علي السوداني
وهذا نبأ تنزّل على مساء الناس الناطرة، مثل دفعتين من طلْقٍ معسور. فلتتْ البلاد من تحت مكفخة البند السابع. قيل أنها خرجت، وقيل تالياً، أنّ خروجها القيصريّ، كان جزئياً، حيث احتفظ سلطان الفصل السابع، بسلة مسائل قوية وهامّة، وتحولت الباقيات من الأمور، صوب البند السادس، الذي هو أقلّ مهانة وطيحان حظّ وصبغ، من شقيقه الفائت.
هي مناسبة عظمى للإستثمار وللإستهبال . لدينا حكومة قوية خبيرة شاطرة فهلوية ، على مكنة ودربة ودهاء ودراية ، في باب تسفيط الكذب والفذلكة والحذلقة ، واللعب باللغة والألفاظ وعلى الحبلين ، والثلاث ورقات . الحكومة لا تخجل ولا تستحي ولا تخشى الله ولا عباده المقهورين المظلومين المهانين المذلّين.
سينزل غداً إلى شارع الناس ، فاشلون وفاسدون ومزورون ونهّابون وسلّابون وكذّابون وسماسرة حرام، وحملة جنسيات عابرة للقارات ، ودنيئون وخسيسون ودائحون ، وجوّابو رذيلة ، مملوجة بمريب الكلام ، وقتلة طائفيون شوفينيون فاشستيون باردو دمٍ ، من الصنف الذي لا تعرق جبهته وخشمه ، ولا ترفّ جفونه ، حتى لو صارت البلاد كلها، دكّة مذبحٍ أثيم. سينزل هؤلاء ومن هم على دينهم وديدنهم ومكرهم، ليقولوا للرعية أننا ما كان تحت يميننا، تصليح الكهرباء، وتوفير الماء القابل للشرب، وتبليط الشوارع، وفكّ الأواسن، وتأمين البيوت، وترجيح ميزان الكرامة، وخلع البلد من ورقة أفسد البلدان فوق الأرض، وكنّا نشتهي ونريد ذلك الأمر الحسن، لكنّ البند السابع المشؤوم، كان لنا بالمرصاد وبالخنزرة.
أنا ومقتدى الصدر وأُم عباس بائعة القيمر والدبس في كراج علاوي الحلة، وآخرون، شككنا في الخبر ومخفياته التي قد تندرج لاحقاً تحت بند "أرض ونفط وماء ورمل عراقيّ قحّ، مقابل الفلتان من تأريخ المصفعة السابع" تماماً كما كان الأمر في توصيفة إكراهية بائدة اسمها "النفط مقابل الطعام".
الأمريكان الوحوش الهمج الحرامية، كان بمستطاعهم تخليصنا من ثقل هذا البند الحرام، بعد يوم واحد من غزو البلاد وتدميرها وتفكيكها وإمراضها. أيامها كان تحت يمينهم وطوع تلويحتهم وبنانهم ، العالم كله ، الذي منه مجلس الأمن، ليلتئم ويقول للعراقيين المجاريح المقاتيل: اخرجوا من هذه الظلمة آمنين. الكويتيون الذين في قلوبهم مرض ، لن ينغسل ببحر دمٍ رافدينيّ عظيم ، نفخوا التعويض والمظلومية والدلال، وسيظلون ممسكين برقبة العراق الطائحة، وسيبقى مشتهاهم قائماً وراسخاً على مرأى عراق ميت مريض، لا حجر فيه ، يركب فوق حجر. هم يريدون مفقوديهم، لكنهم يرفضون تماماً حديث المفقودين العراقيين الأعزاء، الذين دفنتهم دبابات وكاسحات الزناة الأمريكان، أحياءً، في صحارى الكويت وعلى طول درب الموت المشهور.
الكويتيون الذين كانوا بوابة الماخور الكوني الذي داس العراق ، سيواصلون لعبة الجبان الخنيث الخبيث، التي قد تصل عتبة مطالبة العراق، بقلم وزير الديوان الأميري، بوصف ذلك القلم العزيز، جزءً من أرشيفهم الشمّاعة.
صحيح جداً أن عديد الرافدينيين الذين يعتقدون بأحقية العراق ببعض الكويت، قد انخفض بشكل مهين، إلّا أن الصحيح واليقين أيضاً، هو أنهم لن يرضوا أبداً أبداً – دعك من الحاكم البائع الشاري – بأقلّ من الحدّ الذي كانوا عليه، في مفتتح آب اللهّاب، من عام الرمادة الميلادي، ألف وتسعمائة وتسعون.
في ختمة المكتوب، أكرر وأجدد قولتي: اللعنة على الوحوش الأمريكان الذين إذا دخلوا بلاداً أفسدوها، وليزعل عليّ عشرة أكراد، وخمسة شيعة، وسنّيٌ واحد، واعذروني على هذا التصنيف المباغت مثل طعنة، فهو القائم حتى الآن!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق