وجهات نظر
عبد الكاظم العبودي
لا شك ان كل قنبلة وكل عبوة ناسفة وكل سيارة مفخخة يتم توقيتها وتفجيرها ضمن هدف طائفي او مذهبي هي حالة تحضير للمشروع الذي تساهم به ايران واسرائيل وخدامهما المحليين تحت الرعاية الامريكية.
تشظي العراق وتقسيمه ترسمه وتنفذه على الارض هذه التفجيرات المرعبة الموزعة على مقاسات تحريك الحرب الطائفية وانجاز مشاريع التطهير الطائفي على الارض خاصة العاصمة بغداد.
كما ان رفع حالة الاحتقان والثأر واشاعة التذمر وزرع اليأس عند غالبية الناس من حل مرتقب تدفع بجموع واسعة من العراقيين الى الاحتماء واللوذ تحت رحمة المليشيات التي تتصدر المشهد السياسي والامني في العراق.
الفضائيات الطائفية تبث برامجها وتنذر بالويل والثبور وبعظائم الامور على رؤوس كل طائفة بتقصد وخبث وتدبير مسبق، وهي تبث اخبارا وتحليلات واشاعات مكملة لعمل تفجير القنابل والمفخخات وكواتم الصوت وسيل الدماء على الارض.
هذه ليست لعبة سياسية في ظل الديمقراطية كما يصورها المالكي واعلامه الكسيح، بل هي الحرب الطائفية الموعودة بعينها كما ارادها هو شخصياً، وبشر بها ومن خلفه دولة ومؤسسات ايران الصفوية!
يبقى السؤال لماذا يصمت القادة الاكراد عما يجري في بلدنا؟ وكأن المشهد في الاقليم العربي بات يسر ويدغدغ تطلعات ورغبات الانفصاليين الكرد، الرابحين في كل الاحوال من ما يجري: اما في العيش ضمن عراق اتحادي فيدرالي معذب ومعلول في اقليمه العربي لكي تغرق الحكومة المركزية والادارة الفيدرالية للقطر في صراعاتها الطائفية او الدفع نحو التقسيم والتشرذم، وهناك تلتقي جملة من المصالح والارادات المحلية والاجنبية، مع مصلحة الايرانيين والاكراد الانفصاليين وحتى مع تطلعات الاتراك وحسابات دويلات الخليج العربي وطليعتها الكويت في استحضار ولادة عراق مقسم كما رسمته خارطة الشرق الاوسط الجديد.
العراقيون المهووسون بسماع الاخبار العاجلة للتفجيرات اثبتوا انهم عجزة وسقيمي الارادات، خاصة اؤلئك الذين امتهنوا التشفي ببعضهم البعض ولم يتجاوزا عقد الماضي والخوف من المستقبل المجهول.
كل هؤلاء سيندمون وسيعض الجميع على اصابعهم ندما، ولن تحميهم مليارات الدولارات الامريكية المهربة معهم الى بنوك الخارج. عندئذ سيكونون وبكل ملايين دولاراتهم المسروقة مجرد لاجئين ومرتهنين عند البنوك ودوائر الاقامة والتجنس في دول اللجوء التي تستضيفهم بصفة لصوص ورجال مافيا سابقين، وفي كل الاحوال فانهم لن يكونوا اكثر من اغراب ولصوص وخونة باعوا بلدهم يوما بعد ان هدموه وسكبوا دماء اهله من اجل مصالحهم الذاتية.
ان غدا لناظره قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق