وجهات نظر
ضياء حسن
هل مطلوب
من العراقيين ان يحسنوا الظن بحيدر العبادي وقد ولد من رحم حزب الدعوة الذي حكم العراق
بالحديد والنار؟!
وهل يمكن ان
يقتنعوا ان تجمع الرعاع الذي رشحه لتولي مسؤولية تشكيل الوزارة سيكون بعيدا
عن منهج المحاصصة الطائفية الذي ولد في كنفه نظامهم واستمد اصول الغدر بالعراقيين
من جعبة الامام الفقيه.!
وتسجل
للجعفري بدعة احتضان دكاكين خاصة للاعتقال والتحقيق والتعذيب واصدار الاحكام
وتنفيذها بعد ابتزاز اهالي المعتقلين بجبي الاتاوات منهم ثمنا لاطلاق سراح المحتجزين
في هذا النمط من الدكاكين بعد ان شملتبالخصخصة التي اتخذ واحد منها
من صدر القناة مقرا له وهو تابع لصولاغ على الرغم من كونه هو نفسه وزير الداخلية
وتحت تصرفه مواخير الداخلية الخاصة باداء هذه المهمة وعددها ليس قليلا !!
ويبدو ان لدكاكين القطاع الخاص طعما خاصا لدى صولاغ دفعه الى امتلاك واحد
منها، مما جعله يسكت على دكانة الميليشياوي البرجوازي احمد الجلبي وكان نائبا
لرئيس الوزراء واتخذ من احدى البنايات في منطقة الجادرية مقرا لها معززة باخر التقليعات
المستخدمة في استنطاق المعتقلين تعذيبا ومنها استخدام الاكياس البلاستيكية الخانقة
والمثقاب الكهربائي وهو الاسلوب المبتدع من قبل صولاغ ومسجل باسمه كبراءة اختراع
مما دفع القوات الاميركية لمداهمة هذه الدكاكين واطلقت سراح من وجدتهم معتقلين فيها
ولم تتحرش باخرى وكان موقعها في احد اطراف مدينة الصدر ، ناهيكم عن دكاكين اصغر اكتشفت
بالصدفة منتشرة في عدد من انحاء العاصمة تمارس فيها هواية التعذب ممن اعتاد على ممارستها
كوسيلة للارتزاق من قبل الوحوش القادمة من طهران وبحسب معلومات ادلى بها من اطلق
سراحهم من تلك الدكاكين التي اتخذت من بيوت بعض المواطنين التي غادرها اهلها في
منطقة زيونة تحت ضغط تعرضوا اليه من الميليشيات الطائفية الذين اتخذوا من اعتقال الناس
وتعذيبهم وسيلة للارتزاق!!
ولعل اخطر
ما واجه وما فتئ يواجه العراقيين اليوم الخطوة العدوانية الستراتيجية التي عمل
ويعمل عليها ويغذيها نائب الرئيس الاميركي بايدن ويصر على المجاهرة بهاعلنا بين الحين
والاخر مستغلا صمت المتورطين بالعملية السياسية عليها ، وتتمثل باصراره على الدعوة
لتقسيم العراق كحل وحيد للازمة العراقية ، وهو يدرك تماما بانها لا تتوافق مع ما
يتطلع اليه شعبنا من سعي لتعزيز توحد اهله في ظل العراق الواحد الموحد وقد
عقدوا العزم على رفض مثل هذه الدعوة الهجينة ليؤكدوا ايضا اصرارهم المقابل على عدم
التعامل مع الدعوات المروجة لما يسميه بايدن بتفعيل الفدرالية او القبول بالفدرالية
الفعالة ، ويستحيل ان يقبلبها شعبنا او بغيرها مهما زوقت او ارفقت بوعود اميركية
براقة لتقديم مساعدات مغرية للعراق يعرف العراقيون ان ثمنها باهض يستهدف ادامة
تخريب البلاد وبث الفتنة بين العراقيين وتفريقهم كما فعلوها شيطنة بدول عربية
وقبلها بدول اخرى كيوغسلافيا مثلا التي قسموها بعلم اوربي غبي الى مجموعة دويلات الغي
فيها اسمها الوطني الذي شكل رمزا لا ينسى لمعاني السيادة الوطنية والاستقلال وبروز
مبدا الحياد الايجابي للدول والشعوب في الصراع على المصالح الذي استعر بعد انتهاء الحرب
العالمية الثانية بين الكتلتيين الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي والراسمالية
بقيادة الولايات المتحدة التي تطمح الى تفتيت واضعاف اي شعب لا يذعن لما
تخطط له واشنطن بتغليب مصلحة الصهيونية العالمية على مصالح الدول الاخرى وخصوصا المصالح
العربية وتاتي دعوة تقسيم العراق الى فدرالية ابرز الدعوات المسمومة لابقاء العراق
تابعا تمزقه الصراعات يتسلط على الحكم فيه القتلة والسراق وناقصو الذمة ، فهل يعقل
ان يخرج حيدر عن طوع من تتلمذ على ايديهم المنطق يقول باستحالة ذلك لان اللعبة اكبر
منه
اما المرة الثانية
لتولي حزب الدعوة تشيكل الوزارة فكانت من حصة المالكي وهو اسوا من سابقه فاذا
كان الجعفري يتصنع الهدوء الا انه ماكر وخبيث وهو اشبه بذلك النمط من الناس الذين
يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته ، في حين كان خليفته المالكي شريكه في جباية الخمس
من العراقيين الذين يتواجدون في بقاع الدنيا الواسعة وخصوصا في الولايات المتحدة
وكندا والدول الغربية وصاحبه في رحلة خيانة العراق وشعبه .
غير ان زمن
المالكي امتاز بشن العدوانات على العراقيين بحماسة نادرة وعلى شكل تصفيات من شتى الحجوم
والقياسات واظهر ولعه بتعدد الوسائل ومنها الذبح شرط السكين والاغراق في الفيضانات
المصطنعة والتفجيرات الميليشياوية والمجازر الجماعية التي تعنى بتدبيرها قوات سوات
الخاصة به وقوات الدمج الطائفي واخيرا استقر حاله على قصف اهلنا بالمدفعية الثقيلة
من الارض وصواريخ الطائرات من الجو وكذلك استخدام البراميل المتفجرة لهدم بيوت الاهالي
على رؤوس ساكنيها وهدم المساجد على المصلين فيها
وله تسجل القدرة
على الانتقال من يد بوش الجمهوري الى يد نائب الرئيس الديمقراطي بايدن باستبدال
دوره السابق الذي انصب على ادامة المنهج التدميري للعراق والذي تولاه المالكي بعد
ترحيل القوات العسكرية الاميركية من البلاد بتاثير تصاعد ضربات المقاومة الوطنية العراقيةالبطلة
الملاحقة لها، لتبدأ في إثرها مرحلة التعشيق بين الفعلين التدميري والمخابراتي الساعي
لتفتيت التوحد الاجتماعي العراقي معمَّدا هذه المرة بعمليات تصفية وتهجير العراقيين
وكما اشرت قبل قليل جيئ بالمالكي لانه كان يحمل صفة الارهابي المناسب لاداء
هذه المهمة العدوانية الجديدة بمواصفات اميركية خاصة تطلبت منه ان يشن حربا مبتكرة
على المواطنين العراقيين المدنيين العزل بحجة مكافحة ارهاب داعش.
وكان من نتائج
ذلك ان بدا قصف المدن الانبارية وفي مقدمتها الفلوجة والكرمة الصامدتين منذ تسعة
شهور ولم يتوقف هذا القصف الاجرامي حتى الان بالرغم من سقوط اكثر من 850 شهيدا التقط
الكثير منهم من تحت انقاض الدور السكنية ودور العبادة والمستشفيات والاسواق التي
هدت على رؤوس المتواجدين فيها اضافة الى اكثر من الفي مصاب ، اصاباتهم في الغالب
ليست بسيطة ، وهي جريمة تنفذ يوميا عن عمد ومع سبق الاصرار ويتحمل المسؤولية الاولى
فيها المالكي بصفتيه رئيسا للوزراء يفترض ان يحمي امن المواطنين لا قتلهم ،
كما يحدث الان وكقائد عام بدا يستعرض عضلات قواته التي جبنت امام داعش بقتل العراقيين
المدنيين من ابناء الانبار بادعاء انهم يشكلون حاضنة للارهاب فما هو دوره في وقف
نزيف الدم العراقي الطهور فقد اكتفى وهو يعي الحقيقة بمجرد مطالبة من يتولون القصف
يتوخي الدقة في القصف لئلا يصيبوا المدنيين وهم يقصفون الدور السكنية والاسواق
والجوامع دون ان يكون شجاعا ويطالب المالكي بوقف القصف الاثم لمدن الانبار وتوسع
ليشمل في فترة التكليف لقصد اهل الموصل وتكريت، فهل نتوقع من حيدر ان يحدث تغييرا
في المنهج ؟!
في وقت ظهر
فيه اوباما ليخير العراقيين - وبديمقراطية شفافة لم يتعودوا عليها سابقا- بين
القبول بالتقسيم كحل وحيد اختاره له نائبه لتسوية الازمة التي تهدد العراق بالفوضي
وهي مصطنعة ومنسوجة بعلم من قبل مخابراته والا لما قال موجها كلامه الى العراقيين مؤخرا
ان يقبلوا والا فالذئب ينتظرهم !!
فهل عقب
حيدر او جوقة الاذناب التي رشحته لرئاسة الوزراء على اوباما وسالته من هو الذئب الذي
يهدد به العراق وباي حق ، وهل سال المالكي المنتهية ولايته اوباما نفس السؤال وباي
صفة يهدد العراق ام انه يمارس تصريف الاعمال بالاسترجال على الموطننين وهو يمارس
هواية قصفهم اناء الليل والنهار في حين يكتفي حيدروف بالطلب الى القاصفين بتوخى الدقة
لا بوقف القصف فذلكم محرم في عرف الشيطانين المتحالفين وعملائهما وكلاء العملية
السياسية القاحلة الساقطة التي لا ينتظر العراقيون فيها املا ، مكث العبادي ام
رحل!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق