وجهات نظر
صلاح المختار
لا تنعوه فهو مازال يبتسم : اكاد اقول انه وصل ، وجلس
بيننا مرة اخرى ، واسمع صوته القديم يقول (حيا الله الرجال) ، ويدس عينه في اعماقك
وانت تتحدث معه فلا تستطيع الا الاصغاء له ، وهو صامت ، يقول (انا اعرف) ! ال(انا
اعرف) اسطورة بصيرة تخترق حجب جماجم مغلقة وتنّور عيون غبّشت، ثم تأتيك منداحة من
عسلية عينه ابتسامة حيرت عالما يزدحم بالنغول والاتقياء ! وبينهما يتقافز ابليس، ومع
ذلك تشرق الابتسامة في لحظات زمن اسرته رهبة الموت ووصلت الى حيث كان يريدها ان
تصل : الى قلوب الاف الملايين من محبي الحرية.
لا تنعوه فهو
مازال يبتسم : فارس بابل يصنع من عباءة الموت خيمة اعراس عودة دائمة جعلت سيف ابليس يرتعد فرقا ، فيفلت من بين يديه ويحط
على رقاب الجلادين واحدا بعد الاخر يقطع رؤوسهم ، لكن فارس بابل بسحر ابتسامته ، يقبض على الزمن ، فلا يرى
ابليس رأسه يسقط في سلة النفايات ويسير بخطى محمومة ليهرب من وجه فارس بابل ، بعد
برهة يكتشف ابليس ، وهو يرى فارس بابل يرحل ، ان رقبته قد جزت وانها تنتظر السقوط المؤجل غدا او بعد غد .
لا تنعوه فهو مازال يبتسم : اهدانا ابتسامته وقال : انا
عائد قريبا فانتظروني حيث تعرفون ، وانه يسافر وسيعود ، عندما تغيب الشمس وهي تنزل
بحياء وتؤدة في بحر الظلمات تعود صباحا انقى وانظف وابهى وهي تنثر النور والنار ، وفارس
بابل غرّب خلف بحر القدس ليعود ممتطيا صهوة اسد بابل ، في يوم تنتظره الارحام وما
حملته من نطف قدرها ان تصبح اطفالا ، وفي
يوم موعود يحملون السيوف قبل ان يرتفع صوت المؤذن من الانبار وديالى وصلاح الدين وذي قار : ( حي على الجهاد ، حي على القدس الراقدة في احضان بغداد دوما وابدا ) .
لا تنعوه فهو مازال يبتسم : لم يكد يضع قدمه على عتبة
بابل قبل سبع الاف حولية حتى تعالت اناشيد الخلق من برجها ، وتاجها نشيد الانشاد الاعظم ( الله اكبر عائدون ) ، بعثت نفوس غمد في
احشاءها نصل سيف ابليس ، وهو يحز رقبة راس فارس بابل ، لكنها الان ترى الصورة
الحقيقية : فارس بابل هو من قطع رأس ابليس ومشايعيه ، ولكنه لامر ما ، ولسبب ما لا تعرفه الا خزانة اسرار بابل ، ابقى
الرقاب فوق الاكتاف تنتطر يوم تدحرجها في سلال نفايات التاريخ .
لاتنعوه فهو مازال يبتسم : هاهو يعود مسربلا بصلوات الله
، وفي رقبته يتدلى مفتاح بوابة (القدس ) . اما في يده فمفتاح كل الابواب : مفتاح
بغداد . يجلس في احضان ( الانبار ) في ذكرى يوم غروبه ، يداعب غدارته ويصدح صوته
عاليا (حيا الله الشباب ). النور يتراقص بين يديه وهو يبتسم ، ويرحل الى مملكة
تموضعت بين ارفف عيوننا والسماوات السبع لعقولنا ، ومع ذلك فهو بيننا : هنا في
انبار ، وهنا في ديالى ، وهنا في ذي قار ، يستعد للعودة الى ساحة الاحتفالات
الكبرى ليزف بشرى طرد وريث ابليس وروحه خميني
وزقه السم المميت مرة اخرى .
لا تنعوه فهو مازال يبتسم : هل تعلمون لم عاد اليوم
لزيارة الانبار؟ طيف صدام يجول في شوارع الانبار، وبعدها سنراه في البصرة ، واخيرا
يحط رحاله في اربيل. فارس بابل اعلنه القدر حارسا لكل بابل ، في باحات كل الازمان ،
وفي محيط كل الاماكن ، تتصرم القرون وحارس بابل يحدق بعين نسر في وجوه الحائمين
حول مقتربات بابل ، ينبش دواخلهم ليرى وجه ابليس هل هو مختبأ بينهم ؟
انها ليست ليلة حزن بل لحظة وجد عراقية ، فلا تنعوه ،
ولا تذرفوا الدمع على من عاش بيننا لكنه سيعيش بين الجيل المائة بعدنا ، وسيراه احفاد احفادنا واحفادهم بعد الاف
السنين ، سيرونه معهم في الكتب الدراسية ،
وفي حنايا قصائد شاعر العرب الاكبر الخالد عبدالرزاق عبدالواحد ، وفي اساطير بطولة
خلت منها اساطير الاولين والمتأخرين .
أليس من حقي ان اقول: لا تنعوه، خصوصا وانه الان يرقبكم
ويداعب خيالكم ، ينتظر لحظة العودة القريبة ؟
هناك 10 تعليقات:
الله يرحمه .. العالم العربي عرف الان قيمته وقدره
رحمك الله سيدي
الله يرحمك صدام شفنا الذل من بعدك ماادري هاي هم حوبتك اللي طلعت بالعراقيين وبالعرب كلهم
الى رحمة الله ورضوانه الشهيد السعيد
فدوه لابتسامتك ياصكارهم
رحم الله كاسر ضلع كسرى
رحم الله بطل الابطال ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لا تنعوه فهو مازال يبتسم فخورا برجال برجاله الابطال والنساء الماجدات رحمة الله عليك
رحمة الله عليه شجاع
ابتسامه القائد تزلزل اوكار المتعة
الدلائل اغلبها تشير انه كان أخر القادة الوطنيين للعراق ، حيث قد نتخلص من حكومة المالكي والإحتلال برمته إن شاء الله تعالى ، لكن من المستحيل أن يحكمنا قائد وطني بعد الآن
ستبقى إبتسامة صدام حسين حاضرة في نفوسنا
إرسال تعليق