وجهات نظر
عبد الكاظم العبودي
لم يندهش اي من المشاهدين في العراق وخارجه، وهو يرى البارحة ذلك المعتوه المخلاط بن "السيد" البطاط من خلال برنامج سحور سياسي وعلى المباشر على قناة البغدادية.
الكل كان يراه ويسمعه وهو يعدد شهاداته وتخصصاته وفتوحاته وبطولاته الدونكيشوتية، وهو يجوب العالم بمباركة المرجعية وايران الخامنئية، له شرقا ومغربا. ان من شاهده وسمعه لا يمكن إلا ان يقول عن تلك الحلقة وبثها وتوقيتها قد تمت بموافقة عصابة داخلية المالكي وباشراف مباشر من قبل وكيله عليها المدعو عدنان الأسدي.
واذا كان البطاط غير واثق مما كان يقوله من هلوسات على الهواء، كانت خليطا عجيبا من الرطانات التي لا يربطها رابط أو موضوع واحد ، وقد شكلت بمجموعها احراجا سيرتد على إدعاءات حكومة المالكي وتعكس مدى غباء تسييره لأعمال مليشياته الفالتة، ولمن اراد تقديم البطاط بصورة ما،ولغرض ما في تلك الليلة الرمضانية الدموية في المقدادية وطوز خرماتو وكركوك.
كثرة الكذب "غير المصفط" يدفع صاحبه الى حضيض الاحتقار والدناءة، وهو متلبس بالنفاق من دون حدود.
لا اريد التعليق هنا على هلوسات هذا المبطوط ، فقد سمعنا عنها الكثير ولا يستحق هذا التافه مناقشة اية جملة قالها او سيقولها، حتى باتت افعاله المعدة بغباء فصلا من مسرحية مملة عنوانها " المالكي ما شافش حاجة" وهو مخرجها ومؤلفها وكاتب سيناريوهاتها.
الجديد في الامر ان هذا الدجال فضح نفسه، وفضح سيد ارتباطاته وولي نعمته بوزارة الداخلية [الاسدي] عندما طرح ان منظمته " حزب الله النهضة" باتت عابرة للعراق وللحدود وباتت تشكل فروعها الاممية حتى وصلت الى قاهرة المعز، وهي بمخابراتها واجهزتها الامنية وسلاحها تتجاوز قوة كل مابناه الامريكيون وايران من جيش وشرطة وامن وامكانيات في العراق. قال كل هذا وهو يسرد بذات الوقت ان منظمته تلك عجزت عن تنظيم مظاهرة متواضعة كان مطلوب خروجها في مدينة العمارة، حسب طلب ومقاسات وتوقيت" المعلم الكبير للارهاب" عدنان الاسدي، ناسيا هذا الاسدي ان البطاط يخاف من الدخول الى العمارة نتيجة لفضائح اخلاقية وجرائم وهو مطلوب عشائريا هناك منذ سنوات.
ومع امتداد الوقت وطول المقابلة التلفزيونية التي فاحت منها روائح نتنة ومخزية وصلت فضائحها الى المضبعة الخضراء ، هنا لم يعد للمالكي ووكيله على الداخلية من امكانية التستر على برائتهم من اعمال البطاط والبراءة من قضية تبنيه ورعايته وحمايته وحتى تقديمه للإعلام، سواء الى قناة الشرقية أو البغدادية، ووفق توقيت مشبوه، وخاصة ليلة الجمعة البارحة ؛ لذا شنت قوات سوات حملة لغارة ومداهمة وهمية لذر الرماد في عيون الاغبياء والسذج. المداهمة التي تم توقيتها ما بعد السحور، استهدفت مقر مكتب قناة البغدادية في شارع ابي نؤاس متجاهلة وجود منشط الحصة ومعدها ومعه البطاط وهم يتناولون السحور من مكان بث الحصة بشارع فلسطين، اين يسكن البطاط، علانية، وبحماية وحدة خاصة من مغاوير الداخلية، ويفضح السلطة المالكية وقوف سيارات النجدة وهي مرابطة ليل نهار أمام بباب الفيلا البيطاطية.
ان الكثيرين ممن شاهدوا الحصة، وخلال اكثر من ساعتين يعرفون انها كانت تبث على الهواء مباشرة من شارع فلسطين، بوجود سيارة البث المباشر الخاصة بقناة البغدادية. واذا كان عدنان الأسدي لاهيا حينها بتنفيذ تفجيرات المقدادية وطوز خرماتو وديالى وكركوك وهو في حالة سكر وغيبوبة ونشوة بنجاح تنفيذ تلك المجازر الطائفية، فانه بذلك كان يؤكد جهله بأبسط امور التكتم على اعماله القذرة حينما هاجمت قواته مقر قناة البغدادية في شارع ابي نؤاس، سارقة ما سقط بايديها من تلفونات نقالة للعاملين وأخذ الحواسيب المحمولة وترهيب عمال المكتب باستعراض للقوة من دون قرار قضائي او تهمة محددة، ويقال انه حتى الضابط المكلف بالعملية كان لا يعرف لماذا يهاجم مقر تلك الفضائية؟ وماذا كان عليه ان يفعل او يحقق به.
ووسط غرابة العاملين فيها في المكتب وذهولهم ، كان ذلك المرتزق المأمور يسأل ببلادة مفضوحة اين البطاط؟؟ فكان جواب العاملين من التقنيين عليه: انه على الهواء. وهم يقصدون انه لازال على البث المباشر.
طبعا واصلت البغدادية نشاطها المعتاد في تقديم برامجها ومنها برنامج "سحور سياسي" وظل البطاط طليقا. وهكذا ينطبق المثل الشائع "عصفور كفل زرزور واثنينهم طياره" وهكذا هي قوانين دولة الرقي والبطيخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق