يربط الأستاذ ضياء حسن في مقالته هذه، التي تفضَّل بإرسالها على بريدي الإلكتروني، بين المسمى (ربيع العرب) والقمة العربية التي انعقدت في بغداد أمس، والتأمت فيها الحكومات العربية كافة، إرضاءً لأوامر وإملاءات أميركية.
قمة ماذا؟ وربيع من؟
ضياء حسن
ما من وصف حظي باستهجان وتندر مجمع عليه عربياً، الا من قلة ارتبطت بالمطبخ الأميركي متبرعة بتأمين مستلزمات صحونها التي شاطت وفاح منها معدن طباخيها الرديئ أو بانت مقاصد المروجين لها من الطاقم الاجير بالمال الخليحي الحرام! والوصف الذي نعنيه ووجدناه طاغيا على عموم ما كتب عنه وعلق عليه في الاعلام العربي بجميع وسائله المكتوبة والمقروءة والمرئية غير المتأثرة بعفن ر ياح غربية حملت الموت للأنسان العربي ولكن ((بشفافية !!)) منحته وبمكرمة ديمقراطية أميركية عبقة بأنفاس هيلاري سيدة القصر الأبيض سابقا وحاملة (حربة خارجيته) حاليا حق لختيار وسيلة الموت , أما بخنجر عربي مغمس بغدر خليجي أو بصاروخ غربي محمل بحقد صهيوني دفين, أفترضته ربيعا عربيا وما هو بربيع !!
فما اتفقت عليه الأقلام والأصوات الوطنية مجمعة كما قرأت وتابعت الاحداث التي انطلقت في تونس ضد نظام- بن علي - المنحني لواشنطن وباريس وكذلك متابعة تفاصيل ماحدث في مصر بتطويق نظام مبارك المتورط بالتبعية لواشنطن وتل أبيب على أنهما تمثلان صيحة جماهيرية غاضبة تطالب بالتغيير الشامل لنظامي الحكم الفاسدين في القطرين الشقيقين بما يؤمن استعادتهما لقرارهما المستقل في رسم مستقبلهما على وفق ارادتهما الحرة بمنأى من التأثر بالنفوذ الأجنبي المبتز والساعي لربط مصيرهما بسياسات لاتخدم مصالحهما الوطنية بل تتعمد :
1-تعطيل دورهما القومي وإخراجهما نهائيا من ساحة النهوض العربي خدمة للوجود الصهيوني المستهتر بالحقوق الفلسطينية .
2-إدامة احتلاله للأراضي العربية في الجولان السوري وتغذية استمرار مشاريع بناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وفي محيط المسجد الأقصى الشريف .
3-استكمال مخطط تهويد القدس أولى القبلتين وحاضنة المعراج النبوي المبارك, تمهيدا لإعلانها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني بتحد صارخ لإرادة العرب والمسلمين التي تواطأت انظمتهم مع الأعداء دعما وضلوعا في تنفيذ مخطط التجاوز الصهيوني– الأميركي لدرجة مكشوفة بلغت مستوى اللهاث وراء تل أبيب لإسترضائها بقبول مشاريع تنتقص من حقوق الفلسطينيين في السيادة الكاملة على أراضيهم الوطنية ولو بالحدود الدنيا, محاطة بأسوار المستوطنات الأمنية والتحصينات الصهيونية .
وعلى الرغم من أن تلك المواقف أفرزت قرارات بصم عليها حكام عرب تمرغوا بالوحل الأميركي والتنازلات المهينة الا ان الادارة الصهيونية لم تنظر لهم الا بازدراء دائم وبرفض التعامل معهم ومع مشاريعهم !
ولأن نظامهم كما يعتقدون، خطأً، وُجِد ليبقى ما دام يحظى بدعم مفتوح من الكونغرس الأميركي بشقيه الجمهوري والديمقراطي وهوعارف بطبيعة القمم المبصوم عليها التي اعتادت التفريط بحقوق الأمة العربية وسيادتها وثرواتها الهائلة وتتقصد الاساءة لتأريخها النضالي والحضاري على الدوام!!
ولا غرابة في ذلك فمن أجل هذا الهدف أنشئت جامعة أنظمتهم عام 1947 بإيحاء من بريطانيا، يوم كانت تفرش هيمنتهاعلى المشرق العربي وتعيد تفصيله الى دول وممالك ومشايخ متفرقة متعددة المشارب والاتجاهات ليمكن السيطرة عليها، وهو نفس ما فعلته فرنسا التي تقاسمت مع الانجليز الوطن العربي وألحقت المغرب العربي بعصمتها بنفس الوتيرة التي قررها ثنائي سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي عام 1918 لتحقيق هدفين ستراتيجيين غربيين استهدفا :
1- منع نزوع العرب الى التوحد بعد الأستقلال الذي ولد ناقصا أتاح لهما فرص حماية مصالحهم بتجزئة بلاد العرب ضمانا لإدامة فرض نفوذ الغرب عليها.
2- البدء في تنفيذ مخططاتهم الشريرة الرامية لزرع الكيان الصهيوني في الجسد العربي تطويقا لإمكانية نهوضه ببناء اقتدار واعد يساعد الأمة على بناء مصالحها من النهب الأستعماري المنظم .
ولمواجهة انتفاضتي شعبنا العربي في تونس ومصر باحتواء علو زخمهما سارعت واشنطن الى التخلي عن عميليها الرئيسين في المنطقة، زين العابدين بن علي وحسني مبارك . وسعت في خطوة سريعة تالية لتهدئة تطورات الموقفين في الساحتين الملتهبتين التونسية والمصرية بالترويج لطرح حلول تعمد لاختيار سلطة مرحلية لأدارة الحكم وصولا الى هدف مغر يوحي بالاستجابة لمطالب المنتفضين ويعد :
أولا – بإحداث تغييرات سريعة تؤدي الى إجراء إصلاحات غير جذرية في طبيعة نظامي كلا البلدين وإثارة ضجة حول الفساد ومحاسبة المفسدين من رموزهما والشِّلل التابعة لهما, مع توفير نمط من المساءلة التي تطيل في إجراءاتها حتى الملل وصولا الى امتصاص ردة فعل المنتفضين, وبالتالي الاكتفاء ربما بتوجيه عقوبة التوبيخ وإعادة بعض الأموال المنهوبة المودعة في حسابات في البنوك السويسرية وبنوك لندن وواشنطن بعد السماح لزوجة مبارك وهي شريكته في الإفساد للسفر الى خارج مصر لترتيب موضوع ارصدتها وارصدة مبارك وولديه وحصر موجوداتها بالحدود الدنيا.
وقد ساعد في ذلك الشهود في القضية وهم مسؤولون رئيسيون في قيادة نظام مبارك وفي مقدمتهم وزير دفاعه الفريق طنطاوي الذي أصبح قائدا للسلطة بعد أن عين رئيسا للمجلس العسكري الحاكم يعاونه رئيس اركان القوات المسلحة المصرية في زمن حسني وكانا يزوران بصفتيهما العسكرية واشنطن خلال أيام انطلاقة انتفاضة شباب مصر المسندة شعبيا وعندما كانت المراجهات محتدمة في أوجها بين الجماهير وقوات الأمن المصرية بحيت مارست فتح نيران اسلحتها على المنتفضين وكذلك مطاردتهم بالدهس بواسطة سياراتهم الثقيلة مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى من المحتجين في تظاهرات مدن القاهرة والاسكندرية والسويس وغيرها من المدن المصرية المنتفضة.
وفي وقتها أنهى الفريق طنطاوي ورئيس الأركان مباحثاتهما وعادا الى القاهرة ليجدا قرار تشكيل المجلس العسكري بانتظارهما مصحوبا باجراء يدعو قوات الجيش للتدخل باحاطة الجماهيرالمحتشدة في ميدان التحرير بالدبابات والدروع بادعاء ضبط الأمن وحماية المنتفضين من تجاوزات بلطجية النظام بعد فشل قوات الأمن في احتواء غضب الجماهير المطالبة برحيل مبارك ونظامه .
وحدث نفس الشيء مع انتفاضة شعبنا التونسي, ولكن بالاعتماد علي بعض العناصر التي كانت محيطة بابن على الذي فر من تونس بطائرة مدنية تونسية الى جدة ليكون هو وزوجته ضيفيين مرحبا بهما في السعودية .
ثانيا- باجراء انتخابات جديدة لاختيار مجلس تشريعي يتولى سن دستور جديد يراعي مستجدات المرحلة التالية بما يضمن لواشنطن :
ا - تحديد سمات النظامين الجديدين وتوجهاتهما الخارجية .
ب - الترويج للعناصر والأحزاب والتيارات التي وصفوها (معتدلة!) ان تحتل موقع الصدارة في عضوية المجلس التشريعي ضمانا لاستمرار النفوذ الأميركي والغربي في تونس ومصر العربية .
وفعلا تحقق هذا للبيت الأبيض بفعل زيارات مكوكية قامت بها هلاري كلينتون وزيرة الخارجية مسندة برؤية وخارطة طريق متفق عليها مع جهاز مخابراتها المركزية ( C I A ( .
ولتأمين النجاح في هذه المهمة تقرر الاستفادة من نفوذ أنظمة الخليج العربي وما توفر لهم من أرصدة مفخخة بالدولار واليورو ومن سيولة نقدية تنثر مباشرة لشرء ذمم من يجند لخدمة ربيع هيلاري المعرَّب وامتصاص فورة انتفاضتي تونس ومصر .
وتقررفي خطوة تالية أن تعمم بدعة الربيع العربي على أقطار أخرى استدعى المخطط الأميركي ترحيل حكامها ليس حبا وتضامنا مع شعبها العربي, بل على العكس من ذلك لتدمر هذا البلد العربي أو ذاك ولتنصب على أهله حكاما بدلاء من طراز الذين ضمنت طاعتهم بلا عناء وبثمن بخس سابقا.
فتحت هذا الشعار الربيعي الذي أطلق في مناخ شتوي مبلد برعونة وحقد وخطوب صواريخ الموت الأطلسية تم تجنيد جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام عمرو موسى في آخر ادواره التي لم تكن خارجة على نمط المواقف التي اتخذتها هذه المؤسسة وخصوصا سكوتها على تواطؤ الأنظمة العربية مع المجرم بوش وتسهيل قيامه بغزو العراق وتدميره وتصفية شعبة بشتى الوسائل والسبل بدءا من استضافة القوات الأميركية في الأراضي الكويتية وتقديم جميع الاحتياجات والتسهيلات اللازمة الممهدة للغزو وتأمين وإسناد صفحاته التدميرية وتكليف أجهزتهم الأمنية بمهمات الدلالة الناشطة للقوات الأميركية عند اقترابها من المدن العراقية وتبرعها السخي بحرق الوزارات ومؤسسات الدولة الحساسة وخصوصا ما يتصل منها بالأمن الوطني والاقتدار العسكري والسجل المدني بدوائره المختلفة المتخصصة بإصدار جوازات السفر وشهادة الجنسية وهوية الأحوال المدنية !!
مما يوضح بأن جهد الخليجيين، مجتمعين، في تقديم الدعم لم بقتصر على توفير سبل أنجاح المخطط التدميري الأميركي للعراق وحسب بل انصبَّ على تحقيق هدف أبعد قصد به إلغاء الهوية العراقية بحرق سجلاتها والسماح لتسلل العناصرالأجنبية الهجينة مؤطرة بأغلبية ايرانية تضم عناصر من القتلة أعضاء فيلق القدس الإجرامي لتبسط هيمنتها على الشارع العراقي عاملة على بث الفتنة والوقيعة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد ليحدث شرخا يخرب النسيج الأجتماعي العراقي .
وإذا توقفنا جيدا عند اولى نفحات هذا الربيع المصنع أميركا ولكن بمشورة بريطانية تقطر خبثا نجدها قصدت غزو ليبيا بفتوى من جامعة أنظمتها, لعب فيها الخليجي سعود الفيصل دور العراب الصائغ لها والمروج وربما الضاغط على بعض الأعضاء للتصويت عليها وبالتالي نقلها الى حيز التنفيذ كقرار يمثل الأنظمة العربية ولا يمت بصلة الى الأمة وشعبها العربي وإنما يتطاول عليها بتخويل حلف الأطلسي المدجج بأسلحة الموت بغزو ليبيا وهو بمثابة شن حرب على أهلها , امتدت لأكثر من ثمانية شهور شارك حكام الخليج في مقدمتهم الصغيرة قطر بتغطيية نفقاتها وبإسهام بعض من قواتها بمهمات نفذت بأمر من قائد أجنبي مأمور باستباحة الدم العربي تحت يافطة شعار إسقاط القذافي وتحرير شعبه بقتله, والإيعاز للرعاع بالتمثيل به وهو حي وبجثته بعد قتله, على النحو الذي أوحى به تصريح أدلت به هيلاري عندما حطَّت طائرتها فجأة في مطار العاصمة الليبية وهي متوجهة الى باكستان في مهمة خاصة في الليلة التي سبقت إعلان إعتقاله وإظهاره وهو محاط بأولئك الرعاع والدم ينزف من وجهه ومن أنحاء جسمه وفي آخر لقطة تلفزيونية ظهر فيها منحني الرأس ويبدو أن قواه قد خارت, ومن بعدها حاول أحدهم رفع رأسه ولكن الرأس سقط أكثر من مرة لينتهي المشهد بمفارقته الحياة، رحمه الله .
ويبقى الرعاع رصيدا مدورا يستخدم في مهمات أخرى يستهدفها ربيع الثلاثي: الأميركي بانفراده كقطب واحد- الأنجليزي بخبثه المعهود – الخليجي بفلوسه الزايدة المسخرة لدفع بلاء هذا الربيع عن أنظمته التي يظن حكامه بأنهم سيبقون بمنأى من أن تنالهم سهام الغدر الربيعي طال الزمن أم قصر . وإن ليس بينهم من هو مستثنى من قرارات ربيع واشنطن التي أطلقت عليه كنية العربي إذلالاً لهؤلاء الحكام قبل أن تحين ساعة ترحيلهم .
فهذا هو كنه ربيعهم بلا حسد , وهؤلاء هم الحكام الغاطسون في لجِّه, وهم الذين يعرفون ان ما يبيت لشعبنا العربي السوري أميركيا هو نفس ما بيَّتوه لشعب ليبيا في التبرير والوسائل والنتيجة وهو ماحذر منه المناضلون البعثيون قبل أن يشن جورج بوش الصغير غزوه التدميري للعراق محاطا بسهام غدر مارسه الحكام العرب الغادرون على العراق وشعبه .
وهم نفس الحكام الذين روَّجوا لانعقاد القمة الواهنة في موعدها الجديد في ظل الحكم الطائفي الذي يقوده المالكي الذي شهدت فترة حكمه أفظع المجازر والتجاوزات على حياة العراقيين التي استنكرت من قبل منظمات حقوق الأنسان العالمية من دون أستثاء لأن الجرائم التي أرتكبت بحق العراقيين تقشعر لها الأبدان الا أبدان من استحل اراقة الدم العربي اصطفافا مع أعداء الأمة وقبلهم وبعدهم حتما !!
من هذا وعلى وفقه لا اجدني أحتاج لبذل جهد كبير أو أسٍتغرق وقتا طويلا للإمساك بخيط الوصف اللائق الذي يعرِّف بطبيعة القمة وماهية القرارات التي أمرهم البيت الأبيض باتخاذها وهي معدة من قبل العرابين سلفا، ومصادق عليها من وزراء خارجية أنظمتهم في مؤتمرهم الأخير المنعقد قبل فترة قصيرة من بدء اجتماع قمة السوء في بغداد الجريحة المحاصرة بدم أهلها المراق بفعل أميركي -إيراني, هو المستفيد الوحيد من انعقادها في وقت مايزال فيه العرقيون مطوقون بقوات دربها الأميركيون بأداء ادوار تكفل ديمومة ادارة مسلسل ذبح أهلنا في عموم العراق ولصالح المالكي وجماعته ,وترجيح كفتهم على حساب حلفائهم الآخرين , في العراقية بأيادها وفي التجمع الكردستاني بجلاله وبمسعوده أيضا، في الكتل الخائبة الأخرى والتي وجدت لتهلل وتطبل لعملية سياسية صنعها المحتلون لتكون وسيلتهم في إبقاء العراق ضيعة تابعة للأميركيين
لا تقول الا ما يقولون
ولا ترى الا ما يرون
ولا تقرر الا مايقررون
وهذا ما يفضحه لقاء الأضداد عراقيا وعربيا في لعبة "الربيع العربي" المبتدعة من الأميركيين وفي الإلحاح على عقد قمة بين من طلَّق العرب بالثلاثة ونقصد به نظام المالكي المضمون أيرانيا بعلم واشنطن ومباركتها, وبمنحه شرعية لا يستحقها ممن وضعوا إشتراطا ت إن لم يستجب لها المالكي فلن يحضروها .
وفجأة تغيرالمشهد وتبدلت لغة الكلام من التضادد الى التحابب , فسقطت الاشتراطات على الرغم من أن بياع الخواتم والسبح لم يُعِرْ أهمية لاشتراطات الآخرين بل زاد عليها اصدار الأوامر لقواته الأمنية لشن المزيد من حملات دهم بيوت المواطنين واعتقالهم وترويعهم، وهي تفرض طوقا على أحياء العامرية والأعظمية والغزالية وأبي غريب ومناطق وأحياء أخرى لترويع أهلها وإقلاقهم بإشاعة الفوضى وإلحاق الأذى النفسي بهم !!
والمهم ان حضور القمة لن يقاطع من أحد وتم على وفق ما حثت عليه واشنطن فهي قمتها بدون منازع كونها تعمل على تعميم تجربة التوافق بين المسؤولين العرب استنارة (بالنجاحات!!) المتحققة للعراقيين في اطار التجويع المحيط بهم والموت الذي يطاردهم ولا يعرفون من أين يأتيهم عبر مداهمات تنهض بها القوات الأمنية في زيارات فجرية لبيوت الناس التي لم تعد امنة أم عبر التعذيب المنظم في المعتقلات والسجون المعروفة وغيرها السرية التي من يدخلها لا يتوقع الخروج منها أم بالمتفجرات أم بالعبوات اللاصقة منها وغيرها من المفخخات ناهيكم عن نهب المال العام الذي أصبح الشاغل المهم الأول الذي يسترعي اهتمام المسؤولين في حكومة الوخزة الوطنية, وأغلبهم اعطوا ذممهم أجازة دائمة، هذا اذا وجدت لهم ذمة أصلا , وخصوصا من فقد البصيرة منهم وهو مبصر ليرى كما يشيع العم سام الخريف المعتم ربيعا لشعب العراق المذبوح , ولأبناء الأمة العربية المكلومين بوجع دائم مصدره أوغاد لئام ... فبئس ما يرى اليانكي وأتباعه, كل أتباعه.
وبعد..لا أعتقد أحدا من العراقيين والعرب يعتب علينا اذا قلنا أن بغداد مظلومة بتسمية القمة الحالية باسمها وهي لا تحمل شيئا من قيم بغداد الانسانية والأخلاقية ومن إرثها التأريخي القومي والحضاري .
ولا نغالي ولا نظلم أحدا اذا قلنا أن هذه القمة ولدت منحرفة عن طريق الأمة العربية, ولدت لتحقيق هدفين أولهما تبرئة أعداء العرب من سفح دماء أبنائهم كما أكد السيد هوشيار زيباري وزير خارجية نظام المالكي بأن قرارات هذه القمة لا تتضمن أدانة لأي بلد كأميركا وإيران وتركيا .
وكأن تلك الدول لم ترتكب عملا عدوانيا ضد العراق وشعبه أو لم تتجاوز على سيادته الوطنية ولم تشارك في عمليات ذبح شعبه وتعتبر التدخل في شؤونه الداخلية ونهب ثرواته خطا أحمر لا يجوز الأقتراب منه مثل المسكينة واشنطن، مثلا، التي لم نر منها سوى الطيب ونهران من العسل الصافي خلال تسع سنوات لم تكن أبدا عجافا كما يدعي "الحاقدون المغرضون" أمثالنا !!!
والتبرئة موصولة لتشمل الجارة ايران كما يحلو للطائفيين نعتها بالشقيقة وهي صاحبة مزاج (شفاف!!) في التعامل مع العراقيين حتى عند وقوعهم في الأسر وتعرضهم للتعذيب فيكون دغدغة بالأسلحة الخاصة دون أحداث عاهات, وإن حدثت فلضرورات هذه العاهات بموت شفاف يتولاه قادة المجلس الاسلامي الأعلى المؤسس في ايران كما مورس مع المئات من أسرانا داخل أقبية وسجون النظام الايراني الذين استشهدوا وهم يدافعون عن التراب العراقي وعزة شعبه!!
ولا شك أننا وضعنا اليد الآن على ماهية هذه القمة وعلام انعقدت , وماهي ابعاد القرارات التي أسفرت عنها إرضاء لواشنطن وطهران معا تحت خيمة مالكيِّهم المشترك إدامة لربيع مريب يقطرا حقدا مبروما على العرب, ينتظر أن يتصاعد خلال العام المقبل التي يتولى فيه النظام العراقي مهمة قيادة أعمال الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للعام الذي يلي ترؤسه لقمة عام 2012 والعياذ بالله .