موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 31 يوليو 2013

إشلونكم ... كيف هو صباحك يا بغداد؟

وجهات نظر 
عبد الكاظم العبودي
مرَّت ليلة الاقدار سوداء مظلمة داكنة ومرعبة. والمشهد البغدادي يخيم بكلكله الاسود في عشرات من بيوت العزاء ومئات العوائل المهرولة وراء سيارات الاسعاف والمنتظرة امام معاهد الطب العدلي وغرف حفظ الجثث والاشلاء والاف البيوت التي تيتمت او هجرت او باتت تنوي الرحيل.
وعندما اقول بغداد فإنها واسط او البصرة او السماوة او الديوانية اوالموصل او الحلة او ديالى ايضا. فكل مدينة عراقية هي بغداد.


بغداد باتت ليلتها على وجع التفجيرات الدامية وكانت اكثر آلامها وجعا هو ان ايا من الفاعلين او المراقبين او الحاكمين وحتى المجرمين لم يواسيها بكلمة عزاء او تصريح اشفاق او تبيان حالة ولم يخبرها احد جوابا لما يتساءل به العراقيون :
لماذا نذبح هكذا وبكل هذا البرود؟
بغداد اكتفت بسماع بيانات الاحزاب وتصريحات ممثلي الاجانب والأغراب عن توصيف حالتها ما بين شامت بها وما بين ناصح لها وما بين خائف على مصالحه ورعاياه ، مكتفيا في احسن الاحوال بدعوة مواطنيه الا يدخلوا الى بغداد هذه الايام خوفا على مصائرهم وامنهم وسلامتهم.اما البغداديون فقد عادوا الى الرجاء من الباري عز وجل بالقول: ان لبغداد رب يحميها.
ان من يسمع ماصدر من تحذيرات وتوجيهات حول الامن والسلامة ببغداد يحيلنا الى استذكار قرون خلت عندما كانت الاوبئة والجوائح المرضية تكتسح مدن العراق وتختلي بالموت بأرض السواد قرية قرية، فتصبح الاشاعة والنصيحة هي القائمة التي توصي بعدم الذهاب الى بغداد والاقتراب منها تخويفا من انتشار جرب او جذام او كوليرا او حصبة او سل او جدري.
هذا هو حال بغداد اليوم مشهد من الحزن والالم والحسرة والترقب والانتظار .
ليالي العشر الأواخر القدر تمرُّ وكأنها اثقل من 1000 شهر على اهلنا في العراق.
لم ينزل الوحي الى ربوع العراق عندما خلت المساجد والجوامع من تلاوات الذكر الحكيم والشعور بالامان وسط رعب احتمال التفجيرات وزيارات العبوات الناسفة .
ورغم ان الملايين تتداعى الى نصرة بغداد بالدعاء، لكن العراقيين يظلون بحاجة الى سيوف كسيف علي او عمر او خالد والى رجال يعلنون قبل تكبيراتهم في الميكروفونات والصوامع ان ساعة الفتح قريبة، ويقولون لكل حرة وماجدة وارملة وسجينة ومشردة من اللواتي استصرخت فيهم النخوة العراقية :
لبيك يا بغداد
لبيك يا بغداد
لبيك يا بغداد
فهل سنسمعها قبل ان ندفن بغداد جثة ممزقة بالرصاص والتشظي ينعق في خرائبها واشلاء جثامين بناتها وابنائها البوم والغربان السوداء.
وعندئذ سنسمع من ما تبقى من الاحياء في احيائها الممزقة، خشية اللقاء والاقتراب من بعضهم بعضا، سؤال طالما اقترن بصيغة سلام او تحية :
اشلونكم يا اهل بغداد
اشلونكم يا اهل الكرخ والرصافة
اشلونكم يا اهل الاعظمية والكاظمية
اش.... لونكم....
رغم ان المشهد يوحي بلونين هما الاحمر والاسود وعتمة من أغبرة التراب والدخان، لكن صفرة الوجوه ونحول الاجساد وحمرة خضاب الارض والأجساد
سترد جميعها بأصوات الانين والشجن العراقي
بغداد حزينة
بغداد حزينة
بغداد وحيدة
بغداد تتكلل بالسواد
بغداد في لباس الحداد

بغداد
بغدا
بغد
بغ
ب
.
.
.
.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..