وجهات نظر
في هذا الخطاب، التاريخي، لايتحدَّث المجاهد عزة إبراهيم، عن ثورة تموز المجيدة فحسب، عن منجزاتها وعطائها وخيرها، بل انه يكشف، بلغة الفارس الواثق المستقر اليقين، عن أخطائها ويعترف بإخفاقاتها، ويسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية.
في هذا الخطاب، ورغم كونه خطاب مناسبة، على أهميتها، يضع المجاهد عزة إبراهيم، خطوط وملامح مرحلة ما بعد التحرير، القريب بإذن الله وحوله وقوته، ويتحدث، بلهجة المطمئن، عن ذلك، بلا ريبٍ ولا ترددٍ ولا مهادنة.
بل إن المجاهد عزة إبراهيم، وهو يقتات على خبز الصبر والجهاد، يرسم لأمته وشعبه صورة غد مشرق زاهٍ، إنطلاقاً من عمق إيمانه برسالتها العظيمة المتفائلة، رسالة الأمة، دينها الحنيف، التي صنعت مجدها وحضارتها، ونشرت على البشرية خيرها العميم، فكانت تصديقاً لقوله سبحانه وتعالى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
هذا ليس مجرد خطاب، انه وثيقة تاريخية، تستحق القراءة مراراً، للوقوف على عميق ما جاء فيه من أفكار ومضامين.
المحرر
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"
صدق الله العظيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا المجيدة
أيها المناضلون في حزب الرسالة على امتداد وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر
يا رفاق الدرب الطويل في عراق العروبة والإسلام
يا رفاق النضال الدامي المرير
يا رفاق السلاح والكفاح في قواتنا المسلحة البطلة وفي فصائل الجهاد في مسيرة التحرير
يا أخوة الإيمان والجهاد الشامل العميق وطنيين وقوميين وإسلاميين
أيها الرجال التاريخيون الرساليون في صفوف البعث ومقاومته الباسلة وقواته المسلحة المجيدة
أحييكم جميعا بتحية الإيمان والجهاد والكفاح المعطرة بدماء ونجيع الفرسان والأبطال والصناديد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه شهيدا سعيدا ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا أولئك هم صناع التاريخ الجديد المجيد للأمة في عراق العروبة ورسالتها الخالدة.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لثورة تموز المجيدة الثورة البيضاء النقية الطاهرة ونحن وبلدنا وشعبنا الثائر قد دخلنا في السنة الحادية عشرة للاحتلال الامبريالي الصهيوني الصفوي لعراقنا الحبيب.
تمر علينا اليوم هذه الذكرى المعطرة ونحن قد دخلنا في السنة الحادية عشرة من صراعنا التاريخي الملحمي مع حلف الشر والرذيلة حلف الغزاة البغاة الجناة.
يا ابناء العروبة في كل مكان
لقد قدم فيها شعبكم العراقي العظيم شعب تموز ومسيرته العملاقة أعز وأغلى التضحيات، أكثر من مليوني شهيد منهم أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد من حزب العروبة ورسالتها الخالدة قربانا على طريق دحر الغزاة وطردهم وتحرير العراق وتطهير أرضه التي دنسها الغزاة المعتدون، ثم لتعزيز وتثوير مسيرة الأمة الكفاحية على طريق تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الحضاري بين الأمم.
تحية معطره بدم الشهداء وبعرق المرابطين المجاهدين الأبطال الثابتين على العهد المتين إلى صناع ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة والى رجالها الميامين، عهدا منا لهم جميعا نحن الأحياء إلى أرواح الميتين منهم والى الجباه العالية للأحياء منهم وعدا وعهدا غليظا منا لجميع شهداء المسيرة على الثبات الراسخ رسوخ الجبال الشم على مبادئ ثورة تموز وعلى أهدافها وعلى منهجها الوطني القومي الإيماني الثوري التحرري التقدمي الاشتراكي، وعهدا منا لشعبنا وامتنا أن نواصل الكفاح المجيد وبكل أشكاله وألوانه وصيغه وفي كل ميادين المنازلة حتى التحرير الشامل والعميق للعراق وحتى يعود منهج تموز لمواصلة بناء التجربة الرائدة للأمة على أرض العراق الطاهرة وعند شعبه المجيد وحتى يعود العراق إلى دوره الطليعي في مسيرة الأمة الكفاحية لتحقيق أهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا المجيدة
يا أحرار العالم
لقد دخلنا في السنة الحادية عشرة في صراعنا الملحمي التاريخي التحرري ضد الغزاة البغاة الجناة الذين دنسوا أرض الحضارات وهم ماضون إلى اليوم في قتل الشعب وتدمير حياته.
إنني وفي هذا اليوم لأصرخ في الضمير الانساني لمن عنده ضمير فأقول: أين هي حرية الإنسان وحرية الشعوب وحرية الأمم وحقوقها؟.
يا شعوب أوروبا العريقة ويا شعوب أمريكا يا من تتشدقون بحرية الإنسان وبحقوقه ليل نهار هذا شعب العراق العظيم الذي علم الإنسانية ما لم تكن تعلم، علمها الحرف الأول للكتابة والقراءة يوم كنتم في غياهب العدم لبعضكم وكنتم في ظلمات التخلف والتأخر لبعضكم الآخر، علم الإنسانية صناعة العجلة الأولي وعلمها من العلوم والفهوم ما كان يمثل قاعدة لانطلاق التقدم والتحرر والتحضر الذي أوصل الإنسان من خلالها إلى القمر والمريخ والى أعماق الفضاء وأعماق البحار والمحيطات، أين الإنسانية التي قدم لها العراق وشعبه هذا السفر الخالد المجيد؟
أيها الغزاة العتاة المعتدون خسئتم وخسئت نواياكم الشريرة الظلامية.
إن شعبا يملك هذا السفر الخالد من التاريخ والحضارات والأمجاد لن يموت ولن يتقهقر ولن يهادن ولن يساوم، وان إيغالكم في العدوان عليه لن يزيده إلا قوة وثباتا وإصرارا على سحق ذيولكم وعملائكم الفرس المجوس في العراق أولا ثم في الأمة حيثما تمتد مخالبهم وأنوفهم.
أقول للحكام العرب ولجماهير الامة معهم وخاصة الأحرار من حكام الامة إن كان فيهم أحرار يملكون إرادتهم، أين أنتم مما يحصل في العراق عراق العروبة على مدى أكثر من عشر سنوات خلت من القتل والذبح والتشريد والتهجير والتخريب والتدمير لكل معالم الحياة في بلد الحضارات والتقدم في البلد والشعب الذي قدم للأمة ما لم يقدمه أي شعب لأمته على امتداد تاريخ البشرية، ما هذا الصمت أيها الشياطين الخرس؟ حاشى الخيرين منكم أصحاب النخوة والغيرة والشرف، ماذا ستقولون للتاريخ الذي لا يرحم الكبير والصغير ولا يرحم القوي والضعيف منكم؟ كيف ستنظر إليكم والى تاريخكم الأجيال القادمة التي هي كذلك لا ترحم؟ ماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي فتستجيبون بحمده وقد تعلمون علم اليقين انه جل جلاله سريع الحساب وشديد العقاب انه يعلم ما توسوس به أنفسكم وهو أقرب إليكم من حبل الوريد؟ ماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي جل جلاله إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا سلطة ولا جاه ولا درهم ولا دينار ولا صديق ولا حليف إلا من ثار وانتخى وانتصر لحرمات الله ومقدساته التي تنهتك ليل نهار في العراق، أيها الحكام العرب؟
إن كنتم تخافون وتخشون من أمريكا فقد سقطت أمريكا في وحل العراق وهي لا زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم، انظروا أيها الإخوة كيف تتعامل امريكا العظمى القطب الأوحد بخوف وحذر شديدين وتتردد، بل وتجبن وتتخاذل أحيانا مع الملف النووي الإيراني الذي سيفاجئ العالم عن قريب بسلاحه النووي، ثم انظروا كيف يتعاملون في موضوع سوريا وفي موضوع العراق وحتى في أفغانستان تراجع وتقهقر وخوف وحذر عن دورهم الذي كانوا عليه قبل احتلال العراق.
أقول في هذه المناسبة بكل فخر واعتزاز هنيئا لشعب العراق وهنيئا لمقاومة العراق وهنيئا لجيش العراق الذي حطم القطب الأوحد وأنقذ الإنسانية من شروره ومفاسده ومن عدوانه وطغيانه.
يا أحرار العراق ويا أحرار الأمة ويا أحرار العالم
إن انتصارنا على حلف الغزاة الطغاة البغاة مشهود وبيّن، انتصرنا وسحقت أمريكيا في أهم ميادين المنازلة وهي الميدان العسكري وشواهده كثيرة، هروبهم من العراق وتسليمه إلى إيران، هروبهم في الميدان الاقتصادي الذي لازال يترنح ويهدد بالانهيار، هروبهم في الميدان السياسي.
وانظروا إلى نتائج الانتصار التاريخي لشعب العراق وانظروا إلى ما بقي بيد الغزاة في العراق، بقيت بيده هذه العملية السياسية البائسة الشوهاء المنفلتة التي تمثل العار الأكبر لأمريكا، أمريكيا التي جاءت إلى العراق بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولتصنع للعراقيين جنة نعيم، قد صنعت لهم البؤس والدمار والخراب والقتل والسلب والنهب والتشريد والتدمير والتمزيق لشعبه الواحد الحضاري الإنساني على أسس طائفية وعرقية وقبلية ومناطقية جاءت بها وأججتها.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا المجيدة
يا أحرار العالم
هذه فرية الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحريته ورفاهيته التي جاءت بها أمريكا وحلفاؤها إلى العراق هذه المبادئ الإنسانية الكريمة التي يتاجرون بها لتضليل الشعوب ومخادعتها لتحقيق أهدافها الشريرة ونواياها السوداء في استعباد الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها وقتل طموحها وتطلعها إلى الحرية والتحرر والاستقلال والتطور والتقدم.
أكثر من عشر سنوات خلت: تدمير كامل وشامل لكل معالم التقدم والتطور التي تحققت في ظل ثورة تموز المجيدة، دمروا الصناعات الثقيلة العسكرية والمدنية، دمروا الصناعات الالكترونية المتقدمة على جميع دول المنطقة، دمروا المشاريع الخدمية الإستراتيجية الطرق والمواصلات والجسور العملاقة، دمروا المشاريع الزراعية العملاقة التي أنجزتها ثورة تموز (سد الموصل - سد حديثة – سد حمرين – السد العظيم – سد بادوش – سد حوران – سد مجيمين – سد بخمة العملاق الذي سيتمم السيطرة الكاملة المطلقة على موارد العراق المائية النهرية لغرض تقنين استخدامها واستثمارها دون التفريط بأي قطرة منها – سد مكحول الذي نهبت أدواته ومستلزمات التنفيذ جميعها كما حصل لمشروع سد بخمة - المشاريع الاروائية العملاقة التي بدأت كفاءتها تتراجع وتنحسر بل بدأت تتدهور ويتلاشى عطاؤها، منها مشروع ري كركوك الكبير ومشروع ري الاسحاقي الكبير ومشروع ري المسيب الكبير الذي طورته الثورة وضاعفت استيعابه وقدراته، ومشروع ري الدلمج – مشروع ري الدواية – مشروع ري المغيشي – مشروع الشحيمية – مشروع الوحدة – مشروع 7 نيسان – مشروع الدجيل الكبير في واسط مشروع العز مع مئات المشاريع المتوسطة والصغيرة، مشروع ذراع الثرثار دجلة الإستراتيجي – مشروع النهر الثالث الذي ينقل بزول حوضي دجلة والفرات إلى البحر).
دمروا البناء المادي والمعنوي والروحي والقيمي لقطاع التربية والتعليم والقطاع الصحي، قتلوا وشردوا آلاف العلماء والباحثين والخبراء والفنيين الذين أعدتهم الثورة ليقودوا مسيرة التطور والتقدم الحضاري الذين على أكتافهم نهض العراق وقامت فيه أغنى تجربة في الأمة للتحرر والاستقلال والتطور والتقدم، دمروا جيش العروبة ورسالتها الذي ركَّع الفرس الصفويون وجرعهم السم الزعاف والذي أرق نوم الصهاينة في بيوتهم على امتداد 35 عاما من مسيرة ثورة تموز المجيدة.
يا رجال العراق الميامين المجاهدين الثابتين على العهد المتين
يا ماجدات العراق الصابرات الباسلات
يا شباب العراق الثائر يا أمل المستقبل
أيها العلماء والخبراء والباحثون والفنيون وفي كل ميادين الحياة: في الصناعة والزراعة والاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام وفي العسكرية والأمن الوطني القومي، وفي المقدمة منهم رجال البعث والقوات المسلحة
اعلموا علم اليقين أيها الأحرار أيها الأبطال أنكم أنتم جميعا المستهدف الأول من حلف الغزاة البغاة بالقتل والطرد والتشريد والتهجير انتقاما لما حققتم لبلدكم وأمتكم من انجازات تاريخية عملاقة أرعبت أعداء الشعب والأمة من إمبرياليين وصهاينة وفرس صفويين، واعلموا أن من أهم أهداف الغزاة هو تغييبكم عن مسرح النضال والجهاد والكفاح لتسهيل تغييب وطمس تجربتكم الحضارية المبدعة التي قضت مضاجع الصهاينة والفرس الصفويين.
فعليكم جميعا أن تقفوا سدا منيعا ضد حملة التشويش والتضليل والتدجيل والكذب والخداع على مسيرتكم المباركة وتجربتكم التحررية التقدمية الحضارية الرائدة والمبدعة التي شيدتموها على امتداد 35 عاما بعقولكم النيرة الخيرة وبسواعدكم القوية الأمينة المباركة، فشمروا عن ساعد الجد وضعوا هذه المسيرة وانجازاتها وانتصاراتها أمام شعب العراق على الدوام الذي على أكتاف أبنائه تحقق بناؤها لبنة لبنة وحجراً حجراً وحلقة حلقة، ضعوها أمامه بشكل دائم وبصورتها الحقيقية البهية وفي كل ميادين البناء والتطور في بلدنا العزيز، ولكي لا ننسى نحن الطليعة ولكي لا تنسى الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في تلك التجربة وفي ذلك البناء العظيم وصاحبة المصلحة الحقيقية في مسيرة الكفاح والجهاد لدحر ذيول الاحتلال وعملائه وأذنابه.
استخدموا كل وسائل النشر والإعلام وكل الفرص المتاحة وحطموا الحصار الإعلامي المضروب على مسيرتكم ومقاومتكم وحزبكم حتى يفتح الله لنا وهو خير الفاتحين، ربنا افتح بيننا وبين الغزاة البغاة وعملائهم بالحق وأنت خير الفاتحين.
أيها المناضلون المجاهدون في تنظيم البعث وفي فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وفي الجيش والقوات المسلحة
اعلموا أن العاملين في جيش العملاء فإنهم جزء من جيش العراق الوطني العظيم وان العاملين في أمن واستخبارات وشرطة حكومة العملاء والخونة هم جزء عزيز من أجهزة الأمن الوطني والقومي إلا ما أدخله الصفويون العملاء من ميليشيات وجواسيس وخونة وطائفيين صفويين في صفوف هذه القوات، فهؤلاء النفر هم وحدهم أعداؤنا وهم وحدهم المستهدفون من مقاومتنا ومقاتلينا والباقي، وهم الأساس وهم الاغلبية المطلقة، هم أبناؤنا وإخواننا وعليهم المعتمد بعد الله ثم بعدكم في تحرير العراق وسحق المشروع الصفوي البغيض.
وأحذر في هذه المناسبة الكريمة كل الفصائل خارج القيادة العليا للجهاد والتحرير من التعرض العشوائي لمنتسبي الجيش والشرطة وهم يؤدون واجبهم الوطني في السيطرات وفي الدوريات وفي ملاحقة الإرهاب الحقيقي الذي يقتل العراقيين على الهوية.
واعلموا ان ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل المليشيات الصفوية حصراً ولا أعتقد أن القاعدة ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فاني أقول لقيادة القاعدة في العراق وهم إخوتنا في الجهاد شرط إن استهدفوا أعداء العراق وشعبه فقط وان جاهدوا من اجل تحرير العراق فقط:
إن أي استهداف للجيش والشرطة وكل العاملين المدنيين في حكومة العملاء الذين لم يثبت عليهم خيانة وعمالة وعدوانية على الشعب ومقاومته فهو يصب في مصلحة حلف الغزاة أي في مصلحة أمريكا وإسرائيل وإيران الصفوية وفي مصلحة عملائهم وأذنابهم. ولتتذكر هذه القيادة المجاهدة المؤمنة قوله تعالى في محكم كتابه العزيز (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَتَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)، وليذَّكروا قوله جل جلاله (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عذاباً عظيما).
وليذكروا من سنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قوله لسيدنا أسامة بن زيد، حب رسول الله وابن حبه، عندما طارد مشركا في معركة مع المشركين فلما تمكن منه قال المشرك لا اله إلا الله فضربه وقتله فاستدعاه الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فقال له: أقتلته يا أسامة بعد أن قال لا اله إلا الله؟ قال سيدنا أسامة (رضي الله عنه): نعم يا رسول الله قالها خوفا من السيف. قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم): أشققت على قلبه فكيف لك بلا اله الا الله يوم القيامة؟ وظل يكررها وهو غضبان. حتى قال سيدنا أسامه يا ليتني لم أكن أسلمت إلى تلك اللحظة، فكيف بمن يقتل مؤمنا يقيم الصلوات الخمس ويؤدي ما عليه من فروض الإسلام ثم يؤدي واجبا اجتماعيا يخدم فيه شعبه وأمته.
أقول للطائفية ومن أي مخبأ خرجت من مخابئ السنة أو من مخابئ الشيعة أو من المسيحيين وطوائفهم وبأي لون اصطبغت، واقول للدنيا كلها: إن حزب البعث العربي الاشتراكي منذ ولادته ووفق عقيدته ومبادئه ودستوره وايمانه أعلن حربا مقدسة ودائمية على الطائفية وليس على الطوائف وعلى كل الصيغ الاجتماعية والسياسية والعقائدية التي تفرق بين أبناء وفئات المجتمع الاشتراكي الحر الموحد الذي يناضل البعث من اجل إقامته، وأعلن حرباً على العنصرية والعرقية وليس على الأعراق التي تفرق وتشتت وتقطع أوصال المجتمعات الإنسانية وان قصَّر البعث أو أهمل في مرحلة ما في تطبيق مبادئه وفكره وعقيدته الوطنية القومية الإنسانية فهو تقصير وخطأ يحسب على قياداته وقادته.
وليعلم الصفويون وليعلم كل من أثَّرت عليه حملة التضليل والتدجيل والتشويش أننا، قيادة البعث ومناضليه ومقاتليه، سنكون حربا بلا هوادة على الطائفية والطائفيين وعلى العنصرية والعنصريين وعلى العرقية والعرقيين حيثما يتواجدون داخل الحزب لا سمح الله أو خارجه داخل العراق أو في وطننا الكبير حتى ننتصر وننهي الطائفية والعنصرية والعرقية والمناطقية والمدنية والعشائرية، وليس العشائر، إلى الأبد ويتحقق المجتمع الوطني الإنساني الديمقراطي الحر الموحد التقدمي الاشتراكي الحضاري لعراقنا الحبيب ولأمتنا المجيدة.
هذه هي ثورة تموز المجيدة هكذا كانت منذ انطلاقتها الأولى منذ يومها الأول انطلقت تقض أوكار الفساد والتخلف وتبني وتعمر وتطور فحققت نقلة حضارية كبيرة وفي كل ميادين الحياة رغم الحروب التي شنتها قوى الشر والرذيلة والظلام عليها وعلى مسيرتها لوأدها أو لإيقاف مسيرتها أو لاحتوائها أو لتدجينها ثم حرفها عن مسارها الوطني التحرري التقدمي الحضاري فانتفضت في الثلاثين من تموز فطهرت بيتها الداخلي ثم انطلقت فورا إلى تصفية بؤر التجسس والفساد والعمالة التي كانت تعشعش في العراق ثم تصدت بقوة وبهمة عالية وعزم لا يلين لكل المؤامرات التي حيكت للتصدي لمسيرتها بدءاً من المؤامرة الرجعية الأولى لعبد الغني الراوي وزمرته إلى مؤامرة ناظم كزار إلى أحداث عام 1979 حيث انحرفت وضلَّت مجموعة من أعضاء القيادة والكادر المتقدم.
لقد جرى ذلك كله مع حرب الشمال التي امتدت لعشرات السنين كان الخاسر فيها الأول هو شعبنا العراقي العظيم بعربه وأكراده ثم ثورته الوطنية المجيدة.
لقد اكتنفت هذه الحرب أخطاء وهفوات كبيرة لقيادة الحزب والثورة كان بالإمكان تجنبها وتخفيف تلك المعاناة عن شعبنا بعربه وكرده وتركمانه وأقلياته الأخرى، وأن تصرف تلك التضحيات المادية والمعنوية على مسيرة التقدم والبناء والتطور حتى اتخذت القيادة قرارها التاريخي العظيم في إصدار بيان آذار وقانون الحكم الذاتي لشعبنا الكردي العزيز.
هذا الانجاز التاريخي العظيم الذي حوصر وحورب وتصدت لتطبيقه على الأرض وفي النفوس كل قوى الشر وكل أعداء البعث وثورته داخل العراق وخارجه ثم جاءت الحلقة الكبرى في سلسلة التآمر على ثورة تموز الوطنية القومية التقدمية، الغزو الفارسي الصفوي.
لقد رفعت قيادة ثورة الملالي وعلى لسان قائدها الخميني شعاراً واحداً وهدفاً واحداً وأغمضت عينها على كل أهداف الثورة، التي يجب أن تأخذ الأولوية الأولى في مسار كل الثورات في العالم وهي أهداف تثبيت أركان الثورة في الداخل أولا، فرفعوا شعار تصدير الثورة إلى الخارج على أن تمرَّ عبر العراق وزينوا وطبلوا لتلك الشعارات والأهداف فقالوا مسيرتنا إلى تحرير القدس تمر عبر بغداد ومسيرتنا لتحرير مكة ستمر عبر النجف، وشنوا على العراق حرباً داخلية لتحريك عملائهم وجواسيسهم الصفويين والإيرانيين المجنسين في العراق، ثم حرباً على الحدود وأصرَّت القيادة الصفوية على تأجيج الحرب وإدامتها حتى جرَّعها شعب العراق العظيم السم الزعاف وسحق عنجهيتها وانفلاتها وتهورها وسحق أطماعها ونواياها السوداء، ولم ترفع شعار تصدير الثورة ولم تجرؤ على رفعه منذ ذلك اليوم إلى أن تحطمت البوابة الشرقية للأمة في احتلال العراق وتدمير جيشه وشعبه وإيقاف مسيرة ثورته، ثم جاءت الطامة الكبرى المؤامرة الكبرى القاتلة، وقد حاك خيوطها نفس الحلف الشرير، الامبريالية والصهيونية وإيران الصفوية، لكي يهيئ هذا الحلف ويمهد لغزو العراق، فورطوا قيادة الثورة وزيَّنوا لها دخول الكويت وذلك لتأليب الأمة وقواها الفاعلة التي تمثل حضن العراق الدافئ والسند الأقوى لثورته ومسيرته الذي لولاه، أقولها للتأريخ، لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة، ثم كان هدفهم لتحشيد العالم عليه وخاصة القوى الاستعمارية الحاقدة على العراق وثورته والحاقدة على الأمة وتأريخها وحضاراتها ورسالتها فجيَّشوا الجيوش لسحق تجربة الأمة التحررية التقدمية الرائدة في العراق لما رأوا أنها قد تجاوزت الخطوط الحمراء التي تضعها الامبريالية دائما على الشعوب والأمم الناهضة فتحقق لهم ما أرادوا، وارتكبت القيادة تلك الهفوة التاريخية التي أوقفت المسيرة الثورية التحررية التقدمية الحضارية لثورة تموز المجيدة، تلك الثورة التي بنت عليها الأمة الآمال العريضة في تحرير فلسطين وتحرير الامة وتوحدها ثم بناء مستقبلها وحضارتها أمل الأمة الوحيد لتحرير فلسطين الحبيبة والاحواز وكل شبر ضاع واغتصب من أرض العروبة.
فعادت عجلة التاريخ إلى الخلف إلى حالة التقهقر والتردي والضياع للامة إلى عصر التمزق والتناحر والتقاطع، وعاد الاستعمار إلى العراق والى ربوع الوطن الكبير بصيغ وألوان وأشكال شتى، يعيث في ارض العراق والأمة فساداً وتخريباً ودماراً وسلباً لحريتها وثرواتها وخاصة في عراق العروبة ورسالتها طليعة مسيرة الأمة التحررية على امتداد تاريخها الطويل.
هذا الذي أراده الغزاة البغاة من غزوهم للعراق فقد دمروا كل شيء فيه قتلوا أكثر من مليوني شهيد وشردوا ودمروا حياة الملايين، قتلوا أكثر من 150 ألف شهيد من طليعته، البعث الرسالي، وحلوا الجيش الوطني العقائدي ليجتثوه وقتلوا الآلاف من رجاله وصناديده وأبطاله وغيبوا الآلاف في سجونهم ومعتقلاتهم لإنهاء دوره إلى الأبد، هكذا أرادوا وقد حققوا ما أرادوا إلا هدفين أساسيين لهم، خسئوا، لم يحققوهما ولن يحققوهما أبداً وهما إنهاء البعث ودوره في حياة العراق ومسيرته اللاحقة وقتل الروح الإيمانية الوطنية الوثّابة في جيش العراق لإنهاء دوره في حياة العراق اللاحقة، والثاني قتل روح الإرادة والعزم روح الإيمان والصبر روح الثورة روح التضحية والفداء روح الأداء البطولي التاريخي الرسالي لشعب العراق.
دمروا كل شيء إلا الإنسان العراقي الكامل، دمروا كل شيء إلا صناديد وفرسان البعث وقواته المسلحة الباسلة، فوقف الشعب العظيم كالطود الشامخ وفي طليعته رجال القوات المسلحة ورجال جيشه الوطني العظيم ورجال وأبطال وفرسان المقاومة المسلحة تكتنفهم العناية الإلهية فاستبسلوا جميعا وقدموا من الأداء العالي المبدع ومن الفداء والتضحيات ما لم يستوعبه العقل الإنساني اليوم وسيظهر هذا السفر بإذن الله في انصع صفحات تاريخ العراق والأمة والإنسانية لتبقى الأجيال أجيال العروبة تتغنى به وتستمد منه ما ينور لها دربها لتحقيق أهداف الأمة في تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الرسالي بين الأمم.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا المجيدة
إننا اليوم نتحدث عن ثورة تموز ومسيرتها التحررية ونحن عاجزون قطعاً على أن نوفي حقها وحق قيادتها وحق حزبها المجيد، كيف نوفي، وفي خطاب رسمي وفي مناسبة رسمية، حق ثورة أشادت للأمة أول تجربة وطنية قومية تحررية تقدمية اشتراكية على ارض العراق وعند شعبه العظيم فجعلت العراق في طليعة البلدان المناضلة من اجل حريتها وتحررها واستقلالها جعلته في طليعة البلدان الناهضة في البناء والتقدم والتطور.
الثورة التي حررت موارد وثروات العراق الوطنية، وعلى رأسها النفط وجميع المعادن والثروات التي تليه، واستثمرتها استثمارا وطنيا عاليا لتعزيز الموارد القومية ولتحقيق التقدم والتطور المنشود، الثورة التي أعدت جيوش العلماء والخبراء والباحثين والفنيين وفي جميع ميادين الحياة، في الصناعة الثقيلة والخفيفة المدنية والعسكرية في الزراعة والصحة والتعليم والتربية، وفي جميع ميادين الخدمات، وعلى رأسها ميدان التنمية البشرية وإعداد الأجيال الواعية المتعلمة الواعدة لقيادة العراق في معركة البناء والتقدم والتطور.
الثورة التي أعادت بناء وتطوير جيش العراق الوطني العقائدي الذي دافع عن العراق والأمة في كل ميادين صراعها مع أعدائها في وطنها الكبير، الجيش الذي وقف وقفته التاريخية على بوابة الأمة الشرقية يذود عن حماها وحرماتها ومقدساتها 35 عاما قدَّم الكثير والعزيز من التضحيات وخاصة في معركة القادسية التي حقق فيها أعظم الانتصارات التاريخية للامة وذلك في سحقه للغزو العنصري الصفوي البغيض فوضع بذلك مثابات عالية للامة وشعبها وجيوشها ورجالها وقياداتها وأحزابها وحركاتها الثورية مثابات عالية في الإيمان وفي الصمود والاستبسال والتضحية والنصر على الأعداء.
ومن هنا من بغداد العز والتاريخ والحضارة وفي هذه المناسبة الوطنية والقومية ونحن نتحدث عن ثورة السابع عشر من تموز وعطائها وانجازاتها وانتصاراتها وعن جيش العراق الوطني العقائدي وانتصاراته التاريخية أقول للإخوة والرفاق من العلماء والباحثين والخبراء وقادة التنمية الوطنية في مسيرة تموز ورجال القوات المسلحة الأبطال رجال المهمات الخاصة وقادة الحزب وكادره المتقدم وكل الكتاب والمثقفين الوطنيين في الأمة أن يشمِّروا عن ساعد الجد والاجتهاد للكتابة والحديث عن مسيرة ثورة تموز وانجازاتها العملاقة وإبداعاتها الرائدة والفذة التي لم يستطع الغزاة إلى اليوم التضليل والتشويش عليها رغم ما يملكون من إمكانات هائلة في ميادين الكذب والخداع والتضليل والتدجيل، أن يتحدثوا عن تجربة العراق الوطنية القومية التحررية الرائدة وان يتحدث فرسان القوات المسلحة عن جيشهم العظيم وانتصاراته وانجازاته على امتداد 35 عاماً من الجهاد وخاصة في قادسية العرب الثانية وفي فلسطين وفي سوريا وفي مصر وفي كل الميادين التي دارت فيها معارك مع الامة وفي أقطارها وعلى أرضها.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
إن الحديث عن ثورة تموز وفي مثل هذه الظروف وفي خطاب رسمي لا يسع أن نذكر انجازا واحدا من آلاف الانجازات الكبيرة والعملاقة ولذلك فالمطلوب أن نتخذ من هذه المناسبة منطلقا جديدا يفرض على كل من ساهم في بناء تجربتنا الرائدة في العراق أن يتحدث ويكتب وينشر دون توقف كل من موقعه واختصاصه ومسؤوليته، كما تحدث الوطني الكبير عصام الجلبي وزير النفط الذي ساهم بكفاءة عالية في تنفيذ برامج القيادة والدولة في تطوير واستثمار الثروات النفطية، تحدث بدافع وطنيته وبدافع إيمانه وبدافع حبه للعراق وشعب العراق وبدون تكليف من أحد، أحييه باسم القيادات الثلاث وأشدُّ على يده فإنه نموذج يحتذى به لا ريب.
اكتبوا أيها الإخوة والرفاق عن تجربتكم وانشروا بكل وسائل النشر المتاحة فإنها غنية بأهدافها ومبادئها وبرامجها وخططها وانجازاتها وانتصاراتها، اكتب وانشر أيها المناضل وتحدث عن تجربة الأمة في العراق التي أشدتم بنيانها العالي بعرق جبينكم لكي لا يؤثر التضليل والتدجيل والتزوير على شعبنا وجماهيرنا وعلى امتنا، ضعوا الأخطاء والهفوات التي رافقتها والتي ارتكبتها القيادة والتي نعترف بها، من فضل الله، جانباً سيأتي يوم التحدث والكتابة عنها والإعلان عنها قريباً بإذن الله.
إن العبرة من تلك الأخطاء والهفوات بل وحتى بعض الانحرافات هو أن لا نعود إليها ولا إلى مثلها وان نتخذ منها درسا بليغا وان نتخذ منها دليلا كشافا لمسيرتنا وان نقاتل وبلا هوادة كل الأسباب والعوامل التي أدت إلى تلك الأخطاء والهفوات.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا المجيدة
أيها المناضلون في حزب الرسالة المجيد حزب الأمة وشعبها في وطننا الكبير وفي بلاد المهجر
عهدا منا لكم، نحن قيادة البعث في العراق والقيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والقيادة العامة للقوات المسلحة، على أننا سنواصل الجهاد ونصعِّد أداءه وعطاءه وفي كل ميادين الصراع والمواجهة لسحق ذيول الغزاة وعملائهم وأذنابهم الخونة المارقين المجرمين من الصفويين الفرس أدوات إيران الصفوية التي أوغلت مع أذنابها بدماء العراقيين وبمقدساتهم وحرماتهم ودمرت عيشهم وألغت مستقبل حياتهم في بلدهم فأصبحوا مطاردين ليل نهار وعلى امتداد أرض العراق يقتلون على الهوية الوطنية، أي يقتلون ويطاردون ويهجرون ويشردون كل وطني شريف غيور على وطنه وشعبه ومقدساته.
فإننا وفي هذه المناسبة الوطنية الكبرى ندعو شعبنا الثائر المجاهد وجميع قواه الوطنية والقومية والإسلامية وندعو جميع قوى الأمة الوطنية القومية الثورية المناضلة إلى إقامة وحدة حقيقية للنضال والكفاح والجهاد في كل قطر من أقطار الأمة ثم على صعيد الوطن الكبير للتصدي لقوى الغزو والعدوان الخارجي لامتنا قبل فوات الأوان ويستفحل وجود هذه القوى الاستعمارية فتنال من أمتنا وشعبنا مقتلا يزيد من معاناة الأمة وتخلفها وتمزقها ثم ضياع مستقبل أجيالها.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها المجاهدون والمناضلون في قواه الوطنية والقومية والإسلامية
تعالوا نتفق ونتوحد على هدف واحد مبدئي واستراتيجي لجهادنا وكفاحنا لا يختلف عليه اثنان، من ابناء شعب العراق وجماهيره الثائرة وقواه الوطنية، وهو تحرير العراق من الاستعمار الفارسي الصفوي الذي أوغل في دماء العراقيين وفي أعراضهم وحرماتهم ومقدساتهم.
وأقول في هذه المناسبة لكل من سوَّلت له نفسه وزيَّن له شيطانه للعمل أو التعاون مع عملاء الاحتلال الإيراني، أي عملاء إيران وأذنابها وذيولها، وأقول للانتهازيين والنفعيين والضعفاء والجبناء والمهزومين من ميادين معركة الشرف، بل هي معركة الوجود مع إيران الصفوية، إنكم جميعا ستكونون وقوداً لخطط وبرامج المشروع الصفوي في العراق، ولذلك فإنَّ من لم تسحقه الثورة والثوار سيسحقه الفرس الصفويون وعملاؤهم وأذنابهم إذا ما تمكنوا من العراق، لا سامح الله، وأقول لهم: إن باب التوبة مفتوح لمن يريد العودة إلى مسيرة التحرير إلى الوطن إلى الشعب وبدون استثناء أحد على أن تكون العودة قبل فوات الأوان وقبل أن تغلق أبواب التوبة حينها لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
تحياتي الخاصة وتقديري العالي للأبطال الأسود الرابضين في سجون ومعتقلات الحكومة الصفوية المجرمة وعلى رأسهم أعضاء القيادة طارق عزيز ورفاقه.
تحية ملؤها الحب والتقدير إلى روح الأب القائد الشجاع أحمد حسن البكر.
تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق القائد شهيد الحج الأكبر الجسور صدام حسين.
تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق أبي هدى، صالح مهدي عماش، فارس الحزب ومغواره صاحب الشيمة والنخوة.
تحية وتقدير لأرواح قادتها ورجالها جميعا.
تحية وتقدير لجميع الشهداء في العراق وفي فلسطين الحبيبة وفي الأمة.
وفي هذه المناسبة العزيزة أزفُّ التهاني والتبريكات لشعبنا العراقي العظيم ولأمتنا المجيدة ولعالمنا الاسلامي في شهر رمضان المبارك عسى الله أن يعيده على الامة وهي تحقق الانتصارات تلو الانتصارات على اعدائها واعداء رسالتها الخالدة.
دمتم أيها المناضلون والمجاهدون للنضال والجهاد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...
ملاحظة من الناشر:
وللاطلاع على التسجيل الكامل للخطاب، بالصورة والصوت، يُرجى الضغط هنا.