موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 31 أكتوبر 2013

ماشاء الله!

وجهات نظر
بقي العراق ينتظر لثلاثة عشر عاماً دون أن تصدر أي جهة دولية، معنية، تقريراً يثبت خلوه من الأسلحة التي حظرتها قرارات مجلس الأمن الظالمة عليه، رغم كل ما أبداه من تعاون حقيقي، ورغم انه لم يستخدم السلاح المحظور ضد شعبه.
لكن الأمر مختلف مع سوريا بشار الأسد (!) فقد اعلنت منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية، التي تتولى مسؤولية تدمير السلاح الكيماوي السوري، اليوم، أنها أنجزت كل مهمتها قبل الموعد المقرر غداً، الجمعة الأول من تشرين ثاني/ نوفمبر 2013.
وجاء في التفاصيل:


قالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في وثيقة حصلت رويترز على نسخة منها إن سوريا دمرت كل معدات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيماوية المعلنة ملتزمة بمهلة حددت لها ضمن برنامج لنزع السلاح.
وقالت المنظمة في الوثيقة إن فرقها فتشت 21 موقعا من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في أنحاء البلاد. وأضافت أن الموقعين الآخرين شديدا الخطورة بحيث تعذر تفتيشهما لكن المعدات الموجودة بهما نقلت الى مواقع أخرى خضعت للتفتيش.

رسم توضيحي لمواقع السلاح الكيماوي السوري
وقالت الوثيقة "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحققت من تدمير كل معدات الانتاج والمزج والتعبئة المعلنة في المواقع الثلاثة والعشرين كلها وشاهدت ذلك."
ووافقت دمشق بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة على تدمير جميع اسلحتها الكيماوية بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة ردا على قتل المئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق يوم 21 أغسطس آب.
وتلقي الولايات المتحدة وحلفاؤها اللوم على قوات الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الهجوم وعدة وقائع سابقة. ورفض الأسد الاتهام وألقى اللوم على قوات المعارضة.
ووفقا للجدول الزمني للتخلص من الأسلحة الكيماوية تبطل سوريا قدرتها على استخدام كل معدات انتاج وتعبئة المواد الكيماوية بحلول الأول من نوفمبر تشرين الثاني وهو الموعد الذي التزمت به الآن. وبحلول منتصف 2014 يتعين عليها ان تكون قد استكملت تدمير جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية.

ملاحظة:
المصدر هنا.

سؤالنا:
لماذا هذا الاستعجال في التنفيذ؟ ولماذا هذا الاستعجال في الإعلان عن أداء المهمة؟

(حجية دولة القانون) تضمن لكم الجنة!

وجهات نظر
سمعنا وقرأنا أن كثيراً من المرشحين للانتخابات، أياً كانت، يقدمون الكثير من الوعود، بعضها زائف وبعضها حقيقي، وهناك كثير من النوادر في هذا المجال، ولكن (حجية دولة القانون) فوزية محسن شلاش الجشعمي فاقت الأولين والآخرين، حيث قدَمت وعداً بضمان الجنة لمن يؤاخيها..


مرشحة عراقية إلى البرلمان تضمن الجنة لناخبيها


وجهات نظر
عبدالجبار العتابي
أكد مواطنون عراقيون أنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع ما نشرته فوزية الجشعمي، عضو مجلس محافظة بابل، في صفحتها "المباركة" على فايسبوك، حيث تعلن بصراحة وتعاهد المؤمنين على أنها لن تدخل الجنة إلا وهم معها.
واستغربوا أن يبايعها البعض والتأكيد بكتابة كلمة "قبلت"، وكأن الامر مرهون بهذه الكلمة، وأن هذه المرأة بيدها قرارات الدخول إلى الجنة. وتساءل البعض بشيء من السخرية المرة: "لكن عن أي جنة تتحدث السيدة النائب في البرلمان العراقي لاحقًا؟ هل هي جنة البرلمان أم جنة مجلس المحافظة؟".
وكتبت الجشعمي على صفحتها: "آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وانبياءَه والائمة المعصومين عليهم السلام على أنني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة لا أدخلها إلا وانت معي، من آخاني يكتب قبلت".

صكوك الغفران
 أعرب احمد كوفي، الطالب في الجامعة المستنصرية، عن استغرابه من هذا التصرف، وقال: "ربما ارادت المزاح أو تخفيف حدة الاجواء المرعبة التي تحيط بحياتنا، وإلا هل من المعقول أن نسمع مثل هذا الكلام؟ لم تقل شيئًا عن اسباب هذه الدعوة الغريبة، هل أتاها وحيٌّ أنها من الممكن أن تكون بيدها صكوك الغفران وتأشيرات الدخول إلى الجنة لمجرد أن يؤاخيها أي أحد؟".
اما سهاد ابراهيم، الطالبة في الجامعة المستنصرية، فقالت: "هذه المرأة سترشح نفسها للانتخابات المقبلة، ولذلك استبقت الاحداث واعلنت للساذجين أنها قادرة على ادخالهم الجنة اذا اعلنوا قبول مؤاخاتها، وهناك من صدقها طبعًا".
وتساءلت: "هل سحر الانتخابات وكرسي البرلمان يجعلان الانسان يتصرف خارج حدود المعقول؟ كما تقول صافحتك في الله، أليست مصافحة المرأة للرجل الغريب تعتبر حراماً؟".
دعاية انتخابية رخيصة
يعتقد سامح شامخ، الموظف في وزارة البيئة، أن هذه السيدة تستعد للانتخابات، "ولكي تسبق الجميع ابتكرت هذه الوسيلة، وهي تعرف أن للدين تأثيراً قوياً على الناس، لا سيما أنها امرأة وتطلب مؤاخاتها، والظاهر أنها تريد أن تقول إنها تملك الشفاعة للبشر اذا انتخبوها، ولا اعتب عليها فهي تبحث عن مكتسبات شخصية بأية طريقة لكنني اعتب على الذين يتعاطفون معها ويقبلون ما تقوله".
من جهتها، قالت سلامة العراقي، الموظفة في وزارة التخطيط: "اعتقد أن هذه النائبة المستقبلية تعتبر نفسها من الحور العين، وفي الجنة يتزوجون منها، ولذلك يقولون لها قبلت، اعتقد أنها دعاية رخيصة للانتخابات، ولا استغرب مما يحدث من اولئك الذين يتغدون مع الرسول (ص) أو يفجرون انفسهم عن حوريات الجنة وهم في الحقيقة مغسولو الادمغة".

شر البلية
اما المحلل السياسي ياسين الامين فقال: "الجميع يسعى للحصول على مقعد في البرلمان، وأقصد بالجميع الذين لديهم رغبات اكبر من الامكانات التي يتمتعون بها، ومن هنا فمجلس النواب بما فيه من امتيازات وحصانة وسفر وسرقات يظل نصب الاعين مهما قيل عنه من سوء، ووجدت هذه المرأة أن تتبع طريقة من ابتكارها لبلوغ ما تتمناه".
اضاف: "ليس هناك الآن اسهل من أن يتاجر بالجنة وبالاجر والثواب وغيرها، فكانت هذه الطريقة التي تشبه عملية توزيع مفاتيح الجنة، كأنّ الامر سهل إلى درجة أن من يقول إنه قبل بمؤاخاة هذه الساعية لمقعد برلماني عليه بالتأكيد أن ينتخبها لتهدي اليه مفتاحًا، مؤكدًا أن هذه اساليب تدعو إلى السخرية ولا يمكن التعليق عليها الا بالقول شر البلية ما يضحك!".

ملاحظة:
المصدر هنا.

Amnesia

وجهات نظر
مصطفى زين
شيطنة الآخر وتصويره شراً مطلقاً لإخافة الناس منه، تمهيداً لإبادته، أو شن الحرب عليه، إحدى الأدوات الأساسية للمكارثية. اعتمدها ماك آرثر في الخمسينات في الولايات المتحدة لأبلسة الشيوعية وكل من يحمل فكراً اشتراكياً. واعتمدها جورج بوش الابن، بمساعدة المحافظين الجدد، خصوصاً بعد أحداث 11 أيلول، وخلال التمهيد لاحتلال العراق، وبعد الاحتلال.

خلال هذه المرحلة نشطت كل وكالات الاستخبارات الأميركية في التجسس على الداخل والخارج. لم تستثن صديقاً أو حليفاً، أو مواطناً، خصوصاً إذا كان مسلماً أو أسود. وانتشرت ثقافة الخوف، ليس في الولايات المتحدة وحدها، بل في سائر أنحاء العالم، ساهمت في نشرها شبكات التواصل الاجتماعي التي حفلت بصور الذبح والنحر وهيئات القائمين بها، وتحليلهم قتل كل من يخالفهم الرأي. وساهم في ذلك أيضاً الإعلام والدراسات الحافلة بتوصيف مدى القوة الأميركية، والأفلام التي تصور الأميركي إنساناً خارقاً لا يقهر ولا يموت. جندي المارينز سوبرمان، همه نشر الحريات في العالم. يرسل إلى أقاصي أرض لا يعرف عنها، ولا عن ساكنيها، شيئاً، بل لا يعرف عن بلاده ولا عن ماضيها شيئاً (غور فيدال).
الخوف سيطر على الأميركيين، وعلى حلفاء واشنطن وأصدقائها في عهد بوش.
كان الجميع يعرف أن الاستخبارات تتجسس عليه. لكن أحداً لم يجرؤ على قول ذلك. من هنا كان غضب الإدارة الأميركية عندما نشرت وثائق «ويكيليكس» وفضحت خوف مسؤولين وتواطؤهم وتزلفهم لواشنطن. ومن هنا غضبها الحالي من نشر عميل الاستخبارات السابق ريتشارد سنودن وثائق تؤكد التجسس على هواتف 35 زعيم دولة، بينهم صديقا واشنطن، هولاند وميركل التي اعتبرت الأمر خيانة للأمانة.
لم يكن غريباً ما فضحه سنودن فالأمر معروف. لكن الذين نشرت أسماؤهم هالهم أن يعرف سكوتهم عن «الخيانة» طوال هذه السنوات. وهالهم أن تعرف شعوبهم مدى خوفهم من بأس واشنطن لذا استدعوا السفراء واحتجوا. لكن هذا الاحتجاج لن يتعدى الكلمات الديبلوماسية وسيعود الجميع إلى «الحضن الدافئ» لتنسيق السياسات والحروب فمصلحة الأنظمة تقتضي ذلك، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتقاسم النفوذ والسيطرة على العالم، وليأخذ «الأخ الأكبر» الحصة الكبرى.
وإذا كانت وثائق التجسس تفضح «خيانة الأمانة»، على حد تعبير ميركل، فالفضيحة الكبرى أن تسكت هي، وربما الزعماء الخمسة والثلاثون عما هو واضح للجميع، شعوباً ومسؤولين. فأمام سمعهم وبصرهم، وبمساعدتهم تشن القوات الأميركية حروباً «ناعمة» تستخدم فيها طائرات من دون طيار، وتغتال وكالة الاستخبارات زعماء ومسؤولين. وتدبر انقلابات، وتغذي حروباً أهلية. وتكافئ أنظمة وتقتص من أخرى. وهذا السلوك لا يقتصر على إدارة من دون أخرى.
أطلق غور فيدال على أميركا اسم«UNITED STATES OF AMNESIA»، أي فاقدة الذاكرة. يبدو أن العالم فاقد ذاكرته فكلما وصل رئيس جديد إلى البيت الأبيض يتجدد أمله بالأمن والسلام.

ملاحظة:

نشر المقال هنا.

القصة التي ستخفف عنكم وقع الصدمة

وجهات نظر
توفيق رباحي
إلى الذين أصابهم الفزع من جرأة وكالة الأنباء القومي الأمريكية على التجسس على حلفائها قبل أعدائها، وصدمهم حجم ما اقدمت عليه من أفعال (التنصت على 70 مليون مكالمة في فرنسا خلال شهر واحد، و60 مليونا في إسبانيا، والتنصت على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طيلة عشر سنوات وغيرها من الموبقات التي ستنكشف لاحقا).. إلى الذين صدمهم كل هذ، أزيدكم من الشعر بيتا فاقرأوا هذه القصة الطريفة بقدر ما هي محزنة ومخجلة:

منذ بداية سنة 2010 وعلى فترات متقطعة، تحفل الصحف البريطانية، وبخاصة “الغارديان”، بتفاصيل قصة تجسس مختلفة في أبعادها لكنها تنبت من نفس أرضية عالم المخابرات الأسود. حفلت بها الصحف لأن “الغارديان” فجّرتها ووصلت الى المحاكم، ولأن بعض الضمائر استيقظت في لحظة ما.
هي قصة ضابط زرعته شرطة سكوتلانديارد بين نشطاء من اصدقاء البيئة بغرض متابعة نشاطاتهم وإبقائها تحت السيطرة ودرء الخطر قبل أن يحدث. 
يمكنني التكهن أن الشرطة هي التي تولت هذه القضية وليس جهازا آخر من تلك الأجهزة المخابراتية العتيدة، لأن الهدف سهل وغير مؤذ للأمن العام ولا يهدد الأمن القومي. هو فقط مضر بالسياسات الحكومية ويشوش عليها. فناشطو هذا النوع من الجمعيات هم في الغالب من الشباب والنساء الناضجات اللواتي خبرن الحياة ولكن تعاني كثيرات منهن من فراغ عاطفي تحاولن تعويضه بتلك الأنشطة (في بريطانيا ينصح الخبراء النفسانيون الناس الذين يعانون من فشل عاطفي وفراغ نفسي وتيه اجتماعي بالانخراط في العمل الخيري التطوعي. هناك يملأون أوقات فراغهم ويجدون بعض العزاء لأنهم يلتقون بمن هم في حالهم أو اسوأ، مما سيخفف عنهم وطأ ما يعانون. كما تزداد هناك حظوظهم في العثور على الطرف الآخر الذي من شأنه أن يملأ الفراغ العاطفي الموجع ويـبعد آثار خيبات الأمل الغرامية).
ما كانت تفعله شرطة سكتلانديارد لهذا النوع من الجواسيس، وفعلته لهذا الضابط بالذات، هو أن تزودهم بهويات أطفال توفوا صغارا منذ عقود لإبعاد أي شبهة قد تنتج عن تشابه في الأسماء. وهكذا تغلغل صاحبنا وسط المجموعة باسم وهوية مختلفتين.. هوية طفل توفي قبل أكثر من ربع قرن.
تغلغل الضابط مارك ستون تحت إسم مارك كينيدي في أوساط أولئك الناشطين الذين يطلقون على تنظيمهم اسم (إيرث فيرست) “الأرض أولاً” كان اهتمامهم وقتها منصبا على البيئة، فأكثروا من مظاهرات الاحتجاج على منشآت صناعية مضرة بالبيئة في وسط وشمال إنكلترا بعيدا عن لندن. واستطاع بحنكته الأمنية وتدريبه الجيد وشخصيته المرحة أن يصبح صديق الجميع، ثم عنصرا فاعلا يشرف على تنظيم التظاهرات. ثم اشتغل على تطوير علاقاته الشخصية فنجح في مضاجعة العديد من النساء المنتسبات للمجموعة، وأقام علاقات غرامية مع بعضهن ثم عاش كشريك مع إحداهن تحت سقف واحد مدة ست سنوات. 
انكشفت تفاصيل الفضيحة، ليس بسبب مارك ستون/ كينيدي، إنما في حالة مشابهة عندما حركت السيدة باربرا شوو دعوى قضائية منطلقة من شكوك في أن أحداً يستخدم هوية ابنها رود ريتشاردسن الذي توفي بعد يومين من ولادته في الخامس من يناير 1973. ثم، مثل إدورد سنودن، لكن على صعيد محلي، خرج للناس ضباط كانوا ضالعين في هذه الأعمال، أحدهم ألَّف كتابا يشرح تفاصيلها.
وقد تكرر هذا التضليل منذ 1968 أكثر من 150 مرة مع ضباط آخرين وأهداف وقضايا أخرى مختلفة، بعضهم أنجبوا أطفالا من علاقات جنسية مع ناشطات كان يفترض أنهن يشكلن أهدافا لهم. وأبرز الحالات كانت تغلغل ضابط شرطة لجمع معلومات عن عائلة الشاب الاسود ستيفن لورنس الذي قتله صعاليك بيض بمحطة باص جنوب لندن عام 1993 في قضية عنصرية هزت بريطانيا حكومة وشعبا. وكذلك تغلغل ضابط آخر وسط مجموعات مناهضة العولمة التي نظمت مظاهرات حاشدة في لندي بين 2000 و2003 وبمناسبة اجتماع مجموعة الثماني في غلينسدبل (شمال). في الحالات التي انكشفت للرأي العام، كان يحدث ان الضابط المدسوس يختفي فجأة عندما تنتهي مهمته، أو عندما تكتشف قيادته أنه على وشك أن ينفضح. أحدهم اختفى متسببا في صدمة عاطفية لإمرأة كانت متيمة به لم تتحمل صدمة الفراق، فصممت على بدء رحلة البحث عنه انطلاقا من اسمه وتاريخ ولادته في سجلات البلديات.
بقية القصة هي أن يتخيل المرء هذه السيدة تصل إلى عنوان العائلة فترن جرس البيت وعندما تفتح الأم تطلق في وجهها: أنا صديقة أو عشيقة ابنك فلان، هل هو موجود في البيت؟ وعلى المرء أن يتخيّل ردة فعل أم توفي ابنها ودفنت جثمانه قبل أكثر من ربع قرن. مـَن سيقنع الأولى بأنها تركض وراء سراب، والثانية بأن هناك دسيسة كبرى ضحيتها اسم ابنها الراحل المسكين.
بعد هذه القصص التي تحولت في عالم الجوسسة الأسود إلى ممارسة روتينية، هل يحق لأحد أن يعبـّر عن الصدمة من ممارسات وكالة الأمن القومي الأمريكية أو غيرها. ما يجب أن نقبله في هذا العالم أن كل الناس تتجسس على كل الناس.. والحلفاء ليسوا دائما أصدقاء، والصداقة لا تعني عدم الاهتمام بما يحدث عند الصديق، ولو من باب الفضول. 
في هذه اللحظة، على سبيل المثال، إيطاليا تتجسس على السويد، والمغرب يتجسس على اسبانيا والبرتغال تتجسس على السينغال والهند تتجسس على اليونان وفرنسا تتجسس على الأرجنتين والبرازيل تتجسس على مصر وهكذا.
تعمدتُ عدم الحديث عن الجوسسة بين الدول المعادية لبعضها أو المتنافسة على تفوق ما، مثل الصين والولايات المتحدة، أو الأخيرة وروسيا. أقصد بين دول تبدو علاقاتها ظاهريا، طبيعية. فإن لم تكن جوسسة فهي عملية جمع معلومات وتخزينها لاستعمالها عند الضرورة، وإذا لم تأت هذه الضرورة يوما، فهي موجودة يمكن تبادلها مع طرف ثالث مثلا، أو هي موجودة وكفى. ومجرد وجودها على الرف، في دنيا التخابر، أفضل من رفوف فارغة.
هذا واقع موجود وسيظل موجودا، وإلا فقدت أجهزة المخابرات أسباب وجودها وفقدت الدول ثقتها في نفسها.
هناك حقيقة لا يجب إهمالها وهي أن الدول التي تشتكي من الممارسات الأمريكية، ليس أكيداً أنها أقل سوءا وتجسسا منها. هل سنصدّق أن المخابرات الخارجية (والداخلية) الفرنسية ملاك طاهر بريء؟ لو كان لفرنسا “سنودن ـها” لربما كشف ما هو أسوأ. ولو أتيح لنا أن نعرف على من تتجسس الصين وكيف، لأصابنا ذهول. ولو كشفت الصين عن نزر يسير من “انجازاتها” في هذا المجال، لضرب بعضنا أخماسا في أسداس. 
أكاد أتخيّل ضباط وقادة كبريات الدوائر الإستخباراتية العالمية جالسين في مكاتبهم يضحكون على صدمتنا ولسان حالهم يقول: ليتكم عرفتم كل شيء عن أفعالنا!


ملاحظة:

نشر المقال هنا.

الراكب والمركوب والكامخ بينهما: (فقه) نظرية المؤامرة 1

وجهات نظر
صلاح المختار
في كبرنا نكتب بقلم رصاص، لأننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلاً محوها
حكمة من يريد تجنب الخطأ
في العام الثالث لبدء الانتفاضة العربية مازال هناك من يقول انها ثورات قامت بها الجماهير لكن القوى الاستعمارية والمشبوهة ركبت موجتها وحرفتها عن وطنيتها ومبدأيتها ونقاوتها !!؟؟ رغم ان كل الشواهد تؤكد بالقطع بأن ما حصل كان عبارة عن قيام المخابرات الامريكية ومن تعاون معها باستغلال الغضب الجماهيري المتراكم والمتفاقم ضد الانظمة الفاشية والمستبدة والفاسدة وتسخيره لإسقاط الانظمة وتدشين مرحلة الفوضى الهلاكة بدل إقامة بدائل وطنية تقدمية تنهي معاناة واستغلال الجماهير!
السؤال الاجباري هو: هل ما حصل ثورة ام اجهاض مشروع الثورة الاصلي؟

بما ان من خطط وقاد وسير هو المخابرات الامريكية فان الحصيلة الفعلية والواقعية ل(الثورات العربية) العتيدة هو الاجهاض المتعمد والمخطط لمشاريع الثورات العربية الاصيلة والجذرية والتي تختمر منذ عقود فجاءت امريكا ونغولها لتجهضها وتولد لنا مخلوقا متوحشا وهجينا تارة يسمونه (التكفيري) وتارة اخرى (الشبيح) اخذ يدمر كل ما ينته الامة خلال قرن من الزمان تحت اسم وغطاء مزور هو الثورة ، وهي بهذا الواقع احداث لا صلة لها لا بالثورة ولا بالاصلاح .
 ما نراه اليوم فوضى هلاكة ضربتنا ومازالت تضربنا في الصميم وتدمر مجتمعاتنا ودولنا وبنانا التحتية والفوقية ، ومنها روابطنا الاجتماعية ، ولم تبقي شيئا لم تنوشه بالخراب والتشويه ، وهذا ما نراه الان بلا غموض في مصر وتونس واليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيره ! فهل نحن بأزاء حالة التحدث بلغات مختلفة ويجهل كل مثقف وسياسي لغة الاخر فلا نتفق ولا نلتقي حتى على بديهيات التفكير والفهم ؟ ام اننا بأزاء (عناد) محسوب عاطفيا او لاسباب اخرى يجعل البعض يتعمد عدم رؤية الواقع كما هو فيتخيله كما يرغب ؟
ما جعلني اكتب هذا التحليل تحديدا هو الشعور العميق الذي يترسخ لدي بان عددا من المثقفين والساسة تغربوا بلغتهم ونمط تفكيرهم وطلقوا اي صلة لهم بالواقع وبالامة ، وتلك من اكبر كوارث الثقافة والمثقفين لان هؤلاء في كل العالم وفي كل الازمان هم مشاعل التنوير التي تجعل ، بما تكتبه او تقوله او تمارسه ، الجماهير في حالة توحد قوي نتيجة فهم هذه الطليعة الصحيح لما يجري فتبعد الجماهير عن الفهم الخاطئ الذي يؤدي الى تمزيق صفوف الجماهير بين هذا وذاك نتيجة غموض الوضع المترتب على تحليل المثقف او السياسي .
 اما منذ تضاعفت كوارثنا في عام 2011 فان البعض من مثقفينا وساستنا يلعبون دورا لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون دور مثقف ثوري ، او حتى مثقف عادي ، لانه دور ابتعد كثيرا عن الواقع وصوره بغير حالته الفعلية وادى ذلك عمليا وبغض النظر عن الدوافع الى زيادة تمزيق صفوف الحركة الوطنية العربية وسمح بخلق ثغرات استغلها العدو لمواصلة تأمره تحت غطاء ان كشف خططه  مجرد هاجس من هواجس نظرية المؤامرة وليس حقيقة عيانية ، وهذا ما يروج له البعض من المثقفين الوطنيين !
وهذه الحقيقة  المثيرة لاشد انواع الاسى والاستغراب تفرض طرح اسئلة لم يعد ممكنا التهرب منها  : هل ما نواجهه ثورات حقيقية شعبية نقية ولكنها حرفت ؟ ام انها خطط نفذت وجرّت الجماهير والنخب الوطنية اليها جرا بقوة العواطف وضياع بوصلة الوعي ؟  كل ما نراه الان ، وبعد اكثر من عامين ونصف ، يكفي للقول بلا تردد اننا نعيش فعلا وبلا مبالغة افظع كوابيسنا واخطر مراحل حياة العرب  منذ الاف السنين ، لاننا نذبح انفسنا بيدنا وندمر مابنيناه بايدينا ومالنا ، ونهدم كل صروح القيم الاخلاقية والدينية التي تبلورت عبر الاف السنين ، ونقطع كل اواصرنا بطلقات بنادق صنعناها لتوجه الى اسرائيل وامريكا وايران ، لكنها استدارت فجأة واخذت تطلق النار علينا ، على  فلذات اكبادنا ، شبابنا ونساءنا واطفالنا ! نرى الرؤوس تتطاير نتيجة استخدام مناشير كهربائية او فؤس لا ترحم !
فماذا يجري ايها السادة ؟ هل هذا هو هو الربيع الموعود ؟ هل هذه هي الثورة التي تحرر الشعب من ظلم الانظمة لنقع في ظلم متعدد الاطراف واول طرف يظلمنا نخب معينة ركبت رأسها وهي تقول : ارقصوا وغنوا فهذا هو الربيع المنتظر رغم انها ترى تلال الجثث يوميا وجنبها جبال الركامات التي كانت تسمى بالامس مساكننا وقرانا ومدننا واحياءنا ومعاملنا ومدراسنا وملاعبنا ؟ لم نعرف حالة ثورة كهذه ابدا ، الثورة لا تتقاتل فيها الملايين من نفس الناس ونفس الطبقات ، الثورة يتقاتل فيها ابناء الشعب مع نظام مستغل  او محتل ، ولم يحصل ان تقاتلت الملايين مع ملايين من الشعب ووصفت بانها ثورة ، بل وصفت احداث مثل هذه باتفاق الكل بانها حرب اهلية ، فهل مانراه في مصر منذ عام 2011  ثورة ؟ ام حرب اهلية بين ملايين تؤيد هذا الفريق وملايين اخرى تؤيد الطرف الاخر ؟ هل كارثة فلسطين بكل مأسيها ولوعتها شيء سوى جزء يسير مما يطحننا الان فنقدم في يوم واحد شهداء او ضحايا بقدر شهداءنا في كل حرب مع اسرائيل ؟
الحق مع من : هل مع من تدعمه ملايين ؟ ام مع الاخر المناقض الذي تدعمه ملايين اخرى ايضا ؟ هل نراقب موقف امريكا ؟ الحقيقة التي يراها حتى الاعمى هي ان امريكا تشجع وتدعم الطرفين في كل قطر عربي على مواصلة القتال وعلى الحسم وبلا مساومات ، امريكا الان تقود (جبهة) رفض كل الحلول الوسط حتى تلك التي تقترحها هي لاخفاء دورها وتشجع الطرفين على رفض كل حل وسط لانهاء الصراع خصوصا اذا كان دمويا ، واسرائيل تصرخ بمن يدلي رأيه من مسؤوليها في قضايانا : ( اصمت ايها  الاحمق دع العرب يذبحون بعضهم البعض الاخر ولا تتدخل فينتبهون لدورنا وربما يتوحدون مرة اخرى ضدنا ) . فيصمت الاسرائيلي الذي اراد ابداء الرأي فيما يحدث !
هل نستوعب معنى انتشار الفتن الدموية في الاقطار العربية في زمن  واحد تقريبا ، سواء بالتعاقب المخطط او بالتزامن المبرمج ؟ هل الصدفة تتكرر بهذا الالحاح الاكثر من غريب ؟ ام انه الهدف الموضوع سلفا ؟ هل نقرأ معنى كل هذا ؟ هل نفهم لم تفعل امريكا كل ذلك التحريض لكل الاطراف ولم تدعم امريكا ومعها  اوساط اوربية كل الاطراف بالمال والسلاح والدعاية او القنوات الدبلوماسية ؟ اذا استبعدنا الناس البسطاء فان المتعلم الغبي وحده هو الذي يقول لا افهم ما يجري ، ومن لديه ذرة وعي يعرف الان وبيقين ان ما يحدث هو المؤامرة الاشد خطورة في تاريخنا العربي كله قديما وحديثا ، فلم نواجه خطرا مميتا كالذي نواجهه الان ، واذا كان هناك من يعترض فليتفضل  ويقول لنا متى واجهنا مثل هذا الخطر منذ عهد الفتوحات الاسلامية وحتى الان .
ايها السادة : يقتل الان كل يوم في سوريا على الاقل مائة عربي ، ويقتل كل يوم عشرات الليبيين ، وتجري عمليات منظمة لتصفية الكوادر التي اعدتها دولنا بمالنا ودمنا من طيارين وعسكريين وعلماء ومهندسين نراهم الان يذبحون يوميا امام نواظرنا !  وفي مصر كر وفر وفقدان للامن واستشراء للفوضى الهلاكة ، ومصر الان تتجه لكارثة عظمى نتيجة تواصل الفوضى وعدم وضع حد لها تحت غطاء (حرية التظاهر) ! اي حرية هذه التي تمهد لشرذمة مصر اكثر مما حصل حتى الان ؟ حرية التظاهر لا يمكن ترجمتها الا على انها تكتيك اكثر من واضح لتقسيم مصر ومنع توقف نزيفها !  وفي اليمن تترسخ عوامل التقسيم وتزداد العداوة بين ابناء اليمن ويعود اليمن لعهد اسوأ بمراحل من عهد ما قبل الثورة التي اطاحت بالملكية ، ففي اليمن الان من يطالب بالفدرالية والتقسيم واصبح جيشها الوطني جيوش شيوخ قبليين او سياسيين او عسكر يستعد كل منها لمقاتلة الاخر بحماس لا نظير له ! هل نسينا انه يقتل يوميا عشرات العراقيين ووصل عدد شهدائنا ثلاثة ملايين عراقي منذ الغزو فقط ؟ هل ترون الدم من اي جسد نزف وينزف ؟ انه ليس الدم الاسرائيلي ولا الدم الايراني ولا الدم الامريكي انه فقط الدم العربي !
اذا وضعنا العراق جانبا ، لان من دمره ويدمره هو امريكا وايران وادواتهما ، برب كل عاقل فيكم هل خسرنا هذه الدماء في كل حروبنا مع اسرائيل ؟ برب كل عاقل فيكم  هل دمرت مدننا في سوريا وبدأ في مصر تدمير مدننا بيد العدو ام بيدنا ؟  الحقيقة المفزعة والمفجعة هي ان القتل العشوائي والدمار يتم بيد شبابنا المنتفض وجنودنا وشرطتنا  وليس بيد صهاينة او امريكيين او ايرانيين ! نعم من خطط هي امريكا والصهيونية دون شك ، نعم من شارك بالابادة والتدمير بصورة رئيسة ايران بدون شك ، ولكن من ينفذ هم ابطالنا ساسة وشباب ، حكاما ونخبا تريد التغيير بلا بوصلة ! فهل ترون نتائج انتفاضة بلا بوصلة هادية لتجنب الالغام ؟
دمرت سوريا وبدأ تدمير مصر كما دمر العراق وليبيا وقسم السودان في خطوة اولى ستعقبها خطوات تقسيم اخرى ، واعدت اليمن والبحرين وتونس ولبنان للتدمير لاحقا ، وتطبخ الجزائر على نار هادئة لحين وصول قافلة الموت اليها لا سامح الله، وهذا ما يحصل للسعودية ايضا، اما الاردن فان نتنياهو ينتظر الفرصة لاعلان دولة فلسطينية فيه لانهاء مشكلة اللاجئين، وفي الانبار (يناضل) الحزب الاسلامي بلا هوادة لجعله اقليما مستقلا تنفيذا للمخطط الاسرائيلي القائم على توطين اربعة ملايين لاجئ فلسطيني فيه واقامة دولة كونفدرالية فلسطينية – اسرائيلية بعد زاول الاردن من الخارطة ! هذه ابرز حقائق ونتائج موضة (عصر الجماهير  المقدس) !
هل خسرنا في كل حروبنا مع اسرائيل بشرا ومالا وعمارة بقدر ما نخسر الان ؟ كل عاقل لديه وعي يعرف ان خسائرنا بشرا ومالا وعمرانا في كل حروبنا مع اسرائيل لا تصل الى 1 بالالف من خسائرنا الحالية ! الا يكفي هذا وحده ليقول اي ساذج وغبي بان ما يحصل ليس سوى خدمة مجانية لامريكا واسرائيل وايران ؟
اسألوا اي ماجدة عربية اغتصبت على يد شبيحة النظام او التكفيريين او البلطجية او (ثوار) النيتو : هل تتمتعين بربيع عربي رغم ان اكثر من ذئب سربله الجرب اعتلى جسدك ولهث فوقك وسال لعابه فوق وجهك بينما تفجرت جراثيمه كلها في احشاءك ؟ اسألوا ملايين العراقيين والسوريين الذين شردوا : هل ادت كارثة احتلال فلسطين الى تشريد عدد بقدر من شرد من العراق وحده والذين بلغ عددهم سبعة ملايين مهجر ومشرد ؟ وهل من شرد من سوريا اقل ممن شرد من فلسطين عام 1948 ؟ أسألوا كل هؤلاء : هل تتمتعون بهذا الربيع ؟ وهل هو ربيع حقا ؟
كلنا نعرف ان من شرد من فلسطين وقتها كان اقل من مليون فلسطيني ، اما الان فنحن نتحدث عن سبعة ملايين عراقي مشرد ومهجر من الديار او الوطن ! ونتحدث عن مليوني سوري مهجرين ايضا ! هؤلاء بغالبتهم الساحقة بلا مورد لذلك حصل كل ما يدمي القلب للنساء والاطفال والشباب ! والان تعد العدة لتهجير عشرين مليون مصري  على الاقل تحت ضغط صراع الحزبين المناضلين الجزيراوي والعربياوي والذي يتخذ شكل تظاهرات تشل الحياة وتجر مصر جرا للخراب ! اما لبنان فانه دخل نفق حرب اهلية لم يشهد لها مثيل بفضل (مقاومة) حسن نصرالله وتطلعات ايران الاستعمارية والتي تغذيها الاجهزة الامريكية والاسرائيلية ، وسنرى غدا عشرات الالاف من اللبنانيين الذين يبحثون عن مأوى خارج لبنان !
اذن اين الثورات ؟ هل سرقت ؟ هل كانت ثورات خططت لها الجماهير او طلائعها لكن امريكا (الشيطانة ) ركبت موجتها وحولتها الى فوضى بواسطة من دربته واعدته مسبقا ؟ ام انها اصلا خطة مدبرة مسبقا وبالتفاصيل الدقيقة ؟ من الذي ركب الموجة اذن ؟ من الراكب ومن المركوب ؟ لنعيد توضيح الامر وسوف نخصص بدقة لكي لانتهم بالتعميم :
1 – حينما قلنا منذ بدأت انتفاضة تونس وقبل ان تقع انتفاضة مصر ان ما يجري ليس ثورة وانما انتفاضة لان الانتفاضة بداية ثورة ومشروعها القائم على عناصر حتمية لاثورة حقيقية بدونها لانها بوصلة الهداية في طريق العواصف العاتية اهمها التنظيم الشعبي الجماهيري القوي المنسجم ايديولوجيا (في حالة حزب) او المتوافق ايديولوجيا (في حالة جبهة وطنية) ، والستراتيجية الواضحة التي تتحكم بخطة الثورة وتعاقب مراحلها ، فاذا انتقلت من اسقاط النظام الى بناء البديل بيد من قام بالانتفاضة وليس بيد سراقها فانها تدخل مرحلة الثورة ، لان الثورة بالمفهوم الثوري المبسط هي التغيير الجدري نحو الافضل ولخدمة ملايين الناس . ولكي ندرك قيمة البوصلة انظروا لمن انتفض بدون بوصلة في تونس ومصر وكيف انه اوصل القطرين الى حافة كارثة الحرب الاهلية بدل حل مشاكل الجماهير ! الم نحذر من ذلك منذ الاسبوع الاول لانتفاضة تونس ؟
ولكي يتوقف من يزور كلامنا وينتقي منه مايشاء يجب ان نؤكد على ان ما حصل هو ان الجماهير التي انهكتها الديكتاتوريات والفساد والظلم الاجتماعي والاقتصادي كانت تحلم بالثورة بلا جدوى ، وكانت يائسة نتيجة قمع الانتفاضات السابقة بفضل بوليسية النظم والدعم الامريكي لها بلا تحفظ ، لذلك فان الجماهير ما ان رات بوادر تغيير مشجعة حتى التحقت بالالاف وبالملايين بمسيرة التغيير دون ان تكون عارفة بالخطوة التالية لاسقاط النظام وبلا معرفة هوية قادة الانتفاضة ، لان الاهم بالنسبة لها كان التخلص من انظمة اذلتها وقهرتها وافقرتها .
هنا لدينا جماهير لا صلة لها باي تخطيط للانتفاضة ونخب درب قسم كبير منها  على كيفية تفجير انتفاضة وتطويرها وتصعيدها دون تدريبها على ما بعد اسقاط النظام ، لذلك فوعي النخب التي قادت كان وعيا مرحليا قاصرا ، اما القسم الاخر الوطني النظيف فانه اندفع ليساهم في احداث موجة (وليس في قيادتها) سبق وان اطلقت بدون مشاركته في التخطيط لها فوجد فيها تحقيقا لاحلامه بالتغيير دون ان يملك القدرة على تحديد مسار الانتفاضة وكان مسيرا وفقا لالياتها المقررة سلفا ، اما المتحكمون بالميادين فهم من دربوا قبل سنوات ويخضعون لتوجيه السيد الجالس في مقر المخابرات الامريكية !!!  من الراكب اذن ومن المركوب أيها السادة ؟
2 – نكرر ما قلناه قبل اكثر من عامين : فقط شرارة اشعال الحريق كانت عفوية وهي انتحار محمد البوعزيزي في تونس ، انطلقت الجماهير بعفوية لاشك فيها لكن هذه العفوية سرعان ما اغتيلت ، اولا بتدخل الجيش ، وثانيا باعادة تصدير رجالات الغرب وفي مقدمتهم السلفي راشد الغنوشي والليبرالي المنصف المرزوقي ، عاد هؤلاء الى تونس بعد ان تم اختيارهم بدقة ولاغراض محددة وهي نشر الفوضى الهلاكة في تونس ، اما بوعي منهم او بحكم طبيعتهم السياسية او النفسية ، فتولوا المسؤولية بعد انتخابات تمت في بيئة ملغومة، فماذا حصل ؟ بدأت لعبة تدمير تونس عبر النشر المخطط للفوضى الهلاكة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، وادخل السلاح من ليبيا الى تونس كما ادخل الى مصر بكميات رهيبة ليس لمقاومة احتلال بل لذبح ابناء تونس ومصر وغيرهما .
 ويعرف كل تونسي الان ان مايحصل لم يكن ثورة ابدا وانما انتفاضة ارادت الجماهير تحويلها الى اسقاط لنظام فاسد وديكتاتوري واقامة بديل وطني يدفع تونس نحو حالة افضل مما سبق بكثير ولكن ما يحصل هو العكس تماما فقد فقدت تونس استقرارها وامنها وامانها واصبحت غابة قتل واضطرابات وفقدت تقريبا اهم مواردها وهو السياحة ! اين وصلت الثورة ؟ هل ركبت الجماهير والنخب الوطنية موجة تغيير لم تخطط له ؟ ام امريكا ركبت موجة انتفاضة وحرفتها وفقا للاتجاه الذي تريد ؟ من الراكب ومن المركوب أيها (القضاة) ؟ ماذا عن مصر ؟
يتبع ..


هل أتاك حديث البطاط يا سيستاني؟

وجهات نظر
أبوالحق
أطلّ علينا قبل أيام المسخ (البشري) المتسمي بالبطاط من على شاشة قناة السومرية، ضمن لقاء تلفزيوني في برنامج (حديث الوطن) أداره الإعلامي غزوان جاسم.


برأيي، فإنّ توقيت اللقاء لم يأت وليد المصادفة، فقد خرج المالكي عقب تلك الليلة مباشرةً وهو يزفُّ للشعب العراقي خبر تشكيل قوة عراقية داخلية وأخرى خارجية، لمجابهة الإرهاب، فهو لقاء تضمَّن تصريح البطاط بأن بينه وبين المالكي إتفاقاً، يعني موافقة الأول بشأن (ما يفعله) الثاني، كما تضمّن مطالبة البطاط بتجنيد المجرمين من مرتزقته في الجيش والشرطة ولو بحساب الربع أو الثلث إن لم يكن الكل (عرضه قابل للمساومة إذن!!!) ، واللقاء هذا سبق إعلان المالكي عن تشكيل قوة إرهابية حكومية إضافية هذه المرة للدفاع عن النظام الفوضوي الدموي الآيل للسقوط وذلك بعد إهتزاز شعبية المالكي وحزبه مؤخراً وبشكل حاد (العوامل كثيرة منها إجماع شركائه باللعبة على خلعه وتوسع المظاهرات الشعبية ضد سياساته وظلمه ومن ثم قصة عنتريات أبو جاسملر أو أحمد المالكي التي جعلت من الإثنين مسخرة عام 2013 لدى كل العراقيين تقريباً، إلا من أبى) .
تأسيس هذه القوات جاء كما يبدو كي لا يقال أنها (ميليشيات) منفلتة لا سيطرة لدولة القانون عليها، فهي شرعنة لوجود هذه العصابات وهو إرهاب دولة متأسّس بحجة مقاومة الإرهاب. إذن، من هو الإرهابي الحقيقي؟
مصطلح "الإرهاب" هذا هو تعبير أمريكي المولد، مصطلح مطاط يتحمل مختلف أنواع التسميات وفق هوى الحكومة الطائفية، فهو في حقيقته يعني واحدةً أو أكثر من هذه المسمّيات ( مقاومة الإحتلال، المعارضة الشعبية الداخلية، أهل الأنبار وصلاح الدين والموصل وديالى، الجيش السوري الحر، أهل السنة، البعثيون، معارضو خطط المالكي، وهكذا)، أصبح مثل مصطلح "القدرية" يوم فسرته الفرق الإسلامية كلٌ على هواها في خضم تسفيه كل فئة لغيرها فجعل يتأرجح بين معنيين متناقضين بالمرة، والتسمية هيَ هيَ نفسها.
كنت قد حكيت قبلاً عن كلب مسعور كان يعوي قبالة البيت طيلة الليل ولم أجد أحداً يعطيني تفسيراً وقتها: علام يعوي وكيف لا تكلّ حباله الصوتية كل تلك الساعات الخمس أو الست. وحده قصاب أعرفه قال (إنه خائف أو هو موجوع ربما)! وكذا كان حال البطاط في اللقاء وهو يعوي: متألماً من شيء لا يفصح عنه بل يلمّح فحسب، مرتعباً من فكرة تهاوي الوضع القائم ومن سقوط محدق بحكومةٍ فاشلة يرى نفسه جزءاً منها (نفس حالة قيس الخزعلي). بدلاً من إتخاذ موقف الناصح الأمين للحكومة كما يفعل خطيب  الجمعة في كربلاء دوماً فهو قد إختار فرط القتل لتكريس فكرة حكومة الموت التي تقتل قبل التثبت وتبيد بالجملة وتقطع الألسنة وصولاً للحبال الصوتية. بدلاً من إقتفاء آثار وطباع الأئمة الذين حملت ألقاباً وعناوين هي أبعد ما تكون عن القتل والتنكيل وعلى الظنة، فقد إختار شخصية "المختار" الإجرامية التي قرنت الثأر من قتلة الحسين أولئك بالإجرام وإدعاء النبوة وتلقي الوحي! هذا هو "المختار" الذي به يتأسّون!
ليس الوجع والألم فقط هو ما بدا على البطاط بل معالم بالون بشري ينفخ نفسه بنفسه ليقنع ذاته بأنه شخصية قيادية لها ثقل ووزن في الساحة العراقية المحترقة، فهناك الكثير من الدلائل على أنه يفرض نفسه على الفصائل المسلحة تلك وهم منكرين له لا يرونه سوى (مريض نفساني)! وهذه (نَكَزَهُ) بها مقدم البرنامج واستثاره بيسر من خلالها لكن البطاط تذرَّع بكونه لا يريد النزول لمستوى خصومه وليس في هذا التوقيت الذي تهتز فيه صورة (الحكم الشيعي الوليد) ذي العشر سنوات من العمر!
من جهة أخرى فالبطاط لا يبدو مجرد دعيّ يحاول أن يأخذ مكانه بذاته فحسب بين المجرمين الميليشياويين الذين تحفل بهم الساحة العراقية كي يرضي غروره ويحقق إنتقامه: إنه أداة مالكية يستخدمها أبو إسراء ليحرِّك بها السواكن وليضرب خصومه من دون محاسبة، فالبطاط بالنسبة للمالكي هو كالذيل بالنسبة للهر الذي يحاول (خمط) بلبل من داخل القفص، يدخل ذيله ليخيف البلبل من جهة بعيدة فيسوقه للقفز بعيداً عن الذيل، وعندها يقع بمخالب الهر التي تنتظره على الجانب المقابل، لكن العراقيين الأحرار والثوار والمجاهرين برفضهم للمالكي ومن يشابهه ليسوا بالبلابل وإن كان قفص اللعبة هذه يحتويهم! هذه يحتاج المالكي أن يدركها جيداً، هو وذيله البطاط الذي أسمى نفسه بالقاتل الصامت متباهياً: يقتل بدون تحقيق أو محكمة شرعية ومن خلف الستارة "ولا حد شاف ولا حد دري"! وهذه بحد ذاتها تدينه في كل جرائم القتل المقيدة ضد مجهول، هذا لو كان هناك بالبلد عدالة أو عدل أو وزير عدل يعرف العدل! لكنني أدعو الأستاذ عبدالإله البياتي وجماعته في محكمة بروكسل هنا لرفع دعوى ضد هذا المجرم الذي أقرَّ بنفسه أنه قاتل بالخفاء فهو وراء مقتل كل عراقي متصوراً ومسوّغاً ومتحججاً في ذلك بأنه خطر على "النظام الشيعي" كما يسميه .
كثيرة هي الأسئلة التي وجهها غزوان جاسم للبطاط وكل منها كان في محله المرتجى ولكن سؤالاً مهماً وحيوياً أفلت من المقدم الحصيف: "بدل إحصائيات الأرقام التي حفظتها كالبلبل، كم  يا ترى قتلت يا بطاط لحد اليوم من العراقيين الذين تعتبرهم إرهابيين من دون أدلة؟ بصراحة يعني! وفي أي المدن والمحافظات عثت فساداً بدعوى حب آل البيت؟" فالسؤال الذي وجهه مقدم البرنامج للبطاط بخصوص نشاطاته عاد بجواب إرتجالي أنه "يعرف من هم أهدافه" و"هم يشرعون بشتم علي بن أبي طالب فور الإمساك بهم!!". توحي لنا هذه الإجابة بمشاهد من طقوس طرد الشيطان المتلبِّس بأجساد الممسوسين، كما في فلم التعويذة حيث الممسوس يشتم ويلعن كل من يقترب منه بما يثبت أنه ممسوس حقاً (!!) فمن منا يمسك لسانه عن شتم مقدسات القتلة يوم يحطمون باب البيت ويسحبونه أمام عائلته لجولة تعذيب سادية يعقبها إعدام وحرق بالنار؟! أنا من الناس أشتم كل وثن جعل هؤلاء السفلة إسمه وسماً ووشماً على سكين الذبح ورخصة قتل توحي لهم بكل هذا الإجرام كي يمارسونه ويستمرون بالممارسة، وحاشا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
إذن فنحن إزاء كاهن مهووس من بقايا محاكم التفتيش الإسبانية الكنسية تلك، يعتقل ويدين ويعذب ويقتل كما يوحي له عقله الموتور بالحقد وبالتعصب، وكله تحت خيمة (دولة القانون) التي قال إنه على إتفاق مع المالكي فيها، ولم يظهر أي تكذيب من المالكي لذلك بل كما قلت فالمالكي إستجاب لطلب تجنيد مرتزقة هذا البطاط وأعلنه رسمياً.
غلبت التباهيات على تصريحات البطاط طيلة الساعة التي إستغرقها اللقاء حيث كان يلمح لكونه (يفتح أبواب الجحيم) على من يخالفه ويطلق على نفسه لقب (السيد) في عقدة نقص جليّة، ومن جهة أخرى تراه يستخدم عبارات تواضعية مع مقدم البرنامج طالباً المجال لتوضيح وجهات نظره، من خلال عبارة (خلّي أخدمك) وكان ينقصها المزيد من التوابل كعبارة (مولاي) لتمشية الحال!! هل هو سيّد أم خادم؟
وفي معرض تباهياته هذه أعطى رأيه بجملة عناوين منها: دول الخليج، أميركا، القاعدة، شهداء القادسية الثانية، أهالي الشهداء، ومن ثم خصص الشيعة من بين أهالي الشهداء بالرد المَوتور الذي أطلقه وقد وضع نفسه محل ربّ العالمين، حاشا لله، يحكم بقبول إستشهاد هذا وعدم قبول ذاك. من هو التكفيري إذن بين الفريقين؟ 
كذا تتابعت تجاوزاته على هذه العناوين ولكن أكبرها على الإطلاق كان تعرضه لله تعالى عندما وصف الخالق بالديكتاتور وذلك بعد أن وصف علي بن أبي طالب، كرَّم الله وجهه، بالقاتل ليبرر ما يفعله هو بالناس كونهم من غير ملته!
في معرض إجابته عن الأسئلة التي وجهها له مقدم البرنامج، إنقاد البطاط لتلك الإستفسارات بدون أية ممانعة فكشف ما بداخله ولم يلجأ للإخفاء، وهذه لا أحسبها حسنة منه أن يكون صريحاً للعظم لكنها معاني الأمثال التالية: الإناء بما فيه ينضح، إذا لم تستح فاصنع ما شئت، مَن أمِنَ العقوبة أساء الأدب، الديك يصيح من فوق مزبلته. وعموماً فقد عَكَسَ البطاط في هذا اللقاء سمتين رئيسيتين:
1.   أنه أكثر مما هو فارغ وسطحي، فهو متعصِّب بكل قبح إثر فهم خاص لشخصية الإمام علي بن أبي طالب ومسيرة حكمه في ثلاث حروب إسلامية- إسلامية، ثلاثة بالحد الأدنى تكلفت عشرات الآلاف من الرقاب التي حرّم الله الإستهانة بها أكثر من حرمة الكعبة. البطاط هذا لا يحتكم على أية قيمة علمية أو عقلية سواء فيما يخص الأحداث الراهنة أو تلك التي حدثت قبل قرون، كمعارك الفتن تلك، ففي خضم الأسئلة التي وُجِّهت إليه بيَّن موافقته على "ميثاق الشرف بين الكتل السياسية" رغم أنه لم يوقع عليه كما قال، لكن عندما جابهه مقدم البرنامج بأن ميثاق الشرف هذا الذي يوافق عليه هنا يحظر الميليشيات ومنها ميليشيا جيش المختار الذي يتزعمه هو، تراجع بكل صبيانية وقال (لا لا، إذا كان يحظرها فأنا لن أوقع عليه)!! وهو ضرب مثلاً عن أحليّة الخوض بدماء المسلمين وفق خلاف سياسي على الحكم فذكر إبادة علي بن أبي طالب لآلاف المسلمين في موقعة الجمل (أسماهم بالقاسطين والمارقين كما هو شأن الكتب الصفراء في مناورة دجلية للتملص من إدانة تلك المقاتل فالمقتولين لم يكونوا زناة محصنين ولا مرتدين عن الإسلام ولا متورطين بدماء مسفوكة كي يستحقوا القتل) وفي حربه ضد الخوارج لمجرد أنهم تحملوا مسئولية قتل شخص محدد، لكنه أورد إسم ذلك الشخص على أنه حِجر بن عديّ بدلاً من إسم عبدالله بن خبّاب بن الأرَتّ الذي هو المقصود الحقيقي بمن تحمّل الخوارج كما قيل لوزر قتله، وشتان بين هذا وذاك، فحجر بن عديّ هو من أصحاب الإمام علي وأمراء جيشه في صفين والمهووسين بالموالاة له لدرجة مطالبته الجلاد الذي نفذ أمر معاوية بن أبي سفيان بضرب عنقه بأن يسبق ذلك بضرب عنق إبنه بدعوى انه لا يريد له أن يُفتن إن شهد هول السيف على عنق أبيه ويتراجع عن موالاة الإمام علي!!!!!!!! نحن إزاء صحابي قاتل في فتوحات العراق وإيران والشام ولكنه مبتدع ومتجاوز على حياة إبنه في هذه الكبيرة كما لو كان هو خالقها وبارئها! ربما كان يرى في نفسه "إبراهيم الخليل" من جديد كي يمد السكين لعنق إبنه! لكن ذاك نبي هو أبو الأنبياء وتلك كانت رؤيا ربانية. وكذلك فلتته الأخرى عندما ذكر 160 صفحة على الفيسبوك لجيش المختار!! و150 ألف صحابي في عهد علي بن أبي طالب!! وهو ربما كان يجمع معهم التابعين وتابعي التابعين ومن سبقهم بإحسان إلى يوم الدين، كما يقول خطباء الجمعة! نفس المبالغة الأخرى بنسبة من هم مع إيران من بين العراقيين والتي حددها البطاط على أنها 73 %! زين، ممكن تسويهه 75، لسهولة القسمة على خمسة؟!
2.   إنه عميل إيراني متطوع لا يستحق الجنسية العراقية، فهو قد باع نفسه لقائده المفدّى علي خامنئي وأنه مستعد لمقاتلة العراقيين مهما كانت الدولة التي تهاجمهم طالما قيل له أن المهدي مع المعتدي! لذا بدا غير مكترث للتصريح بعمالته أمام الدنيا كلها في تزلف رخيص لقائده ووليّ نعمته خامنئي المجرم السفيه (الذي هو تناسخ آخر لشخصية أبو طاهر سليمان بن حسن القرمطي هادم الكعبة وسارق الحجر الأسود وقاتل الحجاج المتعلقين بأستار الكعبة، الذي كان ينادي بشعار "أنا بالله وبالله أنا  يخلق الخلق وأقتلهم أنا".
شرع يمثل دور (أنت تسأل والبطاط يجيب) في توصيفه لعناوين متعددة كما في أدناه : دول الخليج هي لأناس"(بعارة)!! همج رعاع ينعقون مع كل ناعق"، ونحن لسنا مع أية دولة خليجية ولسنا حماة الرايات لها ولا من حملة بيارقها فذلك موضوع ذو شجون ليس هذا موضعه ولا هو أوانه، لكن السؤال هنا هو: هل هذه الصفة تنطبق على سكان دول الخليج كالإمارات وقطر أول ما تنطبق أم على المتحدث نفسه وهو عراقي الولادة إيراني المرجعية والهوى ينعق خلف ناعق إسمه خامنئي؟ يبصر البطاط القذاة في أعين الخليجيين ولا يبصر الجدعة في عين خامنئي!  
وأما أميركا فقد قال أنها دولة (تافهة وضعيفة وفقيرة). وأميركا اليوم تحكمها حكومة فاشلة فعلاً فسفارتها في بغداد إعتذرت على موقعها قبل سنة تقريباً عن إعلانها تنظيم حفل موسيقي أمريكي في حديقة الزوراء كون الموعد تعارض آنذاك مع إحدى الزيارات الشيعية! وكنا قد حكينا كيف حسبها صديقي الكردي ذاك وعلى طريقته الخاصة من خلال ملاحظته لمطعم كنتاكي فرايد جيكن في السليمانية وهو يستخدم أكياس الصاص والمايونيز الإيرانية بدل الأمريكية المعتادة في فروع سلسلة المطاعم هذه! وأميركا في جانب نهر الهدسن على الساحل الشرقي حيث تتدفق المياه فيه بأضعاف أضعاف ما لدجلة والفرات هي غير أميركا الغرب الأوسط أو الساحل الغربي حتى حيث تجد فندق هيلتون في أناهايم يترك منشوراً ملوناً قرب سريرك يظهر عليه ما يشبه مقياس الوقود في واجهة السيارة يدعوك للإقتصاد بصرف الماء: فمؤشر المياه فيه لولاية كاليفورنيا هناك بالذات قد وصل الربع الأحمر السفلي! أو تجد فندق ماريوت يدعوك للتخلي عن عبوة الصوابين والمكيفات الخاصة بالجسم والتي يجددها لك كل صباح، لتتبرع بها مع بقية النزلاء لصالح العائلات الفقيرة في مقاطعة البرتقال! أصبحت لديهم ظاهرة الترشيد وظاهرة العوائل المتعففة يعني! وهو ليس فشلاً بقدر ما هي أعراض إرتخاء ديمقراطي وتحالف وتواطؤ ميكافيللي تأكد مؤخراً بشكل أوضح عقب وصول الرئيس حسن روحاني للحكم وزيارته لأميركا ومن مواقفها الإنتهازية من نظام بشار المجرم ونزولها عند تدخلات روسيا لصالح النظام المجرم.
المثير للسخرية هنا فيما يخص إستهانته بأميركا هو أنّ البطاط الذي كان صدام حسين قد أعدم والده الخائن وخلّص العراقيين من سحنته بإبقائه داخل سبتتانك عمومي، الأمريكان هؤلاء هم أصحاب الفضل على البطاط من خلال إسقاط نظام صدام حسين ورفع غطاء المنهول ذاك لتخرج هذه الصراصير حرّةً متحررة عقب ذلك، البطاط والخزعلي ومن شابههم، فهلا قليلاً من العرفان بالجميل القبيح ذاك!
سؤالي هو: ترى وقت وقف شرفاء العراق وشرفاء العرب بوجه الجيش الأمريكي العرمرم أين كنت أنت يا بطاط يا من أجبت مقدم البرنامج بأنك كنت موجوداً لكنك تلعب دوراً آخر غير مقاومة الأمريكان؟!
وأما شهداء القادسية الثانية فأولئك أمرهم متروك لربهم هو من يقرر هل هم الشهداء أم القطعان الخمينية التي صدّوها ومنعوها من التوغل بأرض العراق وسقطوا هم على الحدود لأجل ذلك، لكن أن يهدد البطاط بمواجهة أبناء الشهداء من الشيعة بالذات ويرحّب بهم بعبارة خبيثة المعاني (أهلاً وسهلاً بيهم، بمعنى: نحن لهم!) ردّاً على تعريض مقدم البرنامج له بأنه يستعدي أبناء الشهداء وهم شيعة بالأكثر، ربما، عبر مطالبته بحجب حقوقهم فتلك يجيبه عنها من فهم مراده منهم وأدرك حقيقة موقفه منهم ومن قضية آبائهم أو إخوانهم الشهداء رغم كون الكل من (شيعة علي)! 
بقيت الكبيرة تلك، وصف البطاط لله تعالى بأنه ديكتاتور، فهي واحدة فحسب من تجاوزات هؤلاء الصفويين على كل قدس مقابل إحجامهم عن التلفظ بكلمة واحدة بحق أي إمام أو حتى مجرد عنوان ضئيل كالشريف الرضي. لا أحد سبق البطاط بهذه من العالمين فالله تعالى خالق وهو إله كما هو ربّ للعالمين، أن يكون ديكتاتوراً يملي على البشر ما يفعلوه فتلك تجديف بحقه. ترى هل يسكت المسلمون عنه وينهضون بوجه رسام الكاريكاتيرات ذاك أو مخرج الفلم الهولندي لمجرد أنّ واحدهما كان أجنبياً ومسيحياً؟ والقرآن الكريم في سورة البقرة يعطي الرأي بخصوص البطاط ومن يستسهلون التجاوز على الله تعالى بكل وصف يعنّ لهم لكنهم يفردون القداسة والتنزيه لبشر ممن خلق "والذين آمنوا أشد حبّاً لله.." فهي مقارنة بين شكلين من أشكال الحب: حب الله وحب غيره. أمثال البطاط تقديسهم موجَّه للبشر وليس لله فما فرقهم عن المشركين أولئك؟ إنهم أدغال فارسية ضارة لا نفع منها بل هي ضارة بالحياة ولا ينبغي تركها دون إقتلاع أو مكافحة!
ترى، هل للمرجعية في النجف رأي بذلك أم هي (سكتم بكتم) مرةً أخرى، والسكوت علامة الرضا كما معروف؟
إن أكثر الأحزاب والتنظيمات قتلاً للأبرياء واغتصاباً للضحايا وفتكاً بالمسالمين وخطفاً للأطفال لتجنيدهم (سواء أكان خطفاً فيزياوياً أم خطفاً فكرياً) هي تلك التي تتسمى بإسم الله (حزب الله، جيش الرب،... إلخ) حاشا لله أن يرتبط إسمه بهكذا مجرمين ساديين، لكن ما دور الحوزات (الشيعية) هنا؟ ألا يفترض بها أن تبدي رأيها وتنزع ثوب الكهنوت الباطل هذا عن هكذا مجرم مهووس أم أن دورها هو (خليهه على الله)!؟


الدريئة التي يحتمي البطاط وراءها في جرائمه هي هذه العمامة السوداء التي تتسبب لأذنيه بتشوه مضحك في نظري ومع هذا فهي توحي للمتعصبين الجهلة بهوية دينية أو مذهبية، كما لو كان (ظل الله على الأرض) في نظرهم، فهو قاتل يستخدم المذهب لتجييش الرعاع والإستقواء بهم خدمةً لأهداف أعداء العراق الأزليين، فهل هي من أمر الحوزة في شيء أم هي لافتة نعي فطس أبيه الخائن السوداء تلك في حينه والتي ما كان مسموحاً له أن يعلقها آنذاك، خزنها من يومه في خزانة متعفنة كما أتصور ومن ثم جعلها عمامة له واصطنع الحوزوية من خلالها في عهد حزب الدعوة حيث يحق للصفوي ما لا يحق لغيره؟

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

«مرمراي» مشروع العصر

أردوغان يقود الرحلة الأولى
وجهات نظر
سمير صالحة
هو حلم قديم جديد بدأ قبل 150 عاما مع السلطان عبد المجيد ثم طوره السلطان عبد الحميد على الورق قبل قرن في مشروع الجسر الأنبوبي لكنه رأى النور في عهد ابن قاسم باشا رجب طيب أردوغان في عام 2013 وهو الذي قال إنه ليس مشروع العصر فقط بل هو مشروع كل العصور.

الكثير من علماء الجيولوجيا قالوا إن آسيا وأوروبا كانتا قطعة واحدة ثم انفصلتا بسبب تغيرات طبيعية، والكثير من المؤرخين رددوا أن التصادم بين الحضارتين الشرقية والغربية أشعل خصومة استمرت إلى يومنا هذا، لكن الحقائق تقول إن حكومة «العدالة والتنمية» في تركيا أطلقت مشرع ربط القارتين الآسيوية والأوروبية بحبال غليظة لا تنقطع تحت مياه مضيق البوسفور وبين جناحين تاريخيين؛ آسيوي هو في أوسكودور وأوروبي هو في سيركجي.
في الوقت الذي كانت المفوضية الأوروبية تستعد فيه لنشر تقريرها السنوي حول مسار العلاقات التركية - الأوروبية وتذكير الأتراك أن حلم العضوية ما زال يحتاج إلى بعض الوقت رغم معرفتها بمرور ستين عاما على الانتظار، كان الأتراك يضعون اللمسات الأخيرة على تدشين إنزال كتلة خرسانية ضخمة غطسوها في قعر المضيق لتكون جسر العبور بين الشرق والغرب.
أردوغان في أغسطس (آب) المنصرم قام بجولة تفقدية وأعطى الضوء الأخضر لافتتاح المشروع في اليوم الذي تحتفل فيه تركيا بذكرى مرور 90 عاما على تأسيس جمهورية أتاتورك الموصوفة بالحديثة وقتها لكنه أراد أن يثبت للأتاتوركيين والعلمانيين أن الإسلاميين هم الذين يحمون ويدافعون عن مصطلح التطور والحداثة أكثر من غيرهم في تركيا عبر مشاريع إنمائية ضخمة من هذا النوع.
ما الذي يعنيه «مرمراي» بالنسبة للأتراك؟ نفق اسطواني بطول 3000 متر بعمق 60 مترا تحت سطح المياه، أنابيب بارتفاع 9 أمتار وعرض 15 مترا، أكثر من مليون شخص سيستفيدون من المشروع يوميا ذهابا وإيابا بين شقي إسطنبول، مشروع خط الحرير الذي يربط لندن ببكين من دون انقطاع وفي حافلة نقل واحدة تنطلق من محطة في «سيركجي» نصل إليها عبر درج متحرك هو الأطول في العالم كما يقول أصحاب المشروع.

مسار المشروع على جانبي مضيق البوسفور في قارتي آسيا وأوروبا
4 دقائق ستكون كافية لقطع مسافة كيلومتر ونصف ولربط جانبي مضيق البوسفور والعبور في قطار هو المرحلة الأولى من المشروع الذي بلغت كلفته 5 مليارات دولار وذلك من أجل توفير الوقت والطاقة ومحاولة المساهمة في حل أزمة المواصلات في إسطنبول أكثر المدن ازدحاما.
من اللقى الآثارية التي تم العثور عليها
في قاع مضيق البوسفور

مشروع تأخر 4 سنوات كاملة ليس لأسباب مالية أو تقنية بل لأنه جرى العثور على كنز تاريخي لا يقدر بثمن في قعر المضيق وهو عبارة عن عشرات السفن التجارية عرفت بحمولتها قبل ألف عام وانتشال أكثر من 40 ألف قطعة أثرية نادرة جمعت كلها في متحف خاص أنشئ لهذه الغاية. تركيا لم تعد تهتم كثيرا بتنظيم احتفالاتها الوطنية والقومية كما هي الحال في الكثير من الدول من خلال استعراض قطعها الحربية ووحداتها العسكرية بل هي تنافس بعدد المشاريع الضخمة التي جرى إنجازها على المستوى الوطني والإقليمي.. مشاريع تقارع إنجازات الدول المتحضرة والمتقدمة في تقديم الخدمات الحياتية والإنمائية.
النقلة المقبلة لحكومة أردوغان هي مع مشروع قناة إسطنبول المائية الذي يراد له أن يكون نواة إسطنبول جديدة، ومطار إسطنبول الثالث الدولي وخطة ربط تركيا بأكملها بشبكة حديثة من القطارات طالما أن الجغرافيا والإمكانات تساعد على تحقيق هذا المطلب.
هذا لا يمنع أن يكون هناك معارضة محدودة جدا للمشروع تحذر من خطورة اختيار المكان في أصعب المضايق وأكثرها حركة تجارية وسياحية إلى جانب كون المشروع يجري في بحر مرمرة المصنف بين أخطر بقع الزلازل في العالم.
شركات تمويل وإنشاء يابانية ساهمت منذ البداية في العمل وتقديم عروض مغرية في حماية البيئة والتقنية الحديثة وضمانة حركة الهجرة السمكية وتنقلاتها في المضيق الأشهر عالميا في هذا المجال كونه يجمع ثلاثة بحار في بقعة جغرافية متلاصقة.
حلم قديم جديد لأهم سلاطين الإمبراطورية العثمانية يحققه أردوغان في تركيا المعولمة مع سلطة سياسية تريد إحياء تاريخ الماضي مستفيدة من قوة الحاضر حتى ولو رفضت أوروبا أن ترى كل ذلك. ولم لا تغضب البعض الدعوات الموجهة للجماهير للمشاركة في احتفالات إطلاق المشروع «أردوغان قائد العصر يدشن مشروع العصر».
«مرمراي» هو حلم الأتراك بالتنفس تحت الماء.. بالسير تحت الماء من دون أن يغرقوا أو يتبللوا حتى.
على بركة الله..

ملاحظة:

نشر المقال هنا.

اسئلة محيرة حول سبٌ الصحابة ولعنهم/ 1

وجهات نظر
علي الكاش
ملاحظة: 
أينما وردت كلمة شيعة فالمراد هو التشيع الصفوي.
في زيارة للعتبات المقدسة في النجف برفقة صاحب إحدى المكتبات العريقة في العراق، يرحمه الله، كنت اساعده في قراءة بعض الادعية عند دخول الاضرحة، وكان بعضها معلقا فوق الأبواب لمن لا يحفظها عن ظهر قلب.
كانت الزيارة عرضية فقد كان الغرض الرئيس من الزيارة شراء إحدى المكتبات الشخصية لأحد رجال الدين المعروفين، وإنتهزناها فرصة لزيارة العتبة المقدسة. ذكر ليُ بأن عنده دعاء وأوصي بقراءته خلال الزيارة وربما يزعجني ما فيه. فقلت له: كلا اللهم إلا إذا كان فيه مس أو إساءة لعظماء المسلمين من الصحابة، فسكت خجلا وأعاده إلى جيبه. وبعد مضي فترة طويلة طرق بالي الحديث فطلبت منه أن يذكر لي عنوان الدعاء فأبى، وبعد إلحاح كبير ذكر إنه موجود في عدة كتب منها المصباح للكفعمي.

رجعت إلى الكتاب وكان فيه هذا الدعاء "في القنوتات الطويلة المروية عن كتاب الْبَلَدُ الْأَمِينُ، وجُنَّةُ الْأَمَانِ، هَذَا الدُّعَاءُ رَفِيعُ الشَّأْنِ عَظِيمُ الْمَنْزِلَةِ وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ بِهِ وَقَالَ إِنَّ الدَّاعِيَ بِهِ كَالرَّامِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله فِي بَدْرٍ وَأُحُدٍ وحُنَيْنٍ بِأَلْفِ أَلْفِ سَهْمٍ الدُّعَاءُ :اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيها  اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا نعامك وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك وأحبا أعدائك وجحدا آلاءك وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك، وعاديا أوليائك وواليا أعدائك وحربا بلادك، وأفسد عبادك.
اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهم وأشياعهم وحمبيها فقد أخربا بيت النبوة، وردما بابه ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأباد أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيته ووارث علمه وجحدا إمامته، وأشركا بربهما، فعظم ذنبهما وخلدهما في سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر.
اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومؤمن أرجوه، ومنافق ولوه، وولي آذوه، وطريد أووه، وصادق طرده، وكافر نصوه، وإمام قهروه، وفرض غيروه، وكفر نصبوه، وكذب دلسوه، وإرث نصبوه، وفيء اقتطعوه، وسحت أكلوه، وخمس استحلوه، وباطل أسسوه، وجور بسطوه، ونفاق أسروه، وغدر أضمروه، وظلم نشروه، ووعد أخلفوه، وأمانة خانوه، وعهد نقضوه، وحلال حرموه، وحرام أحلوه، وبطن فتقوه، وجنين أسقطوه، وضلع دقوه، وصك مزقوه، وشمل بددوه، وعزيز أذلوه، وذليل أعزوه، وحق منعوه، وكذب دلسوه، وحكم قسبوه، وأمام خالفوه.
اللهم العنهم بعدد كل آية حرفوها، وفريضة تركوها، وسنة غيروها وأحكام عطلوها، ورسوم قطعوها، ووصية بدلوها، وأمور ضيعوها، وبيعة نكثوها، وشهادات كتموها، ودعواء أبطلوها، وبينة أنكروها، وحيلة أحدثوها، وخيانة أوردوها، وعقبة أرتقوها، ودباب دحرجوها، وأزيان لزموها.
اللهم العنهم في مكنون السر، وظاهر العلانية لعناً كثيراً أبدا دائما سرمدا لا انقطاع لعدده، ولا نفاذ لأمده لعناً قيود أوله ولا ينقطع آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم، ومحبيهم ومواليهم، والمسلمين لهم والسائلين إليهم، والناهقين باحتجاجهم والناهضين بأجنحتهم والمقتدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم.
( قل أربع مرات) : اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين.
(ثم تقول أربع مرات) : اللهم العنهم جميعاً، اللهم صل على محمد وآل محمد فأغنني بحلالك عن حرامك وأعذني من الفقر، رب أني أسأت وظلمت نفسي واعترفت بذنوبي وها أنا بين يديك فخذ لنفسك رضاها، لك العتبى لا أعود فإن عدت فعد علي بالمغفرة والعفو لك بفضلك وجودك ومغفرتك وكرمك يأ ارحم الراحمين. وصلى الله على سيد المرسلين وخاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين برحمتك يا أرحم الراحمين".  (المصباح/552). (ملاحظة من الناشر: الدعاء مذكور في مفاتيح الجنان للقمي ص 114 أيضاً).
وقفت مشدوها وأنا أحسب الجرائم التي أرتكبها أعظم خلفاء الإسلام بعد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وهذا التقييم ليس من بنات أفكاري لكنه قول للإمام علي ذُكر في أهم مراجع الإمامية "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر".(الشافي2/428)؟ أي جبل من الجرائم! هدم وإنتهاك أعراض، نهب وسلب، ظلم وقهر، شر ونفاق، إنكار وعصيان، حرب وفساد، إستئصال وإبادة، طرد وإقصاء، كفر وتدليس، إغتصاب وسحت، باطل وإسر وغدر، تحريم الحلال، وحل الحرام، ذل وحيل وخدع، زيف، خيانة أمانة، وتعطيل أحكام الله وقتل الأجنة.وجرائم لا حصر لها تجعل أبي جهل شيخا وقورا أمامهما.
بلا شك إن المجرمين الذين كان لهم دورا في إبادة البشرية مثل نيرون وهتلر وبقية الطغاة على مر التأريخ يبدون متواضعين جدا أمام جرائم أبي بكر الصديق وعمر الفاروق! ولو مثُلا الآن امام محاكم على التهم الموجهة إليهما لأعدما عشرات المرات أو قضيا (14) قرنا في السجن المؤبد والأشعال الشاقة!
فلماذا كل هذا الحقد؟
ولماذا التصريح به علنا دون مراعاة مشاعر المسلمين؟
وهل تخدم هذا الإساءات الإسلام أم تضره؟
ولماذا الإصرار على تداول هذا الأدعية منذ أكثر من عشرة قرون؟
ولماذا لا يكون لكبار المراجع موقف صريح وواضح من هذه الإساءات وليس تقية يُعمل بها إمام الجبارة، وتعاف أمام الضعفاء؟
لماذا يكون اللعن واحد من أهم اركان المذهب؟ وهل يجوز شرعا لعن المسلم لأخيه المسلم؟
وإذا كانت ألسنة الجهلاء لا يعتب عليها فالحمق والجهل يبرران الخطأ ولا يعفيان عنه، لكن لماذا العلماء والمراجع الكبيرة وعدد من المثقفين يأخذون بها؟
لماذا تدرس الكتب التي تضم فنون اللعن وثوابه في الحوزات العلمية؟
ولماذا توزع أدعية اللعن المطبوعة في إيران على شيعة العراق ولبنان واليمن وسوريا ودول الخليج العربي مجانا؟
هل الأئمة وهم أحفاد الرسول صلى الله عليه فعلا لا يعرفون وصايا جدهم المصطفى عليه الصلاة والسلام فيلعنون المسلمين؟ أم هم لا يعترفوا بوصاياه؟ أو هو دين جديد إستحدثوه؟ وهل أحاديث اللعن المنسوبة إليهم حقيقة أم باطل؟ ولماذا لا يسب أهل السنة الأئمة أو يلعونهم أسوة بالصفويين؟ بل على العكس يوقروهم ويقدروهم بلا مغالاة أو تشويه أو تصنع؟ وكيف سيكون موقف الصفويين لو إنبرى سفهاء من أهل السنة وفعلوا فعلة ثائر الدراجي في الكاظمية مثلا؟
أليس من العجب هناك عشرات الآلاف من سفهاء الشيعة ممن يسبون الصحابة ويلعنوهم، ولا يوجد سفيه واحد من سفهاء السنة يقوم بلعن الأئمة؟
لماذا أعتبر ثائر الدراجي ظاهرة كما قدمته قناة إبراهيم الجعفري الفضائية؟ وإذا ظهر مثله من أهل السنة هل سيعتبر أيضا ظاهرة؟ وهل لعن كبار الصحابة وعدم إحترام مشاعر الآخر يجعل من الإنسان ظاهرة؟
ولماذا هرب الظاهرة بمساعدة حكومة المالكي إلى خارج العراق؟ هل كان الغرض من  وراء لعنه هو الحصول على اللجوء السياسي؟ لماذا لم يبق في العراق مدافعا عن ظاهرته ونجوميته؟ هذا الظاهرة كان معلما في حكومة المالكي فأي سموم نفثها في عقول طلابه؟ إن كان (الشيعة) أقلية لا تزيد عن 10% من مجموع المسلمين في العالم  ويفعلون هذا، فكيف سيكون الأمر لو كانوا أكثرية؟
ورد في الحديث الشريف "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر". (أخرجه أحمد1/446). واللعن يتعارض مع صفات المؤمن، عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان والفاحش البذيء". (أخرجه الترمذي/1977). وعن  ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لعن المؤمن كقتله". ( أخرجه البخاري/5754). وروى أبو الدرداء الحديث الشريف "إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن ، فإن كان أهلاً لذلك وإلا رجعت إلى قائلها". (أخرجه أبو داود/4905). والأشد نهيا الحديث الشريف الذي اخرجه مسلم "لايكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة". فهل بعد هذه الأحاديث من محاججة؟
وموقف كبار العلماء يتماشى مع الأحاديث النبوية الشريفة، فقد ذكر الامام الغزالي "لايجوز لعن المسلم أصلاً، ومن لعن مسلماً فهو الملعون، وقد قال رسول الله المسلم ليس بلعان". (سنن الترمذي2/189). ويزيد: كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك  في حديث عمران بن الحصين قال "بينما رسول الله في بعض أسفاره وامرأة منالأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك النبي فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. (جمع الفوائد3/353). وقال ابن حجر الهيتمي "لا يجوز أن يلعن شخص بخصوصه، إلا أن يعلم موته على الكفر كأبي جهل وأبي لهب، ولأن اللعن هو الطرد من رحمة الله، الملتزم لليأس منها، وذلك إنما يليق بمن علم موته على الكفر.
ربما يحتج البعض بأن هذه الأحاديث لا يؤخذ بها عند الإمامية فالأحاديث المنقولة عن الأمة تجيز اللعن وتزيد بالثواب عليه. قال الشيخ الأنصاري "ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن- الشيعي-  يجوز اغتياب المخالف، كما يجوز لعنه". (كتاب المكاسب1/319). ويقول الخميني "غيرنا ليسوا بإخواننا وان كانوا مسلمين. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم". (المكاسب المحرمة1/251).
وجاء في وصية الخميني للشيعة "وليعلمون كل أوامر الأئمة عليهم السلام في مجال إحياء ملحمة الإسلام التاريخية هذه،وأن كل اللعن لظالمي آل البيت. والتنديد بهم ليس إلا صرخة الشعوب في وجه الحكام الظالمين عبر التاريخ وإلى الأبد". الخوئي "المراد من المؤمن هو من آمن بالله وبرسوله وبالمعاد وبالأئمة الاثنى عشر عليهم السلام: أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم الحجة المنتظر عجل الله فرجه، وجعلنا من أعوانه وأنصاره. ومن أنكر واحداًمنهم جازت غيبتهلوجوه: الوجه الأول: أنه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم وإكثار السب عليهم واتهامهم والوقيعة فيهم أي غيبتهم لأنهم من أهل البدع والريب".(مصباح الفقاهة2/11).
 وهناك العشرات من الأحاديث المنسوبة للأئمة التي تصب في نفس الإتجاه يمكن الرجوع إليها في أمهات كتب الامامية. بل إن الإمام الصادق في حديثه عن المهدي الذي لم يكن قد ولد جده بعد! يقول عنه "إن صاحب هذا الأمر يشبه سيدنا يوسف عليه السلام ومن ينكر من الأمة هذا الشبه خنزير". ثم لعن الأمة التي تنكر هذا الخبر، الذي أنكره العديد من مراجع الأمامية أنفسهم! إن تنكر خبراً لا شواهد تأريخية عليه، وهو ضرب من ضروب الكهانة والتنبوء على أقل تقدير، تكون خنزيرا برأي الإمام، وتلعن أنت وأهلك وعشيرتك وأمتك؟
هل يمكن أن يكون الإمام الصادق بهذا المستوى من الفحشاء والبذاءة؟ هل الإمام يجهل أحاديث جده؟ هل يمكن أن يلعن الأمة الإسلامية ويشبهها بخنازير لأنه تنكر رواية غيبية؟ إن كان الجواب: كلا! فنحن على إتفاق تام. وهذا يعني ضرورة إعادة النظر في مثل هذه الأحاديث التي تسيء للأئمة قبل غيرهم. وأن يكف المراجع عن الإشارة إليها وترويجها بين أتباعهم، سيما غالبيتهم من الجهلة وغير المتعلمين.
وإن كان الجواب: نعم قال الإئمة بها، ونسير على نهجهم ونتبع أوامرهم ففيها الثواب، حتى لو خالفت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لأن أحاديث الأئمة مقدمة على أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام.
سنتماشى مع أصحاب هذا الرأي الباطل لغرض الوصول إلى الحقيقة. فإن كان الأئمة يوافقون على اللعن فهذا يعني أما إنهم إستحدثوا دينا جديدا لا علاقة له بدين جدهم(ص)، أو إنهم مراوغون وكاذبون! ذكر نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد الأسدي عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عن عبد الله بن شريك "خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا، فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟ قَالَ: بَلَى! قالا: أو ليسوا مبطلين؟ قال: بلى. قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟قَال: َكرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا: لَعَّانِينَ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ، وَتَتَبْرَءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَلَوْ قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُم. فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك".(وقعة صفين/103).
ذكر السيد الرضي"من كلام لعلي عليه السلام، وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام في  حرب صفين" إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ، وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ، وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ: اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ". (نهج البلاغة الخطبة/ 206). وقال الإمام علي عن الشيخين أبي بكر وعمر "وكان أفضلهم في الأسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفه الصديق والخليفه الفاروق ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الأسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن ماعملا". (نهج البلاغة/143). وذكر الثقفي عن الإمام علي حول بيعته لأبي بكر "مشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت، كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون، فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وسدد وقارب واقتصد فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً". (الغارات2/305). وروى المجلسي الذييسمى عند الإمامية خاتمة المجتهدين وإمام الأئمة في المتأخرين رواية قال عنها" موثوقة" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، لا تسبوهم، فإنهمأصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله في هؤلاء". (حياة القلوب للمجلسي2/261).
أما الإمام الحسن فقد كان من شروط صلحه مع الخليفة معاوية أن "يعمل ويحكم في الناس بكتاب، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين" (منتهى الآمال2/212). ونقل الكليني عن الإمام الصادق "سألته عن أبي بكر وعمر: أأتولهما؟ فقال لها: توليهما. فقالت: أفأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟ فقال لها: نعم". (الروضة من الكافي8/101). ونقل المرجع الأربلي "عن عروة بن عبدالله قال سألت أبا جعفر محمد بن على (ع) عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلىأبو بكر الصديق سيفه.  قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق. فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً فى الدنيا والآخرة". (كشف الغمة 2/147). ونقل الطبرسي عن الباقر "لست بمنكر فضل أبى بكر، ولست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر". (الإحتجاج). وورد في كتاب "عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي (1/313) أن علياً رضي الله عنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر". وذكر الحسن العسكري "إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم يعذبه الله عذاباً لو قُسِّم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين". (تفسير الحسن العسكري/ 196).
هذه هو الإمام علي والأئمة بصورهم الحقيقية وشخصياتهم اللامعة وأخلاقهم السامية ومكانتهم اللائقة، وليس تلك الشخصيات الهزيلة التي رسمها لهم الشعوبيون. الإمام يرفض أن يقوم أتباعه بسب أعدائه ولعنهم وينهاهم عنه مع أعدائه وهو على حق ويقين. فهل يعقل من له ذرة من العقل والإيمان أن يسب الإمام عليالصحابة ويلعنهم؟
هاتان صورتان مختلفتان بل ومتناقضتان لشخصيات الأئمة: الصورة الشعوبية البشعة المعتمة التي يظهر فيها الأئمة بشخصيات هزيلة بذيئة جاحدة. وصورة بيضاء ناصعة تنقل الحقيقة المطرزة بوشائح إيمانهم العميق ومكانتهم الرفيعة، وصفاء سيرتهم.
أي مسلم حقيقي وصاحب عقل رشيد ووعي ديني، سيرفض الصورة المشوهة ويأخذ بالصورة البيضاء الناصعة. فما معنى أن يصر البعض على ترويج الصورة البشعة؟
لو إفترضنا وجود روايتين متناقضتين للإمام علي مثلا. أولهما تظهره لعانا سبابا فاسقا مراوغا كذابا وقليل الإيمان. والأخرى تظهره مؤمنا نزيها زاهدا كريما محسنا ومخلصا. فأي من الروايتين نختار؟ وأية منهما تمثل حقيقته؟ وأي منهما تتناسب مع سيرته وبطولاته؟ وأي منهما تعلي من شأنه وشأن الأئمة، وشأن الإسلام؟ وأية منهما تتوافق مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؟ ولو إفترضنا جدلا وجود جوانب سلبية عند بعض الصحابة- معاذ الله- فهل نسلط عليها الضوء ونجاهر بها فيستفيد منها اعداء الإسلام، أم نتركها جنبا ونأخذ الجوانب الإيجابية؟
لم ينتهِ المشوار بعد، وسنكمل بمقال قادم بعون الله..


تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..