يواصل العميد الركن أحمد العباسي نشر قراءاته لمقتطفات من كتب المرتد وفيق السامرائي، إنصافاً للعراق، شعباً وجيشاً أصيلاً دافع عن الوطن والأمة العربية..
وهذه هي الحلقة العاشرة من سلسلة القراءات التفصيلية لادعاءات ذلك المرتد، وهي الأخيرة لكتاب (حطام البوابة الشرقية) على أن تليها قراءات تالية لكتاب آخر، في وقت لاحق بإذن الله تعالى.
قراءة في كتابي وفيق عبجل السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم (10)
شهادة لتاريخ جيش العراق وشعبه
العميد الركن (اس)
احمد العباسي
إذن، إنتهينا مما ذكرهُ وفيق عن حرب الكويت ولقاءات وفيق عبجل "الوهمية" مع الرئيس صدام حسين، رحمه الله، وقبل أن ننتقل إلى فقرات أخرى من كتاب "حطام البوابة الشرقية" لوفيق عبجل لابد لي من الإجابة على استفسارات الكثير من الأخوة القراء الذين يسألون عن علاقة وفيق عبجل بشعبة الشمال، بعد تكرار ذكرها في مواقع عدة من حلقات الرد، من غير فرزها بفقرة منفصلة وشرحها تفصيلا فأصبحت الصورة مشوشة لدى القراء والمتابعين ولكل هذا أقول:
في سنة 1983 تمكّن وفيق عبجل من إزاحة العقيد الركن صالح محيسن مدير شعبة إيران بطرقهِ المعروفة وأصبح هو مديرها وهو برتبة رائد ركن!!! وفي سنة 1987، توسّع تنظيم مديرية الاستخبارات العسكرية العامة بعد دراسة أجريت لهذا الغرض بأمر مدير الاستخبارات العسكرية العامة حينها، وذلك بعد أن طالت فترة الحرب العراقية الإيرانية ودخولها عامها السابع من غير مؤشرات لحسم المعارك، فتقرّر أن يُرفَعْ تنظيم شعبة إيران، والتي كان مديرها وفيق عبجل الى مستوى معاونية حيثُ كانت بمستوى شعبة طيلة فترة الحرب السابقة للعام 1987 ، وقد رُفِعتْ مستويات أقسام شعبة إيران إلى مستوى شُعبْ مستقلة ترتبط بمعاونية إيران التي اُستُحدِثَتْ في ذلك العام!! وبسبب تداخل العمل في تلك الظروف بين شؤون إيران وما يقوم به عملاء إيران من قيادات [واتباع] الأحزاب الكردية العميلة من أعمال تخريبة ضد قطعات الجيش العراقي، فقد تقرر أن ترتبط شعبة الشمال (الأكراد) المسؤولة عن الحركات المسلحة الكردية والتي كانت تــُقاتل جنبا لجنب مع العدو الايراني الفارسي ضد الجيش العراقي من خلال مقرات حرس خميني، حيثُ تم فتح مقرات مُشتركة من قبل حرس خميني وعملاء إيران في شمالنا الحبيب من خلال مقر عمليات أطلق عليه "قيادة عمليات رمضان".
وهذا المقر المشترك التابع لحرس خميني، والذي يتواجد فيه قيادات كردية (عملاء إيران وإدلاء الخيانة كما اسماهم وفيق بعد ارتباط شعبة الشمال به شخصياً) المتمثلة بالحزبين الكرديين المتعاونين مع العدو، حيث يقوم هذا المقر والذي تتبعهُ مقرات صغيره مثل (ظفر1 ،ظفر2)، بالتخطيط والإشراف على عمليات الغدر خلف خطوط القطعات والتي حصلت ضد جنود وضباط الجيش العراقي الباسل، والتي كانت تدافع عن حدود العراق الشمالية، لهذا تم ربط شعبة الشمال (الأكراد) بمعاونية شؤون إيران.
وقد ارتبطت بمعاونية شؤون إيران منظومات الاستخبارات العاملة في شمال العراق (المنظومة الشرقية والمنظومة الشمالية) من خلال الشعبة الثالثة- شعبة الشمال، فأصبح تسميتها (المعاونية الخامسة لشؤون إيران والشمال) وتعمل هذه المعاونية بإدارة وفيق عبجل السامرائي، ولهذا فان كل ما يخُص المنطقة الشمالية من مقترحات وأوامر ومعلومات وما يخص الحركات الكردية خلال الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت كانت تمر وتدقق من خلال وفيق عبجل وترفع التقارير والمقترحات إلى المدير العام من قِبل وفيق وبتوقيعه شخصياً .
إلا أنني فوجئت وأنا أقرا فقرات كتاب "حطام البوابة الشرقية" إن وفيق عبجل لم يذكر أية إشارة لارتباط الشعبة الثالثة (الشمال – الأكراد) به شخصياً!!! بالرغم من حديثه عن إدارته لمراحل الحرب كافة وإدارته للاستخبارات كلها منذ أن كان برتبة ملازم!! وحتى إنهُ عندما أفشى معلومات تمس الأمن القومي العراقي، عندما قدّمَ شرحا تفصيليا في كتابه الملفق عن أجهزة الأمن العراقية، ذكر وفيق عبجل في معرض حديثه عن مديرية الاستخبارات العسكرية العامة في الصفحة (205) مايلي:
(((تنصب جهود الاستخبارات منذ أواخر العام 1994 على متابعة أعمال المعارضة في المنطقة الشمالية من خلال منظومتي استخبارات المنطقة الشمالية في الموصل والمنطقة الشرقية في كركوك أو الشعبة الثالثة (شعبة الأكراد- في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة)))).
إذن أشار وفيق عبجل في الفقرة أعلاه إلى ارتباط الشعبة الثالثة (شعبة الشمال) بمديرية الاستخبارات بصورة عامة! وان عملها باتجاه الشمال بدأ منذ أواخر عام 1994 كما ادعى وهذا الشيء غير صحيح إطلاقاً (لا ارتباط الشعبة بالمديرية ولا تاريخ بدء جهودها) وهذا الشيء يعرفه ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، والحقيقة التي يعرفها جميع ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة ووفيق أيضا هي ارتباط الشعبة الثالثة (شعبة الشمال) بمعاون المدير العام لشؤون إيران والشمال وفيق عبجل منذ سنة 1987 .
وقد أطلق وفيق تسمية (عملاء إيران) على حزب طالباني وتسمية (أدلاء الخيانة) على حزب بارزاني في مكاتبات ومخاطبات معاونية إيران والشمال الرسمية واعتمدت في جميع المكاتبات حتى التي ترفع الى الرئاسة وبموافقة القائد العام إلا إن وفيق عبجل ارتضى لنفسه الانبطاح تحت سراويل عملاء إيران بعد إن هرب من الخدمة الوطنية ليكون خادما طيعا أجيرا لهم.
وبالعودة إلى فقرات كتاب "حطام البوابة الشرقية" وفي الصفحة (422) وتحت عنوان استعادة كركوك يقول وفيق:
((بعد أن فرغ الحرس الجمهوري من مطحنة كربلاء والنجف بدأ التحشد سريعا من خلال تحريك الدبابات باتجاه كركوك. وذهبت إلى هناك ووقفت على جسر صغير يبعد حوالي 25 كيلومترا عن كركوك وإذا بامرأة أعرابية تمر من الجسر وتنظر إلينا مستهزئة متهكمة على الجيش العظيم المهزوم ...................... تم حشد اكبر قوة مدرعة ومدفعية لاستعادة مدينة كركوك ولأول مره يعقد اجتماع للقادة العسكريين حضره كل من عزت الدوري ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وعدد من القادة .. واعترضت بشدة على جزء من الخطة يقضي بقصف كركوك قصفا مدفعيا ثقيلا لمدة ساعة كاملة وكأنها هدف عسكري تعبوي خالص وقلت لهم ان في المدينة أناساً هم أبناء شعبنا وليس من المنطق وضع المدينة تحت القصف المدفعي الثقيل ، واحتدم النقاش بيني وبين الفريق أول الركن حسين رشيد رئيس أركان الجيش ولم يتدخل عزت الدوري وشرعت القوات المدرعة بالهجوم الواسع بإسناد مدفعي وجوي من طائرات الهلكوبتر المسلحة وتم استعادة المدينة ... ولم يترك البيشمركة خلفهم سوى جثة واحدة .......... " وأخذت الهلكوبترات المسلحة تهاجم النازحين المدنيين بإسلوب إجرامي لا ينسى)) .
التعليق:
يقول وفيق انه ذهب إلى كركوك ووقف على جسر هناك... وهو بالفعل قد ذهب إلى هناك وشارك في تحرير كركوك وقاتل مع الأستاذ عزت الدوري في الصولة الأولى وهذا ما يعرفه كل من شارك في إعادة الأمن إلى مدينة كركوك ويعرفه أيضا ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، وقد صوِّرتْ هذهِ الحالة بكاميرا فيديو (أي ذهاب وفيق إلى هناك ومشاركته في الصولة الأولى) وحُفِظَتْ ضمن وثائق المديرية حينها واطلعنا عليه في شريط التسجيل وهو يهرول (!!) خلف الأستاذ عزت الدوري أثناء بدء استعادة المدينة وهو يعرف ذلك تماما. والسؤال هنا: أن وفيق في تلك الأثناء كان معاون مدير الاستخبارات العسكرية، فلماذا ذهب إلى كركوك في ذلك الوقت تحديدا؟ ومن غير واجب رسمي؟ أو تكليف رسمي؟!!
تصوروا أن وفيق يصف جيش العراق الباسل بالجيش المهزوم !!! ويؤلف قصة المرأة الأعرابية فقط لينتقص من الجيش !!!علماً إن هذا الجيش نفسهُ هو الذي كان له الفضل الكبير في انتشاله من حالة الضياع والبؤس التي كان يعيشها قبل التحاقه بالكلية العسكرية، لا بل يشير ويشيد بشجاعة العملاء !! [ والذي أسماهم هو (عملاء إيران) و(أدلاء الخيانة) ] من أنهم لم يتركوا خلفهم سوى جثة واحدة!!
إن هذا الجيش المقدام الذي يصفه وفيق بالمهزوم تحمل أكثر من طاقته وقاتل في معركة غير متكافئة ضد 33 دولة تمتلك من التكنولوجيا ما لا يمتلكه العراق، وقام الحلفاء بتدميره في صفحة غادرة أثناء انسحابه من الكويت بعد وقف إطلاق النار الذي لم تلتزم به أميركا الشر سيدة وفيق وسيدة أسياده، فدمرت ما دمرت من معداته والياته وقتلت الالاف من الجنود والضباط وهم في حالة انسحاب وليس في حالة انفتاح ومجابهة، والذي بقي من هذا الجيش استطاع أن يعيد الأمن إلى محافظات العراق بإيمانه بضرورة وحدة العراق من زاخو إلى الفاو فقام بواجبه العظيم بإفشال ما خطط له أعداء العراق من تقسيمه إلى دويلات متناحرة طائفيا وقوميا كما فعل وفيق وأسياد وفيق بعد احتلال العراق وتدميره في 2003، وما الاتهامات التي تعرض لها هذا الجيش المقدام من انه جيش استخدم لقمع الشعب إن هي الا تهمة باطلة أشاعها أعداء العراق للنيل من هذا الجيش المقدام، فلم يشترك الجيش في قتل مواطنيه الذين هم جزء منه بل قام الجيش باستعادة المحافظات التي سقطت بغدر عملاء إيران في المنطقة الشمالية والمخابرات الإيرانية التي غررت بالمواطنين وتركتهم لمصيرهم بعد هروبها إلى مواقعها، وهذا الشيء يعرفه وفيق قبل غيره من أن قوات 9 بدر وقبل بدء المجابهة الكبرى أكملوا تحشدات الهاربين من الخدمة العسكرية العراقية، واجروا مناورات على الحدود بالاشتراك مع حرس خميني، فاستغلوا لحظة انسحاب الجيش من الكويت وحدث ما حدث وهو أعلم الناس بهذا.
أن هذا الجيش العريق الذي منح العراق انتصاراته والذي يصفه وفيق بالمهزوم جيش عظيم باسل داس على جراحاته وقام بإعادة الأمن إلى المحافظات المغدورة من قبل العملاء، ولم يلطِّخ قادته الشجعان الأوفياء سمعتهم بالعمالة والهروب من الخدمة رغم كل الظروف التي مروا بها، ولم يدنّسوا شرف العسكرية العراقية (وزيها الرسمي) وهم يستقبلون قادة فيلق 9 بدر الذين اصطفوا مع العدو الإيراني كما فعل وفيق عبجل وهو يستقبل سيده عادل عبد المهدي أحد قادة فيلق 9 بدر وبكل فخر وإعتزاز !!
هناك سؤال آخر حول هذه الفقرة من كتاب الأكاذيب وهو:
بأية صفة ذهب وفيق إلى كركوك وحضر اجتماع يضم السادة عزت الدوري ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش من غير أن يكلف رسمياً بالذهاب من قبل دائرته؟
ولماذا ذهب وفيق إلى هناك من تلقاء نفسه وفي يوم إجازته (يوم واحد) التي طلبها من أمين السر الأقدم؟!!!
تصوروا يا ضباط الجيش العراقي الباسل أن القائد العراقي الغيور، الفريق أول الركن حسين رشيد، البطل الذي شهدت له سوح الوغى في الحرب العراقية الإيرانية يتناقش مع وفيق لا بل ويحتدم النقاش بين الاثنين؟!! تصوروا يا قادتي أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة إن نقاشاً يحتدم بين الفريق أول الركن حسين رشيد ووفيق عبجل؟!
تصوروا أن الفريق أول الركن حسين رشيد، مفخرة الجيش العراقي الباسل الشجاع الوطني الغيور، والذي لا يحتمل أن يُمَسَّ العراق بكلمة واحدة والذي ظهر في شاشات التلفزيون وهو يقاتل في محكمة الاحتلال بدفاعه عن العراق وحربه المصيرية وهو بيد أعداءه في قفص الأسود من غير أن يبالِ حتى بحياته يحتدم نقاش بينه وبين وفيق وهو بمنصب رئيس أركان الجيش؟! تصوروا فقط انه يقول الفريق حسين رشيد وليس غيره؟!! أين أنت يا سيدي (أبا علي) لتقرأ ما كتبه وفيق عنك ؟!! إلا إذا كان وفيق حينها نائبا للقائد العام للقوات المسلحة ونحن لا نعلم؟!
وهنا أيضا حاول وفيق النيل من جيشه تنفيذاً لإملاءات أسياده بالقول انه اعترض على قصف مدفعي على المدينة وانه اختلف مع الفريق حسين رشيد حول الأمر، وذلك ليبيِّن وفيق، الذي اقترح بخبث جمع الشيعة والأكراد من عمر 15-55 وذبحهم ليكون في الجانب الأمين لثلاثين سنة قادمة!! بأنه العطوف الحنون على هذا الشعب .
في الصفحة (423 و 424) يقول عبجل:
((وطبقا لسير الأحداث ابلغ الحلفاء ممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة بضرورة وقف العمليات العسكرية شمال الخط (36) إلا أن القوات البرية لم تلتزم بذلك في المراحل الأولى، ووصلت القوات أمام مضيق كورة وتبين إن الأستاذ كوسرت رسول علي هو الذي تولى قيادة المعركة في الخط الأول، اتصلت بقائد الفيلق الخامس الفريق الركن علي محمد الشلال مستوضحا الموقف فأخبرني أن المعركة عنيفة وتكبدت قواتنا خسائر فادحة ولم يعد بوسعها استئناف التقدم وخلال هذا الوقت كانت الاتصالات للتفاوض جارية، واذكر أني استحصلت موافقة عزت الدوري لوقف القتال أثناء مرور الوفد الكردي على الأقل إلا أن هذا الأمر لم ينفذ لان القوات تلقت الأمر عن طريق حسين كامل بمواصلة أطلاق النار وحاولت أن أمارس دوري بقوة بعد أن تم تعييني في منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة .................. وحصل اتفاق على وقف إطلاق النار إلا أن تاريخ النظام حافل بعدم احترام المواثيق ولذلك لم أكن املك إجابة حقيقة للإخوة الأكراد عن الخروقات التي حصلت)).
التعليق:
يحاول وفيق عبجل في الفقرة أعلاه أن يغازل سادته العملاء الكبار الذين ارتمى هو تحت سراويلهم بالقول (تبيَّن أن الأستاذ كوسرت رسول هو من يقود المعركة وان قواتنا تكبدت خسائر فادحة ولم يعد وبوسعها التقدم) ليبرز شجاعة زائفة لسادته عملاء إيران زوراً وبهتنا لا بل انه يتصل بقائد فيلق؟! ولا اعلم بأية صفة ؟!
جميع ضباط الجيش العراقي الذين شاركوا في عمليات إعادة الأمن إلى شمالنا الحبيب وضباط ركن الاستخبارات العسكرية يعلمون إن سادة وفيق بمجرد أن سمعوا أن قوات الحرس الجمهوري وقادة الجيش الأشاوس لم تهزهم مرحلة القصف الجوي وعادوا لتحرير العراق من الغادرين، وقد عزموا أمرهم على إعادة الأمن إلى محافظات العراق حتى هربوا مذعورين إلى إيران ولم يبق منهم احد متخلين عن الذين غرروا بهم من أتباعهم.
يزعم وفيق عبجل أن قوات الجيش العراقي تكبدت خسائر فادحة!! تخيلوا أن كوسرت رسول احد سادة وفيق يقود معركة بمجموعة من عملاء إيران ويكبد قوات الجيش العراقي التي يقودها الفريق الركن علي محمد شلال خسائر فادحة وتجعل الفيلق الخامس البطل لا يستيطع التقدم! وكأن كوسرت رسول في نظر وفيق عبجل احد قادة الأركان؟!
ان الحقيقة التي يعرفها الجميع بما وفيق عبجل نفسه، هي أنه بمجرد أن عَلِمَ قادة الخيانة أسياد وفيق بأن جيش العراق مصمم على إعادة الأمن للمحافظات التي غدرها عملاء إيران، لاذوا بالفرار وتركوا خلفهم كل شيء، ولم يقاتل منهم احد إلا بعض المجاميع المغرر بها وكل قادة الجيش العراقي الباسل يعلمون أن مرحلة إعادة الأمن إلى المنطقة الشمالية لم تكن بتلك الصعوبة التي كانت في المنطقة الجنوبية، بسبب هروب عملاء إيران من شمالنا الحبيب إلى أوكار الهزيمة والغدر التي انطلقوا منها، سريعاً.
نلاحظ إن وفيق يتصل بالسيد عزت الدوري مباشرة؟؟ تخيلوا فقط ذلك إن كان وفيق لا يستطيع ولا يحق له أن يتصل بأي عضو من أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة فكيف يتصل بنائب القائد العام؟؟ أنها أحلامه المريضة كالعادة وليثبت لسادته انه فعل ما بوسعه لنجدتهم وانه كان يعينهم بقوة ضد العراق وانه كان يريد تأمين سلامتهم!
وأخيرا يتهم النظام الوطني الشرعي بعدم احترام المواثيق بالرغم من معرفته أن سادته عملاء إيران وأدلاء الخيانة نقضوا كل الوعود والعهود وكانوا سببا في استنزاف الدولة العراقية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
في الصفحة 431 يقول:
((وتشكل الوفد العراقي المفاوض برئاسة عزت الدوري .................... وقدمت الجبهة الكردستانية أوراقها بالطلبات ومن بين تلك الطلبات إعادة المسفرين إلى إيران من الأكراد الفيلية (الشيعة) وبدا واضحا أن الحكومة استهدفت إطالة المفاوضات لكسب الوقت ريثما يمكنها الإمساك ببعض الأمور)).
التعليق:
من المعروف وفي تلك الظروف إن العراق وقيادته السياسية كانت تسعى جاهده لإنهاء موضوع شمال العراق بتوسيع قانون الحكم الذاتي الذي منح الأكراد امتيازات لم يحصلوا عليها في الدول المجاورة وتوسيع صلاحياتهم، ووفيق عبجل يعلم جيدا أن سيده جلال كان السبب في إطالة أمد المفاوضات بدفع من الأمريكان الذين كانوا يحتلون شمال العراق بعد مقابلة جلال لمساعد وزير الخارجية الأمريكي الذي أمره بمماطلة الحكومة وعدم التوقيع على الاتفاق النهائي الذي أنجز حتى يتمكن العملاء من ترتيب أوراقهم وهذا ما حصل فعلا وقد رفع وفيق تقريره إلى الرئاسة بهذا الأمر.
طوال فترة المفاوضات مع الحركات الكردية كان سيد وفيق عبجل، جلال طالباني، يتعمد إطالة الحوار وعدم التوقيع على الاتفاق- وهذا مثبت في وثائق الاستخبارات وبتوقيع وفيق - بعد أن وصل مراحله النهائية ليعد العدة لغدره المعتاد فقد قام العملاء بخرق الاتفاق بعد أن استأذنوا للذهاب لمدة أسبوع إلى شمال العراق ومن ثم العودة لتوقيع الاتفاق النهائي، إلا أنهم وكعادة غدر أسياد وفيق عبجل بدءوا بالتعرض لدوائر الدولة وقتل وموظفيها العاملين في شمالنا الحبيب وقتل منتسبي الجيش غدراً، وبهذا نقضوا العهود والوعود في الوقت الذي يتهم وفيق عبجل قيادة العراق الوطنية بأنها هي من ينقض الوعود والعهود رغم معرفته الدقيقة بكل هذه الحقائق كون ارتباط شعبة الشمال به شخصياً، وقد كتب تقريره الاستخباري عن تلك الفترة ورفعه إلى الرئيس صدام حسين، رحمه الله، في الـ35 يوما الذي قاد فيها الاستخبارات وكالة في غفلة من الزمن، فأية عمالة هذه يا وفيق؟
وهنا يجب أن أذكر حادثة أقل ما توصف بأنها بشعة وهي بمثل بشاعة مَن إرتكبها، إنها حادثة مقر قيادة الفرقة 36 ومنطقة دربندخان والتي راح ضحيتها شُهداء عُزّل، مدنيين وعسكريين، ضباطاً وجنودا، لم يتمكنوا حتى من سحب أسلحتهم والدفاع عن انفسهم؛ تلك الكوكبة من الأبطال والتي كان على رأسها الشهيد العميد الركن غالب عبدالله قائد الفرقة، عِلماً بأن هذه الحادثة ظلت مبهمة الى أن نشر أحد الصحفيين الألمان كتاباً عنها حيثُ كان شاهد عيان عليها، كما إن الأخ رافد العزاوي نشر مقال عنها في 20/9/2011 وفي عدة مواقع، ومن أجل الإطلاع عليها بصورة دقيقة، يرجى الاطلع على المقالة وهي بعنوان (كم جريمة لديك يا طالباني) و يرجى الدخول الى الرابط التالي لقراءتها:
وبسبب من خيانة أسياد وفيق وغدرهم، صدر قرار القيادة بسحب كافة الموظفين ودوائر الدولة ووحدات الجيش من محافظات الشمال الثلاث الى حدود كركوك لعدم تمكن العراق في تلك الظروف القاسية من تأمين الحماية لمواطنيه التي تكلف الحكومة الكثير من الأموال في تأمين الطرق والمحافظات في ظل الحصار الاقتصادي الظالم، ولأن بقاءهم هناك وتعرضهم للغدر والقتل من قبل عملاء إيران يكلف الدولة والشعب والقوات المسلحة الكثير من الأرواح الطاهرة في مثل تلك الظروف، وليس كما يدعي خادم عملاء إيران من أن الحكومة استهدفت إطالة المفاوضات لكسب الوقت .
في الصفحات ( 432 و433 ) وتحت عنوان (بين الطلباني والبرزاني) يقول وفيق:
(( لم يكن البرزاني متشددا في التفاوض بل على العكس كان يسعى للاتفاق وفق طلبات بسيطة جدا وقال لي بالنص ((إذا أعطانا السيد الرئيس خمسة بالمائة من حقوقنا سنوافق) ......................وقد أرسل الطالباني رسالة شخصية إلي بخط يده يقول فيها أن إجراءات السلطة تلقي ظلال من الشك على نواياها وقد زادتني هذه الرسالة اطمئنانا ........ تتسم نظره صدام نحو السيد الطلباني بالريبة وعدم الثقة ويرى فيه عدوا لدودا ذا علاقة خارجية وداخلية متشعبة)).
التعليق:
من المؤكد أن الرئيس صدام حسين ينظر بعين الريبة والشك لجلال الطلباني والسبب معروف كون جلال كان يردد دوما بأنه ليس بعراقي ولا شأن له بالعراق (ووفيق يعلم جيداً ذلك كونه مسؤول شؤون الأكراد ورفع هذه المعلومة في تقارير الاستخبارات). لهذا كان الرئيس صدام حسين عندما يصدر أي عفو عن المحكومين يكون في نهاية القرار عبارة (باستثناء المجرم جلال الطلباني) لثبوت عمالته واعترافه بأنه ليس عراقياً.
و يعترف وفيق هنا بأنه العميل رقم واحد لسيده جلال من خلال اعترافه باستلام رسالة شخصية من جلال الطلباني!! والسؤال هنا: كيف يرسل جلال رسالة شخصية لوفيق عبجل؟ وعن طريق مَن؟!
ومن ثم نرى وفيق يعترف بممارسته لنفس الدور السابق بعد هروبه إلى أحضان سادته للتخريب لكن هذه المرة بين جلال ومسعود والسبب هو لتحريك الشارع الكردي ضد البرزاني الذي يبدو انه كان على خلاف معه أثناء تأليف كتاب الدجل هذا، والذي جعله يصف البرزاني بالتهاون في المفاوضات وعمالته – كما يقول – للنظام الوطني .
أتمنى أن يطلع القراء على ما قاله بحق مسعود البرزاني وجلال الطلباني في كتابه هذا لأنني بصدد تصحيح أحداث جوهرية مهمة في تاريخ العراق الذي زيَّفه وفيق، تاريخ العراق الذي سطَّره العملاء وأذنابهم، ليتعرفوا على أسلوب وفيق المراوغ في كل المواقف للتخريب بين الضباط والقادة سابقا، وبين أسياده لاحقا بتلميع صورة جلال والانتقاص من مسعود فهل قرأ مسعود ما قاله وفيق ضده ؟ اعتقد أن وفيق لن يستطيع أن ينكر هذا الأمر كما انكر تقاريره التي رفعها إلى الرئاسة والتي تخص الأكراد.
وفي الصفحة (437 ) وبعنوان (الالتحاق العلني بالمعارضة) يقول وفيق:
((أسوة بالمعارضين الحقيقيين للنظام والاستبداد تحت ظروف السيطرة المقابلة المتأتية من إمكانات هائلة عشت طيلة أربعة وعشرين عاما من بدء انخراطي في العمل السري الداخلي ................ مما لا شك فيه أن وجودي في احد الأجهزة الأمنية والمخابراتية كان عنصرا مساعدا في ترقب الإحداث وفي الأعوام 1991-1994 عندما ركزت نشاطاتي السرية على تشكيل حركة ثوار الشعب العراقي .......... وكنت على معرفة دقيقة بتقارير المعلومات التي ترفع حولي ومراحل مراقبة خطوط الهواتف العائدة لي)).
التعليق:
أسوة بالعملاء والخونة الحقيقيين يعترف وفيق وببجاحة هنا بأنه عميل وجاسوس!! ليس على رفاقه وزملائه وقادته فقط بل ضد وطنهِ العراق أجمع حيث اعترف هنا بأنه طيلة 24 عاما كان يعمل كجاسوس للأجهزة الاستخبارية العالمية.
وهنا يتحدث وكأنه مدير الاستخبارات بالقول (تقارير المعلومات ترفع إلي) هنا يتوقع القارئ أن وفيق كان مديرا للاستخبارات عندما قرر الهروب من الخدمة بقوله (وكنت على معرفة دقيقة بتقارير المعلومات التي ترفع حولي ومراحل مراقبة خطوط الهواتف العائدة لي)) وذلك لعدم تطرقه لتاريخ تعينيه مدير للاستخبارات وكالة لمدة 35 يوماً فقط وأيضاً لعدم تطرقه لتأريخ يوم إقصائه من منصبه كما ذكر في مناصبه السابقة، التي حددها بالأعوام والشهور في كتابه هذا بل مرَّ عليها (تعينيه مديرا للاستخبارات وطرده منها) مرور الكرام للتشويش على القراء كعادته المعروفة بأنه كان مديرا للاستخبارات حتى لحظة هروبه.
كما ان العنوان نفسه يشي بأن وفيق كان عميلاً مستتراً، إذ يصف ذلك الالتحاق بأنه: علني، وهذا يعني ضمناً وجود التحاق سري سابق عليه.
وفي الصفحة ذاتها يقول وفيق:
((في منتصف العام 1993 اصدر قصي (بناء على توجيهات والده) أوامر إلى الأمن الخاص باغتيالي وتم اكتشاف مجموعة من الأمن الخاص وامن سامراء إثناء اقترابهم من المسكن الذي أقيم فيه ليلا وأطلقت عليهم النار وكانت الخطة كما اعترف بها احد المشاركين تقضي بأن يقفز احدهم إلى داخل حديقة الدار والاختباء جوار سلم الباب الداخلي الرئيسي ..................وبعد ان أبدأ بالنزول على السلم يطلق النار علي من مسافة متر واحد بمسدس كاتم للصوت)).
التعليق:
من المعلوم في تلك الفترة انه وبمجرد أن يثبت أو يشك بأن احد الضباط على علاقة بعمل خياني تجسسي ضد الدولة تتخذ بحقه الإجراءات القانونية أو الإجراءات الاحترازية على اقل تقدير، فكيف قام الأمن الخاص - كما ادعى وفيق – في احد صفحات كتابه بمجرد أن تحدث احد الضباط، الفريق ثابت سلطان، في النادي العسكري بحديث ساخر عن علي حسن المجيد وحسين كامل تمت تصفيته وأنزلت رتبته؟! وعندما يُراقبْ وفيق ويشك بولائه لا بل التأكد من علاقته بالمعارضة الخيانية -كما يدعي- يترك ليعمل لسنين عدة يوزع البيانات من داخل العراق؟؟!! من غير أي إجراء ضده؟! وبكل هذه البساطة ؟! فهل هو حالة شاذة؟ أم ماذا؟ ولماذا يقوم الأمن الخاص بالتخطيط لاغتياله في الوقت الذي تستطيع الدولة اعتقاله وبكل بساطة وإيداعه السجن مع الجواسيس والخونة أو على اقل تقدير استدعائه للتحقيق؟! كما فعل اللواء الركن محمود شكر شاهين في قضية الأسير الإيراني الذي استخدمه وفيق في شعبة إيران ومن ثم قام بتهريبه؟! فهل كانت الدولة تخشى اعتقال وفيق والتحقيق معه؟! هل كانت مثلا تخشى خروج مظاهرات جماهيرية شعبية مليونية تندد بالتحقيق مع وفيق؟! أم أنها تخشى على تدهور الوضع الأمني وذلك مثلا لشعبية وفيق المتزايدة بين قادة الجيش والشعب؟! و إن كان هناك شكوك بوفيق ما الذي منع الدولة من اتخاذ إجراء قانوني بحقه؟ إلا إذا كان سيده حسين كامل الموصوف بخيانته وهروبه بعد هروب وفيق قد سهَّل له هذه الأمور وأبعده عن الاعتقال !!! ليلتقوا سوية من جديد بعد هروبهم تجمعهم خيانتهم لأولياء نعمتهم ولوطنهم العراق وشعبه البطل، بعد أن عملوا سوية داخل العراق وأوغلوا في دماء ضباط الجيش، فربما يكون الأمر كذلك فمن يدري؟! ؟
|
مجرم الحرب الشهير جلال طالباني مستقبلاً المرتد وفيق السامرائي في السليمانية بعد هروبه/ ديسمبر 1994 |
في الصفحة (438) وتحت عنوان (مغادرة العراق) يُكمِل وفيق:
((وفي أواخر العام 1994 ازدادت تدابير وإجراءات المراقبة الفنية والبشرية الموجهة ضدي واخذ سيل المعلومات يصل إلي من مصادر موثقة تدل على أن أمر اغتيالي أو اعتقالي أصبح وشيكا جدا فاضطررت إلى المغادرة السريعة إلى كوردستان العراق ................ حيث كان السيد الطلباني بانتظار وصولي , وبعد لقاء بسيط غادرت إلى صلاح الدين بالسيارة الخاصة للسيد الطلباني وحمايته الخاصة، .......... أذيع بيان الالتحاق يوم 1-12-1994 والتف الجميع من حولي معتزين بهذه الخطوة الوطنية الكبيرة لأول ضابط برتبتي وموقعي ومن هناك بدأنا المشوار الجديد ......... بالرغم من ثقتي التامة بنقاء مسيرتي بل موقفي الرافض للنظام وبالرغم من علاقتي الوثيقة واتصالاتي السرية مع السيد جلال الطلباني إلا أنني شعرت بحاجتي إلى كل صوت يقف معي لأني كنت محسوبا في الظاهر على نظام جائر من خلال اشتغالي في احد أجهزته الخاصة (الاستخبارات))).
التعليق:
من المؤكد أن يلتف جميع العملاء من حول وفيق بعد هروبه كأول ضابط عميل برتبته قدم خدمات جليلة في العمالة والتجسس لأسياده مدمري العراق وصانعي الفتنة.
لو كانت إجراءات المراقبة الفنية والبشرية المستمرة عليه محكمة فعلا تجاه وفيق عبجل، كما يدعي، لما تمكن من الإفلات من قبضة الدولة، فهروب وفيق بهذه الطريقة السهلة باستخدام سيارته الشخصية والتوجه إلى نقاط معينة، كما ذكر في كتابه، ومن ثم الوصول إلى مدينة السليمانية تثبت عدم وجود أية مراقبة من قبل لدولة لوفيق وجميعنا نعرف أن كفاءة أجهزة المراقبة ومنتسبي الأجهزة الأمنية كانت بدقة عالية وتقوم مجموعة اختصاصية بهذا العمل، وقد سمعت الكثير عن قصص المراقبة لمسؤولين سابقين وضعوا تحت الرصد بمجرد الشك ولأخذ الاحتياطات من احتمال وقوعهم في شرك الأعداء، وهذه الإجراءات لا يفلت منها احد يريد الهروب ولو كان هناك شك ولو بنسبة 1% بوفيق لوضع تحت الإقامة الجبرية، وهو امر سهل للغاية، وبمقدور مجموعة صغيرة من الجهات المعنية تنفيذه بدقة متناهية.
يحاول وفيق أن يوحي من خلال قوله (واخذ سيل المعلومات يصل إلي من مصادر موثوقة تدل على أن أمر اغتيالي أو اعتقالي أصبح وشيكا) بأن له صلات وثيقة بمنتسبي الأجهزة الأمنية ومن خلال هذه الصلات والتعاطف كانوا ينقلون إليه تفاصيل مراقبته، انه في كتابه في ذلك الوقت من عام 1997 يحاول أن يزعزع ثقة الدولة بمنتسبيها عندما لفَّق كتابه هذا ونسي أن في العراق من الوطنيين الشرفاء ما لا تغريهم كنوز الدنيا ويشمئزون من العملاء وخدمهم ولا يرتضون أن يسيئوا إلى عوائلهم وعشائرهم كما فعل هو.
أما قوله من انه ظاهريا كانت محسوبا على النظام فهذا القول ليس صحيح فوفيق كما وصفه المقدم حميد الواسطي كان أكثر من صدام صداميةً ومحسوب على النظام ظاهرا وباطنا، من خلال علاقته بحسين كامل وتقاريره السرية التي كان يرفعها له ولسكرتير الرئيس وباعترافه هو في كتابه عندما ذكر كتابته للتقارير السرية التي تبين العجز الاستخباري للرئيس للإيقاع بزملائه حيث ادعى أن الرئيس قال له (انك كفئ وموثوق) إلا انه بعد هروبه وثبوت خيانته للعراق بعد أن افشي إسرار الدولة وأعطى معلومات تفصيلية عن وحدات الجيش والأجهزة الأمنية التي تخص الأمن القومي فقد وصل إلى خانه العملاء ودرجة الخيانة العظمى بعد أن انتهى دوره في إقصاء الضباط الوطنيين الشجعان.
في الصفحة (454) وتحت عنوان (الحصار يدمر فلسفة أمن صدام حسين) يقول الموما اليه:
(( كان في أواخر الحرب مع إيران (1986-1988) يجري فتح مقرات في الجبهة لصدام وكانوا يطلبون مني اختيار ثلاث مقرات وبيان وجهة نظري في أفضلها أمنيا........كما كانوا يطلبون مني إخفاء ذلك عن المدير العام)).
التعليق:
إن صحت هذه المعلومة، وأنا اجزم بأن وفيق كاذب بصددها كونه كما يدَّعي ملاحق من قبل الدولة ويخضع للمراقبة منذ أن كان رائداً في الجيش العراقي!!, فهذا يُثبِت قوة علاقة وفيق بحسين كامل حسن الذي كان برتبة رائد ووفيق برتبة عقيد ركن ويناديه وفيق: سيدي! كما انه يثبت انه محسوب على النظام والحلقة القريبة من الرئيس والمتمثلة بحسين كامل، فكيف يقوم شخص باختيار مقرات لرئيس الدولة في حالة الحرب دون ان يكون محل ثقة مطلقة؟ والسؤال هنا: ما مدى الثقة التي يتمتع بها وفيق من قبل حاشية الرئيس أو الرئيس نفسه لكي يطلبوا منه أن يختار مواقع للرئيس يستخدمها في الجبهة؟ ولماذا يطلبون منه أن يخفي الآمر عن مديره العام كما يقول؟ أليس هذا يدل على ثقة الرئيس بوفيق التي جعلت من الرئيس ومرافقيه يطلبون منه، بحسب ادعائه، اختيار مقرات للرئيس في ظروف الحرب تلك؟!
وفي الصفحة (473) يقول وفيق:
(( أن خروج اللواء الركن وفيق السامرائي إلى المعارضة يختلف جذريا عن موضوع حسين كامل فبالرغم من إني من وسط العراق ومن مدينة يتمركز فيها الحزب وقضيت عمرا في الاستخبارات قريبا من القيادة العليا ومطلعا على إسرار كثيرة عن النظام ............... إلا إني لم أكن من العائلة الحاكمة ولم ألطِّخ يدي بدماء الشعب وأمواله ولذلك فما يقاس علي لا يصلح للقياس على حسين كامل ... واستقبلتني المعارضة استقبالا حارا)).
التعليق:
لا يختلف هروب وخيانة حسين كامل عن هروب وخيانة وفيق عبجل، فالاثنان شريكان بدماء ضباط الجيش العراقي الباسل التي أريقت بوشايات من وفيق بالاتفاق مع حسين كامل لإبعاد الضباط الأكفاء الذين اخلصوا للعراق قبل أي احد آخر، لعقدتهما النفسية، هما الاثنان، تجاه النقص الذي يشعرون به أمام الوطنيين وذوي الأخلاق والسمعة الحسنة والمعرفة القيادية، وما قصة اللواء الركن الشهيد سنان عبد الجبار ابو كلل والمقدم قاسم عبدالمنعم إلا دليل على عقدة النقص التي كان يتمتع بها وفيق عبجل وحسين كامل تجاه الضباط الوطنيين الأكفاء، وسنذكر أمثله أخرى في الحلقات القادمة عن الغدر الذي طال الضباط الآخرين، ولو أن وفيق لا يشعر بنقص وتشابه بينه وبين حسين كامل لما تطرَّق لمقارنة نفسه بسيده الهارب وبلسانه، ومن المؤكد أن المعارضة تستقبل خدمها الجدد استقبالا حارا وهذا شيء لا يُفتَخر به بل هو عار أبدي يصيب العميل وعائلته إلى ابد الآبدين، فهل الخيانة والجاسوسية عملا يُفتَخر به؟
إلى هنا انتهي من قراءتي لفقرات كتاب التلفيق: حطام البوابة الشرقية، وردي على ما قرأته فيه من معلومات تخص أمورا اطلعت عليها وعرفتها، أما باقي فقرات الكتاب فتخص العملاء والخونة والمعارك التي خاضوها فيما بينهم والتي يبرز فيها وفيق أمانة ووطنية سيده الطلباني ويطعن ويتهم غريم سيده، البرزاني، بالخيانة لأنه يريد التفاهم مع الحكومة المركزية وإنهاء الحالة الاستثنائية التي كانت سائدة آنذاك والتي لا يرضى عليها وفيق عبجل بالطبع لأن الأمريكان كانوا لا يريدون أن تحل مشكلة الشمال، وقد أمروا أتباعهم، أسياد وفيق، من خلال مساعد وزير الخارجية الأمريكي بعدم التوقيع على الاتفاق، فلهذا امتعض وفيق من لين مسعود البرزاني أثناء المفاوضات ورغبته في التوصل إلى حل مع الحكومة، لهذا كال الشتائم والاتهامات لمسعود البرزاني لإحساسه بتقاربه مع الحكومة وهذا ما لا تريديه أجهزة المخابرات التي كان وفيق يعمل لحسابها.
وقبل أن نبدأ بالحلقة الجديدة إن شاء الله بالرد على كتابه الآخر (طريق الجحيم) ادعو كل قادتي وأخوتي ضباط الجيش العراقي الباسل والقراء والمتابعين ومن له الاهتمام والاطلاع على تاريخ الجيش العراقي الباسل أن يتصفح هذا الكتاب (حطام البوابة الشرقية) بنفسه ويدقق في كل كلمة وحرف مدسوس فيه ليجد الكثير مما لم نذكره لعدم معرفنا بكل شيئ إلا ما شهدناه بأنفسنا او ما عرفناه من قادتنا وزملاءنا الموثوقين فكتبنا عنه ما كتبنا، كما أنني أدعوهم الى الذهاب الى كل فقرة تطرَّقتُ أنا اليها من أجل أن أثبت للجميع أنني لم أتجنَ على المدعو وفيق عبجل.
* أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة