وجهات نظر
قيس النوري
خلال شهر واحد فقط (حزيران/ يونيو الماضي) قتل 761 مواطن عراقي وجرح وأصيب أكثر من 1700 جراء سلسلة من التفجيرات في مدن العراق.. هكذا مر الخبر بمساحة لا تتجاوز السطرين فقط، ولم تتداوله المحطات الفضائية الإخبارية الكبرى إلا بعد إضافة عبارة خسيسة (في منطقة ذات أغلبية شيعية أو العكس).. العراق اذا أختزل بفلسفة إعلامية مقصودة بين سنة وشيعة وليس شعب العراق.
في مقابل هذا التعتيم المقصود لجريمة الإبادة البشرية المنظمة التي يتعرض لها شعب العراق ، تهتم وسائل إعلام كبرى (البي بي سي وأخواتها) وتخصص مساحة إعلامية واسعة للطالبة الباكستانية (ملالا يوسف زاي) التي أصيبت بنيران خدش في رأسها، بل أن المؤسسات الغربية تذهب إلى أبعد من ذلك بأن تستضيفها في الأمم المتحدة وقبلها في مجلس العموم البريطاني للحديث عن مأساتها (خدش في الرأس) !!
مشاهد متباينة تماما، الأول لشعب يتعرض للإبادة علنا وبالآلاف يوميا دون أن تتحرك الدول والمنظمات التي أتخمتنا بخطاب يومي مكرر دون ملل بحديث حقوق الإنسان وضرورات نشر الديمقراطية، ومشهد أخر بالرغم من الرفض الإنساني له (قصة ملالا زاي) يسوقه الإعلام العالمي المضلل دليلا مفضوحا على حسه الإنساني المزيف وتعمده في نفس الوقت طمس بشاعة وهول ما يحدث في العراق تحت سمع ونظر العالم أجمع ..
أمام هذا التباين الصارخ والمخجل معا، لابد من التساؤل ، لماذا هذا السكوت على مأساة شعب العراق؟
ثم لماذا العمدية في تجاهل العراق واقعا ليس له مثيل في المحنة .. شعب تقضمه عصابات ظلامية مسلحة مدعومة علنا وبتحدي لكل الأعراف الدولية من إيران التي تتعامل مع العراق من منطلق ثأر أسود ما أنفك يستحضر أحقاده ليحولها لمفردات عمل تعبر عن نفسها بطائفية مقيتة وقودها جزأ من شعب العراق بأدوات عمياء من جزأه الآخر..
أنه نفس المنهج، بذات المواصفات والأساليب التي أتبعها الصهاينة وهم بصدد التحضير لزرع كيانهم الغاصب في فلسطين العربية .. هل أستلهم قادة إيران الدرس من الصهاينة، أم ان المدرسة والمنبع وأسلوب العمل واحد ؟ ليس هناك من شك أذا اعتمدنا منهج الاستنباط بالرجوع إلى مدونات التاريخ ومجريات الواقع سوف يقودنا التفكير السليم والتحليل العلمي إلى حقيقة صالحة للتعميم مفادها تحالف يهودي ـ فارسي جلي يتوافق في الأهداف باتجاه قضم العرب ، هذا التحالف يحتاج وسيلة لطمس حقيقة ما يجري ، ووسيلة العصر المؤثرة هي الإعلام الذي تملكه وتسيطر عليه وتتحكم بتوجهاته المؤسسات اليهودية العالمية بدأ من من مؤسسات ( باروخ ) وذيولها الصحفية المتشعبة وتوابعها العربية..
لا غرابة أذا من إبلاء حادثة (ملالا يوسف زاي) وتوظيفها لخدمة دناءة ونفاق وزيف خطاب حقوق الإنسان وضرورات نشر الديمقراطية حتى وأن كانت على حساب ألاف القتلى في العراق ..
يريدون للعراق أن يتآكل حتى ينتهي، ويقضمون شعبه يوما بعد أخر، لذلك لا خلاص إلا بالمجابهة التي تضرب بيد من حديد ودون هوادة ، لإقرار حق وإنقاذ شعب من إبادة يصرون عليها..
ألم يضع شاعر العرب (أبوتمام) قانونا ودرسا بليغا:
السيف أصدق إنباءً من الكتب..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق