موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 31 يوليو 2013

إشلونكم ... كيف هو صباحك يا بغداد؟

وجهات نظر 
عبد الكاظم العبودي
مرَّت ليلة الاقدار سوداء مظلمة داكنة ومرعبة. والمشهد البغدادي يخيم بكلكله الاسود في عشرات من بيوت العزاء ومئات العوائل المهرولة وراء سيارات الاسعاف والمنتظرة امام معاهد الطب العدلي وغرف حفظ الجثث والاشلاء والاف البيوت التي تيتمت او هجرت او باتت تنوي الرحيل.
وعندما اقول بغداد فإنها واسط او البصرة او السماوة او الديوانية اوالموصل او الحلة او ديالى ايضا. فكل مدينة عراقية هي بغداد.


بغداد باتت ليلتها على وجع التفجيرات الدامية وكانت اكثر آلامها وجعا هو ان ايا من الفاعلين او المراقبين او الحاكمين وحتى المجرمين لم يواسيها بكلمة عزاء او تصريح اشفاق او تبيان حالة ولم يخبرها احد جوابا لما يتساءل به العراقيون :
لماذا نذبح هكذا وبكل هذا البرود؟
بغداد اكتفت بسماع بيانات الاحزاب وتصريحات ممثلي الاجانب والأغراب عن توصيف حالتها ما بين شامت بها وما بين ناصح لها وما بين خائف على مصالحه ورعاياه ، مكتفيا في احسن الاحوال بدعوة مواطنيه الا يدخلوا الى بغداد هذه الايام خوفا على مصائرهم وامنهم وسلامتهم.اما البغداديون فقد عادوا الى الرجاء من الباري عز وجل بالقول: ان لبغداد رب يحميها.
ان من يسمع ماصدر من تحذيرات وتوجيهات حول الامن والسلامة ببغداد يحيلنا الى استذكار قرون خلت عندما كانت الاوبئة والجوائح المرضية تكتسح مدن العراق وتختلي بالموت بأرض السواد قرية قرية، فتصبح الاشاعة والنصيحة هي القائمة التي توصي بعدم الذهاب الى بغداد والاقتراب منها تخويفا من انتشار جرب او جذام او كوليرا او حصبة او سل او جدري.
هذا هو حال بغداد اليوم مشهد من الحزن والالم والحسرة والترقب والانتظار .
ليالي العشر الأواخر القدر تمرُّ وكأنها اثقل من 1000 شهر على اهلنا في العراق.
لم ينزل الوحي الى ربوع العراق عندما خلت المساجد والجوامع من تلاوات الذكر الحكيم والشعور بالامان وسط رعب احتمال التفجيرات وزيارات العبوات الناسفة .
ورغم ان الملايين تتداعى الى نصرة بغداد بالدعاء، لكن العراقيين يظلون بحاجة الى سيوف كسيف علي او عمر او خالد والى رجال يعلنون قبل تكبيراتهم في الميكروفونات والصوامع ان ساعة الفتح قريبة، ويقولون لكل حرة وماجدة وارملة وسجينة ومشردة من اللواتي استصرخت فيهم النخوة العراقية :
لبيك يا بغداد
لبيك يا بغداد
لبيك يا بغداد
فهل سنسمعها قبل ان ندفن بغداد جثة ممزقة بالرصاص والتشظي ينعق في خرائبها واشلاء جثامين بناتها وابنائها البوم والغربان السوداء.
وعندئذ سنسمع من ما تبقى من الاحياء في احيائها الممزقة، خشية اللقاء والاقتراب من بعضهم بعضا، سؤال طالما اقترن بصيغة سلام او تحية :
اشلونكم يا اهل بغداد
اشلونكم يا اهل الكرخ والرصافة
اشلونكم يا اهل الاعظمية والكاظمية
اش.... لونكم....
رغم ان المشهد يوحي بلونين هما الاحمر والاسود وعتمة من أغبرة التراب والدخان، لكن صفرة الوجوه ونحول الاجساد وحمرة خضاب الارض والأجساد
سترد جميعها بأصوات الانين والشجن العراقي
بغداد حزينة
بغداد حزينة
بغداد وحيدة
بغداد تتكلل بالسواد
بغداد في لباس الحداد

بغداد
بغدا
بغد
بغ
ب
.
.
.
.

ليست مضارب قريش قبل الإسلام

وجهات نظر
الصورة التي ترونها في أدناه ليست مضارب قريش قبل الإسلام، انها لشارع الرشيد في بغداد يوم أمس..
كم انت بائسة وحزينة يادرة البلاد؟





إيران مستعدة للقتال بالعراق

وجهات نظر 
طارق ماهر- بغداد - سكاي نيوز عربية
كشف قيادي بارز في "المجلس الأعلى الإسلامي" الذي يتزعمه عمار الحكيم أن القيادة الإيرانية عرضت على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إرسال وحدات خاصة من "الحرس الثوري" إلى العراق.


وقال المصدر إن إيران عرضت نشر قوات الحرس الثوري حول المدن والاحياء لتامين سلامتها من هجمات تنظيم القاعدة وخلايا حزب البعث.وفي حديث خاص لسكاي نيوز عربية، يؤكد القيادي البارز في المجلس  الإسلامي الأعلى مشترطا عدم الكشف عن هويته أن طهران لديها قناعة أن تزايد أعمال العنف في العراق له هدفان استراتيجيان: الأول يتمثل في دفع المالكي إلى تقديم استقالته أو دفع حلفائه إلى إقالته.
اما الهدف الثاني فيتعلق بتطورات الوضع السوري بناء على حسابات وتحالفات بين قوى مسلحة عراقية وقوى مسلحة سورية.
 وبحسب المصدر فإن القيادات العسكرية الإيرانية اقترحت على المالكي نشر قوات مشتركة من الجيش العراقي و 10 آلاف من الحرس الثوري الإيراني على طول الحدود بين العراق وسورية من جهة، وبين محافظتي الأنبار وكربلاء في صحراء النخيب،"لأنها مصدر تسرب السلاح والمتفجرات والمسلحين الى العراق" من جهة ثانية، وعلى الحدود بين الأنبار وبين العاصمة بغداد التي تتلقى الحصة الاكبر من هجمات "القاعدة" والبعثيين من جهة ثالثة.
ووفق معلومات القيادي العراقي، فإن طهران وعدت المالكي بتطهير بغداد من الجماعات والخلايا المسلحة في غضون 90 يوما إذا وافق على إدخال وحدات "الحرس الثوري" ونشرهم بشكل سري، لأن عمليات انتشار هذه القوات لن تتم داخل المدن بل في أجزاء صحراوية على أطراف بعض المدن، كما أن على المالكي أن يختار قوات موالية له لترافق هذه القوات الإيرانية وتعمل معها لإدارة حدود المدن العراقية الساخنة أمنيا.

ملاحظة:
المصدر هنا.

من قصص موكب الخلود الأبدي: لن ألقِ السلاح، إلا بالنصر أو بالموت

وجهات نظر 
عبدالستار الراوي
إلى ذكرى أخي سعد عزالدين الراوي
السنوية الرابعة والاربعون لأول فدائي عربي من العراق استشهد في الثورة الفلسطينية عام 1969.
كان سعد كما وردة الصباح الندية، وديعاً، فناناً، رياضياً، عاشقاً وشجاعاً، ترك مقعده المدرسي في التاسعة عشرة من عمره، ليلتحق فدائياً متطوعاً في جبهة التحرير العربية.


أثناء دراستي العليا في جامعة الاسكندرية في مصر العربية ."أفزعني عنوان خبر صغير وأنا اتصفح جريدة الأهرام يوم 5/8/1969 تحت عنوان: "بغداد تشيع أحد شهدائها سعد عز الدين الراوي". وما أن بدأت بقراءة الخبر وأتيت على الاسم، إلا وشعرت أن الدماء تجفّ في عروقي، وكدت أسقط أرضاً، (أدمون وعامر وبدران وهم في حيرة من أمرهم، فأشرت إلى الخبر المنشور. وكنت يومها مع أصدقائي الثلاثة، في شقة عامر النفاخ في الإسكندرية. بادر أدمون واتصل هاتفياً بأستاذنا الدكتور علي سامي النشار الذي كان المشرف على رسائلنا العلمية في مرحلة الماجستير، ولم يمض وقت طويل، حتى جاءنا إلى الشقة، فأخذني من يدي وعانقني، وهو يقول: "أخوك لم يمت، بل هو يعيش في ضمير أمته كلها، وليست هناك منزلة تقارب منزلة الشهيد".
رافقني الأصدقاء الثلاثة إلى القاهرة، حيث كان عمي أمين والخال عبود، يمضيان الصيف في القاهرة ، وقد أقام الاصدقاء مجلس عزاء في مصر الجديدة ، حضره العراقيون والاشقاء المصريون .
بعد يومين من إنقضاء مجلس العزاء، سافرت إلى بغداد، واتجهت مباشرة من المطار إلى سوق الشورجة . حيث يعمل والدي وما أن رآني أبي مقبلاً عليه حتى هبّ واقفاً، فأخذني بأحضانه وعانقني عناقاً حاراً. وكلانا بكى، وحاول أن يخفف عني ويهوّن عليَّ أحزاني، وهو يقول: "الحمد لله لقد مات شهيداً، وشيّعته بغداد كالملوك ولم يبق أحد إلا وسار في موكبه".
تقول سيدة الصبر الجميل أمي مليكة الحمادي (حين أتانا نبأ رحيل سعد ، صلينا أبوك وأنا ركعتي شكر لله).
ولسنوات مديدة ظل الغياب الابدي ، جرحاً غائراً في قلب أمه وأبيه وأهله، فلم يكن بوسع أحد من أفراد العائلة قادراً على احتواء الفاجعة أو تناسي فداحة المصاب. كانت صورة سعد لا تفارق ذاكرتي، وكأني أراه حاضراً في يقظتي ومنامي. حتى كدت أصاب بجنون الارتياب ، وأنا أرقب عودته حياً، قد يطل علينا في أي وقت، ويطرق الباب علينا .
كان رحيله الدرامي، وهو يخوض معركته الاخيرة، واللحظة الشجاعة التي قضى فيها، عدتها عموم فصائل الثورة الفلسطينية مثلاً بطولياً فريدا في البسالة والتضحية والإيثار، فدونت منظمة التحرير الفلسطينية في يومياتها الميدانية وصفا تفصيليا للمعركة التي قادها سعد، وتخليدا لذكراه بادرت جبهة التحرير العربية بإصدار كتاب يؤرخ ويوثق سيرته الشخصية وحياته الكفاحية والعمليات الفدائية التي قادها ونفذها ضد جيش العدو الصهيوني، في (منطقة كفر أسد والكركار في الغور الشمالي).
كان رحيل أخي قد بلور في عقلي حقيقة فلسفية كبرى، صار إيماني بها يقينا مؤكدا وهي ان الموت الرسالي، هو الحرية بعينها ، طالما كان من أجل الحقيقة وفي سبيل الاوطان .
لذلك صار الفراق الابدي لدى كاتب السطور واحدا من بديهيات العقل، بالرغم من وطأة أحزان الموت ، كما يقول الفيلسوف الكندي في (رسالة الاحزان). وهو كما يقول اصحاب المنطق يعد السبب الكافي، لأن يكون الموت من حتميات حياتنا اليومية قد يحل في أي وقت ويأتي الانسان في أي مكان.. وعلينا فقط أن لانهاب النهاية، بل يتعين أن أتكيف معه شخصيا ولذلك ومنذ عام 1969 درَّب كاتب السطور نفسه على إحتواء نازلة أوجاع فراق الأحبة والأصدقاء من بعده، وأستوعب ما يقضي به الزمن من أرزاء ولا أظن أن هناك حزناً عظيماً، يكافئ أو يعادل الحزن الذي يصيب الإنسان جراء فقدان الاعزاء.
وللسبب نفسه، أو بكيفية أخرى، آمنت أن الانسان منذ ولادته كائن مرشح للموت، بصرف النظر عن العمر، طفلاً وليداً أم شيخاً بلغ من العمر عتياً، وهي إحدى بديهيات الكون البالغة البساطة التي لا تحتاج إلى برهان .
فموكب الغياب الابدي لن يتوقف يوماً، ولن ينقطع في في الزمان والمكان.
استذكر الآن جملة من التداعيات الأليمة قبيل رحيل سعد، إذ اتصلت بي أمي هاتفياً عندما كنت في (بيجي) مديراً لإحدى مدارسها القروية 1968، وهي تحثّني أن أتحدث مع أخي لأثنيه عما عزم عليه، بعد أن التحق فدائياً في صفوف جبهة التحرير العربية، وحدثته، وأنا أقول له: "مازلت طالباً، وصغير السن، وعليك واجب إكمال دراستك".
فأجابني سعد: "نعم أنا طالب، وصغير السن، ولكن متى كان الجهاد مشروطاً بالدراسة وسنوات العمر. أليست معركة فلسطين هي معركة كل العرب والمسلمين؟!"
لم أجد في كلامه إلا وعياً عميقاً، لا يمكن لأحد أن يحاججه فيه. فألقى السلام ومضى، وكتب يوماً فقال: "لن ألقِ السلاح إلا إذا أقعدتني المنية أو تحقق النصر".
وهكذا مضى سعد، كان شهماً وشجاعاً، ومحباً لأهله وأصدقائه.
"خلال زيارتي لبيروت ربيع 1974، التقيت بأحد رفاقه في جبهة التحرير العربية الذي عرفه عن قرب، فحدَّثني عن العملية الفدائية التي قادها ونفذها أخي سعد، على الرغم من أنه كان (مجازاً) في ذلك اليوم 31/7/1969، ويستعد للسفر إلى بغداد، لكنه تنازل عن حقه في الاجازة بسبب تكليفه بالواجب، وطبقا لشهادة رفيقه ((فإن سعدا أبلى بلاء حسناً، وخرج ومجموعته منتصرا بعد الاشتباك بدورية من الجيش الاسرائيلي، وفي أثناء العودة من تلك العملية، تصدت له ولمجموعته ثلة من جنود العدو الصهيوني، في منطقة تدعى (الكركار) تقع في الغور الشمالي . وبدلاً من الانسحاب من المعركة غير المتكافئة (عدةً وعدداً) أبى سعد أن يتراجع واتخذ قرار المواجهة، وتبادل الطرفان إطلاق النار، فيما استخدم العدو كل مابحوزته من سلاح وذخائر، مما أدى إلى سقوط سعد جريحاً، وقد أصيب إصابة بليغة قاتلة، وكان آخر كلماته أن طلب من رفاقه الانسحاب، وأن يدعوه في مكانه، رفض الإخلاء خشية أن يعيق أو يعرِّض مجموعته للخطر، فضلاً عن أنه كان قد اقترب من النزع الاخير)).
وصفه رفيقه العراقي المقيم في بيروت أن سعداً أو (سيف الدين هاشم) وهو اسمه الحركي، كان شجاعاً وكريماً. ويعدّه رفاقه مثلاً إنسانياً رفيعاً في الإيثار حتى آخر لحظة في حياته، فيما ظلَّ دوره البطولي في ذاكرة المقاومة الفلسطينية شهيد العراق الأول بوصفه أول فدائي عراقي يقدم حياته ثمناً لحرية فلسطين.

السلام على الغائبين..

يا عقلاء مصر أنقذوا بلادكم قبل الطوفان

وجهات نظر 
محمد صالح المسفر
(1)
أفهم جيدا أن يدعو رئيس حزب سياسي إلى الإضراب العام وتنظيم مسيرات حاشدة لتحقيق مطالب سياسية. أتفهم أن تنادي نقابة عمالية أو مهنية بإضراب عام وتسيير مسيرات جماهيرية بهدف تحقيق مطالب عمالية. أتفهم أن يدعو زعيم طائفة مذهبية إلى خروج طائفته للتظاهر في الشوارع والاعتصام بالميادين لتحقيق مطالب تلك الطائفة أيا كانت، لكني لا أفهم أن يقوم وزير دفاع في أي دولة بطلب جماهير الشعب كافة عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بكل أنواعها للخروج إلى الشوارع والميادين ليطالبوه بل ويأمروه أن يتصدى للعنف والإرهاب في البلاد.


المعروف أن وزير الدفاع يتلقى أوامر وتوجيهات تنفيذ سياسات الدولة في مجال اختصاصه عبر رئيس الوزراء لكونه عضوا في حكومة تضامنية، ورئيس الوزراء يتلقى توجيهاته من رئيس الدولة في كثير من الأنظمة المنتشرة في العالم، وأن القائد الأعلى للقوات المسلحة هو رئيس الجمهورية، فلا يجوز طبقا للتقاليد العسكرية لوزير الدفاع أن يمارس أي عمل سياسي إلا بتكليف من القيادة العليا.
اذكّر جنرالات مصر العظام أن الجنرال الأمريكي هيغ قال في مؤتمر صحفي عام 1981 لحظة الإعلان عن محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي رونال ريغان: "إنني المسؤول هنا"، وهو وزير خارجية في ذلك الزمان فقد منصبه لقوله(I am in control) لكن التاريخ لم ينس للجنرال هيغ أنه حافظ على مؤسسة الرئاسة عام 1974 أثناء فضيحة "ووتر غيت" الشهيرة التي أطاحت بالرئيس الأمريكي نكسون.
 أما في حالة الجنرال السيسي فقد غدر بمؤسسة الرئاسة عندما أعلن إلغاء الدستور الذي ارتضاه الشعب بأغلبية تزيد على %60 وعين رئيس جمهورية مؤقتا وشكل وزارة جديدة.
(2)
لقد شذ الجنرال السيسي عن القاعدة العسكرية وكذلك الأعراف السياسية في مطلع شهر يوليو من العام الحالي عندما ألغى الدستور وعين رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيسا للجمهورية لمرحلة انتقالية وعين رئيس وزراء (الببلاوي) وغير ذلك من التغييرات في المراكز القيادية العليا. معنى ذلك أن الجنرال السيسي قام بانقلاب عسكري في مصر ضد نظام الرئيس محمد مرسي المنتخب مباشرة من الشعب، وألقي القبض على كل قيادة حزب الحرية والعدالة وكذلك رئيس الجمهورية وقيادات الإخوان المسلمين أقوى وأقدم حزب سياسي في مصر.
في ظل هذا التكوين القيادي فاجأ الجنرال المجتمع المصري بوقوفه أمام كاميرات التلفزة المحلية والدولية يطالب الشعب بالخروج إلى الشوارع والميادين ويطالبهم بأن يطلبوا منه القضاء على "مظاهر العنف والإرهاب" في جمهورية مصر العربية، والسؤال الذي يثور هنا، أين رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور؟ وأين رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي من هذا الإجراء؟
المعروف أن رئيس الجمهورية المؤقت رجل قانون له باع طويل في هذا الشأن، فكيف يقبل على نفسه أن يتجاوزه وزير دفاعه في إصدار مثل هذه الدعوة؟ وما هو حال رئيس الوزراء الببلاوي؟ 
الجواب أن الجنرال السيسي هو الحاكم الفعلي لمصر اليوم.
(3)
شاهدت على شاشات تلفزيونية مصرية وسمعت بأذني متحدثا يقول إنه يتحدث من ميدان رابعة العدوية وأنه يشاهد قناصة من على إحدى العمارات المجاورة للميدان تطلق النار على الجيش والشرطة وبينهم 30 فلسطينيا من حركة حماس على العمارة المعنية، والمذيع يقول: أعطني تفاصيل هؤلاء المجرمين الفلسطينيين. السؤال: هل هذا الشاهد تحقق من جنسية وهوية هؤلاء الذين يرمون الجيش والشرطة عن بعد؟ 
طبعا لم يتم ذلك.
محطة أخرى مواطن مصري يحمل مؤهلا علميا يقول: "أنا أضرب تعظيم سلام للجندي الإسرائيلي الذي يقاتل الفلسطينيين".
تنقل وسائل الإعلام المصرية لنا خبرا أن الرئيس محمد مرسي متهم بالتخابر مع حركة حماس ودول أجنبية. الكاتب هنا لا يدافع عن الرئيس المصري محمد مرسي المعتقل في أحد السجون المصرية وإنما أطلب من أهل القلم والمتصدرين للرأي العام أن يكونوا واقعيين في أقوالهم حتى يصدقهم الناس.
 أولا: من حق رئيس الجمهورية أن يتخابر مع كل زعماء العالم بحكم وظيفته، وكذلك من حقه التخابر مع الحركات السياسية الفاعلة على الساحة العربية والدولية من أجل مصر، وفي شأن حماس أوروبا تتخابر مع قيادات حماس وكذلك أمريكا سرا وعلانية. فما العيب أن يتخابر رئيس مصر مع حركة حماس وقد كان ذلك على شاشات التلفزة علانية؟
اللواء/ الفريق السيسي كان مدير المخابرات العامة المصرية وكان يتخابر مع أعداء مصر الدولة والوطن وهم إسرائيل ولم يتهم بالتخابر معهم، كان قائدا عسكريا للمنطقة الشمالية في سيناء وكان يتخابر مع القادة الإسرائيليين على الطرف الثاني من الحدود فلماذا اتهام الرئيس مرسي بالتخابر مع جهات أجنبية والسيسي لا ينطبق عليه الاتهام؟
مدير المخابرات سابقا السيسي ومن قبله كان اللواء عمر سليمان يتخابران مع حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، فلماذا لا يتهمان بالتخابر مع حماس وغيرها ولا يتهمان بالتخابر مع قوى أجنبية؟ 
(5)
في عهد الرئيس المؤقت لمصر عدلي منصور ورئيس وزرائه حازم الببلاوي ارتكبت في حق الشعب المصري جرائم قتل أمام ميدان الحرس الجمهوري راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلا لا ذنب لهم إلا أنهم يطالبون بإطلاق سراح رئيس الجمهورية من الاعتقال، ومذبحة أخرى في ميدان رابعة العدوية وثالثة أمام جامعة القاهرة وفي الإسكندرية ومدن أخرى ولم تهتز للرئيس المؤقت منصور ولا الببلاوي شعرة في جفن عين!
ونذكر الدكتور الببلاوي بأنه استقال من منصبه كنائب لرئيس الوزراء في حكومة عصام شرف لأنه لم يتحمل ضميره كما قال الاستمرار في منصبه بعد مذبحة ماسبيرو التي راح ضحيتها أكثر من 30 قتيلا، والسؤال: هل ضميره مرتاح الآن بعد مذابح شهر يوليو في كل أنحاء مصر المطالبين بعودة الشرعية؟
 آخر القول: يا عقلاء مصر أنقذوا بلادكم قبل أن يحيق بها الطوفان، وأوقفوا إعلام الكراهية والحقد وعودوا إلى الحق فهو نجاتكم من الطوفان.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.


الثلاثاء، 30 يوليو 2013

عزة إبراهيم، خطاب الإيمان واليقين

وجهات نظر
في هذا الخطاب، التاريخي، لايتحدَّث المجاهد عزة إبراهيم، عن ثورة تموز المجيدة فحسب، عن منجزاتها وعطائها وخيرها، بل انه يكشف، بلغة الفارس الواثق المستقر اليقين، عن أخطائها ويعترف بإخفاقاتها، ويسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية.
في هذا الخطاب، ورغم كونه خطاب مناسبة، على أهميتها، يضع المجاهد عزة إبراهيم، خطوط وملامح مرحلة ما بعد التحرير، القريب بإذن الله وحوله وقوته، ويتحدث، بلهجة المطمئن، عن ذلك، بلا ريبٍ ولا ترددٍ ولا مهادنة.
بل إن المجاهد عزة إبراهيم، وهو يقتات على خبز الصبر والجهاد، يرسم لأمته وشعبه صورة غد مشرق زاهٍ، إنطلاقاً من عمق  إيمانه برسالتها العظيمة المتفائلة، رسالة الأمة، دينها الحنيف، التي صنعت مجدها وحضارتها، ونشرت على البشرية خيرها العميم، فكانت تصديقاً لقوله سبحانه وتعالى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
هذا ليس مجرد خطاب، انه وثيقة تاريخية، تستحق القراءة مراراً، للوقوف على عميق ما جاء فيه من أفكار ومضامين.

المحرر


بسم الله الرحمن الرحيم
"إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"
صدق الله العظيم

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا المجيدة
أيها المناضلون في حزب الرسالة على امتداد وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر
يا رفاق الدرب الطويل في عراق العروبة والإسلام
يا رفاق النضال الدامي المرير
يا رفاق السلاح والكفاح في قواتنا المسلحة البطلة وفي فصائل الجهاد في مسيرة التحرير
يا أخوة الإيمان والجهاد الشامل العميق وطنيين وقوميين وإسلاميين
أيها الرجال التاريخيون الرساليون في صفوف البعث ومقاومته الباسلة وقواته المسلحة المجيدة
أحييكم جميعا بتحية الإيمان والجهاد والكفاح المعطرة بدماء ونجيع الفرسان والأبطال والصناديد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه شهيدا سعيدا ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا أولئك هم صناع التاريخ الجديد المجيد للأمة في عراق العروبة ورسالتها الخالدة.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لثورة تموز المجيدة الثورة البيضاء النقية الطاهرة ونحن وبلدنا وشعبنا الثائر قد دخلنا في السنة الحادية عشرة للاحتلال الامبريالي الصهيوني الصفوي لعراقنا الحبيب.
تمر علينا اليوم هذه الذكرى المعطرة ونحن قد دخلنا في السنة الحادية عشرة من صراعنا التاريخي الملحمي مع حلف الشر والرذيلة حلف الغزاة البغاة الجناة.

يا ابناء العروبة في كل مكان
لقد قدم فيها شعبكم العراقي العظيم شعب تموز ومسيرته العملاقة أعز وأغلى التضحيات، أكثر من مليوني شهيد منهم أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد من حزب العروبة ورسالتها الخالدة قربانا على طريق دحر الغزاة وطردهم وتحرير العراق وتطهير أرضه التي دنسها الغزاة المعتدون، ثم لتعزيز وتثوير مسيرة الأمة الكفاحية على طريق تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الحضاري بين الأمم.
تحية معطره بدم الشهداء وبعرق المرابطين المجاهدين الأبطال الثابتين على العهد المتين إلى صناع ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة والى رجالها الميامين، عهدا منا لهم جميعا نحن الأحياء إلى أرواح الميتين منهم والى الجباه العالية للأحياء منهم وعدا وعهدا غليظا منا لجميع شهداء المسيرة على الثبات الراسخ رسوخ الجبال الشم على مبادئ ثورة تموز وعلى أهدافها وعلى منهجها الوطني القومي الإيماني الثوري التحرري التقدمي الاشتراكي، وعهدا منا لشعبنا وامتنا أن نواصل الكفاح المجيد وبكل أشكاله وألوانه وصيغه وفي كل ميادين المنازلة حتى التحرير الشامل والعميق للعراق وحتى يعود منهج تموز لمواصلة بناء التجربة الرائدة للأمة على أرض العراق الطاهرة وعند شعبه المجيد وحتى يعود العراق إلى دوره الطليعي في مسيرة الأمة الكفاحية لتحقيق أهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا المجيدة
يا أحرار العالم
لقد دخلنا في السنة الحادية عشرة في صراعنا الملحمي التاريخي التحرري ضد الغزاة البغاة الجناة الذين دنسوا أرض الحضارات وهم ماضون إلى اليوم في قتل الشعب وتدمير حياته.
إنني وفي هذا اليوم لأصرخ في الضمير الانساني لمن عنده ضمير فأقول: أين هي حرية الإنسان وحرية الشعوب وحرية الأمم وحقوقها؟.
يا شعوب أوروبا العريقة ويا شعوب أمريكا يا من تتشدقون بحرية الإنسان وبحقوقه ليل نهار هذا شعب العراق العظيم الذي علم الإنسانية ما لم تكن تعلم، علمها الحرف الأول للكتابة والقراءة يوم كنتم في غياهب العدم لبعضكم وكنتم في ظلمات التخلف والتأخر لبعضكم الآخر، علم الإنسانية صناعة العجلة الأولي وعلمها من العلوم والفهوم ما كان يمثل قاعدة لانطلاق التقدم والتحرر والتحضر الذي أوصل الإنسان من خلالها إلى القمر والمريخ والى أعماق الفضاء وأعماق البحار والمحيطات، أين الإنسانية التي قدم لها العراق وشعبه هذا السفر الخالد المجيد؟
أيها الغزاة العتاة المعتدون خسئتم وخسئت نواياكم الشريرة الظلامية.
إن شعبا يملك هذا السفر الخالد من التاريخ والحضارات والأمجاد لن يموت ولن يتقهقر ولن يهادن ولن يساوم، وان إيغالكم في العدوان عليه لن يزيده إلا قوة وثباتا وإصرارا على سحق ذيولكم وعملائكم الفرس المجوس في العراق أولا ثم في الأمة حيثما تمتد مخالبهم وأنوفهم.
أقول للحكام العرب ولجماهير الامة معهم وخاصة الأحرار من حكام الامة إن كان فيهم أحرار يملكون إرادتهم، أين أنتم مما يحصل في العراق عراق العروبة على مدى أكثر من عشر سنوات خلت من القتل والذبح والتشريد والتهجير والتخريب والتدمير لكل معالم الحياة في بلد الحضارات والتقدم في البلد والشعب الذي قدم للأمة ما لم يقدمه أي شعب لأمته على امتداد تاريخ البشرية، ما هذا الصمت أيها الشياطين الخرس؟ حاشى الخيرين منكم أصحاب النخوة والغيرة والشرف، ماذا ستقولون للتاريخ الذي لا يرحم الكبير والصغير ولا يرحم القوي والضعيف منكم؟ كيف ستنظر إليكم والى تاريخكم الأجيال القادمة التي هي كذلك لا ترحم؟ ماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي فتستجيبون بحمده وقد تعلمون علم اليقين انه جل جلاله سريع الحساب وشديد العقاب انه يعلم ما توسوس به أنفسكم وهو أقرب إليكم من حبل الوريد؟ ماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي جل جلاله إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا سلطة ولا جاه ولا درهم ولا دينار ولا صديق ولا حليف إلا من ثار وانتخى وانتصر لحرمات الله ومقدساته التي تنهتك ليل نهار في العراق، أيها الحكام العرب؟
إن كنتم تخافون وتخشون من أمريكا فقد سقطت أمريكا في وحل العراق وهي لا زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم، انظروا أيها الإخوة كيف تتعامل امريكا العظمى القطب الأوحد بخوف وحذر شديدين وتتردد، بل وتجبن وتتخاذل أحيانا مع الملف النووي الإيراني الذي سيفاجئ العالم عن قريب بسلاحه النووي، ثم انظروا كيف يتعاملون في موضوع سوريا وفي موضوع العراق وحتى في أفغانستان تراجع وتقهقر وخوف وحذر عن دورهم الذي كانوا عليه قبل احتلال العراق.
أقول في هذه المناسبة بكل فخر واعتزاز هنيئا لشعب العراق وهنيئا لمقاومة العراق وهنيئا لجيش العراق الذي حطم القطب الأوحد وأنقذ الإنسانية من شروره ومفاسده ومن عدوانه وطغيانه.

يا أحرار العراق ويا أحرار الأمة ويا أحرار العالم
إن انتصارنا على حلف الغزاة الطغاة البغاة مشهود وبيّن، انتصرنا وسحقت أمريكيا في أهم ميادين المنازلة وهي الميدان العسكري وشواهده كثيرة، هروبهم من العراق وتسليمه إلى إيران، هروبهم في الميدان الاقتصادي الذي لازال يترنح ويهدد بالانهيار، هروبهم في الميدان السياسي.
وانظروا إلى نتائج الانتصار التاريخي لشعب العراق وانظروا إلى ما بقي بيد الغزاة في العراق، بقيت بيده هذه العملية السياسية البائسة الشوهاء المنفلتة التي تمثل العار الأكبر لأمريكا، أمريكيا التي جاءت إلى العراق بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولتصنع للعراقيين جنة نعيم، قد صنعت لهم البؤس والدمار والخراب والقتل والسلب والنهب والتشريد والتدمير والتمزيق لشعبه الواحد الحضاري الإنساني على أسس طائفية وعرقية وقبلية ومناطقية جاءت بها وأججتها.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا المجيدة
يا أحرار العالم
هذه فرية الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحريته ورفاهيته التي جاءت بها أمريكا وحلفاؤها إلى العراق هذه المبادئ الإنسانية الكريمة التي يتاجرون بها لتضليل الشعوب ومخادعتها لتحقيق أهدافها الشريرة ونواياها السوداء في استعباد الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها وقتل طموحها وتطلعها إلى الحرية والتحرر والاستقلال والتطور والتقدم.
أكثر من عشر سنوات خلت: تدمير كامل وشامل لكل معالم التقدم والتطور التي تحققت في ظل ثورة تموز المجيدة، دمروا الصناعات الثقيلة العسكرية والمدنية، دمروا الصناعات الالكترونية المتقدمة على جميع دول المنطقة، دمروا المشاريع الخدمية الإستراتيجية الطرق والمواصلات والجسور العملاقة، دمروا المشاريع الزراعية العملاقة التي أنجزتها ثورة تموز (سد الموصل - سد حديثة – سد حمرين – السد العظيم – سد بادوش – سد حوران – سد مجيمين – سد بخمة العملاق الذي سيتمم السيطرة الكاملة المطلقة على موارد العراق المائية النهرية لغرض تقنين استخدامها واستثمارها دون التفريط بأي قطرة منها – سد مكحول الذي نهبت أدواته ومستلزمات التنفيذ جميعها كما حصل لمشروع سد بخمة - المشاريع الاروائية العملاقة التي بدأت كفاءتها تتراجع وتنحسر بل بدأت تتدهور ويتلاشى عطاؤها، منها مشروع ري كركوك الكبير ومشروع ري الاسحاقي الكبير ومشروع ري المسيب الكبير الذي طورته الثورة وضاعفت استيعابه وقدراته، ومشروع ري الدلمج – مشروع ري الدواية – مشروع ري المغيشي  – مشروع الشحيمية – مشروع الوحدة – مشروع 7 نيسان – مشروع الدجيل الكبير في واسط مشروع العز مع مئات المشاريع المتوسطة والصغيرة، مشروع ذراع الثرثار دجلة الإستراتيجي – مشروع النهر الثالث الذي ينقل بزول حوضي دجلة والفرات إلى البحر).
دمروا البناء المادي والمعنوي والروحي والقيمي لقطاع التربية والتعليم والقطاع الصحي، قتلوا وشردوا آلاف العلماء والباحثين والخبراء والفنيين الذين أعدتهم الثورة ليقودوا مسيرة التطور والتقدم الحضاري الذين على أكتافهم نهض العراق وقامت فيه أغنى تجربة في الأمة للتحرر والاستقلال والتطور والتقدم، دمروا جيش العروبة ورسالتها الذي ركَّع الفرس الصفويون وجرعهم السم الزعاف والذي أرق نوم الصهاينة في بيوتهم على امتداد 35 عاما من مسيرة ثورة تموز المجيدة.

يا رجال العراق الميامين المجاهدين الثابتين على العهد المتين
يا ماجدات العراق الصابرات الباسلات
يا شباب العراق الثائر يا أمل المستقبل
أيها العلماء والخبراء والباحثون والفنيون وفي كل ميادين الحياة: في الصناعة والزراعة والاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام وفي العسكرية والأمن الوطني القومي، وفي المقدمة منهم رجال البعث والقوات المسلحة
اعلموا علم اليقين أيها الأحرار أيها الأبطال أنكم أنتم جميعا المستهدف الأول من حلف الغزاة البغاة بالقتل والطرد والتشريد والتهجير انتقاما لما حققتم لبلدكم وأمتكم من انجازات تاريخية عملاقة أرعبت أعداء الشعب والأمة من إمبرياليين وصهاينة وفرس صفويين، واعلموا أن من أهم أهداف الغزاة هو تغييبكم عن مسرح النضال والجهاد والكفاح لتسهيل تغييب وطمس تجربتكم الحضارية المبدعة التي قضت مضاجع الصهاينة والفرس الصفويين.
فعليكم جميعا أن تقفوا سدا منيعا ضد حملة التشويش والتضليل والتدجيل والكذب والخداع على مسيرتكم المباركة وتجربتكم التحررية التقدمية الحضارية الرائدة والمبدعة التي شيدتموها على امتداد 35 عاما بعقولكم النيرة الخيرة وبسواعدكم القوية الأمينة المباركة، فشمروا عن ساعد الجد وضعوا هذه المسيرة وانجازاتها وانتصاراتها أمام شعب العراق على الدوام الذي على أكتاف أبنائه تحقق بناؤها لبنة لبنة وحجراً حجراً وحلقة حلقة، ضعوها أمامه بشكل دائم وبصورتها الحقيقية البهية وفي كل ميادين البناء والتطور في بلدنا العزيز، ولكي لا ننسى نحن الطليعة ولكي لا تنسى الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في تلك التجربة وفي ذلك البناء العظيم وصاحبة المصلحة الحقيقية في مسيرة الكفاح والجهاد لدحر ذيول الاحتلال وعملائه وأذنابه.
استخدموا كل وسائل النشر والإعلام وكل الفرص المتاحة وحطموا الحصار الإعلامي المضروب على مسيرتكم ومقاومتكم وحزبكم حتى يفتح الله لنا وهو خير الفاتحين، ربنا افتح بيننا وبين الغزاة البغاة وعملائهم بالحق وأنت خير الفاتحين.

أيها المناضلون المجاهدون في تنظيم البعث وفي فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وفي الجيش والقوات المسلحة
اعلموا أن العاملين في جيش العملاء فإنهم جزء من جيش العراق الوطني العظيم وان العاملين في أمن واستخبارات وشرطة حكومة العملاء والخونة هم جزء عزيز من أجهزة الأمن الوطني والقومي إلا ما أدخله الصفويون العملاء من ميليشيات وجواسيس وخونة وطائفيين صفويين في صفوف هذه القوات، فهؤلاء النفر هم وحدهم أعداؤنا وهم وحدهم المستهدفون من مقاومتنا ومقاتلينا والباقي، وهم الأساس وهم الاغلبية المطلقة، هم أبناؤنا وإخواننا وعليهم المعتمد بعد الله ثم بعدكم في تحرير العراق وسحق المشروع الصفوي البغيض.
وأحذر في هذه المناسبة الكريمة كل الفصائل خارج القيادة العليا للجهاد والتحرير من التعرض العشوائي لمنتسبي الجيش والشرطة وهم يؤدون واجبهم الوطني في السيطرات وفي الدوريات وفي ملاحقة الإرهاب الحقيقي الذي يقتل العراقيين على الهوية.
واعلموا ان ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل المليشيات الصفوية حصراً ولا أعتقد أن القاعدة ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فاني أقول لقيادة القاعدة في العراق وهم إخوتنا في الجهاد شرط إن استهدفوا أعداء العراق وشعبه فقط وان جاهدوا من اجل تحرير العراق فقط:
إن أي استهداف للجيش والشرطة وكل العاملين المدنيين في حكومة العملاء الذين لم يثبت عليهم خيانة وعمالة وعدوانية على الشعب ومقاومته فهو يصب في مصلحة حلف الغزاة أي في مصلحة أمريكا وإسرائيل وإيران الصفوية وفي مصلحة عملائهم وأذنابهم. ولتتذكر هذه القيادة المجاهدة المؤمنة قوله تعالى في محكم كتابه العزيز (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَتَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)، وليذَّكروا قوله جل جلاله (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عذاباً عظيما).
وليذكروا من سنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قوله لسيدنا أسامة بن زيد، حب رسول الله وابن حبه، عندما طارد مشركا في معركة مع المشركين فلما تمكن منه قال المشرك لا اله إلا الله فضربه وقتله فاستدعاه الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فقال له: أقتلته يا أسامة بعد أن قال لا اله إلا الله؟ قال سيدنا أسامة (رضي الله عنه): نعم يا رسول الله قالها خوفا من السيف. قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم): أشققت على قلبه فكيف لك بلا اله الا الله يوم القيامة؟ وظل يكررها وهو غضبان. حتى قال سيدنا أسامه يا ليتني لم أكن أسلمت إلى تلك اللحظة، فكيف بمن يقتل مؤمنا يقيم الصلوات الخمس ويؤدي ما عليه من فروض الإسلام ثم يؤدي واجبا اجتماعيا يخدم فيه شعبه وأمته.
أقول للطائفية ومن أي مخبأ خرجت من مخابئ السنة أو من مخابئ الشيعة أو من المسيحيين وطوائفهم وبأي لون اصطبغت، واقول للدنيا كلها: إن حزب البعث العربي الاشتراكي منذ ولادته ووفق عقيدته ومبادئه ودستوره وايمانه أعلن حربا مقدسة ودائمية على الطائفية وليس على الطوائف وعلى كل الصيغ الاجتماعية والسياسية والعقائدية التي تفرق بين أبناء وفئات المجتمع الاشتراكي الحر الموحد الذي يناضل البعث من اجل إقامته، وأعلن حرباً على العنصرية والعرقية وليس على الأعراق التي تفرق وتشتت وتقطع أوصال المجتمعات الإنسانية وان قصَّر البعث أو أهمل في مرحلة ما في تطبيق مبادئه وفكره وعقيدته الوطنية القومية الإنسانية فهو تقصير وخطأ يحسب على قياداته وقادته.
وليعلم الصفويون وليعلم كل من أثَّرت عليه حملة التضليل والتدجيل والتشويش أننا، قيادة البعث ومناضليه ومقاتليه، سنكون حربا بلا هوادة على الطائفية والطائفيين وعلى العنصرية والعنصريين وعلى العرقية والعرقيين حيثما يتواجدون داخل الحزب لا سمح الله أو خارجه داخل العراق أو في وطننا الكبير حتى ننتصر وننهي الطائفية والعنصرية والعرقية والمناطقية والمدنية والعشائرية، وليس العشائر، إلى الأبد ويتحقق المجتمع الوطني الإنساني الديمقراطي الحر الموحد التقدمي الاشتراكي الحضاري لعراقنا الحبيب ولأمتنا المجيدة.
هذه هي ثورة تموز المجيدة هكذا كانت منذ انطلاقتها الأولى منذ يومها الأول انطلقت تقض أوكار الفساد والتخلف وتبني وتعمر وتطور فحققت نقلة حضارية كبيرة وفي كل ميادين الحياة رغم الحروب التي شنتها قوى الشر والرذيلة والظلام عليها وعلى مسيرتها لوأدها أو لإيقاف مسيرتها أو لاحتوائها أو لتدجينها ثم حرفها عن مسارها الوطني التحرري التقدمي الحضاري فانتفضت في الثلاثين من تموز فطهرت بيتها الداخلي ثم انطلقت فورا إلى تصفية بؤر التجسس والفساد والعمالة التي كانت تعشعش في العراق ثم تصدت بقوة وبهمة عالية وعزم لا يلين لكل المؤامرات التي حيكت للتصدي لمسيرتها بدءاً من المؤامرة الرجعية الأولى لعبد الغني الراوي وزمرته إلى مؤامرة ناظم كزار إلى أحداث عام 1979 حيث انحرفت وضلَّت مجموعة من أعضاء القيادة والكادر المتقدم.
لقد جرى ذلك كله مع حرب الشمال التي امتدت لعشرات السنين كان الخاسر فيها الأول هو شعبنا العراقي العظيم بعربه وأكراده ثم ثورته الوطنية المجيدة.
لقد اكتنفت هذه الحرب أخطاء وهفوات كبيرة لقيادة الحزب والثورة كان بالإمكان تجنبها وتخفيف تلك المعاناة عن شعبنا بعربه وكرده وتركمانه وأقلياته الأخرى، وأن تصرف تلك التضحيات المادية والمعنوية على مسيرة التقدم والبناء والتطور حتى اتخذت القيادة قرارها التاريخي العظيم في إصدار بيان آذار وقانون الحكم الذاتي لشعبنا الكردي العزيز.
هذا الانجاز التاريخي العظيم الذي حوصر وحورب وتصدت لتطبيقه على الأرض وفي النفوس كل قوى الشر وكل أعداء البعث وثورته داخل العراق وخارجه ثم جاءت الحلقة الكبرى في سلسلة التآمر على ثورة تموز الوطنية القومية التقدمية، الغزو الفارسي الصفوي.
لقد رفعت قيادة ثورة الملالي وعلى لسان قائدها الخميني شعاراً واحداً وهدفاً واحداً وأغمضت عينها على كل أهداف الثورة، التي يجب أن تأخذ الأولوية الأولى في مسار كل الثورات في العالم وهي أهداف تثبيت أركان الثورة في الداخل أولا، فرفعوا شعار تصدير الثورة إلى الخارج على أن تمرَّ عبر العراق وزينوا وطبلوا لتلك الشعارات والأهداف فقالوا مسيرتنا إلى تحرير القدس تمر عبر بغداد ومسيرتنا لتحرير مكة ستمر عبر النجف، وشنوا على العراق حرباً داخلية لتحريك عملائهم وجواسيسهم الصفويين والإيرانيين المجنسين في العراق، ثم حرباً على الحدود وأصرَّت القيادة الصفوية على تأجيج الحرب وإدامتها حتى جرَّعها شعب العراق العظيم السم الزعاف وسحق عنجهيتها وانفلاتها وتهورها وسحق أطماعها ونواياها السوداء، ولم ترفع شعار تصدير الثورة ولم تجرؤ على رفعه منذ ذلك اليوم إلى أن تحطمت البوابة الشرقية للأمة في احتلال العراق وتدمير جيشه وشعبه وإيقاف مسيرة ثورته، ثم جاءت الطامة الكبرى المؤامرة الكبرى القاتلة، وقد حاك خيوطها نفس الحلف الشرير، الامبريالية والصهيونية وإيران الصفوية، لكي يهيئ هذا الحلف ويمهد لغزو العراق، فورطوا قيادة الثورة وزيَّنوا لها دخول الكويت وذلك لتأليب الأمة وقواها الفاعلة التي تمثل حضن العراق الدافئ والسند الأقوى لثورته ومسيرته الذي لولاه، أقولها للتأريخ، لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة، ثم كان هدفهم لتحشيد العالم عليه وخاصة القوى الاستعمارية الحاقدة على العراق وثورته والحاقدة على الأمة وتأريخها وحضاراتها ورسالتها فجيَّشوا الجيوش لسحق تجربة الأمة التحررية التقدمية الرائدة في العراق لما رأوا أنها قد تجاوزت الخطوط الحمراء التي تضعها الامبريالية دائما على الشعوب والأمم الناهضة فتحقق لهم ما أرادوا، وارتكبت القيادة تلك الهفوة التاريخية التي أوقفت المسيرة الثورية التحررية التقدمية الحضارية لثورة تموز المجيدة، تلك الثورة التي بنت عليها الأمة الآمال العريضة في تحرير فلسطين وتحرير الامة وتوحدها ثم بناء مستقبلها وحضارتها أمل الأمة الوحيد لتحرير فلسطين الحبيبة والاحواز وكل شبر ضاع واغتصب من أرض العروبة.
فعادت عجلة التاريخ إلى الخلف إلى حالة التقهقر والتردي والضياع للامة إلى عصر التمزق والتناحر والتقاطع، وعاد الاستعمار إلى العراق والى ربوع الوطن الكبير بصيغ وألوان وأشكال شتى، يعيث في ارض العراق والأمة فساداً وتخريباً ودماراً وسلباً لحريتها وثرواتها وخاصة في عراق العروبة ورسالتها طليعة مسيرة الأمة التحررية على امتداد تاريخها الطويل.
هذا الذي أراده الغزاة البغاة من غزوهم للعراق فقد دمروا كل شيء فيه قتلوا أكثر من مليوني شهيد وشردوا ودمروا حياة الملايين، قتلوا أكثر من 150 ألف شهيد من طليعته، البعث الرسالي، وحلوا الجيش الوطني العقائدي ليجتثوه وقتلوا الآلاف من رجاله وصناديده وأبطاله وغيبوا الآلاف في سجونهم ومعتقلاتهم لإنهاء دوره إلى الأبد، هكذا أرادوا وقد حققوا ما أرادوا إلا هدفين أساسيين لهم، خسئوا، لم يحققوهما ولن يحققوهما أبداً وهما إنهاء البعث ودوره في حياة العراق ومسيرته اللاحقة وقتل الروح الإيمانية الوطنية الوثّابة في جيش العراق لإنهاء دوره في حياة العراق اللاحقة، والثاني قتل روح الإرادة والعزم روح الإيمان والصبر روح الثورة روح التضحية والفداء روح الأداء البطولي التاريخي الرسالي لشعب العراق.
دمروا كل شيء إلا الإنسان العراقي الكامل، دمروا كل شيء إلا صناديد وفرسان البعث وقواته المسلحة الباسلة، فوقف الشعب العظيم كالطود الشامخ وفي طليعته رجال القوات المسلحة ورجال جيشه الوطني العظيم ورجال وأبطال وفرسان المقاومة المسلحة تكتنفهم العناية الإلهية فاستبسلوا جميعا وقدموا من الأداء العالي المبدع ومن الفداء والتضحيات ما لم يستوعبه العقل الإنساني اليوم وسيظهر هذا السفر بإذن الله في انصع صفحات تاريخ العراق والأمة والإنسانية لتبقى الأجيال أجيال العروبة تتغنى به وتستمد منه ما ينور لها دربها لتحقيق أهداف الأمة في تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الرسالي بين الأمم.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا المجيدة
إننا اليوم نتحدث عن ثورة تموز ومسيرتها التحررية ونحن عاجزون قطعاً على أن نوفي حقها وحق قيادتها وحق حزبها المجيد، كيف نوفي، وفي خطاب رسمي وفي مناسبة رسمية، حق ثورة أشادت للأمة أول تجربة وطنية قومية تحررية تقدمية اشتراكية على ارض العراق وعند شعبه العظيم فجعلت العراق في طليعة البلدان المناضلة من اجل حريتها وتحررها واستقلالها جعلته في طليعة البلدان الناهضة في البناء والتقدم والتطور.
الثورة التي حررت موارد وثروات العراق الوطنية، وعلى رأسها النفط وجميع المعادن والثروات التي تليه، واستثمرتها استثمارا وطنيا عاليا لتعزيز الموارد القومية ولتحقيق التقدم والتطور المنشود، الثورة التي أعدت جيوش العلماء والخبراء والباحثين والفنيين وفي جميع ميادين الحياة، في الصناعة الثقيلة والخفيفة المدنية والعسكرية في الزراعة والصحة والتعليم والتربية، وفي جميع ميادين الخدمات، وعلى رأسها ميدان التنمية البشرية وإعداد الأجيال الواعية المتعلمة الواعدة لقيادة العراق في معركة البناء والتقدم والتطور.
الثورة التي أعادت بناء وتطوير جيش العراق الوطني العقائدي الذي دافع عن العراق والأمة في كل ميادين صراعها مع أعدائها في وطنها الكبير، الجيش الذي وقف وقفته التاريخية على بوابة الأمة الشرقية يذود عن حماها وحرماتها ومقدساتها 35 عاما قدَّم الكثير والعزيز من التضحيات وخاصة في معركة القادسية التي حقق فيها أعظم الانتصارات التاريخية للامة وذلك في سحقه للغزو العنصري الصفوي البغيض فوضع بذلك مثابات عالية للامة وشعبها وجيوشها ورجالها وقياداتها وأحزابها وحركاتها الثورية مثابات عالية في الإيمان وفي الصمود والاستبسال والتضحية والنصر على الأعداء.
ومن هنا من بغداد العز والتاريخ والحضارة وفي هذه المناسبة الوطنية والقومية ونحن نتحدث عن ثورة السابع عشر من تموز وعطائها وانجازاتها وانتصاراتها وعن جيش العراق الوطني العقائدي وانتصاراته التاريخية أقول للإخوة والرفاق من العلماء والباحثين والخبراء وقادة التنمية الوطنية في مسيرة تموز ورجال القوات المسلحة الأبطال رجال المهمات الخاصة وقادة الحزب وكادره المتقدم وكل الكتاب والمثقفين الوطنيين في الأمة أن يشمِّروا عن ساعد الجد والاجتهاد للكتابة والحديث عن مسيرة ثورة تموز وانجازاتها العملاقة وإبداعاتها الرائدة والفذة التي لم يستطع الغزاة إلى اليوم التضليل والتشويش عليها رغم ما يملكون من إمكانات هائلة في ميادين الكذب والخداع والتضليل والتدجيل، أن يتحدثوا عن تجربة العراق الوطنية القومية التحررية الرائدة وان يتحدث فرسان القوات المسلحة عن جيشهم العظيم وانتصاراته وانجازاته على امتداد 35 عاماً من الجهاد وخاصة في قادسية العرب الثانية وفي فلسطين وفي سوريا وفي مصر وفي كل الميادين التي دارت فيها معارك مع الامة وفي أقطارها وعلى أرضها.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
إن الحديث عن ثورة تموز وفي مثل هذه الظروف وفي خطاب رسمي لا يسع أن نذكر انجازا واحدا من آلاف الانجازات الكبيرة والعملاقة ولذلك فالمطلوب أن نتخذ من هذه المناسبة منطلقا جديدا يفرض على كل من ساهم في بناء تجربتنا الرائدة في العراق أن يتحدث ويكتب وينشر دون توقف كل من موقعه واختصاصه ومسؤوليته، كما تحدث الوطني الكبير عصام الجلبي وزير النفط الذي ساهم بكفاءة عالية في تنفيذ برامج القيادة والدولة في تطوير واستثمار الثروات النفطية، تحدث بدافع وطنيته وبدافع إيمانه وبدافع حبه للعراق وشعب العراق وبدون تكليف من أحد، أحييه باسم القيادات الثلاث وأشدُّ على يده فإنه نموذج يحتذى به لا ريب.
اكتبوا أيها الإخوة والرفاق عن تجربتكم وانشروا بكل وسائل النشر المتاحة فإنها غنية بأهدافها ومبادئها وبرامجها وخططها وانجازاتها وانتصاراتها، اكتب وانشر أيها المناضل وتحدث عن تجربة الأمة في العراق التي أشدتم بنيانها العالي بعرق جبينكم لكي لا يؤثر التضليل والتدجيل والتزوير على شعبنا وجماهيرنا وعلى امتنا، ضعوا الأخطاء والهفوات التي رافقتها والتي ارتكبتها القيادة والتي نعترف بها، من فضل الله، جانباً سيأتي يوم التحدث والكتابة عنها والإعلان عنها قريباً بإذن الله.
إن العبرة من تلك الأخطاء والهفوات بل وحتى بعض الانحرافات هو أن لا نعود إليها ولا إلى مثلها وان نتخذ منها درسا بليغا وان نتخذ منها دليلا كشافا لمسيرتنا وان نقاتل وبلا هوادة كل الأسباب والعوامل التي أدت إلى تلك الأخطاء والهفوات.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا المجيدة
أيها المناضلون في حزب الرسالة المجيد حزب الأمة وشعبها في وطننا الكبير وفي بلاد المهجر
عهدا منا لكم، نحن قيادة البعث في العراق والقيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والقيادة العامة للقوات المسلحة، على أننا سنواصل الجهاد ونصعِّد أداءه وعطاءه وفي كل ميادين الصراع والمواجهة لسحق ذيول الغزاة وعملائهم وأذنابهم الخونة المارقين المجرمين من الصفويين الفرس أدوات إيران الصفوية التي أوغلت مع أذنابها بدماء العراقيين وبمقدساتهم وحرماتهم ودمرت عيشهم وألغت مستقبل حياتهم في بلدهم فأصبحوا مطاردين ليل نهار وعلى امتداد أرض العراق يقتلون على الهوية الوطنية، أي يقتلون ويطاردون ويهجرون ويشردون كل وطني شريف غيور على وطنه وشعبه ومقدساته.
فإننا وفي هذه المناسبة الوطنية الكبرى ندعو شعبنا الثائر المجاهد وجميع قواه الوطنية والقومية والإسلامية وندعو جميع قوى الأمة الوطنية القومية الثورية المناضلة إلى إقامة وحدة حقيقية للنضال والكفاح والجهاد في كل قطر من أقطار الأمة ثم على صعيد الوطن الكبير للتصدي لقوى الغزو والعدوان الخارجي لامتنا قبل فوات الأوان ويستفحل وجود هذه القوى الاستعمارية فتنال من أمتنا وشعبنا مقتلا يزيد من معاناة الأمة وتخلفها وتمزقها ثم ضياع مستقبل أجيالها.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها المجاهدون والمناضلون في قواه الوطنية والقومية والإسلامية
تعالوا نتفق ونتوحد على هدف واحد مبدئي واستراتيجي لجهادنا وكفاحنا لا يختلف عليه اثنان، من ابناء شعب العراق وجماهيره الثائرة وقواه الوطنية، وهو تحرير العراق من الاستعمار الفارسي الصفوي الذي أوغل في دماء العراقيين وفي أعراضهم وحرماتهم ومقدساتهم.
وأقول في هذه المناسبة لكل من سوَّلت له نفسه وزيَّن له شيطانه للعمل أو التعاون مع عملاء الاحتلال الإيراني، أي عملاء إيران وأذنابها وذيولها، وأقول للانتهازيين والنفعيين والضعفاء والجبناء والمهزومين من ميادين معركة الشرف، بل هي معركة الوجود مع إيران الصفوية، إنكم جميعا ستكونون وقوداً لخطط وبرامج المشروع الصفوي في العراق، ولذلك فإنَّ من لم تسحقه الثورة والثوار سيسحقه الفرس الصفويون وعملاؤهم وأذنابهم إذا ما تمكنوا من العراق، لا سامح الله، وأقول لهم: إن باب التوبة مفتوح لمن يريد العودة إلى مسيرة التحرير إلى الوطن إلى الشعب وبدون استثناء أحد على أن تكون العودة قبل فوات الأوان وقبل أن تغلق أبواب التوبة حينها لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
تحياتي الخاصة وتقديري العالي للأبطال الأسود الرابضين في سجون ومعتقلات الحكومة الصفوية المجرمة وعلى رأسهم أعضاء القيادة طارق عزيز ورفاقه.
تحية ملؤها الحب والتقدير إلى روح الأب القائد الشجاع أحمد حسن البكر.
تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق القائد شهيد الحج الأكبر الجسور صدام حسين.
تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق أبي هدى، صالح مهدي عماش، فارس الحزب ومغواره صاحب الشيمة والنخوة.
تحية وتقدير لأرواح قادتها ورجالها جميعا.
تحية وتقدير لجميع الشهداء في العراق وفي فلسطين الحبيبة وفي الأمة.
وفي هذه المناسبة العزيزة أزفُّ التهاني والتبريكات لشعبنا العراقي العظيم ولأمتنا المجيدة ولعالمنا الاسلامي في شهر رمضان المبارك عسى الله أن يعيده على الامة وهي تحقق الانتصارات تلو الانتصارات على اعدائها واعداء رسالتها الخالدة.
دمتم أيها المناضلون والمجاهدون للنضال والجهاد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...

ملاحظة من الناشر:
وللاطلاع على التسجيل الكامل للخطاب، بالصورة والصوت، يُرجى الضغط هنا.

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..