موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 30 مارس 2012

صفعة أخرى على وجوه الحكام العرب في بغداد!

ماهي الصفعة الجديدة على وجوه الحكام العرب في بغداد؟ بل ماهي الصفعة الأولى التي وجِّهت لهم؟
الإجابة عن هذين السؤالين نجدها في مقال الكاتب العربي الدكتور محمد صالح المسفر.






صفعة أخرى على وجوه الحكام العرب في بغداد!


محمد صالح المسفر
توافدت جحافل ممثلي الأنظمة العربية الحاكمة إلى بغداد للمشاركة فيما سمي " مؤتمر القمة العربية 23 " جلهم من الموظفين الدبلوماسيين، أما كبار الوفود من بعض القادة العرب فمع الأسف لكل هدفه الخاص به وليس بهم الأمة العربية وما يعتصرها من أحداث.
تمثيل الكويت على مستوى أمير البلاد أمر في غاية الاستغراب من كثير من المراقبين داخل الكويت وخارجها، فالنظام الطائفي في بغداد السند المُعِين لكل التحركات الطائفية إلى جانب إيران في دول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك الكويت، وإيران متهمة من قبل الكويت ودول أخرى في مجلس التعاون بالتدخل في شؤونها الداخلية بل اتهام إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية تعدى حدود الخليج العربي ليصل إلى لبنان واليمن وسورية وجزر القمر والصومال وغيرها من الدول العربية.

لا اعتراض عندي على تمثيل الصومال وجيبوتي وجزر القمر في قمة بغداد على مستوى الرؤساء فلكل أسبابه ودواعيه، ولا اعتراض على السودان لأن الرئيس البشير كل تحركاته خارج السودان تحديا لمحكمة الجنايات الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وتطالب المجتمع الدولي بالقبض عليه وتسليمه للمحكمة، لكن الاعتراض على تونس الثورة (المرزوقي) وليبيا الثورة (عبد الجليل) هؤلاء القادة وصلوا إلى مراكزهم العليا بموجب رغبة شعبية وقبلوا بالتعددية والحكومة المدنية الديمقراطية واجتثاث الفساد والمفسدين. كيف يقبلون أن يرأسهم لمدة عام كامل الثنائي المكروه عراقيا على الأقل (الطالباني والمالكي) الأول انفصالي عرقي النزعة يكره بل يرفض أن يكون القطر العراقي جزءا من الأمة العربية وهو من دعاة تثبيت ذلك في دستور العراق الذي صاغه السفير الأمريكي بريمر عام 2003، والثاني طائفي طاغية بكل معنى الكلمة وصل إلى الحكم بتوافق إيراني أمريكي رافضين إرادة الشعب في اختيار (علاوي) عبر صناديق الانتخاب، ولو أنهم عندي، المالكي وعلاوي، خرجوا علينا من رحم قوى الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق والمخابرات الإيرانية، إلا أن بعض الشر أهون من بعضه، عروبة العراق عند الطالباني مرفوضة لأن عرقه أصر على" أن الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية " وليس القطر العراقي الشقيق

. الحكام الذين أتيت على ذكرهم "عبد الجليل، والمرزوقي" حرروا السجون من المعتقلين الذين زجت بهم النظم السابقة بل إن بعضهم تولى مراكز قيادية في النظم الجديدة بينما المالكي والطالباني رئيسا القمة العربية الحالية مابرحوا يمارسون سياسة الاجتثاث لكل قادة العراق ورموزه الفكرية والعسكرية والسياسية، السجون العراقية مزدحمة بالمعتقلين السياسيين والعسكريين والعلماء. بعد تسعة أعوام من الاحتلال جيوب الحقد الطائفي ما برحت تملأ صدور القيادات العراقية القائمة حتى ضد عروبة العراق بموجب دستور السفير بريمر "العرب في العراق جزء من الأمة العربية" وليس العراق بكل مكوناته.

 أستطيع القول بكل وضوح بأن القادة (المرزوقي، وعبد الجليل" ارتكبوا خيانة عظمى لشعوبهم الذين ثاروا على الطائفية وحكم الفرد والفساد والتبعية والدكتاتورية العائلية والتسلط على أرزاق الخلق، نعم نعترض على مشاركتهم في مؤتمر يرأسه أعتى وأعظم وأشرس دعاة الطائفية وحكم الفرد، والتبعية، وأحقر سياسي جاءت به الأقدار إلى هذه المكانة ليمارس سياسة الاحتقار للأمة العربية والإسلامية عامة عندما أمر بقتل الزعيم الخالد الشهيد صدام حسين تغمده الله برحمته يوم عيد النحر دون مراعاة مشاعر وشعور العرب عامة والمسلمين كافة، صدام حسين الشهيد الذي كانت آخر كلماته ذكر الله ونبيه محمد عليه السلام وهتاف يحيا العراق حرا عربيا تحيا فلسطين حرة عربية، واليوم الصهاينة في ظل الحكومة الحالية في بغداد يتجولون في شوارع عاصمة الرشيد ثالث عاصمة عربية بعد المدينة ودمشق بكل حرية وزهو
(2)
المالكي وحزبه الحاقد على هذه الأمة وقادتها ومفكريها صفع القادة العرب الذين حضروا قمة بغداد يوم الأمس على وجوههم، دون حياء ودون اعتبارات إنسانية وأخلاقية وسياسية ومجاملات لحكام عرب وصلوا إلى بغداد بعد قطيعة دامت قرابة العشرين عاما تمثلت تلك الصفعة بإصدار أوامره الحاقدة بنبش قبر الشهيد صدام حسين ونثر رفاته في أماكن متفرقة من العراق حتى لا يكون له الأثر للأجيال القادمة. الصفعة الأولى لكل القادة العرب والمسلمين عامة التي وجهها المالكي وأركان نظامه يوم إعدام الرئيس صدام حسين طيب الله ثراه يوم العيد الكبير. لست أدري ما إذا كان حكام العراق اليوم يقيمون اعتبارا للحكام العرب والشعب العربي أم أنهم يعتقدون بأن الحماية الأمريكية والإيرانية هي العاصم لهم وإلى الأبد من غضب شعب الرافدين والأمة العربية بما فعلوا ويفعلون برجال العراق ونسائه.
والحق أنهم لا يقيمون أي اعتبار للزعماء العرب ولا لبقية الطوائف الإسلامية بدليل أن نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور طارق الهاشمي مطارد من قبل المالكي وأركان حكمه بتهم ظالمة وكذلك نائب رئيس الوزراء السيد المطلك وهم يمثلون طرفا إسلاميا عريقا في العراق والسجون العراقية تعج بالمعتقلين السياسيين من أهل السنة والجماعة بلا ذنب إلا أنهم لا يوافقون على كل قرارات هذه الحكومة المعينة بموجب وفاق أمريكي إيراني.
ولا أخفي عتبي الشديد على الإدارة السياسية في الكويت التي خضنا حربين في أقل من عشر سنوات من أجل الكويت واليوم نرى رمز الساسة الكويتية يسير جنبا إلى جنب في بغداد مع قيادة تعمل وتطمح أن تسود في الكويت ولو عبر ولاء طائفي وقد رأينا ذلك على وسائل الإعلام، وعتب الكاتب يمتد ليشمل إخواننا في البحرين التي لم تسلم من تأييد الأحزاب المتنفذة والمسلحة في عراق المالكي والطالباني إبان الأزمة الداخلية بين الحكم في البحرين والمعارضة
إنني لا أدعو إلى مقاطعة مؤتمر القمة من قبل الكويت والبحرين ولكن يجب أن يكون التمثيل مساويا لإخوانهم في مجلس التعاون.

آخر القول: 

صدق الحق القائل "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" هذا هو مجلس التعاون الخليجي.




ملاحظة:
نُشر المقال هنا



زنا (المحارم) في قمة بغداد!

المقال التالي الذي كتبه الأستاذ صلاح المختار، يطرح قضية مهمة جداً، لا تتعلَّق بقمة بغداد التي عقدت أمس فقط، وإن كانت القمة مدخلاً للمقال، الذي بعث بها كاتبه، مشكوراً، إلى بريدي الإلكتروني، انه يطرح قضية خيانة بعض التيارات والشخصيات والزعامات المتستِّرة بغطاء الإسلام، وهو مقال يعيد إلى الذاكرة، الدراسة التاريخية المهمة التي كتبها الرئيس الشهيد صدام حسين عام 1988، عن الحركات السياسية الدينية والحركات المغطَاة بغطاء الدين.




زنا (المحارم) في قمة بغداد!

كثيراً ما نرى الاشياء على غير حقيقتها لأننا نكتفي بقراءة العنوان
مثل أميركي



صلاح المختار
تعمَّدت ان لا اكتب عن قمة الجواسيس قبل انعقادها لكي لا يقال اننا نستبق الاحداث رغم علمنا بتلك الاحداث مسبقا ، لأن للشيطان اسم واحد وهو الشيطان مهما بدل ملابسه ومكياج وجهه، وسواء رقص بعصا عمر البشير او بسيف امير قطر فهو يبقى كما كان شيطانا رجيما. 
ولعل ابرز الجواسيس خونة الشعب والامة هو عمر حسن البشير الذي تعمد حضور القمة في حين ان الاغلبية الساحقة من الملوك والامراء والرؤوساء لم يحضروا وارسل بعضهم سفيرا الا ان البشير حضر شخصيا القمة في خطوة لا يمكن فصلها عن تاريخه وخياناته الوطنية والان يرتكب الخيانات القومية .
البشير خائن مزدوج : خائن للامانة حيث غدر برفاقه بخسه واهان معلمه ومربيه حسن الترابي ، فقدم مؤشرا على انه مستعد لفعل اي شيء يحقق له الفائدة وليس للسودان ، وخائن للامة لانه قبل ان يبيع العراق بحضوره قمة العار.
باع جنوب السودان بموافقته المسرحية على الانفصال رغم انه ربط شرعيته طوال سنوات طويلة بالمحافظة على وحدة التراب السوداني . فمن يخون السودان ويغدر بمعلمه ورفاقه لا يمنعه شيء من الغدر بالابعدين . واشكر الله انني لم انشر مقالا كتبته دفاعا عن البشير حينما طلبته المحكمة الجنائية الدولية لانني كنت وقتها متشككا بدوره وميالا الى الاعتقاد بانه دمية امريكية صهيونية ولكن بدون حسم ، اما بعد انفصال الجنوب وبمباركته الشخصية وحضورة الشخصي احتفالات الانفصال فانني تيقنت انه جاء للسلطة بدعم امريكي وصهيوني ليحقق واحدا من اهم اهداف اسرائيل وهو فصل جنوب السودان ثم بعد ذلك يلعب دوره الخياني على المستوى العربي .
الان علينا ان نعيد النظر بتقويم كل ماحصل في الوطن العربي في ضوء ما يجري الان من احداث اذ ليس من الحكمة ان لا نقوم بتحليل ما حدث واستخلاص الدروس خصوصا وان العدو لا يتورع عن الاعلان رسميا عن خططه وخطواته ، والبشير وكما اكدت مواقفه خصوصا الموافقة على فصل جنوب السودان لم يكن الا حصان طروادة مدعوم امريكيا وصهيونيا من اجل تمزيق السودان اولا ثم اداء دور تخريبي في الوطن العربي .
ولذلك لم يكن غريبا ان ينفرد هو دون غيره من كل الرؤساء والملوك بحضور قمة العار في بغداد المحتلة ، فبالرغم من ان غيره رفضوا الحضور ، مع ان بعضهم اقدم من البشير في العمالة لامريكا والصهيونية ، فانه بصلافة من يريد ان يثبت انه بيدق بيد امريكا حضر القمة ولم يتابعه اوكامبو الذي كان يهدد باعتقاله كلما سافر ، ولكن هذه المرة لم نسمع اي صوت لاوكامبو وهو يطلب من حكومة المالكي تسليم البشير لسبب معروف حتى للجاهل وهو ان البشير حقق ويحقق الكثير من اهم اهداف امريكا واسرائيل وفي مقدمتها فصله لجنوب السودان والان توسع نطاق خيانته الوطنية لتصبح خيانة قومية بحضوره لمؤتمر الزنا بالمحارم في بغداد .
مع رفع شعارات دينية في السودان والمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية على جنوب السودان غير المسلم بدأت مؤامرة تقسيم السودان تتحول الى عمل ممكن التنفيذ بعد ان كانت هدفا بعيد التحقق، فقط عندما اصبح الجنوب تحت التهديد بأسلمته بالقوة ونفذ التهديد بحرب ضروس تحولت حركة الجنوب من الحالة المطلبية الاصلاحية ضمن حدود السودان الى المطالبة بالانفصال لتجنب الاسلمة .
هذه حقيقة تاريخية لا مجال لإنكارها ، وتحت غطاء اضطهاد اهل الجنوب من غير المسلمين تحولت قضية الجنوب الى قضية عالمية مدعومة من اطراف عديدة وليس من قبل اسرائيل فقط .
والسؤال المهم هنا هو التالي: من حقق هذه التحول الخطير؟ انه وصول الاسلامويين للحكم في السودان بانقلاب دبره احد اقدم (رجالات) الغرب والصهيونية حسن الترابي وتلاميذه وعلى رأسهم الضابط عمر حسن البشير، فهؤلاء حالما وصلوا للسلطة بدأوا بمحاولة اسلمة الجنوب بالقوة ، وسالت الدماء واحرقت الثروات وارتكبت مجازر كانت وظيفتها الاساس هي جعل بقاء الجنوب ضمن السودان امرا مستحيلا .  
الاسلامويون بقيادة الترابي هم مهندسوا تقسيم السودان، ورغم توزيع الادوار بين الترابي وتلاميذه بعد الانقلاب الذي قاده البشير ضد الترابي وعزله عن الحكم ، الا انهم حققوا تكامل ادوارهم ، فالترابي اخذ يدعو لدعم الانفصال نكاية بالبشير تلميذه العاق ، والبشير قبل بالانفصال للحصول على المباركة الامريكية والاسرائيلية وتجنب اسقاط نظامه ، وهكذا راينا البشير والترابي يعملان سوية ومن موقعين مختلفين لاجل ضمان فصل الحنوب . هنا لابد من التذكير بان فصل جنوب السودان هو احد اركان المخطط الصهيوني القديم ، فقد كانت اسرائيل منذ تاسيسها تعمل على فصل جنوب السودان ، ولكن هذا الهدف لم يتحقق في ظل الانظمة غير الدينية في السودان التي كانت وبغض النظر عن طبيعتها لا تميز بين مسلم ومسيحي ووثني ، ولذلك كانت مطاليب اهل الجنوب هي المساواة مع اهل الشمال لا غير ، وهنا جاء دور الاسلامويين لتحقيق الهدف الاسرائيلي عبر ممارسة ضغوط شديدة باسم تطبيق الشريعة الاسلامية على اهل الجنوب ، فوجد من ارتبط باسرائيل الحجة والسبب للانتقال من مطلب المساوة ضمن السودان الى مطلب تقسيم السودان ، اذن لولا حكم الاسلاموييين لما حصل هذا التحول الخطير، ذلكم هو الدرس الكبير وتلك هي الحقيقة المرة المدمرة .
هل يذكرنا هذا بشيء خطير اخر ؟ نعم انه يذكرنا بان الفتن الطائفية في الاقطار العربية لم تظهر وتتفجر وتكبر الا بعد وصول خميني للسلطة واصراره على نشر ما اسماه ب ( الثورة الاسلامية )  التي تسببت في اشنع حرب بين بلدين اسلاميين هما العراق وايران ، ثم نشرت الفتن الطائفية من خلال اصرار ايران الملالي على نشر التشيع الصفوي بكافة الوسائل ، مما قدم كل المبررات للطرف الاخر ، وهو الطرف الطائفي السني ، لخوض صراع طائفي الطبيعة والهدف ، وهكذا دخلت الامة العربية مرحلة التورط في صراعات ثانوية بين الطوائف والاديان وغيب ذلك الصراع الحقيقي والرئيس بين حركة التحرر الوطني العربية والاستعمار الغربي والصهيونية .  وبعد غزو العراق توفرت ادلة عملية ووثائق ومواقف تثبت بان التيارات الاسلاموية كانت خيول طروادة للاحتلال بعد ان قامت بدور الداعم الرئيس للاحتلال في العراق ومنها تشكلت كل حكومات الاحتلال ، وبميليشياتها دعم الاحتلال واستمر طوال التسع سنوات الماضية وابيد اكثر من مليوني عراقي وشرد اكثر من سبعة ملايين عراقي من ديارهم بعد ان بدا القتل على الهوية الطائفية والعرقية في العراق .
ان محاولة تقسيم العراق ونشر الفتن الطائفية كانت من عمل التيارات الاسلاموية سنية وشيعية بدعم وتشجيع امريكيين واضحين جدا ، وان فصل جنوب السودان ما كان له ان يحصل وتتوفر البيئة التي تدعمه لولا وصول الاسلامويين للسلطة في السودان بقيادة حسن الترابي ، وهذه حقائق لم يعد احد يستطيع انكارها او القفز من فوقها ، وهي تقدم لنا الدليل الحاسم على ان امريكا واسرائيل لهما مصلحة اساسية وستراتيجية في وصول الاسلامويين للسلطة في الاقطار العربية لس لانهم عملاء ، فهذا موضوع اخر ، بل لان تكوينهم الفكري وتربيتهم الطائفية تجعلهم اسرى نزعات متطرفة دينية وطائفية تتغلب على المصلحة الوطنية والقومية وتدفعهم لتصفية اي طرف اخر ينافسهم وتوفر لديهم الاستعداد لقبول دعم اي طرف يعدهم بدعم وصولهم للحكم ، كما حصل ويحصل في مصر وتونس الان .  
بعد كل هذا هل نطلب من البشير الذي كان ومازال اداة تقسيم السودان الرئيسة ان يكون حريصا على العراق وشعبه وهويته ؟ ان البشير بعقلية المرعوب من المحكمة الجنائية الدولية بعد وضعه تحت تهديد كبير اصبح يريد باي طريقة استبعاد التهديد بما في ذلك تقديم تنازلات كان لا يتوقع انه سيقدم عليها حتى في الكوابيس ، لكن شبح اوكامبو وتهديدات امريكا واوربا حركت في البشير الاحساس بضرورة الحفاظ على النفس حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والدين .
والبشير بموقفه الخياني في السودان وبموقفه الخياني على المستوى العربي يؤكد بان الاسلام يستخدم غطاء لتقسيم الاقطار العربية ودعم غزوات اعداء العرب والمسلمين بكافة الونهم واشكالهم .
ان الدرس الاكبر لخيانة البشير والترابي اللذان تغير كل شيء فيهما الا الخيانة والاصرار على تمزيق السودان ، هو ان التيارات الاسلاموية بغالبتها تشكل الاحتياطي الستراتيجي الاهم لامريكا والصهيونية . لذلك على الاسلاميين الوطنيين، وهم الاغلبية الساحقة، تبني موقف يميزهم عن الخونة من الاسلامويين عن طريق اختيار سياسات واضحة في وطنيتها وقوميتها دون التخلي عن الاسلام، وهذا ما تفعله فصائل مجاهدة في العراق التي تقاتل الاحتلال وتصون وحدة العراق الوطنية وهويته القومية تحت الراية المشتركة والثنائية راية العروبة والاسلام التوأمان اللذان لا يمكن فصلهما ، وان فصلا اصطناعيا بدأ مسلسل الكوارث . 

اكذب واكذب حتى تنهار الحقيقة..

العملاء الطائفيون مشهورون بالكذب، بل هو جزء أساسي من دينهم ومنهجهم السياسي، وهذا ما  تتعرض إليه الكاتبة العربية من البحرين العربي، سميرة رجب، في مقالتها التي ننشرها هنا، والتي توضح فيها جانباً من أكاذيب حزب الدعوة الشيطانية، فرع البحرين.

اكذب واكذب حتى تنهار الحقيقة.. 



سميرة رجب
مما لا شك فيه أن سوء إدارة الحكم في النظام العربي الرسمي، خلال نصف قرن تقريباً، يعدّ سبباً رئيسياً في حالة الضعف التي تعاني منها الأمة، فكان فشل المشاريع التنموية في بلداننا سبباً في انهيار المستوى المعيشي من جهة، وتراجع الوعي الشعبي من جهة أخرى، وهما عاملان مؤثران مباشرة في بناء العقل ومنظومة القيم العقلانية لمواجهة الاختراقات الفكرية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في أي مجتمع.. 
وصارت العملية تسير في حلقة دائرية مغلقة، إذ بات افتقار مجتمعاتنا إلى منظومة القيم والمعايير العقلانية، اللازمة لنجاح أي مشروع تنموي، من أهم أسباب فشل مشاريعنا التنموية، وهذا الفشل يؤدي الى المزيد من التراجع في المنظومة القيمية للمجتمع. وأهم هذه القيم والمعايير هو ما يتعلق بتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص لضمان الاستفادة من كل الكفاءات العلمية من جهة، ولدعم تطوير السياسات التعليمية بما يتناسب مع متطلبات الحداثة والعصر من جهة أخرى.. وبذلك نصل الى العلاقة الجدلية الخطيرة بين التنمية والوعي المجتمعي، وعلاقتهما معاً بأمن واستقرار المجتمعات.
وهذا الوعي المجتمعي هو ما يتم استغلاله يومياً في مجتمعاتنا عبر الإعلام السلبي للترويج ضد بلداننا بأساليب لا يتلمسها المتلقي، وهذا ما يُدعى «الغزو الثقافي»، الذي بات سائداً في ظل غياب الثقافة الوطنية ومنظومة القيم الحامية لوعي المجتمع.
لذلك بات الكذب سهلاً، والتلفيق رائجاً في الإعلام (شاملاً كل وسائل التواصل الاجتماعي).. وبارتفاع منسوب الكذب والتلفيق مُسحت الخطوط الفاصلة بينها وبين الحق والحقيقة، واختفت الخيارات أمام المتلقي، بما يعطي الخيار الأول والأخير لتزييف الوعي وتراكم الكذب المتواصل من دون انقطاع، على أمل أن تخرج الحقيقة من صناديقها عندما يسمح أصحابها بنشرها، بعد عشرات السنين، أي بعد أن تفقد دلالاتها وأهميتها.. ولربما كذبة سلاح الدمار الشامل في العراق، بكل ما شملته من تشويه كامل للعراق ونظامه، تعد الأشهر والأخطر في عالمنا المعاصر، ولئن تم كشف الحقيقة العراقية بسرعة نسبياً، بعد الاحتلال مباشرة، فذلك لأن تلك الحقيقة كانت قوية وواضحة لمدى لا يسمح بإخفائها أكثر.. ولكن الكذبة الكبرى كانت قد حققت أهدافها في تدمير العراق ومسحه من الخريطة العربية.. وفي كل هذا كان فقر الوعي العربي الرسمي والشعبي سبباً رئيسياً في نجاح تلك الأكاذيب لتكون السلاح الأول في المعركة.
وهكذا لم تتوقف سلسلة الأكاذيب منذ ذلك اليوم، فتلك الكذبة التي أتت بحزب الدعوة الى سدة الحكم في العراق، صارت قدوة هذا الحزب في أدائه، وحيثما وجد، فمازال الدعويون في كل مكان يمارسون تلك اللعبة القبيحة في تزييف الوعي واختراقه ببراجماتية ولاأخلاقية، تحت راية الدين والمذهب، وصولاً إلى أهداف شعوبية وطائفية.. 
ولربما سلسلة الأكاذيب التي يمارسها حزب الدعوة في البحرين، الممثل في جمعية الوفاق الإسلامية، لاختراق الوعي البحريني، تعد الأقوى بعد كذبة سلاح الدمار الشامل العراقي، فهذا الحزب بكل فئاته، السياسية ومعتقداته الدموية، يعمل بمبدأ «اكذب واكذب حتى تنهار الحقيقة»، فلا يتوقف عن تأليف الأكاذيب حتى لو استدعى الأمر القتل لتلفيق التهم ضد الدولة البحرينية، فصار أبناء الطائفة الصغار هدفاً مباشراً للعنف والقتل في سبيل أن تتهم الحكومة البحرينية بهذا العنف وارتكاب الجرائم.. وصار كل من يتوفاه الله من أبناء الطائفة (من العوائل البسيطة)، يُسجل شهيداً في سجل إنجازات جمعية الوفاق الإسلامية (حزب الدعوة البحريني) لإدانة السلطات البحرينية، حتى بات هذا السلوك المشين منفّراً وجالباً للمزيد من الكراهية ضد الحزب وقياداته والمزيد من الأحقاد الطائفية.
ولربما كانت الواقعة العراقية بكل حيثياتها التدميرية والطائفية البغيضة، سبباً رئيسياً في خلق وعي جديد تجسد في الخوف الذي أخرج الجماهير البحرينية ضد حزب الدعوة البحريني وعناصره التي كانت تجول في شوارعنا خلال أزمة فبراير ؟؟؟؟ في عملية مماثلة لنشر الإرهاب الطائفي الذي مازلنا نشاهد فصوله في العراق على مدار سنوات الاحتلال.
هذا الإرهاب الطائفي الذي يسجله التاريخ كل يوم في صفحات حزب الدعوة هو الذي استحث الوعي البحريني في مواجهة كل التزييف الإعلامي السياسي الذي يمارسه هذا الحزب الدموي لتحقيق أجندة إسقاط البحرين في قبضة الحكم الطائفي وتكرار النموذج العراقي الذي يتم بناؤه من خلال سلاسل التفجيرات وشلاّلات الدماء والدمار الشامل. 
والمطلوب اليوم، تطوير الوعي الجماعي البحريني لمواجهة حرب الإشاعات التي بدأها هذا الحزب لشق الصف الوطني وإضعاف قوة المجتمع، بعد أن كانت هذه القوة سبباً في فشل المشروع الطائفي البغيض في فبراير ؟؟؟؟.. كما نحن بحاجة الى توجيه هذا الوعي نحو مباشرة مشاريعنا التنموية وتحقيق الأمن والسلام.. فالوعي السليم يعد أهمّ عناصر الأمن في كل زمان ومكان. 

ملاحظة:
نُشر المقال هنا


العراق يمور غضباً، ومن لا ينصره اليوم لا حاجة له غدا

كتب الأستاذ بدرالدين كاشف الغطاء، مقالاً مهماً حلَّل فيه نتائج مؤتمر القمة العربية التي انعقدت دورتها الثالثة والعشرون في بغداد، أمس الخميس 29/3/2012.




بعد أن ولدت القمة فأرا
العراق يمور غضباً، ومن لا ينصره اليوم لا حاجة له غدا

بدرالدين كاشف الغطاء
أولا :وأخيرا إنفضّ (مولد) القمة العربية بإعلان بغداد الذي تضمن عبارت إنشائية ولغة خشبية يعاد تكرارها في كل القمم. وكانت القضية الأساسية المعروضة على القمة هي موضوع سوريا، ولإن مبادرة كوفي عنان لا زالت قائمة فقد إكتفت القمة بدعم المبادرة، ولكن بتناقض صارخ في الصياغة فقد شدد الإعلان على رفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية وبنفس الوقت أكّد على ضرورة التنفيذ الفوري والكامل لنقاط كوفي عنان الست، وكأن مبادرة كوفي عنان لا علاقة لها بمجلس الأمن والتدخل الأجنبي! والأدهى من ذلك أن نبيل العربي قال في المؤتمر الصحفي المشترك مع هوشيار زيباري بعد الجلسة الختامية للقمة الآتي (الأزمة السورية أصبحت مسؤولية مجلس الأمن الآن)، بينما قال زيباري (إن الملف السوري ذهب نحو التدويل)، وهكذا يرفضون التدخل الخارجي ويدوّلون القضية في آن واحد؟
ثانيا :إيران وأمريكا حشدتا جهودهما لعقد القمة في بغداد المحتلة (ولكل منهما أسبابه)، وإشتغلت ماكنة عملاء ايران من المتمرسين بالدجل والتلفيق والكذب والنفاق والأنتهازية فصوروا عقد القمة بالفتح الجليل الذي سيجعلهم يقودون العرب للسنة قادمة. المالكي إعتبر القمة نقطة تحول في تاريخ المنطقة، والنائب عن كتلته شاكر الدراجي قال (إن قمة بغداد ستخرج بمقررات تحقق للشعوب العربية الاستقرار الأمني والسياسي والأمن الغذائي، واتخاذ موقف موحد اتجاه مختلف القضايا الدولية). وقالت كتلة دولة القانون (القمة أكدتجاهزية العراق للعب دوره القيادي الإقليمي والعربي وحتى الدولي فضلا عن الساحة الوطنية). وشارك قطب السفسطة الفارسية إبراهيم الجعفري بالتنظيرحيث قال خلال لقائه السفير البريطاني يوم 25/3/2012 (من الضروري أن تكون القمة القادمة قمة احتكام تحتكم إليها الشعوب ويحتكمون إليها وليست قمّة تحكّم تتخذ إجراءات فوقية من قبل بعض الانفعالات التي طالما عبّرت عن إرادات شخصية لا عن إرادات شعوب).
العراقيون سخروا من زعم المالكي أن القمة ستعطيه شرعية عربية، لإن شعب العراق هو الذي يعطي الشرعية وينزعها، وقد قال شعب العراق كلمته في الإحتلال والحكومات المنشاة في ظل الإحتلال منذ أول رصاصة صوبها بوجه الغزاة يوم 20 آذار 2003. كما سخر العراقيون من المالكي وهو يخطب في إجتماعات وزراء التجارة والمال ثم في إجتماعات وزراء الخارجية ثم في القمة نفسها خلافا لقواعد العمل ولقواعد البروتوكول التي لا تبيح له أن يأخذ دور وزير التجارة ودور وزير الخارجية. وبلغت السخرية مداها عندما قرأ كلمته في اجتماع القمة وكانت تخفي بين سطورها مواقف فارسية واضحة، وكذلك عندما عرض تجربته في (المصالحة الوطنية) بإعتبارها مثلا يحتذى بالنسبة للدول العربية!
ثالثا :لم يكسب المالكي ورهطه من الروابضة عملاء إيران من هذه القمة غير المزيد من نقمة العراقيين. المالكي أنفق 2500 مليون دولار على القمة (هذا الرقم منقول عن خورشيد أحمد رئيس اللجنة المالية في البرلمان الكردي في تصريح له يوم 28/3/1012) ويضاف اليه مليار أخرى منها نصف مليار للكويت (تعويضات للخطوط الجوية الكويتية) ومثلها لمصر (الحوالات الصفراء) ومبلغ آخر غير معروف دفع إلى الأردن على شكل خصومات في أسعار النفط ومبالغ دفعت لرؤساء بعض الدول العربية الفقيرة لإغرائهم بالمشاركة في القمة، إضافة إلى (الهدايا) المقدّمة لبعض موظفي الجامعة العربية وعلى رأسهم الجزائري بن حلي الذي بدا في تصريحاته مالكيا اكثر من المالكي! هذا إلى جانب التنازلات السياسية التي قدّمها المالكي منها عدم الاعتراض على بناء ميناء مبارك، والموافقة على ترسيم الحدود الجائر مع الكويت وغيرها كثير مما ستكشفه الأيام.
رابعا :جامعة الدول العربية هي إنعكاس للنظام الرسمي العربي العاجز، فهي تجتمع دوريا على مستويات المندوبين الدائمين والوزراء والرؤساء والملوك وتصدر قرارات تملأ كتبا لكنها لم تتقدم ولو خطوة واحدة نحو هدف التكامل السياسي والإقتصادي العربي ولا نحو حماية البلدان العربية من العدوان الخارجي. قرارات الجامعة العربية هي توصيات لا تتضمن آلية ولا جدولا زمنيا للتنفيذ، لذا فهي توضع على الرفوف بعد إعتمادها ثم تعتمد نفسها في السنة التالية مع تحديث بسيط. وفيما عدا قمتا 1967 و1978 اللتان إتخذ فيهما قرار (اللاءات الثلاث) وقرار (عزل مصر بعد زيارة السادات للكيان الصهيوني) وحالات إستثنائية قليلة أخرى، فإن قمم الجامعة العربية وقراراتها كانت دائما شكلية لا تأخذها الحكومات العربية بجدية. ومنذ عام 1990 تحولت الجامعة العربية إلى الإتجاه المضاد لمصالح الشعب العربي وأصبحت غطاء لتدويل النزاعات الداخلية العربية، بدءا بالنزاع العراقي الكويتي عام 1990وإنتهاء بالأزمتين الليبية والسورية عامي 2011 و2012. ويكفي أن نستذكر أن وزراء الخارجية العرب إعتمدوا يوم 24/3/2003، أي بعد أربعة أيام من الغزو الأمريكي للعراق، قرارا أدانوا فيه العدوان الامريكي البريطاني على العراق وإعتبروه (إنتهاكا لميثاق الأمم المتحدة ولمباديء القانون الدولي وخروجا على الشرعية الدولية وتهديدا للسلم والأمن الدولي وتحديا للمجتمع الدولي والرأي العام العالمي) وطالبوا بإنسحاب المحتلين الفوري وتحميلهم المسؤولية القانونية عن هذا الغزو. هذا القرار إتخذه الوزراء وكثير منهم يعرف أن أرض ومياه وسماء بلاده كانت منطلقا هذا الغزو. ثم عاد نفس هؤلاء الوزراء في 9/9/2003 وقبلوا بالإحتلال الأمريكي للعراق وقرروا الإعتراف بمجلس الحكم الذي شكّله الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر واعطوا لهذا المجلس مقعد العراق في الجامعة العربية. وإستندت الأمم المتحدة إلى هذا القرار لمنح مقعد العراق للحكومة المنشأة في ظل الإحتلال في خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة.
ولقد أكّد الأمين العام نبيل العربي في مؤتمره الصحفي بعد الجلسة الختامية للقمة هذا الدور التدميري للجامعة خلال جوابه على سؤال حول سبب نقل الجامعة العربية الملف السوري إلى مجلس الأمن حيث قال (إن حقوق الإنسان أصبحت شأنا دوليا في عصرنا الحاضر) وتلك كلمة حق أريد بها باطل، فالغرب الذي يهيمن على مجلس الأمن له مفهوم إنتقائي لإنتهاكات حقوق الإنسان ويستخدم هذه الذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولا يقبل الغرب أن يشار الى انتهاكات حقوق الإنسان في دوله أو في الدول الموالية له كالكيان الصهيوني.
خامسا :ستكشف الأيام القادمة مدى المأزق الذي وضعت حكومة الإحتلال الرابعة نفسها فيه بعقد هذه القمة عديمة الجدوى وبهذه النفقات الباهظة، وسيؤدي ذلك إلى تسريع إنهيار العملية السياسية بعد أن إستشرت الخلافات بين مكوناتها وفي داخل كل مكون منها. الأمريكان لم يعد لديهم قوة ضغط كافية لترميم العملية السياسية مثلما كانوا يفعلون خلال السنوات التسع الماضية، ولربما لم يعد لديهم الرغبة في ذلك (أنظر مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية عدد 23 آذار 2012 حيث نقل الكاتب جوش روغن عن مسؤولين أمريكان إقرارهم بإنحسار النفوذ أمريكي في العراق وضعف ثقتهم بالمالكي وأن إيران هي الأكثر نفوذا في العراق اليوم). أما الإيرانيون فهم اليوم مشغولون بساحات مواجهة عديدة جعلت تركيزهم على العراق يضعف.
سادسا :إن تهاوي العملية السياسية لا يعني بالضرورة أن أطرافها ومن يقف ورائهم سينهارون بلا مجابهة وستعود السلطة لشعب العراق، فعملاء إيران لا زالت لديهم أوراق هامة يلعبونها، فلديهم ميليشيات مسلحة تسليحا ثقيلا، ولديهم ميليشيات أخرى دمجوها في قوات الجيش والشرطة، ولديهم ميزانية الدولة ولديهم الدعم الإيراني من خارج الحدود، وهم حاليا يحاولون ترميم العملية السياسية من خلال تغيير التحالفات وتقديم التنازلات وإستبدال الوجود المستهلكة بوجوه جديدة.
سابعا :إستطاعت المقاومة العراقية وحاضنتها شعب العراق البطل إنجاز مفخرة ستذكرها البشرية ما بقيت وهي إيقاع الهزيمة بأمريكا أعتى وأشرس قوة عسكرية عرفها التاريخ ومعها جيوش 42 دولة مساندة. أما الإحتلال الإيراني فقد إستغل إنشغال المقاومة بالمحتلين الأمريكان لنشر نفوذه في العراق في عمل متعدد الأوجه والمسارت (سياسي وعسكري وعقائدي وإقتصادي وديموغرافي وثقافي وطائفي الخ..) وكثير من ممارساته في تمزيق النسيج الإجتماعي لشعب العراق وفي نهب ثروات العراق خفية لا تظهر للعيان، لذا فإن هزيمتة تحتاج إلى تظافر جهود جميع أبناء الشعب كل حسب موقعه وإمكاناته.
هزيمة إيران في العراق ستكون أكثر عمقا في أبعادها التاريخية والسياسية والفكرية والمكانية من هزيمة الأمريكان، فهي لن تقضي على نفوذ الفرس غير الشرعي في العراق فحسب، بل وستقوض هذا النفوذ في المنطقة ككل وستعطي قوة دفع كبيرة لشعوب إيران، ومنها شعب الأحواز العربي المجاهد، لنيل حقوقها.
الوقائع اليوم تقول إن مشروع إيران التدميري في العراق قد سقط في جوانبه الفكرية بفضل وعي شعب العراق وتمسكه بهويته الوطنية وقوميته العربية وعقيدته الإسلامية الوسطية غير المتطرفة، وحتى المواطن العراقي الأمّي الذي حاول عملاء إيران إستمالته طائفيا بإدعاء إنتمائهم لمدرسة أهل البيت عليهم السلام سرعان ما كشف زيف شعاراتهم. إبن البصرة رأى بعينه كيف إستولوا على حقول النفط في محافظته وكيف حولوا مجرى نهر الكارون الى داخل إيران، وكذا إبن ميسان والكوت وديالى، لا بل إن أكثر العراقيين نفورا من الفرس اليوم هم أبناء كربلاء والنجف الذين يعانون الأمرّين من هيمنة الفرس على النشاط التجاري وعلى المرجعيات ومواردها في مدينتيهم، والقناعة أصبحت اليوم راسخة بأن ولاية الفقيه نظام فارسي عنصري تدميري متخلف معادي للعراق والعرب والإسلام. إن هزيمة فكر ولاية الفقيه في العراق جعلت مهمة من إسقاط العملية السياسية وبقايا مشروع الإحتلال من دستور وتشريعات ومؤسسات مسألة قريبة المنال، لكنها لا تتحقق بالتمنيات بل تحتاج إلى جهد وصبر وتضحيات.
ثامنا :صحيح إن ظروف قيام ثورة شعبية لكنس عملاء الإحتلال قد نضجت، لكن ثورات الشعوب ليست عملا ميكانيكيا أو معادلة رياضية أو رد فعل فيزيائي. ثورات الشعوب ليس لها تاريخ محدد. وحتى عندما تكتمل ظروف الثورة وأسبابها فهي تحتاج الى شرارة تطلقها. الشعب ينقم ولكن لديه قدرة هائلة على كبت نقمته إذا لم يجد لها المتنفس الصحيح، ولذا هو بحاجة إلى الطليعة التي تستطيع إطلاق هذا الخزين الهائل من الغضب الشعبي وتحويله إلى ثورة عارمة تجعل الشعب ينزل إلى الشارع طوفانا وتسري الثورة في المجتمع كالنار في الهشيم مخترقة كل قوانين الفيزياء وعلم الإجتماع وتنظيرات السياسيين.
تاسعا :المقاومة العراقية، الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق، بحاجة الى تكثيف جهودها بين الجماهير للتمهيد للثورة الشعبية وإطلاقها وقيادتها، وهذا العمل يستوجب العمل في مسارات عديدة من بينها :
1 – إعلان تشكيل جبهة سياسية واسعة تفتح بابها لجميع القوى والشخصيات المناهضة للإحتلالين الامريكي والايراني، وأن تنأى الجبهة بنفسها عن البعد العقائدي الضيق لأي من أطرافها وعن مصالح أحزابها وعن نسب التمثيل فيها، وتركّز على برنامج عمل وطني موحّد للتحرير وبناء العراق المحررمن خلال إسقاط العملية السياسية والدستور والتشريعات والهياكل والمؤسسات التي جاء بها الإحتلال وتشكيل حكومة وطنية مؤقته تعدّ لإنتخابات تشريعية ودستور جديد.
2 – إيصال رسالة واضحة لإبناء شعب العراق كافة أنهم شركاء في الثورة وأن الثورة لا تستهدف سوى إنهاء بقايا مشروع الإحتلال وانها ستكون بيضاء تعفو عن المغرر بهم وكل من لا يقف ضدها ستعتبره معها.
3 – التركيز في العمل الإعلامي خلال الفترة القادمة على تذكير العراقيين بحقوقهم المهدورة وثرواتهم المسروقة وأمنهم المنتهك وشبابهم المعتقل لتصعيد النقمة ضد الإحتلالين الأمريكي والإيراني وضد عملاء الإحتلال. نتائج قمة بغداد التافهة هي أحد المنطلقات لفضح جنون العظمة الذي تلبّس المالكي ورهطه وجعلهم يهدرون أموال الشعب الفقير على قمة حصادها كلام في كلام والمشاركون فيها جاءوا لرفع العتب بعد أن نالوا المقسوم، هذا في الوقت الذي تعلن فيه وزارة التربية العراقية أن البلد بحاجة ماسّة لبناء 12000 مدرسة لتحل محل المدارس الطينية التي يدرس بها أبناء أول حضارة عرفتها البشرية.
والله المستعان

ملاحظة:
نُشر المقال هنا


قمة ماذا؟ وربيع من؟

يربط الأستاذ ضياء حسن في مقالته هذه، التي تفضَّل بإرسالها على بريدي الإلكتروني، بين المسمى (ربيع العرب) والقمة العربية التي انعقدت في بغداد أمس، والتأمت فيها الحكومات العربية كافة، إرضاءً لأوامر وإملاءات أميركية.



قمة ماذا؟ وربيع من؟

ضياء حسن

ما من وصف حظي باستهجان وتندر مجمع عليه عربياً، الا من قلة ارتبطت بالمطبخ الأميركي متبرعة بتأمين مستلزمات صحونها التي شاطت وفاح منها معدن طباخيها الرديئ أو بانت مقاصد المروجين لها من الطاقم الاجير بالمال الخليحي الحرام! والوصف الذي نعنيه ووجدناه طاغيا على عموم ما كتب عنه وعلق عليه في الاعلام العربي بجميع وسائله المكتوبة والمقروءة والمرئية غير المتأثرة بعفن ر ياح غربية حملت الموت  للأنسان العربي ولكن ((بشفافية !!)) منحته وبمكرمة ديمقراطية أميركية عبقة بأنفاس هيلاري سيدة القصر الأبيض سابقا وحاملة (حربة خارجيته) حاليا حق لختيار وسيلة الموت , أما بخنجر عربي مغمس بغدر خليجي أو بصاروخ غربي محمل بحقد صهيوني دفين, أفترضته ربيعا عربيا وما هو بربيع !!   
فما اتفقت عليه الأقلام والأصوات الوطنية مجمعة كما قرأت وتابعت الاحداث التي انطلقت في تونس ضد نظام- بن علي - المنحني لواشنطن وباريس وكذلك متابعة تفاصيل ماحدث في  مصر بتطويق نظام مبارك المتورط بالتبعية لواشنطن وتل أبيب  على أنهما تمثلان صيحة جماهيرية غاضبة تطالب بالتغيير الشامل لنظامي الحكم الفاسدين في القطرين الشقيقين بما يؤمن   استعادتهما لقرارهما المستقل في رسم مستقبلهما على وفق ارادتهما الحرة بمنأى من التأثر بالنفوذ الأجنبي المبتز والساعي لربط مصيرهما بسياسات لاتخدم مصالحهما الوطنية بل تتعمد :
1-تعطيل دورهما القومي وإخراجهما نهائيا من ساحة النهوض العربي خدمة للوجود الصهيوني المستهتر بالحقوق الفلسطينية .
2-إدامة احتلاله للأراضي العربية في الجولان السوري وتغذية استمرار مشاريع بناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وفي محيط المسجد الأقصى الشريف . 
3-استكمال مخطط تهويد القدس أولى القبلتين وحاضنة المعراج النبوي المبارك, تمهيدا لإعلانها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني بتحد صارخ لإرادة العرب والمسلمين التي تواطأت انظمتهم مع الأعداء دعما وضلوعا في تنفيذ مخطط التجاوز الصهيوني– الأميركي لدرجة مكشوفة بلغت مستوى اللهاث وراء تل أبيب لإسترضائها بقبول مشاريع تنتقص من حقوق الفلسطينيين في السيادة الكاملة على أراضيهم الوطنية ولو بالحدود الدنيا, محاطة بأسوار المستوطنات الأمنية والتحصينات الصهيونية .
وعلى الرغم من أن تلك المواقف أفرزت قرارات بصم عليها حكام عرب تمرغوا بالوحل الأميركي والتنازلات المهينة الا ان الادارة  الصهيونية لم تنظر لهم الا بازدراء دائم وبرفض التعامل معهم ومع مشاريعهم !
ولأن نظامهم كما يعتقدون، خطأً، وُجِد ليبقى ما دام يحظى بدعم مفتوح من الكونغرس الأميركي بشقيه الجمهوري والديمقراطي وهوعارف بطبيعة القمم المبصوم عليها التي اعتادت التفريط بحقوق الأمة العربية وسيادتها وثرواتها الهائلة وتتقصد الاساءة لتأريخها النضالي والحضاري على الدوام!! 
ولا غرابة في ذلك فمن أجل هذا الهدف أنشئت جامعة أنظمتهم  عام 1947 بإيحاء من بريطانيا، يوم كانت تفرش هيمنتهاعلى المشرق العربي وتعيد تفصيله الى دول وممالك ومشايخ متفرقة متعددة المشارب والاتجاهات ليمكن السيطرة عليها، وهو نفس ما فعلته فرنسا التي تقاسمت مع الانجليز الوطن العربي وألحقت المغرب العربي بعصمتها بنفس الوتيرة التي قررها ثنائي سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي عام 1918 لتحقيق هدفين ستراتيجيين غربيين استهدفا :   
1-               منع نزوع العرب الى التوحد بعد الأستقلال الذي ولد ناقصا أتاح لهما فرص حماية مصالحهم بتجزئة بلاد العرب ضمانا لإدامة فرض نفوذ الغرب عليها.
2-               البدء في تنفيذ مخططاتهم الشريرة الرامية لزرع الكيان الصهيوني في الجسد العربي تطويقا لإمكانية  نهوضه ببناء اقتدار واعد يساعد الأمة على بناء مصالحها من النهب الأستعماري المنظم .  
ولمواجهة انتفاضتي شعبنا العربي في تونس ومصر باحتواء علو زخمهما سارعت واشنطن الى التخلي عن عميليها الرئيسين في المنطقة، زين العابدين بن علي وحسني مبارك . وسعت في خطوة سريعة تالية لتهدئة تطورات الموقفين في الساحتين الملتهبتين التونسية والمصرية بالترويج لطرح حلول تعمد لاختيار سلطة مرحلية لأدارة الحكم وصولا الى هدف مغر يوحي بالاستجابة لمطالب المنتفضين ويعد :
أولا – بإحداث تغييرات سريعة تؤدي الى إجراء إصلاحات غير جذرية في طبيعة نظامي كلا البلدين وإثارة ضجة حول الفساد ومحاسبة المفسدين من رموزهما والشِّلل التابعة لهما, مع توفير نمط من المساءلة التي تطيل في إجراءاتها حتى الملل وصولا الى امتصاص ردة فعل المنتفضين, وبالتالي الاكتفاء ربما بتوجيه عقوبة التوبيخ وإعادة بعض الأموال المنهوبة  المودعة في حسابات في البنوك السويسرية وبنوك لندن وواشنطن بعد السماح لزوجة مبارك وهي شريكته في الإفساد للسفر الى خارج مصر لترتيب موضوع ارصدتها وارصدة مبارك وولديه وحصر موجوداتها بالحدود الدنيا.
وقد ساعد في ذلك الشهود في القضية وهم مسؤولون رئيسيون في قيادة نظام مبارك وفي مقدمتهم وزير دفاعه الفريق طنطاوي الذي أصبح قائدا للسلطة بعد أن عين رئيسا للمجلس العسكري الحاكم يعاونه رئيس اركان القوات المسلحة المصرية في زمن حسني وكانا يزوران بصفتيهما العسكرية واشنطن خلال أيام انطلاقة انتفاضة شباب مصر المسندة شعبيا وعندما كانت المراجهات محتدمة في أوجها بين الجماهير وقوات الأمن المصرية بحيت مارست فتح نيران اسلحتها على المنتفضين وكذلك مطاردتهم بالدهس بواسطة سياراتهم الثقيلة مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى من المحتجين في تظاهرات مدن القاهرة والاسكندرية والسويس وغيرها من المدن المصرية المنتفضة.
وفي وقتها أنهى الفريق طنطاوي ورئيس الأركان مباحثاتهما وعادا الى القاهرة ليجدا قرار تشكيل المجلس العسكري بانتظارهما مصحوبا باجراء يدعو قوات الجيش للتدخل باحاطة الجماهيرالمحتشدة في ميدان التحرير بالدبابات والدروع بادعاء ضبط الأمن وحماية المنتفضين من تجاوزات بلطجية النظام بعد فشل قوات الأمن في احتواء غضب الجماهير المطالبة برحيل مبارك ونظامه .
وحدث نفس الشيء مع انتفاضة شعبنا التونسي, ولكن بالاعتماد علي بعض العناصر التي كانت محيطة بابن على الذي فر من تونس بطائرة مدنية تونسية الى جدة ليكون هو وزوجته ضيفيين مرحبا بهما في السعودية .  
ثانيا- باجراء انتخابات جديدة لاختيار مجلس تشريعي يتولى  سن دستور جديد يراعي مستجدات المرحلة التالية بما يضمن لواشنطن :
ا - تحديد سمات النظامين الجديدين وتوجهاتهما الخارجية .  
ب - الترويج للعناصر والأحزاب والتيارات التي وصفوها         (معتدلة!) ان تحتل موقع الصدارة في عضوية المجلس التشريعي ضمانا لاستمرار النفوذ الأميركي والغربي في تونس ومصر العربية .  
وفعلا تحقق هذا للبيت الأبيض بفعل زيارات مكوكية قامت بها هلاري كلينتون وزيرة الخارجية مسندة برؤية وخارطة طريق متفق عليها  مع جهاز مخابراتها المركزية ( C I A ( .
ولتأمين النجاح في هذه المهمة تقرر الاستفادة من نفوذ أنظمة الخليج العربي وما توفر لهم من أرصدة مفخخة بالدولار واليورو ومن سيولة نقدية تنثر مباشرة لشرء ذمم من يجند لخدمة ربيع هيلاري المعرَّب وامتصاص فورة انتفاضتي تونس ومصر .  
وتقررفي خطوة تالية أن تعمم بدعة الربيع العربي على أقطار أخرى استدعى المخطط الأميركي ترحيل حكامها ليس حبا وتضامنا مع شعبها العربي, بل على العكس من ذلك لتدمر هذا البلد العربي أو ذاك ولتنصب على أهله حكاما بدلاء من طراز الذين ضمنت طاعتهم بلا عناء وبثمن بخس سابقا.  
 فتحت هذا الشعار الربيعي الذي أطلق في مناخ شتوي مبلد برعونة وحقد وخطوب صواريخ الموت الأطلسية تم تجنيد جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام عمرو موسى في آخر ادواره التي لم تكن خارجة على نمط المواقف التي اتخذتها هذه المؤسسة وخصوصا سكوتها على تواطؤ الأنظمة العربية مع المجرم بوش وتسهيل قيامه بغزو العراق وتدميره وتصفية شعبة بشتى الوسائل والسبل بدءا من استضافة القوات الأميركية في الأراضي الكويتية وتقديم جميع الاحتياجات والتسهيلات اللازمة الممهدة للغزو وتأمين وإسناد صفحاته التدميرية وتكليف أجهزتهم الأمنية بمهمات الدلالة الناشطة للقوات الأميركية عند اقترابها من المدن العراقية وتبرعها السخي بحرق الوزارات ومؤسسات الدولة الحساسة وخصوصا ما يتصل منها بالأمن الوطني والاقتدار العسكري والسجل المدني بدوائره المختلفة المتخصصة بإصدار جوازات السفر وشهادة الجنسية وهوية الأحوال المدنية !! 
مما يوضح بأن جهد الخليجيين، مجتمعين، في تقديم الدعم لم بقتصر على توفير سبل أنجاح المخطط التدميري الأميركي للعراق وحسب بل انصبَّ على تحقيق هدف أبعد قصد به إلغاء الهوية العراقية بحرق سجلاتها والسماح لتسلل العناصرالأجنبية الهجينة مؤطرة بأغلبية ايرانية تضم عناصر من القتلة أعضاء فيلق القدس الإجرامي لتبسط هيمنتها على الشارع العراقي عاملة على بث الفتنة والوقيعة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد ليحدث شرخا يخرب النسيج الأجتماعي العراقي .
وإذا توقفنا جيدا عند اولى نفحات هذا الربيع المصنع أميركا ولكن بمشورة بريطانية تقطر خبثا نجدها قصدت غزو ليبيا بفتوى من جامعة أنظمتها, لعب فيها الخليجي سعود الفيصل دور العراب الصائغ لها والمروج وربما الضاغط على بعض الأعضاء للتصويت عليها وبالتالي نقلها الى حيز التنفيذ كقرار يمثل الأنظمة العربية ولا يمت بصلة الى الأمة وشعبها العربي وإنما يتطاول عليها بتخويل حلف الأطلسي المدجج بأسلحة الموت بغزو ليبيا وهو بمثابة شن حرب على أهلها , امتدت لأكثر من ثمانية شهور شارك حكام الخليج في مقدمتهم الصغيرة قطر بتغطيية نفقاتها وبإسهام بعض من قواتها بمهمات نفذت بأمر من قائد أجنبي مأمور باستباحة الدم العربي تحت يافطة شعار إسقاط القذافي وتحرير شعبه بقتله, والإيعاز للرعاع بالتمثيل به وهو حي وبجثته بعد قتله, على النحو الذي أوحى به تصريح أدلت به هيلاري عندما حطَّت طائرتها فجأة في مطار العاصمة الليبية وهي متوجهة الى باكستان في مهمة خاصة في الليلة التي سبقت إعلان إعتقاله وإظهاره وهو محاط بأولئك الرعاع والدم ينزف من وجهه ومن أنحاء جسمه وفي آخر لقطة تلفزيونية ظهر فيها منحني الرأس ويبدو أن قواه قد خارت, ومن بعدها حاول أحدهم رفع رأسه ولكن الرأس سقط  أكثر من مرة لينتهي المشهد بمفارقته الحياة، رحمه الله .  
ويبقى الرعاع رصيدا مدورا يستخدم في مهمات أخرى يستهدفها ربيع الثلاثي: الأميركي بانفراده كقطب واحد- الأنجليزي بخبثه المعهود – الخليجي بفلوسه الزايدة المسخرة لدفع بلاء هذا الربيع عن أنظمته التي يظن حكامه بأنهم سيبقون بمنأى من أن تنالهم سهام الغدر الربيعي طال الزمن أم قصر . وإن ليس بينهم من هو مستثنى من قرارات ربيع واشنطن التي أطلقت عليه كنية العربي إذلالاً لهؤلاء الحكام قبل أن تحين ساعة ترحيلهم .      
فهذا هو كنه ربيعهم بلا حسد , وهؤلاء هم الحكام الغاطسون في لجِّه, وهم الذين يعرفون ان ما يبيت لشعبنا العربي السوري أميركيا هو نفس ما بيَّتوه لشعب ليبيا في التبرير والوسائل والنتيجة وهو ماحذر منه المناضلون البعثيون قبل أن يشن جورج بوش الصغير غزوه التدميري للعراق محاطا بسهام غدر مارسه الحكام العرب الغادرون على العراق وشعبه .
وهم نفس الحكام الذين روَّجوا لانعقاد القمة الواهنة في موعدها الجديد في ظل الحكم الطائفي الذي يقوده المالكي الذي شهدت فترة حكمه أفظع المجازر والتجاوزات على حياة العراقيين التي استنكرت من قبل منظمات حقوق الأنسان العالمية من دون أستثاء لأن الجرائم التي أرتكبت بحق العراقيين تقشعر لها الأبدان الا أبدان من استحل اراقة الدم العربي اصطفافا مع أعداء الأمة وقبلهم وبعدهم حتما !!
من هذا وعلى وفقه لا اجدني أحتاج لبذل جهد كبير أو أسٍتغرق وقتا طويلا للإمساك بخيط الوصف اللائق الذي يعرِّف بطبيعة القمة وماهية القرارات التي أمرهم البيت الأبيض باتخاذها وهي معدة من قبل العرابين سلفا، ومصادق عليها من وزراء خارجية أنظمتهم في مؤتمرهم الأخير المنعقد قبل فترة قصيرة من بدء اجتماع قمة السوء في بغداد الجريحة المحاصرة بدم أهلها المراق بفعل أميركي -إيراني, هو المستفيد الوحيد من انعقادها في وقت مايزال فيه العرقيون مطوقون بقوات دربها الأميركيون بأداء ادوار تكفل ديمومة ادارة مسلسل ذبح أهلنا في عموم العراق ولصالح المالكي وجماعته ,وترجيح كفتهم على حساب حلفائهم الآخرين , في العراقية بأيادها وفي التجمع الكردستاني  بجلاله وبمسعوده أيضا، في الكتل الخائبة الأخرى والتي وجدت لتهلل وتطبل لعملية سياسية صنعها المحتلون لتكون وسيلتهم في إبقاء العراق ضيعة تابعة للأميركيين
لا تقول الا ما يقولون
ولا ترى الا ما يرون
ولا تقرر الا مايقررون
وهذا ما يفضحه لقاء الأضداد عراقيا وعربيا في لعبة "الربيع العربي" المبتدعة من الأميركيين وفي الإلحاح على عقد قمة بين من طلَّق العرب بالثلاثة ونقصد به نظام المالكي المضمون أيرانيا بعلم واشنطن ومباركتها, وبمنحه شرعية لا يستحقها ممن وضعوا إشتراطا ت إن لم يستجب لها المالكي فلن يحضروها .
وفجأة تغيرالمشهد وتبدلت لغة الكلام من التضادد الى التحابب , فسقطت الاشتراطات على الرغم من أن بياع الخواتم والسبح لم يُعِرْ أهمية لاشتراطات الآخرين بل زاد عليها اصدار الأوامر لقواته الأمنية لشن المزيد من حملات دهم بيوت المواطنين واعتقالهم وترويعهم،  وهي تفرض طوقا على أحياء العامرية والأعظمية والغزالية وأبي غريب ومناطق وأحياء أخرى لترويع أهلها وإقلاقهم بإشاعة الفوضى وإلحاق الأذى النفسي بهم !!
والمهم ان حضور القمة لن يقاطع من أحد وتم على وفق ما حثت عليه واشنطن فهي قمتها بدون منازع كونها تعمل على تعميم تجربة التوافق بين المسؤولين العرب استنارة (بالنجاحات!!) المتحققة للعراقيين في اطار التجويع المحيط بهم والموت الذي يطاردهم ولا يعرفون من أين يأتيهم عبر مداهمات تنهض بها القوات الأمنية في زيارات فجرية لبيوت الناس التي لم تعد امنة أم عبر التعذيب المنظم في المعتقلات والسجون المعروفة وغيرها السرية التي من يدخلها لا يتوقع الخروج منها أم بالمتفجرات أم بالعبوات اللاصقة منها وغيرها من المفخخات ناهيكم عن نهب المال العام الذي أصبح الشاغل المهم الأول الذي يسترعي اهتمام المسؤولين في حكومة الوخزة الوطنية, وأغلبهم اعطوا ذممهم أجازة دائمة، هذا اذا وجدت لهم ذمة أصلا , وخصوصا من فقد البصيرة منهم وهو مبصر ليرى كما يشيع العم سام الخريف المعتم ربيعا لشعب العراق المذبوح , ولأبناء الأمة العربية المكلومين بوجع دائم مصدره أوغاد لئام ... فبئس ما يرى اليانكي وأتباعه, كل أتباعه.
وبعد..لا أعتقد أحدا من العراقيين والعرب يعتب علينا اذا قلنا أن بغداد مظلومة بتسمية القمة الحالية باسمها وهي لا تحمل شيئا من قيم بغداد الانسانية والأخلاقية ومن إرثها التأريخي القومي والحضاري .
ولا نغالي ولا نظلم أحدا اذا قلنا أن هذه القمة ولدت منحرفة عن طريق الأمة العربية, ولدت لتحقيق هدفين أولهما تبرئة أعداء العرب من سفح دماء أبنائهم كما أكد السيد هوشيار زيباري وزير خارجية نظام المالكي بأن قرارات هذه القمة لا تتضمن أدانة لأي بلد كأميركا وإيران وتركيا .
وكأن تلك الدول لم ترتكب عملا عدوانيا ضد العراق وشعبه أو لم تتجاوز على سيادته الوطنية ولم تشارك في عمليات ذبح شعبه وتعتبر التدخل في شؤونه الداخلية ونهب ثرواته خطا أحمر لا يجوز الأقتراب منه مثل المسكينة واشنطن، مثلا، التي لم نر منها سوى الطيب ونهران من العسل الصافي خلال تسع سنوات لم تكن أبدا عجافا كما يدعي "الحاقدون المغرضون" أمثالنا !!!
والتبرئة موصولة لتشمل الجارة ايران كما يحلو للطائفيين نعتها بالشقيقة وهي صاحبة مزاج (شفاف!!) في التعامل مع العراقيين حتى عند وقوعهم في الأسر وتعرضهم للتعذيب فيكون دغدغة بالأسلحة الخاصة دون أحداث عاهات, وإن حدثت فلضرورات هذه العاهات بموت شفاف يتولاه قادة المجلس الاسلامي الأعلى المؤسس في ايران كما مورس مع المئات من أسرانا داخل أقبية وسجون النظام الايراني الذين استشهدوا وهم يدافعون عن التراب العراقي وعزة شعبه!!
ولا شك أننا وضعنا اليد الآن على ماهية هذه القمة وعلام انعقدت , وماهي ابعاد القرارات التي أسفرت عنها إرضاء لواشنطن وطهران معا تحت خيمة مالكيِّهم المشترك إدامة لربيع مريب يقطرا حقدا مبروما على العرب, ينتظر أن يتصاعد خلال العام المقبل التي يتولى فيه النظام العراقي مهمة قيادة أعمال الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للعام الذي يلي ترؤسه لقمة عام 2012  والعياذ بالله .  

ماذا تعني هذه الأعراض؟

ماذا تعني هذه الأعراض؟
سؤال يجيب عليه صديقي لبيب العراقي صاحب المدونة الجميلة عراقي بن عراقي، في السطور التالية التي اختصًّ وجهات نظر بها، فله الشكر.




ماذا يعني عندما تشاهد هذه الأعراض على أحدهم:
1-  ارتفاع في درجة حرارة الوطنية
2-  انتفاخ الأوداج عند الكلام
3- الرغبة بإظهار الشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ عند ذكر "اسرائيل"
4-  عطل في البريك المتحكم في اللسان
5- إفراغ الكيس الدمعي عدًة مرًات عند ذكر كلمة "المواطن العربي" أو أرضنا المحتلًة
6- ازدياد حجم العضلات بشكل غير طبيعي خاصًة عند ذكر كلمة "العدو" أو كلمة "الدفاع عن مقدساتنا"
7- جفاف تام في الجيوب غير الأنفيًة عند ذكر كلمة "مساعدات لدولنا العربية الفقيرة"
8-  إسهال في الحساب المصرفي عند المرور بالقرب من أي مسؤول أجنبي
9- صمم تام وشلل في المخ عند مشاهدة أي احتجاج من أحد المواطنين
10- بلاهة شديدة تنعكس آثارها على تقاطيع الوجه عند ذكر "خطط  استراتيجية للمستقبل"
11- شلل كلًي في الجسم عند مرور احدى العاملات القائمات بواجب الضيافة
12- التظاهر بالتفكير العميق عند تركيز احدى الكاميرات عليه
13- انتصاب في قامة الجسم والنطق بكلام غير مفهوم ينتهي بجملة "نقترح تشكيل لجان فنية لمتابعة الموضوع" عند مناقشة أي مشكلة تتطلب حل سريع
14- الرغبة بالابتسام والتظاهر بطيبة شديدة عندما يتعرًض الوجه الى أي ضوء صادر عن كاميرات ثابتة أو متحركة

 فاعلم أن هذا هو أحد رجال القمًة المشاركين في القمًة
 أما أذا اضفت فوق كل تلك الأعراض أحد العوارض التالية:
 1- لازم الجريدة بالمقلوب
2- ناسي يزين لحيته
3- يتظاهر أنه نسي الرباط
4- يجلس على أي طاولة اجتماع تفتقد علم أي دولة
5- بعد كل جلسة يسأل نفس السؤال "عمًي شنهي السالفة؟"

فاعلم أن هذا هو أحد أعضاء الوفد العيراقي

كل قمًة وأنتم بخير

الأربعاء، 28 مارس 2012

بغداد القمة والقاع!

لأنه لايعرف الشوق إلا من يُكابده، لايعرف بغداد ويُدرك عِظَمَ معاناتها إلا من عاش فيها، متبغدداً بين كرخها والرصافة، وهو يرى الوحوش الكاسرة تنقضُّ عليها، اليوم ومنذ تسع عجاف، ملتهمة ذلك الألق الساحر الساكن بين جنباتها..
وصديقنا الكاتب العربي خيري منصور، أحد الذين تبغددوا في مدينة كان خراج الغيوم المهاجرة يُجبى إليها.. وهو بذلك ممن يجيدون الحديث عن بغداد..




بغداد القمة والقاع!

خيري منصور
ما من مدينة مِثلها شهدت ربيع العباسيين وخريفهم، وكانت مصبّ الغيوم المهاجرة كلها في زمَنها الرشيدي، وتحول اسمها الى مثال وأمثولة وعنوان، فكل مدينة تتشبه بها يقال انها تَبَغْدَدَت، كانت خضراء حتى السّواد وصارت سوداء حتى الفحم، وكم راوحت في عمرها المديد وألفياتها السَّبع أو العشر بين قمم وقيعان، وكأنها سيزيف الذي حمل الأرض كلها وليس صخرة منها فقط ليصعد ويهبط حتى الأبد، إنها أم الطوفان والظّمآ وأم العرب وَيَتيمتُّهم ونخيلها لا يعرف الانحناء إلا إذا انتحر أو قصمت ظهره قذيفة الأعداء أو قشّة الأشقاء..
 كم غابت، لكنها من أقاصي الغياب تشع بما يجعلنا جميعاً نخجل حتى من أنفسنا لأنها لم تتركنا كعرب ذات يوم وحدنا، كلنا تركناها وحدها، مُخضّبة بالحناء النازف من خاصرتيها شمالاً وجنوباً، ولو فتشّنا ذاكرة مائها ويابستها وأهوارها لما وجدنا أثراً لبسطار، لأن لديها من الماء ما يكفي لان تتوضأ وتتغرغر وتستحم بعد كل دنس من غزاتها..
 ان ما نكتبه أحياناً عن عواصم غيرها هو عنها وكأن الأسماء مستعارة منها.
قال حلاجُها ذات ظهيرة رمادية إن ركعتين في العشق لا يكون وضوءها إلا بالدم، ولديها الآن في ساحاتها وشوارعها من الدم ما ينوب عن الماء.. وكأن الماء نفسه أصبح صالحاً للتيمّم كالرمل في حضرة الدم.
 بعد قطيعة لا ينافس بغداد فيها غير القطاع بدأت تتهيأ لاستقبال ضيوف جدد، ففي بغداد سوف يتعارفون، لهذا فالفارق محذوف بين حفلة التعارف وحفلة القمة والحفلة التنكرية!
من زارها منهم قبل أن تقع في الأسر قد لا يعرفها من كثرة الندوب على جبينها وخديها، اما ابتسامتها الذهبية القديمة فمن الأفضل ألا يتوقعها من تسبب لها بكل هذا الألم والفُراق.
 تَبَغْدَدَ سواها أما هي فقد شحّ فيها الربيع، وإذا كان الرازقي والياسمين الذي طالما غطى شرفاتها وبواباتها المُشْرعة مالحاً كالدمع، فهو الآن تحول الى صَفْصافٍ، يعقد مؤتمره كل عام كي يحصي أوراقه التي أُسقطت ولم تسقط، ولو كان ابن الوليد أو أحد أحفاده مع القادمين اليها لسعى أسد بابل بكامل حمولته السومرية والعربية والأسطورية لاستقباله..
 إن لكل بغداده الآن في حمّى هذا النزيف القومي، ولكل قيسٍ ليلاه المريضة في العراق، لهذا لم تعد البوصلات أمينَة على الجهات، كما لم يعد الغمد أميناً على السيف الذي سجن فيه.
 عندما كانت بغداد على قيد عراقها أغرقها العرب بالحبر من مختلف الألوان إلا اللون الأحمر لأن توتها الجبليّ تولى نزيفه لتكتب هي بأصابع نخيلها ملحمتها العاشرة بعد جلجامش، فكل من بحثوا عن عشبة الخلود لم يعثروا عليها.
 كم منحت بغداد شقيقاتها بلا منّة، وكم أشاح عنها حتى من كان لحم أكتافهم من لحم أطفالها ومرضاها وموتاها!
 بغداد القمة والقيعان، والأعلى والأدنى والفائض والنقصان، تلك هي جدلية الحضارات التي لا تموت، تماماً كالشجرة العملاقة التي تولد من بذورها غابة.
 هذه القمة، فريدة في تاريخ القمم، لأنها في بغداد بعد الاحتلال أولاً، ولأنها تأتي في ربيع قومي هناك من يحذفون منه اللون الأخضر وأسراب السّنونو..
 والله زمان يا عراق، تلك هي الأغنية الجديدة التي تندلع من الموبايل أو آلة التسجيل، لأن أغنية والله زمان يا سلاحي ذهبت مع الراديو الخشبي المُزَخرف، والهواء الطلق الذي لم تفسده أكاسيد العولمة!!



ملاحظة:
نُشر المقال هنا


اضحك مع ضخامته ودولته ومعاليه!

لقطات طريفة لضخامته ودولته ومعاليه بمناسبة القمة.







ماذا لوفعلها ضخامته مرة أخرى ونام في القمة؟


دولته مستقبلاً رئيس جزر القمر، اللقطتان تظهرانهما يتناولان العصير، لم تحدث من قبل أبداً.


معاليه يقرأ بالمقلوب، لاتكررها مرة ثانية ياولد.


الخطأ التاريخي!

ينطبق على مقال الدكتور محمد صالح المسفر، المنشور في أدناه، قول الشاعر العربي:
أسمعت لو ناديت حياً     ولكن لاحياة لمن تنادي
وأضيف عليه: لاحياء لمن تنادي ياأخي الدكتور محمد المسفر، ومن أين يأتي الحياء وقد اشترك المعنيون في ذبح العراق من الوريد إلى الوريد؟



مؤتمر القمة العربية في بغداد-  خطأ تاريخي

محمد صالح المسفر
(1)  الى جانب انشغال اهل الفكر والقلم في العالم العربي بما يجري في سورية الحبيبة من مذابح للمدنيين/ الشعب العزل المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة وحقهم في اختيار نظام حكمهم وقياداتهم، فانهم منشغلون بمسألة انعقاد القمة العربية في بغداد في ظروفها وواقعها الراهن.
اني اعترف بأني منقسم على نفسي في هذه المسألة، فالكاتب من العاشقين لبغداد والمحب لشعب العراق الشقيق بكل طوائفه واعراقة الحريصين على وحدته وسيادته واستقلاله وانتمائه العربي.
ان انعقاد القمة العربية في بغداد ضرورة قومية عربية كي لا تكون هناك ذريعة للعابثين بسيادة العراق وانتمائه العربي. لكن عندي مخاوف على مؤسسات القمة/ وادارة قراراتها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والامنية لمدة عام كامل.
الحكومة القائمة اليوم في بغداد التي سترأس اعمال القمة لمدة عام كامل ناقصة السيادة فهي غير قادرة على تحقيق الانسجام الاجتماعي بين مكونات المجتمع العراقي، وهي غير قادرة على تحقيق الامن والاستقرار في ربوع الوطن العراقي، وهي ما برحت تمارس سياسة الاجتثاث السياسي لكل من كان يعمل في ادارة العراق قبل احتلاله عسكريا ومعنويا، وهذا فجور سياسي غير مقبول.
السجون العراقية اليوم تعج بكل من له رأي في ادارة الدولة ومؤسساتها وسيادتها المسلوبة، الحكومة بقيادة المالكي حكومة طائفية النزعة والممارسة. المالكي يمارس اعلى مراحل الدكتاتورية على الشعب العراقي عامة. نائب رئيس الجمهورية السيد الهاشمي ملاحق من قبل المالكي بتهم لم تثبت عليه والقول بان القضاء هو جهة الاختصاص في مسألة الهاشمي، حقا القضاء هو صاحب الاختصاص ولكن في ظل حكومة ديمقراطية ونظام قضائي عراقي مستقل ليس معينا على اسس محاصصة طائفية، وهذا نائب رئيس الوزراء السيد المطلك ملاحق وقام المالكي بفصله من وظيفته وكأن المالكي مدير شركة له الحق في فصل موظفيه حتى بدون تعويض .
العراق الشقيق ما برح تحت الاحتلال المزدوج وما زال نفوذ المحتل قائما بدليل ان الانتخابات التي فاز فيها السيد علاوي بفارق الاصوات تم الاحتيال على تلك النتائج بتواطؤ المحتل وهيمنة ايران على الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية، ونصب المالكي رئيسا للحكومة بتوافق قوى الاحتلال المزدوج (امريكي ايراني) .

( 2 )
في ظل هذه الظروف التي اتينا عليها فاني من دعاة عدم انعقاد القمة في بغداد، الا اذا استطاع المالكي ان يستصدر قرارا من برلمانه واركان طائفته بالغاء قانون الاجتثاث السياسي، وتحرير جميع مساجين الرأي ومنتسبي حزب البعث، والغاء قرار ملاحقة الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والمطلك وغيرهما بضمانات مؤكدة، وتحقيق المساواة بين جميع مكونات الشعب العراقي في جميع الحقوق والواجبات، واستعادة الاموال العراقية المنهوبة الى خزائن الدولة العراقية منذ تولي مجلس الحكم في عهد الحاكم بريمر وحتى اليوم، والغاء نظام المحاصصة في الوظائف العامة للدولة، وسحب جميع اسلحة المليشيات الطائفية، والقضاءعلى كل نفوذ ايران في العراق بكل وضوح وبعيدا عن عقيدة 'التقية'.. في هذه الحالة يمكن انعقاد القمة في بغداد.

( 3 )
ان انعقاد القمة العربية في ظروف العراق التي اتينا على بعض منها اعلاه يعتبر خطأ تاريخيا ترتكبه مؤسسات القمة العربية بصرف النظر عن مستوى التمثيل.
ان الوطن العربي يموج على بحر من التغيرات السياسية والاجتماعية ويحتاج الى قيادة دولة عربية قادرة على تقديم الحلول لمتغيرات قادم الايام.
العراق يعيش تحت الاحتلال المزدوج (امريكي ــ ايراني) بلا سيادة وتنصيبه على هرم القمة العربية هو اعتراف عربي صريح بشرعية الاحتلال المزدوج، فلا يجوز لمصر وتونس وليبيا واليمن التي اسقطت شعوبها حكم الاستبداد والقهر والتبعية ان تحضر مؤتمراً يرأسه الفساد والاستبداد والتبعية، مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي تعرضت وما برحت تتعرض لحملات اعلامية من احزاب عراقية لها باع في ادارة الدولة العراقية، ولم تصدر دولة المالكي العراقية اي تفسير لتك الحملات الظالمة، لم نسمع رد فعل رافض من حكومة المالكي على موقف الحكومة الايرانية والتدخلات السرية والعلنية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين واليمن وشرق السعودية.
النتيجة: ان الكاتب يدعو ويناشد جميع القيادات العربية لاتخاذ قرار حاسم وسريع في تأجيل موعد مؤتمر القمة المزمع انعقادة في بغداد مع نهاية الشهر في الظروف الراهنة. ان الظروف العربية الراهنة لا تسمح بانعقاد قمة في بغداد. الظروف الامنية والسياسية غير مؤاتية في العراق. يا قادة الوطن العربي لا تعطوا شرعية لنظام سياسي في بغداد لم يمنحها له شعب العراق الحر. انكم لم تنصروا المقاومة العراقية لتحرير العراق من الاحتلال المزدوج فلا تنصروا حكومة المالكي على الشعب العراقي. ان المطلوب منكم يا حكامنا الميامين اليوم هو تأجيل انعقاد القمة في بغداد الى اجل غير مسمى، وشكر الله مسعاكم لنصرة الشعب العراقي وقضاياه .

ملاحظة
نشر المقال هنا


تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..