وجهات نظر
صلاح المختار
الحلقة السادسة هنا
إيّاك تجني سكرًا من حنظل فالشيء يرجع بالمذاق لأصله
الامام الشافعي
مؤتمر قومي اصيل ام لملوم؟
من بين اكثر سلبيات المؤتمر لفتا للانظار وانتاجا للمشاكل والتي سكت عليها الكثيرون فترة لانهم تصوروا انها حالة عابرة او انها سوف تصطدم بوعي الجمهور لضررها البالغ فيعيد النظر فيها لكن ثبت ان حكومته مصرة على مواصلة لعب دور القومي العربي المزيف والمزيف في كوميديا سوداء ساخرة كما في افلام هولي وود التي تظهر العرب والمسلمين بصورة مقززة، وهكذا حصل فالمؤتمر في دوراته الاخيرة اصبحت بعض قراراته، وبالاخص الاكثر اهمية وحساسية، تبعث على الغثيان من اسم (قومي عربي) لشدة تناقضات التسمية مع الدور الفعلي له، تماما مثلما تشيطن الافلام الامريكية المسلم باظهاره يصلي ثم يمارس المجون بكافة اشكاله!
ان اخطر صورة كاريكتيرية منفّرة من الانتماء القومي والتي برعت في صنع نماذجها الاصلية هولي وود هي صورة تركيب المؤتمر القومي ، فهو يحمل اسم قداسة الهوية القومية لكن حكومته تقوم بادوار لا صلة لها ابدا بالقومية العربية الحقيقية والتزاماتها . ولعل السؤال الذي حير كثيرين منذ سنوات هو التالي : هل يمكن للاممي سواء كان ماركسيا لينينيا او اسلامويا تكفيريا ، شيعيا وسنيا ، ان يصبح قوميا عربيا بين ليلة وضحاها ، بدون الانقلاب جذريا على تربيته الايديولوجية ، مع انه يعد القومية (حركة ماسونية ) او انها تفتت المسلمين وتربى على مفهوم الامة الاسلامية بصفته الاطار الوحيد بين المسلمين واعد عقائديا على محاربة الفكر القومي والتنظيمات القومية طوال تاريخ الحركات الاسلاموية ؟
هذا مستحيل طبعا فالاممي هو نقيض القومي واذا التقيا فبسبب حاجة طارئة ولقاءهما سيكون تكتيكيا ومجاله الوحيد هو جبهة عريضة يحافظ فيها كل طرف على هويته ، والاكيد ان مصلحة الامة العربية تفرض هذا التحالف الجبهوي بين التيارين الاسلاموي والقومي العربي ولكن المشكلة ان التيار الاسلاموي بغالبيته مشبع باحقاد تكفيرية لذلك لم تقم الجبهة القومية الاسلامية رغم ان التيار القومي العربي خصوصا طليعته المقاتلة البعث يدعو اليها منذ مؤتمره القومي في عام 1992 . هل هذه هي المفارقة الوحيدة في المؤتمر ؟ كلا فهذا المؤتمر عجيب غريب في تركيبه ، فهو يضم وطنيين وقوميين لاشك في وطنيتهم وقوميتهم ونزاهتهم ولكنه بنفس الوقت يضم تكفيريين اممين وجواسيس ولصوص ، والقوة المقررة فيه والتي تحكم قبضتها على حكومته ، وهي (حزب الله) تابعة لبلد اجنبي في حالة حرب مستمرة مع العرب منذ عام 1980 !
ان نظرة الى تركيب المؤتمر القومي ربما تكفي لتفسير اسباب تناقضاته الطاحنة فكريا وسلوكيا فهو عبارة عن لملوم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لغويا وتطبيقيا ، فعندما تخلط الرز والدبس والبهارات على ماذا تحصل فعلا ؟ بالتأكيد لن تحصل على مزيج منسجم او قريب المكونات ، بل ستجد امامك مادة لزجة تنفر منها فور لمسها . هذا المثال ليس فيه مبالغة ، دعونا ندقق الهوية الحقيقية لمن ينتسبون للمؤتمر الان ، فمن غير الممكن معرفة توجهاته ولا مستقبله من دون معرفة مكوناته لان الشيء لا يأتي من عدم وانما من مواد مكونة وهذه المواد تحتفظ باصلها حتى لو خلطت ، ولذلك لا يلد الخنزير ببغاء جميلة بل يلد خنزيرا فقط .
1 - القوميون العرب : نعم هناك قوميين عرب اصلاء في المؤتمر ، من البعثيين والناصريين ، وهؤلاء كانوا الاكثرية عند تشكيل المؤتمر ، ولكن الان لم يعودوا اكثرية بل اصبحوا اقلية على الاقل لانهم لم يعودوا يصنعون قراراته ، القومي العرب يعد القومية هي رابطته الرئيسة ولذلك فنضاله قومي من اجل تحرير الاراضي العربية المحتلة في كل مكان ومن اي احتلال مهما كان اسمه ودينه ، بالاضافة لميزته الاعظم وهي انه يناضل من اجل الوحدة العربية ويعدها مبرر وجودة التنظيمي ومهمته التاريخية.
2 - الاسلامويون: ولكن المؤتمر انفتح بطريقة غريبة وتبعث على التساؤل على الاسلامويين ليس بمعنى التحالف معهم في جبهة وهو امر مطلوب بل بصيغة انخراطهم في مؤتمر قومي الهوية ! فكيف تم ذلك ؟ وعلى اي اساس ؟ المؤتمر ليس جبهة وطنية كي يضم كافة التيارات لانه تيار قومي عربي من اسمه ومن بيان تأسيسه، فما الذي جعله يقبل اسلامويين تتناقض ايديولوجيتهم جذريا مع التيار القومي ؟ والسؤال الاهم هل يمكن جمع هذين التيارين في اطار تنظيمي واحد هو اقرب للحزب من الجبهة ؟
ولو دققنا فيمن انتمى للمؤتمر لوجدنا انهم كوادر من حزب الله وهو ليس تيارا اسلامويافقط بل هو تيار طائفي يؤمن بولاية الفقية ، واكبر مظاهره ان حسن نصرالله هو الوكيل الرسمي لعلي خامنئي في لبنان وتلك الوظيفة تجعله عبدا كامل العبودية لمرجعيته وهي فارسية ممثلة بعلي خامنئي ومن ثم فانه حزب ايراني في الواقع وفي الوظيفة الفعلية جند لبنانيين لخدمة مصالح ايران ! انتمت الى المؤتمر القومي قيادات حزب الله بكل ثقله البشري والمالي مع احتفاظه بهويته الاسلاموية الطائفية . ثم انتمت كوادر حماس وهي تنظيم اسلاموي سني طائفي ايضا ، وظهرت هذه الطائفية حادة وخطيرة عندما تفجرت الازمة السورية في عام 2011 فرأينا تحالف حزب الله (الستراتيجي) مع حماس يتلاشى تحت ضغط الانتماء الطائفي للطرفين ! رجعت حماس الى اصلها الاسلاموي الطائفي وتمسك حزب الله باصله المعلن والرسمي وهو انه اداة بيد ايران ، فتفجر التحالف الستراتيجي وثبت انه كان تحالفا تكتيكيا . تصوروا طرفين اسلامويين لا يستطيعان اقامة تحالف ستراتيجي ثابت لان خلفيتهما الطائفية تمنع ذلك ؟ اذن كيف يمكن لهذا التيار ان يتحالف بصدق مع التيار القومي النقيض له ايديولوجيا وتاريخيا ؟
وجود حزب الله في المؤتمر كان هدفه المعروف هو السيطرة على المؤتمر وتوجيهه لخدمة اهداف ايران المباشرة وليس العكس اي استخدام المؤتمر لما لدى حزب الله لدعم هوية المؤتمر وعمله القومي العربي ، لان هذا الحزب منظمة تابعة لايران بالكامل واحداث سوريا حسمت هذا الامر تماما . فكيف يمكن لحزب الله ان يعمل في مؤتمر قومي احد اهم اهدافه تحرير الاراضي العربية المحتلة ودعم اي قطر عربي يتعرض لاي تهديد من اي طرف غير عربي وايران تحتل اراض عربية اكبر من فلسطين كالاحواز وتعلن بلا تردد اطماعها في اقطار عربية كاملة كالعراق ، الذي ورثت احتلاله من امريكا ، والكويت والبحرين وغيرها ؟ الجواب هو ان حزب الله وضع صناع القرار في المؤتمر في جيبه بثقة كاملة ، بعد ان سيطر كليا على حركة حكومتهبقوة المال الايراني دون ادنى شك .
اما وجود حماس فتم تحت غطاء دعم القضية الفلسطينية ومن جهتها كان هدفها هو زيادة نفوذ تيارها الاسلاموي طبعا. اذن لدينا تناقض بارز وحاد ، ايديولوجيا وسياسيا ونفسيا، بين تيارين قومي عربي واسلاموي، ولذلك فان المؤتمر منذ ضم التيار الاسلاموي اخذ يفقد هويته الاصلية تدريجيا حتى تحول الى خليط ايديولوجي متناقض بحدة ، فتبلورت الحقيقة الابرز وهي ان حزب الله وحماس لم ينتميا للمؤتمر القومي لتبني طروحات التيار القومي ولا للاعتراف بانه طليعة من طلائع الامة بل لاحتواءه وتسخيره لخدمة اهداف حزبية او طائفية او مصالح ايرانية صرفة .
3 – الجواسيس : اما الظاهرة الاخرى المثيرة للحيرة والانتباه فهي ان المؤتمر قبل بين صفوفه بعض جواسيس المخابرات البريطانية والامريكية الذين عملوا علنا ورسميا في صفوف ما كان يسمى ب ( المعارضة العراقية ) وساهموا في كل جرائمها بحضورهم كافة مؤتمراتها التي وضعت خطط غزو العراق وتقسيمه ، وكان بعضهم قياديا في تلك المعارضة بينما بعضهم الاخر كان مصفقا لغزو العراق ، وقبضوا الملايين من المخابرات الامريكية وغيرها وتعارك بعضهم مع بعض من اجل المال الامريكي والخليجي ، اليس هذا امر يبعث على اشد الدهشة والاستغراب ؟ !
واذا اعترض البعض وانكر وجود هؤلاء في المؤتمر فسوف نعيد نشر قوائم باسماء من حضروا مؤتمرات لندن وصلاح الدين وفيينا وغيرها وساهموا في الجرائم التي ارتكبت بحق العراق لنثبت ان اعضاء في المؤتمر وبعضهم يحظى بوضع (مستشار للمؤتمر) كانوا من اكثر عناصر المعارضة العميلة نشاطا ضد العراق وشعبه والوثائق موجودة وجاهزة لاعادة النشر! ! لذلك فان اهم الاسئلة التي تستحوذ على عقل اي وطني وقومي حقيقي هو سؤال : كيف يمكن لجواسيس ان يكونوا في صلب مؤتمر ومن ابرز نشطاءه ( ومفكريه !!! ) وهو يقول انه قومي عربي يدافع عن قضايا العرب ؟
وبالنسبة للاشقاء العرب في المؤتمر خصوصا من المغرب العربي والذين قد لا يعرفون تاريخ اعضاء المؤتمر المقصودين نقترح عليهم وضع تلك الاسماء في غوغل وسيرون انهم كانوا مثل احمد الجلبي والحكيم واياد علاوي ولم يختلفوا عنهم حتى ولو بالتفاصيل . فهل يرضى المناضلون العرب الذين دعموا العراق ووقفوا ضد غزوه بان يجلسوا في قاعة واحدة مع جواسيس لم يتوبوا حتى هذه اللحظة ويعترفوا بخيانتهم تلك ؟ وكيف يمكن لجاسوس حتى لو تاب ان يقوم بدور مؤثر في مؤتمر قومي ؟
نجد انفسنا الان بأزاء سؤال مركزي من المستحيل تجنبه وهو : هل ضم عناصر طائفية متحكمة في المؤتمر واخرى عميلة يخدم الهدف الامريكي المعروف وهو تعهير الفكر القومي وشيطنته بعد ان جرت محاولات ضخمة جدا لشيطنة التنظيمات القومية القائدة والنظامين القوميين الوحيدين الناصري ( مصر ) والبعثي ( العراق ) ؟ تركيبة المؤتمر الملغومة كانت سبب المشاكل والتناقضات والتي وصلت الان في مفترق طرق لان الامة دخلت في طور التقسيم الفعلي وليس النظري وايران تلعب دورا حاسما في تقسيم الاقطار العربية بنشرها الفتن الطائفية ومع ذلك فان حكومة المؤتمر تصر على دعم ايران مع وجود رفض من داخله لدعم ايران يتزايد يوميا !
أليست تلك صورة منفّرة من المؤتمر القومي ؟ ولصالح من ينفر الناس من القومية العربية استنادا لنموذج المؤتمر القومي ؟ هل نتجاهل ان العدو الرئيس والحقيقي للغرب الاستعماري والصهيونية هو القومية العربية ؟ قد نجد تبريرا لتركيبة المؤتمر المتناقضة وهو الرغبة في توسيع عدد اعضاءه ولكن يبقى من حق اي انسان ان يطرح ما يشاء من تفسيرات وبعضها قد لا يكون مر بخاطر الحكومة او على الاقل بعض اعضاءها ، ولكن الواقع والممارسات الفعلية ادت الى ان يرى الناس المؤتمر الان لملوما من ( زرق ورق ) يجبر المرء على الابتسام بمرارة بسبب تزوير الهوية القومية وتشويهها . ولكي نرى حجم الشيطنة للقومية العربية التي تحدث نتيجة ممارسات حكومة المؤتمر لابد من طرح الاسئلة التالية :
1 – ماذا يحصل في مؤتمر يضم اممين ملحدين واممين تكفيرين جنبا الى جنب مع قوميين عرب شرفاء وعملاء اخساء روجوا لاحتلال العراق وساهموا فيه ؟ اليست الفوضى ( الخلاقة ) هي الحصيلة الاولى لذلك مع انها خطة تطبقها امريكا واسرائيل وتشارك فيها ايران بحماس وفاعلية واصبحت منبع كوارثنا الان ؟لم يتحول المؤتمر القومي الى مصدر اخر للتشرذم ؟ اليست تلك هي الفوضى المصدرة الينا ؟
2 – اليس من المنطق وطبيعة الامور ان ينضم حزب الله الى المؤتمر القومي – الاسلامي وليس الى المؤتمر القومي العربي على اعتبار ان الاول متخصص بجمع التيارات القومية والاسلاموية ؟ الا يشكل وجود حزب الله وحماس بثقل حاسم في المؤتمر القومي سببا جوهريا لتناقض هوية المؤتمر فتنتج فوضى تشرذمية ؟ لم لم يقبلان فقط في المؤتمر القومي – الاسلامي اذا لم تكن النية هي شرذمة الشخصيات الوطنية العربية المنخرطة في المؤتمر القومي ؟ هل حصل ذلك صدفة ؟ ام لان حزب الله يتعمد احتواء القوميين العرب قبل غيرهم من خلال السيطرة على مؤتمر ينطق نظريا باسمهم واستخدامهم لخدمة الامبريالية الايرانية ؟
3 – هل سياسة اللملوم في المؤتمر القومي خطأ عفوي ام انه جزء من خطة اكبر ؟ طفل غر يكتشف التناقض الكبير بين اعضاء المؤتمر واثاره السلبية اذن لم توسعت عضويته على هذا الاساس الاعوج سلفا؟ ليس في السياسة نوايا طيبة بل هي عامل الشك والتشكيك وكان يجب على حكومة المؤتمر لو كانت نيتها طيبه تجنب جعل المؤتمر لملوما ابرز انجازاته نشر التشرذم والفوضى وتلك النتيجة اهم الاهداف الغربية والصهيونية ، فهل كانت الحكومة منذ البداية تخطط للتشرذم من اجل تسهيل ( البيع والشراء ) باسم مقدس هو القومية العربية ؟
4 – هل حقا ان المؤتمر كان ضمير الامة وشخص حالتها ؟ ام انه ترك الامة تواجه المزيد من الارتباك والغموض وصعوبة فهم ما يجري ؟ اليس التعتيم على الدور الخطير لايران هو بحد ذاته تنكيل مباشر وصريح بالامة التي ينزف دم ابناءها في العراق وسوريا بشكل خاص واحد اهم الاطراف التي تقوم بذلك هي ايران وليس امريكا وحدها ؟ ان مجرد فضح امريكا ودورها وتبرئة ايران هو موقف صارخ في تحديد طبيعته وهوية اصحابه خصوصا قيامه بدور ارباك الرؤية الصحيحة لحالة الامة .
5 – ولعل اكثر الامور تأكيدا لصواب ما قلناه هنا وما قاله اساتذة اخرون من اعضاء المؤتمر هو ان المؤتمر لم يرد على ما ثبتناه بالادلة والشواهد والوثائق والتحليلات ، فلقد قلنا كلاما فيه حوادث ومواقف وتطورات فلم يرد المؤتمر ، وعندما رد البعض كان رده بائسا حيث عزف النغمة العربية القديمة في الرد وهي انكار ما وجه من اتهامات وتاكيد براءة المؤتمر منها ولكن مع نقص له مغزى كبير وهو انه لم يتطرق ابدا لاي شاهد من شواهدنا ولا لاي حقيقة ذكرناها فاسقط الفرض دون اثبات خطأ الانتقادات !
اما الامانة العامة ، وليس الامين العام ، فقد اصدرت بيانا ترد فيه على من يهاجمون المؤتمر وتقول انه يهاجم لانه قومي التوجه (اليست هذه نكتة سمجة ؟) ، ولكن ردا على من ؟ ردا على جريدة اتهمت المؤتمر بانه اصبح تابعا لقطر ، ونحن من انتقدنا المؤتمر ليس فينا واحد وجه هذه التهمة فلماذا عجزت امانة المؤتمر عن الرد على ما قلناه واكتفت بالرد على صحيفة في تهمة لم نقلها نحن ؟ اليس ذلك دليل اخر على فقدان المنطق والحجة ؟ ما انتقدناه تحديدا هو موقف المؤتمر من ايران ولم نذهب خارج هذا الاطار فلم صمتت صمت اهل الكهف على جرائم ايران ولم ترد علينا ابدا ؟
ببساطةما يفهمه اي انسان هو ان الحكومة الموقرة للمؤتمر القومي عاجزة عن الرد لانها لا تملك منطقا يؤهلها للرد ، فماذا ستقول ؟ هل ستكذبنا ومواقف ايران دم قان يغطي اجسادنا حتى العنق ؟ شواهد جرائم ايران تصرخ ليل نهار في العراق والان في سوريا فهل تملك هذه الحكومة امكانية اقناع نفسها بردها ؟
وفي الختام نقول لحكومة المؤتمر تذكري جيدا بان اسوأ لعنة تصيب انسان ما هي تصوره انه محصن ضدها فتأتيه من حيث لا يرى فينغمس فيها وهو لا يعلم انه اصيب بلعنة قاتلة ، ومع ذلك يبقى معتقدا انه مطهر منها . اما الاسوأ المركب من اللعنة فهو انكارها . ان الامة تواجه مستحقات معارك المصير وكلنا تحت الاختبار ومن لا يقف مع الشعب العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر وتونس وليبيا في محنته الان ودعم امريكا او ايران فهو ليس منا ولسنا منه ، والزمن بيننا .
اما عن العراقيين من اعضاء المؤتمر والعرب الذين عاشوا في العراق طويلا جزء منا اصدقاء ورفاق ، فنقول لمن لم يعترض منهم بجدية يا (حسافة ) ... يا (حسافة ): هل العراق رخيص الى هذا الحد لديكم ؟ تذكروا ما يجب ان لا يفوت عليكم ابدا وهو ان الاحداث تحفر بسكين في لحمنا وتمزق وتنغرس في قلوبنا ولذلك لن ننسى المواقف ابدا وسنتذكر حتى من ابتسم بوجهنا تعاطفا ولكننا لن ننسى من اعتصم بالصمت وهو يحملق في جثث اطفالنا ودم نساءنا اللواتي اغتصبن كأنه لم يشرب من دجلة رشفة ماء ! بعضكم لم يسجل حتى اعتراض ، تحية اعتزاز لمن اعترض بصوت الرجال القوميين العرب الحقيقيين وليس المتاجرين باسم العروبة .
ربما سيقول البعض كان يمكن ان تكون لغتك اقل قسوة فلربما تعيد حكومة المؤتمر النظر، فنقول لهؤلاء بعد عشر سنوات من العذاب الفريد لم تتراجع قيد انملة عن نهجها الشعوبي والدليل انها الان وايران تذبح بيد جنودها وحزب الله يوميا مئات العراقيين والسوريين ومع ذلك تلزم حكومة المؤتمر القومي الفارسي صمت الموتى ، لماذا ؟ لانها تمثل القومية الفارسية وليس العربية فالعبرة ليس بالانتماء (الجنسي) بل بالاختيار وهذه الحكومة اختارت ايران قبلة لها بدل الكعبة لذلك فمن يتوقع منها التغيير ساذج لانه كمن يطلب من بوش التوقف عن الكذب مع انه كذب اكثر من 300 كذبة لتسويق غزو العراق .
ذوقتنا حنظلك ايها المؤتمر القومي طوال عشر سنوات حد التقيؤ فلماذا تواصل حكومتك الموقرة تغليفه بالعسل ؟ اجبروها على ان لا تبدد المال بشراء العسل فالمال ثمين جدا واغلى من دم ملايين العرب ، قدمي لنا الحنظل يا حكومة المؤتمر (القومية ) كما هو بلا تحلية !
انتهت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق