وجهات نظر
سلام الشماع
لمااذ تكتب؟
سؤال واجهني به أكثر من واحد، محاولاً تيئيسي من جدوى الكتابة في عالم لا يقرأ، كما وصفه.
سؤال واجهني به أكثر من واحد، محاولاً تيئيسي من جدوى الكتابة في عالم لا يقرأ، كما وصفه.
واكتشفت، وأنا أتحدث للكاتب والصحفي والباحث
حامد الكيلاني ونحن نتسامر في ليالي عمان، أن أكثر من واحد سأله مثل هذا السؤال،
محاولاً ثنيه عن إتعاب نفسه في أداء فعل لا يقدم ولا يؤخر، ولا يضر ولا ينفع، كما
قالوا له.
نحن نكتب لنشعل شمعة في الظلام، ونكتب
ليستدل من فقد البوصلة بالكلمات تهديه إلى الساحل الذي ينبغي أن يصل إليه أو ينشد
الوصول إليه، ونكتب لكي نؤرخ لحركة الوطن والشعب، ونكتب لنؤدي دورنا، في الأقل، في
حركة التطور والنهوض، ونكتب لكي نستنهض الهمم للخروج بالوطن من وهدة الاحتلال
والتطهر من إفرازاته، ونكتب وندري أن هناك من يكتب لأهداف هي عكس أهدافنا، ولكنه
لا يُسأل لماذا تكتب؟
سنظل نكتب ما دام الوطن فتح لنا الصفحات
البيض من دفتره لنكتب فيها، ونعلم أنه فتح صفحات سود، في الدفتر نفسه، ليكتب فيها
خونته وخاذلوه وسافحو دماء أبنائه ومهدمو مجده العظيم.
أنا أتابع كيف تهمل السلطة ما يكتبه
الصحفيون، حتى المرتمون في أحضانها واللاعقون ما ترميه إليهم من عظام جردتها من
اللحم، وهذه لا تنطلق من كونهم يريدون أن يدمروا بدل أن يبنوا، وإنما لخلق هذه
الحالة بعدم جدوى الكتابة، وصولاً إلى خلق شعور عام بعدم جدوى الثورة على مظالمهم،
وهو هدف خبيث أرفقوه بمظاهر الاعتداء على الكتاب والصحفيين، وسمعتم وسمعنا بحوادث
اعتداء أفراد لا قيمة لهم اجتماعياً إلا أنهم يعملون في حمايات المسؤولين على
صحفيين وكتاب، وقد يصل هذا الاعتداء إلى القتل، وسط صمت من نقابة الصحفيين، التي
تكتفي أحياناً بشجب ضعيف خجول أو تلوذ بالصمت، لأنها مرتمية أيضاً في أحضان السلطة
ولا تأثير لها، ولن يسجل لها التاريخ إلا العار في هذه المرحلة التي استكانت فيها
لغرض أن يثري قادتها على حساب كرامة الكتاب والصحفيين، وسيسجل التاريخ لها أيضاً،
أنها وقفت ضد ثورة الشعب، وباعت شرفها مقابل أن يستمتع قادتها بأيام ثراء حرام
وجاه زائف ستليها سنوات سود سيحاسبهم فيها الشعب عما جنت أيديهم وما اقترفوه من
جرائم ضده شاركوا فيها بالصمت أو بمنع الكلمة الحرة الشريفة من أن تفعل فعلها في
الدفاع عن الناس، فليتمتعوا قليلا وليشقوا كثيراً لأنهم لم يتعلموا من دروس
التاريخ أن النصر للشعب وللوطن في النهاية، وما يعيشونه من جاه زائف وثراء حرام هو
الاستثناء القصير في حياة الوطن والشعب.
هناك تعليق واحد:
اكتب بارك الله في قلمك ومسعاك
اكتب فثوار العراق يقرئون ماتكتب ويزيدهم اندفاعا واقداما
اكتب فأهل الشهداء يطمأن قلبهم ان تضحيات ابنائهم لم تذهب سدى في الدفاع عن العراق
اكتب فنشر ضوء التحرر والاستقلال يرعب العملاء والخونةوبيادق حكومات الاحتلال ويصيبهم بالعمى
كامل مراد
إرسال تعليق