عقد اليوم الأربعاء، 16 تموز/ يوليو 2014، في العاصمة الأردنية، مؤتمر عمان التمهيدي لثوار العراق، بحضور نحو 300 شخصية عراقية، جميعهم من المناهضين للاحتلال المجرم والرافضين لمشاريعه وعمليته السياسية الإجرامية.
وترأس
جلسات المؤتمر فضيلة العلامة الشيخ الدكتور عبدالملك السعدي.
وأكد فضيلة الشيخ السعدي على ضرورة توحيد
الصفوف ونبذ الخلافات ودعم الثورة العراقية الباسلة بكل وسيلة ممكنة، وشدد على
ضرورة اسقاط العملية السياسية وكل ما جاء فيها، وهي المشروع الذي جاء به المحتل
ولم يجن شعبنا منه الا الويلات والخراب. واكد على ضرورة اسقاط الدستور الذي كتبه
المحتل المجرم.
وحضر
المؤتمر الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي ممثلاً عن هيئة علماء المسلمين في العراق والسيد
عبدالصمد الغريري عضو قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي وممثلون عن فصائل
المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية، وقيادات من الجيش العراقي الأصيل وأكاديميين
وإعلاميين وشيوخ عشائر وشخصيات مستقلة.
وقال
الشيخ محمد بشار الفيضي، ممثل الهيئة، ان "العراق يمر هذه الأيام بمرحلة فاصلة من تاريخه ويشهد مرحلة حساسة وخطيرة
تحتاج إلى وعي تام بمجريات الأمور، والظروف المحيطة بها، وبناءً على ذلك ومن منطلق
المسؤولية المناطة بهيئة علماء المسلمين، واستكمالاً للجهود المبذولة طيلة السنوات
الماضية مع القوى المناهضة للاحتلال وعمليته السياسية، نلتقي هنا من أجل السعي
الجاد والحثيث، في سبيل إخراج العراق من محنته وتغيير الأوضاع الشاذة فيه، والحفاظ
على وحدته وهويته ومقدراته".
واكد اننا لا نناقش قضية مكون واحد، إذ إننا " لسنا معتادين على مدى إحدى عشر سنة من الاحتلال والمعاناة المصاحبة له أن
نحضر لقاءً يناقش فيه اصحابه شأن مكون بعينه، لأننا نعتقد أن العراق كله قضية
واحدة، وأبناءه شعب واحد، ولكن لأننا علمنا ان هذا اللقاء يضم ممثلين من جميع
المحافظات الثائرة، وأن الحوار سيكون معهم وجها لوجه، لذا قررنا الحضور لبيان وجهة
نظرنا في الأوضاع المأساوية الجارية في العراق الآن، وتقديم النصح، سعياً لرص
الصفوف، وتوحيد الكلمة والموقف، لانتشال العراق والعراقيين جميعاً مما هم فيه،
وصياغة مستقبل آمن ومشرق لأجياله".
واكد اننا لا نناقش قضية مكون واحد، إذ إننا "
وشدد
على ان مايجري ضد العراقيين هو حصاد جريمة الاحتلال وعمليته السياسية.
وتحدث
عن الخطوط العامة لاسترداد العراق والحفاظ عليه، وأجملها في مايأتي:أولاً:
ضرورة استمرار الثورة الشعبية القائمة، ودعمها بكل الوسائل الممكنة لتحقيق أهدافها
الكاملة التي تضمن للعراقيين جميعا تحقيق هدفهم في غد عراقي منشود.
ثانياً:
تأصيل مفهوم وحدة العراق أرضاً وشعباً، أطيافا ومكونات، وترسيخه نظرياً وعملياً،
والتأكيد على كونه ضمانة مستقبلنا وسبيل حفظ ثقافته وتاريخه وإرثه الحضاري،
والتصدي لتوجه إبقاء العراق على ما هو عليه الآن من الضعف والتشتت وفقد الإرادة
سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، أو تقسيمه عملياً إلى مناطق نفوذ عديدة،
وهو ما تعمل من أجله جهات عديدة داخلية وخارجية بوضوح وبكل صراحة.
ثالثاً:
تحقيق الفرص المناسبة لبناء دولة عراقية حديثة، تعمل على تحقيق الحرية والعدالة
والأمن والسلام والرفاه للشعب العراقي بعد معاناة طويلة من الظلم والحرمان.
وذلك
وفق الآتي:
1.
عقد مؤتمر وطني
جامع لكل العراقيين، يضع السياسات الضرورية اللازمة للانتقال بالعراق إلى بر
الأمان، على أن يقوم هذا المؤتمر على أساس: إنهاء عملية المحاصصة العرقية
والطائفية السياسية وأطوارها جميعاً، وما تمخض عنها من حكومات وسياسات، وما أفرزته
من دستور خطير وتشريعات وقوانين واتفاقات، وعدم القبول بسياسة الترقيع التي تخرج
الظالم لتجلس ظالما آخر على سدة الحكم مكانه، أو القبول بمبدأ حكم الظالم نفسه أو
حزبه أو كتلته من وراء ستار، أو فرض أمر واقع لقبول شروط تحسينية لهذه العملية
السياسية.
2.
تشكيل حكومة
مؤقتة منبثقة من المؤتمر الوطني العام أو تحت إشرافه، لتقوم بإدارة شؤون البلاد
لمرحلة انتقالية يتم فيها إجراء انتخابات عامة، تكفل للعراقيين جميعا حرية التعبير
عن خياراتهم الحقيقية بلا التزامات أو ضغوط حزبية أو غيرها، بعد تهيئة مستلزمات
إقامتها الذاتية والموضوعية.
تشكيل حكومة وطنية بعد
اجراء الانتخابات لأمد زمني يتفق عليه في حينها وفقا لآليات يجتمع عليها العراقيون
من خلال عقد اجتماعي يتضمن دستوراً جديداً يفي بمستلزمات المقاصد الوطنية العامة
للعراق، ويحافظ على الثوابت المرعية بينهم، ويحقق الانسجام المجتمعي اللازم لقيام ثقافة
التبادل السلمي للسلطة، التي هي ضمانة بقاء العراق، ومنع احتكار السلطة الذي يولد
الدكتاتورية بكل أشكالها الشخصية والحزبية والعرقية والطائفية.
ووجه ممثل
هيئة علماء المسلمين رسالة للعالم، قال فيها " إذا أردتم لهذه المنطقة أن تهدأ، وللسلام أن يعم، فلا تعترضوا سبيل
العراقيين في الحفاظ على وحدة بلدهم، وإعادته بيضة قبان في الميزان الاستراتيجي
للمنطقة، فقد رأيتم كيف اختل هذا الميزان حين خرج العراق من المعادلة، وكيف لحق
الضرر بالجميع في كل اصقاع الأرض. لن يهدأ العالم، والعراق في فوضى، ولن تستقر المنطقة،
والعراق مسرح لنفوذ هذه الدولة أو تلك، هكذا شاء الله سبحانه أن تكون ارض العراق
شديدة الحساسية، وبالغة التأثير، فدعوا العراق دولة واحدة هادئة مستقرة، بمعزل عن
نفوذ الأجنبي، لتضمنوا السلام والاستقرار للجميع. ولقد لمستم في العراق خلال أحد عشر سنة بأنفسكم ماذا
وراء تجارب الفوضى، والقتل، وسرقة المال العام، وبث الفتن، وخلق النزاعات،
والمحاصصات الطائفية والعرقية، وكتابة دستور لا يمثل سوى إرادة الحلفاء، والتغييب
المتعمد للكفاءات العراقية الوطنية، والسماح لدول الجوار بالتدخل، فانظروا أين وصلت
الآن أحوال المنطقة، وانظروا الخوف والقلق اللذين ينتاباكم جراء تطورات الأوضاع في
هذا القلب الأرضي من العالم".
كما ألقى
السيد عبدالصمد الغريري كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي، قال فيها:
إن كل ما يعاني منه شعبنا العزيز من ظلم وقمع وإبادة وكل ما يعاني منه
بلدنا الحبيب من تهديد لوحدته ومصيره ووجوده هو محصلة طبيعية للغزو والاحتلال
الاستعماري، الذي لم تكن ولم تعد أهدافه خافية على أحد. وبما يحقق أهدافه لتفتيت
عرى الوحدة الوطنية، وذلك بزرع الفتن، واختلاق النزاعات العرقية والدينية
والمذهبية بين ابناء المجتمع العراقي المتآخي على مدى مئات السنين، والتشجيع رسميا
على تغليب الانتماءات والولاءات الفرعية؛ العرقية والدينية والمذهبية والمناطقية
على الانتماء الوطني الجامع والولاء للوطن الواحد العراق.
واضاف انه "حيال هذه الهجمة الاستعمارية الخطيرة انقسم المشهد السياسي
في العراق منذ اليوم الأول للغزو الى فريقين: الأول ضم الأحزاب والتنظيمات
المرتبطة بدول الغزو ودخلت مع قواتهم وخانت العراق قبل الغزو وبعده وخدمت أعداءه
وما تزال تخدمهم في تنفيذ مخططاتهم الشريرة من خلال انخراطها في العملية السياسية
المخابراتية التي فرضها الاحتلال، والثاني الذي ضم الغالبية العظمى من ابناء
العراق الذين رفضوا الغزو والاحتلال، وتمسكوا بسيادة العراق واستقلاله، وحريته
ومصالحه الوطنية. ومن هذا القطاع انبثقت حركة المقاومة الوطنية العراقية الباسلة".
وتابع "بانهزام قوات المحتل سلمت الولايات المتحدة العراق كله الى
حليفها النظام الإيراني لكي يفرض على العراق استعمارا صفويا استيطانيا سرطانيا،
بعد ان كانت قد أوكلت اليه ولأجهزته الإرهابية وعملائه المحليين منذ بداية
الاحتلال كثيرا من مهامها التفتيتية القذرة, وقد وسَّعت حكومة عملاء الاحتلال
الصفوي ، بعدة أضعاف، دائرة الظلم والقمع الدموي والتشريد والتهجير والإفقار
والإقصاء والتهميش والتعسف والإبادة والفساد والنهب، تلك المسيرة التي بدأها منذ
الاحتلال الغزاة الأمريكان والانكليز وحلفاؤهما من عملاء إيران وإسرائيل. حتى باتت
هذه سياسة رسمية معلنة لهذه الحكومة وبدعم وتأييد المشاركين في العملية السياسية
المخابراتية المشبوهة على اختلاف انتماءاتهم المذهبية، فملأت السجون بمئات الألوف
من العراقيين والعراقيات وأخضعتهم لأقسى صنوف التعذيب وأقذرها وأحطها ، وواصلت قتل
المئات من العراقيين يوميا سواء داخل السجون بالتعذيب والإعدامات، وخارجها
بالتفجيرات والاغتيالات. كما أوغلت في تنفيذ قانون الاجتثاث الفاشي الذي وضعه
المحتل الأمريكي مما أدى الى إقصاء وتشريد وتهجير الملايين من العراقيين لأسباب
سياسية ولأسباب طائفية وعنصرية مقيتة . وتوسعت في عملية نهب أموال الشعب وزرع
الفتنة وبذور التجزئة والتقسيم والتناحر المجتمعي".
واستعرض ماجرى في الانتفاضة السلمية في شباط من عام 2011 في بغداد ومعظم
المحافظات من البصرة الى ذي قار وواسط الى بغداد ونينوى للمطالبة بمحاربة الفساد
وإزالة المفسدين وإنصاف المواطنين. فواجهتها الحكومة العميلة بالقوة والنار.
وقال "ثم ما لبثت ان انطلقت الانتفاضة الشعبية على نحو واسع في ست
محافظات في أواخر عام 2012 ، ورفعَ ملايين المحتجين الذي اعتصموا نحو عام كامل
سلمياً، في المحافظات المنتفضة، عدة مطالب مشروعة أهمها إلغاء نظام المحاصصة
الطائفية والعرقية، وقوانين الاجتثاث والإقصاء والإرهاب، وإطلاق سراح مئات الألوف
من المعتقلين، وإلغاء التمييز الطائفي والعرقي في دوائر الدولة ضد ملايين
العراقيين. ورغم اعتراف أقطاب الحكومة العميلة بمشروعية المطالب وتعهدهم بتلبيتها
إلا أن الحكومة أوغلت في مسارها الارهابي الاجرامي الطائفي المرفوض وهاجمت
المعتصمين وارتكبت مجازر فظيعة في الحويجة وديالى والفلوحة والرمادي والموصل".
واكد ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي أنه "وإزاء هذه الخلفية انطلقت بوادر الثورة العراقية الوطنية قبل
اكثر من ستة أشهر من محافظة الأنبار الباسلة وعمت مدينة الفلوجة معقل الفرسان
والأبطال ومدن الكرمة وأبو غريب وجرف الصخر ومناطق في حزام بغداد الشمالي والجنوبي،
ثم ما لبثت ان اندلعت المعركة الحاسمة على نطاق واسع في التاسع من حزيران المبارك
بزخم هائل وعزم أكيد وقوة كاسحة ليحقق ثوار العراق من ضباط وجنود جيش العراق الوطني
ورجال العشائر الأبطال ومقاتلي فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية نصرا
عظيما وانجازا تاريخيا تتوج بتحرير نصف العراق في بضعة أيامط.
وأوضح "لقد أطاحت ثورتنا الظافرة في بضعة أيام بمشروع ايران
الاستعماري التوسعي، الذي أسماه الملك عبدالله الثاني بمشروع الهلال الشيعي، وبددت
احلام دهاقنته بابتلاع العراق والانطلاق منه لابتلاع الدول العربية في المشرق وفي
مقدمتها بلاد الحرمين الشريفين والأردن ودول الخليج العربي، كما بددت الثورة أحلام
التقسيم، والأقاليم التي راودت الخائبين، من غير الاحزاب الموالية لايران، الذين
نصَّبوا انفسهم ممثلين لملايين العراقيين، وانخرطوا في كل مخططات الغزاة الأمريكان
وحلفائهم الفرس الصفويين لتهميش واقصاء من ادعوا تمثيلهم منذ موافقتهم على خريطة
تقسيم العراق في مؤتمر لندن قبل الغزو الى مشاركتهم الذليلة الخانعة في حكومات
واجهزة النظام الصفوي الى تشكيلهم مليشيات الصحوات العميلة لضرب فصائل المقاومة
خدمة للمحتل الأميركي ولضرب فصائل الثوار وأهل المحافظات الثائرة الآن خدمة للمحتل
الصفوي الايراني. ومنذ بدأت الانتفاضة المليونية أواخر عام 2012 تبنى أصحاب نزعات التقسيم، ممن أشرنا إليهم في
أعلاه، المشروع الصهيوني - الأمريكي- الايراني لتقزيم وتقسيم العراق وأخذوا يروجون
لمشاريع الاقاليم والتقسيم، من أجل قطع الطريق على الانتفاضة ومنعها من التحول الى
ثورة عارمة وذلك خدمة لمصالحهم الارتزاقية المشينة وارتباطاتهم المشبوهة".
وشدد على ان الثورة ماضية بكل عزم وقوة في مسيرة ثورتنا الظافرة حتى تحقيق
أهدافها في تحرير العراق من الاحتلال الصفوي الفارسي تحريرا كاملا وشاملا لكي يعود
سيدا حرا مستقلا موحدا قويا محافظا على هويته الوطنية الجامعة وشامخا بانتمائه
العميق لأمته العربية والإسلامية.
وقال "إذا توفرت الشروط المناسبة لآليات جديدة لنصرة أبناء شعبنا فنحن
مستعدون لمناقشتها، إذا وجدنا فيها ما يضمن تحقيق اهداف الثورة وفي مقدمتها
المحافظة على وحدة العراق أرضا وشعبا وبما يحافظ على وحدة نسيجه المجتمعي وتماسكه،
وفي التحرير الشامل والكامل من الاحتلال الفارسي واسقاط العملية السياسية
المخابراتية، والغاء كل ما فرضه المحتل، خلافا للقانون الدولي، من اجراءات وتدابير
وقرارات وقوانين باطلة وغير مشروعة مثل الدستور الملغوم وإلغاء القوات المسلحة
والاجتثاث والاقصاء والمحاصصة الطائفية والعرقية وقوانين الارهاب وغيرها. ومن دون
تحقيق هذا الشرط لا يمكن لنا ولا لثوار
العشائر العراقية الأبطال ولا لأي عراقي وطني ان يتراجع قيد أنملة عن مواصلة
الثورة المسلحة حتى تحقيق هدف التحرير الكامل والشامل للعراق".
وأكد على ان الثورة الوطنية العراقية لكل ملايين العراقيين المنتمين لوطنهم
وهم الغالبية العظمى من شعب العراق في كل محافظات الوسط والجنوب والشمال ومدنها
وقراها وقصباتها، وانها لم تأت للانتصار لفئة بعينها على حساب فئات أخرى ولم تأت
للانتقام أو الانتقاص من حقوق فئة بعينها أو شخص بعينه، بل أتت للانتصار لكل
العراقيين بلا أي تمييز، أتت لتحرير البلاد من الاحتلال الأجنبي، ومشاريعه المهددة
لوحدته ووجوده، وتخليص العباد من الحيف والظلم والاستعباد والاستبداد والتهميش
والتمييز العنصري والطائفي ومن عمليات الفساد والنهب والتخلف والتمزق.
وأضاف "إن الثورة الوطنية العراقية أتت لاسترجاع سيادة دولة العراق
واستقلالها وتأمين مصالحها الوطنية والحفاظ عليها، ولم تأتِ بقصد الانتقام أو
الإضرار بمصالح دولة بعينها، سواء من دول الجوار أو من الدول الغربية، بل ستسعى
الثورة بعد التحرير، بعون الله تعالى، لاستعادة المنهج المتوازن في السياسة
الخارجية لدولة العراق الوطنية بصفتها دولة عربية إسلامية، وعضوا مؤسسا في النظام
الرسمي العربي والأمم المتحدة ومجموعة دول عدم الانحياز لتكون بحق عامل استقرار وخير
وتعزيز لأمن المنطقة والعالم".
وألقى السادة رياض عبد اللطيف حسين ممثل التيار السلفي في العراق والفريق
الركن صباح العجيلي ممثل الجيش العراقي الأصيل والشيخ أنور عبدالرزاق الخربيط ممثل
شيوخ العشائر والشيخ وضاح الصديد ممثل المجلس السياسي للمقاومة العراقية والشيخ
عبدالناصر الجنابي ممثل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والشيخ زيدان الجابري
الأمين العام للمجلس السياسي العام لثوار العراق والشيخ فاروق الظفيري ممثل الحراك
الشعبي السني، ثم جاءت كلمة السيد صباح المختار ممثل المحامين العرب والعراقيين خارج القطر، وكلمة الكفاءات العلمية ألقاها الدكتور عمر الكبيسي وأخيراً كلمة الثوار في الميدان ألقاها نيابة عنهم الشيخ عبدالقادر النايل، والشيخ الدكتور عبدالحكيم السعدي ألقوا كلمات خلال المؤتمر، كما ألقيت قصائد حيَّت ثورة العراق الظافرة وأبطالها النشامى.
وقد أكد
الحاضرون في كلماتهم على ضرورة العمل على دعم الثورة العراقية الظافرة بكل الوسائل
المتاحة، وتعزيز صمود العراقيين في مواجهة السلطة العميلة الغاشمة المجرمة،
والتأكيد على صيانة وحدة العراق أرضا وشعبا ورفض تقسيمه تحت أي تسمية أو أي هدف.
وعلى ضرورة اسقاط مشروع الاحتلال المتمثل بالعملية السياسية التي ينفذها عملاؤه في
العراق والقوانين الجائرة التي أصدرها المحتل مثل قانوني الارهاب والمساءلة
والعدالة سيئي الصيت، والعمل على بناء حكومة تمثل شعب العراق الواحد دون تمييز أو
إقصاء أو تهميش، ينعم فيها الجميع بالأمن والرخاء والسلام.
كما اكدوا
ان الثوار، والمؤتمرين، لن يقبلوا بأي حلول ترقيعية أو مناورات وألاعيب تقوم بها
اطراف هذه العملية المخابراتية التي مكَّنت العملاء من الايغال بدماء شعبنا
العراقي الواحد وتبديد ثرواته وتخريب نسيجه الاجتماعي المتماسك ونفذت مخططات الاعداء في بلدنا.
وقد صدر عن المؤتمر البيان الختامي التالي ألقاه الشيخ أحمد الدباش ممثل الجيش الإسلامي في العراق:
بسم
الله الرحمن الرحيم
((أُذِنَ
لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ
نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ))
البيان
الختامي لمؤتمر عمان التمهيدي لثوار العراق
إن
أوضاع العراق اليوم، تزداد سوءاً، ومن يتأمل حال هذا البلد الجريح ترتسم أمامه
الصورة الآتية:
استمرار
النفوذ الاجنبي في العراق واستفحال الإنفلات الأمني واستباحة أرواح المواطنين،
والإمعان في التمييز والإقصاء اللذين طالا شعب العراق كله ظلما وعدوانا، وملأ
السجون بمئات الآلاف من المعتقلين، وممارسة شتى أنواع التعذيب بحقهم، والإعدام
خارج القضاء أو عبر قضاء مسيس، وغياب دولة المؤسسات، وتفاقم ظاهرة الميليشيات،
والتهديد بتقسيم الوطن وتفتيته، وإصدار قوانين جائرة مثل قانون الإرهاب وقانون
المساءلة والعدالة، واستفحال ظاهرة الفساد ونهب المال العام، وتفاقم معاناة
المواطنين من نقص الخدمات والحاجات الاساسية وفشل الحكومة وعجزها عن إنجاز
المصالحة الوطنية.
هذه
الصورة المخيفة والمحبطة هي التي دفعت أبناء الشعب العراقي ليتظاهروا ويعتصموا
سلميا على مدى عام كامل، ولكن الحكومة قامت باستهداف مواقع تظاهراتهم السلمية
بالسلاح الثقيل، وارتكاب المجازر الفظيعة بحقهم، كما حدث في الحويجة والفلوجة
وديالى، مما اضطرهم إلى للدفاع عن أنفسهم بثورة مسلحة.
إن هذا
المؤتمر الذي يضم فصائل مقاومة وشخصيات ونخبا، وشيوخ عشائر وقوى وطنية وإسلامية عراقية
يهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة العراقيين، وضرورة إسناد ثورتهم
الشرعية التي تهدف إلى إنقاذ العراق والمنطقة من مستقبل مجهول، ومآلات قد لا تحمد
عقباها، تماما كما فعل في إسناد إخواننا السوريين في ثورتهم ضد نظام هو الآخر مارس
بحق شعبه الظلم والإقصاء..
ونؤكد
ان هذا المؤتمر يسعى للعمل من أجل تحقيق التكامل في جهود الجميع، والبحث عن
المشترك بين العراقيين، ومن أهداف هذا المؤتمر :
أولا:
نؤكد على وحدة العراق ورفض كل دعوات التقسيم تحت أي ذريعة ومسمى.
ثانيا:
إسناد ثورة الشعب ومطالبها التي انطلقت في العراق، وحققت إنجازات باهرة.
ثالثا: ورفض تشكيل الصحوات أو تشكيل أي قوة تحت أي
عنوان لمقاتلة الثوار.
رابعا:
السعي إلى لقاء وطني عام يضم جميع العراقيين من كل المكونات والاطياف، للبحث في
مستقبل عراق جديد، يعم الخير أبناءه، ويكون سلما لأهله وجيرانه وللعالم.
خامسا:
السعي للحصول على التأييد والدعم العربي والدولي
سادسا:
مطالبة المجتمع الدولي لإيقاف الدعم للحكومة الحالية وتحمل مسؤولياته في حماية
المعتقلين في السجون العراقية وحماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف والاستهداف
اليومي.
سابعا:
مطالبة المجتمع الدولي بدعم العوائل المهجرة.
ثامنا:
التوافق على عقد مؤتمر قادم في أسرع وقت ممكن.
وفي
الختام لايسعنا إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل إلى المملكة الأردنية
الهاشمية على استضافتهم لهذا المؤتمر.
هناك 4 تعليقات:
بارك الله في كل الجهود الخيرة,,, نصر الله العراق وحفظه وسلمه ورجائي ووصيتي المتواضعة هي الله الله في الوحدة وترك النزاعات بين الاخوة في القوى الوطنية الشريفة الحرة حتى يتسنى لنا تحقيق الاهداف المرجوة ومن الله التوفيق.
نرجو من الله أن يوفق الاخوة العراقيين في استرجاع أمن العراق والعراق واحد موحد برجاله الذين عرفناهم على مدار التاريخ والذين صنعوا مجدا وحضارة لا مثيل لها كل التقدير والاحترام والتوفيق ان شاء الله
من نصر الى نصر إن شاء الله .... اللهم إحفظ أخوتنا ثوار العراق الشقيق وسدد خطاهم .... ولا تنسوا أخوتنا أن قوتكم في وحدة صفوفكم .... وحبذا لو تقومون بالتنسيق بين القيادات العسكرية والسياسية مع ثوار سوريا عمقكم الإستراتيجي لأن العدو واحد المجوس وأذنابهم لايريدون خيرا بنا جميعا.
كم مفرحة ان نرى تجمع النخبة الخيرة من اصلاء العراق برعاية الله وحضور الشيخ الدكتور السعدي رمز الاعتدال ً ورجاحة العقل ومعه هذا الجمع من حكماء السياسة والعسكرية وكلهم يحبون العراق الواحد ، اللهم بارك هذا الجمع الطيب وسد خطاهم لتحرير العراق العظيم من الاحتلالين البغيضين وعملائهما واحفظ الثوار والمجاهدين والمجلس العسكري من كل شرير.
ملاحظة حبذا لو يتم دعوة اخوان شيوخ عشائر ووجهاء من فسيفساء العراق من إخواننا الكرد والتركمان والمسيحيين واليزيديين بصفتهم القومية وما أكثرهم من محبي العراق الواحد وأساتذة كبار من عرب شيعة العراق وما أكثرهم من الوطنيين الصادقين
مع تحاتي وتقديري لهذا المؤتمر وحضوره الكرام
روحي فداك يا العراق الواحد
إرسال تعليق