موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

مرة أخرى.. الغباء موهبة

في مقال سابق استعرضنا مواهب من يسمّون ساسة العراق الجديد ومدى غبائهم في تضييع الفرص على العراق.


اليوم يضيعون بغبائهم المعهود، فرصة أخرى أمام العراق..
مبروك عليهم هذا الغباء التاريخي.. وبانتظار المزيد.

عن تبادل الأدوار المفترض بين واشنطن وطهران

مقالة مهمة لمدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية، الدكتور مهند العزاوي، يتحدث فيها عن تبادل الأدوار المفترض بين واشنطن وطهران، بعد الانسحاب الأميركي المزعوم من العراق نهاية العام الجاري.


صفقة الانسحاب الأمريكي وملء الفراغ الإيراني


د.مهند العزاوي
صرح وزير الدفاع الأمريكي بانيتا مغازلا إيران بعدم التدخل بالعراق بعد الانسحاب الأمريكي! ويبدو انه يستغبي الشعب العراقي ويمارس التلاعب بالعقول, ويتناسى حجم التخادم الإيراني الأمريكي والتعاون المزمن وكان قد صرح محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشئون القانونية في ختام أعمال مؤتمر عقد بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 13ـ1ـ2004م ويقول مفتخرا ومنتشيا " لولا إيران لما سقطت كابول وبغداد " وإنَّ إيران قدمت الكثير من العون لأمريكا في حربها في أفغانستان وفي بغداد", ويسال الكثير من الباحثين والخبراء عن طبيعة ونمط هذا التخادم, وفسحة الدور الإيراني المتفق عليه, وتبادل الأدوار المثير للسخرية والشك في ظل الانتهازية الغربية والأمريكية وتوظيف انفلات إيران لأهداف مريبة  .
تشير الوقائع إلى اكتمال صفقة إيرانية أمريكية لملء إيراني للفراغ الأمريكي في العراق , إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن ابرز بنود الصفقة تضمن تامين الانسحاب الأمريكي الهادئ عبر جنوب العراق المسيطر عليه إيرانيا , مقابل حرب وكالة لإيران في العراق , ومنذ عام 2009 وحتى اليوم  جرى انسحاب 130 ألف جندي أمريكي يضاف لهم ثلاث مقاتلين "لوجست - أسلحة متطورة – معلومات" أي نخرج بحاصل 520 ألف مقاتل أمريكي انسحبوا عبر جنوب العراق مع معدات وتجهيزات حرب متطورة كبرى, ولعل الانسحاب وهو من أصعب صفحات الحرب وخصوصا بالتماس, ولم تتعرض هذه القوات الجبارة للهجوم من قبل إيران وفقا لضجيج تصريحاتها وترهيب مليشياتها المزمن.
 باشرت إيران منذ ذلك الوقت بملء الفراغ الغير شرعي في كافة المجالات بالعراق وأسهمت بقوة بقمع ثورة الغضب العراقي في 25 شباط وبموافقة أمريكية, وليمكن إغفال حقيقة أن إيران صنعت العملية السياسية في العراق بوشاح طائفي سياسي مليشياوي مخطط له بعناية, وتمكنت من القرصنة على توريد النفط العراقي,وتجريف الزراعة عبر قطع الأنهار والروافد عن مناطق العراق , والمطالبة العلنية بميناء "خور العميه" ورأس البيشه" العراقيين , وتلك المطالب تشكل احد ألمحارك الأساسية لتقسيم العراق ونهب ثرواته وتفكيك نسيجه الاجتماعي.
أصبحت إيران قوة سائبة ومنفلتة وتسخر مواردها المكتسبة من عملاء "التومان" لتطبيع احتلالها الميداني ألمخابراتي المليشياوي والإيديولوجي والاقتصادي الهدام , وعبر ممارسي التلاعب والترهيب "العملية السياسية فوبيا", وتلعب اليوم على المكشوف في العراق دون مسائلة دولية, وقد مارست كافة أنواع القمع والجريمة السياسية وجرائم الإبادة البشرية ضد الشعب العراقي, وكان معهد دراسات الحرب في واشنطن قد أصدر عدداً من الدراسات والتقارير عن «المجاميع الخاصة» في العراق منذ بدء الغزو وأدوارها الإرهابية , وأكدها "يوسف بودانسكي" في كتابه "التاريخ السري لحرب العراق"بحقائق تشير إلى إدارة ودعم إيران الإرهاب في العراق .
يشهد العراق عمليات وقائية واستباقية لملء الفراغ الإيراني(الوجود الإيراني الذكي) بعد الانسحاب الأمريكي,  ولعل الاعتقالات الأخيرة للضباط والنخب الوطنية , وتطهير الكفاءات تحت ذريعة الاسطوانة المستهلكة , يؤكد أننا نسير نحو ضيعة الملالي وولاية فقيه تابعة بالعراق وإزالة الكيان العراقي( الوطن – الشعب- الدولة), وقد مارست إيران وعبر أدواتها السياسية والمليشياوية سياسة الإلهاء السياسي عبر مسرحية ملفات الفساد وزاوجتها بالصدمة والإرهاب وقطع الأنهر وقصف كردستان العراق, للتمويه على الصفقة المبرمة, وعبر إدامة الصدمة والإرهاب بالبطش المطلق, وأشغال الرأي العام العراقي بالبؤس الشامل المفروض عليه منذ ثماني سنين , ويعد ابتلاعها العراق مكسبا سياسيا وعسكريا واقتصاديا يفوق قدراتها, ويلقي بظلاله سلبا على الاستقرار السياسي والمجتمعي في العراق والمنطقة يا ترى هل هو "تحالف مسئولية"؟ أم تقاسم نفوذ وقتي يصعب بيان غاطسه الحقيقي؟  أم أنها حرب بالوكالة؟ أم ملء فراغ متفق عليه؟, أم نفوذ إقليمي كشرطي شرير في خاصرة المشرق العربي؟.
سيحاول وكلاء الحرس الإيراني من الوزراء والنواب والمجنسين عراقيا بعد الغزو وزعانفهم خارج العراق صرف أنظار الرأي العام العراقي والعربي والدولي عن عملية استكمال الاحتلال الإيراني للعراق, وذلك  بافتعال أزمات أمنية , وأعمال إرهابية , وتفجيرات وسط الشعب, وتصعيد لحرب الاغتيالات المزمنة, وتوسيع الاعتقالات , وإشاعة التعذيب والاغتصاب , والقتل خارج القانون , وممارسة الصدمة والإرهاب السياسي ضد الشعب,  ولذلك لابد من نهوض الشعب العراقي من كبوته وحشد جهوده , وتحديد بوصلته الوطنية , والتمسك بالهوية العراقية المستهدفة, وتحقيق التلاحم الجماهيري لمطالبة المجتمع الدولي بإزالة كافة أثار العدوان الأمريكي والإيراني, وتحرير معاهدات دولية لجلاء أمريكي ملزم بالتزامن مع تحرير معاهدة عدم اعتداء إيراني على العراق , ونشر قوات دولية على الحدود العراقية الإيرانية, وتجفيف منابع الإرهاب الإيراني الذي يضرب العراق, واستعادة الكيان العراقي المهشم , ومحاكمة مجرمي الحرب ممن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية ونهبوا ثروات العراق , وليس صعبا على الشعب العراقي سبق وان هزم إيران وأذاقها مر الهزيمة.
‏الأربعاء‏، 26‏ تشرين الأول‏، 2011

عبقرية العراق الواحد

يستعرض أخي وصديقي العزيز الأستاذ عبدالواحد الجصاني، في مقالته هذه، عبقرية العراق الواحد في مواجهة دعاة التقسيم الطائفية البغيضة، كما يستعرض الهوس الذي أصاب العملاء المتحكمين بالعراق بمواجهة القوى الوطنية العراقية مع اقتراب الموعد المفترض لانسحاب القوات الأميركية المقاتلة من العراق.



عبقرية العراق وتهافت دعاة تقسيمه 

فيدرالية صلاح الدين ومشروع الإحتلال

الدكتور عبدالواحد الجصاني
1- العراق أو بلاد ما بين النهرين أو أرض السواد، هو تلك الأرض التي تحتضن نهري دجلة والفرات بين جبال طوروس شمالا والخليج العربي جنوبا وبين جبال زاجروس شرقا والبادية العربية غربا. هذا العراق منح الإنسانية عطاءً ليس له مثيل، فقد إتحدت فيه عبقرية المكان والزمان مع عبقرية الإنسان لتنتج أعرق حضارات الأرض وأكثرها أصالة وأبعدها أثراً.عبقرية المكان متواصلة منذ أن جعل الله العراق يتوسط العالم القديم وجعل جبال كردستان تنحدر نحو السهل الرسوبي لتشكل معه وحدة إقتصادية متكاملة ذات موارد لا تحصى. وعبقرية الزمان متواصلة منذ عصور ما قبل التاريخ حيث صنع سكان السهل والجبل أكثر حضارات الإنسانية رقيّا وأصالة واكثرها إمتدادا، بدءا بأوّل قرية زراعية في العالم وهي قرية جرمو قرب كركوك الى إمارة أوروك أول كيان سياسي موحد على وجه الأرض (5500 ق.م) إلى الحضارات الأكدية ثم الكوتية ثم السومرية ثم البابلية ثم الكشيّة ثم البابلية الوسيطة والمتأخرة ثم الآشورية ثم الحضارة العربية والإسلامية. هذا الدور الحضاري الفريد صهر أبناء العراق في وحدة فكرية وإقتصادية وإجتماعية جعلت منهم ليس شعبا واحدا، بل أسرة واحدة.
2- تعرض العراق عبر العصور الى غزاة كثر فكان مقبرتهم، وتعرض لمحاولات تقسيم كثيرة تلاشت وبقي موحدا. آخر محاولات تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات كانت بإتفاق بريطانيا مع فرنسا بمباركة روسيا القيصرية في إتفاقية سايكس بيكو عام 1916، لكن سرعان ما تيقن البريطانيون أن العراق وحدة تكمل بعضها بعضا، وإن الكيانات الثلاث التي ينوون خلقها غير قابلة للحياة وستكون عبئا على بريطانيا وليس مصدرا لثرائها. ثم جاءت إيران الخميني بمشروعها لتحرير القدس عبر كربلاء!! فتجرّع الخميني السم وبقي العراق موحدا شامخا، ثم جاء الإحتلال الأمريكي – الفارسي للعراق بمشروع أكثر خبثا، وكانت اولى مهمات الحاكم المدني الأمريكي تفكيك الدولة العراقية وإلغاء الهوية الوطنية للعراقيين وإلغاء الإنتماء العربي للعراق وإستبدال ذلك بالهويات الطائفية والعرقية. وأول تشريع أصدره بول بريمر كان الأمر رقم (1) في 16/5/2003 القاضي بإجتثاث البعث ثم أعقبه بالأمر رقم (2) القاضي بحل الجيش العراقي، ثم شكّل بريمر مجلس الحكم على أساس طائفي وعرقي ثم رسخ المحتلون هذا التوجه بدستور كتبه اليهودي نوح فيلدمان جعل التقسيم الطائفي والعرقي للعراقيين أساسا لنظام الحكم وأسس نظاما فيدراليا لتجزئة العراق، وجعلوا المحافظات الشمالية الثلاث إقليما يتمتع بسلطات دولة.
3- لكن عبقرية شعب العراق عبرت عن نفسها من جديد بمقاومته البطولية لهذا الغزو والإحتلال. وهزم العراقيون تحالف أمريكا وإيران ومعهما 42 دولة أخرى مشاركه في الغزو. أمريكا هزمت عسكريا وسياسيا وأجبرت على جدولة إنسحابها وستبقى تلاحقها المطالبات بدفع التعويضات ومحاكمة قادتها كمجرمي احرب. أما إيران فقد كانت هزيمتها في العراق أكثر حسما. إيران لم تدخل العراق بجيش نظامي بل جاءت بعقيدة آيديولوجية (ولاية الفقيه ومظلومية آل أهل البيت) وأحزاب طائفية وميليشيات مسلحة وهزم شعب العراق هذه العقيدة وهذه الأحزاب والميليشيات، وظهرت جليّة للعالم أجمع سياسات الفرس العنصرية التخريبية ضد شعب العراق، من إستيلاء على أراضيه ومياهه إلى قتل أبنائه وسرقة نفطه وتفكيك مصانعه وتدمير مزارعه وحجز مياه الانهار الدولية عنه وتلويث أنهاره بمخلفات المصانع ومياه الصرف الإيرانية ونشر الرذيلة والمخدرات فيه. إحدى المؤسسات البحثية اجرت إستفتاء في محافظات العراق وتبين أن 95% من شعب العراق يرفضون أي وجود إيراني على أراضيهم.
العراق اليوم مقبل على نقلة تاريخية تعزز إنتصاراته على المحتلين الأمريكان والفرس بإسقاط ما تبقى من مشروع الإحتلال وهو النظام السياسي ويشمل العملية السياسية والدستور والتشريعات والقوانين الصادرة في ظل الإحتلال. العملية السياسية في طريقها للتفكك وقابلة للإنفجار من الداخل في أي لحظة ومطلوب تكثيف الجهود لإسقاطها.
4- الفيدرالية هي خطر جسيم على وحدة العراق، ولكن الأخطر منها أن نحاربها بمعزل عن بقية أجزاء مشروع الإحتلال. الفيدرالية من إفرازات الدستور، والدستور هو القانون الأعلى للعملية السياسية المنشأة في ظل الإحتلال، والعملية السياسية والدستور هما التعبير العملي للإحتلال وأدواته. وإستنادا الى هذه الوقائع، فإن إسقاط الدعوة لتشكيل الأقاليم لا يجب أن يكون هدفا قائما بحد ذاته ومعزولا عمّا سواه، مثلما لا يجب إعتبار خروج القوات الأمريكية من العراق المفترض نهاية هذا العام هدفا قائما بذاته، فكلاهما جزء من الهدف النهائي التمثل بإسقاط مشروع الإحتلال بخروج جميع المحتلين الأجانب وإلغاء جميع التشريعات والقوانين والمؤسسات السياسية والتشريعية المنشأة في ظل الإحتلال وعودة السلطة لإصحابها الشرعيين أبناء العراق وطليعتهم المقاومة العراقية.
5- قرار مجلس محافظة صلاح الدين بتحويل المحافظة الى إقليم جاء، حسب بيان المحافظة، كرد فعل على إعتقال البعثيين وضباط الجيش العراقي وعلى سياسات التهميش والإقصاء والحرمان الذي تمارسه الحكومة ضد المحافظة. ومن دون الخوض في النوايا، فإن قرار مجلس محافظة صلاح الدين كان خطأ جسيما، فهو أعطى لعملاء إيران فرصة إدعاء الحرص على وحدة العراق، والأهم من ذلك أنه إستنجد بدستور الإحتلال ليدفع عن محافظته ظلما أوقعها به ذات الدستور. دستور نوح فيلدمان والحكومة العميلة المنشأة بموجبه لم يحفظا حقوق صلاح الدين كمحافظة فكيف سيحفظان حقوقها إذا تحولت إلى إقليم؟ لقد كان الأولى بمجلس المحافظة أن يقرأ الوضع جيدا ويرفض أصل الظلم وهو النظام السياسي الطائفي المنشأ في ظل الإحتلال، ويلجأ إلى تفعيل الحق الطبيعي لإبناء المحافظة في مقاومة الظلم والتهميش والإقصاء بالوسائل التي كفلها الشرع والقانون الدولي، بدءا بالعصيان المدني والمقاومة السلمية وإنتهاء بالمقاومة المسلحة.
6- ومن جانب آخر، فربّ ضارّة نافعة كما يقول المثل، فالمالكي أعلن يوم 29/10/2011 أن مجلس الوزراء سيرفض طلب مجلس محافظة صلاح الدين (هكذا قرر المالكي قبل اجتماع مجلس الوزراء) وأعلن (إن الطلب بني على خلفية طائفية ولحماية البعثيين) وقال إن هذا الطلب (سينتهي إلى تقسيم غير دستوري ومن حقنا أن نعارضه لأنه سيتبعه تهديد بقطع المياه والطرق بين بغداد والموصل وكردستان وهذه مقدمات للإنفصال). واضاف (واحدة من أهداف الفيدرالية في ذهن الرجل الأول في هذه الدعوة هو توفير ملاذ امن للبعثيين على أساس انه إذا أصبحت المحافظة إقليما فليس من حق الحكومة أن تدخل).
اما المجلس الأعلى الإسلامي فقد أعلن موقفه في خطبة الجمعة لجلال الدين الصغير يوم 28/10/2011حيث قال (أن يعنون موضوع الفدرالية لتخليص البعثيين من اجراءات الدولة فهذا هو الكفر الآخر الذي لا يثير قلقا وإنما يثير مخاوفا كبرى) واضاف (أنا أعتقد أن المناداة بإقليم للبعثيين إنما هو تقسيم للعراق لأن بقية المحافظات ستقف بمنتهى الشراسة ضد هذا الأقليم ليس لأنه إقليما بل لأنها ضد البعث ولايمكن لأي قوى قاومت البعثيين وناضلت ضدهم أن تقبل بهذا الشيء).
وإذا تجاوزنا حقيقة أن رد فعل عملاء إيران الهستيري كشف عن طائفية موغلة في الإنحطاط، فسبق للبصرة ان أعلنت رغبتها بالتحول الى إقليم ولم يعارضوها. وإذا تجاوزنا الحقيقة الثانية وهي أنهم مرعوبون يحسبون كل صيحة عليهم وفاقدي الثقة ببقائهم في الحكم بعد رحيل أسيادهم، فإن إشارة المالكي الى أن إعلان أقليم صلاح الدين سيتبعه تهديد بقطع الماء، رغم أحدا من صلاح الدين لم يهدد بقطع الماء، هو أمر يكشف خفايا كثيرة. لقد كان أول رد فعل لحزب المالكي هو التهديد بحجب حصة صلاح الدين من موارد النفط، وهذا ما نقرأه في مقال في موقع (عراق القانون) التابع للمالكي وعنوانه (توزيع اموال نفط البصرة على الفيدراليات البعثية الجديدة) إستنكر فيه الكاتب (أن يشاهد الشيعة اموالهم تشحن الى غيرهم ويستفيد منها كل ملحد وناصبي بل كل عاهرة ومأبون وهم يتفرجون ويتحسرون). ولكن يبدو أن أحدا نصح المالكي وبقية عملاء إيران بإنهم لو هددوا بحجب حصة صلاح الدين من ثروة وطنية هي واردات النفط فستستأثر صلاح الدين بمياه دجلة، وهي أيضا ثروة وطنية، وسيعم الجفاف وسط وجنوب العراق. وقضية الماء يمكن تعميمها على موارد أخرى، فيصبح الذي لديه النفط لا يملك الماء والذي لديه الماء لا يملك النفط والذي لديه الغاز لا يجد سبيلا لتصديره والذي ينتج الطماطم لا يجد سوقا لها، وهكذا.
إن هذه القضية أكّدت، حتى لدعاة تقسيم العراق، أن العراق إقليم واحد يكمل بعضه بعضا وإذا تقسم الى كيانات أصغر فإنها ستكون كيانات مسخ غير قابلة للحياة. وقد يسأل سائل، وماذا بشأن (إقليم كردستان)؟ والجواب هو أن إقليم كردستان يعيش منذ عام 1991 حالة تمرد على السلطة المركزية بدعم إقتصادي وعسكري وسياسي من الغرب والصهيونية العالمية. ففي برنامج النفط مقابل الغذاء فرض قرار مجلس الأمن أن تحصل المحافظات الشمالية الثلاث على 20% من حصة العراق من الغذاء والدواء والمواد الإنسانية، وكانت هذه المحافظات مستثناة من إجراءات الحصار. وبعد الإحتلال أخذ إقليم كردستان، ولا زال يأخذ، حصة الأسد من موارد العراق بغير حق. وعند تحرير العراق سيكون على الحزبين الكرديين أن ينهيا حالة التمرد. أما إذا دعمهما الغرب الصهيوني لإنشاء دويلة كردية فستكون جيبا معزولا مخنوقا منبوذا ولن يستمر الغرب بمساعدتهم إلى ما لا نهاية، وسيثور الشعب الكردي مطالبا بالعودة الى حضن العراق.
7-الخلاصة :
أولا :على القوى الوطنية العراقية ان لا تنغمس كثيرا في جدل (الفيدرالية) بما يصرفها عن الإستعداد للمرحلة الأخيرة من معركة التحرير. الفيدرالية مشروع ولد ميتا وفات زمنه، والإحتلال الأمريكي هزم عسكريا منذ عام 2006 وهو يواصل إنسحابه، وشعب العراق معبأ ضد كل أشكال النفوذ الإيراني، والمهمة الأكبر اليوم هي إسقاط العملية السياسية وبناء سلطة الشعب.
ثانيا :مطلوب من أبناء محافظات العراق جميعا وهم يعانون الظلم والتهميش وسرقة الموارد وضياع الأمن وإنعدام التنمية، أن لا يستجيروا بدستور نوح فيلدمان، بل يتجهون إلى أصل الداء ويسقطوا العملية السياسية والدستور وكل الهياكل الظالمة التي جاء بها الإحتلال ويبنوا دولة الأحرار التي تليق بعبقريتهم وعبقرية وطنهم.
والله المستعان
بغداد 30/10/2011

ملاحظة:
نشر المقال هنا

صعود نجم وأفول آخر: هل سيرسم الأمير نايف بن عبدالعزيز سياسة سعودية جديدة إزاء لبنان؟

يبحث الكاتب العربي السعودي عبدالعزيز الخميس، في واحدة من أعقد القضايا في العلاقات العربية، وهي علاقة السعودية بلبنان، وبعائلة الحريري تحديداً.
وفي مقالته هذه، يتحدث الخميس عن احتمالات المستقبل التي قد تشهدها هذه العلاقة في ظل تولي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولاية العهد في المملكة العربية السعودية.



صعود نجم الأمير نايف في السعودية ينذر بأفول نجم الحريري في لبنان


عبدالعزيز الخميس
أثار بقاء الحريري خارج لبنان في وقت حرج لبلاده والمنطقة تساؤلات حول رغبة السعوديين في ألا تعيق عودته الى البلاد حكومة ميقاتي عن حل ثلاث معضلات مهمة:
- محكمة لبنان الدولية لجرائم قتل الحريري وآخرين.
- سلاح حزب الله.
- الثورة السورية وموقف لبنان تجاهها.
وكان الحريري يستعد لإلقاء خطاب قوي في مهرجان خطابي ليفجر اعتصامات واحتجاجات لتحريك العمل السياسي تجاه حل هذه المعضلات.
سعد الحريري، عندما يعيش الإبن في جلباب أبيه

لكن جريدة الأخبار اللبنانية ترى ان السعوديين طلبوا منه ارجاء ذلك، وانهم كانوا يهدفون الى تفادي ارسال رسائل سلبية مفادها انهم يحركون الجبهة اللبنانية ضد سوريا انتقاماً وانتهازاً لفرصة انشغال السوريين بالوضع الداخلي.
وهذه الفرضية تبدو قريبة للصواب خاصة وان السعوديين يقفون حتى دون التصريح المباشر مع الثورة السورية ولا يريدون اعطاء بشار الاسد فرصة لتحويل الأنظار الى العامل الخارجي في صراعه مع شعبه والاستشهاد بالتحركات السعودية عبر الحريري في لبنان.
وعلى الرغم من التفادي السعودي الا ان هناك مخاوف من أن يتحرك حزب الله لتفجير الوضع في لبنان اما بتصعيد احتكاكاته الداخلية مع السنة وبهذا يستدعي التدخل السوري وعودة سوريا عبر نظام بشار الاسد كلاعب مهم.
وتشير المصادر الخليجية إلى أن نائب الرئيس السوري محمد نصيف زار السعودية مرتين حاول فيهما ايصال رسالة تدعو السعوديين للتدخل ومساعدة النظام لإيقاف الهجمات الاعلامية لكن السعوديين لم يمنحوه سوى الوعود الشفوية دون افعال مهمة حيث فضلوا سياستهم المعتادة الصمت والصبر.
لكن ما يحمل الكثير من التساؤلات هو هل سيحمل تولي الامير نايف بن عبد العزيز ولاية العهد في السعودية تهديداً لعلاقة الحريري بالمملكة؟
هذا القدوم لاحد الصقور السعوديين قد يحمل تهديداً لهذه العلاقة القديمة والسبب هو ما رشح من موقف عدائي لسعد الحريري ضد الأمير محمد بن نايف اثناء لقاء للحريري مع احد المسؤولين الاميركيين وهو ما سربه حزب الله عبر إحدى القنوات اللبنانية المتعاونة معه في لبنان.
ويقوي هذا الرأي رؤية محللين سعوديين ان الوقت قد حان لتغيير الاستراتيجية السعودية في لبنان وخاصة تجاه التحالفات مع العوائل السياسية السنية في لبنان والتي يمكننا استعراض طيفها.
عائلات بيروت
عوائل بيروت المهمة والتي أهملتها السعودية بعد انتقاء الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله لرفيق الحريري ودعمه له.
في ظل تنامي قوة الحريري لدى السعوديين تراجعت أهمية عوائل مثل الصلح والحص وسلام واصبحت تعاني من هذا التجاهل السياسي في وقت لم يعد فيه قطب مهم على مستوى العالم العربي يمثل البعد السني سوى السعودية خاصة وان مصر بعد كامب ديفيد وتداعياتها تراجع نفوذها في لبنان كثيراً.
ولم يصبح أمر الانتقاء السعودي للحريري مقصوراً على بيروت بل تعداه ليشمل لبنان بأكمله فصيدا مثلتها أخت الرئيس بهية وصديق العائلة الحريرية السنيوره.
كان قرار الحريري الأب في انتخابات 2000 بترشيح غنوة جلول لتنافس الرئيس سليم الحص ذي التاريخ السياسي العريق ولتهزمه بضعفي عدد اصوات مناصريه، كان ذلك قمة الغرور السياسي في نظر كثير من بيوت بيروت العريقة لكنه كان في نظر الآخرين اعلاناً من الحريري ان البيوت البيروتية عليها ان تقبل بوجود بيت الحريري بينها ومن لا ينضم اليه ويقبل بوجوده عليه التحسب لهزيمة مماثلة.
شعر الحص بإذلال الحريري له فنهض وهو السياسي العريق للتحدي وكان دائماً في صف من لا يكون مع الحريري.
عائلات طرابلس
كذلك طرابلس التي عرف منها عائلة كرامي القومية وذات التاريخ الممتد من تمثيل لبنان وشمالها.
هذه العائلة بتجاهلها واهمالها سقطت في يد النظام السوري لتصبح ممثلة مصالحه لدى السنة ولكي تدخل في صراع قوي مع الحريري والسعودية دون داعٍ على الرغم من اننا لا ننكر ان عائلة كرامي منذ ايام جدهم عبد الحميد اقرب للم شمل طرابلس الشام لسوريا. وقد يجد صانع القرار السعودي في ذلك سبباً لإهماله هذه الاسرة.
لكن عائلة كرامي تواجه مصاعب كبيرة وهي ما يراه البعض في وجود اختلاف في الرأي داخلها؛ إذ يعتقد معن كرامي ان قبول اخيه عمر بتوزير ابنه فيصل على وزارة الشباب والرياضة وتعيير حركة أمل لعائلة كرامي بأنها من منحه المنصب عبر تنازلها عنه اساءة كبيرة لتاريخ عائلة انجبت أمثال عبد الحميد ورشيد كرامي.
لكن عائلة كرامي يراها السعوديون أقرب لسوريا وعلاقتها مع نبيه بري اكثر من ان يتم الوثوق فيها، لذا استفاد الحريري من العلاقة التاريخية بين كرامي وبري في اقناع السعوديين باستحالة الثقة بكرامي كانصار للسعوديين في لبنان.
لكن الحقيقة هي ان عائلة كرامي لا يناصرون ولا يقتربون من أحد الا لمصالح سياسية وثوابت تقوي من وجودهم في طرابلس ولقد تعرضوا لتهميش وصراع قوي من عائلة الحريري جعلهم يجدون في بري وغيره الملاذ الوحيد.
يأتي السني الطرابلسي نجيب ميقاتي الذي كان يوماً محل سخرية رئيس الوزراء السابق عمر كرامي حين تم تعيينه وزيراً بأمر من الرئيس حافظ الأسد فكانت ردة فعل كرامي "من اين نزل علينا هذا بالبراشوت؟".
وكذلك محمد الصفدي الذي يحصد اصواتاً عالية لكنه لا يعتبر من سكان الشمال والاثنان ميقاتي وصفدي محل نقد من عائلة كرامي دائماً لأنهما كانا ضمن أحصنة السباقات الانتخابية التي اتفق الحرير والأسد عليهما ايام الصفاء والعلاقات والتنسيق الوثيقة قبل استفحال التدخل الايراني في لبنان.
الاسلاميون قادمون
في ظل التوتر والتراجع الكبير الذي تعاني من القوى السياسية يراقب المحللون تنامي قوى اسلامية؛ إذ يبرز اسم النائب السابق خالد ضاهر رئيس تيار العدالة والتنمية والشيخ كنعان ناجي والشيخ فواز حسين آغا رئيس جمعية الشباب الاسلامي والشيخ بلال بارودي كلاعبين جدد على الخارطة السياسية اللبنانية وخاصة في الشمال الذي عاني من تهميش كبير في مشاريع التنمية الحكومية.
تنامي العمل السياسي الاسلامي مرده لفشل تيار المستقبل في تقديم ما يطمح له سنة لبنان؛ فالجماهير التي عولت على تمثيل الحريري لها تجد من بينها من ينسل الى الانتماء لجماعات اسلامية يراها الخيار الأفضل، فبعد مقتل الحريري ازداد الاقتناع داخل الوسط السني اللبناني بأن تجربة حزب الله وقدرته على صف الشيعة في لبنان يمكن تحجيمها بالقيام بالعمل نفسه.
وايمان الكثير من اللبنانيين بأن العقيدة هي من تجمع وليس المال فقط، وازدراؤهم من ان يحصر العمل السني والجهد السني السياسي في عائلة مالية فقط وزعيم شاب مهما حسنت نواياه الا انه لا يملك الكاريزما او العقيدة التي تمكنه من الوقوف امام حسن نصر الله؛ فالعودة للتمسك بعقيدة اسلامية يكون عمادها البعد الجهادي ولو كان عتاداً فقط لا نشاطاً في الشارع سيمكن للسنة من تجميع الصفوف وتوحيدها ضد سوريا وغيرها من قوى ايران في لبنان.
وعلى الرغم من ان السلفيين في لبنان يتجمعون وراء الشيخ داعي الإسلام الشهال الا ان هناك مصاعب تعترضهم اولها ان السلفيين الكويتيين يقومون باحتضان جزء منهم عبر الشيخ حسن الشهال الذي حاول ان يعقد اتفاقاً مع حزب الله باء بالفشل بعد اعتراضات كبيرة من جموع السلفيين.
ولا ينظر كثير من السنة لحسن الشهال بارتياح بعد ما اعتبروها سقطة كبيرة باتفاق قام به ثم نقضه لاسباب شخصية دون مرجعية سنية او سياسية مهمة، وزاد على ذلك الفقر والحرمان الذي تعاني منه مناطق الشمال السنية ذات الكثافة السكانية حيث تهمل الحكومة اللبنانية وبصورة متعمده تأهيله حضارياً وخدماتياً ليس عقاباً لأهله بل اهمالاً من ممثليه في البرلمان اللبناني والحكومات المتعاقبة.
خصوم الحريري في السعودية
يقول جوني عبده المدير السابق للمخابرات اللبنانية ان السعوديين لا يأخذون سعد الحريري على محمل الجد ويعتبرونه دمية يحركونها متى شاءوا، لكن تصريحات الحريري للاميركيين وانتقاده للامير محمد بن نايف تحمل شيئاً من الاستقلالية.
ينتقد السعوديون الحريري كثيراً، ومرد انتقادهم له ليس خالصاً لوجه عمله السياسي في لبنان، بل لنفوذه الاقتصادي داخل السعودية.
وقد كان لحظوظه العالية بالحصول على مشاريع ومناقصات كبيرة دون منافسة فعلية كما يتهم في المملكة احدى النقائص التي وجهت له وكأن بعض السعوديين يريدون اقناع حكومتهم ان عليها ان تعرف ان الحريري لا يعد مكسباً في لبنان لذا فيجب ألا تكون له حظوة في المملكة.
وقد قام اعلاميون سعوديون بهجوم شخصي شرس على الحريري. وتصدى لهم كتاب سنة لبنانيون وبهذا وقفت الأطراف الايرانية في لبنان موقف المتفرج على صراع بين عدوهم الأول في لبنان ومن يحتضنه.
ولم يحدث مرة ان سمعنا ان كاتباً لبنانياً محسوباً على الملالي في طهران ينتقد نصر الله علنا في صحيفة يملكها الحرس الثوري الايراني.
ويتلخص الانتقاد الاعلامي السعودي في ان الحريري "زج الأمة في صراع طوائف" وكانت هذه الجملة هي الثغرة التي تسلل لها الكاتب المعروف رضوان السيد ليهدم معبد مقال داود الشريان من أساسه، وليشعل سيجارته على الركام ويتمتم "نكون جميعاً مذنبين في 'الطائفية المفزعة' لأننا ما قبلنا بالاغتيال السياسي وبالتداعيات الأخرى، فتردينا في مهاوي الطائفية والفتنة والفساد".
وكان الكاتب السعودي داود الشريان والذي يعمل في مجموعة "ام بي سي"، المملوكة لعائلة البراهيم القريبة من الامير عبد العزيز بن فهد، انتقد السيد لأنه كما يقول الشريان عبر بطريقة غير مباشرة ان "السعودية ليس لها سوى التمويل، وعلى كتابها المباركة والصمت، وهو استعلاء اعتدنا عليه وصبرنا".
لا يخفى على أحد ان سعد الحريري لا يواجه فقط سوريا ولا ايران وتابعها حزب الله بل هو يخوض معركة قوية داخل عرينه وملجأه وسنده الأول في العاصمة السعودية، حيث ان تضخم امبراطوريته التي يشاع انها تتعرض لأزمات مالية واستئثاره بحصص اقتصادية ومالية مهمة جلب عليه غيرة لاعبين سياسيين مهمين في المملكة وقفوا ضد والده من قبل وهم اليوم يقفون اكثر ضده، ومنهم على سبيل المثال الامير الوليد بن طلال، الذي لطالما انتقد الحريري الأب بل تحالف مع سوريا واميل لحود واقترب كثيرا من التدخل في الشأن اللبناني لولا ما يقال في الرياض انه طلب منه رسميا التوقف.
الوليد بن طلال، أبرز منتقدي الحريري في السعودية

من اهم اسباب العداء الطلالي هو ان الحريري همش عائلة الصلح البيروتية المهمة سياسياً وتاريخياً ووالدة الامير الوليد من هذه العائلة ولطالما افتخر الوليد بجده رياض الصلح صانع استقلال لبنان ليجد وهو القطب المالي الكبير ان اخواله يعانون من التهميش القوي دون ان يقوم هو بمساعدتهم في ظل صراع الحريري للبقاء سياسياً وهو يعرف جيداً انه لو فقد الدعم السعودي سينهك ولن تتمكن قوى اخرى من دعمه.
ومن اهم اعمدة الاختلاف بين استراتيجيات السعوديين والسوريين ان السعوديين لا يرون ضيراً في المراهنة على زعيم واحد في الطائفة، لذا وضعوا بيضهم في سلة عائلة الحريري وساندوها بقوة وكرم لكن السوريين، ولاختلاف الدوافع والمصالح لا يريدون رأساً واحدً لكل طائفة لذا راهنوا بل عملوا على ان يكون لكل طائفة اكثر من رأس وان فضلوا الرأسين؛ ففي الشيعة نصر الله وبري وفي الدروز جنبلاط ورسلان وفي الموارنة عون وفرنجية.
وعلى الرغم من الحديث عن ان العاهل السعودي الملك عبد الله قد امر بمساعدة الحريري لتجاوز ازمته المالية بشراء شركة الاتصالات السعودية لحصة كبيرة من شركة اوجيه تيلكوم التي يملكها الحريري بمبلغ يصل الى ثلاثة مليارات دولار مما يعني نهاية للازمة المالية التي عانى منها الحريري وقد تم تحديد سعر الحصة ليس بناء على سعر السوق بل تمثل في سعر روعي فيه دعم الحريري.

هل سيرسم الأمير نايف سياسة سعودية جديدة إزاء لبنان؟

هذه الصفقة حدثت قبل ان يصبح للامير نايف صوت اعلى في القصر الملكي ولذا لا يمكن اعتبارها احد ادلة استمرار الدعم السعودي بل ان كثير من المحللين يراهنون بقوة على تغير كبير في العلاقة السعودية الحريرية.
في الختام هل نشهد بجلوس الامير نايف على مقعد متقدم في مركز صنع القرار السعودي بداية انحسار نفوذ عائلة الحريري؟ وهل المشاكل المالية التي تتعرض لها العائلة ناتجة من انه بدأ بالفعل تقليص الدعم المالي السعودي لها؟

ملاحظة:
نشر المقال هنا
 

موقف السفارة الأميركية من (إخوان الاردن)

هذه هي الحلقة الثانية التي يُترجم فيها الدكتور إبراهيم علوش ويستعرض بعضاً من تقارير السفارة الأميركية في عمان حول جماعة الإخوان المسلمين في الاردن ووجههم السياسي، حزب جبهة العمل الاسلامي، في المرحلة التي سبقت العدوان الأميركي على العراق عام 2003.

للاطلاع على التقارير اضغط هنا
وكنا نشرنا الحلقة الأولى من تلك التقارير الأميركية هنا
كما سبق أن نشرنا عن الدور الإخواني في أحداث الوطن العربي هنا

الأحد، 30 أكتوبر 2011

الفصل الأول!

أبدعت ريشة صديقي الفنان الرائع، بكل معنى الكلمة، خضير الحميري في رسم الفصل الأول في جغرافية العراق الجديد، فكانت هذه اللوحة.


لكنهم سيخيبون كما نعلم جميعاً، أخي أبو عمار

ماذا تعرف عن حزب الدعوة الشيطانية- فرع البحرين؟

معلومات مهمة عن حزب الدعوة الشيطانية العميل- فرع البحرين، توردها الكاتبة العربية من البحرين، السيدة سميرة رجب، في رسالتها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، ننشرها في (وجهات نظر) مع اننا نتحفظ على توجيهها هذه الرسالة الى أوباما، الذي سلَّم حكم العراق العربي، إلى حزب الدعوة الشيطانية- فرع العراق.

رسالة إلى الرئيس باراك أوباما.. مع تحياتي


سميرة رجب

أوجه رسالتي هذه إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، وأتمنى من السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين أن ينقل إليه هذه الرسالة بأمانة تامة، نعم «بأمانة تامة»، لأن الكذب أصبح أداة من أدوات العمل السياسي الدبلوماسي والدولي، وحقوق الشعوب صارت سلعة تباع وتُشترى في سوق المصالح السياسية ولعبة الأمم، وفي مزاد الأخلاقيات السياسية الغربية، التي صارت تقايض الإنسانية بالمصالح المادية، وتزايد بالديمقراطية وتمارس القتل والظلم لتحقيق مصالحها.
السيد أوباما.. أقدم لك نبذة من سيرتي الذاتية التي أحب أن أعرّف بها نفسي:
أنا، سميرة رجب، مواطنة وكاتبة بحرينية، وسيدة تملك عقلاً وإرادة حرة، ومن سلالة عربية عريقة تنتمي إلى الطائفة الشيعية (العربية) الأصيلة وليس الشيعية (الصفوية) الدخيلة والمصنوعة في إيران.. ولدت وعشت سنوات عمري الطويلة على أرض البحرين، فأنا بنت الخليج العربي، الذي تعتبرونه متخلفا اجتماعياً، وفاقداً للحريات، ولا تحصل المرأة فيه على حقوقها.. وأريد بداية أن أؤكد لك أنني لم أعاني يوماً من التمييز أو الاضطهاد بصفتي فتاة أو امرأة، ولا بالاضطهاد الشيعي المزعوم، ولم أعاني من تهميش في الحقوق، كما لم أكن يوماً سلبية في أداء واجباتي الوطنية والمواطنية، فعشت كل حياتي في مجتمع بحريني وخليجي وعربي متحضر ومتمدن اجتماعيا، من دون أي قيد على حركتي وعلاقاتي الإنسانية، فزرت نصف بلاد الكرة الأرضية وتعرفت على مختلف الثقافات والحضارات في العالم، وهكذا هو شأن الشعب البحريني الذي عاش (عبر قرون طويلة) منفتحاً على جميع الأمم، وهكذا يريد أن يعيش أجيال هذا الشعب في هذه الجزيرة المشرقة الجميلة..
أما بصفتي كاتبة (عمود سياسي)، وهي مهنتي التي بدأتها مع بداية المشروع الإصلاحي في البحرين منذ أكثر من عشر سنوات، فإنني كنت، ومازلت، أملك قلماً حراً لم تقمعه الحكومة يوما، فمارست كل حقوقي في حرية التعبير عن الرأي، ولم أتعرض يوماً، على المستوى الرسمي، للمساءلة حول ما أنشر من آراء وأفكار، كما التزمت بواجباتي في أن أكون مواطنة صالحة تحافظ على مصالح وطنها مع ممارستي الرشيدة لكل معايير الحرية في التعبير عن الرأي، وممارسة حقوقي الإنسانية بحرية تامة مع الالتزام بمسؤولياتي الاجتماعية والعائلية، وبتقاليد مجتمعي العربي وتعاليم ديني الإسلامي.
السيد أوباما..
ولكن، هناك نوع آخر من الارهاب والقمع تمت ممارسته ضدي، فأنا منذ عام 2005 وحتى اليوم أتعرض للقمع والإرهاب الفكري الكامل بواسطة ما تُدعى المعارضة (الشيعية) في البحرين، بقيادة جمعية الوفاق الإسلامية (حزب الدعوة البحريني)، لأنني أخالفها في الرأي فقط، فحاولت هذه الجمعية ومن خلفها السفارة الإيرانية في البحرين مراراً وتكراراً منعي من ممارسة حقي في حرية التعبير عن الرأي، ومنعي من الكتابة.. وعملت هذه الجمعية عبر منابرها الدينية والإعلامية، ومرجعياتها العلمائية، على التشهير بي والتحريض على إراقة دمي برسائل عقائدية مبطنة، ومارست ضدي كل أنواع الترهيب الديني والعقائدي والاجتماعي والمهني، كما تقدمت السفارة الإيرانية، أكثر من أربع مرات على مدار السنوات الماضية، بالشكوى ضدي في كل المحافل البحرينية الرسمية والمهنية لمنعي من الكتابة والتعبير عن رأيي بصفتي كاتبة صحفية (وأملك كل الدلائل المادية التي تثبت هذا الكلام).
وبينما تمكنت من مواجهة كل هذه التهديدات والتحديات الإرهابية خلال ست سنوات بما توفره لي التشريعات البحرينية من حقوق دستورية تصون حريتي في التعبير عن الرأي بكل المعايير الإنسانية والسياسية من جهة، وبما تتميز به آرائي ومقالاتي من أمانة وموضوعية من جهة أخرى، فإن هذه الأطراف أصرت على استمرار أعمالها الإرهابية ضدي، حيث تعرّض منزلي (وأنا بداخله) إلى هجوم بقنابل المولوتوف في يوم الأربعاء 26 أكتوبر 2011 رداً على رفضي لهذه الجمعية وممارساتها المهينة للشعب البحريني وكذبها ومحاولاتها تشويه صورة البحرين أمام الرأي العام العالمي، في حوار تلفزيوني على شاشة الجزيرة الفضائية يوم 25 أكتوبر 2011، والذي واجهت فيه المدعو خليل مرزوق من جمعية الوفاق الإسلامية.
فتخيّل فخامة الرئيس أن المدعو مرزوق الذي ينشر الأكاذيب ضد الدولة البحرينية في كل المحافل الدولية والإعلامية، يمارس حقه الكامل في الدخول والخروج من البحرين بسلام وأمان، من دون أية مساءلة أو محاسبة، بينما تتم معاقبتي بهذا الفعل الإرهابي لمجرد التعبير عن رأيي الذي يخالف رأي المدعو مرزوق.
فما هو تقييمكم لهذا الأداء يا ترى؟..
السيد أوباما..
كانت مفاجأة الشعب البحريني كبيرة عند سماعه خطابكم الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، إذ بينما كنا ننتظر سماع خطاب ينصف الشعوب والأمم، من رئيس الدولة التي تحاول أن تكون الأولى في العالم، إذ بنا نسمعكم تنزلون لمستويات خطابية لا ترقى الى مكانة بلادكم عندما أوجزتم مشكلة الشعب البحريني ضد جمعية الوفاق في طلبكم من الحكومة البحرينية الجلوس مع هذه الجمعية الإرهابية للحوار والتفاهم.. فمن جهة كان واضحاً أن هناك صفقة سياسية خلف ذكر وورود اسم هذه الجمعية الطائفية والإرهابية في خطابكم، ومن جهة ثانية كان واضحاً عدم عدالتكم في تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، وابتعادكم التام عن قيم الحق والعدالة ومصالح الشعوب.. فمن أي الجهتين تريدني أن أبدأ كلامي معكم؟.. أنا سأختار الحديث من الجهة الثانية، جهة انتهاككم حقوق الإنسان ومبادئ العدالة وحقوق ومصالح الشعب البحريني، وهي الجهة التي تحاولون أن تثبتوا عكسها تماماً، من دون جدوى..
لذلك أتساءل، لماذا تعملون ضد مصالح الشعب البحريني، وتقفون بجانب جمعية الوفاق الإسلامية الإرهابية؟.. يا ترى ما هي مصلحتكم في حماية جمعية الوفاق الإرهابية التابعة لإيران قلباً وقالباً؟ ويا ترى كيف تتحالف الإدارة الأمريكية، التي تتشدق ليلاً نهاراً بالديمقراطية وحقوق الإنسان، مع جمعية بطرياركية تسير خلف ملالي إيران وتستلم أوامرها اليومية من المرجعيات الدينية الإيرانية والنظام الإيراني الذي أنتم تدّعون انكم على عداء معه؟.. وكيف تتفق مبادئكم في الحرية مع جمعية تقمع الحريات وتنتهك حقوق المرأة وتعاملها باعتبارها كائنا غير إنساني؟.. ولماذا تحاولون وضع هذه الجمعية الإرهابية في خانة المعارضة الديمقراطية؟..
السيد الرئيس..
هل جربتم يوماً من الأيام أن تحاكوا العقل العربي الخليجي وتفسروا له إلى أي مدى تتطلب مصالحكم أن يستمر سلوككم العدائي ضد الشعب البحريني بوقوفكم مع جمعية الوفاق والجمعيات الحقوقية المبتذلة التابعة لها؟.. ويا ترى هل تتوقعون من البحرينيين أن يسلموا بلدهم إلى إيران عبر الوفاق ومرجعيتها العلمائية الذين تدعمونهم؟ وهل تتطلب مصالحكم أن يعيش الشعب البحريني تحت حكم إرهابي بقيادة الوفاق الطائفية؟
معالي الرئيس: من أكبر الأسباب التي تولّد الكراهية بين الشعب العربي والإدارة الأمريكية هو أن هذه الإدارة، عبر خطابها السياسي والإعلامي، تعمل على تهميش وإقصاء العقل العربي، وكأننا أمة متخلفة لا تفقه من دنياها شيئاً، وأنكم تحاولون أن ترسموا لنا حياتنا ومستقبلنا، رغماً عن إرادتنا وعقولنا وفكرنا، وبتجاهل تام للنتائج الخطيرة التي ستترتب على هذه السياسات الأمريكية في المنطقة.. لذلك أعتقد، بل أؤكد، أنكم واثقون ومتأكدون ان وصول جمعية الوفاق الإرهابية إلى سدة الحكم في البحرين سيكون بداية اقتتال طائفي وصراع قومي في البحرين ومنطقة الخليج بعمومها، وإن هذا الأمر سينقل حالة عدم الاستقرار الدموية السائدة في العراق إلى منطقة الخليج العربي..
عند هذا الحد أتوقف، وكلي أمل في أن أحصل من فخامتكم على رد على هذا التساؤلات، وموقفاً منصفاً في حق شعبي وبلادي التي فقدت سماحتها وأمنها لما اقترفته هذه الجمعية الإرهابية من انتهاكات كاملة للحقوق الديمقراطية وانتهاكات مباشرة للقانون والدستور البحريني.. وانتهاك مباشر لحقوق الإنسان البحريني في التعبير عن رأيه والعيش بسلام وأمان..


ملاحظة:
نشر المقال هنا.

وملاحظة أخرى:
وعن خلفيات المقال الوارد في اعلاه نشير الى ان الزميلة الإعلامية البحرينية سميرة رجب عضو مجلس النواب في البحرين كانت  لقنت جمعية "الوفاق" الصفوية الإيرانية درسا لن تنساه، ووجهت لممثلها خليل مرزوق في برنامج قناة الجزيرة "الاتجاه المعاكس" صفعة قوية .
لقد تحدثت الكاتبة بشجاعة وقوة ووضوح وجرأة ومنطق سليم وعبرت عن موقف شعب البحرين العربي ومثلت تطلعات ابناء الخليج العربي كلهم الرافضة لبرنامج التوسع الصفوي الإيراني المتلفع بالعباءة الطائفية، والرافضة للاحتلال الأمريكي للعراق الذي تشارك فيه ايران.
الكاتبة البحرينية التي عودتنا ـ منذ أن ظهرت على مسرح الإعلام البحريني والعربي قبل  عدة سنوات ـ على مواقفها الوطنية  والقومية التي لا تتزحزح عنها أبدا، أثبتت  خلال هذا اللقاء التلفزيوني الجماهيري أن عصابة "الوفاق" حركة طائفية وان شعاراتها تصب في هذا الخندق الطائفي، واستطاعت أن تسقط ورقة التوت الوحيدة التي أرادت "الوفاق" أن تستر عورتها بها.
فلم يستطع ممثل "الوفاق" خليل مرزوق أن يرد على شعار وعلم جماعته الطائفي ذي الإثني عشر سنا الذي يمثل الأئمة الإثني عشر لدى التشيع الصفوي.

علم عملاء إيران في البحرين

بينما علم البحرين ذو خمسة أسنة يمثل فروض الإسلام الخمسة.

علم البحرين

واسقط في يد ممثل الوفاق عندما ادعى سلمية الحركة الشعبية في البحرين فردت عليه سميرة بالصور والوثائق التي أظهرت رفع السيوف والأسلحة البيضاء التي هددوا بها البحرينيين المعارضين لمؤامرة ايران لابتلاع البحرين .. كل ذلك والمعارضة تدعي في كل محفل "سلمية الحركة" مع أنها هي التي قامت بدهس رجال الشرطة بسيارات الدفع الرباعي وقطعت لسان مؤذن احد المساجد واعتدت على طلاب الجامعة ومبانيها وأجهزتها العلمية والفنية وعلى المرضى في المستشفى الحكومي .
 هذه "السلمية" تدحضها الاعتداءات اليومية في قرى البحرين المختلفة ضد رجال الشرطة والأمن، والتي تبرز في شكل رمي الحاويات المليئة بالقمامة والقاذورات في الشوارع وسد الطرقات ومداخل القرى بالحجارة والحصى وترويع أهاليها في كل ليلة وخاصة ليالي الإجازات الأسبوعية.
لقد كان رأي سميرة رجب في المقابلة وربما يكون هذا الرأي هو رأي معظم الشعب البحريني أن الوصول إلى المطالب الشعبية يمر عبر الحوار والتوافق الوطني وليس عن طريق التخريب والتحريض التي تدعو إليه "الوفاق" ومن لف لفها ليلا ونهارا.
ولقد أثبتت سميرة رجب بأن "الوفاق" حركة صفوية طائفية تتلقى الأوامر من ملالي طهران وتستمد قوتها من إيران الصفوية التي لا تريد خيرا لا للبحرين ولا لأي بلد عربي آخر، والغريب والعجيب في موقف "الوفاق" أنها في الوقت الذي تتهم فيه قوات "درع الجزيرة" بأنها قوات محتلة وغازية وهي قوات عربية لم تأت إلا بناء على طلب حكومة البحرين، وتنفيذا لاتفاقيات الدفاع المشترك،


فإنها كما أعلن أمينها العام علي سلمان سوف تستعين بقوات إيرانية للرد على الغزو والاحتلال (السعودي) كما يدعي.. وتقف موقف التأييد الكامل للاحتلال الأميركي للعراق وتلقت دعماً كاملاً من حكومة العملاء في العراق وعلى رأسهم اللص احمد جلبي عميل الموساد المعروف وعرّاب الإحتلال. فأي عمالة وخيانة للوطن ولشعب البحرين أكبر من هذه.

 

وللاطلاع على حلقة برنامج الاتجاه المعاكس المذكورة، يمكن التوجه الى هنا.
وللاطلاع على قطع لسان مؤذن أحد الجوامع في البحرين، يرجى التوجه الى هنا

مم يخاف ديك تشيني، ولماذا؟



 
مم يخاف ديك تشيني؟ ولماذا؟ وماهي ردود فعله بإزاء ذلك الخوف الذي يتملَّكه؟
هذا ماستقرأونه في هذه المقالة، التي ينبغي على الحقوقيين العراقيين بشكل خاص، والعرب عامة، قراءتها وتفعيل مضامينها.


ديك تشيني: لماذا أنت خائف؟
آريال دورفمان*
يخاف ديك تشيني اليوم من مصير «بينوشيه»..
لا أختلق شيئاً: لا الخبر ولا التعبير عنه. لقد أخبرني رئيس الأركان في عهد كولن باول الجنرال لورنس ولكرسون بالأمر شخصياً، وهو من استخدم كلمة «بينوشيه» تيمناً بالدكتاتور التشيلي السابق، ليكشف عن ان تشيني لا يغادر البلاد مخافة أن يعتقل بتهمة ارتكابه جرائم ضدّ الإنسانية، ويلقى المصير الذي واجهه بينوشيه قبله.

ديكتاتور تشيلي، أوغستو بينوشيه، في آخر أيامه

وما يؤرق نوم نائب الرئيس السابق (وما ينبغي له أن يفعل كذلك مع الرئيس جورج بوش) هي فكرة أن يكون ذات صباح مستلذاً في شرب الكابوتشينو في أحد مقاهي باريس أو يتنزه على طول مسار نهر التايمز أو يتأمل أحد لوحات بيكاسو في متحف الملكة صوفيا في مدريد (هل سيعترف فقط في غزوه للعراق؟)، عندما سيضع أحدهم يده على كتفه ويدعوه إلى مرافقته إلى أقرب مركز للشرطة. طبيعي هنا أن يرافق المشهد أكبر قدر من المجاملة.
هناك لن يضرب أحد تشيني ولن يخطر في بال مخلوق أن يخضعه للتعذيب في غوانتانامو لانتزاع اعترافاته، وبطبيعة الحال لن يقول له احد «إن لم يكن لديك ما تخفيه، فلا داعيَ للخوف».
سيأخذ المحققون بصماته، وفقاً للإجراءات المتبعة، ثم سيمثل امام القاضي حسب القانون الدولي، وتوجَه إليه تهم الضلوع في اعمال تعذيب يعاقب عليها القانون الدولي. أما لاحقاً، فسيحظى تشيني، عكس ضحاياه، بإمكانية ان يدافع عنه محامون يستطيعون الطعن في حجج متهميه.
وتجنباً لهذا الكابوس، لا يغادر تشيني بطبيعة الحال حدود بلاده، ولا يغامر بمصيره، إلا لزيارة اليمن او البحرين، اللتين لم توقعا على معاهدات تدين التعذيب. ولكن كل ذلك، لا يمنع تشيني من أن يكون غارقاً في الخزي والعار.
هذا الخزي يلحق للأسف كذلك بالبلد الذي ولد فيه تشيني، والذي يقدّم له اليوم الملجأ والفرصة للإفلات من العقاب. فبمعارضتها لأي تحقيق (ناهيك عن الإجراءات القانونية) يطال أعضاء الحكومة في عهد بوش المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تؤكد الولايات المتحدة للعالم أجمع أنها لا تحترم لا المعاهدات التي وقعتها، ولا حتى قوانينها الخاصة. هي تعترف أيضاً بأن بعض مواطنيها، الأكثر نفوذاً، هم فوق القانون، وتعلن انضمامها إلى قائمة الدول التي تخضع أسراها للتعذيب والإذلال وتحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
بتصرفها هذا، تتنكر أميركا لحقيقة أنها كانت يوماً أرض لينكولن، كما للتاريخ النضالي الطويل في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة التي شاركت هي نفسها في وضع مسودتها بعد الحرب العالمية الثانية. إنها بلد يصفق لمحاكمة مبارك في مصر ويستاء من التعذيب في ليبيا ويندّد بالمجازر في سوريا، لكنه غير مستعد لمحاسبة نخبه الخاصة.
سواء حوسب تشيني داخل حدود بلاده، وسواء حكمت هيئة المحلفين ببراءته أم لم تحكم، سيكون من غير الأخلاقي «عدم القيام بكل ما هو مطلوب» (حتى التعذيب) بهدف «حماية البلاد من هجمات مماثلة لـ11 أيلول»، لا بد من استجواب علني ومن تحقيق مستمر بحق تشيني وأمثاله لحماية أمن أميركا، وفي حال العكس فإن سلام البلاد يصبح مهدّداً بعد أن تتدهور صورتها في الخارج وتزيد الأحقاد عليها التي تشجع المتعصبين الجهاديين على شن هجمات إرهابيّة جديدة.

آريال دورفمان
ترجمة : هيفاء زعيتر
ملاحظة:
نشر المقال هنا
* الكاتب:
روائي وكاتب وناشط في مجال حقوق الانسان، يحمل الجنسية الأميركية، وينتمي لأصول من الارجنتين وتشيلي، ولد في بوينس أيرس، عام 1942.

السبت، 29 أكتوبر 2011

ماهي مهمة تانيا الجاف في العراق؟


الشك وصولاً إلى اليقين، أهم الوسائل والأساليب التي يتبعها صحفيو التحقيقات وضباط المخابرات في كشف الغامض من الأشياء.
ولأنَّ مايجري في العراق الان غامض تماماً، ويتخذ أغطية عديدة ومسميات كثيرة، لابد من اعتماد الشك منهجاً للوصول إلى الحقيقة.

اليوم نشر هنا تحقيق مصور مهم عن أنشطة مريبة تمارسها شركة أميركية، تتخذ من منطقة الحارثية في بغداد مقراً لها، وعلى الشركة أكثر من علامة استفهام، لأن أنشطتها باعثة على الريبة، فعلاً، كما يبدو من سياق التحقيق الذي ننصحكم بقراءته، مع ملاحظة اننا لانتهم أحداً، ولكننا نتساءل رغبة منا في الوصول إلى الحقيقة.
ولاشك ان البحث في مثل هذه الأنشطة الخطيرة المنتشرة بكثرة في أنحاء العراق كافة، سيؤدي إلى كشف شبكات من الجواسيس والعملاء والمشاريع الخطيرة التي يُراد من خلالها إيجاد طبقة جديدة من الشباب الذي يعمل لصالح الاحتلال ومشاريعه، عن دراية وقصد، أحياناً، أو بدونهما في معظم الأحيان، وهو المطلوب من قبل من يستغلهم.

لو أردنا لاغتلنا الملك نفسه!

تلخص هذه الرسالة الإيرانية الواضحة إلى المملكة العربية السعودية وكل أقطار الخليج العربي، تلخص، على نحو غير مخلّْ، أهداف الاستراتيجية الايرانية تجاه تلك الأقطار في المرحلة المقبلة.
وإذ نعيد نشر الرسالة، التي جاءت تعقيباً على إعلان الإدارة الأميركية اكتشاف محاولة لاغتيال السفير السعودي لديها، نؤكد ان ما يهمُّنا في (وجهات نظر) عرض تلك اللغة الواضحة التي يعبِّر فيها المقرَّبون من المؤسسة الايرانية الحاكمة عن آرائهم بما يتجاوز حدود الصراحة وصولا إلى حدود الوقاحة التي لايجوز التحدث بها بين الدول.
فمتى يتعظ العرب؟

هذا هو نظام ولاية الفقيه
 لو أردنا لاغتلنا الملك نفسه

محمد إقبال*
في موقف خطير للغاية وفي ظل احتدام ازمة دولية لم يتورع رجال ولي الفقيه في إيران عن الاقرار الضمني باستهدافهم لبلدان وشخصيات عالمية.. وبعد أن كتب موقع «ألف» القريب من خامنئي: «إذا كان من المقرر أن تتفجر ثورة غضبنا.. فسوف نزيح ونطمس اسم السعودية من أرض الحجاز.. بين ليلة وضحاها..».. جاء الحرسي الملا المدعو ”حجة الإسلام والمسلمين مهدي طائب” من اقرب المسؤولین من خامنئی ورئيس معسكر ”عمار” الاستراتيجي أحد الاجهزة الارهابية التابعة للولي الفقيه ليقول في خطاب نشر قسم منه موقع ”جهان نيوز” الحكومي يوم 15 أكتوبر الحالي وأنقله حرفيا مع الاعتذار حيث قال: «إننا إذا احتجنا ان نقوم باغتيال أحد، لدينا القدرة لننفذ اغتيال الملك »!
معسكر عمار الاستراتيجي واسمه الكامل هو ”المركز الاستراتيجي لجبهة اهل الولاء [أي ولاية الفقيه]” وهو مرکز العناصر المتنکرة بالزی المدنی ومن اشرس الزمر القعمیة المؤتمرة بامرة خامنئی تأسس في فبراير 2011 ويشكل مؤسسوه المقربون من علي خامنئي زمرة من أشعث الارهابيين واشدهم كراهية ولدى جميعهم دور أساسي في القمع وتصدير الارهاب لنظام ولاية الفقيه، ومن ضمن 15 عضوا للمجلس المركزي لهذا ”المعسكر” ملا علي‌رضا بناهيان مسئول غرفة الفكر مؤسسة المسماة بـ ”ممثلية خامنئي في الجامعات” والملا مهدي طائب (رئيس المعسكر)، والمهندس الحاج سعيد قاسمي مدير مؤسسة ”ميثاق” الثقافية (الارهابية) والملا محمد مهدي ماندكاري رئيس هيئة مؤسسة الثقافية (الارهابية) المسماة بـ”سيرة الشهداء” ومهدي كوجك زاده عضو في برلمان الملالي والملا حميد رسائي عضو في برلمان الملالي ومدير مؤسسة ”9دي” الارهابية والحاج حسين يكتا الأمين السابق لمؤسسة سائري درب النور (المؤسسة التي تنظم زيارات لقوات التعبئة (البسيج) لجبهات القتال مع العراق سابقا لرفع معنوياتهم) وحسن عباسي رئيس مؤسسة ”البحوث الفلسفية للأمن بلا حدود” وعدد آخر من الملالي الارهابيين.. (عن موقع جوان آّن لاين الحكومي 15 أبريل 2011).
وعلى اساس البيان التأسيسي لهذا الجهاز الارهابي فإن اهم واجبات معسكر ”عمار” عبارة عن متابعة مطالبات ”قائد الثورة” والتنسيق بين ”القوى الفعالة للثورة الاسلامية” واستطلاع ”الأيدي الخفية والجلية للأعداء وأياديهم الداخلية”. (المصدر نفسه)
وأما كلام قائد معسكر ”عمار” الارهابي الذي يستلم أوامره من خامنئي بشكل مباشر وبعد الكشف عن المخطط الإجرامي لقوة القدس الإرهابية التابعة للحرس الثوري الإيراني لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في أميركا وشن حملة تفجيرات في الولايات المتحدة الأمريكية حيث اعتبرته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية بأنه ”يمثل مرحلة جديدة من تصدير الإرهاب وإعلان حرب سافر ضد المعاهدات الدولية والمجتمع الدولي”، نقول نعم، كلام قائد معسكر ”عمار” الارهابي خير دليل للنيات المشؤومة للديكتاتورية الارهابية المتسترة برداء الدين الحاكمة في إيران فزعا من آفاق السقوط بيد الشعب الإيراني وفي مرحلة تمر بأيامه النهائية، حيث لا يجد النظام الايراني مفرا من ازمته سوى اللجوء لسلاحه المعهود وهو الارهاب.
إن هذه التهديدات تؤكد حقيقة أساسية وهي أن سياسة التسامح وتقديم التنازلات لهذه الديكتاتورية المتسترة بغطاء الدين الاسلامي الحنيف أو أية محاولة لكبح جماحه.. كما وجرى الحديث خلال الايام الماضية حول عملية اتخاذ القرار لعملية إرهابية تنفذها قوة القدس. وكانت هناك تعليقات عديدة وتساؤلات عديدة خاصة في الولايات المتحدة تتمحور حول ما اذا كان زعيم النظام مطلعاً على المؤامرة الإرهابية؟ وهل كان احمدي نجاد مطلعا عليها؟ أو حتى قائد قوة القدس قاسم سليماني كان مطلعاً عليها؟ عندما نسمع هكذا أحاديث وكأننا نتكلم حول جهة ذات سمعة طيبة تسعى الى اشاعة السلام والتطوير العلمي ظهر بينها متمردون قليلون انحرفوا عن المسار الرئيسي أو أن هناك قسما متشددا داخل النظام يقوم بهذه الاعمال الارهابية دون علم خامنئي!.. وإن هكذا مواقف لن تكون مجدية في كبح هذه العمليات الإرهابية،.. كما إن إلصاق تهمة الإرهاب بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية العمود الفقري للمقاومة الإيرانية والتي تمتنع الخارجية الأمريكية عن الغائه رغم قرار محكمة واشنطن، والصمت ازاء تهديدات وكلاء هذا النظام في العراق الذين يمهدون الطريق لشن هجوم دامي آخر ضد سكان مخيم أشرف اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وذلك بطرح المهلة القمعية والغير قانونية لغلق أشرف بنهاية عام 2011 وهو يعرقل أي حل سلمي لقضية مخيم أشرف، نعم ان هذا الصمت يشكل أكبر انحراف عن مسيرة مكافحة الإرهاب مما شجع هذا النظام على التمادي في تصدير الإرهاب.
إن هذا النظام يستغل أكثر استغلال لعدم تعامل المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بالحزم والصرامة حيال جرائمه الإرهابية وضد الإنسانية وأكرر مرة أخرى أن السياسة الصحيحة الوحيدة أمام هذا النظام هي إبداء الحزم والصرامة واتخاذ قرارات عاجلة وملزمة لمواجهة الديكتاتورية الدينية والإرهابية الحاكمة في إيران والتأييد الفاعل للمعارضة الديموقراطية لهذا النظام المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بعموده الفقري منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتقديم أي دعم لها.
إن تغيير النظام في إيران أمر حتمي وممكن فقط بيد الشعب الإيراني ومعارضته ويجب على العالم وخاصة العالم العربي الاعتراف بحق الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية في تغيير هذا النظام الجائر الغاشم.

*خبير إستراتيجي إيراني

ملاحظة:
نشر المقال هنا


الجمعة، 28 أكتوبر 2011

جتك خيبة ياريس!



نكتة تازة، يعني طازجة تماما.. طالعة من الفرن قبل قليل..





حسني مبارك لما مات، الملايكة بتحاسبه فبتقوله: عندك اختيارين تدخل النار المصري ولا ...
النار الأمريكاني؟
قالهم: وإيه الفرق!!
قالوا له : النار المصرى تفطر فول وطعمية وتتجلد شوية, وتتغدى بصارة وتتجلد شوية , وتتعشى سندوتشات فول, و تدخل الشواية لحد تانى يوم الصبح .
قال لهم: طيب والنار الأمريكانى؟
قالوا له : تفطر كيزر وجبنة وتتجلد شوية لحد الضهر , و تتغدى ماكدونالذ و تتجلد شوية لحد بالليل , وتتعشى كنتاكى و تدخل الشواية لحد تانى يوم الصبح ..
قال لهم: لأ كده أخش الأمريكانى ..
وهم ساحبينه لقى عاطف عبيد جاى طالع من الشواية .. .. ..
قال له: إيه يا ريس مصرى ولا أمريكانى؟
فمبارك قال له: لأ أمريكانى ..
عاطف عبيد قال له:
جتك خيبة ياريس، عشت خايب ومت خايب..
النار المصرى ..الشواية عطلانة والجلاد بيمضى ويروَّح.


يمضون ونبقى، ولكن!

نعم سيمضون، وسنبقى، هذه سنة الله في خلقه، فعلى مر السنين تعاقب غزاة كثيرون على أرض الرافدين، ولكنهم كلهم باءوا بالفشل، وبقيت الأرض حرة معطاء...


نعم سيمضون ونبقى، ولو بعد حين، سيمضون مركولين مدحورين بعد ان بذل العراقيون دون ذلك دماً غالياً عزيزاً من أجل حرية وطنهم ومقاومة المحتل الغازي.



ولكن هذان الملصقان اللذان انتشرا منذ السنة الثانية للاحتلال في شوارع العراق، وعاودا الانتشار بكثافة الآن، يحملان فكرة خبيثة، ربما غابت عن كثيرين، خُدِعوا بالشعار المكتوب وفاتهم النظر إلى كل الصورة!


نعم سيمضون ونبقى ولكن انظروا ماذا سيخلِّفون وراءهم.. أرضا جرداء قاحلة وخراباً لا أثر فيه لحياة او مدنية هو كل ماسيبقى بعد رحيل الغزاة.
سيرحل الغزاة ويتركون مجتمعاً مهلهلاً وملايين الضحايا واليتامى والأرامل وخراباً قابعاً في كل زاوية، وبؤساً لاينتهي.. فهل نستسلم لهم؟
إذا كنت محقاً في تحليلي لهاتين الصورتين، فإن العراقيين مدعوون للعمل بجد لا نظير له لتغيير هذا الهدف الامبريالي الخبيث... والعمل سريعاً لبناء العراق، بعد دحر الاحتلال وعملائه الأراذل، وهذا مايجب أن يستعد له العراقيون في المرحلة القادمة، بل ومنذ الآن.

الخميس، 27 أكتوبر 2011

العراق الى أين بعد رحيل عسكر الإحتلال ؟

مقال مهم جديد للأستاذ ضياء حسن، عن مستقبل العراق في أعقاب مرحلة سحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق، واستشراف لآفاق المستقبل الذي تنبئ عنه ملامح يستقرأها استاذنا الكبير، بفكره الثاقب وبعد نظره المعروف.
كلام لا تنقصه الصراحة
العراق الى أين بعد رحيل عسكر الإحتلال ؟

ضياء حسن
علَّمتنا التجارب النضالية لشعبنا العراقي انه ما طوى بالنسيان صفحة مرة مرت في حياته كانت مليئة بالموت والقهر والدمار وبشراء الذمم وبخيانات بعض اهل الدار, واطماع اكثر من جار , وتنوع الحاقدين الاشرار !!
واذا كانت هذه الحقيقة قد جسَّدتها فظاعة ما اسفر عنه العدوان الاميركي الاحتلالي للعراق من اراقة للدماء العراقية ومن تجويع للعباد ومن دمار ونهب لثروات البلاد ومن خيانة قلة ممن سقط عنهم رداء ادعاء الذمة من بعض اهل الديار في فصل ربيع ذبح العرب فان خاتمتها لم تنبئ ابدا بغير ما ال اليه مصير الاحتلال.  
رحيل مخجل بدأ خلسة احيط بسرية عالية لم تمنع المقاومين من ملاحقته بضربات موجعة وبلعنة التاريخ سبقها حذاء وداع بغداد في تشييع صلف بوش الاجرامي   !!
وعلى الرغم من جسامة الجروح العميقة النازفة التي تعرض لها الجسد العراقي وما يزال , الا انه ظل نابضا يختزن قدرا كبيرا من الاحتمال ليمتص ما دبر له من جرم لم يتعرض له اي شعب من قبل , وقد استهدف حاضره, بل سعى لقطع كل صلة له بماضيه الحضاري العربي والاسلامي والانساني .
وقارئ التاريخ العراقي والعربي يدرك جيدا كنه هذا الشعب وصبره العظيم على المصاعب ومطاولته في مواجهة المصائب بكل اشكالها والوان المتورطين في تنفذيها  .
وعلى هذا تتفق الشواهد التاريخية بدءا من جرائم هولاكو وصولا الى ابشع جريمة شهدها العصر الحديث على يد سيد الاجرام العالمي بوش ومرورا باحتلالي الجارين الفارسي والعصملي والثالث انكليزي خبيث .
فماذا كانت النتيجة, نهوض العراق من جميع ما تعرض له من مكائد واحتلالات نافضا ركام الدمار, واهله الصابرون اكثر عزما على ان يبنوا العراق من جديد ليواصلوا سعيهم لان يكونوا نموذجا حيا لامة العرب وللشعوب الطامحة للحرية والاستقلال والكرامة وللعيش الرغيد .

فاين هولاكو , وماذا كان مصير امبراطوريات ظنت ان سمة ((عظمى)) الفارسية والعثمانية والبريطانية تبرر استبداها وعدوانيتها على الامم الاخرى , الم تسقط جميعها  بكل ما تلحفت به من سفه وطغيان وعسف وفجور ؟
فقد جرفها تجاوزها على اهل العراق وعلى ارضهم المكرمة التي حباها الله بان تكون حاضنة لانبياء ورسل وائمة اطهار اوائل حملوا رسالة الخير والسلام والمعرفة والمحبة للبشرية جمعاء , وظلت منبعا لشريان يتدفق على وادي الرافدين لتنشئ بين حناياه اولى الحضارات الانسانية التي شكلت قاعدة لما شهده العالم من تقدم علمي وتطور في مناحي الحياة المختلفة .
لذلك كان العراق بحكم عمقه الانساني , اقوى من اعدائه حتى وهو يواجه اعداء اليوم , فالم يشيع بوش من بغداد ,,بقندرة,, وماذا حل بتابعه بلير , الم يصبح مستخدما متسولا عند ابواب البيت الابيض مرة وكذلك على ابواب الراحل القذافي مرة  واخرى, وعلى ابواب بريطانية كمحتال دولي اثار حفيظة البريطانيين واشارت اليه صحافتهم باستهجان ملحوظ .
ولا احسب ان ما اسوقه من اشارات تاريخية عن مواقف اهل العراق في احتواء تحديات واجهتهم عبر مسيرتهم  منذ القدم القصد منها التخفيف من مخاطر تحديات كبيرة ما تزال ماثلة امامهم تستدعي :
اولا - المبادرة لمحاصرتها خطوة بخطوة بالالتفات الى تفاصيلها الصغيرة والكبيرة .
الثاني - التنادي لتوسيع قاعدة الفعل المحاصر لما يراد تمريره من قبل اعدائنا وهم متعددو الاطراف , ولكنهم ينكاون جرحا واحدا ما يزال نازفا بفعل اميركي وباسهام داخلي مقصود تباركه اطراف خارجية لها مصلحة باضعاف العراق لان نهوضه الجديد يقلب ستراتيجتهم راسا على عقب في عموم المنطقة .
الثالث- وجوب ان لا يزول عن بالنا اطلاقا  بان هدف الادارة الاميركية من غزو العراق لا يقف عند تدميره واحتلاله وتنصيب العملاء لادارة الحكم فيه , وانما يذهبون الى الابعد من ذلك بتقسيمه والاجهاز على اقتداره نهائيا بتفتيت ارضه واهله , ليسكتوا صوته ويقيدوا حراكه الوطني والقومي , لياخذوا راحتم لتغيير معالم المنطقة بالكامل على وفق ما رسمته واشنطن وهي تخطط لغزو العراق بداية , وما اشاراليه نائب اوباما بايدن لاحقا من ان ادارته ستؤهله – اي العراق- ليكون لاعبا رئيسيا في بناء منطقة الشرق الاوسط .
وواضح قصد نائب الرئيس الاميركي من اشارته تلك وهو احتواء موقف العراق الدائم بالتصدي للسيسات الاستعمارية وسحبه للتورط بالاصطفاف الى جانب حلفاء البيت الابيض الذين مكنوه في الارض والاجواء وبفتوى المرجعيات من تنفيذ خطة غزونا وتدمير بنى العراق التحتية براحة وباقل الخسائر , بهدف ضمه الى قائمة الدول الناشطة في احضان العم سام العدو التاريخي للعراق والامة العربية وجميع شعوب الارض .
واستنادا الى هذه الحقائق الماثلة امامنا من دون لبس يفترض ان تعي القوي الوطنية في الساحة العراقية والعربية لعب الولايات المتحدة ليس للمرحلة الراهن حسب وانما للمراحل التالية ايضا .
فهي ان طالعتنا بوجه يدعي الحنية والشغف  في تاييد تطلعنا للحرية والامن والرخاء  الا انها لا تخفي عنا وجها واحدا , بل وجوها ملونة مغلفة بنيات اكثر سوءا من العدوان نفسه !!
فتباري المسؤولين الاميركيين باعلان استعدادهم سحب قواتهم العسكرية من العراق لا يعني التفريط بهيمنتهم المتحققة على الشان العراقي ابدا , فهو تغيير في الاسلوب ليس الا , وهذه حقيقة معلنة ومن قبل ,,العم بايدن,, منذ وقت ليس بالقليل ولكنها ربطته باستبدال الوجود العسكري بالعن منها,وان غلفت بالرداء الدبلوماسي-كنك سايز- المدمج بوحدات امنية والمغمس بعطر(السي اي ايه) والمؤمن بحماية ذاتية لا تحتاج لاستحصال موافقة من احد .
اما موضعة الاختلاف حول حمايات المدربين فهي محلولة لاحتواء اللغط المتداول حولها وما صاحبه من صراخ مبالغ فيه  دعا الى عدم الموافقة , وانتهى الامر باعلان هادئ اكد الاتفاق على ما وافق قادة الكتل على تغيير طبيعة تسليح القوات المسلحة العراقية من الروسية الى الاميركية , وهو اجراء يستتبعه بالضروره وواقعيا توفير حجم من المدربين الاميركيين يتناسب من حجم الاسلحة التي سيشتريها العراق من الولايات المتحدة وانواعها والمدد التي تستغرقها عملية تدريب العراقيين عليها التي تتوقف على من سيختار لهذه المهمة ومدى كفاءتة ليكون اهلا لتولي مهمة تدريب المقاتلين وقبلهم قادتهم على حسن استخدام هذه الاسلحة وصيانتها في اطار التوجه الى جعل  العلاقات العراقية الاميركية ستراتيجية .
فهل يعقل ان يشد السياسيون الخيط في مسالة المدربين في حين كانوا ارخوه عندما اجمعوا بلا حساسية على اقرار ستراتيجية العلاقات مع واشنطن  وقبلوا من دون (لقلقة) استبدال السلاح الروسي باميركي ؟؟! 
ترى لماذا هذا التناقض , اهو لزوم اللعبة التي تبدا بالتمنع عن اعطاء الموافقة الى درجة كبيرة يليه الانبطاح الكبير في اعطاء الموافقة باريحية كبيرة.
ومع كل الصخب الذي احاط التصريحات والتعليقات التي صدرت عن اطراف الجوقة الرسمية العراقية بهذا الخصوص فان ما طرحه اوباما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الجمعة الماضية جمعته مع المالكي اعلن فيها الوفاء بوعده بان بقية قواته في العراق ستعود الى  الوطن بحدود نهاية العام ,, وما قاله اوباما بهذا الصدد ليس جديدا هو قديم اضطرت له ادارته تخليصا لقواتها التي ظلت تنزف دما وهي تتعرض لمطاردة من فصائل المقاومة العراقية اينما ولت واحتمت,, .
,,فقرار الرئيس الاميركي بسحب قواته من العراق يعد طوق نجاة لهذه القوات مما يلاحق عناصرها من موت يداهمهم في كل لحظة يتاخر فيها جلاؤهم عن العراق ناهيكم عن كونه من ضرورات اقتضاها برنامجه الانتخابي وهو يسعى لترشيح نفسه لولاية ثانية كرئيس اميركي في العام المقبل ويتضمن وعدا بسحب ما تبقى منها خلاصا لقوات استخدمها بوش في جريمة تدمير العراق وقتل ناسه ومع ذلك  لا الدمار نفعه ولا المذابح الغت شعبا جبل على الصبروالاحتمال وما انحنى يوما امام مجوسي كافر ولا جار غادر ولا عدواني تاريخه بائر, فامتيازه مستمد من وثوبه  الدائم في مواجهة اصعب التحديات ومن وقفة مناضليه الذين جعلوا من تضحياتهم جحيما يستعر غضبا عراقيا تحت اقدام الغزاة وهم يلملمون بقاياهم المهزومة لاهثين الى جحور جاءوا منها محبطين مما وعدوا به , فلم يتلقوا وردا عراقيا تنثر عليهم وهم يدخلون الديار العراقية , بل كان الموت وحده المضييف الذي انتظرهم والمحظوظ منهم من اتيحت له فرصة ان يحمل عصاه ويرحل مصابا او عاجزا وفي احسن الاحوال مكتئبا فعلا , او ادعى الاكتئاب , وليس قليلا من اعيد جثة هامدة او اشلاءا مبعثرة الرؤوس و الاطراف التي لا احد يعرف لمن تعود وهي لعنة من الله تعالى ؟؟ ,,
اما جديد اوباما فنلمسه بقوله في نفس المؤتمر( اننا متفقان تماما – يقصد هو والمالكي -   بشان طريقة المضي قدما في التعامل بين بلدينا .
ويضيف  ان دولتينا تدخلان مرحلة جديدة وستكون هناك علاقات طبيعية بين دولتين صاحبتي سيادة في شراكة جديدة)!!
بينما قال المالكي كانت وجهات نظرنا متطابقة بضرورة الشروع في مرحلةجديدة من العلاقات الستراتيجية ضمن اتفاقية الاطار الاستراتيجي , مؤكدا اتفاق الجانبين على عقد اجتماع اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الاطار الستراتيجي خلال اسبوعين واضاف بانهما اكدا اهمية تنفيذ بنود الاتفاقية في المجالات التنموية والعلمية والثقافية وغيرها,, مع ملاحظة ان التعاون
العسكري والامني قائم فعلا ولا يحتاج الى تاكيد فواشنطن مسؤولة عن تزويد المالكي بالسلاح من الان وحتى العام 2020وعن التدريب عليه وتامين الخبرة لادامة سلامته وفاعليته !! ,,
وذكر المالكي بانه قبل دعوة من اوباما لزيارة الولايات المتحدة ووعد بتلبيتها في اقرب فرصة .  
ولكي لا يكون التطورالحاصل في العلاقات بين بغداد وواشنطن عرضة للتفسير الخاطئ بادرت هيلاري كلنتون ,, وهي مسؤولة الجمع الدبلوماسي الحاكم البديل للجيش الاميركي –الشالع من العراق – الى اطلاق تصريحات مستعجلة من دوشنبة عاصمة طاجكستان توضح بان الالتزام الاميركي تجاه ما اسمته المستقبل الديمقراطي للعراق ما زال قويا رغم الانسحاب الاميركي المقبل.
ولم تتردد كلنتون من الاعلان بان البلدين سيبقيان حليفان  قريبان وانها تريد ان تؤكد بان اميركا ستقف مع حلفائها واصدقائها بما في ذلك العراق في الدفاع ,,تقول,, عن امننا ومصالحنا المشتركة !!!
ويبدو ان السيدة هيلاري كانت حريصة على تشبيه العلاقات بين بلادها والعراق بعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة وخصوصا مع الكيان الصهيوني وان لم تورد اسمه كحليف قريب وهو عمليا الاقرب للدفاع عن (امننا ومصالحنا) التي صارت من وجهة نظر هيلاري مشتركة ؟!!             
وما تحدثت عنه كلنتون تبعها في اعطاء تفصيلات مضافة اليه شارك بالحديث فيه مسؤولون اميركيون في الخارجية الاميركية والبيت الابيض وحتى البنتاغون ,واغمض العين عنه من يدعون بانهم  قادة اطراف سياسية , ولكنهم عمليا ليس الا لاهثين  وراء هدف يسعى الى ارضاء سيد واحد متفضل عليهم بان نقلهم من ارقام على يسار الصفر الى لاهثين للامساك بهذا الصفر لعلهم يحظون بملامسته على الاقل لينالوا رضا صاحب الامر وتتاح لهم فرصة الامساك الكراسي ومادرته وتدره عليهم  من مغانم تسلخ جلود المواطنين وتفرط بثروات البلد .
وكان الثمن باهضا دفعه شعب العراق من دم ابنائه التي سفحها وما يزال يسفحها المحتلون والمليشياويون الطائفيون والانفصاليون والارهابيون من كل حدب وصوب تداخل في انجازها حقد اجنبي لئيم مصحوب بتفرج عربي اكثر لؤما ؟!!  
وما فعله هؤلاء بالعراقيين وبالعراق من تدمير وقتل ونهب للثروات وتفتيت للبلاد واستباحة للحرمات شكل جريمة يندى لها جبين الانسانية لم يستفد منها سوى المحتل المهزوم ومن خلفه الصهاينة  وبعض انظمة الجوار .
وطبيعي ان مثل هذه الجريمة المبرقعة بدستور مهلهل صيغ ليمتهن السيادة الوطنية وكرامة الشعب ويستهين بجنسيته العراقية ويفرط بوحدة العراق وقد مرر تحت ضغط الحاكم بريمر   وبسيل الرشا المتدفق من جماعة الاقليم ومن مال العراقيين لينثرعلى من صاغوه وعلى زفة الشراكة المروجة له وجوقة المتحاصصين  في البصم عليه .
ولا يظن ان مشوار العبث بمقدارات العراقيين قد توقف وان استهداف جذر الطيب العراقي لم يعد مشهرا.
فما يزال هذا المشوار حاضرا ولكن بتبديل في الوسائل وتغيير في الوجوه وتبادل في اداء الادوار .
فالمرحلة الراهنة وما تليها من خطى تركز في هدفها على العمل  للنيل من الاقتدار العراقي المتثل الان بتصاعد عمليات مطاردة بقايا المحتلين وعناصر الردة والانفصال , مما يعد بنهوض اكثر وعيا ووحدة واشد باسا في مواجهة مخاطرالوجود الاميركي المستبدل للقوات العسكرية بما يوازيها من جيش للدبلوماسيين المدججين بالعناصر المخابراتية المحصنة امنيا برضا المؤيدين لتوفير مستلزماته وحتى بتاييد من يوحون بانهم يعارضونه !! .
وذلك ما تلمح اليه تصريحات اخيرة جاءت على لسان مسؤولين اميركييىن ادلوا بها لصحيفة الحياة- اللندنية- الثلاثاء الماضي مؤكدين عدة حقائق تتصل بالعلاقات العراقية – الاميركية المتوقعة بعد الانسحاب فقد افصحت عن :
1-تاكيد ناطق باسم الولايات المتحدة  بان الانسحاب الاميركي من العراق يشكل نهاية للعسكري , وبداية لمرحلة جديدة من التعاون طويل الامد .
2- اكد نائب الناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد كريس هانز مان ,بانه مثلما التزمت الولايات المتحدة بالانسحاب الكامل هي ملتزمة بتنفيذ الاطارالستراتيجي الذي نص على التعاون الامني  والاقتصادي والثقافي وغيرها من المجالات
3- كشف هانز النقاب عن وجود لجنة مشتركة مهمتها متابعة مستجدات العلاقة بين واشنطن وبغداد , يراس الجانب العراقي فيها المالكي وتراس الجانب الاميركي هيلاري كلنتون وتضم في عضويتها وزراء من الجانبين وهي تواصل مناقشاتها الان  بما يساعد على دعم العملية السياسية وقال قد انجزنا عملا رائعا وسنتواصل .
4-اعلن الحنرال بيوكنن الناطق  باسم القوات الاميركية بان مفاوضات تجري في بغداد بشان المدربين الذين سيحضرون الى العراق بعد الانسحاب ويتحدد عددهم بحسب عقود الاسلحة الموقعة وينتظر ان ترتبط بمكتب خاص يقوده السفير جفرس وان الحكومة العراقية مسؤولة عن حمايتهم .                  
وتتوافق الاشارات الجديدة مع ما اعلنه مسؤولون اميركيون سابقا قالوا فيها انهم مع الانسحاب يقومون ببناء ,,شراكة شاملة مع العراق,, بموجب اتفاقية الاطار الستراتيجي وما يزال الكلام للمتحدث باسم هؤلاء المسؤولين ان هذه الشراكة , تشمل علاقة امنية قوية .
وهو ما اشرنا اليه في فقرة سابقة من ان الجانب الاميركي شكل وفدا موسعا ضم مجموعة من الاختصاصيين يمثلون الجهات الاميركية المختلفة من سياسية واقتصادية ونفطية وامنية , وطبيعي عسكرية تتطلبها طبيعة تغيير اسس بناء القوات العسكرية والامنية العراقية , تسليحا وتدريبا 0 .
اما كيف وعلى اي اساس تقوم طبخة الشراكة هذه وعلى حساب مصلحة من ,فتلك هي القضية التي تلوذ بالصمت عنها جميع الاطراف الغائصة حتى الرقاب في مستنقع العملية السياسية  الذابحة للعراق واهله تحت غطاء اجتثاثهم ,,بمساءلة شفافة وعدالة ديمقراطية مفرطة,, تقتل العراقي وتمشي بجنازته !! 
ولا يفوتنا ان نذكر بالمناسبة ومن باب الاعتراف بحرص تلك الاطراف وشفافية صمت في تعاملها مع القضايا الاخرى المتصلة :
1-بمستقبل العراق وحدة ارض وشعب .
2-بحماية الثروات الوطنية المنهوبة بترتيب مشرعن من قبل حكومتي المركز والاقليم .
3-بموقف حازم وحقيقي شريف يقطع دابر التصفية المنظمة للعراقيين في اي مكان يتواجدون فيه خصوصا وان الجميع يعرف من هم القتلة واي عناصر تقود القوات الامنية المدمجة بمجرمين محترفين كانت لهم اليد الطولى في قيادة وتنفيذ عمليات الذبح الطائفي في البلاد .
4-بوقف تورط الحكومة المفضوح بجميع مسؤولي مرافقها في نهب المال العام والهروب به الى خارج البلاد وحسب جنسياتهم المكتسبة , واسالوا الدول التي تدعي الديمقراطية وفي مقدمتها انكلترا وفرنسا عن كمية الاموال العراقية التي دخلت في رصيد عملائهم في بنوكهم منذ غزو العراق وحتى الان, والحبل على الجرار , ناهيكم عن  البنوك الايرانية التي تبدو متخمة بما استحصلته المرجعيات من حلال العراقيين بالمكر والتضليل, فكم هي الاموال العراقية المسفوحة على يد الحكام واتباعهم ؟؟
5-بالتصدي -ولو بالتظاهر- لكل المصائب التي تحاصر العراقيين من تجويع وبطالة وفقدان للامان وجميعها تصب في خدمة مخطط الغزاة لانها تؤدي الى طريق واحد لا غيره ,طريق التفكك الاجتماعي وفساد الذمم واباحة المحرم , والعياذ بالله .
 وعلى الجميع ان يعوا حقيقة واحدة قد تكون غابت عنهم او هم غيبوها عن انفسهم , ظنا ان محنة الناس تلهيهم عن ادراك ان المتورطين في انعاش العملية السياسية المتدرنة حتى النخاع هم جميعا مدانون بكل ما افرزته من حجم اجرام بحق الشعب والوطن ومن تفريط بالسيادة والثروات , ولن تنفعهم محاولات التنصل من مسؤولية ما حدث من فواجع باطلاق تصريحات تناى بهم عن مساءلة العراقيين لهم .
فهم مشاركون بالعملية السياسية المؤمركة وهم اعضاء في الحكومات المنبثقة عنها محاصصة ومشاركة , فلم يجرؤ اي واحد من قادتهم او اتباعهم الذين اغرقهم رئيس الحكومة بالامتيازات التي يحصلون عليها وبتغطية تكاليف الزمر الامنية التي تتولى حمايتهم .
فهم لا يستطيعون نهيه عن فعل باطل, ولا بالناي عنه باستقالة فردية ولا جماعية , كما انهم لا يجراون على الانسحاب من تورطهم في الافساد السياسي الذي تسبح في مياهه الدافئة حكومة الوحدة ((الوطنية)) التي ركبها بايدن واعطى هيلاري مسؤولية متابعتها !!
 ولا نستثني احدا من هؤلاء المتورطين الذي جمعتهم نية نهش العراق , وان اختلفت ماربهم ونياتهم اللئيمة .
فناقصو الجاه والذمة والوفاء للاهل والوطن-وما اكثرهم- وجدوا في بيع انفسهم للاعداء ضالتم لكسب مواقع اكبر منهم حجما وقيمة , ليستمروا في افتراش مساحة الدولة في زمن الشراكة الشاملة من اعلاها الى اسفلها للتسابق  في تسويق بضاعتهم البائرة المسربة من وراء الحدود حاملة الموت لاهلنا وبث الفتنة والاحتراب بينهم تمهيدا لخطوة تالية وخطرة .
و تتمثل في تفتيت وحدة العراق وهي التالية في مخطط العدوان الاميركي الذي  يلعب الدور الرئيس فيه انفصاليو الاقليم وفي مقدمتهم برزاني وطالباني اللذين حركا زعانفهما لاطلاق تصريحات بكائية تدعي ان الوقت قد حان ,,لاقامة دولة كردية,, و  قد تناوب على هذا الاعلان عدد من قيادي الحزبين الانفصاليين بمشاركة من رئيس برلمانهم كمال – قرقوزلي -  يدعي انه كركوكلي الذي اكد في مؤتمر صحفي عقده في اربيل المطالبة بتشكيل دولة مستقلة ومشيرا الى ان قبولهم البقاء كجزء من العراق الى ان يحين الوقف المناسب , لان لنا مقومات الدولة ونحن شعب تعداده حوالي45 مليون نسمة ومساحة كردستان بجميع اجزائها اكبر من مساحة العراق !!!    
واردفه هؤلاء (( الجهلة )) برفع علم اقليمهم المحتضن عراقيا والمرفوع بموافقة شعب العراق وحماية من اهله داخل محيط الاقليم وليس فوق مؤسسات عراقية تحتضنها ارض عراقية نجيبة في خانقين ومنفذ العراق الحدودي لم يقر اهل العراق التنازل عن حق عراقي في ارض يتوجدون في كنف حضنها منذ ولدوا ومثلت اطار تلاحم وطني اثير جمع اطيافهم على المحبة والتضحية بالروح دفاعا عن عراقيتها ضد اعداء تربصوا بها  طويلا وردتهم بما امتلكت من اقتدار وطني مشهود قبل ان يدير الاقليم ظهر المجن لابناء العراق ويكرسوا انفسهم لخدمة المحتل الغادر في الضد من الوطن وتوحد اهله الذين يعود لهم فضل الاعتراف بالحقوق القومية و السياسية و الثقافية لشعبهم الكردي .
وكان البعثيون منهم وراء اصدار بيان 11 اذار الخالد الذي صاغه الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ليكون وثيقة تاريخية استندت اليها قاعدة تاسيس الاقليم بارادة جميع العراقيين وتامين حماية التجربة حتى من المغامرين وفي مقدمتهم جلال الطلباني الذي غدر بصاحبه مسعود كما سبق وان غدر بوالده الشيخ مصطفى البرزاني رحمه الله في حين ان مسعودا سولت له نفسه ان يصطف مع جلال في غدر من منح الكرد حقوقهم , ومن حماه من حماقة واطماع المام جلال ؟!
فاين وفاء مسعود قبل جلال للوطن الذي عاش تحت ظلاله الوارفة , ومن سيحميه من الغادرين مستقبلا بعد ان وجدناهم   متوحدين الان في خندق العدوان على العراق فاستباحوا حدوده الشمالية وقصفوا قراه الكردية الواقعة ضمن اراضي الاقليم بعلم من سادتهم الامريكيين وهم عاجزون عن حمايتها بعد ان فرطوا بالعراق وتواطؤا مع الغزاة على تدميره ونهب ثرواته ؟!!
وما يزال الاعداء يراهنون على استمرار ادائهم لدورهم العاق في الترويج للفدرلة خدمة لهدف اميركي- صهيوني سعى طويلا لتفتيت العراق في مرحلة حرجة يعيشها العراقيون وهم يواجهون كيدا مغلفا باردية ظاهرها يدعي ان العراق والولايات المتحدة حليفان مقربان تضمهما شراكة تلتزم واشنطن اتجاه مستقبل العراق كدولة ديمقراطية  افترضت هيلاري تبرعا انها ستقف مع حلفاء اميركا في المنطقة مدافعة عما وصفته بامننا ومصالحنا المشتركة اي امن ومصالح الاميركيين في المنطقة في المقدمة من ذلك تولي حكومة المالكي ضمان امن من سيحل محل جيش الهاربين وحماية مصالحهم غير المشروعة المحققة بحكم الاحتلال وادامتها لاكثر من ربع قرن قادم كما نصت على ذلك اتفاقيات التفريط بالثروة النفطية الهائلة والغازية البكر.

ان العراقيين مطالبون بالحاح اكثر اليوم بوحدة صف امنع تعزز وقفة تلاحمهم مع قوى المقاومة في تصديها للاعداء وقواتهم المهزومة التي تجر اذيال الخيبة وهي تسابق الزمن       لتتفادى حسابا عراقيا عسيرا انتظرها طويلا .
فلتتوحد الارادة الوطنية على طريق التحرر من ضعف طارئ مر بنا وحان الوقت ان ننفض عنا غباره لننطلق اكثر تنظيما وعزما في حومة نحن اهلها ورجالها لاسترداد وطن يحن الى دفء افتقده وغيب عنه بكيد اميركي عدواني وبفعل طائفي جائروبجرم ارهابي لئيم .
فلنكن كما ارادنا المواطنون العراقيون دائما , بارين بشعبنا , بنائين لمستقبله الواعد بخيرعميم .
ولنعيد الى وجوه اطفالنا بسمة يستحقونها ولوجوه الامهات الماجدات والاباء والشباب والشابات فرحة وامنا عبث بهم جرم  محتل غادر ولى بعضه , وبقيته تولي الادبار الان , وكامله يستكمل انسحابه الى غير رجعة عن قريب .
اما الماكث في ارض الحناء والكرامات وينابيع الخير والشهد  فهو شعب العراق , والمقاومون والمناضلون من اهله وفي مقدمتهم البعثيون الذين ما لانت لهم قناة وهم يقارعون اعداء الشعب بتضحيات كبار.
اما القتلة والسراق والمفسدون والانفصاليون والفرس واتباعهم الطائفيون, وكل من جار على العراق واهله وشهر سلاح التصفية والاجتثاث في وجه مناضليه وعلمائه ومثقفيه وصحفييه ومقاتليه ورجال امنه , فزبد يذهب جفاء, وذلكم حكم الله والتاريخ, لا مجال لنكرانه ولا امكانية لأحد منهم ان يتفاداه .

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..