في أجواء رمضان الكريم الإيمانية يستذكر الدكتور أكرم عبدالرزاق المشهداني واحداً من أعلام العراق البارزين، انه شيخ التلاوة البغدادية المقرئ الحافظ خليل اسماعيل، ويسرُّ وجهات نظر نشر هذا المقال الاستذكاري، الذي وصل إليها من كاتبه عبر البريد الإلكتروني، على صفحاتها..
شيخ التلاوة البغدادية الحافظ خليل اسماعيل العمر
أكرم المشهداني
تميّز التلاوة البغدادية عما سواها
اذا ذكرت مدارس التلاوة القرآنية، ذكرت الطريقة البغدادية في طليعة القراءات واكثرها انسجاما مع التراث النغمي العربي، واكثرها حفاظا على التنوع المقامي واصوله التي درج عليها مؤدوه. وقد حافظت الطريقة البغدادية على ما توارثته عبر أجيال من القراء حتى العصر الحاضر وشيوع مدارس اخرى، كالطريقة المصرية التي وجدت لها في العراق مستمعين كثيرين لشيوع استخدام الراديو وزيارات القراء المصريين للعراق.
أبرز رواد الطريقة البغدادية
إلا أن الطريقة البغدادية استقرت في ذاكرة بغداد ووجدانها. وحفظ تراث الرواد من اعلامها وتتناقله الاجيال بكل إجلال واعجاب. وبرزت اسماء كبيرة كالملا عثمان الموصلي وجاسم السلامة والحافظ مهدي العزاوي وملا خماس وعبد الفتاح معروف ومحمود عبد الوهاب وعبد القادر الخطيب وعبد الستار الطيار وعبد المنعم ابو السعد وحيدر الجوادي وعلي حسن داود وقصي ابو السعد وعبد المعز شاكر ومحي الدين بن عبدالقادر الخطيب وعلاء القيسي وغيرهم ممن خانتنا الذاكرة بذكرهم جميعاً.
الحافظ خليل اسماعيل يبزُّ الجميع
ويبقى الحافظ خليل اسماعيل شيخ الطريقة البغدادية والمثل الاعلى في ادائها، ومن محاسن الايام ان يحفظ تراث هذا الرجل في صدور محبيه وفي آلات ووسائل الحفظ الحديثة ليبقى ثروة قرائية وفنية للاجيال التالية.
الفرق بين مدارس القراءة (القراءات السبع أو العشر) ومدارس التلاوة
أجمع العلماء على أن القرآن الكريم نُقل إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم بروايات متواترة، ووضع العلماء لذلك علماً لضبط تلك الروايات اصطلحوا عليه بعلم "القراءات القرآنية".
وإن القراءة القرآنية الصحيحة هي القراءة التي نقلت إلينا بسند متواتر، ووافقت الرسم العثماني (مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه) ووافقت وجهاً من وجوه اللغة العربية الصحيحة.
وبعد توزيع المصاحف في مختلف الأمصار في عهد سيدنا عثمان وما نتج عن ذلك من نشاط في الكتابة والأداء، نشأت مدارس في الإقراء ارتكزت كل منها على بعض القراء من الصحابة، معتمدة على المصحف الذي أرسل إليها "إماما" في تثبيت النص القرآني؛ فبرزت للوجود مدارس في القراءات في مختلف تلك الأمصار، وهكذا برزت مدرسة الحجاز وكان من أبرز روادها أبي بن كعب وزيد بن ثابت، ومدرسة الشام وعلى رأسها أبو الدرداء، ومدرسة البصرة، ثم مدرسة الكوفة..
تطورت هذه المدارس بعد بروز قرائها الكبار، فلمع في جيل تابعي التابعين الأئمة القراء الذين تنسب إليهم القراءات السبع الشهيرة المتواترة التي أجمعت الأمة على صحة قراءة القرآن الكريم بها.
ومدارس القراءات القرآنية المتواترة (سبع) وقيل (عشر)، من أشهرها قراءة رواية (ورش عن نافع) و (حفص عن عاصم) وغيرها.
أما مدارس التلاوة القرآنية، فهي مدارس في الأداء الإقرائي والنغمي، وقد تعددّت مدارس التلاوة القرآنية في العالم الإسلامي، بين مدرسة مصرية، وأخرى سودانية، وأخرى شمال أفريقية، ومدارس أخرى أخذت أسمائها من طريقة الترتيل، أو من أفرع القراءات القرآنية المشهورة.
المقام العراقي وصلته بالتلاوة العراقية
تتأثر التلاوة البغدادية بالمقام العراقي، بشكل واضح، فرواد التلاوة البغدادية (وفي مقدمتهم الشيخ الحافظ اسماعيل) يتقنون المقام العراقي كالحويزاوي والجاركاه والزنكان والمخالف والخنبات والشطراوي والعنيسي والمصلاوي والخابوري والمثنوي وسواها.
زار الموسيقار العربي سامي الشوا بغداد، وهو مسيحي قبطي، والتقى برواد المقام )محمد القبنجي ورشيد القندرجي وسلمان الكفةجي وجميل بغدادي( واستمع للتلاوة البغدادية أعجب بها أيما إعجاب وأكد على ضرورة المحافظة على القراءة العراقية لأنها متميزة ولأنها تقوم على المقام العراقي.
سيرة الحافظ خليل شيخ قراء العراق
الحافظ خليل من مواليد بغداد الكرخ محلة سوق حمادة عام 1920، ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم باتقان وتجويد كبيرين، تتلمذ على يد الملا محمد ذويب الذي كان امام مسجد السويدي القريب من مسكنه (محلة خضر الياس) كما تعلم واتقن علوم التلاوة والتجويد كما اشرف عليه واحتضنه الملا جاسم سلامة كثيراً لذكائه الخلاق والاخذ بتوجيهاته السديدة. وتعلم التجويد على يد جاسم السلامة النجدي في السنوات1932-1937، وبعدها دخل المدرسة الدينية في جامع نائلة خاتون في الحيدرخانة، وكانت بادارة الشيخ قاسم القيسي ثم الشيخ نجم الدين الواعظ . وتخرج فيها عام 1943 ثم دخلها ثانية وتخرج عام 1952 وكان متفوقا على اقرانه. ومن ذكرياته فيها ان الواعظ كان يحب ان يسمع منه مقام الخلوتي من الماهوري والمخالف والبهيرزاوي.
الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً وجلالاً!!
في عام 1937 عُيّن في جامع السراي المقابل للقشلة، كما شغل رئاسة محفل القراء في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان ثم انتقل الى جوامع اخرى منها الشيخ صندل وجامع حنّان وجامع عمر السهروردي، وكان آخرها جامع الحاج محمود البنية قارئا ومدرسا للتلاوة، وكان الكثير من المعجبين بصوته وطريقته يحضرون الى هذه الجوامع للاستماع اليه وتسجيل ما يقرأه.
جامع الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان |
وقد ذكر انه قرأ بنغم ومقام الزنكران، ولم يجرؤ احد من القراء على ذلك لصعوبته، لكنه قرأه باتقان كبير. وكثيرا ما كان يردد الحديث النبوي: زينوا القرأن باصواتكم فأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا .
دخوله الإذاعة 1941
عام 1941 ذهب الحافظ خليل الى دار الاذاعة بالصالحية، وكان مديرها فائق السامرائي وسكرتيره سلمان الصفواني، فاشارا عليه أن يقوم الحاج محمود عبد الوهاب بإختباره، فرفض الحافظ خليل، لأنه يعرف قيمة نفسه وخبرته، لكن أعضاء اللجنة سمعوا الحافظ خليل بعد فترة وهو يقرأ في جامع الشيخ صندل بالكرخ، فقبلوه بسرعة، وكانت أول تلاوة له على الهواء يوم 9 تشرين الثاني 1941 واول مذيع قدمه هو حامد محمود الهاشمي وتلا فيها سورة المؤمن، حيث كان البث على الهواء مباشرة. ثم بدأ يتلو مع عبد الستار الطيار والحافظ صلاح الدين.
وفي عام 1942 وجه الاستاذ الكبير نشأت السنوي دعوة الى دار الاذاعة يدعوهم فيها الى الرعاية والعناية بالمقرئين في دار الاذاعة والى توجيه الدعوة لجميع المقرئين في الاذاعة للحضور الى ديوان مديرية الاوقاف لاجراء الاختبار والامتحان لمن يستحق ان يلقب بلقب الحافظ لأن كلمة الحافظ تعني معرفته لعلوم القرآن الكريم. وفاز بها الشيخ الحافظ خليل اسماعيل.
وفي عام 1943 سجلت له اذاعة لندن العربية بعض التسجيلات اخذت تذيعها الى يومنا هذا.
وقد وصفه الاستاذ الكبير المرحوم محمد القبانجي بانه بستان الانغام العراقية البغدادية الاصيلة، وفي عام 1951م عندما زار العراق شيخ المقرئين عبد الفتاح الشعشاعي قال في حقه "اني لم اطرب ولم اسمع بمثل الشيخ الحافظ خليل اسماعيل"، وفي عام 1961م سافر الى القدس وقرا القران في الحرم القدسي الشريف فنال اعجاب المستمعين هناك، وفي عام 1979م وبدعوة من وزارة الاوقاف العراقية سافر الى الكويت لقراءة القران الكريم خلال شهر رمضان المبارك.
كانت له (رحمه الله) صفات جميلة كثيرة منها انه كان لا يقرأ القرآن إلا متوضئاً ومستقبلا القبلة، وكان دقيقا في مواعيده انيقا في مظهره وملبسه يهتم كثيرا بعمامته التي كان يلفها بنفسه بشكل دقيق وجميل، وكان رحمه الله منضبطا في تصرفاته مع الآخرين صريحا في اقواله ولايجامل احداً في الحق.
وفي عام 1966 اكمل تسجيل قراءة القران الكريم المرتل بنفسه دون الاستعانة باحد، وكان رحمه الله يراجع القران الكريم كثيرا في حياته وفي ايامه الاخيرة وحتى في مرض موته بل كان يراجع القران ويقرؤه في سكرات موته رحمه الله تعالى.
ذكرياتي مع الشيخ الحافظ خليل اسماعيل (أبو مهند(
من محاسن ذكرياتي معه أنني تعرفت على الحافظ خليل اسماعيل بداية الستينات، وكنت طالبا بالمتوسطة، من خلال مسجد المنطقة ، مسجد الحاج نايف بالرحمانية ومن ثم مسجد المدلل بالعطيفية، وكذلك زياراتي له في بيته بالرحمانية والعطيفية، وكان يكلفنا، ونحن صغار بالعمر، أن نستمع لتلاوته ونقارنها بالمصحف لأنه دائم التثبت من صحة حفظه.
ولم أسمع له في حياتي خطأ أو سهواً في تلاوة.
كان أبا مهند، ومهند كسر ظهر الحافظ خليل، كما يقال، لأنه ولده المحبب، وصار ضابطا بالجيش العراقي لكنه اسر في الحرب الايرانية العراقية بالثمانينات، كان يحدثنا ويؤكد ان الطريقة العراقية تخضع لمذهب حفص ابو عمرو بن سليمان من القراءات السبع المجمع عليها، وقد عاش حفص في البصرة واتصل بالخليل بن احمد الفراهيدي ثم نزل ببغداد وقرأ بها...
واكد ان العراقيين يعشقون هذه الطريقة ولايفضلون غيرها، ومن الطريف ان الملا عثمان الموصلي قرأ بالقراءات السبع لمعرفة ردود افعال مستمعيه، فوجد انهم لايستسيغون غير طريقة حفص التي درج عليها القراء منذ القدم.
شَرّفني بتلاوة القرآن الكريم في مجلس الفاتحة على روح والدتي عام 1982 ومن بعدها فاتحة والدي عام 1990 يرحمهم الله جميعاً، وكنت أتكفل بنقله بسيارتي من داره بالعطيفية إلى قاعة الفاتحة بالتربية الاسلامية بسوق الجديد وإعادته.
موقف الحافظ خليل من القراءة بالمواليد
لم يدخل الحافظ خليل غمار (المواليد) فهو يرى أنها (صنعة متعبة) واحيانا تستهلك القاريء على الرغم من وجود الكثير من اللمحات الفنية والتراثية الجميلة فيها، وكان المتميز فيها هو الحافظ عبدالستار الطيار وملا خماس وملا طه الشيخلي.
ومن الطريف انه كان يقول ان (المواليد) هي من شغل صوب الرصافة واهل باب الشيخ بالذات.
ويعترف الحافظ خليل أنه حاول مرة قراءة (المواليد) في جامع ثريا بالكرخ واجاد فيها ولكنه لم يعد لذلك أبداً.
الشعشاعي يطرب لصوت الحافظ خليل
في عام 1951 زار شيخ المقرئين عبد الفتاح الشعشاعي العراق واستمع لتلاوة الحافظ خليل، وقال بحقه (اني لم اطرب ولم اكن اسمع مثل الشيخ المقرئ الحافظ خليل)، وهذا التصريح مثبت في الصحف البغدادية التي نشرت هذا القول للشيخ الشعشاعي.
وفي عام 1961 سافر الحافظ خليل الى القدس الشريف، وقد قرأ في حرم القدس الشريف ونال اعجاب المستمعين هناك.
وفي عام 1961 سافر الحافظ خليل الى القدس الشريف، وقد قرأ في حرم القدس الشريف ونال اعجاب المستمعين هناك.
وطيلة الخمسينات كان الحافظ خليل يرأس المحفل القرآني بأبي حنيفة وكان الملك يحضر صلاة العيدين هناك ويستمع لصوت الحافظ خليل في ايام مجده وعزّه.
قصة ظريفة للحافظ خليل مع عبدالباسط عبدالصمد
أواسط الستينات كانت الحكومة العراقية تقوم باستقدام عدد من قراء القرآن الكريم المشهورين في الدول العربية للحضور الى العراق خلال شهر رمضان المبارك، ويقدمون تلاوات في المساجد وكذلك تسجل لهم الاذاعة والتلفزيون.
وكان أن سمع الحافظ خليل تصريحا للشيخ عبدالباسط عبدالصمد وهو يسأله المذيع: رأيك بالقراء العراقيين هل استمعت لهم ومن أعجبك منهم؟ إلا أن عبدالباسط بزهوه أجاب على سؤال المذيع: (لا والله ما في!!)، فما كان من الحافظ خليل إلا أن يركب التاكسي إلى فندق بغداد بالسعدون حيث يقيم عبدالباسط ليقابله هناك، ويسمعه (نقداً أدبياً) لم ينساه عبدالباسط لسنوات طوال.. يرحمهما الله.
في عام 1979 وجهت له دعوة من وزارة الاوقاف العراقية للسفر الى الكويت لتلاوة القرآن الكريم خلال شهر رمضان، وهناك أجريت له مقابلات تلفزيونية وصحفية كثيرة وكان المقرئ الوحيد الذي مثَّل العراق أحسن تمثيل ونال استحسان كل من معه هناك لأن القراءة العراقية ذات شجن في عالم التلاوة القرآنية.
الحافظ خليل في ذمة الله
في عام 2000 اشتد عليه المرض ، فأدخل دار التمريض الخاص في مدينة الطب ببغداد يوم 23/1/2000، واجريت له عملية غسل الكلية، غير ان هذه العملية تكررت لمرات عديدة، فأتعبته كثيرا حتى وافاه الاجل المحتوم ظهر الاربعاء 5/7/2000 فشيِّع تشييعاً مهيباً من جامع المدلل في منطقة العطيفية القريب من بيته الى مقبرة الكرخ العامة، يتقدمه اصحاب الفضيلة العلماء والاحباب والكتاب والشعراء ولفيف من المقرئين وجمع غفير من المواطنين الذين أتوا ليشاركوا مصابهم الاليم واقيم مجلس العزاء على روحه الطاهرة من قبل اسرته في جامع عادلة خاتون في بغداد...
الحافظ خليل في أواخر أيامه |
وقد صعقنا لخبر استشهاد شقيقه في حادث التفجير الارهابي الذي حصل قبل عامين في جامع أم القرى يرحمه الله. هنيئاً لمن افنى حياته في ظل كتاب الله!
رثاه عدد من الشعراء، ومنهم الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي بقصيدة مشهورة قال فيها:
خلَّفت قالاً في الجموع وقيــــــــلا لما رحلت ولم تُعـــدَّ بديــــــــــلا
اني لأشهد ان بفقدك قد هــــــــوى جبل اناف على صحابك طــــولا
فبكتك مدرسة اقمت صروحــــــها فاذا رحلت فمن يقود الجيــــــلا
ياسيد القراء من نشد الهــــــــدى بقراءة فقد اصطفاك (خلـيـــلا)
حبَّرتــــه ( كالاشعري ) تغنيــــــاً ونضدت حُسن ادائه ترتيــــــــلا
والى (ابن ام العبد) شدت سبيله بتلاوة سمعت هدى واصــــــولا
وضربت اطناب الشموخ (لعاصم) وجعلت ما تتلو عليـــه دليـــــــلا
لو ان (سبعتهم) دروا بك مبدعاً عدلوا اليك (بسبعتهم) عـــدولا
تبعوا خطاك لتستقيم لحونـــــــهم وانرت كيما يهتدوا قنديــــــــــلا
واعدت في (العشرين) ما قد امتعوا قدماً فعادوا جملة وتفصيــــــــلا
زاوجت في نهجين حلـو تنغــــــم وفصاحة تحكي القرون الاولــى
بتلاوة القرآن زنت قلوبنـــــــــــا وبحلو صوتك زدنا تبتيـــــــــــلا
وبنطق حرف الضاد ملت بنـا الى من لقَّن القرآن والتنزيــــــــــــلا
ياحافظاً لفظ الكتاب وواعيـــــــــاً درر المعاني فُصلت تفصيـــــــلا
من بعد (مهدي) و( محمود )علت نغمات صوتك انجـــداً وسهــولا
وتركت في (عبدالمعز) ملامحاً ليظل حسن ادائه موصـــــــــولا
وكذا القرون اذا تتباع اهلهـــــــا يمضي القبيل ويستضيف قبيــلا
أأبا المهند لا ارى لك مسكنـــــــاً الا الجنان بما قرأت مقيــــــــــلا
اهنأ بمنزلك الذي قد خصـَّــــــــه رب الكتاب لكي تكون نزيـــــــلا
فعلى ضريحك وابل من رحمـــة يا سابقاً نحو الجنان سبيــــــــلا
ياحافظ القرآن يشهي لفظـــــــه فأواره في السامعين جميـــــــلا
لما اشتهيت الحفظ قلت مؤرخا وشهيت حفظك يا ابن اسماعيلا
ياسيد القراء من نشد الهــــــــدى بقراءة فقد اصطفاك (خلـيـــلا)
حبَّرتــــه ( كالاشعري ) تغنيــــــاً ونضدت حُسن ادائه ترتيــــــــلا
والى (ابن ام العبد) شدت سبيله بتلاوة سمعت هدى واصــــــولا
وضربت اطناب الشموخ (لعاصم) وجعلت ما تتلو عليـــه دليـــــــلا
لو ان (سبعتهم) دروا بك مبدعاً عدلوا اليك (بسبعتهم) عـــدولا
تبعوا خطاك لتستقيم لحونـــــــهم وانرت كيما يهتدوا قنديــــــــــلا
واعدت في (العشرين) ما قد امتعوا قدماً فعادوا جملة وتفصيــــــــلا
زاوجت في نهجين حلـو تنغــــــم وفصاحة تحكي القرون الاولــى
بتلاوة القرآن زنت قلوبنـــــــــــا وبحلو صوتك زدنا تبتيـــــــــــلا
وبنطق حرف الضاد ملت بنـا الى من لقَّن القرآن والتنزيــــــــــــلا
ياحافظاً لفظ الكتاب وواعيـــــــــاً درر المعاني فُصلت تفصيـــــــلا
من بعد (مهدي) و( محمود )علت نغمات صوتك انجـــداً وسهــولا
وتركت في (عبدالمعز) ملامحاً ليظل حسن ادائه موصـــــــــولا
وكذا القرون اذا تتباع اهلهـــــــا يمضي القبيل ويستضيف قبيــلا
أأبا المهند لا ارى لك مسكنـــــــاً الا الجنان بما قرأت مقيــــــــــلا
اهنأ بمنزلك الذي قد خصـَّــــــــه رب الكتاب لكي تكون نزيـــــــلا
فعلى ضريحك وابل من رحمـــة يا سابقاً نحو الجنان سبيــــــــلا
ياحافظ القرآن يشهي لفظـــــــه فأواره في السامعين جميـــــــلا
لما اشتهيت الحفظ قلت مؤرخا وشهيت حفظك يا ابن اسماعيلا
لإتمام الفائدة نحيل القراء الكرام إلى أحد تسجيلات الحافظ خليل، للاستماع يرجى الضغط هنا.