موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

تحذير عاجل ومهم لأبنائنا واخواننا في ساحتي الاعتصام في الرمادي والفلوجة

وصلتنا هذه النصائح العاجلة لإخواننا وأبنائنا الثائرين في مدينتي الرمادي والفلوجة، من أحد كبار قادة الجيش العراقي الأصيل نرجو الانتباه إليها... مع التقدير.

ساعة الصفر تقترب، وسيرتكب المجرم المالكي مجزرة يزيد عدد الخسائر فيها اضعافاً مضاعفة لما حدث في الحويجة، لاقدَّر الله.
  1. في اي وقت تقطع الاتصالات يعني ان ساعة الصفر حانت.
  2. قوات سوات والشرطة الاتحادية مهمتها الاساسية قمع المظاهرات، سوف تستخدم هذه القوات القنابل المسيلة للدموع، لذا ينبغي على كل فرد في ساحة الاعتصام ان يحمل منشفة يد او يشماغ او غترة، مع قنينة ماء، وحال رمي هذه القنابل، والتي غالبا ما يكون لون دخانها اصفر او برتقالي، عليه ان يسكب الماء على قطعة القماش ووضعها على الانف والفم لتجنب الاختناق.
  3. قطعات الجيش لاتدرب على واجب قمع المظاهرات، وغالبا ما تتعاطف مع المدنيين وتتجنب تنفيذ الاوامر، لذا ينبغي استهداف قوات سوات والشرطة الاتحادية بكل قوة.
  4. سوف يتم الاستعانة بقطعات الحرس الثوري الايراني، وربما تكون زودت بملابس الشرطة الاتحادية وستشكل قوة الصولة على المتظاهرين.
  5. أؤكد على مراقبة طريق– كربلاء– الاخيضر- عين التمر- الرحالية– ناظم المجرة. ويجب الاشتباك مع اي قوة قادمة منه ومنعها  من الوصول الى ساحة الاعتصام.
  6. عند مهاجمة اي رتل يجب انتخاب منطقة الهدف بعناية، ومهاجمة مقدمة الرتل ومؤخرة الرتل اولا لشل حركته ثم معالجة باقي الرتل.
  7. يجب عدم إغفال الطريق الدولي والاليات القادمة من الحدود السورية لاحتمال قدوم بعض التعزيزات، سواء من ميليشيات المالكي أو الحرس الايراني أو عناصر من حزب الله اللبناني، من هناك.

حمى الله العراق وشعبه الأمين، والله ناصر المؤمنين المجاهدين


مرجعيات دينية أم إرهابية في حضيرة ولاية الفقيه؟


عبدالله الشمري
يصرف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الكثير من وقته وجهده لتكثيف العمليات الإرهابية لقوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني ضد ابناء شعب العراق.
الهدف بلا شك هو دعم حكومة عملاء ايران وامريكا في المنطقة الخضراء، والعمل على إحداث ثغرات في البنية الاجتماعية لشعب العراق، واشاعة النعرات الطائفية، ورمي الكرة في ملعب الشعب للاقتتال الطائفي عبر سلسلة من العمليات الارهابية في مناطق متنوعة لا تستثني أحدا من ابناء العراق العظيم كي ينخدع المواطن العراقي بأنه مستهدف من اخوانه العراقيين الآخرين.

هذا الاسلوب القذر استخدمته حكومة ملالي طهران منذ احتلال العراق, ووظفت مليشياتها المعروفة اضافة الى خط ايراني للقاعدة ينفذ ما يريده الولي الفقيه. وليس للموضوع أي صلة بالإسلام ولا علاقة له بسنة او شيعة، بل هو جزء من المشروع التوسعي القومي الفارسي الذي يرى ساحة تمدده الوحيدة أرض الدول العربية في المشرق العربي في المرحلة الاولى ومنها بعد ذلك الى مغرب الوطن العربي.
وما يلفت النظر حقا هو اشراف الولي الفقيه خامئني على تأسيس منظومة ارهابية تضم جماعات وافرادا لتنفيذ المخطط التوسعي الصفوي الملفع بشعارات دينية وطائفية.

من تلك الجماعات: قوات بدر ومجاميع حزب الدعوة وجيش المهدي وحزب الله العراق وعصائب الحق وغيرها من المليشيات.
اما على مستوى الافراد فقد برز اسم القتلة ابو درع والبطاط الذي شجعه الولي الفقيه لصنع تشكيل يخدم الهدف الايراني في الإبقاء على العراق بلدا ضعيفا تتخطفه اتجاهات وحركات تذبحه يوميا بلعبة حقيرة ادرجت ضمن اطار الديمقراطية الكاذبة .
أتساءل: هل هذه مرجعيات دينية ام ارهابية ايها الولي الفقيه؟


وثائق النكبة ونكبة الوثائق في العراق الجديد/ 1

علي الكاش
(لتكن إنتفاضة الأنبار فوق أي إعتبار)
العرض الأول: وثائق النكبة
الوثائق هي ذاكرة الأمة ووعاء تراثها وعنوان حضارتها وخزينها الفكري. تكتسب أهميتها من كونها مصدرا رئيسا للمعلومات التأريخية والقانونية والسياسية، ولها قابلية الحجة والبرهان واثبات الوقائع الإجتماعية المهمة بطريقة لاتقبل الشك والتحريف. وقد تتخذ شكل كتاب رسمي، صحيفة، مجلة، مخطوطة، قرص ليزري، فيلم، طابع عملة نقدية، رسالة وغيرها.


اهتمت الأمم إهتماما كبيرا بوثائقها من خلال التنظيم والأرشفة والتصنيف وعملية الخزن والتصوير وإبتكارالطرق العلمية الحديثة للمحافظة عليها من التلف والعبث والسرقة. سيما إن الأنظمة قديما وحديثا تبقى أعينها مفتوحة وشاخصة على وثائق اعدائها السرية وتحاول الوصول اليها بشتى الطرق بما فيها غير القانونية كالتجسس وشراء الذمم وتجنيد العاملين بهذا الحقل المعلوماتي.
كان إهتمام الدول الإستعمارية في حقبتي الإستعمار القديم والحديث بالوثائق الرسمية والتأريخية للشعوب الخاضعة لسلطانها يشغل حيزا كبيرا من إهتمامها. مقابل ذلك التربص المعادي تحاول الدول المستهدفة المحافظة على أرشيفها الوطني، سيما عندما تتعرض إلى تهديد خارجي، فتتخذ تدابير اليقظة والحذر لحماية وثائقها القديمة والحديثة على حد سواء، سيما المتعلقة بالجوانب الأمنية والعسكرية، وسنأخذ العراق قبل وبعد الإحتلال كنموذج حيوي على نكبة الكوارت التي حلت به.
اهتم العرب والمسلمون الأوائل بالتوثيق اهتماما كبيرا يتجلى ذلك بوضوح من خلال ما وصل الينا من نشاطات فكرية في كل مجالات المعرفة. وكان الخليفة الراشد عمر الفاروق، رضي الله عنه، رائد عملية التوثيق في فجر الإسلام. فقد أسس (بيت القراطيس) وانشأ دواوين (الجند، الخراج، البريد والرسائل) وكان يولي إدارتها لكبار القضاة والفقهاء والعلماء نظير أهميتها. وقد إستمر الخلفاء من بعده على نفس المنوال.
وفي الوقت الحالي رغم التقنيات العلمية في مجال الأرشفة، نجد إن الأنظمة العربية لم تأخذ مأخذ الجد أهمية المحافظة على ارشيفها التأريخي والسياسي، لربما يكون إهتمامها بالأرشيف السياسي أكثر منه التأريخي بحكم تأثيره الفاعل على سياستها الداخلية والخارجية الآنيه. بالرغم  من التطور الذي حصل في مجال التوثيق وتوفر إمكانية الحصول على التقنيات. كما إن الوعي الشعبي العربي بأهمية الوثائق مع الأسف الشديد محدود للغاية، وينحصر على النخب الإجتماعية كالمثقفين والمفكرين والباحثين وطلاب الدراسات العليا.  فأمة إقرأ في الحقيقة لا تقرأ. وفي الفتح الديمقراطي لدينا ما يزيد عن (5) مليون أمي لا يعرفون القراءة والكتابة، أي خمس الشعب العراقي! وقوادم السنين ستشهد ازدهار الجهل والتخلف في البلد الذي إخترع أجداده العظام الكتابة وثبتوا بها أركان الحضارة الإنسانية. وموضوع التخلف في البلد ناجم عن قوتين مؤثرتين هما اعداء العراق بما فيهم الحكومة الحالية، وتجار الدين، بإعتبارهم  المنتفعين من هذا الجهل اللعين.
تعرف الوثيقة بأنها معلومة موثقة كتابيا او سمعيا أو بصريا صادرة من جهة رسمية أو شخصية لها مكانتها واهميتها في المجتمع، تسلط الضوء على أحدى صور النشاط الفكري والإنساني بشطريه الإيجابي والسلبي خلال زمان ومكان محددين. والوثائق كالبشر لها تصنيف عمري يبدأ بمرحلة الطفولة (الجاري) أو المتداول ولا يتجاوز 3-5 عام، ويليه الشباب (العمر الوسيط) وهو بحدود (25) سنة والكهولة (50) سنة، وأخيرا (الخاتمة) حيث يقرر مصيرالوثيق سواء في الحفظ أو الإتلاف (عند إنتفاء الحاجة لها وانعدام أهميتها).
إن عملية تصنيف الوثائق الرسمية والذي يطلق عليه تسميات مختلفة كالأرشيف والسجلات والمحفوظات والكشافات والملفات غيرها، يخضع من حيث درجات السرية والكتمان الى عدة آليات واعتبارات تتعلق بطبيعة الوثيقة وأهميتها ومضمونها. فهناك وثائق شخصية، ودستورية، ومعاهدات واتفاقيات (ذات طبيعة ثنائية أو متعددة الأطراف) ووثائق سرية، ووثائق دولية تتعلق بالمنظمات والتكتلات والتحالفات الدولية والإقليمية. كما تحدد القوانين الداخلية عملية التصنيف من حيث درجة سرية وكتمان الوثائق، ومكان وزمان الحفظ، وطرق الحفظ، والمسؤولين عنها، وتحديد الأشخاص الذين يحق لهم الإطلاع عليها.
عادة هناك وثائق عادية لا قيمة لها تنتهي بنفاذ تداولها وهذه خارج موضوعنا. وهناك وثائق بدرجة (محدود التداول) وتحمل معلومات ذات أهمية محدودة تنتهي بسرعة، ويتم التعامل بها من قبل عدد من المسؤولين ممن لهم علاقة بالوثيقة، ولا يترتب علي خروجها من نطاق المحدودية أضرارا كبيرة على مصلحة الدولة.
وتوجد وثائق بدرجة (سري) وتتضمن معلومات مهمة، وإفشاء هذه المعلومات قد يعرض مصالح الدولة الى إضرار نسبية، لذلك يقتصر تداولها على الدرجات الوظيفية العليا.
وتوجد وثائق بدرجة (سري للغاية) وهي وثائق غالبا ما تكون صادرة من الرئاسات العليا والوزارات السيادية والأجهزة الأمنية، يطلع عليها رؤساء القطاعات ممن لهم علاقة مباشرة بموضوع الوثيقة. وأخيرا هناك درجة (سري للغاية وشخصي) وأحيانا يُضاف إليها (يفتح بالذات) وهي الوثائق التي ينحصر التعامل معها بحلقة صغيرة جدا أو لجنة خاصة، واحيانا مسؤول واحد. ويمنع تداولها منعا باتا خارج نطاق ما ذُكر لأنها تعرض مصالح الدولة العليا الى ضرر كبير. لذلك غالبا ما تحدد مواصفات دقيقة لمن يتعامل بها أو يتداولها. ومن أمثلة هذه الوثائق تلك التي تتعامل معها دوائر الشفرة (الكود السري) حيث يقتصر إستخدامها على أجهزة الدولة الحساسة فقط كالرئاسة ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية وأمن الدولة.
الوثائق السرية للغاية تكون محظ أنظار أجهزة المخابرات المعادية، ولاسيما في مجال الصناعات الحربية والمواقع العسكرية والاستراتيجية والخطط الأمنية للدولة. لذا تحرص الدول على فرض نظام حماية متطور على هذا النوع من الوثائق. ورغم ذلك الحرص فإن بعضها يتسرب عبر الأشخاص او الطرق التقنية الى الجهات المعادية، فتؤدي الى ما لا يحمد عقباه. وقد لاحظنا بعض المراسلات السرية التي كشف عنها موقع ويكيليكس مؤخرا وقد اثارت ضجة كبيرة في العالم.
على سبيل المثال، كشفت إحدى الوثائق بأن البنتاغون كان على علم مسبق بكل أنواع التعذيب الذي يحصل في السجون العراقية. بل ان معظم  فرق الموت الرسمية كانت من بنات افكار الولايات المتحدة الامريكية نفسها، فقد أرسلت خبراء في مجال ما يسمى بالحروب القذرة لتشكيل عدد من فرق الموت الشيعية بغية خلق الفتنة الطائفية. وهذا الأمر يلقي الضوء على أسباب عدم تدخل قوات الغزو في الحرب الأهلية عام 2006 حيث كان موقفها آنذاك مثير للإستغراب! لأنها كدولة محتلة فإن الأمن الداخلي يقع من ضمن مسؤولياتها، كما مثبت في القانون الدولي، وليس التفرج على المجازر الأهلية التي طالت أرواح الآلاف من الموطنين الأبرياء بجريرة الإسم والهوية المذهبية!
تلك الجرائم البشعة التي كشف عنها الموقع لها تصنيف محدد في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي يعرفه أبسط الناس ثقافة. ولو كان في العراق فعلا حكومة وطنية ووزارة عدل غير مسيسة، ووزارة للخارجية حريصة على عامة الشعب وليس على فئة واحدة فقط. ووزارة واقعية وليس خيالية لحقوق الإنسان، لأقاموا الدنيا على رؤوس إدارة الشر في البيت الأبيض بسبب هذه الجرائم الموثقة، والتي تدخل ضمن ما يسمى بـ(جرائم الحرب والإبادة). ولكن من يجرؤ على أن يقول لولي نعمته وسيده بأنه مجرم وسافل ومنحط؟ والطامة الكبرى في تراجع الوعي الجماهيري. تصوروا البريطانيون يحاكمون بليير على جرائمه ضد العراقيين! والعراقيون ساكتون كأن الأمر لا يعنيهم البتة! ذلك هو الجهل وقلة الوعي الذي يتفاقم يوم بعد يوم في العراق وفقا لأجندات خارجية محسوبة بدقة وأعطت ثمارها بوفرة وغزارة.
ما تزال الوثائق تتدفق من موقع ويكيليكس بشكل انسيابي وهادئ، وقد أعلن (جوليان آسانج) رئيس الموقع من مقره في بريطانيا - حاليا لاجيء في سفارة الاكوادور في بريطانيا، بعد ان أثار سخط الولايات المتحدة بنشر وثائق حول حربها القذرة في افغانستان والعراق، وقد وصفت إدارة البيت الأبيض عمل آسانج بأنه يمثل أكبر خرق أمني حصل في تأريخ الولايات المتحدة- بأنه سيكشف قريبا عن مليون وسبعمائة ألف برقية سرية (استخبارية ودبلوماسية وأخرى صادرة عن الكونغرس) تتعلق بأحداث جرت في السبعينيات من القرن الماضي.
ربما لا نحن ولا ابناؤنا سيطلعون على الوثائق الامريكية والصهيونية السرية للغاية المتعلقة بالغزو الغاشم. وهذه من مساوئ حظنا وحظ بقية الشعوب من ضحايا الإحتلال والعدوان. حيث لا يطلع على حقيقة وأسباب المأساة من يعيشها وانما ابنائهم واحفادهم الذين يفتقدون حتما قوة جاذبية التفاعل مع تلك الوثائق، فيكون تأثيرها عليهم محدودا للغاية.
وخير مثال على ذلك لو تساءلنا عن عدد العراقيين الذين اطلعوا على الوثائق البريطانية التي فُك أسرِها من أرشيف الحكومة البريطانية بعد قضاء (25-50) سنة على حفظها خلال الحقبة الإستعمارية الأولى؟ بالتأكيد العدد قليل جدا وينحصر على طلاب الدراسات العليا وقلة من المثقفين، ومن لهم إهتمام بتأريخ بلدهم السياسي والتأريخي. حتى الحكومات الوطنية السابقة لم تعرها تلك الأهمية القصوى وتُدخلها في المنهاج الدراسية على مستوى المدارس والمعاهد والجامعات.
الأجيال القادمة ستنال فرصة الإطلاع على حقيقة الدور الإيراني والصهيوني الذي خدم قوى الإستكبار العالمي في غزو العراق خدمة كبيرة، وعلى المعاهدات السرية التي عقدت بين اضلاع مثلث معاداة العراق. صحيح ان بعض الوثائق تسربت ويمكن للمراقب أن يستدل منها على حجم العلاقة المشينة.
مثلا في كتاب (Treacherous Alliance) وترجمته العربية (التحالف الغادر. التعاملات السرية بين إسرائيل وامريكا وإيران) للمؤلف (تريتا بارسي) وهو امريكي من اصول فارسية، يكشف فيه عن العلاقة السرية بين محاور الشيطان (الولايات المتحدة، الكيان الصهيوني والنظام الإيراني) من خلال مئات الوثائق، ولقاءات مهمة مع (130) شخصية سياسية معروفة من دول العدوان وغيرها. الكتاب مهم وخطير جدا فقد كشف العلاقة الستراتيجية بين الإطراف الثلاثة، وبين خرافة العداء الظاهري والتهديدات الجوفاء والفقاعات الإعلامية.
لكن هناك ابالطبع إتفاقيات سرية بالغة الخطورة لم تشرق عليها بعد لا شمس ويكيليكس ولا غيرها من المؤسسات البحثية والستراتيجية. وربما لن تشرق عليها الشمس أبدا. قد تكشف إدارة البيت الأبيض وبريطانيا والكيان الصهيوني عن بعض الوثائق السرية المتعلقة بغزو العراق بعد مرور(25-50) وفقا لقوانينهم المرعية. ولكن لا أظن ان عاقلا يتوقع ان يقوم النظام الإيراني مثلا بكشف وثائقه السرية حول غزو العراق حتى بعد عدة قرون! لأنها تتضمن فضائح ليست سياسية بل مذهبية وهنا تكمن الطامة الكبرى.
سنتحدث في المقال القادم عن نكبة الوثائق في العراق خلال الإحتلال الأمريكي لأهمية هذا الموضوع، وهو فصل مؤلم في تراجيديا العراق الجديد. علما بإننا أول من كتب عن نكبة دار الكتب والوثائق وعن الأرشيف اليهودي في جهاز المخبرات وارساله للكيان الصهيوني قبل أن يعلن عن ذلك رسميا وسنتحدث عن الموضوع ثانية بتفاصيل أخرى، من منطلق معايشتنا لنكبة الكتب والوثائق حينذاك.

مواسم بيع الكلام وتسويقه


كاظم فنجان الحمامي
يحكى أن شاهبندر تجار البصرة القبطان (عدنان) رحل كعادته بأسطوله المؤلف من خمس سفن شراعية, فقطع البحر بالطول والعرض قاصدا مرافئ السند والهند, وكانت له علاقات وطيدة مع تجار التوابل والبهارات في إقليم البنجاب, وله حظوة كبير في بلاط المهراجا دوليب سانغ..


شاهد ذات يوم يافطة معلقة على واجهة دكان صغير كتب عليها عبارة (مستعدون لبيع الكلام), فاستوقفته العبارة, وأغرته في ولوج المكان بحثا عمن يبيعه الكلام, فوجد نفسه أمام كاهن أنهكته الفلسفة, وشغلته الحكمة بعناوينها الإنسانية المثقلة بالهموم, سأله القبطان بلغة سنسكريتية متلعثمة: ماذا تبيع يا شيخ ؟. فأجابه الكاهن من دون أن ينظر إليه: نحن نبيع الحكمة لمن يبحث عن راحة البال, فقال له القبطان عدنان: وبكم تبيعها ؟. فأجابه الكاهن: على قدر ما تمتلكه من مال يا ولدي. .
قال له القبطان عدنان: سأشتري منك بألف روبية, فقال له الكاهن: هات نقودك, وخذ هذه الرقعة المطوية المصنوعة من جلد الغزال, ستجد فيها ثلاث كلمات فقط, ولا تفتحها إلا بعد عودتك إلى ديارك. .
خرج القبطان عدنان من دكان الكاهن وبيده المطوية, وقد دفعه الفضول لمعرفة ما بداخلها من كلمات, وما أن وصل إلى سفينته حتى فتحها, ليجد فيها العبارة التالية:
((النجاة في الصدق))
جلس القبطان عدنان فوق حبال سفينته, وهمهم مع نفسه, وكأنه يقول: إنها والله حكمة ثمينة لا يخفي بريقها اسوداد الدنيا كلها, وهل هناك أبسط من قول الصدق, قلها ولا تخف. فيها تنير وتستنير, وتريح وتستريح, وتساعد وتنجو, إما إذا كذبت وبانت كذبتك بعد حين, فستحمل لقب (كاذب), ويكفيك منه مذلة, فالكاذب لص يسرق من الناس الحقيقة, ومغتصب يغتصب منهم النور, وسارق الإبرة يسرق جملا, فالنجاة في الصدق, والممات في الكذب. .
أبو الكلام آزاد
ربما كان الفيلسوف والزعيم الهندي الكبير محيي الدين أحمد بن خير الدين, الملقب (أبو الكلام آزاد) من قبيلة ذلك الكاهن الذي كان يبيع الكلام, وربما أخذ كنيته (أبو الكلام) من براعته وبلاغته في صياغة مفردات الكلام, أما كلمة (آزاد) فتعني في اللغة الأوردية (الحر). .
ترأس (أبو الكلام آزاد) حزب المؤتمر الهندي عام 1923 خلفا للقيادي (محمد علي جوهر), وعرفه الناس بحلمه ووضوحه وصدقه في كلامه, فكان من رواد التحرر, ومن قادة الحركات الوطنية, وهو أول وزير للتربية والتعليم في عموم القارة الهندية قبل انقسامها وتفككها. .

أما عندنا في العراق فالمسألة مختلفة تماماً, فقد تسطحت لغة الكلام, وتمزقت وتبددت وتلاشت في سراب الوعود الكاذبة, حتى وصف الناس السياسيين الذين يتكلمون كثيراً, ولا يكفون عن إطلاق الوعود من دون أن ينفذوا منها شيئا بأنهم من باعة الكلام, وقد توسعت استعمالات هذا الاصطلاح في السنوات الأخيرة في التشكيلات المجتمعية, التي تشيع فيها المجاملة والمماطلة والمراوغة, والنفاق والمداهنة, فيصفونهم بأنهم بياعو كلام, وهو تعبير مجازي, لكنه تحول عندنا إلى حقيقة, وظهر علينا من اتخذ من بيع الكلام مهنة يعتاش منها, فسقطت الحواجز بين الحقيقة والمجاز في أسواق المزايدات الكلامية, ولعل من ابرز صور بيع الكلام تلك العبارات, التي كانت مكتوبة على ملصقات المرشحين للانتخابات المحلية, سواءً ما كان منها ذا معنى, وما كان منها فارغاً من أي معنى. .
انتهت قبل بضعة أيام أكبر المهرجانات التسويقية لبيع الكلام بالمجان, اشتركت فيها الكيانات السياسية والمهنية والاجتماعية والعشائرية, وتضافرت معهم المكاتب الإعلامية المتخصصة بإنتاج الكلام وتسويقه على شكل شعارات ثورية رنانة, وخطابات حماسية مدوية, وملصقات ملونة براقة. .
نأمل أن يتمسك الفائزون بسفينة الصدق, التي ستكتب لهم النجاة من الهلاك, ويلتزمون كلمتهم, ويوفون وعودهم, التي قطعوها لنا, فالنجاة في الصدق, وجل ما نخشاه أن يربح تجار الكلام ونخسر نحن جولة أخرى في حلبة الوعود الكلامية المتبخرة, ولعلنا لا نضيف شيئا إذا قلنا إننا نخشى أن نقع فريسة للذين يتقنون بيع الكلام, حتى وإن كان هذا الكلام فارغاً فاقداً لمعناه, فما أحوجنا اليوم إلى زعماء بمستوى (أبو الكلام آزاد), ذلك الرجل الصادق الذي تكلم بالحق, ورفع راية التحرير والتحرر, فسجل للقارة الهندية أروع انتصاراتها الساحقة ضد الفساد والجهل والتخلف, اللهم أنصر العراق وأهله . . . 
والله يستر من الجايات. 

دورٌ، في أميركا، يبحث عن مؤسسة

مع ان السيد صبحي غندور ركَّز في مقاله هذا، على الدور الفلسطيني المنشود في الولايات المتحدة، إلا ان المقالة تتحدَّث، ضمناً، عن الدور العربي المنشود هناك في مواجهة اللوبي الصهيوني، هائل النفوذ، في الولايات المتحدة، ومن هنا تأتي أهمية هذه المقالة التي تلقيناها من كاتبها، باعتزاز، قبل أيام..

دورٌ فلسطيني في أميركا يبحث عن مؤسسة


صبحي غندور
لطالما تساءلت، في السنين الماضية التي قضيتها في الولايات المتحدة، عن سبب نجاح "المحامي الإسرائيلي" في أميركا بالدفاع عن جرائم حرب تقوم بها إسرائيل على مدار عقود من الزمن، بينما يتعثّر دور "المحامي العربي" عموماً، و"الفلسطيني" خصوصاً، في الدفاع عن قضيةٍ عادلة ترتبط بكل المبادئ والقيم التي يتفاخر الأميركيون بحملها والحديث عنها. فالقضية الفلسطينية تُجسّد جملة مسائل تشمل مبادئ حرية الشعوب وحقّها في تقرير مصيرها وفي مقاومة الاحتلال، وهي أيضاً قضية إنسانية فيها إجحاف وإهمال لملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من وطنهم وقراهم وعانوا ويعانون التشرّد وهدم البيوت ومصادرة الأراضي من قِبَل محتلٍّ ما زال يطمع بالمزيد، وهي أيضاً مسألة دينية حيث يمارس الاحتلال تهويد الأراضي المقدّسة، الإسلامية منها والمسيحية.
ورغم كلّ هذه الأبعاد الهامّة للقضية الفلسطينية يتعثّر دور العرب والفلسطينيين في المجتمع الأميركي، ويتواصل ويمتدّ حبل الكذب والتزوير للحقائق من قِبَل الجماعات المؤيّدة لإسرائيل. فأين هي المشكلة!؟
بدايةً، فإنّ مقارنة حالة العرب في أميركا بحالة اليهود الأمريكيين، هي مقارنة خاطئة‏.‏ فالواقع أنّ "العرب الأميركيين" هم حالة جديدة في أميركا مختلفة تماماً عن الحالة اليهودية‏.‏ العرب جاءوا لأمريكا كمهاجرين حديثاً من أوطانٍ متعدّدة إلى وطنٍ جديد‏،‏ بينما اليهود في أمريكا هم مواطنون أمريكيون ساهموا بإقامة وطنٍ واحد (إسرائيل‏) في قلب المنطقة العربية،‏ أي عكس الحالة العربية والإسلامية الأميركية وما فيها من مشكلة ضعف الاندماج مع المجتمع الأميركي‏.‏
حالة العرب في أميركا مختلفة أيضاً من حيث الأوضاع السياسية والاجتماعية،‏ فكثيرٌ منهم أتوا مهاجرين لأسباب سياسية واقتصادية، وأحياناً أمنية تعيشها المنطقة العربية،‏ ممّا يؤثر على نوع العلاقة بين العربي في أمريكا وبين المنطقة العربية‏.‏ بينما حالة العلاقة بين اليهود الأميركيين وإسرائيل هي حالة من شارك في بناء هذه الدولة، وهو ممّول لها وليس مهاجراً (أو مهجّراً) منها‏.‏
أيضاً، ليست هناك حالة تنافس موضوعي على المجتمع الأمريكي بين "المحامي الإسرائيلي" وبين المدافعين عن عدالة القضية الفلسطينية، إذ غالبية المؤسسات الأميركية غير محايدة في "المسألة الفلسطينية"، لكي يتمّ التنافس حولها‏.‏
كذلك، فإنّ اللوبي الإسرائيلي في أميركا يتعامل مع علاقة واحدة خاصة، هي علاقة إسرائيل بأمريكا، بينما تتعامل المؤسسات العربية-الأمريكية مع علاقاتٍ عربية متشعّبة ومختلفة بين أكثر من 20 دولة عربية وبين الولايات المتحدة. فالعرب الأمريكيون يتعاملون مع واقع عربي مجزّأ، بينما يدافع اللوبي الإسرائيلي عن كيان إسرائيلي واحد.
من ناحية أخرى، فإنّ العرب الأمريكيين يعانون من أزمة تحديد الهويّة ومن مشكلة ضعف التجربة السياسية، وهذا ما لا نجده عند اليهود الأميركيين‏.‏ لقد جاء العرب إلى أميركا من أوطانٍ متعدّدة ومن بلاد ما زالت الديمقراطية فيها تجربة محدودة، إضافةً إلى آثار الصراعات المحلية في بلدان عربية على مسألة الهويّة العربية المشتركة وعلى علاقات العرب بعضهم ببعض. فكيف يمكن بناء جالية عربية فاعلة في أميركا أو في أيِّ مجتمعٍ غربي إذا كان أفراد هذه الجالية رافضين لهويّتهم العربية ومنقسمين على أنفسهم؟! وكيف يمكن مخاطبة الآخر غير العربي ومحاورته بالقضايا العربية العادلة إذا كان الإنسان العربي نفسه لا يملك المعرفة الصحيحة عن هذه القضايا، ولا يجد لديه أيَّ التزامٍ تجاهها؟! وكيف يمكن للعرب الأميركيين أن يواجهوا ما أمامهم من تحدّيات إذا كانت هويّتهم الثقافية المشتركة موضع شكٍّ أصلاً، يصل أحياناً إلى حدِّ رفضها والاستعاضة عنها بهويّاتٍ ضيّقة تسمح بسريان مرض الانقسامات والصراعات داخل مجتمعات الجالية العربية؟!.
وعلى الرغم ممّا تحقّق للجالية العربية في الولايات المتحدة الأميركية من تقدّمٍ ملحوظ في العقود الثلاثة الماضية، وظهور العديد من المنظّمات النشطة التي جعلت للعرب الأمريكيين صوتاً سياسياً يُسمَع، فإنّ عمل العرب الأمريكيين ما زال عاجزاً عن التأثير في الكونغرس الأميركي المفتوح دائماً لاحتضان اللوبي الإسرائيلي.
لكن نجاح "اللوبي الإسرائيلي" لا يعود سببه حصراً إلى خبرة اليهود الأميركيين بالعمل السياسي في أمريكا منذ نشأة الأمَّة الأميركية، أو لكونهم أكثر تنظيماً وعطاءً بالتطوّع والمال، فالعنصر المرجّح لكفّة "اللوبي الإسرائيلي" إنّما سببه الأساس هو أن السياسة الأمريكية نفسها لم تكن طرفاً محايداً يتنافس عليه العرب من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. فأمريكا أسهمت منذ البداية في الاعتراف بالكيان الإسرائيلي وزوّدته وما زالت بكلّ إمكانات التفوّق النوعي على الدول العربية.
ومن المهمّ، على الجانب الرسمي العربي، إعادة النظر بمقولة "إنّ أميركا غير عادلة في المنطقة لأنّ اللوبي الإسرائيلي يتحكّم في سياستها الخارجية". بينما الواقع هو أنّ أميركا لها مصالحها الخاصة الإستراتيجية في المنطقة، وقبل وجود إسرائيل. وهي، أي أميركا، استخدمت الوجود الإسرائيلي لتحقيق هذه المصالح الأميركية مقابل مساعدات لإسرائيل. فأميركا كانت تحتاج لإسرائيل حيث لا تريد هي - أو لا تستطيع - أن تكون مباشرة (أي مفهوم الوكيل أو الأجير في قضايا محددة..). فتصاعُد الدعم الأميركي لإسرائيل ارتبط بتصاعد السيطرة الأميركية على المنطقة بعد تقليص نفوذ الآخرين (الحلفاء والأعداء).
حتماً، فإنّ ضعف الهوية العربية يساهم في ضعف دور الجالية العربية في أميركا وفي مسؤوليتها عن نشر المعرفة الصحيحة بالقضايا العربية. ثمّ إنّ انعدام التوافق على "الهويّة العربية" لدى المهاجرين العرب سيجعلهم يتحرّكون وينشطون في أطر فئوية محدودة تقللّ من شأنهم وتأثيرهم، كما تغشي بصيرتهم عن أولويّات العمل المطلوب، فينحصر الهمّ لدى بعضهم ب"الآخر" من أبناء الوطن المشترك أو الدين الواحد. وفي الأحوال هذه، لا يمكن أن تكون هناك جالية عربية واحدة، أو جالية مسلمة واحدة، أو عمل مشترك مؤثّر في عموم المجتمع الأميركي أو الغربي عموماً.
هل يعني كل ما سبق قوله أن لا أمل في استحواذ تأييد غالبية الرأي العام الأميركي لصالح عدالة القضية الفلسطينية؟. الجواب يتوقّف على مدى "تأهيل المحامي الجيد"، وعلى توفّر الإمكانات المادية اللازمة لكسب هذه القضية ولتصحيح جملة مفاهيم عنها داخل المجتمع الأميركي. لكن أجد أنّ الدور الغائب الآن، والذي يبحث عن مؤسسة شاملة وفاعلة، هو الدور الفلسطيني الذي لا يتحقّق بشكل جيد داخل الولايات المتحدة الأميركية. ففي أميركا مئات الألوف من الفلسطينيين، وهم بمعظمهم الآن من المواطنيين الأميركيين، وفيهم كثافة كبيرة من المهنيين الناجحين جداً في أعمالهم الخاصة، بل إنّ معظم المؤسسات والجمعيات العربية والإسلامية ينشط فيها بدرجة أولى من هم من أصول فلسطينية. وهناك أيضاً العديد من المتموّلين الفلسطينيين المقيمين في الولايات الأميركية. وهذ كلّها مواصفات لتشكيل قوة سياسية واقتصادية فلسطينية فاعلة لو جرى الجمع أو التنسيق بين عناصرها المبعثرة طاقاتها والمشتّتة أعمالها.
الفلسطينييون، كما العرب عموماً في أميركا، ينجحون في أعمالهم الفردية ويتعثّرون كثيراً في مؤسسات العمل الجماعي المشترك. قد يكون مردّ ذلك هو الانقسامات السياسية الحاصلة حول قضايا عربية مشتعلة الآن، أو قد يكون السبب في قلّة الخبرة في العمل المؤسساتي، أو في طغيان "الأنا" على "نحن"، أو السلبية تجاه العمل المنظم المشترك، أو عادات ومفاهيم تعتبر نجاح "الآخر" وكأنّه فشل للنفس!.
وصحيح أن في الولايات المتحدة العديد من المراكز والمؤسسات والجمعيات الناشطة بأسماء فلسطينية، وبعضها بأسماء قرى ومدنٍ فلسطينية، لكن لا توجد حالة تنسيق وتفاعل دائم بينها مما يجعلها تجيد "اللحن المنفرد" وتعجز عن العمل المشترك بمفهوم "الأوركسترا".   
ومهما كانت الأسباب وراء غياب "العمل الفلسطيني المنظّم المشترَك" على الساحة الأميركية، فإنّ ذلك أصبح حالة سلبية خطيرة لا يجوز استمرارها، خاصّةً في مرحلةٍ أضحت فيها القضية الفلسطينية مُهمّشةٌ دولياً وعربياً، بينما تواصل إسرائيل الإستيطان والتهويد في الأراضي المحتلّة.
وربّما من الواجب أيضاً أن يقترن بناء "المؤسسة الفلسطينية" الفاعلة في أميركا بتنسيقٍ مفقود حتّى الآن مع العديد من الشخصيات والهيئات الأميركية غير العربية (بما فيها أيضاً من شخصيات وهيئات أميركية يهودية)، التي تتحرك في عدّة ولايات دعماً للقضية الفلسطينية ورفضاً للاحتلال الإسرائيلي، لكنّها لا تجد الدعم الكافي لها من العرب والفلسطينيين في أميركا وخارجها.
حبّذا لو يسأل كلُّ فلسطينيٍّ في أميركا نفسه صباح كل يوم: كيف سأخدم قضيتي الوطنية اليوم قبل أيِّ قضيةٍ أخرى وقبل أي مصالح مهنية أو شخصية، عندها سيجد كل فلسطيني في أميركا ضرورة قصوى للتجمّع والتنسيق مع باقي الفلسطينيين في مؤسسةٍ قد حان وقت ميلادها.

الهلال الخصيب يشتعل والعرب يتفرجون!

محمد صالح المسفر
(1)
اذكّر العرب والغرب والعجم بما فعلوا بالعراق الشقيق من عام 1991 الى عام 2011، عام ما سمي بعام انسحاب الغزاة الامريكان من العراق، حاصرتموه لأكثر من 13 عاما. اعلنتم عليه الحرب تحت شعار ‘الصدمة والترويع′ واستخدمتم كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا ضد شعب لم يعد يملك حق الدفاع عن النفس لتجريده من سلاحه واضعاف جيشه بحرمانه من السلاح الذي يدافع به عن وطنه. استخدمتم كل الذرائع الكاذبة التي تجيز لكم حق استخدام القوة القاهرة ضد شعب العراق الشقيق. 

اتت جيوشكم الجرارة من كل فج عميق لمحاربة دولة من دول العالم الثالث، العراق، بعد ان جردت من سلاحها، وكان هدفكم كما أعلنتم تحرير العراق من حكمه الوطني (صدام حسين) واقامة الديمقراطية وتعميم الرفاه للشعب العراقي، وكل ما فعلتموه انكم دمرتم الدولة العراقية والمجتمع، واقمتم نظاما طائفيا شعوبيا يقوده نوري المالكي ومن معه بالتوافق مع الحكومة الايرانية. النظام العراقي القائم في بغداد اليوم (نوري المالكي) يمارس اشد واخطر وابشع الجرائم ضد الشعب العراقي الشقيق، عمق جذور الطائفية التي لم يعرفها العراق في زمن الانظمة السياسية السابقة، نهبت اموال العراق ومخزونه من العملات الاجنبية، واثاره التاريخية، وعائدات بتروله ويعيش اليوم تحت تقنين استهلاك الكهرباء، ويشرب من مياه ملوثة الا سكان المنطقة الخضراء، فاين انتم عن شعب العراق اليوم؟ 

( 2 )

المالكي اليوم في بغداد يقول ‘الفتنة الطائفية تدق طبولها ابواب الجميع لا احد ينجو منها اذا اشتعلت’ والسؤال أليس المالكي هو مشعل نيران الفتنة في العراق؟
أليس الاسلم والافضل والاعظم لحكومة المالكي ان تستجيب لمطالب الشعب المشروعة وتطلق سراح المعتقلين وتلغي قانون المخبر السري، وتلغي نظام الاجتثاث وتحقق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات لكل مواطن عراقي، ايا كانت طائفته او ملته. المالكي يصف المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة بين جميع فئات الشعب العراقي بانها مظاهرات ‘نتنة وفقاعة’ ويتهم المتظاهرين في الساحات العامة بانهم يقبضون بالدولار. ان المالكي ورهطه هم موقظي الفتن الطائفية في العراق وليس قوى خارجية كما يزعم، وان اراد وأد الفتن الطائفية فعليه ان يستجيب لمطالب الشعب العراقي عامة، خاصة الطائفة السنية المستهدفة باعلان الحرب عليها من زمرة المالكي وجيشه وميليشياته الطائفية.

( 3 ) 

ان الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي عليها دور يجب ان تؤديه تجاه اهل العراق الثائرين على حكم الطائفية الحاقدة. انها فرصتكم الاخيرة لاسترداد العراق واخراجه من براثن الشعوبية والطائفية، قبل ان يستفحل الامر ويضيع منا كل امل لاسترداد العراق شعبا وموارد وحضارة ومواقف وطنية لا ينساها تاريخنا العربي المعاصر، لقد كان لكم يا عرب يد في ما آل اليه العراق اليوم وعليكم استعادة العراق بنصرة المطالبين بعودة العروبة والحرية والسيادة للعراق. انه امانتكم فلا تتساهلوا ولا تجادلوا ولا تتباطؤا فان العراق يدعوكم لنصرته فهل انتم فاعلون؟! 

(4 )

ان اشعال الفتنة الطائفية في بغداد قد تقود الى حرب اهلية، ان المالكي يهدف الى تخفيف وصرف انظار العالم عما يفعل بشار الاسد بالشعب السوري الشجاع من تدمير وقتل. اما حزب الله في لبنان فقد زج بكل قواه الى جانب شبيحة بشار الاسد، وهو يقاتل الشعب السوري المنتفض على حكومته الظالمة، كنا نثمن ونمجد حزب الله لمواقفه النضالية ضد العدو الصهيوني، لكننا اليوم نراه يخرج من خنادقة في مواجهة اسرائيل جنوبا ليتجه نحو الشمال تأييدا لبشار الاسد وما اقساها من مفارقة! كنا نتمنى من السيد حسن نصرالله ان يقنع بشار الاسد بالتنحي لصالح الشعب والمقاومة ضد اسرائيل وان يراهن السيد على تأييد الشعب السوري في قادم الايام. القيادات يا ابا هاشم، الشيخ حسن، زائلة وزمنها محدود لكن الشعب باق عبر التاريخ، والشعوب لا تنسى من يسيء اليها، والمراهنة على الشعب خير من تأييد الانظمة. 
ان مشاركة حزب الله في المعارك في القصير وحول حمص واماكن اخرى في سورية امور تبعث بالقلق على لبنان خاصة والمنطقة عامة ان بغداد والضاحية الجنوبية يرتكبان خطأ كبيرا، بل جريمة عظيمة في فتح جبهات قتالية جديد ضد الشعب السوري.
واخيرا يا عرب حماية الاردن الشقيق من التهديدات التي يوجهها بشار الاسد ضد الاردن وسيادته واستقراره امانتكم ان اردتم حماية الشعب السوري ونصرته وحماية اوطانكم من العابثين.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

الحويجة.. يوم انتصار الدم على طاغية العراق

مثنى عبدالله
لتذهب كل منظمات حقوق الانسان الى الجحيم. لتهرب متلفعة بالعار كل الامم المتحدة وهيئاتها الحقوقية والقانونية.
ليصمت كل المتاجرين بدمائنا وأعراضنا وأرزاقنا في مؤتمرات دولية وأقليمية لم نسمع منهم على مدار عشر سنوات سوى كلام إثر كلام.


هكذا انفجر غضبه صارخا وهو يقف وسط جثث أشقائه الاربعة المطروحين على ظهــر شاحنة صغيرة في باب الطب العدلي، بينما كان أحد أبناء عمومتـه يسحب مصور احدى القنوات الفضائية من يده بحالة هستيرية، صارخا فيه كي يصور تلك الجريمة، وراح يكشف الغطاء عن الجثث ويفتح بيدين مرتعشتين من هول الغضب الجروح الغائرة في الرؤوس والصدور، وسيول الدماء النازفة من الانوف والافواه، بينما كان يُتمتم في حضرة رهبة الموت: نعم انها ديمقراطية أمريكا والمالكي وحزب الدعوة وقوات سوات، ثم يبكي بحرقة وهو يقبّل تلك الوجوه الغارقة في الدماء ويسألها بصوت خفيض، ماذا سأقول لأطفالكم ولنسائكم، بل كيف أضعكم بين يدي الحجي والحجية. في اشارة الى الوالدين الطاعنين في السن؟

نعم انها المجزرة التي انداحت فجأة على مدينة الحويجة، فخلعت أبواب وشبابيك بيوتها من هول الصدمة وجعلت الافواه فاغرة والعيون مفتوحة في حالة من اللاوعي، فتحول الكلام الى خليط صراخ ودموع وعويل وشتائم ودعاء وأيضا دعوات للثأر والانتقام. كانت ساحة الاعتصام في المدينة على مدى أكثر من مئة يوم تمثل أملا لكل القاطنين هناك. كانت بالنسبة للجميع بمثابة ضوء في نهاية نفق حشروا فيه مرغمين عشر سنين ثقيلة، مارسوا فيها كل متطلبات الديمقراطية الزائفة من تصويت وانتخاب وترويض وتدجين، أملا في أن يجد المجتثون والمهمشون والمقصيون والمعتقلون والمغيبون منهم فرصة للعيش الكريم، فقطع الاعناق أهون من قطع الارزاق. كانوا في كل ذلك منصاعين مرة الى حالة اليأس التي يمرون بها، ومرات الى نصائح سياسيين طارئين، تبين أنهم يبحثون عن الثراء في كومة مأساة شعبهم الذي لا يعرفونه، أو الى رموز اجتماعية حولوا بنادقهم من كتف الى آخر كي يفوزوا بعطايا السلطان، أو رجال دين كانوا يدعونهم الى الصبر والسلوان. وعندما نفضوا أيديهم من كل ذلك وعرفوا نوايا أولئك، تلقفوا شرارة العزة والكرامة من الانبار حال انطلاقتها، فنصبوا خيامهم في الساحة وأطلقوا العنان لحناجرهم كي تجهر بالحقوق .
كانت عوائلهم تعتقد أن الفرج قد قرب، وأن المحنة التي طالت حتى بدت كليل مظلم باتت قاب قوسين على النهاية، لذلك اندفعوا الى ساحة الاعتصام مدفوعين بفرح الاهل وسرور الاطفال الذين راحوا يروحون ويغدون كل يوم حاملين الى ابائهم بعض الاطعمة وفرش النوم البسيطة، لكن لم يخطر ببالهم ولو للحظة واحدة أن أجساد الاباء والاحبة سوف تُلقى بين أيديهم بعد صبر طويل جثثا هامدة، مغطاة بالدماء ووشم أسود من بارود الحقد الاعمى المنطلق من فوهات جيش قالوا عنه انه جيش العراق، وبقرار جبان من طاغية يقول انه يمثل شعبه بأصوات حصل عليها من صندوق الانتخاب. أية جريمة هذه التي تأخذ من عائلة واحدة أربعة أشقاء تم اعدامهم بطلقات في الرأس، اخترقت العيون والجباه ونفذت من خلف الرأس في سبق أصرار وعمد على سلب الحياة؟ أي شرف هذا الذي سوف يحمله هذا العسكري الذي كان سببا في تيتيم أطفال كانوا يحلمون بأن يعود آباؤهم الى اعمالهم التي أجتثوا منها؟ وأية شجاعة وقرار صائب وحكيم ذلك الذي اتخذه الطاغية، عندما وجه طائراته وفرقته ومليشيات الدمج في ساعة صفر تجاه متظاهرين سلميين ذاقت أجسادهم برودة الطقس وحرارته منذ أربعة أشهر؟
نعم لقد انتصر طاغية العراق في نزع بارقة الامل التي كانت في تلك العيون التي انطفأت، لكن الدماء البريئة التي سالت هي التي انتصرت على طغيانه الاعمى عندما فضحت تجرده من أية عوامل انسانية، وزرعت في قلوب وعقول كثيرين فكرة التصميم على الخلاص منه، كما أعادت الى الذاكرة تلك الاعمال الاجرامية التي قام بها حزبه في ثمانينيات القرن الماضي في العراقو التي راح ضحيتها الكثير من الابرياء، مما يؤكد استمرارية النهج الاجرامي الذي سلكه عندما كان خارج السلطة. أما البطولات التي كان يتغنى بها يوميا في كل ملتقى ومؤتمر، وذلك التبجح الخيالي ببناء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحقيق الامن والامان، فقد انكشف زيفها في مجزرة الحويجة وبان وجه النفاق والكذب والمراوغة، كما عرضها وزير التربية المستقيل، الذي قاد المفاوضات بين قوات الجيش والمتظاهرين السلميين، حينما أكد على أن الطاغية لم يكن راغبا حتى في سعي الوزير الى ايجاد حل للمشكلة، حيث كان قد حدد ساعة الصفر للهجوم على ساحة الاعتصام، ورغم استعداد المتظاهرين لايجاد تسوية سلمية للقضية وموافقتهم على تفتيش الساحة والقاء القبض على من يشاؤون من المتظاهرين للتحقيق معهم، لكن ساعة الصفر التي حددها الطاغية لم يتم تأجيلها بغية الاتفاق على رفع الخيّم نزولا عند رغبة المتظاهرين، الذين طلبوا مهلة ساعات كي ينفذوا ذلك، وهم مواطنون عراقيون يدعي بأنهم ناخبوه وهو ممثلهم، بينما لم يحرك قواته ولم يضع لها ساعة صفر حاسمة كي يحرر حقل الفكه النفطي عندما احتلته القوات الايرانية، بل كان يؤكد هو وكل جوقته ومستشاريه وأعوانه بأن ليس من مصلحة العراق اثارة المشاكل مع ايران، وان احتلال حقل الفكه يمكن أن يحل بالوسائل السلمية.
لقد اختار الاتكاء على عامل القوة والتهديد باستخدامها منذ اليوم الاول لانطلاقة شرارة التظاهرات، ثم عزز هذا الخيار حتى عندما تجول في بعض المحافظات الجنوبية للترويج لقائمته الانتخابية في مجالس المحافظات، حيث كان التهديد واضحا في كل تصريحاته بضرورة فض خيار الشعب السلمي لاستحصال الحقوق، والسبب في ذلك هو شعوره بأن التظاهرات باتت عامل ضغط سياسي عليه داخليا وأقليميا ودوليا، وتشكل مؤشرا واضحا على فقدانه المقبولية الوطنية من غالبية الشعب، وبالتالي أصبحت تأكل حتى من جرفه الطائفي، لذلك لم يكن اعتباطا ائتلافه في انتخابات مجالس المحافظات مع زعيم فيلق بدر وحزب الفضيلة وتيار الاصلاح وخضير الخزاعي زعيم الجناح الاخر في حزب الدعوة، بل كان ذلك يؤكد حاجته الى الصقور في مواجهة الحمائم داخل البيت الشيعي من جهة، الذين باتوا يتهمونه بأنه قادر على صنع أزمات وليس قيادة بلد، ومن جهة أخرى تشكيل جبهة قوية تؤمن بالحل العسكري ضد المتظاهرين، لذلك سمعنا بكل وضوح صوت حليفه زعيم منظمة بدر وهو يهدد ويتوعد ساحات التظاهر أيضا.
لقد هُزم الطاغية ومن معه منذ اليوم الاول عندما هدد المتظاهرين السلميين بالقوة العارية للجيش، لكنه هُزم هزيمة أكبر عندما استخدم القوة فعليا. ان استخدام الجيش في النزاعات الداخلية قد يكون عامل حسم في بعض المواقف لصالح السلطة، لكنها تكون المرة الاخيرة التي يصلح فيها للاستخدام، لأن الشرف العسكري يسقط تحت دماء الابرياء ويخسر كرامته ويفقد هيبته في عيون الشعب، لذلك نجد اليوم هذا الحراك الشعبي المدفوع بفتاوى دينية وتأييد من رموز اجتماعية، لتشكيل جيوش تحفظ أمن وكرامة المواطن في المحافظات العراقية، بعد أن حسمت موضوعة ولاء الجيش الحالي لصالح السلطة بعد أحداث الفلوجة والحويجة، آخذين بنظر الاعتبار الشكوك الكثيرة التي كانت تحوم حول تشكيله وتدريبه ومهامه وولائه منذ اليوم الاول لانشائه، حيث كان يمارس طيلة الفترة الماضية دور الشرطة ويوجد داخل المدن والازقة والحارات، وكانت كل القضايا التي يتابعها ويتعامل بها دون الدور المرسوم للجيوش في العالم، مما جعله يفقد هيبته أن كانت له هيبة، وبالتالي بات مجرد هراوة لا تخيف في يد الطاغية.
لقد فات المالكي أن حاجز الخوف قد انكسر في العراق، وكانت أعظم خدمة قدمتها التظاهرات هو تعزيز عامل الثقة بالنفس لدى المواطن، وهذا هو العامل الرئيسي الذي دفع بمتظاهري ساحة الحويجة الى عدم الهروب منها، وهم ينظرون الى ما حولهم من قوات مكافحة الارهاب وسوات وألوية وفرق الجيش. أي أنهم كانوا على استعداد للاستشهاد في سبيل القضية، على الرغم من عدم تكافؤ القوة المادية بينهم وبين من يقابلهم. فانتصر الدم أخيرا. 

ملاحظة:
نشر المقال هنا.


أين تُصرَف الرسائل التي حملها بوغدانوف؟


روزانا بومنصف
تابعت مصادر ديبلوماسية غربية باهتمام زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف للبنان والرسائل التي حملها في كل المحطات التي توقف عندها في لقاءاته مع غالبية الافرقاء السياسيين اللبنانيين، ولا سيما تلك التي عقدها مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ووفد من الحزب اقام له مأدبة غداء على شرفه، ولو انها تترقب الايام المقبلة من اجل استيضاح مضامين اللقاءات التي عقدها الديبلوماسي الروسي وابعادها.

الا ان الاستناد الى العناوين والمواقف التي اعلنها بوغدانوف يبدو طبيعيا باعتبار ان زيارته لبيروت سبقتها زيارة اخرى لطهران حيث التقى مسؤولين على نحو يحمل على الاستنتاج انه لم يكن ليطلق مواقف محددة من العاصمة اللبنانية لو لم يختبر صداها في طهران ايضا. ومن المهم معرفة مدى تأثير الموقف الروسي في ما أعلنه موفدها عن تحفظ بلاده عن مشاركة "حزب الله" في الحرب في سوريا الى جانب النظام ودعمها "اعلان بعبدا" الذي يتحدث عن تحييد لبنان عن الازمة في سوريا، وخصوصا ان استقبال بوغدانوف حظي باحتفالية كبيرة من القوى الحليفة للنظام السوري، غير معهودة، تذكي الانطباعات بان هذه القوى تستقوي بالدعم والحضور"الحليف" لموسكو في هذه المرحلة الدقيقة. ومن المفيد بالنسبة الى هذه القوى تغذية الموقف الروسي بما يساهم في استمراره الى جانب النظام. والصورة مهمة ايضا لهذه القوى، الى حد كبير، من اجل عدم ظهورها مستفردة في ظل ما يجري في المنطقة، أو انها جزء من محور متكامل يجد صداه في موسكو ايضا، وخصوصا انه يستعان بالموقف الروسي من اجل تأكيد استمرار تمتع النظام السوري بالمناعة التي تكفل له البقاء في موقعه، على رغم كل ما يجري وعلى رغم كل المواقف الغربية التي تطالب برحيله
 
الا ان المهم بالنسبة الى هذه المصادر هو الموقف الذي عبّر عنه بوغدانوف في موضوع تحفظ بلاده عن مشاركة الحزب في الحرب الى جانب النظام، وهو الاول من نوعه نظرا الى ان روسيا تمتنع في شكل حازم عن ادانة كل ما يتصل بالنظام، ان لجهة تدخل ايران القوي الى جانبه ومن ثم دخول "حزب الله" علنا في الحرب السورية الى جانب عدم ادانتها استخدامه صواريخ "سكود" ضد شعبه، او قصف الطيران للمناطق السورية بل على العكس استمرار تمسك موسكو بان استمرار مدها النظام بالسلاح انما يدخل في اطار اتفاقات سابقة، وهي اسلحة دفاعية ضد مخاطر خارجية. ويبدو لمصادر سياسية التقت بوغدانوف ان موضوع تدخل الحزب الى جانب النظام امر يحرج روسيا في ظل ادانتها بقوة الدعم الخارجي لمعارضي النظام السوري ومدهم بالاسلحة، وخصوصا ان تدخل الحزب يمكن ان يرتب على لبنان تداعيات خطيرة وعلى المنطقة ايضا، علما انها تواجه مناخا عدائيا من دول المنطقة لدعمها النظام وحمايته، بما في ذلك توفيرها مع ايران فرص مده بالمساعدة العسكرية والمالية. وبحسب هذه المصادر، فان روسيا لا يناسبها، على عكس ما يذهب اليه النظام السوري او ايران من خلال توسيع الازمة السورية والعمل على امتدادها في اتجاه الدول المجاورة بما يعرض المنطقة ككل للاشتعال، انتقال الحريق السوري الى لبنان وفق ما لمح اليه الرئيس السوري بشار الاسد نفسه لدى استقباله وفدا من الشخصيات والقوى الحليفة له في لبنان. فالتدخل الايراني، ثم تدخل الحزب الذي يبدو قرارا ايرانيا "قسريا"، يرى كثر انه محرج للحزب اولا نظرا الى عدم امكان تبريره فعلا، في ظل المنطق الذي رفعه الحزب خلال ثلاثين عاما، ويحرج منطقه حول المقاومة كما ان الصورة التي وزعت عن زيارة السيد نصرالله لطهران ولقائه مرشد الثورة علي خامنئي، فيما نفى الحزب لمصادر ديبلوماسية غربية حصول الزيارة ككل، امر مربك لهذا المحور الداعم للنظام الذي يضم الى روسيا الصين وايران. ولذلك، السؤال هو الموقف الروسي المرحّب به في هذا الاطار، اي التحفظ عن مشاركة الحزب في الحرب السورية ودعم "اعلان بعبدا"، والذي يلتقي فيه مع الدول الغربية والعربية، هل يمكن صرفه في السياسة الداخلية ام لا؟ وكيف، ما لم يكن التأثير الروسي غير فاعل، شأنه في ذلك شان عدم فاعليته في اقناع الرئيس السوري بالحل السلمي واتفاق جنيف؟
في اي حال، وفيما تركز بعض الاهتمام الداخلي على زيارة بوغدانوف، توقفت اوساط سياسية عند المواقف الاميركية، ولا سيما تلك التي اعلنها الرئيس الاميركي باراك اوباما عطفا على الضجة التي أثيرت عن كشف الاستخبارات الاميركية استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية على نطاق محدود ضد شعبه. اذ قال الرئيس الاميركي ان "استخدام دمشق لاسلحة الدمار الشامل سيعتبر تجاوزا لمزيد من الخطوط الحمر، وان الازمة في سوريا ستكون طويلة الامد ولن تحل بين ليلة وضحاها". ويعني ذلك ان النظام سبق ان تجاوز خطوطا حمرا تم السكوت عنها. ومع ان هذا الموقف الاميركي سبق ان عبّر عنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري على اثر فشل احد لقاءاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول سوريا، فان هذه الاوساط تتساءل ما اذا كان في امكان اي زيارات روسية او سواها ان تبقي لبنان قادرا على التعايش مع ازمة طويلة الامد على حدوده، والنجاة بذلك، او بالحد الادنى من الاضرار


ملاحظة:
نشر المقال هنا.


لماذا حضر النتن تشيع جنوده القتلى؟


صباح البغدادي
ما هي الرسالة الخفية؟ وما معنى ان يترأس نوري المالكي ومستشاريه العسكريين ووزير دفاعه واعضاء لجنة الامن والدفاع البرلمانية وبعض النواب لجنازة جنود قتلى وباستعراض عسكري طائفي اعلامي امام مقر وزارة الدفاع المؤقت داخل المنطقة الخضراء! وهو الذي لم يفعلها سابقا طوال مدة وجوده على رأس هذه الحكومة.


سقط المئات قبلهم من الجنود والضباط والقيادات العسكرية العليا من منتسبي وزارة الداخلية او الدفاع والاجهزة الامنية الاخرى العلنية منها والسرية, ومنهم من كان برتب عسكرية كبيرة وبمناصب مهمة وحساسة, ولكن لم نسمع من المالكي، على حد علمي، انهم قاموا بعمل استعراض عسكري لغرض تشيع هؤلاء, لان في وقتها لم تكن تخدمهم من الناحية الاعلامية لا من بعيد او من قريب , وتم دفنهم بطريقة عادية واقامة العزاء من قبل ذويهم حتى ان هذه الحكومة تخلت عنهم فما تزال معاملاتهم التقاعدية تراوح مكانها في الدوائر الرسمية بحجج مختلفة ومنها ان هناك تناقض بين التقرير الطبي الصادر من المستشفى وتقرير التحقيق العسكري في وحدته , هل سبب الوفاة من جراء الخدمة ومن اثرها ام كانت نتيجة الوفاة طبيعية! تصور ايها القارئ , حتى ان هناك نوابا ومسؤولين تم قتلهم ولم يقوموا بعمل استعراض عسكري لهؤلاء ولكن الظروف تختلف اليوم , فهناك شحن طائفي ومذهبي بغيض متبادل بين فرقاء العملية السياسية والتي سوف تؤدي في النهاية لا سامح الله الى حرب عبثية طائفية بائسة بين من يدعون انهم قادمون لغرض نهضة المواطن العراقي البسيط وتوفير الحياة الحرة الكريمة له وهذا الكلام الذي نسمعه منذ عشر سنوات ولغاية اليوم ومن اجل ان يكون سلاطين (حزب الدعوة /المقر العام) تحديدا حاكمين للعراق ولسنوات قادمة اخرى.
لا يهم ابدا في تفكير هذه الاحزاب الطائفية المتصارعة ان يقدم هؤلاء، العراقيين الفقراء البسطاء قرابين على مذبح السلطة وكرسي الحكم ما دام هم وعوائلهم ينعمون بخيرات العراق في الخارج وفي عواصم الدول الغربية الكافرة! على حسب تعبيرهم , والتي يحملون اغلبهم جنسياتها , فتذكرة السفر جاهزة لهؤلاء للعودة الى بلدانهم الغربية التي يعتزون بحمل جنسيتها اكثر مما يعتزون بحمل الجنسية العراقية , لانها تعتبر لهم حصانة من المساءلة القانونية كما حدث عند هروب بعض الوزراء والنواب المتهمين بالفساد لانهم يحملون جنسية اجنبية اخرى , وكما ذكر لي احد السادة  المسؤولين شخصيا في حوار مباشر معه في وقت سابق حيث وجه بدوره سؤال الى احد النواب حول موضوع التصويت على قانون الازدواجية الجنسية وسؤاله المباشر للنائب هل سوف تصوت انت وقائمتكم على هذا القانون اجابه بالحرف قائلا له "زوج اللي ما يصوت على هذا القانون. كبر عقلك يمعود بيش كيلو الجنسية العراقية هسه السبع الللي يعبي بالسكله ركي" جرى هذا عندما تمت مناقشة اولية لمشروع قانون الازدواج الجنسية بالنسبة للذي يتولى مناصب قيادية مهمة من النواب والوزراء والسفراء والمسؤولين وبدرجة مدير عام فما فوق فما زال هذا القانون يراوح مكانه لان المسؤول الفساد يعتبر جنسيته الاجنبية المكتسبة ملجا امنا له وحصنا حصينا من اية مساءلة قانونية له مستقبلا .
المواطن العراقي البسيط والفقير ليس له اي ذنب في هذه الحرب الطائفية العبثية اذا اندلعت بين هؤلاء فمن سيدفع الثمن هم اهلنا المساكين اما القيادات المسؤولة عنها فسوف نراهم اما في الخارج هاربين او خلف اسوار جدرانهم الكونكريتية وسوف يكون لهم وظيفيتين فقط لا غير، التفرج والتنديد !!
هل شاهدت ايها العراقي الذي لا زلت مخدوعا بهؤلاء القوم الفاسدين كيف يتم استعراض جثث هؤلاء الجنود القتلى من قبل فضائياتهم التي تروج لهذه الحرب العبثية ولغرض تاجيج الشحن الطائفي اكثر من الناحية الاعلامية , حيث عرضت ما تسمى بالفضائية (العراقية) وبصورة متكررة مقززة، والتي اصبحت الناطق الرسمي لهذه الحكومة حصرا، جثث هؤلاء الجنود المقتولين على شاشتها على الرغم من استنكار المواطن العراقي لمثل هذه الاستعراضات الطائفية الاعلامية على حساب كرامة الميت! يا ترى لماذا لا تطبق هيئة الاعلام والاتصالات قوانينها على هذه الفضائية ولماذا تطبقه على بقية الفضائيات الاخرى التي تم اغلاقها؟ لان القرار ببساطة ليس مهنيا ولكن سياسي بامتياز ولو تمت من جهة محايدة مقارنة مهنية نزيهة شفافة ما عرضته هذه الفضائيات وفضائيتهم (العراقية) لكانت الاخيرة تاتي بالصدارة بدون منازع وما تزال .
صحيح ان هناك توافق ايراني امريكي غير منظور اعلاميا على بقاء نوري المالكي في سدة الحكم على الاقل لحين انتهاء فترة رئاسته الحالية ولكن مع هذا يخطئ كذلك من يظن ان المالكي بدعمه لنظام بشار الاسد كان الهدف منها بالدرجة الرئيسية المنهج الطائفي المذهبي لكلاهما , صحيح ان الضغوط الايرانية وتاثيرها المباشر عليه شخصيا لاتخاذ مثل هذا القرار , ولكن * المالكي يكن كرها لهذا النظام حتى ولو ان رئيس هذا النظام علويا ولكن ليس باليد حيلة لانه يعتبر سقوط نظام بشار الاسد معناها بداية النهاية لانهاء وجوده على كرسي الحكم حيث الحدود الطويلة المفتوحة من جهة العراق الغربية ودخول المقاتلين بعدها الذين تمرسوا كثيرا على اسلوب حرب العصابات واسلوب قتال الجيوش النظامية ونقل هذه الخبرة العسكرية الميدانية الى داخل العراق ويتم الادعاء باقليم الانبار بعد سيطرة الداعمين للمنتفضين في ساحات الاعتصام على مجلس المحافظة في الانتخابات والدخول في نفق الحرب مع اقليم الانبار ولو بصورة محدودة لان على راس المطالب ستكون اسقاط حكومة نوري المالكي وان ياتي بديل له من الائتلاف , وهذا البديل حاضر وجاهز ويترقب للقفز على كرسي الحكم : احمد الجلبي / ابراهيم الجعفري / عادل عبد المهدي / باقر جبر صولاغ / بهاء الاعرجي / قصي السهيل. وهناك من هذه الاسماء من يحيك الدسائس للمالكي بالخفاء لغرض اقناع حلفائه بابدال المالكي لانه هو السبب الرئيسي للازمة الحالية وغيرها من الازمات السياسية التي تعصف بالعراق حاليا.
وزير دفاع حكومة المالكي وكالة سعدون الدليمي يصرح علنا لوسائل الاعلام بأن القتلى من الجنود والمعتصمين في ساحة الاعتصام بالحويجة يعتبرون شهداء وسوف يتم معاملتهم وذويهم كشهداء , وبعدها يقولون عنهم ان هؤلاء الذين تصدت لهم قوات الجيش والشرطة هؤلاء ارهابيين! لاحظ حالة التخبط والعشوائية المزرية التي وصل لها هؤلاء والمالكي يسارع لغرض تشكيل لجنة تحقيق خاصة من البرلمانيين للوقوف على حقيقة مجرزة الفلوجة كانت لغرض الاستهلاك الاعلامي ليس الا ...
التفجيرات المفتعلة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي حدثت اليوم والبارحة في مناطق الجنوب العراقي هي الاخرى رسالة موجهة بصورة مباشرة لغسل دماغ الاخر لتهيئته للحرب الطائفية اذا اندلعت فيما بينهم!.
ايها المواطن العراقي انت وحدك واطفالك فقط دون غيرك من سوف يدفع ثمن هذه الحرب الطائفية العبثية البائسة اذا اندلعت فيما بينهم !؟.

ملاحظة:
ينص الدستور في الفقرة (18) المادة رابعا على:
يجوز تعدد الجنسية للعراقي، وعلى من يتولى منصبا سياديا او امنيا رفيعا، التخلي عن اية جنسيةٍ اخرى مكتسبة، وينظم ذلك بقانون.
وذلك القانون الذي يجب ان يشرع في مجلس النواب ليضمن تطبيق هذه الفقرة تحديدا ما يزال يراوح مكانه في مجلس النواب , حيث يرفض رؤساء الكتل السياسية بمختلف توجهاتهم سن تشريع قانوني لتطبيق ازدواج الجنسية للمسؤولين , لان ذلك سوف يتعارض بصورة مباشرة لمصالحهم المادية بالدرجة الاساس وسوف يكونون عرضة مستقبلا للمساءلة القانونية , ولكن الجنسية الاجنبية المكتسبة لهم تعتبر ملجا امن لهم ولعوائلهم , هذا اذا علمنا ان هناك رؤساء كتل نيابية ووزراء ونواب ومسؤولين ومستشارين يحملون جنسية اجنبية اضافة الى جنسيتهم العراقية وتعتبر وزارة الخارجية الاكثر بين موظفيها لازدواج جنسيتهم والذي تجاوز عددهم  اكثر من 41 سفير وقنصل ووزير مفوض ...
اذا تعارض موقف سياسي او اقتصادي مصالحة العراق مع مصالحة اي دولة غربية وكان السفير او الوزير المسؤول مكتسباً لجنسيتها لمن سوف تكون الكفة المرجحة من وجهة نظره للدولة العراقية ام للدولة الاجنبية ؟
والاجابة دون شك او تاويل: الدولة الاجنبية !.
*نوري المالكي او الحجي ابو اسراء كما كان يطلق عليه ايام السيدة زينب بداية تسعينات القرن الماضي كان يتم استدعاءه كل فترة الى جهاز المخابرات السوري وكان المسؤول يتعمد ان يتركه ينتظر في باب مكتبه لاكثر من ساعة لكي ينتظر الاذن له بالدخول من قبله مما ولد له حالة كره وبغض نفسية لهؤلاء ما زالت مستمرة لغاية اليوم.

لسنا أهلك



مكي النزال
الرئيس الغير شرعي لوزراء العراق
تقول: أهلي؟


لسنا أهلك..
فدمنا ما زال في يدك ويد أزلامك الأقذار
فجد لنفسك مخرجًا غير هذا وإلا فدماء كل العراقيين من الزركة للفلوجة للحويجة في رقبتك
والخطاب لكل المنخرطين في العملية السياسية التي قتلت العراقيين بلا استثناء ومعهم من أفتى فتاوى السوء ومن ساند وآزر:
أنقذوا أنفسكم بالبراءة والعمل الصالح والتوبة، وإلا فلا عاصم اليوم من أمر ربي
اللهم هل بلغت؟
اللهم فاشهد

مصر وغيرها.. لماذا التشيٌع الصفوي؟!


حكمت نديم
الدعاة والمبشرون الدينيون، كما تكشف حملات التبشير عبر التاريخ ، يتوجهون صوب مجتمعات تؤمن بعقائد دينية مغايرة أو مختلفة. فالمسيحيون يرسلون بعثاتهم التبشيرية (لنصرنة) المسلمين وغيرهم، والمسلمون يرسلون دعاتهم (لأسلمة) المسيحيين وغيرهم أيضا. والغريب في الأمر، ان الإيرانيين، الذين يدعون الإسلام، نراهم بدلاً من أن يرسلوا مبشريهم إلى مجتمعات غير مسلمة لنشر العقيدة الإسلامية، يرسلونهم إلى المجتمعات الإسلامية لنشر (الطائفية) في أوساطها وزرع الفتنة في صفوفها، على أساس التشيٌع الصفوي!!


فما هو التشيٌع الصفوي، ولماذا تستخدمه إيران في المجتمعات العربية المسلمة وغيرها من الأقوام، التي أعتنقت الإسلام منذ قرون؟ وهل أن التشيٌع الصفوي مصدراً لتوحيد الأمة أم أداة لتقسيمها وتفتيتها وزرع الفتنة الطائفية بين صفوفها؟ ثم لمصلحة من تقسٌم المجتمعات العربية المسلمة على وجه التحديد، إلى طوائف وفئات متشرذمة في ظروف بلغت فيها الهجمة الإمبريالية والصهيونية أعلى درجاتها على العرب وعلى الإسلام؟! وهل يمكن أن يعزل التشيٌع الصفوي عن تلك الهجمة الإمبريالية والصهيونية المتوحشة التي ضربت العراق وشعبه العربي المسلم، كما ضربت أفغانستان وشعبها المسلم وشعوب أخرى ما زالت تحت وقع السياط الإمبريالية والصهيونية ؟!
إن منهج التشيٌع الصفوي يعد خطراً كبيراً على الإسلام إذا ما أتخذ منحىً تبشيرياً في بلاد المسلمين . كما أن الأيديولوجية التي يحتكم إليها هذا المنهج، وهي (عقيدية- طائفية- سياسية) تعدُ إحدى أهم أدوات السياسة الإيرانية التي تستخدمها طهران لتنفيذ سياساتها الخارجية، بتبنيها التبشير على وفق هذا المنهج، لزرع الخلايا هنا وهناك لتحويلها إلى أوراق ضاغطة على الحكومات وإيجاد موطىء قدم لها، وما حصل في جنوب لبنان نموذجاً، وفي العراق نموذجاً دخل مرحلة ابتلاع الجنوب، وفي غزة وفي البحرين والكويت حالياً حيث وصلت عناصر الإستخبارات الإيرانية لفيلق القدس إلى أعلى حلقات التشكيل الأمني الكويتي رغم وجود المخابرات الأمريكية والبريطانية، فيما تجري محاولات للتشيٌع الفارسي في تونس والمغرب وحالياً الضغط السياسي- الصفوي على مصر!
إن استفحال التبشير الإيراني للعقيدة التشيعية الصفوية يأتي بسبب العوامل الآتية التي سهلت التوجه الإيراني التوسعي :

أولاً- التعاون الإيراني مع الولايات المتحدة لاحتلال العراق، وإيجاد المناخ الملائم للتوغل الإيراني نحو المنطقة العربية، عن طريق التبشير للطائفية التشييعية الصفوية باعتبارها أداة من أدوات تفكيك المنطقة العربية وتدمير أسسها لغاية تأسيس (الشرق الأوسط الجديد).
ثانياً - القبول الأمريكي للمنهج الصفوي القاضي بتفتيت المسلمين العرب من سنة وشيعة والسكوت على الجرائم التي ارتكبتها عصابات بدر والدعوة والصدر وفرق الموت وغيرها.
 ثالثاً – تدهور الأوضاع في فلسطين المحتلة، ووصول القضية الفلسطينية الى طريق مسدود، وتحويل مجرى الصراع، من صراع إسرائيلي- فلسطيني الى صراع فلسطيني- فلسطيني، وذلك بدعم فصيل فلسطيني مقاوم على حساب فصيل فلسطيني آخر بالمال والسلاح والدعم السياسي، الأمر الذي أدى إلى انقسام الكفاح الفلسطيني المسلح وتعزيز إيران لهذا الانقسام بدعم حماس في غزة، ولم تراع إيران قضية فلسطين كقضية، ولا لمصير الشعب الفلسطيني الذي قد يتعرض إلى التشرذم ، وهذا عين الهدف لتهميش القضية الفلسطينية وإعاقة كفاحها وتفتيتها وشرذمتها، وهو الأمر الذي تصبو إليه (إسرائيل) والإمبريالية الأمريكية صاحبة مشروع الشرق أوسطية الخبيث.
والتساؤل هنا لماذا تتدخل إيران في صلب قضية قومية عربية هي قضية فلسطين من دون كل العالم الإسلامي. ؟!
رابعاً- عجز النظام العربي الرسمي حيال الهجمة الإمبريالية الصهيونية وتواطئه معها وتسهيل احتلال العراق وتدميره والتآمر على القضية الفلسطينية والتسبب في تردي الأوضاع المزرية التي يعاني منها الشعب العربي من أقصى المغرب العربي حتى المشرق العربي، في شكل انهيارات شملت كل مناحي الحياة، الأمر الذي بات حجة لدى القيادة الإيرانية الفارسية لتقول ( العرب عاجزون، ويقمعون شعوبهم، وغير قادرين على الارتقاء بقضاياهم ) .. وطرحوا أنفسهم ومنهجهم الطائفي التشيٌعي كبديل أمام الجماهير.. وتلك مغالطة مفضوحة طالما نددت الجماهير بالعجز العربي الرسمي  ولم تضع سلاح الكفاح جانباً، ولم تهادن النظم العميلة المستسلمة، ولا لأسيادها من إمبرياليين وصهاينة، وثورة الجماهير العربية التي عمت المنطقة العربية من أقضى المغرب إلى المشرق العربي حيث ثورة العراق الرائدة، خير دليل على يقظة الأمة العربية ضد الهيمنة والاستعباد والقهر وغمط الحقوق الوطنية والقومية !!
خامساً- الإحباط العام في عموم المنطقة نتيجة المسار الذيآ إليه الحراك الشعبي العارم، الذي زاد على الفقر والبطالة والمرض والجوع والجهل والفتن، التي باتت تهدد بالانفجار في معظم البلدان العربية وفي مقدمتها مصــر، الأمر الذي هيأ المناخ المناسب للتوغل الإيراني التشيٌعي الصفوي في صفوف الفقراء وصرف ملايين الدولارات لتلك الأوساط ، مما جعل أوساط الأزهر تدق ناقوس الخطر وتعلن أن هذا المد ليس إسلامياً ويشكل خطراً داهماً على الإسلام والمسلمين، ولو كان من صميم الإسلام لما كان توجهه نحو بلاد المسلمين، ولذهب الى النصارى واليهود والى ديانات أخرى، لا أن يكثف جهوده بين أوساط المسلمين من أجل التشيٌع الفارسي لتكريس الفتنة الطائفية بين المسلمين، لأن في هذا مدخلاً للحساسيات والاحتكاكات والصراعات، وهي مخالفة لنص قرآني صريح يقول تعالى (وأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)، فهل يدرك العرب جميعاً أنظمة وحكومات أن حالة العجز العربية، وحالة الفقر والجوع والمرض والجهل، ألتي تسود مجتمعاتنا العربية قد ولٌدتْ إحباطاً عاماً مهدَ وسهٌل َللنظام الصفوي لأن يطرح نفسه كبديل (إسلامي) يملأ ما يسميه الإيرانيون بـ (فراغ العجز القومي العربي) كحالة عامة مستشرية، حيث تختفي خلف الدعاوى والمزاعم الإيرانية هذه أطماع فارسية تسعى إلى إحياء روح التوسع الإمبراطوري الفارسي، وإعادة إحياء (مجد كسرى) المندثر ؟!
 فلو كان المبشرون بالتشيٌع يأتون على أساس الإسلام الخالص، وليس بصيغة التشيٌع الطائفي إلى الأوساط والدول غير المسلمة، لكان الجهد مباركاً بإقناع تلك الأوسط غير المسلمة بدين الحق والعدل والإنصاف، دين الرحمة والمساواة والتسامح . ولكن لماذا هذا الجهد الكبير والأموال الطائلة للتشيٌع الطائفي الفارسي في الأوساط المسلمة؟ فلو كان القائمون على هذه الدعوة التبشيرية المشبوهة فعلاً مسلمين، لما فعلوا ذلك، لأنهم بفعلتهم هذه يمزقون نسيج المجتمعات المسلمة ويدخلونها في متاهات من الصراع الطائفي قد يصل إلى الاحتراب.. والتساؤل هنا: لمصلحة منْ هذا التوجه ؟!
أمريكا تريد تمزيق وتفتيت المجتمعات العربية اثنياً ومذهبياً طائفياً، وذلك هو منهجها الإستراتيجي الراهن .. والكيان الصهيوني يرى في تمزيق المجتمعات العربية وتقسيمها إنقاذاً له لكي ينسجم مع كيانات ضعيفة ومتناحرة مع بعضها ، ليتمكن من الاندماج معها وقيادتها كما قال "شمعون بيريز" رئيس الكيان الصهيوني في معرض التصنيع العسكري الاسرائيلي ((نحن لدينا عقول تُصَنِع السلاح ، أما دول النفط - يقصد الدول العربية المنتجة للنفط- فليس لديهم سوى إنتاجه))!، وبكلامه هذا قد أهان كل الدول العربية نظماً ورؤساء وحكومات بأن ليس لديهم عقول تُصنٌعْ ، إنما يستخرجون النفط لا غير.
ان إيران تنفذ إستراتيجية أمريكا والكيان الصهيوني بأداتها الطائفية التي تقوم على أساس تمزيق المجتمعات المسلمة، ومحاربة الإسلام الحنيف.؟! فهل تشعر إيران بأنها مسلمة حقاً في الوقت الذي تعمل فيه على التشيٌع الصفوي ولمصلحتها القومية الفارسية، وليس لمصلحة الطائفة الشيعية العربية المحبة بصدق للعروبة والإسلام وآل البيت العظام ؟!
الشعب العربي في العراق بطائفتيه المسلمتين السنة والشيعة، لا يفعل ذلك، ويحترم كل المذاهب والأديان والقوميات الأخرى على أساس مدى اقترابها أو ابتعادها عن وحدة الشعب، ووحدة الوطن والحفاظ على هويته ومصالحه العليا . تلك هي معايير الشعب والأمة، وغير ذلك ينظر بعين الريبة إلى المبشرين الإيرانيين وخلاياهم التي يعملون من خلالها على زرع الفتنة الطائفية بين المسلمين في كل مكان، فمحاولاتهم في مصر وتونس والمغرب، حيث ظهرت بوادر مثل هذه الخلايا، بعد أن راحت ممثلية العراق في القاهرة ترعى مقار التشيٌع الصفوي ظاهرياً وهي في شكل " حسينيات " توزع من خلالها الأموال والكتيبات الفارسية المسمومة على البسطاء والفقراء والمعوزين المصريين المسلمين من أجل (التشيٌع) في الظاهر في الوقت الذي هو (تشيٌع صفوي) يستهدف تأسيس خلايا تعد امتداداً لجيش القدس وللحرس الأستخباري الإيراني، والملاحظ هنا أن إيران تدفع عملائها للعمل بدلاً عنها في الواجهة، كما يحصل حين تأمر طهران حزب الله في الجنوب اللبناني لتنفيذ عمل ما، وتأمر احزابها الطائفية في العراق . وما يحصل في القاهرة يتكرر في تونس والمغرب والبحرين والكويت وغيرها!
إن التسويق للعقيدة (التشيُّعية الصفوية)، وليس الشيعة العرب، في الأوساط والدول المسلمة هو إيجاد موطيء قدم استخباري تخريبي، لنشر الفتنة والصراعات الطائفية- كما أسلفنا- لأن مثل هذه السلوكيات هي التي تغذي التطرف في الأوساط المسلمة، كما أنها ليست في مصلحة الطائفة الشيعية العربية، حين يتحدث الإيرانيون ويتصرفون بإسمها وهي براء من كل ممارسات الطغمة الشعوبية في قم وطهران. فالشيعة العرب محترمون، ولا أظن أنهم يرتضون أن يكون عليهم وصياً، يتحدث ويمارس كل أساليب الانحطاط الأخلاقي باسمها ، كما تمارسه الآن إيران في منهجها (التشيعي الصفوي)، الذي تريد تطبيقه لأغراض سياسية إستراتيجية تطمح إليها الدولة القومية الفارسية، دون أن تكون لها أي علاقة  بالدين الإسلامي الحنيف، ولا بالشيعة العرب الأصيلين، إنما بواقع سياسة إيران الإستراتيجية، التي تستهدف موطىء قدم سياسية في البلاد العربية المسلمة ولأغراض باتت مكشوفة .
إن جهود إيران التبشيرية مخزية وعقيمة، وهي ورقة إستراتيجية خاسرة، أفتضح أمرها حين تلاقت هذه الأداة مع السياسة الإستراتيجية للكيان الصهيوني ومع مخططات الشيطان الأكبر أمريكا، لتقسيم المنطقة وإعادة رسم خرائطها السياسية وفقاً لمنظورهما، والذي زاد عليه المنظور الإيراني الخبيث.
فلا أحد من دول العالم يتقبل بين ظهرانيه طابوراً خامساً يسرح ويمرح ويشرعن السياسات والفتن والإغتيالات كما يحصل في العراق الآن . فالمدرسة (التبشيرية التشيعية الصفوية) غالباً ما يسقط خطابها الفكري في تناقضات فاضحة، فهي أحياناً تدعو إلى وحدة المسلمين وتناسي الخلافات، وإن السنة والشيعة طائفتان مسلمتان ليس بينهما خلافات في أصول الدين الإسلامي، ولكن هذه المدرسة تعمل على الأرض وتدفع بشبكة دُعاتها التبشيريين في أوساط المسلمين السنة من أجل تشيعهم الصفوي، والهدف هو زرع (نواة) سياسية لا علاقة لها بالإسلام ولا بشيعة آل البيت العظام، تستثمرها إيران لمنهجها القومي الفارسي، وترصد لهذه المدرسة أموال طائلة تحت غطاء ديني عقيدي تخطط له السياسة الخارجية الإيرانية .
لقد استمر (التشيع الصفوي) في لعبته القديمة التي تريد طهران إحيائها في هذا العصر في عملية تقسيم العرب المسلمين وتهميشهم وتفتيتهم والطعن بتاريخهم وتشويه رموزهم . وعلى وفق هذا المنهج تقوم إيران على أساس دولة دينية تتبنى التشيٌع الطائفي كمذهب رسمي للدولة الإيرانية، ولا غرابة في أن يعلن الكيان الصهيوني كونه " دولة " دينية في المنطقة ويطلب من الجميع التعامل معه تبعاً لهذا الأمر. ولا غرابة في أن يرتقي التيار الإسلاموي ويتربع عدداً من قمم السلطة في بعض الأقطار العربية.. كما أنه من الملفت أيضاً أن يأتي الرد الرسمي على تصريح شيوخ الأزهر من لدن وكالة (مهر) الإيرانية الرسمية، ولم يأت من الحوزة الطائفية في قم ، وهذا ما يثير الدهشة ويؤكد أن المنهج(التشيٌعي الصفوي) هو منهج سياسي تكفلت بالرد الاستفزازي القاصر والسخيف تلك الوكالة .. ولعل الورقة الإيرانية الصفراء هذه، هي آخر أوراق الخريف الأيديولوجي الفارسي في عالم الإسلام والعرب!

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..