهد الوطني.
حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم وهو في أسره الذي دام نحو تسع سنوات.
الى رحمة الله وفي عليين إن شاء الله..
كذبة ولا أسخف!
لا أريد أن أخوض في تفاصيل مايجري في سوريا، الآن على الأقل، فلذلك مكان آخر، لكن أسخف كذبة سمعتها في هذا الصدد هي ما سأتناوله في هذه السطور.
فقد نشرت صحيفة الديار اللبنانية، وهي صحيفة معروفة ارتباطاتها بدمشق وحزب الله، أن أحد أعضاء فريق المراقبين العرب، وهو ضابط عراقي، تعرض للاختطاف على يد مجموعات مسلحة في مدينة حمص السورية، حيث كان هذا الضابط العراقي من ضمن فريق دخل احياء حمص.
وتمضي الصحيفة في كذبتها السخيفة لتقول: ان هذا الضابط بقي رهن خاطفيه، وتسميهم العصابات المسلحة، لأكثر من ثلاث ساعات في هذه الاحياء، حيث فوجئ الخاطفون بهذا الضابط الذي كان يلاحقهم في العراق، كما انه، الضابط العراقي، فوجئ برؤية المسلحين لأنه يعرفهم وهم من الافغان والعراقيين والباكستانيين.
...
بربكم هل رأيتم كذبة سخيفة مثل هذه؟
وأتساءل:
إذا كان الخاطفون مجرد عصابات مسلحة وانهم من الأفغان والعراقيين والباكستانيين، وواضح ان المقصود بهذا الخليط هو التأكيد على ان المسلحين في سوريا ينتمون إلى تنظيم القاعدة، فلماا أطلقوا سراح هذا الضابط، خصوصاً انه كما يبدو من (الرافضة) بحسب توصيف تنظيم القاعدة؟
هل أطلقوا سراحه ليعلن (فضيحة) الجماعات المعارضة في سوريا، وليؤكد انهم مجرد (عصابات مسلحة تنتمي لتنظيم القاعدة)؟
لماذا لم يعالجوا الأمر بطريقتهم الخاصة، إذا كانوا من القاعدة، ذبحاً بسكين أو بإطلاقة من مسدس في الرأس، لتنتهي القصة ويتم التحفظ على تلك (الفضيحة) المجلجلة التي يعرفون ان الضابط العراقي سيعلنها على الملأ؟
.........
مع الأسف ان بعض الصحفيين العرب يمارسون قدراً كبيراً من التضليل واستغباء الآخرين بطريقة مقززة فعلا!
ملاحظة:
يرجى الانتباه إلى ان العلم الموجود في الصورة المنشورة مع الخبر ليس علم سوريا، لأن علم سوريا يحتوي على نجمتين في الوسط، كما انه ليس علم العراق الذي تعترف به جماعات المقاومة العراقية، حيث يحتوي ذلك العلم ثلاث نجمات تتوسطها عبارة الله أكبر.
23 مليوناً و 309 آلاف دولار!
مجس النواب العراقي، وله تسميات أخرى عديدة، قرر مؤخراً شراء 10 بنادق آلية و10 مدسات لكل عضو من أعضائه البالغ عددهم 325، وبكلفة إجمالية تبلغ نحو سبعة ملايين و59 ألف دولار، حيث يقال ان سعر المسدس الواحد يبلغ 500 دولار، وسعر البندقية الواحدة 586 دولاراً، باستثناء الرشاوى والعمولات والمصاريف الإضافية.
كما يزمع المجلس تزويد اعضائه الـ 325 بسيارات مصفحة، لا أعرف كم تبلغ قيمة الواحدة منها، ولكن يقال انها بقيمة تبلغ نحو 50 ألف دولار، ليكون مجموع قيمة الصفقة 16 مليوناً و250 ألف دولار.
وإليكم صورة عن الوثائق الخاصة بهذا الصدد.
اضغط على الصورة رجاءً لعرضها بحجم أكبر |
اضغط على الصورة رجاءً لعرضها بحجم أكبر |
نسخة من إلى:
مرجعية النجف الشريفة التي تحرِّم تبذير أموال الشعب العراقي.
ملاحظة:
لتفاصيل أوفى يرجى الضغط هنا
لله يامحسنين!
لا أدري إذا كان نوري المالكي يعتقد ان العراقيين، حاشاهم، أغبياء إلى هذه الدرجة، أو انهم فاقدون للوعي، بتسويقه كذبات مفضوحة لايقبل بها أي طفل بسيط، فضلاً عن من هم أكبر من ذلك سناً.
وبالطبع تتذكرون الفيلم السخيف الذي خرج به علينا (دولته) ذات يوم بانقطاع الكهرباء عن مكتبه خلال مقابلة تلفزيونية وقال لنا حينها ان الكهرباء تنقطع عن مكتبه وبيته كما تنقطع عن بيوت العراقيين، بل زاد انه لايمتلك مولدة كهربائية، ليعود بعد قليل ويقول ان المولدة عاطلة وتحتاج الى تصليح، وانه لايملك مروحة أو حتى مبردة، وطبعا نسي ان أجهزة التسجيل والكاميرا التي تصور اللقاء ظلَّت تعمل، رغم انقطاع الكهرباء، ويبدو ان الاجهزة تعمل بواسطة النفط، حيث ان قناة الفيحاء التي أجرت المقابلة الفضيحة، طلبت بضعة لترات من النفط من حسين الشهرستاني، الذي لم يعطهم سوى 3 ليترات فقط عملاً بنصيحة السادة المراجع العظام، بالحفاظ على أموال الشعب العراقي.
وهذا هو الفيلم لمن لايتذكره..
فقد قال رئيس الوزراء نوري المالكي انه لايحب المال ويحمد الله على هذه الصفة ، مؤكدا انه لايمتلك ارصدة وحسابات في الخارج سوى 10 الاف دولار .
واضاف المالكي في مقابلة تلفزيونية ان "كل ما املكه من ارصده خارج العراق هو 10 الاف دولار فقط ولا استطيع ان اسحب منها لأن ذلك يقتضي حضوري او كفالة (طبعاً يقصد وكالة لكنه كذاب مفضوح) لشخص اخر".
واشار الى ان " المال لايعني شيئا بمقدار حفظ الكرامة وليس لي سوى راتبي الذي اتقاضاه من الدولة ففي البداية كنت اتقاضى راتبا قدره 35 مليون دينار في الشهر في الوقت الذي كانت تتقاضى فيه هيئة الرئاسة راتبا قدره 80 مليون دينار ثم حصل التخفيض الى 17 مليون دينار".
وذكر المالكي ان" الراتب هو فقط مصدر اموالي وليس لي أي مورد اخر سواء كن زراعيا او صناعيا او تجاريا او استثماريا ".
..
انتهى الخبر، ولكن لي تعليق بسيط:
فقبل عدة اشهر عندما طالبت هيئة النزاهة بالكشوفات المالية لكافة المسؤولين ذكر التقرير ان المالكي يملك 436 الف دولار وهذا ماقدمه هو بنفسه للجنة النزاهة، والتقرير لازال موجوداً، ويمكن الاطلاع عليه، فكيف تضاءل الرقم إلى 10 آلاف دولار فقط.
إذا كان التعاون الخليجي فاشلاً.. فكيف سيكون «الاتحاد»؟
حسين غباش، باحث إماراتي معروف، مصرٌ على التغريد خارج السرب الخليجي، مايجعله حريصاً على السباحة/ النشر، بعيداً عن مياه الخليج العربي.
ومن تغريداته البعيدة هذه المقالة، التي يتحدث فيها عن (فشل) مشروع اتحاد أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو الفكرة/ المشروع التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في قمة المجلس التشاورية في الرياض أخيراً.
إذا كان التعاون الخليجي فاشلاً.. فكيف سيكون «الاتحاد»؟
حسين غباش
قليل من الخليجيين، العارفين بشؤون ديارهم، أخذو ا قرار الرياض، إبان القمة الخليجية في ديسمبر الماضي، القاضي بالانتقال بمجلس التعاون الخليجي إلى «الاتحاد الخليجي»، محمل الجد. الاتحاد كان ولا يزال حلما من أحلام الشعوب الخليجية. ترى فيه خلاصها من التمزق والهوان الداخلي، وتأمل فيه حمايتها من التبعية الخارجية المهلكة. كما ترى فيه علاجا ضروريا لمأزقها الديمغرافي الخطر. بيد أن المعطيات الذاتية والموضوعية لا تسمح بالتفاؤل. وتاريخ مجلس التعاون ومحصلة إنجازاته المحدودة، خلال العقود الثلاثة الماضية، محبطان جدا. إذاً، كيف لنا أن نشيد صرحا أرقى على أرضية هشة؟
يجلس مجلس التعاون، على جملة من التناقضات والإشكاليات البنيوية المتعلقة بطبيعة سلطته السياسية، كما الفكرية المرتبطة بالثقافة السياسية للسلطة، التي لا تتماهى وفكرة الاتحاد، ولا تؤهله للتعايش مع صيغة اتحادية. فطبيعة البناء السياسي، بمعنى النظم، كما طبيعة الثقافة الرسمية لبلدان الخليج، تحدد طبيعة الاتحاد المنشود. والحديث عن المجلس هو الحديث عن أعضائه.
المعروف، كما تؤكده الأنظمة ذاتها، أن النظم العائلية لا تحكم البلاد فحسب، بل «تملكها». هي تملك الأرض، (الأوطان)، وما فيها من ثروات، ولا يمكنها، بالتالي، بصفتها المالك، أن تعتبر وتتعامل مع سكانها إلا كرعايا. أما الجزيرة العربية مثلا تسمى، هي وشعبها، على اسم العائلة السعودية. هل يمكن لهذه الثقافة ان تخلق مواطنيين حقيقيين فاعلين في التاريخ؟
الثقافة الرسمية الخليجية بصفة عامة لا تخلق أسيادا على أرضهم بالمفهوم السياسي و الحقوقي، بل يصيرون أتباعا. وهذه الصفة لا تلغي الذات الوطنية للإنسان فحسب، بل تلغيه كإنسان سيد ذاته. لا يمكن أن يكون الإنسان مواطنا بدون أن يمتلك إرادته. لكن كيف يمكن أن يكون الإنسان مواطنا مالكا لإرادته الحرة في ملكيات خاصة؟
فضلا عن ذلك، ان فكر المصالح الخاصة هو بطبيعته فكر مصالح وقوى متضاربة. والدليل أن المجلس لم يتمكن من إرساء لبنة واحدة لمشروع التكامل والاتحاد؟ فقد أخفق في توحيد السياسات الخارجية. ولم يفلح في توحيد السياسات المالية والاقتصادية، وتفرق عند إقرار العملة الموحدة. واختلف على توحيد السياسات الجمركية. وأخفق إخفاقا مدويا في معالجة الخلافات الحدودية المزمنة. والواقع أن الحالة الخليجية لا تعبر عن خلافات حدودية بين أوطان، يمكن أن يحلها عقلاء من الطرفين، بل خلافات حدودية بين ممالك خاصة. لذلك تبدو مستعصية على الفهم والمنطق، ولا نجد لها حلولا عادلة.
لنأخذ مثالا على ذلك. هنالك خلافات بين السعودية والكويت، التي لا زالت تشعر بالغبن تجاه المملكة. وبين السعودية وقطر، والأخيرة مبتلية بهواجس الصغار. ثم بين السعودية والإمارات، التي انتزعت السعودية منها، بغير وجه حق، جزءا كبيرا من أراضيها، زائد آبار النفط الغنية. ولا ننسى، بالطبع، الخلافات بين السعودية واليمن، وهي خلافات مرشحة للعودة إلى المشهد السياسي بعد إسقاط علي عبد الله صالح، وتشييد الدولة اليمينة الديموقراطية. إنها حقوق وطنية يمنية سيادية، واليمنيون لن يسكتوا على ضيم.
مجلس التعاون، الذي شُكل عام1981، لم يأت كثمرة بناء استراتيجي و«فكر وحدوي» نهضوي، بل أتى كرد فعل على الثورة الايرانية وتداعياتها. فبعد سقوط الشاه، حليف الأنظمة الخليجية وعميدها، اختل التوازن التقليدي وشعر الحكام الخليجيون، آنذاك، بالتهديد لأنظمتهم، والتفوا حول ذواتهم، وشكلوا محورهم الدفاعي. اليوم أتت رياح الثورات العربية العاتية لتزيد المجلس تصدعا وإرباكا. وتأتي فكرة الاتحاد الخليجي كرد فعل آخر، كأن المأمول منه أن يكون «الدرع الحامي» من رياح الثورات.
تبدو هذه السياسات كسلسلة ردود أفعال تعوزها الحكمة. لم نر في معظم القرارات التي اتخذت أي وعي تاريخي، أو إدراك لمقتضيات العصر. وبالتالي، لم يكن ممكنا ان تسير بهذه البلدان إلا من أزمة إلى أخرى.
أوليست من المفارقة أن يكون أمن الأنظمة في تعارض شبه دائم وأمن الشعوب؟ يحدث هذا الانفصال عندما لا تمثل السلطات شعوبها وتفقد المشترك العام. ذلك لأنه إذا لم تخضع المصالح الخاصة لما هو أسمى منها، أي المصلحة الوطنية العليا، تتغلب الأولى على الثانية وتهمشها. وهذه من حقائق الوجود.
المواطن في الثقافة الرسمية هو الآخر. هو شيء من الخصم المفترض، حتى يُثبت ولاءه وتبعيته، ثم يُقبل كتابع من درجة ما.
لقد رأينا، كيف تم تعامل السلطات في المملكة السعودية مع المعارضين السياسيين، ومطالبهم المشروعة (يقدر عدد سجناء الضمير في المملكة بين عشرة آلاف وثلاثين ألفا). ثم كيف تم التعامل مع الحركات الإصلاحية، حتى غير الدينية منها، في البحرين.
لكل نظام فكره السياسي ومصطلحاته. لم نسمع يوما في الخطاب الرسمي، منذ أن تأسست هذه الكيانات السياسية بشكلها الحديث في سبعينيات القرن الماضي، أي إشارة، ولو يتيمة، إلى الأمن الاجتماعي، أو الأمن الوطني، أو السيادة الوطنية، ناهيك عن الأمن الثقافي المخترق. والكل يعلم أن السيادة مغيبة، والقرار الوطني صادرته العولمة، والأمن الثقافي ملغى من الوعي تماما، بل لا يثير اهتمام حتى مثقفي الخليج المعنيين بالأمر.
فضلا عن ذلك، كما هو حال مفهوم «المواطن»، يغيب مصطلح الشعب في الثقافة السياسية الرسمية. لأن الاعتراف تتبعه حقوق وتليه مسؤوليات متبادلة. كما يفترض أن تتبعة ولادة ضرورية لعقود اجتماعية ودساتير تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وهذا يتناقض وطبيعة بعض السلطات القائمة في الخليج. بالتأكيد، نستثني الكويت، التي تميزت، مبكرا، عن بقية البلدان الخليجية وشيدت نظامها السياسي على دستور متقدم وضع عام 1962، ودخلت الحياة الديموقراطية.
من دون نقلة، بل ثورة إصلاحية في الدول الخليجية، ستكون للثورات العربية ارتداداتها الحتمية. إنها حركة التاريخ. ولن يكون الاتحاد المنشود إلا محورا عسكريا أمنيا آخر. ولن يكون قادته قد استوعبوا حركة التاريخ المعاصر. وفي الأخير، لن يكون الاتحاد، بالتأكيد، مُعبرا عن تطلعات الشعوب الخليجية.
ملاحظة:
نُشر المقال هنا
يجلس مجلس التعاون، على جملة من التناقضات والإشكاليات البنيوية المتعلقة بطبيعة سلطته السياسية، كما الفكرية المرتبطة بالثقافة السياسية للسلطة، التي لا تتماهى وفكرة الاتحاد، ولا تؤهله للتعايش مع صيغة اتحادية. فطبيعة البناء السياسي، بمعنى النظم، كما طبيعة الثقافة الرسمية لبلدان الخليج، تحدد طبيعة الاتحاد المنشود. والحديث عن المجلس هو الحديث عن أعضائه.
المعروف، كما تؤكده الأنظمة ذاتها، أن النظم العائلية لا تحكم البلاد فحسب، بل «تملكها». هي تملك الأرض، (الأوطان)، وما فيها من ثروات، ولا يمكنها، بالتالي، بصفتها المالك، أن تعتبر وتتعامل مع سكانها إلا كرعايا. أما الجزيرة العربية مثلا تسمى، هي وشعبها، على اسم العائلة السعودية. هل يمكن لهذه الثقافة ان تخلق مواطنيين حقيقيين فاعلين في التاريخ؟
الثقافة الرسمية الخليجية بصفة عامة لا تخلق أسيادا على أرضهم بالمفهوم السياسي و الحقوقي، بل يصيرون أتباعا. وهذه الصفة لا تلغي الذات الوطنية للإنسان فحسب، بل تلغيه كإنسان سيد ذاته. لا يمكن أن يكون الإنسان مواطنا بدون أن يمتلك إرادته. لكن كيف يمكن أن يكون الإنسان مواطنا مالكا لإرادته الحرة في ملكيات خاصة؟
فضلا عن ذلك، ان فكر المصالح الخاصة هو بطبيعته فكر مصالح وقوى متضاربة. والدليل أن المجلس لم يتمكن من إرساء لبنة واحدة لمشروع التكامل والاتحاد؟ فقد أخفق في توحيد السياسات الخارجية. ولم يفلح في توحيد السياسات المالية والاقتصادية، وتفرق عند إقرار العملة الموحدة. واختلف على توحيد السياسات الجمركية. وأخفق إخفاقا مدويا في معالجة الخلافات الحدودية المزمنة. والواقع أن الحالة الخليجية لا تعبر عن خلافات حدودية بين أوطان، يمكن أن يحلها عقلاء من الطرفين، بل خلافات حدودية بين ممالك خاصة. لذلك تبدو مستعصية على الفهم والمنطق، ولا نجد لها حلولا عادلة.
لنأخذ مثالا على ذلك. هنالك خلافات بين السعودية والكويت، التي لا زالت تشعر بالغبن تجاه المملكة. وبين السعودية وقطر، والأخيرة مبتلية بهواجس الصغار. ثم بين السعودية والإمارات، التي انتزعت السعودية منها، بغير وجه حق، جزءا كبيرا من أراضيها، زائد آبار النفط الغنية. ولا ننسى، بالطبع، الخلافات بين السعودية واليمن، وهي خلافات مرشحة للعودة إلى المشهد السياسي بعد إسقاط علي عبد الله صالح، وتشييد الدولة اليمينة الديموقراطية. إنها حقوق وطنية يمنية سيادية، واليمنيون لن يسكتوا على ضيم.
مجلس التعاون، الذي شُكل عام1981، لم يأت كثمرة بناء استراتيجي و«فكر وحدوي» نهضوي، بل أتى كرد فعل على الثورة الايرانية وتداعياتها. فبعد سقوط الشاه، حليف الأنظمة الخليجية وعميدها، اختل التوازن التقليدي وشعر الحكام الخليجيون، آنذاك، بالتهديد لأنظمتهم، والتفوا حول ذواتهم، وشكلوا محورهم الدفاعي. اليوم أتت رياح الثورات العربية العاتية لتزيد المجلس تصدعا وإرباكا. وتأتي فكرة الاتحاد الخليجي كرد فعل آخر، كأن المأمول منه أن يكون «الدرع الحامي» من رياح الثورات.
تبدو هذه السياسات كسلسلة ردود أفعال تعوزها الحكمة. لم نر في معظم القرارات التي اتخذت أي وعي تاريخي، أو إدراك لمقتضيات العصر. وبالتالي، لم يكن ممكنا ان تسير بهذه البلدان إلا من أزمة إلى أخرى.
أوليست من المفارقة أن يكون أمن الأنظمة في تعارض شبه دائم وأمن الشعوب؟ يحدث هذا الانفصال عندما لا تمثل السلطات شعوبها وتفقد المشترك العام. ذلك لأنه إذا لم تخضع المصالح الخاصة لما هو أسمى منها، أي المصلحة الوطنية العليا، تتغلب الأولى على الثانية وتهمشها. وهذه من حقائق الوجود.
المواطن في الثقافة الرسمية هو الآخر. هو شيء من الخصم المفترض، حتى يُثبت ولاءه وتبعيته، ثم يُقبل كتابع من درجة ما.
لقد رأينا، كيف تم تعامل السلطات في المملكة السعودية مع المعارضين السياسيين، ومطالبهم المشروعة (يقدر عدد سجناء الضمير في المملكة بين عشرة آلاف وثلاثين ألفا). ثم كيف تم التعامل مع الحركات الإصلاحية، حتى غير الدينية منها، في البحرين.
لكل نظام فكره السياسي ومصطلحاته. لم نسمع يوما في الخطاب الرسمي، منذ أن تأسست هذه الكيانات السياسية بشكلها الحديث في سبعينيات القرن الماضي، أي إشارة، ولو يتيمة، إلى الأمن الاجتماعي، أو الأمن الوطني، أو السيادة الوطنية، ناهيك عن الأمن الثقافي المخترق. والكل يعلم أن السيادة مغيبة، والقرار الوطني صادرته العولمة، والأمن الثقافي ملغى من الوعي تماما، بل لا يثير اهتمام حتى مثقفي الخليج المعنيين بالأمر.
فضلا عن ذلك، كما هو حال مفهوم «المواطن»، يغيب مصطلح الشعب في الثقافة السياسية الرسمية. لأن الاعتراف تتبعه حقوق وتليه مسؤوليات متبادلة. كما يفترض أن تتبعة ولادة ضرورية لعقود اجتماعية ودساتير تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وهذا يتناقض وطبيعة بعض السلطات القائمة في الخليج. بالتأكيد، نستثني الكويت، التي تميزت، مبكرا، عن بقية البلدان الخليجية وشيدت نظامها السياسي على دستور متقدم وضع عام 1962، ودخلت الحياة الديموقراطية.
من دون نقلة، بل ثورة إصلاحية في الدول الخليجية، ستكون للثورات العربية ارتداداتها الحتمية. إنها حركة التاريخ. ولن يكون الاتحاد المنشود إلا محورا عسكريا أمنيا آخر. ولن يكون قادته قد استوعبوا حركة التاريخ المعاصر. وفي الأخير، لن يكون الاتحاد، بالتأكيد، مُعبرا عن تطلعات الشعوب الخليجية.
ملاحظة:
نُشر المقال هنا
ويأبى الله إلا أن يفضحهم، وبسرعة!
بأسرع مما كنا نتوقع، بل بأسرع ماكان يتوقع أكثر المتشائمين حيال الموضوع، فقد أبى الله سبحانه في عليائه، إلا أن يفضح هذه الحكومة العميلة المتحكمة في بغداد، وجيش الاحتلال الأميركي المجرم.
فبعد كل الصراخ واستعراض العضلات وإعلان مظاهر الفرح الكاذب والادعاءات المزعومة برحيل القوات الأميركية المحتلة في إطار ماسمي بانسحاب القوات الأميركية من العراق، هبطت صباح اليوم، الجمعة 27 يناير/ كانون الثاني 2012، طائرة مروحية أميركية في منطقة شارع حيفا وسط العاصمة العراقية، وتحديداً عند مقهى القبطان قرب البساتين الواقعة خلف مستشفى الكرخ الجمهوري ببغداد، طبقاً لرؤية شهود عيان من المنطقة ذاتها.
ويعرف كل مطلِّع، وغير المطلِّعين أيضاً، ان الطائرات المروحية تطير ضمن مديات قصيرة، وانها لايمكن ان تكون وصلت الى قلب بغداد من خارج حدود العراق.
ان هبوط هذه المروحية، اضطرارياً، ومجيء طائرة مروحية أخرى لانقاذها، يؤكد بنحو واضح كذبة عدم وجود قوات أميركية في العراق، الا إذا كان نوري المالكي يريد أن يوهمنا أن طيارين عراقيين هم الذين قادوا هاتين الطائرتين انطلاقاً من الاتفاقية الأمنية التي أبرمها مع مجرم الحرب جورج بوش.
وبالتأكيد فإن كذاب بغداد قاسم المو سوي، سيخرج علينا بإحدى كذبتين، فهو إما سينفي حدوث ذلك تماماً، أو انه سيؤكد ان هذه المروحية كانت في رحلة استجمام فوق بغداد وانها دخلت الأراضي العراقية بموجب تأشيرة (سياحية).
متابعتان لاحقتان:
كما توقعنا، فقد ظهر كذاب بغداد ليعلن نفيه القاطع هبوط أية مروحية أميركية في بغداد هذا اليوم.
ولن الله يريد فضح هذا الكذاب الأشر وحكومته الفاسدة، فقد أعلنت السفارة الأميركية في العراق ان أحدى المروحيات الأميركية ااضطرت للهبوط قرب نهر دجلة، وهو الموقع الذي حددناه بدقة في أعلاه، بسبب عطل فني.
وهذا يعني اننا استطعنا هذا اليوم ان نكشف كذبتين لهذه الحكومة التي تبين بالفعل انها لاتستحي.. ولن تستحي.
كما توقعنا، فقد ظهر كذاب بغداد ليعلن نفيه القاطع هبوط أية مروحية أميركية في بغداد هذا اليوم.
ولن الله يريد فضح هذا الكذاب الأشر وحكومته الفاسدة، فقد أعلنت السفارة الأميركية في العراق ان أحدى المروحيات الأميركية ااضطرت للهبوط قرب نهر دجلة، وهو الموقع الذي حددناه بدقة في أعلاه، بسبب عطل فني.
وهذا يعني اننا استطعنا هذا اليوم ان نكشف كذبتين لهذه الحكومة التي تبين بالفعل انها لاتستحي.. ولن تستحي.
الخميس، 26 يناير 2012
يا برلمانيو مصر.. أرجوكم تعلّموا من صفية السهيل !!!
وصية ثمينة الى برلمانيي مصر وهم يفتتحون مجلس الشعب الجديد، الأول بعد رحيل الفرعون الجاسوس ...
يا برلمان مصر الجديد ...
أرجوكم .. تعلّموا من صفية السهيل !!!
عدي فاضل شفيق
كنت أتصفح بعض المواقع الالكترونية التي تهتم بالشأن العراقي وتنقل ما يصدر من أشباه السياسيين في عراق ما بعد الاحتلال، وتوقفت باستغراب عند تصريح النائب في البرلمان العراقي السيدة صفية السهيل والتي أوردت فيه (استعداد مجلس النواب العراقي ولجنة العلاقات واللجان الأخرى على تقديم الدعم والتعاون مع مجلس الشعب المصري الذي عقد أول جلساته يوم الاثنين 23-01-2012)، ولم تكتف النائب بهذا الجميل على البرلمان المصري الجديد بل استفاضت بمكارم التصريحات حين قالت )إننا سنقوم بعرض تجربتنا السياسية الديمقراطية سواء بكتابة الدستور أو تعديل القوانين أو التأكيد على التعددية السياسية إلى مجلس الشعب المصري واللجان العاملة التي سيتم تشكيلها لاحقا) !!! وانتهت بتقديم النصح إلى البرلمان المصري الجديد حين قالت (نصيحتنا إلى أعضاء مجلس الشعب المصري بضرورة التواصل مع المواطنين والتأكيد على متبنيات الشباب في الثورة التي قادها الشباب).
ولا أريد أن اعلق على هذه التصريحات الفنطازية والتي أضحكت كل من قراها سواء كان سياسيا أو مواطنا بسيطا فقيرا لا يملك غير لسانه ليعبر به عن سخطه من حال العراق اليوم، لا أريد أن اعلق بل أريد أن أوجه مجمل أسئلة للست صفية السهيل وأتمنى أن تمتلك الشجاعة لترد عليها ليس تفضلا منها بل واجبا عليها باعتبارها تمثل مئة ألف مواطن عراقي مغلوب على أمره !!
سيدتي الفاضلة ...
هل ستعلمون البرلمان المصري الجديد وأعضاءه كيفية إقراركم وبسرعة البرق لمنافعكم الشخصية ورواتبكم الفلكية وغيرها من منافع اجتماعية وغيركم من أبناء العراق يتلظى جوعا ولاسقف يحميه من برد الشتاء ولا قيض الصيف؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف هي السبل للتستر على سارقي أموال العراق والذين أصبحوا بين ليلة وضحاها من أثرياء لندن ودبي وبيروت وغيرها من عواصم العالم والتي لازالت تحمل آثار أقدامهم عندما كانوا يتجولون فيها تسكعا وهو ينتظرون أول الشهر لاستلام معوناتهم الشهرية من حكومات تلك الدول ؟؟؟
هل ستعلمونهم كيفية إرساء أسس الطائفية المقيتة في عملهم البرلماني ومنه إلى عملهم التنفيذي والذي دفع العراق ثمنا له انهرا من دماء أبناءه وانتم تتمتعون بدفيء السلطة وثراءها الفاحش؟؟؟
هل ستعلمونهم ماهي طرق الاستجداء لرضى هذه الدولة أو تلك لتكونوا عبادا مأمورين بيد ضباط مخابراتهم لتحقيق مكاسبهم على حساب العراق وأهله؟؟؟
هل ستعلمونهم كيفية التستر على القتلة والسفاحين ومباركتكم لهم ليعتلوا مناصب عليا في سلم الدولة وبناءها الهرمي ؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يكون المتملق والكذاب فريقا في جيش مصر كما حصل في جيش العراق الجديد؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيفية كتابة دستور طائفي مقيت يحمل بين صفحاته عشرات القنابل الموقوتة والتي وضعتموها انتم لتنفجر كلما أراد أسيادكم تفجيرها؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يكون المهندس الزراعي وزيرا للمالية أو بياع الخضرة ماسكا بأهم وزارة أمنية أو وزير الثقافة وزيرا للدفاع ؟؟؟
هل ستعلمونهم لعبة (شيلني وأشيلك) في سرقة أموال العراق؟؟؟
هل ستعلونهم لعبة الملفات الموضوعة تحت الطاولة كلما اقتضت الحاجة سُحبت لتوضع فوق الطاولة؟؟؟
هل ستعلونهم لغة الكواتم والعبوات اللاصقة وتصفية الخصوم بشتى الطرق وابشعها؟؟؟
هل ستعلونهم طرق النصب والاحتيال والسرقة والاستحواذ على مقدرات الشعب بشتى الوسائل والطرق الممكنة وغير الممكنة؟؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف ينفق رئيسهم مليوني دولار لتغطية نفقات سفره واحده وهو رئيس فخري وبدون صلاحيات؟؟؟
هل ستعلونهم كيف ينفق رئيس برلمانهم الجديد مليوني دولار لتأثيث بيته؟؟؟؟
هل ستعلونهم كيف تقبض الرشى للسكوت على مشاريع مريبة تقيمها دول الجوار تضر بالعراق أرضا وشعبا وتاريخا؟؟؟؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يكون القاتل مسوؤلا رفيع المستوى في وزارة الخارجية؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف تكون القاهرة أسوا مدينة للعيش في العالم؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف تحتفل نصف حكومة العراق الجديد بافتتاح دولاب الهواء في متنزه الزوراء؟؟؟؟
هل ستعلمونهم ماهي اقصر الطرق وأسرعها في تهجير الملايين من أبناء مصر كما فعلتم في العراق؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يكون في مصر أربعة ملايين يتيم ومليون ونصف المليون أرملة؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف تكون حدود مصر مستباحة حتى لكل من هب ودب؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يسرق نفط العراق ومن يقف وراء هذه السرقات من أركان الدولة وأعمدتها؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يصبح المواطن المصري مهجرا داخل مصر؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يتم تصديق وتوثيق شهادات البكالوريوس لمن لم يحصل على شهادة الإعدادية أصلا؟؟؟
هل ستعملونهم كيف يقتلون ويهجرون كفاءاتهم وعلماءهم وأطباءهم ومبدعيهم وفنانيهم وضباطهم وشرفاءهم؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يتقاسمون مطار القاهرة الدولي كما هو الحال في مطار النجف الذي قسمته الأحزاب الحاكمة فيما بينها؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يقبل وزير النقل لديهم يدي خامئني الخرف ليستجدي منه ابتسامة صفراء لا تجلب معها غير القتل والتشريد والدمار؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يتم تهريب السجناء من سجون مصر وبمباركة هذا السياسي أو ذاك ومقابل (دفاتر) ليست ورقية بل من فئة المائة دولار؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يكون لكل سياسي شركاته الخاصة المسجلة وفق القانون ليكسب منها سحته الحرام من خلال مناقصات وعقود ما انزل الله بها من سلطان؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف سيكون البغاء والدعارة من خلال ما يسمى بالمتعة أو المسيار أو المصياف أو غيرها من بدع أهل العمايم بلونيها الأبيض والأسود؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف يحتمي السارق والقاتل والفاسق والفاسد تحت هذه العمامة أو تلك؟؟؟؟
هل ستعلمونهم كيف تكون قبة البرلمان ساحة للتنازع الشخصي بين السياسيين والتنفيذيين لا أن يكون ساحة لمحاسبة ومراقبة أداء الحكومة كما يحصل في برلمانكم اليوم من خلال ما تسمونه بالاستجوابات التي لا تعدو كونها تصفية حسابات ضيقة ومشبوهه نتيجة للتنازع على عقود ومناقصات الدولة لحساب هذا الطرف أو ذاك؟؟؟؟
وهل وهل وهل ........................
وأخيرا أقول كلمة إلى كل الإخوة في البرلمان المصري الجديد ... إن كنتم تودون التعلم والاستفادة من هكذا تجربة ديمقراطية فريدة !!! كما دعتكم إليها السيدة صفية السهيل فأهلا وسهلا بكم ولكن عليكم قبلها أن ترفعوا شعار ... على مصر السلام.
ملاحظة:
نشر المقال هنا
أيها الأوروبيون المفلسون.. تواضعوا قليلاً
مهاتير محمد، اسم بارز في تاريخ القرن العشرين، انه صانع نهضة ماليزيا، ورئيس وزرائها لاثنين وعشرين عاما، جعلها قوة اقتصادية بارزة في شرق آسيا ومنطقة الباسفيك.
وهو في ىمقالته هذه، يقدم نصيحة لاقتصاديي أوروبا بالاستفادة من التجربة الماليزية التي لطالما تهكَّموا عليها، بينما تعاني منطقة اليورو من أزمات اقتصادية عدة، في مدمته أزمة الديون السيادية في عدد من بلدانها.
أيها الأوروبيون المفلسون.. تواضعوا قليلاً
تعلموا من ماليزيا التي تهكَّمتم عليها يوماً!
تعلموا من ماليزيا التي تهكَّمتم عليها يوماً!
مهاتير محمد *
يقول الماليزيون بما معناه انه «عندما تضيع طريقك ارجع للبداية وانطلق من جديد».
أنا على يقين ان كل واحد منا ضيَّع طريقه في معالجة الازمة المالية الحالية.
الغرب على وجه الخصوص يحتاج الى اعادة التفكير في بعض الاساسيات.
فالعالم لا يزال مشغولاً بمنطقة اليورو، واخذت قضية معالجة اوروبا للازمة المالية اهتماما عالميا، لكن انا شخصيا لدي شكوك حقيقية حول «معصومية» الاوروبيين من الخطأ، واكره بالذات معاييرهم المزدوجة.
سنوات الهيمنة والسيطرة اقنعتهم بأنهم يعرفون اكثر وافضل من غيرهم ما هي المصلحة العامة، وقيمهم يتم قبولها كمعيار عالمي، في حين تهمَّش القيم الآسيوية.
وهذا ما يفسر الحلول البسيطة التي قدموها لدول شرق آسيا عندما افقرها تجار العملات، فقد طلبت الدول الاوروبية عبر هذه الحلول من ماليزيا ان ترفع معدلات فائدتها، وان توفر فائض ميزانية، وتتيح للبنوك والشركات المتعثرة سبيل الافلاس وما الى ذلك.
هذه كانت وصفتهم لجميع دول شرق آسيا.
لكن عندما واجهت اميركا واوروبا ازمتها المالية، لم ينفذوا اي شيء مما طلبوه من ماليزيا ودول شرق آسيا ان تفعله، وفي حين ظنوا ان تلك المعايير تجدي نفعا لآسيا، وجدوا انها لا تناسب الغرب.
بالنسبة لأوروبا كانت الرأسمالية طوال أكثر من عقدين ماضيين قصة مباشرة وواضحة يتحدث عنها الجميع. ولسنوات طويلة، ظلت أوروبا تضع منتجات تغرق أسواق العالم، واحتكرت الأعمال والتجارة العالمية. ووفرت لشعوبها أعلى مستويات المعيشة.
هذه الزيادة في نمو أوروبا وثروتها كادت تستمر إلى ما نهاية، لولا ان جاءت الحرب العالمية الثانية، فبعد تلك الحرب استطاعت اليابان ان تصنع وتنتج بضائع استهلاكية بجودة عالية لكن بسعر أرخص.
ثم جاءت تايوان، وكوريا الجنوبية، وأخيراً الصين وهذا ما جعل الأوروبيين يخسرون بسرعة أسواقهم.
ولأنهم لم يعودوا قادرين على المنافسة، اختار الأوروبيون والأميركيون الأسواق المالية. فاخترعوا منتجات مالية مثل البيع المكشوف على الأسهم، وتجارة العملات والمشتقات، وإقراض الرهون العقارية، والتوريق، والاستثمارات بأموال أغلبها مقترض عبر صناديق تحوط وغيرها، وبد أنهم مستمرون في النمو والازدهار.
لكن لم تخرج من سوق التمويل أعمال تجارية حقيقية، ولم تُخلق وظائف جديدة، وتسبب ذلك تالياً بتراجع التجارة.
ولأنهم أصبحوا جشعين، أفسدوا النظام المالي، واحتكروا السوق بهدف جني المزيد من الأرباح.
في هونغ كونغ عام 1997، تحدثت خلال اجتماع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وألقيت باللوم على التجارة بالعملات كسبب في تفجر الأزمة المالية الآسيوية آنذاك، وقلت لهم إن العملات لم تكن سلعاً ولم يكن ينبغي حينها التداول بها.
لكن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لم يهتما بما ذكرت. بل قبلوا بإعطاء حقوق لتجار العملات تخولهم عدم الإفصاح عن تعاملاتهم أو حتى دفع ضرائب، ومنحوهم هذه الاستثناءات تحت مسمى التجارة الحرة، في حين انه يتوجب على آخرين الإفصاح بشفافية والخضوع لتشريعاتهم.
وبناء على ما نصحونا به، نستطيع ان نستشف اننا كنا سنفلس ونعتمد على قروضهم.
انتقادي لتجارة العملات لم يلقَ سوى الشجب والتنديد.
لكن استغلال وانتهاك السوق المالي لا يدوم للأبد. ففي عام 2008، انفجرت الفقاعة، وافلست بنوك وشركات تأمين وصناديق استثمار وحتى دول.
لكن بالنسبة لمركز الدولار. ربما أصبحت قيمته شيئا لا يذكر لولا انه عملة للتسويات التجارية.
وتماما كما شهدت دول شرق آسيا في السابق، ها هي دول اوروبا واميركا اصبحت فقيرة. ورفضها قبول الفقر نتج عنه نبذ فكرة قبول معايير التقشف.
وهو ما يتراءى في التظاهرات والاضرابات التي تعبر عنها شعوبها رفضا لتلك المعايير. هذا، ببساطة يفاقم الوضع لديهم.
الدول الآسيوية تصرفت على نحو مختلف. فعندما اصبحت فقيرة بسبب تخفيض قيمة عملاتها، استطاعت التأقلم مع الوضع بإمكاناتها وما تملكه.
بعض الدول ذهبت الى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تطلب منه العون والمساعدة، لكن ماليزيا ثبتت معدل الصرف، ومنعت تجار العملات من الحصول على الرينغيت. وقالوا لنا حينها ان اقتصادنا سينهار، وان اي احد لن يقرضنا المال، وحذرونا من تداعيات مروعة. لكن ايا من هذا لم يحدث. واستطاعت ماليزيا ان تنهض بأسرع من البقية.
الاسيويون الآخرون ايضا تعافوا لكن بفضل الشعوب التي اعطت ما تملك من مال ومجوهرات لحكوماتها كي تساعدها في سداد الديون. وبذل العمال قصارى جهدهم، وقبلوا العيش بمستويات اقل من السابق.
الطريقة الوحيدة التي يمكن للأوروبيين ان يستعيدوا بها تعافي اقتصادياتهم هي ان يعترفوا بأنهم فقراء الآن، وعليهم العيش وفق امكاناتهم.
ولهذا عليهم العودة الى قواعد «البيزنس» الحقيقية، التي تنتج السلع وتبيع الخدمات.
وعلى الدول الأوروبية ايضا ان تخفض الاجور والمكافآت ومزايا اخرى كي تصبح تنافسية. اضافة الى ذلك، ينبغي مراقبة الاسواق المالية واشراف الحكومة عليها. كما لا بد من فحص الكثير من المنتجات المالية، ان لم يكن «منعها».
هذه الدول بحاجة الآن الى عقد اتفاقية «بريتون وودز» جديدة بوجود تمثيل كاف من الدول الفقيرة. ودراسة وضع التجارة بالعملات على اساس الذهب، مقابل ان يتم تقييم جميع العملات الاخرى.
اما تقلب اسعار الذهب فربما يصل الى ادنى مستوياته. وقد تتعرض الاعمال والانشطة التجارية الى اضطرابات اقل.
وعلى الحكومات ان تثبت معدل الصرف استنادا الى الذهب او الاداء الاقتصادي، وعدم التداول بتجارة العملات. أما على صعيد البنوك، فينبغي من هذه الدول تنظيمها بشكل افضل، ووضع قواعد جديدة لتجنب الاقتراض المبالغ فيه، والحد من القروض، وتجميد اقراض الرهون العقارية.
في حين ان النظام المالي بحاجة الى توحيده، ودعم الاعمال التجارية الحقيقية. هذه المعايير ستأخذ وقتا، الا انها ستضمن ضآلة نسبة عودة او تكرر هذا النوع من الازمات العالمية.
لا عودة الى الطرق التي كان يسلكها او يختارها العالم من قبل. وعلى الاوروبيين ان يقبلوا بأن ايام هيمنة اوروبا على الاسواق والاقتصاد العالمي قد ولت. وعلى اوروبا ايضا ان تبحث عن حلول لها عند الشرق.
أنا على يقين ان كل واحد منا ضيَّع طريقه في معالجة الازمة المالية الحالية.
الغرب على وجه الخصوص يحتاج الى اعادة التفكير في بعض الاساسيات.
فالعالم لا يزال مشغولاً بمنطقة اليورو، واخذت قضية معالجة اوروبا للازمة المالية اهتماما عالميا، لكن انا شخصيا لدي شكوك حقيقية حول «معصومية» الاوروبيين من الخطأ، واكره بالذات معاييرهم المزدوجة.
سنوات الهيمنة والسيطرة اقنعتهم بأنهم يعرفون اكثر وافضل من غيرهم ما هي المصلحة العامة، وقيمهم يتم قبولها كمعيار عالمي، في حين تهمَّش القيم الآسيوية.
وهذا ما يفسر الحلول البسيطة التي قدموها لدول شرق آسيا عندما افقرها تجار العملات، فقد طلبت الدول الاوروبية عبر هذه الحلول من ماليزيا ان ترفع معدلات فائدتها، وان توفر فائض ميزانية، وتتيح للبنوك والشركات المتعثرة سبيل الافلاس وما الى ذلك.
هذه كانت وصفتهم لجميع دول شرق آسيا.
لكن عندما واجهت اميركا واوروبا ازمتها المالية، لم ينفذوا اي شيء مما طلبوه من ماليزيا ودول شرق آسيا ان تفعله، وفي حين ظنوا ان تلك المعايير تجدي نفعا لآسيا، وجدوا انها لا تناسب الغرب.
بالنسبة لأوروبا كانت الرأسمالية طوال أكثر من عقدين ماضيين قصة مباشرة وواضحة يتحدث عنها الجميع. ولسنوات طويلة، ظلت أوروبا تضع منتجات تغرق أسواق العالم، واحتكرت الأعمال والتجارة العالمية. ووفرت لشعوبها أعلى مستويات المعيشة.
هذه الزيادة في نمو أوروبا وثروتها كادت تستمر إلى ما نهاية، لولا ان جاءت الحرب العالمية الثانية، فبعد تلك الحرب استطاعت اليابان ان تصنع وتنتج بضائع استهلاكية بجودة عالية لكن بسعر أرخص.
ثم جاءت تايوان، وكوريا الجنوبية، وأخيراً الصين وهذا ما جعل الأوروبيين يخسرون بسرعة أسواقهم.
ولأنهم لم يعودوا قادرين على المنافسة، اختار الأوروبيون والأميركيون الأسواق المالية. فاخترعوا منتجات مالية مثل البيع المكشوف على الأسهم، وتجارة العملات والمشتقات، وإقراض الرهون العقارية، والتوريق، والاستثمارات بأموال أغلبها مقترض عبر صناديق تحوط وغيرها، وبد أنهم مستمرون في النمو والازدهار.
لكن لم تخرج من سوق التمويل أعمال تجارية حقيقية، ولم تُخلق وظائف جديدة، وتسبب ذلك تالياً بتراجع التجارة.
ولأنهم أصبحوا جشعين، أفسدوا النظام المالي، واحتكروا السوق بهدف جني المزيد من الأرباح.
في هونغ كونغ عام 1997، تحدثت خلال اجتماع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وألقيت باللوم على التجارة بالعملات كسبب في تفجر الأزمة المالية الآسيوية آنذاك، وقلت لهم إن العملات لم تكن سلعاً ولم يكن ينبغي حينها التداول بها.
لكن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لم يهتما بما ذكرت. بل قبلوا بإعطاء حقوق لتجار العملات تخولهم عدم الإفصاح عن تعاملاتهم أو حتى دفع ضرائب، ومنحوهم هذه الاستثناءات تحت مسمى التجارة الحرة، في حين انه يتوجب على آخرين الإفصاح بشفافية والخضوع لتشريعاتهم.
وبناء على ما نصحونا به، نستطيع ان نستشف اننا كنا سنفلس ونعتمد على قروضهم.
انتقادي لتجارة العملات لم يلقَ سوى الشجب والتنديد.
لكن استغلال وانتهاك السوق المالي لا يدوم للأبد. ففي عام 2008، انفجرت الفقاعة، وافلست بنوك وشركات تأمين وصناديق استثمار وحتى دول.
لكن بالنسبة لمركز الدولار. ربما أصبحت قيمته شيئا لا يذكر لولا انه عملة للتسويات التجارية.
وتماما كما شهدت دول شرق آسيا في السابق، ها هي دول اوروبا واميركا اصبحت فقيرة. ورفضها قبول الفقر نتج عنه نبذ فكرة قبول معايير التقشف.
وهو ما يتراءى في التظاهرات والاضرابات التي تعبر عنها شعوبها رفضا لتلك المعايير. هذا، ببساطة يفاقم الوضع لديهم.
الدول الآسيوية تصرفت على نحو مختلف. فعندما اصبحت فقيرة بسبب تخفيض قيمة عملاتها، استطاعت التأقلم مع الوضع بإمكاناتها وما تملكه.
بعض الدول ذهبت الى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تطلب منه العون والمساعدة، لكن ماليزيا ثبتت معدل الصرف، ومنعت تجار العملات من الحصول على الرينغيت. وقالوا لنا حينها ان اقتصادنا سينهار، وان اي احد لن يقرضنا المال، وحذرونا من تداعيات مروعة. لكن ايا من هذا لم يحدث. واستطاعت ماليزيا ان تنهض بأسرع من البقية.
الاسيويون الآخرون ايضا تعافوا لكن بفضل الشعوب التي اعطت ما تملك من مال ومجوهرات لحكوماتها كي تساعدها في سداد الديون. وبذل العمال قصارى جهدهم، وقبلوا العيش بمستويات اقل من السابق.
الطريقة الوحيدة التي يمكن للأوروبيين ان يستعيدوا بها تعافي اقتصادياتهم هي ان يعترفوا بأنهم فقراء الآن، وعليهم العيش وفق امكاناتهم.
ولهذا عليهم العودة الى قواعد «البيزنس» الحقيقية، التي تنتج السلع وتبيع الخدمات.
وعلى الدول الأوروبية ايضا ان تخفض الاجور والمكافآت ومزايا اخرى كي تصبح تنافسية. اضافة الى ذلك، ينبغي مراقبة الاسواق المالية واشراف الحكومة عليها. كما لا بد من فحص الكثير من المنتجات المالية، ان لم يكن «منعها».
هذه الدول بحاجة الآن الى عقد اتفاقية «بريتون وودز» جديدة بوجود تمثيل كاف من الدول الفقيرة. ودراسة وضع التجارة بالعملات على اساس الذهب، مقابل ان يتم تقييم جميع العملات الاخرى.
اما تقلب اسعار الذهب فربما يصل الى ادنى مستوياته. وقد تتعرض الاعمال والانشطة التجارية الى اضطرابات اقل.
وعلى الحكومات ان تثبت معدل الصرف استنادا الى الذهب او الاداء الاقتصادي، وعدم التداول بتجارة العملات. أما على صعيد البنوك، فينبغي من هذه الدول تنظيمها بشكل افضل، ووضع قواعد جديدة لتجنب الاقتراض المبالغ فيه، والحد من القروض، وتجميد اقراض الرهون العقارية.
في حين ان النظام المالي بحاجة الى توحيده، ودعم الاعمال التجارية الحقيقية. هذه المعايير ستأخذ وقتا، الا انها ستضمن ضآلة نسبة عودة او تكرر هذا النوع من الازمات العالمية.
لا عودة الى الطرق التي كان يسلكها او يختارها العالم من قبل. وعلى الاوروبيين ان يقبلوا بأن ايام هيمنة اوروبا على الاسواق والاقتصاد العالمي قد ولت. وعلى اوروبا ايضا ان تبحث عن حلول لها عند الشرق.
*رئيس وزراء ماليزيا من 1981 وحتى 2003
ملاحظة:
نشرت المقالة باللغة الانجليزية في صحيفة فايننشال تايمز، ونشرت ترجمتها باللغة العربية هنا
الأربعاء، 25 يناير 2012
28 /1 موعداً لإغلاق فيس بوك؟
بعد تهديد مجموعة أنونيموس (Anonymous) بوضع حد لموقع فيس بوك في 5 نوفمبر / تشرين الثاني العام الفائت وعدم قيامها بأي تحرك في ذاك التاريخ، هاهي اليوم تهدد من جديد بأن موعد الإنهاء على موقع فيس بوك سيكون في 28 من الشهر الجاري. وقد أعلنت مجموعة أنونيموس في بيانها الصادر بهذا الخصوص أن موقع فيس بوك الذي يملك أكثر من 60 ألف خادم (سيرفر) سيكون عرضة لهجمة من هجمات مجموعة أنونيموس التي ستتمكن من إيقافه، ودعت المجموعة في رسالة صوتية عبر موقع يوتيوب الناس إلى التضامن مع أنونيموس التي تسعى جاهدة لمحاربة السياسة الأمريكية التي تريد ـ حسب التسجيل الصوتي ـ أن تقيد الانترنيت بقانون منع القرصنة.
تابع المزيد هنا
محضر اجتماع!
ماذا دار في هذا اللقاء المهم بين المستر جِفري والملا جَفري؟
هذا ماسنعرفه هنا طبقا لمصدر مسؤول...
أحيلكم لقراءة محضر الاجتماع الوارد هنا
الإخوان المسلمون في قطر.. مَن هم؟
منذ نحو عام، ليس ثمة جماعة يتردد اسمها على الألسنة مثل الاخوان المسلمين، وليس ثمة دولة يكثر الحديث عنها وعليها مثل قطر، ولقد سعينا في مقال سابق نشرناه هنا أن نلقي بعضاً من الضوء على مايتردد بشأن الاثنين، وقد وجدت من المفيد، اليوم، إلقاء ضوء آخر على ماهية جماعة الإخوان المسلمين في قطر، وتاريخها وشخوصها والمراحل التي مرَّت بها.
الإخوان المسلمون في قطر.. مَن هم؟
عبدالعزيز آل محمود
لا أعتقد أن دولة وضعت على اسمها الكثير من علامات التعجب خلال ثورات الربيع العربي أكثر من دولة قطر، فعلامات التعجب هذه جذبت الكثير من الصحافيين الغربيين إلى هنا بدعوى محاولة معرفة ما يحصل، فقلبوا كل حصاة يعتقدون أن تحتها معلومة، وسألوا كل من يعرفون عن الدور القطري في هذه الثورات، وكان أبرز سؤال هو ماذا تريد قطر من دعمها للثورات العربية؟ وما دور الإسلاميين؟
وأعتقد أن التخوف من أن يكون للإسلاميين دور في دعم الثورات العربية هو الدافع لطرح كل تلك الأسئلة، فقد تم فحص بعض العاملين في قناة الجزيرة لمعرفة توجههم؟ وتم وسم من يصلي منهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي زعم البعض أنها سيطرت على القناة، وكان هناك نوع من البحث الاستخباري عن دور الإخوان في مسيرة الدولة وتوجهها مؤخراً.
ولكن لماذا الإخوان فقط دون غيرهم؟ دعونا نلق الضوء قليلاً على الوضع حتى نريح السائلين ونكفي الباحثين.
خلال الضربة الحديدية التي وجهها جمال عبدالناصر لكل المعارضين له في خمسينيات القرن الماضي، وامتلاء سجونه بخيرة شباب مصر، حيث مورس عليهم التعذيب بكل الأشكال التي ابتكرها عقل شيطاني، وجد بعض أعضاء الإخوان ملجأ وملاذاً في قطر، التي كما تقول أدبيات الإخوان «إن أهلها مفطورون على حب الدين وأهله»، فكان أن وصل إلى الدوحة كل من الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ عبد المعز عبدالستار، والشيخ أحمد العسال، والدكتور كمال ناجي، وغيرهم.
ومن خلال هذه المجموعة انتشر فكر الإخوان لدى مجموعة من الشباب القطري، الذي بدأ يدير نفسه على هذا المنهج، فشكلوا أنفسهم في مجموعات لحفظ القرآن ودراسته وممارسة الرياضة والتناصح والدعوة إلى الله، وكانت بدايات انتشار ذلك التيار في المعهد الديني الثانوي الذي خرّج خيرة شباب قطر في تلك المرحلة.
انتشر الفكر الوسطي المعتدل وسط غالبية أهل قطر بشكل كبير وما زال هذا التأثير قائماً، ويعود الفضل إلى دور النخبة الإخوانية السابق ذكرها، بالإضافة إلى دور وزارة الأوقاف منذ ثمانينيات القرن الماضي في استضافة العلماء والمفكرين والدعاة الإسلاميين، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية المختلفة، بحيث أصبح الفكر الإسلامي الوسطي هو السمة الغالبة على أهل قطر بكل توجهاتهم الفكرية، ما عدا قلة قليلة تنطعت في التفسير الديني وغالت به.
إن التيارات الإخوانية في منطقة الخليج ليست تيارات سياسية، بل هي فكرية تربوية دعوية اجتماعية خيرية، وقد يكون هذا هو جانباً من اختلافاتها مع التيارات الإخوانية في الدول العربية الأخرى، التي وجدت نفسها مرغمة على مزاولة السياسة والسباحة فيها مع غيرها من الأحزاب، حتى لا تترك الساحة لغيرها من الأحزاب المتطرفة أيديولوجياً أو التي ترى فيها خطراً على ثقافة المجتمع.
كانت الضربة التي سددها جمال عبدالناصر للإخوان، ثم الضربات التي تلتها في سوريا وليبيا وتونس جعلت هذا التيار الوليد في الخليج يخفي نفسه عن الأعين، مخافة أن تكون الضربة القادمة موجهة إليه، ولكن هذا الاختفاء لم يمنع هذه الحركة من ممارسة أدوارها في التربية والإغاثة والعمل الخيري، والتي كانت تزاولها عن طريق الجمعيات والأندية والمؤسسات واللجان الخيرية.
إن تركيز الحركة على تكامل فكرة الداعية -كما تقول أدبياتها- جعل هذه المجموعة الصغيرة في قطر تعمل ليل نهار للاستفادة من وقتها في دراسة العلوم الشرعية والحياتية وممارسة الرياضة والاندماج في المجتمع، فكان أن نجحت في استقطاب مجموعات من الشباب الذين وجدوا مجالاً لتفريغ طاقاتهم بدون حساسيات مسبقة في أنشطة متعددة ومتنوعة مثل النشيد الديني والرحلات والدعوة والرياضة والكتابة والخطابة والإغاثة.
إن كل هذه الانشغالات كانت بحاجة إلى نوع من الإدارة، خصوصاً مع شعور المجموعة القيادية بكثرة الشباب الذين هم بحاجة إلى متابعة وتنسيق وتربية، فكان أن بدأ الاختلاف في أسلوب إدارة المجموعة في ثمانينيات القرن الماضي، فتنازل البعض مرغماً والآخر اختياراً، فكانت هذه أولى بوادر الاختلاف على القيادة في مجموعة إخوان قطر أو التيار الإخواني، ولكن بقي جسم المجموعة عاملاً بدون تأثر يذكر.
وفي عام 1999 بدأت مجموعة داخل الجماعة في التفكير جدياً في حل الجماعة وتفكيكها، ومع أن هذه الجماعة لم تكن تنظيماً بالمفهوم المتعارف عليه، إلا أن فكرة وجودها متأثرة بفكر الإخوان كان يؤرق البعض خوفاً مما قد يحصل، خصوصاً أن بعض حكومات دول الخليج بدأت حملة اعتقالات في أوساط الشباب المتأثرين بفكر الإخوان ومطاردتهم في أرزاقهم وإبعادهم عن وظائفهم، بسبب وجود بعض الضباط الأمنيين من مصر، الذين تم تعيينهم تحت مسميات مستشارين أمنيين، وظهر تأثيرهم في تصريحات بعض القادة الخليجيين الذين ما فتئوا يرمون التهم جزافاً على الإخوان بدون إبراز أي دليل على توجسهم هذا.
إن هذه التصريحات سببت وجود حالة من الإرباك في أوساط التيار الإخواني بقطر، فكان أن اتخذ البعض قرار إلغاء الجماعة وتفكيكها في عام 2003، ولكن قراراً مثل هذا كانت تترتب عليه تبعات كثيرة، فهل هذا الحل تم بالتنسيق مع الجميع أم إنه قرار لمجموعة ضمن المجموعة؟ حصل هذا اللغط وانتشر الخبر، ووصل إلى مصر، حيث التأثير الأكبر للجماعة الأم التي عارضت الحل على لسان الدكتور عصام العريان القيادي الإخواني المصري، الذي قال: «إن الحالة القطرية لم تصل بعد إلى النضج الكافي الذي يجعلنا نحكم عليها»، وقد أطلق على الحالة القطرية تياراً نظراً لعدم اتصالها بالإخوان المسلمين في الخارج بشكل مباشر، وخلال تلك الفترة جاء الدكتور عبد الله النفيسي إلى الدوحة واستقبلته المجموعة التي اقترحت حل الجماعة وأقنعته بالفكرة، فخرج النفيسي من ذلك المجلس وكتب مقالته الشهيرة عن الإخوان المسلمين في قطر، والتي أيد فيها قرار الحل أو التفكيك، ودعا لأن يكون مثالاً يحتذى، ولكن الخطأ الذي وقع فيه النفيسي أنه لم يستمع إلى وجهة النظر الأخرى حتى تكتمل الصورة لديه، وقد علق الدكتور العريان أيضاً بقوله: «إن دعوة النفيسي غير واقعية، وهناك إخفاق واضح ولبس شديد اتسمت به دعوة النفيسي».
حصل هذا الانقسام في الجسم الإخواني القطري، وانقسمت المجموعة إلى قسمين لن أقول متناحران ولكنهم غير متجانسين على الأقل.
برز في التيار المعارض للإلغاء قيادات جديدة ووجوه شابة أعادت ربط نفسها بالتيار العام، وأعادت إحياء حلقات حفظ القرآن، والأُسَر، والتعليم الشرعي، وانشغلت بالدعوة إلى الله وتهذيب النفس وتزكيتها، ولكنها بقيت مجموعة صغيرة تستقطب نوعيات محددة من الشباب.
أما المجموعة التي حلت نفسها فقد بقيت على اتصال ببعضها محاولة جهدها إبقاء التواصل الاجتماعي فيما بينها، وإن كانت أهملت فكرة الأسر والتعليم الشرعي إلا أنها ما زالت محافظة على اللقاءات العامة بطابعها الديني والدعوي.
لقد تجدد الاهتمام بحركة الإخوان المسلمين من قبل الإعلام الغربي ومراكز الدراسات هناك بعد أن وصل هؤلاء إلى سدة الحكم في المغرب وتونس، وبان تأثيرهم الانتخابي واضحاً في مصر واليمن وفلسطين، وقد أثبتوا أنهم رقم صعب في ساحات الدول التي تصادمت معهم، ولكنهم ما زالوا رقماً هامشياً على الساحة الخليجية.
إن إخوان الخليج يحملون فكر الإخوان بصورته السلفية، فهم سلفيون عبادة وعقيدة، ولكنهم إخوان فكراً وتأثراً، وحتى مصطلح الإخوان المسلمين لا يستخدمونه في أدبياتهم أبداً، فهم أصبحوا يُعرفون بمصطلحات تؤدي إلى المعنى ذاته، مثل الوسطيين أو «تلاميذ الشيخ القرضاوي» وغيرها من المسميات التي تبقيهم في مأمن من تغول السلطات في بعض دول الخليج، والتي ما زالت في تصادم مع الحالة الإخوانية في العالم العربي بعكس البحرين والكويت وقطر التي استوعبت الموضوع وتعاملت معه بطريقة حضارية سواء في الداخل أو الخارج، ابتداء من عهد الشيخ علي وحتى عهد الأمير حمد بن خليفة.
والإخوان شأنهم شأن غيرهم من البشر، يختلفون ويتصالحون وينقسمون، ويتساقط منهم من يتساقط، ويبقى منهم من يبقى، ولكنهم يبقون الأكثر تأثيراً إسلامياً على الساحة العربية وتفاعلاً مع قضاياها لحسن إدارتهم، ولاجتماعهم على قواعد مشتركة سواء في نظرتهم للسياسة والاقتصاد والمرأة والأقليات وغيرها من الأمور التي تختلف عليها بقية الحركات الإسلامية، فهم قد دونوا ذلك وانتهوا منه وهو منشور في كل أدبياتهم ومواقعهم.
ومن المؤسف أن أغلب الباحثين الغربيين يقسّم الإسلاميين في خليجنا إلى فئتين، السلفيين والإخوان، ومع أن رسم خط فاصل واضح بين التوجهين من رابع المستحيلات، يكاد يسبقها الغول والعنقاء والخل الوفي، إلا أن هناك نمطية غريبة في التمييز بين التيارين، منها قصر اللحية والثوب والانفتاح على الآخر (مع اختلاف المفهوم هنا) إلا أن هذه نمطية غير صحيحة، وكم سمعت من ينمط أشخاصاً على أنهم من الإخوان مع أنهم تبليغيون أو سلفيون.
إن حجم الإخوان عربياً أكبر منه خليجياً، فهم في الخليج قلة قليلة، ولكن إسقاطات الخارج والتأثيرات الأمنية جعلت من هذه القلة القليلة غولاً مفترساً يجب وضعه تحت الاختبار وقياس تأثيره على السياسة العامة لبعض الدول، والخوف الغربي من التأثير الإخواني بعد ثورات الربيع العربي جعل دول الخليج محط نظره و»بندره»، وهذا غير صحيح.
وقد برزت شخصيات تنتمي للتيار الإخواني وتأثرت به في منطقة الخليج عُرفت بالدعوة إلى الخير، وقدمت خدمات جليلة لمجتمعاتها وكانت سبباً في نشر الوسطية والاعتدال في أوساط كثير من الناس، وسأبدأ بذكر بعض الشخصيات القطرية التي توفاها الله والتي كان لي شرف معرفتها، مثل: الدكتور محمد قطبة رحمه الله، والدكتور محمد نور المراغي رحمه الله، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، في الكويت الشيخ أحمد القطان، والدكتور طارق سويدان، والشيخ الدكتور محمد العوضي، والشيخ عبدالله المطوع (بو بدر) رحمه الله رئيس جمعية الإصلاح في الكويت سابقاً، وفي الإمارات الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي، والدكتور علي الحمادي، والشيخ الدكتور محمد بن عبد الرزاق الصديق، وفي البحرين الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الجودر رحمه الله، والشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، بالإضافة إلى شخصيات أخرى انتقلت إلى جوار ربها أو تنتظر.
وأعتقد أن التخوف من أن يكون للإسلاميين دور في دعم الثورات العربية هو الدافع لطرح كل تلك الأسئلة، فقد تم فحص بعض العاملين في قناة الجزيرة لمعرفة توجههم؟ وتم وسم من يصلي منهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي زعم البعض أنها سيطرت على القناة، وكان هناك نوع من البحث الاستخباري عن دور الإخوان في مسيرة الدولة وتوجهها مؤخراً.
ولكن لماذا الإخوان فقط دون غيرهم؟ دعونا نلق الضوء قليلاً على الوضع حتى نريح السائلين ونكفي الباحثين.
خلال الضربة الحديدية التي وجهها جمال عبدالناصر لكل المعارضين له في خمسينيات القرن الماضي، وامتلاء سجونه بخيرة شباب مصر، حيث مورس عليهم التعذيب بكل الأشكال التي ابتكرها عقل شيطاني، وجد بعض أعضاء الإخوان ملجأ وملاذاً في قطر، التي كما تقول أدبيات الإخوان «إن أهلها مفطورون على حب الدين وأهله»، فكان أن وصل إلى الدوحة كل من الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ عبد المعز عبدالستار، والشيخ أحمد العسال، والدكتور كمال ناجي، وغيرهم.
ومن خلال هذه المجموعة انتشر فكر الإخوان لدى مجموعة من الشباب القطري، الذي بدأ يدير نفسه على هذا المنهج، فشكلوا أنفسهم في مجموعات لحفظ القرآن ودراسته وممارسة الرياضة والتناصح والدعوة إلى الله، وكانت بدايات انتشار ذلك التيار في المعهد الديني الثانوي الذي خرّج خيرة شباب قطر في تلك المرحلة.
انتشر الفكر الوسطي المعتدل وسط غالبية أهل قطر بشكل كبير وما زال هذا التأثير قائماً، ويعود الفضل إلى دور النخبة الإخوانية السابق ذكرها، بالإضافة إلى دور وزارة الأوقاف منذ ثمانينيات القرن الماضي في استضافة العلماء والمفكرين والدعاة الإسلاميين، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية المختلفة، بحيث أصبح الفكر الإسلامي الوسطي هو السمة الغالبة على أهل قطر بكل توجهاتهم الفكرية، ما عدا قلة قليلة تنطعت في التفسير الديني وغالت به.
إن التيارات الإخوانية في منطقة الخليج ليست تيارات سياسية، بل هي فكرية تربوية دعوية اجتماعية خيرية، وقد يكون هذا هو جانباً من اختلافاتها مع التيارات الإخوانية في الدول العربية الأخرى، التي وجدت نفسها مرغمة على مزاولة السياسة والسباحة فيها مع غيرها من الأحزاب، حتى لا تترك الساحة لغيرها من الأحزاب المتطرفة أيديولوجياً أو التي ترى فيها خطراً على ثقافة المجتمع.
كانت الضربة التي سددها جمال عبدالناصر للإخوان، ثم الضربات التي تلتها في سوريا وليبيا وتونس جعلت هذا التيار الوليد في الخليج يخفي نفسه عن الأعين، مخافة أن تكون الضربة القادمة موجهة إليه، ولكن هذا الاختفاء لم يمنع هذه الحركة من ممارسة أدوارها في التربية والإغاثة والعمل الخيري، والتي كانت تزاولها عن طريق الجمعيات والأندية والمؤسسات واللجان الخيرية.
إن تركيز الحركة على تكامل فكرة الداعية -كما تقول أدبياتها- جعل هذه المجموعة الصغيرة في قطر تعمل ليل نهار للاستفادة من وقتها في دراسة العلوم الشرعية والحياتية وممارسة الرياضة والاندماج في المجتمع، فكان أن نجحت في استقطاب مجموعات من الشباب الذين وجدوا مجالاً لتفريغ طاقاتهم بدون حساسيات مسبقة في أنشطة متعددة ومتنوعة مثل النشيد الديني والرحلات والدعوة والرياضة والكتابة والخطابة والإغاثة.
إن كل هذه الانشغالات كانت بحاجة إلى نوع من الإدارة، خصوصاً مع شعور المجموعة القيادية بكثرة الشباب الذين هم بحاجة إلى متابعة وتنسيق وتربية، فكان أن بدأ الاختلاف في أسلوب إدارة المجموعة في ثمانينيات القرن الماضي، فتنازل البعض مرغماً والآخر اختياراً، فكانت هذه أولى بوادر الاختلاف على القيادة في مجموعة إخوان قطر أو التيار الإخواني، ولكن بقي جسم المجموعة عاملاً بدون تأثر يذكر.
وفي عام 1999 بدأت مجموعة داخل الجماعة في التفكير جدياً في حل الجماعة وتفكيكها، ومع أن هذه الجماعة لم تكن تنظيماً بالمفهوم المتعارف عليه، إلا أن فكرة وجودها متأثرة بفكر الإخوان كان يؤرق البعض خوفاً مما قد يحصل، خصوصاً أن بعض حكومات دول الخليج بدأت حملة اعتقالات في أوساط الشباب المتأثرين بفكر الإخوان ومطاردتهم في أرزاقهم وإبعادهم عن وظائفهم، بسبب وجود بعض الضباط الأمنيين من مصر، الذين تم تعيينهم تحت مسميات مستشارين أمنيين، وظهر تأثيرهم في تصريحات بعض القادة الخليجيين الذين ما فتئوا يرمون التهم جزافاً على الإخوان بدون إبراز أي دليل على توجسهم هذا.
إن هذه التصريحات سببت وجود حالة من الإرباك في أوساط التيار الإخواني بقطر، فكان أن اتخذ البعض قرار إلغاء الجماعة وتفكيكها في عام 2003، ولكن قراراً مثل هذا كانت تترتب عليه تبعات كثيرة، فهل هذا الحل تم بالتنسيق مع الجميع أم إنه قرار لمجموعة ضمن المجموعة؟ حصل هذا اللغط وانتشر الخبر، ووصل إلى مصر، حيث التأثير الأكبر للجماعة الأم التي عارضت الحل على لسان الدكتور عصام العريان القيادي الإخواني المصري، الذي قال: «إن الحالة القطرية لم تصل بعد إلى النضج الكافي الذي يجعلنا نحكم عليها»، وقد أطلق على الحالة القطرية تياراً نظراً لعدم اتصالها بالإخوان المسلمين في الخارج بشكل مباشر، وخلال تلك الفترة جاء الدكتور عبد الله النفيسي إلى الدوحة واستقبلته المجموعة التي اقترحت حل الجماعة وأقنعته بالفكرة، فخرج النفيسي من ذلك المجلس وكتب مقالته الشهيرة عن الإخوان المسلمين في قطر، والتي أيد فيها قرار الحل أو التفكيك، ودعا لأن يكون مثالاً يحتذى، ولكن الخطأ الذي وقع فيه النفيسي أنه لم يستمع إلى وجهة النظر الأخرى حتى تكتمل الصورة لديه، وقد علق الدكتور العريان أيضاً بقوله: «إن دعوة النفيسي غير واقعية، وهناك إخفاق واضح ولبس شديد اتسمت به دعوة النفيسي».
حصل هذا الانقسام في الجسم الإخواني القطري، وانقسمت المجموعة إلى قسمين لن أقول متناحران ولكنهم غير متجانسين على الأقل.
برز في التيار المعارض للإلغاء قيادات جديدة ووجوه شابة أعادت ربط نفسها بالتيار العام، وأعادت إحياء حلقات حفظ القرآن، والأُسَر، والتعليم الشرعي، وانشغلت بالدعوة إلى الله وتهذيب النفس وتزكيتها، ولكنها بقيت مجموعة صغيرة تستقطب نوعيات محددة من الشباب.
أما المجموعة التي حلت نفسها فقد بقيت على اتصال ببعضها محاولة جهدها إبقاء التواصل الاجتماعي فيما بينها، وإن كانت أهملت فكرة الأسر والتعليم الشرعي إلا أنها ما زالت محافظة على اللقاءات العامة بطابعها الديني والدعوي.
لقد تجدد الاهتمام بحركة الإخوان المسلمين من قبل الإعلام الغربي ومراكز الدراسات هناك بعد أن وصل هؤلاء إلى سدة الحكم في المغرب وتونس، وبان تأثيرهم الانتخابي واضحاً في مصر واليمن وفلسطين، وقد أثبتوا أنهم رقم صعب في ساحات الدول التي تصادمت معهم، ولكنهم ما زالوا رقماً هامشياً على الساحة الخليجية.
إن إخوان الخليج يحملون فكر الإخوان بصورته السلفية، فهم سلفيون عبادة وعقيدة، ولكنهم إخوان فكراً وتأثراً، وحتى مصطلح الإخوان المسلمين لا يستخدمونه في أدبياتهم أبداً، فهم أصبحوا يُعرفون بمصطلحات تؤدي إلى المعنى ذاته، مثل الوسطيين أو «تلاميذ الشيخ القرضاوي» وغيرها من المسميات التي تبقيهم في مأمن من تغول السلطات في بعض دول الخليج، والتي ما زالت في تصادم مع الحالة الإخوانية في العالم العربي بعكس البحرين والكويت وقطر التي استوعبت الموضوع وتعاملت معه بطريقة حضارية سواء في الداخل أو الخارج، ابتداء من عهد الشيخ علي وحتى عهد الأمير حمد بن خليفة.
والإخوان شأنهم شأن غيرهم من البشر، يختلفون ويتصالحون وينقسمون، ويتساقط منهم من يتساقط، ويبقى منهم من يبقى، ولكنهم يبقون الأكثر تأثيراً إسلامياً على الساحة العربية وتفاعلاً مع قضاياها لحسن إدارتهم، ولاجتماعهم على قواعد مشتركة سواء في نظرتهم للسياسة والاقتصاد والمرأة والأقليات وغيرها من الأمور التي تختلف عليها بقية الحركات الإسلامية، فهم قد دونوا ذلك وانتهوا منه وهو منشور في كل أدبياتهم ومواقعهم.
ومن المؤسف أن أغلب الباحثين الغربيين يقسّم الإسلاميين في خليجنا إلى فئتين، السلفيين والإخوان، ومع أن رسم خط فاصل واضح بين التوجهين من رابع المستحيلات، يكاد يسبقها الغول والعنقاء والخل الوفي، إلا أن هناك نمطية غريبة في التمييز بين التيارين، منها قصر اللحية والثوب والانفتاح على الآخر (مع اختلاف المفهوم هنا) إلا أن هذه نمطية غير صحيحة، وكم سمعت من ينمط أشخاصاً على أنهم من الإخوان مع أنهم تبليغيون أو سلفيون.
إن حجم الإخوان عربياً أكبر منه خليجياً، فهم في الخليج قلة قليلة، ولكن إسقاطات الخارج والتأثيرات الأمنية جعلت من هذه القلة القليلة غولاً مفترساً يجب وضعه تحت الاختبار وقياس تأثيره على السياسة العامة لبعض الدول، والخوف الغربي من التأثير الإخواني بعد ثورات الربيع العربي جعل دول الخليج محط نظره و»بندره»، وهذا غير صحيح.
وقد برزت شخصيات تنتمي للتيار الإخواني وتأثرت به في منطقة الخليج عُرفت بالدعوة إلى الخير، وقدمت خدمات جليلة لمجتمعاتها وكانت سبباً في نشر الوسطية والاعتدال في أوساط كثير من الناس، وسأبدأ بذكر بعض الشخصيات القطرية التي توفاها الله والتي كان لي شرف معرفتها، مثل: الدكتور محمد قطبة رحمه الله، والدكتور محمد نور المراغي رحمه الله، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، في الكويت الشيخ أحمد القطان، والدكتور طارق سويدان، والشيخ الدكتور محمد العوضي، والشيخ عبدالله المطوع (بو بدر) رحمه الله رئيس جمعية الإصلاح في الكويت سابقاً، وفي الإمارات الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي، والدكتور علي الحمادي، والشيخ الدكتور محمد بن عبد الرزاق الصديق، وفي البحرين الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الجودر رحمه الله، والشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، بالإضافة إلى شخصيات أخرى انتقلت إلى جوار ربها أو تنتظر.
ملاحظة:
نُشر المقال هنا
كيف يفكر أوباما؟
تقع على عاتق الرئيس الأميركي باراك أوباما مسؤوليات جسيمة وخطيرة، سواء منها مايتعلق بالشؤون الداخلية في الولايات المتحدة، أو بقضايا العالم، ومنها بالطبع شؤون دول العالم الداخلية أيضاً، فهي من ضمن مايشغل الرئيس الأميركي.
ولننظر كيف يفكر أوباما؟
أفهم ان ذلك أمر اعتيادي في الثقافة الأميركية، وربما كان الرجل يعاني من مشاكل صحية في الساقين، ولكن عندي سؤال بسيط، هل يفعل أوباما ذلك بوجه الزعماء العرب الذين (يحجّون) إلى البيت الأبيض بمناسبة أو بغيرها؟
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)