موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 31 ديسمبر 2011

هذه مقاومتهم!

الذين يسعون لسرقة ثمرة جهد المقاومين العراقيين الأبطال ودمائهم وأموالهم، الذين جاءوا في آخر المشوار وظنوا أن الناس تنسى، معروفون، وهذا نموذج من مقاومتهم..







2012


ساعات وتطوى صفحات هذا العام الميلادي، لا تتبادلوا التهاني فقط، ولكن دعونا نفكر في ما أنجزناه وفي ما خسرناه على مدى الأيام الماضية.. وهي كثيرة، انها 365 يوماً، بلياليها ونهاراتها، مرَّت من أعمارنا جميعاً..


دعونا نفكر في ذلك، ونتذكر  ان هذا لا يحدث في ليلة 31 ديسمبر من كل عام فقط، انه يحدث كل يوم، فكل يوم يعني انقضاء الأيام الـ 365 الماضية، كما قال السير والتر سكوت، ولنردد مع ناظم حكمت


إن أجمل الأيام، يومٌ لم نعشه بعد

وأجمل البحار، بحرٌ لم ترتده أشرعتنا بعد
وأجمل الأطفال، طفلٌ لم يولد بعد
وأجمل ما أريد أن أقوله، لك ياحبيبتي، لم أقله بعد..

تينا أرينا تبكي على بغداد


هنا سنسمع نصاً جميلاً بصوت عذب، انه صوت المطربة الشهيرة تينا أرينا، وهي تبكي بغداد المحتلة، بغداد التي دمَّرها الغزاة الأوباش.. ثم سنقرأ نصاً جميلاً في بكاء المدن العربية، المسربلة بالخوف والقهر، والمتطلعة إلى الحرية...
استمعوا لبكاء تينا أرينا، وإبكوا معها بغداد، التي استباحها مغول العصر..
إبكوا معها وتضرعوا إلى الله بأن تتحرر بغداد وتعود كما كانت ملاذاً وماءً وخبزاً وضوءاً وضوعاً لكل العرب، وللانسانية الخيرة..





استمعوا إلى بكائها، وابكوا معها، علَّ دموعنا تغسل أدران بغداد التي تنزف دماً كل يوم، على يد أرذل خلق الله..





ملاحظة:
يمكن متابعة الروابط الواردة في تعليق أحد الاخوة القراء، فهي جميلة ومترجمة باللغتين العربية والانجليزية.

وإقرأوا بعد ذلك هذا النص، وفيه ترجمة لغناء أرينا أو بكائها، لا فرق..


.......


بكاءُ المدن:
بغدادُ الحلوةُ أبكَتْني، ويدي على قلبي يادمشقُ



نهلة غسّان طربيه
استمعتُ مؤخراً إلى أغنيةٍ عنوانُها (اسمي بغداد) للمغنيةِ الاستراليةِالشهيرة (تينا أرينا)، عذبةِ الصوت؛ تبكي سقوطَ بغداد وما أصابها بعدانهيارِ نظامِ صدّام حسين ودخولِ القوّاتِ الأجنبيّةِ إلى أراضيها.
في المقطعِ الأَوَّل، وهو اللازمةُ المتكرِّرةُ بَعْدَ كُلِّ مَقْطَعٍ في الأغنية، تقول بغداد، والتي هي بطلةُ الأغنية:
اسمي بغداد..
ولقد سقطْتُ تحت نار الدبّابات المسلحة.
اسمي بغداد..
الأميرةُ ذاتُ الوجهِ المشوَّه.
لقد نسيتْني شهرزاد.
*****
وفي المقطعِ الثاني، تتابِعُ بغدادُ قائلةً:
كنتُ أعيشُ بفرحٍ كبيٍرفي قصوريَ المصنوعةِ من الذهبِ الأسودِ والأحجارِ الكريمة.
وكان دجلةُ يتدفَّقُ فوقَ طُرُقاتِيَ المعبَّدَةِ بالكريستال.
وَلكَمْ تنافَسَ آلافُ الخلفاءِ لِيَرقصوا معي
كانوا يُطلِقون عليّ اسمَ 'المدينة الممتلئة بالنعم'.
يا إلهي كيف مضى الوقت سريعاً
كانوا يطلقون عليّ اسمَ 'عاصمة التنوير'.
يا إلهي كيف ضاع كلُّ شيء
*****
أمّا في المقطع الثالث، فتقول بغداد:
أَعيشُ الآن على أرضي كمتسوّلةٍ فقيرة.
وتُلازِمُني باستمرارٍ الأرواحُ القابعةُ تحت (البلدوزرات).
وَلَكَمْ أندُبُ جَماليَ المُخَرَّب،
فوقَ الحجارةِ المحترقة.
إنّما هم يغتالون روحي.
كانوا يطلقون عليَّ اسمَ 'عاصمة التنوير'.
يا إلهي كيف ضاع كلُّ شيء
*****
وتقول بغداد في المقطع الرابع:
حكاياتُ ألفِ ليلة وليلة الّتي كنتُ أَقُصُّها،
لم تعدْ تَهُمُّ أحداً اليوم.
إنّهم خرّبوا كلَّ شيء.
لقد خرّبوا كلَّ شيء.
*****
اعترتْني مشاعرُ مختلِطَةٌ من الحزنِ، والغضبِ، واليأسِ، والخوفِ وأنا أُصغي للأغنيةِ هذه.
بَكَيْتُ على بغدادَ الجميلةِ الّتي باعوها، واغتصبوها، وشَوَّهوا وجهَها الجميل.
بكَيْتُ على كلِّ العواصمِ العربيّةِ وأنا أَبكيْ بغدادَ. ففي ساحاتِ أغلبِها الآن توجَدُ بِرَكٌ من الدّم.
الأطفالُ يُقتَلون، وكذا النساءُ والرجالُ والشبابُ والكهولُ ورجالُ الجيش. وأغلبُ المدنِ والقُرى في كلِّ تلك العواصمِ يَملؤها النُّواحُ ويَكْتَنِفُها السّواد.
وا أسفاه على عاَلِمنا العربيِّ الذي فيه يَقتُلُ الأخُ أخاه، وتَهْرُبُ مِن سماواتِهِ العصافير، وتُشنَقُ الحرّيّة، وتُحَنَّطُ كُرْسيُّ الرِّئاسةِ، وَيُحْفَرُ لَها مَكانٌ تَحْتَ الأرضِ، كَيْ تَسْتَقبِلَ عظماءِ العرَبِ حينَ يَفِرّونَ إلى هناك، وتُزرَعُ الضغينةُ في القلوب، وتَبكي المآذنُ، وَتبوحُ أجراسُ الكنائسِ بَوْحاً حزينا.
رائحةُ الموتِ والبارودِ هذه، اِسْتَحْضَرَتْ من ذاكرتي مَقْطَعاً من روايةِ 'لِمَنْ تُقْرَعُ الأجراس' للروائي (إرنست هيمينغواي). في ذلك المقطع يؤكد (هيمينغواي) حقيقةً إنسانيّةً تَطالُ كلَّ الناس:
'لا يُمكِنُ لإنسانٍ، كائناً مَنْ كان، أن يكونَ كالجزيرة، نائياً بنفسه عن الآخرين حولَهُ. إذ أنَّ كلَّ إنسانٍ هو جزءٌ مِنْ قارّةِ الكون. فعلى سبيلِ المِثال، إذا غَمَرَ البحرُ كُتْلَةَ ترابٍ صغيرةً في أوربا، فإنَّ أوربا تصبحُ أصغرَ لامحالة. وكذلك فإنّ موتَ أيِّ إنسانٍ في أيّ مكانٍ، يقلّلُ مِنْ ذاتيَ البشريّة، لأنّني جزءٌ لا يتجزّأُ مِنها. لذلك لا تُرسِلْ مَنْ  يسأُل عَمّنْ تْقرعُ الأجراسُ لموتِه؛ إذ أنّها في كلِّ مَرّةٍ تَسْمَعُها يا صديقي، تكونُ أيضاً تقرعُ لك ... لموتِ جزءٍ منك دون شك'.
لا يوجدُ هناك أيُّ تبريرٍ للشرِّ ولا للعنفِ ولا للحَربِ إلاّ في الغابة. وقد نَهَتْناعن ذلك كلُّ الأديانِ السماويّةِ وغيرِ السماويّة، وكلُّ المدارسِ الفكريّةِ، وكلُّ القوانينِ المدنيّة. لايمكنُ أبداً أن نبرّرَ أو أن نسمحَ بقتلِ طفلٍ يَطْلَعُ القمرُ من وجهِهِ الصَّبوحِ كلَّ مساءٍ، أو بِقَتْلِ رَجُلِ جَيْشٍ يَنامُ الوطنُ في رَمْشِ عَيْنِه، أو بقتلِ شيخٍ مُنهَكٍ لمّا يحقّقُ شيئاً من أحلامِه على مدى عمرِهِ المليءِ بالشَّقاءِ والخَيْبات، أو بِقَتْلِ أُمٍّ ماتزال تُصَلّي حتّى تعودَ فلسطينُ للعرب.
أَوَلا يُمكِنُنا في شرقِنا المسكين، في القرنِ الواحدِ والعشرين، أن نستبدلَ الهراواتِ التي ينهالُ بها الذكرُ على الأنثى، والشرطيُّ على المواطنِ، والحاكمُ على الشعبِ، والأستاذُ على التلميذِ، والإمامُ والكاهنُ على المصلّين... أن نستبدلَ كلّ هذه الهراواتِ بكلماتٍ نتحاورُ بها معاً؟ هل نستطيعُ استبدالها بكلماتٍ محضونةٍ بدفءِ الشرقِ النادرِ، ومَعْجونَةٍ من قمحِ وزيتِ الشرقِ الذي كلُّه بَرَكَة، ومضمَّخَةٍ بِغارِ الشّرقِ وياسمينِهِ، ومباركَةٍ من الأنبياء الذين أتَوا من هذا الشرق تحديداً، حيث أرسلَهم ربُّ الكون العظيم، ربُّ الكونِ كِلّه، إلى هناك؟
يَعْرِفُ أغلبُنا قولَه تعالى في ' سورة آل عمران'
' قُلْ يأهل الكتَب تعالَوا إلى كلمةٍ سواءِ بيننا وبينكم'، كما يعرفُ أغلبُنا أيضاً أنّه 'في البدء كان الكلمة'.
كم تحميْنا الكلماتُ مِن حروبٍ وحروب، وغبارِ معاركَ غيرِ إنسانيّة، وأشلاءٍ تَخِزُ العيونَ والقلوب.
هل يُمكنُ لِشعوبِنا العربيّة، يا تُرى، في شرقِنا المسكين أن تُصْدِرَ قراراً عامّاً تدعو فيه الجميعَ، في كلِّ ساحاتِ عواصِمِنا السمراء، بالعودةِ إلى الضّمير، وبالغناءِ للمحبّة، وبنبذِ كلِّ أشكالِ العنف، وبالاعتذار من رجالِ الجيشِ الذين بَصَقْنا في وجوههم؟ هل يمكنُ لنا أن نَرى حكّامَنا يُلقون علينا تحيّةَ الصّباحِ في الباصاتِ العامّة، ويقبّلون أصابعَ الأطفال؟.
حين يُمكِنُنا فِعلُ ذلك... وحين يُحِبُّ المواطنُ والحاكمُ بعضَهما... ويفهمان أنَّ كلَّ كراسيِّ الرئاسة، وبيادرِ الأموال، لا توازي حبّةَ ترابٍ في الوطن؛ وأنَّها لاتستوجبُ حَرْقَ الأغلالِ، وتلوينَ ماءِ الجداولِ بدمِ الشباب، وتدميرَ المرافقِ والبنى التحتيّةِ، وسرقةَ النّدى من البراعمِ، واستهدافَ الشمسِ الّتي رسمَها الفقراءُ بالطّباشيرِ على الحيطان كي يتدفّأوا، واستدراجَ العيونِ الغادرةِ إلى ساحةِ الدّار، واستبدالَ المواويلِ بالعويل..
حين نتمكَّنُ من استيعابِ هذه الحقوقِ والواجبات، يَتَكَفَّفُ دمعُ بغداد. حينها نُطعِمُ بغدادَ الجميلةَ رِطاباً حَرَموها مِنهُ منذ عهدٍ بعيد، ونُلبِسُها عَباءتَها الشرقيّةَ المزركَشة، ونأخُذُ بيدِها النحيلةِ كي تمتطيَ هَوْدَجَها الضائع، ونُعيدُلها كتابَ 'شهرزاد' ِلتُتابِعَ قَصَصَها البديع.
عندئذٍ فقط يَهْدَأُ شهريار، ويَعْلَمُ اْنّ دمشقَ الأميرةَ، ومَعَها كلُّ أخواتِها الأميراتِ مِن عواصمَ عربيّة، وَشْوشَتْ بغدادُ سِرَّها: إنّها تَخافُ كما بغدادُ-من الظلم والفساد والحروب.
باللّهِ عليكم ارْفِقوا بآخرِ مَنْ تَبَقّى مِنْ أميراتٍ عظيماتٍ في عالَمِنا العربيّ، في شرقِنا الباكي، يا أيُّها الحكّامُ والشُّعوبُ العربيّة.
لدمشقَ حبيبتي أقول: لا تخافي يا 'بوّابةَ التاريخ' فأنتِ تنامين كالمساءٍ في عيونِنا، ونغطّيكِ بالأهدابِ مع فلذات أكبادِنا، ونحاولُ.. نحاولُ فقط.. أن نحميَ ذرّاتِ ترابِكِ الغاليةِ، الغالية.. بكثيرٍ من الصّلاة، وتعويذةٍ، ودمعةٍ لاتبرَحُ العيون.


ملاحظة:
نشر المقال هنا

لماذا هذه الحملة؟

يكتب الأستاذ حسان قطب، مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، هذه المقالة، التي أرسلها على بريدي الإلكتروني، مشكوراً، مستعرضاً فيها أسباب الحملة التي يشنها حزب الله في لبنان، على حركات اسلامية بعينها.
انها مقالة تستحق القراءة، سواء اتفقنا معها أم اختلفنا، لعلنا نفهم بعضاً ممايجري في الخفاء من حولنا..


لهذا السبب يشن حزب الله حملة إعلامية على الحركات الإسلامية..



حسان القطب
دأب حزب الله منذ انطلاقته على ربط نفسه بالحركات الإسلامية المنتشرة في العالم الإسلامي، وقدم نفسه على انه حركة مقاومة إسلامية نموذجية في فكره وممارسته وسلوكه وعقيدته وانتمائه، وان هدفه الأسمى هو تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي ومساعدة حركات المقاومة الفلسطينية، في فلسطين وخارجها، واهتم بنسج علاقات تعاون بينه وبين هذه الحركات وجعل من طهران عاصمة دولة إيران مزاراً لقيادات هذه الحركات وموضع ثقتها ومصدر دعمها ورعايتها، فأقام أفضل العلاقات مع حركة حماس التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين في العالم والجناح المقاوم والمسلح لهذه الحركة في فلسطين المحتلة، وتبنى حركة الجهاد بالكامل وكأنها احد أجنحته إضافةً لبعض الفصائل الفلسطينية المرتبطة بالنظام السوري.. واعتبر حزب الله أنه يشكل طليعة هذه الحركات وقدوتها ونموذجها الأمثل وأنها يجب أن تكون تحت جناحه يشملها برعايته وتوجيهاته.. لذلك حاول حزب الله ومع انتصار ثورة تونس ومصر مطلع هذا العام أن يقول للجمهور العربي أن هذه الثورات تشكل باكورة نجاح فكر المقاومة والممانعة ونهج الارتباط بالمحور الإيراني – السوري، ولكن ضمن هذا الفكر وتحت راية هذه العقيدة كما ذكر بيان مشترك لحركة أمل وحزب الله بالقول (كما شددوا على وحدة المسلمين تحت راية الحق المحمدي الأصيل رافضين كل ما يمس تضامن المسلمين ووحدتهم).. ولكن عندما وجد حزب الله أن القوى الإسلامية خارج هذه الراية وبالتحديد (حركة الإخوان المسلمين) التي تشكل العامود الفقري لهذه الثورات والرافعة الشعبية لها، وان الانتخابات الحرة التي جرت وتجري في هذه الدول كانت فرصة لتقديم نموذج سياسي إسلامي معتدل يرضى بالتعددية والخضوع لنتائج صندوق الاقتراع ويحرص على حماية الحريات العامة والعيش المشترك واحترام الأقليات والرأي الآخر، أو بمعنى أخر نموذجاً يختلف عن ذلك الذي يقدمه نظام الحكم في إيران من نظام ديني توتاليتاري تحت تسمية (ولاية الفقيه) يشمل سلوكه ونهجه الوصاية على الأحزاب السياسية وطريقة الانتخاب ونتائج الاقتراع وطريقة عيش وسلوك المواطنين. عندها خشي أركان هذا المحور من وجود نموذج إسلامي يتمتع بديناميكية متقدمة يشكل منافساً فعلياً مغايراً ومناقضاً لنظام إيران وأتباعه في لبنان والعراق والبحرين وحليفه في سوريا الذي بدأ مؤخراً يترنح أمام انتفاضة الشعب السوري رغم ما يتعرض له من مجازر وانتهاكات وتعذيب وسجن وطرد وتشريد واتهامات..بناءً على هذا الواقع المستجد وخوفاً من نهوض الشعب الإيراني من كبوته متأثراً بهذا المشهد وانتفاضه على حكم الجهاز الديني في إيران، بدأت سلسلة اتهامات تطلق بحق الحركات الإسلامية من قبل أتباع هذا الحلف والمحور بطريقة عشوائية ومتناقضة وحتى أنها غير موضوعيه مما يؤكد حالة الإرباك التي يعيشها قادة هذا المحور. وتراوحت الاتهامات التي تطلق بحق الحركات الإسلامية وغير الإسلامية بين الارتباط بالمحور الأميركي- الصهيوني، برعاية قطر والمملكة السعودية ودول الخليج، أو خضوع قيادة الإخوان المسلمين في العالم العربي لتوجيهات تركية رتبت ورسمت مسار الثورات ومستقبل العلاقات بين الأنظمة الجديدة والعالم الغربي، في حين حاول الإعلام نفسه في مناسبات أخرى وبشكل متناقض مع ما سبق اتهام القوى الإسلامية نفسها بالتطرف والتشدد وتبني أفكار وتوجهات تكفيرية والارتباط بتنظيم القاعدة مما قد يشكل خطراً على استقرار المنطقة وسكانها وشعوبها..
هذه الحملة الإعلامية التي يشنها إعلام حزب الله وأتباع المحور الإيراني على الحركات الإسلامية تبدو غريبة بعض الشيء بل حتى غير مفهومة أحياناً من قبل البعض إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المنطق الذي يطرح فيه حزب الله أفكاره ومبادئه والتزامه وارتباطه، وكذلك الأدبيات الوحدوية التي يقدم من خلالها حزب الله نفسه على انه رائدها والسباق إلى طرحها وتبنيها ولكن في حقيقة الأمر صورته هذه تتناقض مع حملته الإعلامية والاتهامات التي يطلقها إعلامه على لسان بعض السياسيين والإعلاميين الذين يستضيفهم على شاشاته ووسائل إعلامه أو من خلال شاشات وإعلام الحلفاء..صحيح أن هذه الحملة لا تطلق على ألسن قادة حزب الله وأركانه، ولكن منابره الإعلامية مفتوحة لكل من يريد اتهام قادة تركيا وقيادة الإخوان وسائر الحركات السلفية بكل ما هو شنيع من الصفات والاتهامات..
ورغم أن حزب الله يسعى وبدأب وبإلحاح إلى التواصل مع قيادة حركة الإخوان المسلمين في مصر ولبنان وبعض الدول العربية الأخرى محاولاً تقديم نفسه للعالم الإسلامي وللحالة الشعبية في المنطقة على انه منفتح وحاضر لإقامة أفضل العلاقات مع محيطه إلا أن المستهدف الأول في هذه الحملة هي حركة الإخوان المسلمين في لبنان وسوريا والعالم العربي والإسلامي، إضافةً إلى سائر التيارات السلفية والحالات الدعوية الإسلامية الأخرى، ويتطور الاتهام من الارتباط بمشاريع مشبوهة وصولاً للتحذير من خطر هذه الحركات التي يطلق عليها هذا الإعلام لقب (الأصوليات) في تلميح غير مباشر لخطورتها في تحذير مبطن للأقليات من خطر وصول هذه الحركات الإسلامية الأصولية إلى سدة الحكم في البلاد العربية.. وإذا كانت الأحزاب الإسلامية ذات الالتزام الديني والفكر العقائدي قد تشكل يوماً ما في حضورها على الساحة السياسية وفي التركيبة الحاكمة التي يفترض أن تأخذ طريقها للسلطة في قادم الأيام خطراً كما يقول هذا الإعلام على العيش المشترك والسلم الأهلي واستقرار الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، فإن بنية حزب الله العقائدية هي أيضاً تستند إلى المبادئ الدينية، وفكر حزب الله يكرس هذا الفهم العقائدي في سلوكه ومساره وتربيته وثقافته. وطبيعة عمله السياسي في لبنان وتحالفاته مع بعض القوى في العالم العربي تؤكد أنه يسعى لخدمة هذا الفكر وهذه العقيدة، فلماذا لا يكون حضوره هو الأخر على الساحة السياسية مصدر قلق وخطر على العيش المشترك ووجود الأقليات الدينية وحتى على الأكثرية الدينية في المنطقة..؟؟ ولإلقاء الضوء على ما ذكرنا نستشهد ببعض ما ورد في أقوال الشيخ نعيم قاسم:( وكما أن كلِّ اللعن والاستنكار على ظالمي أهل البيت إنما هو بأجمعه صرخة مدوية للشعوب في وجه الحكام الظلمة على مر التاريخ وإلى الأبد وربط الحاضر بالتاريخ الكربلائي، والانتفاضة على الواقع القائم، والتأسيس للإسلام الأصيل، وهذا ما يفسر معنى كل ما عندنا من عاشوراء، لأنه ربط للواقع بالواقعة التي حصلت في عاشوراء، للاستفادة من دروسها وعبرها لحياتنا. والقضية يجب أن تبقى حيَّة ومؤثِّرة لما تمثله واقعة كربلاء في إحياء القضية الإسلامية الكبرى لتعزيز الإسلام المحمدي الأصيل مفهوماً ومضموناً) هذا الكلام ربط الحاضر بالماضي ومعناه إعادة صياغة الخلاف التاريخي وإعطائه إضافةً للمفهوم الديني الذي يتم تغليفه، بعداً سياسياً ينطبق على الواقع الحالي يتم تظهيره في صورة خلاف سياسي بين المحاور الإقليمية المختلفة..
إذاً الخلاف الديني عاد ليبرز من جديد تحت عناوين سياسية تطلقها إيران ومحورها وحزب الله جزء من هذا المحور، والحملات الإعلامية هي ترجمه لهذا الخلاف والتباين، لذا من هنا نفهم تخوف حزب الله من وصول الحركات الإسلامية غير المرتبطة بإيران إلى السلطة في العالم العربي والإسلامي وبالتحديد في سوريا التي كانت انتفاضة شعبها السبب الرئيسي لكشف عمق الخلاف الديني وطبيعته التاريخية بين مكونات المجتمع، والتي يصر هذا الفريق على أن يبقيها حية حتى الساعة كما يقول نعيم قاسم، وهو في سياق كلامه جعل الإسلام مسارين أصيل ومنحرف، وهذا ما كان قد أشار إليه قبل فترة قريبة الشيخ محمد يزبك حين قارن بين معسكر أم المؤمنين عائشة ومعسكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وقد ذكر موقع بحريني في سياق تأكيده على ولاية الفقيه ودوره في السلطة كما أطلقها الخميني فقال: (إمامنا الراحل يؤكد على ولاية الفقيه فإذا أبعدنا تلك الولاية فلن تكون هناك حكومة إسلامية).. فشرط الحكومة الإسلامية هو الولاية..؟؟
وحتى المواقف السياسية التي تطلق من قبل هذا الفريق نرى فيها تغليب للمصلحة السياسية المبنية على هذا التوجه والفهم الديني التاريخي مع غياب شبه كامل للحد الأدنى من المشاعر الإنسانية، وذلك حين استنكر بيان تجمع العلماء المسلمين تفجيرات دمشق وهي جريمة دون شك، وتجاهل جرائم النظام بحق الشعب السوري، وطبعاً باسم المقاومة وفلسطين بقوله: (لقد أثبتت التفجيرات الإرهابية وبالدليل الواضح أن سوريا مستهدفة أمنياً وسياسياً من أجل إسقاط دورها وريادتها في خط المقاومة والممانعة وموضوع الإصلاحات المرفوع ليس إلا وسيلة من وسائل المشروع الأميركي الصهيوني الذي تنفذه دول التخاذل العربي وتركيا، ، ويريدونكم أن تتخلوا عن مبادئكم التي يدعو لها دينكم وقوميتكم من خلال تخليكم عن فلسطين وعن الدعوة لوحدة العالم العربي فاختاروا الخط الذي تروا فيه صلاح أمتكم وسيادتكم ورضا ربكم).

مزيداً من الكذب وصولاً إلى الانتحار


مرة قرأت العبارة الواردة عنواناً لهذه المقالة، وإذا كنت لا أدري مصدرها أو قائلها على وجه التحديد، إلا انني أعرف جيداً أن الاستمرار في الكذب يعني مزيداً من الفشل وربما الدفع بمن يمارسه إلى الانتحار، وهو أنواع كما نعلم.


قصة المصالحة الوطنية كتبنا عنها كثيراً وفضحنا تهافت إدعاءات مدعيها،، هنا و هنا مثلا، ولكن يبدو اننا بين آونة وأخرى يجب أن نعاود طرح هذا الموضوع، لسببين:
الأول: فضح الحكومة العميلة وبيان مدى تهافت إدعاءاتها، في كل مايمكننا القيام به.
الثاني: توضيح مواقف الفصائل العراقية البطلة التي أجبرت العدو المحتل على الهزيمة، وعدم السماح لمن يتطاول عليها ويشوه صورتها.
هنا و هنا تجدون كذبات مستشار المصالحة الحكومية، ولكن الحق يُقال، فقد وفَّر علينا، غير مشكور، البحث في مواقف حزب البعث العربي الاشتراكي لأنه أعلن استثناءه من  مشروع نوري المالكي للمصالحة.
و ستجدون هنا و هنا و هنا و هنا و هنا و هنا بيانات عدد من الفصائل المسلحة التي وردت أسماؤها في حديث المستشار الكذاب وفصائل كبيرة أخرى.
اما قصة المصالحة مع عصابات أهل الحق، فهي أتفه من أن يرد عليها، لكن للأمانة فقد أكدت هذه المجموعة الإجرامية انخراطها في مشروع المجرم نوري، رغم ان ذات الحكومة سبق أن أعلنت ان العصائب جماعة ارهابية تلطخت يداها بالدم العراقي وانا أوقفت كل الاتصالات معها للانضمام للمشروع.

مرة أخرى نقول: خوش مصالحة وخوش وطنية




شباب مظلوم!


لمن يريد أن يعرف كم ظلم النظام السابق شريحة الشباب في العراق، عليه أن يقرأ هذا الموضوع بعقل متفتح ورؤية شاملة وأن يتمعن في الصور المرفقة به، ليعرف حقيقة الأمر، وكيف ان الرئيس صدام حسين كان قاسياً جداً بمواجهة أي محاولة بسيطة لممارسة الحرية الشخصية.

للمزيد من التفاصيل، يرجى التوجه إلى هنا

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

ضياء حسن يكتب عن ملامح إنسانية للقائد الشهيد صدام حسين



في المقالة التالية، وهي من جزأين، يتحدث الأستاذ ضياء حسن، عن تجربة فريدة جمعته بالرئيس الشهيد صدام حسين، من خلال رسائل خاصة بعث بها إليه، رحمه الله، ومن خلال حرص الشهيد على التواصل اليومي والتفصيلي مع مواطنيه في كل أنحاء العراق.
انها مقالة مليئة بالجوانب الإنسانية الشفيفة، وهي جديرة حقاً بالقراءة.


لقاءات الشهيد القائد بمواطنيه، ماذا عنت وأي نسغ إنساني نسجت؟



ضياء حسن
ثمة حقائق كثيرة يمكن أن تحدثنا عن نسغ  انساني فريد تمثل في علاقة المناضل صدام حسين مع المواطنيين في لقاءاته المباشرة بهم في أيام محددة من الأسبوع وبشكل منتظم، يستقبل فيها من يرغبون بلقائه، وتوضح لنا أي شريحة اجتماعية انتموا، وخصوصا المسحوقين منهم، أو بزياراته للأحياء الشعبية في بغداد والمحافظات ليبثه أبناء شعبه شكاواهم الخاصة والعامة . 
ومن تردد في الحديث أو ترددن في ذلك لأي سبب كان يحرص على ان يشيع بينهم دفء الأجواء التي تحفزهم على الانطلاق في الحديث بكل صراحة، خصوصا وهم يدخلون عليه مجاميع وليس فرادى.
وحرصت أن أتعرف على المزيد من المعلومات عن طبيعة ما يدور في هذه اللقاءات, أهي مجرد استماع لمعاناة الناس أم للأبعد من ذلك ؟ وعلى الأخص أنني حظيت بأكثر من فرصة للالتقاء به بناء على طلبي لأحيطه بما عندي من ملاحظات بشأن قضايا مختلفة تتصل بالحزب وتصرف الرفاق أو بالدولة ومدى التزام المسؤولين فيها بمنهج الشفافية والعدل الذي كان، رحمه الله، يدعو لأن يسود في إدارتهم لشؤون الدولة ومعاملتهم للمواطنين بالتبسط ومن دون تجاوز على القوانين المرعية أو مراعاة لمدى قربهم من المسؤولين في الحزب والدولة .
وللتعرف على مزيد من التفاعل بين المتحدثين الذين يطرحون وجهات نظر وإن كانت نقدية وغير متفق عليها وأتت بتلقائية يتمناها صدام حسين المسؤول ويحرض عليها كمناضل، سعيت لأن أسأل عنها الرفيق الراحل صباح مرزا محمود الذي رافق القائد وهو نائب للرئيس أحمد حسن البكر رحمة الله على روحه، ثم وهو يتحمل المسؤولية الأولى في العراق.
وقد وجدت فيما سمعته من الصديق الرفيق أبي رنا أن الراحل كان يحس بكثير من الارتياح وهو يستقبل أعداد المواطنين التي تتكاثرمع الزمن، وكان لا يرتاح كلما تقاطع موعد لقائه مع نشاط رسمي مستعجل لا يمكنه تأجيله لضرورة وطنية أو لاستقبال ضيف عربي أو أجنبي ولا يهدأ له بال قبل أن يحدد للناس موعدا بديلا .
أما فيما يتعلق بما تسفر عنه تلك اللقاءات, فالاستجابة لمطالب الناس العادلة تحتل موقعا أثيرا في اهتمامات المناضل الراحل, ليس لأنها تعطيه فرصة رفع معاناتهم فقط، بل لأنها تعطيه الفرصة مضافة لأستنباط الأفكار التي تعين الدولة على معالجة الأخطاء التي تلحق بآخرين لم تسعفهم الفرصة في عرض مشاكل مماثلة أمامه، على المستوى الشخصي والعام .  
لذلك ما أن تنتهي اللقاءات حتى تبدأ أخرى تنقل توجيهات القائد الى التنفيذ من قبل ديوان الرئاسة أو الوزارات  والدوائر غير المرتبطة بوزارة، وذلك للاستجابة  الفورية وبحسب الصلاحيات أو التحقيق بما يشكو منه المواطنون وبحدود سقف زمني لا يمكن التجاوز عليه, على أن تبلغ الرئاسة بنتائج الاستجابات .
كما كان الحزب مشمولاً بنفس السياق من التعامل مع الموضوعات التي يحيلها الرفيق القائد الى المسؤولين فيه لإتخاذ اللازم .
وكان، رحمه الله، يحرص كقائد ومناضل لأن يجعل من اللقاءات أرضية للتعرف مباشرة على الكفاءات العلمية والثقافية التي يزخر بها البلد، لإمكان دعوتها لاجتماعات وحوارات واسعة لاحقا، لها صلة باختصاصاتهم، بغية زجهم عمليا في مشاريع التنمية والبناء الحضاري في العراق .
تلك صورة من صور كثيرة مفعمة ومعمقة بالأبعاد الأنسانية التي جذرت علاقة القائد الحميمة باهله العراقيين وعمقت تلاحم الرفاق البعثيين بأبناء شعبهم العراقي على طريق النضال من أجل بناء عراق متماسك حر موحد, وكما قلت الصور كثيرة وجميلة وهي ساكنة وجداننا وسيأتي يوم تدوينها وعن قريب .


كيف تعامل القائد المناضل مع رسائل مواطنيه؟


· رسائلي إليه حظيت بالاستجابة الا واحدة، حجبت! 

في الحلقة الأولى أعطينا فكرة عامة عن طبيعة لقاءات القائد صدام حسين مع المواطنين كجزء من منهج سعى، رحمه الله، بحرص مخلص على أن يكون سبيلا لمعرفة معاناة أوسع شريحة من المواطنين، يستقبلهم القائد بانتظام، وتعينه على بلورة أفكار تعزز توجهات الدولة في هذا المجال أو ذاك , وتعمق دور الحزب في خدمة الجماهير، وهو منذور لها، وهذا ما جسدته وقفة الشهيد وهو يتقدم ليواجه الموت بلا تردد، بروح فارس أشعرنا بأنه منذور لأهله العراقيين والعرب وخصوصا الفلسطينيين.
وهكذا هو ديدن البعثيين والمناضلين في الحركة الوطنية العراقية وعموم حركة التحرر العربي، اؤلئك الشهداء الذين سقطوا صرعى برصاص الغدر العربي في عدد من أقطارنا التي شملت بجذام -الربيع العربي- المصدر الينا أميركيا بترويج من ثنائي بايدن –هيلاري, ومن سقط من أهلنا أبناء فلسطين شهيدة وشهيدا , شابة وشابا طفلة وطفلا شيخة وشيخا، من الذين قتلوا بأسلحة موت محمية بالفيتو الأميركي المعهود وبمعرفة وعلم من عرافة صنع قررات جامعة الدول العربية في الضد من أرادة الشعب العربي . 
أعود لموضوع الرسائل التي لم يعرف عن مرسليها سوى الاسم والعنوان , وبعضا لا يعرف العنوان , فقد كانت تحظى باهتمام القائد وبالأخص اذا كانت تلقي ضوءا على قضايا تتصل بالناس ومعاناتهم أو التعريف بأخطأء مسؤولين في الحزب أوالدولة، فيدعو الى تصحيحها أولا وبالتوجيه لعدم الوقوع فيها ثانيا ومحاسبة من لا يتلافاها ثالثا .
ونظرا لأن عدد الرسائل كان كبيرا جدا والأفكار التي تتضمنها ليست قليلة وأحياناً ليس من السهل إيجازها , ولكن سيأتي يوم قادم يحفز كاتبيها على كتابتها ونشرها تعريفا للقراء بما تضمنته من اراء ومقترحات استرعت انتباه القائد، وحظي الكثير منها باستجابات كريمة منه.
ولكي أقدم للقارئ فكرة ومثالا عن نسغ التعامل الانساني الذي أولاه الراحل مع كل من حرص أن يوصل صوته، مقترحا تطويرا لظاهرة أو نقدا لحالات أو اجراءات أو تصرفات وقعت على الصعيدين الحزبي والرسمي، سأتحدث عن الرسائل التي أرسلتها أنا شخصيا للقائد، وكيف تعامل معها بكثير من الايجابية، مع ملاحظة أن غالبية رسائلي لم تطرح شأنا خاصا ولكنها طرحت أمورا عامة استرعت اهتمامه، رحمه الله.
وأيضا نظرا لكثرة عدد الرسائل مما يصعب عرضها جميعا فقد وجدت من المناسب عرض البعض منها بدءا من الأولى الى أخيرها وما بينهما من البعض الذي يتضمن دلالات ذات أهمية خاصة في سياق الحديث عن تعلق القائد للانصات لصوت المواطنين وهو يستقبلهم في مقر عمله أو يقرأه في رسائلهم إليه .
الرسالة الأولى يعود تأريخها الى بدايات السبعينات عندما كان الراحل نائبا للرئيس ونائبا لأمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ومسوؤلا لمكتب الثقافة والاعلام القومي في الحزب، والرسالة تطرح رأيا حول طبيعة العمل الاعلامي العراقي، متسائلا عما إذا كان يعتمد خطة عمل محددة، أم لا؟
تصورت ان رسالتي ستحرجني أمام السيد النائب كونه المسؤول الأول عن العمل الاعلامي فكيف يقود عملا لا يستند الى خطة أو برنامج؟ وبعكس ما ظننت حدث, جاءتني إشارة من الرفيق ناصيف عواد مسؤول المكتب الصحفي للنائب، يدعوني للحضور الى مكتبه لمنافشة تتصل بموضوع رسالتي.
وفعلا ذهبت الى المكتب والتقيت الرفيق نا صيف عواد، فأبلغني بأن السيد النائب أبدى اهتماما برسالتي، وطلب ان أوضح له بشكل أوضح الأسباب التي دفعتني للاعتقاد بأن خطة العمل لا وجود لها، وطلب مني ان اكتب ما اريد ايضاحا تفصيليا لما اشرت له بشكل مقتضب .
قلت ان ما لاحظته من اجواء متقاطعة بين العاملين في المؤسسات الاعلامية ووزاره الاعلام أوحى لي بأن هؤلاء جميعا يمثلون الاداة المنفذة للعمل الاعلامي بابداع و قدرة على التاثير في الجمهور المتلقي لما تريد ايصاله الخطة الاعلامية من حقائق لما يجري في الوطن من جهد ينهض بالعراق ويوصله الى مرتبة متقدمة بين الشعوب والامم اولا و التأثير في مواجهة التحديات، ومعالجة ما يثيره الاعلام المضاد الذي يعمل بالضد من الثورة وبهدف التضليل على مواقفها التي تخدم العراقي و شعبة حاضرا ومستقبلا أي ان يكون تأثيره مبددا ما يطلقه الاعلام المضاد من افتراءات واكاذيب القصد منها الاساءة للعراق و منجزات ثورته العظيمة.
مع ملاحظة ان الجهد الاعلامي المعادي منظم وموحد الخطى رغم تعدد مصادره، في حين يبدو ان فعل الاعلام العراقي يسوده البطء في المبادرة وعدم تنسيق الخطى بين مؤسساته التي بدت متفرقة ولا يجمعها تنسيق في خدمة تفعيل الجهد الاعلامي لمواجهة حجم الفعل الاعلامي المضاد.
وقد بنيت تصوري على احتمالين اما ان يكون عمل اعلامنا مستندا في منهجه على ردود الافعال او ان تكون ادواته تسبح في جو من الاختناقات والتقاطعات مما يضعف قدرته على تنفيذ الخطة الموضوعة بشكل سليم مؤثر بين الناس المتلقين في الداخل والخارج، او ان لا تكون هناك خطة اعلامية البتة.
وكما هو معروف ان اي خطة اعلامية موكول نجاحها بما يتوفر لها من ادوات بشرية واعية وقادرة على الابتكار والابداع.
وبعد ان سلمت التفاصيل الموسعة للرفيق ناصيف عواد، تلقيت منه ما يشير الى اطلاع الرفيق صدام حسين على ما كتبته و طلب اليه ان يبلغني امتنانه لما اوردته من ملاحظات صريحة .
وهذا يثبت حرص الرفيق الراحل على الاستماع لأي رأي هادف يعزز اي خطوة تخطوها الدولة وان كانت تحمل اشارات نقدية.
اما رسالتي الاخيرة والتي جاءت بعد اكثر من 20 عاما عن الاولى وان كان بين الرسالتين الكثير من الرسائل التي تحمل ملاحظات حول قضايا تتصل بالفعل الرسمي و الحزبي وكانت تلقى قبولا واستجابة لكل مقترح يصب في تصويب عمل هذه المؤسسة او تلك المنظمة المتصلة بالعمل الحزبي.
ونظرا لأن عدد الرسائل كبيرا فالمجال لا يتسع للمرور عليها الان واكتفي بالحديث عن الرسالة  الاخيرة، كما قلت.
فقد كتبت له مؤشرا توقعي لحدث ما يتصل بالقائد نفسه و بادرت لتحذيره من وقوع هذا الحدث, ولاهمية ما توقعته آثرت ان اوصل الرسالة بسرعة والى اقرب من يمكنه تسليمها الى القائد مباشرة.
غير انني فوجئت بأن أي رد لم يردني من الراحل صدام حسين فتصورت ربما انا بالغت في توقعي لما مرَّ بي من تفاصيل وجدت فيها ما يوحي بأن حدثاً ما سيلم بالقائد , لذلك لم يجد القائد مبرراً لان يلتفت لتحذير مني حول ذلك, وهو امر طبيعي فهو اعرف مني بما يدور في الدولة او الحزب .
وشاءت الصدف ان يقع ما حذرت منه فاصابتني الدهشة وتساءلت هل عتم على رسالتي ومن هذا الذي عتم عليها ؟
وبعد ذلك بوقت ليس طويلا كنت ازور رفيقا كان عضوا سابقا في قيادة قطر العراق للحزب وفاجأني بسؤال يقول فيه: رفيق ضياء ما هي علاقتك بالرفيق (فلان) عضو القيادة القطرية فأجبته بأن علاقتي به طبيعية وقديمة، وسألته بدوري عن مبرر سؤاله فأجاب: لاحظت خلال عملي في القيادة أن الرفيق المذكور كان يتقصد ان يثير حولك الكثير من الملاحظات السلبية بطريقة مفتعلة ولم تكن تلقى أي اهتمام من القيادة والقائد صدام حسين الذي كان يحرص أن لا تعرض قضايا تخص أي شخص سواء كان حزبيا أم غير حزبي واذا كانت لدى اي رفيق في القيادة ملاحظات حول أي شخص فتقدم بمذكرة ضافية ومبررة بشواهد فيها ما يؤكد التجاوز على القوانين وعلى سلامة البلد.
ولاحظت إن من كان يريد الايقاع بي هو نفسه الذي حجب رسالتي عن القائد وهذا ما اكتشفته في مناسبة تالية كنت التقي فيها القائد لأحيطه علما بملاحظات لي حول المنهاج الثقافي للحزب الذي وجدته يراوح عند موضوعات لا اقول انها غير مهمة ولكنها لم تكن مستوعبة للتطورات الفكرية التي شهدتها حركة النضال البعثي خصوصا، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدها العراق والوطن العربي وايضا المتغيرات الفكرية لقوى التحرر العربي والانساني .
وبهذه المناسبة سألت القائد بشكل عابر ما اذا كان تسلم رسالة مني قبل فترة تشير الى تصوري لآخر مستجدات الوضع في العراق، دون ان اذكر التفاصيل، فقال لي القائد، لم اتسلم منك أي رزسالة منذ فترة, فسكت لكي لا اطرح ما قد يزعج الرفيق العزيز، رحمه الله
وعبر هذا الحدث لاحظت أن القائد بقدر ما هو حريص على ان يكتشف ما في الصدور بقدر ما يتعرض للاذى من اقرب من هم حوله , وكذلك شعرت ان اهتمامه بالرسائل التي يتسلمها كان منطقيا و يتيح له ذلك ان يحتوي كل رذاذ يؤذي التجربة ويخل بسلامة النظام الوطني الذي ازعجت انجازاته دولا كثيرة ليست جارة فقط بل تمثل القوى المعادية للشعوب والتي اقدمت قيادة على تقليم اظافرها في العراق واستعاد منها ثروات البلاد التي ظلت مهدورة ومستلبة من قبل الاحتكارات النفطية العالمية.
وكما قلت كثيرة هي رسائلي الى القائد فيها ما يحيي المنجزات وفيها ما يطرح مقترحات تلقي الضوء على هنات هنا وهناك في عمل المؤسسات الرسمية.
واذا كان لي ان اشير الى شيء ايجابي ملفت للنظر فيطيب لي أن اشير الى مبادرات القائد الى ان يشكل حضورا بين اهله العراقيين فيزورهم في بيوتهم وقراهم و مدنهم من المناطق الجبلية الى الاراضي المنسابة وحتى الاهوار ليطلع على احوال المواطنين في تلك المناطق ولكي يهيء الفرصة للنهوض بها من خلال تنفيذ خطط التنمية وقد حقق ذلك فعلا، فلم تعد هناك منطقة الا وزارها أو شملها بخطط الدولة للنهوض بواقعها المعاشي والعمراني .

ولعل ما وضعه من منهج لربط جميع مناطق العراق بشبكة من الطرق الحديثة الرابطة للجبل بالسهل وبالهور وتغطية جميع المناطق بكل مستلزمات الصحة والتعليم والسكن المريح رافعا عن كاهل المواطنين معاناة لم يلتفت اليها قبل قيام ثورة السابع عشر من تموز عام 1968.
ولا شك انه تعرف عبر لقائاته بالمواطنين الذين استقبلهم والذين زارهم والذين تلقى منهم رسائل تسهب في شرح معاناتهم فكانت استجابته متوافقة مع كل ما ورد منهم من اذى ومعاناة .

عاش العراق وشعبه .
عاش وفاء الشعب لقائده الشهيد صدام حسين .
ولتخلد ذكرى وقفة شموخ القائد الراحل في مواجهة جريمة اغتياله بثبات وشجاعة ارعبت اعداء الشعب والامة .
ونصر شعبنا على اعدائه قادم من دون ريب.




أنا آسف

هكذا يقول روس كابوتي، وهو جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) معتذراً عن الفظائع التي ارتكبها جيش العدو الأميركي في مدينة الفلوجة الباسلة، كاشفاً الأكاذيب التي رددها المحتلون في كل حرب يخوضونها، وكان آخرها مارددوه في غزوهم للعراق واحتلاله.




آسف على الدور الذي لعبته في الفلوجة


روس كابوتي
«مرت 7 سنوات على نهاية الحصار الثاني على الفلوجة، ذلك الهجوم الأميركي ترك المدينة في حالة خراب، وأسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد مئات الآلاف الآخرين. وذلك الاعتداء دمر جيلا بأكمله وأصابهم بالسرطانات وأصاب أطفالهم بتشوهات خلقية».
مرت سنوات عديدة، لكن لا تزال هناك أكاذيب ومعتقدات خاطئة بشأن ما قمنا به، ولا يزال قدامى المحاربين الأميركيين الذين قاتلوا هناك لا يعرفون من كانوا يقاتلونهم ولماذا كانوا يشنون ذلك الهجوم.


أعلم ذلك لأنني كنت واحدا من أولئك المحاربين القدامى، كان أهالي الفلوجة في نظر الكثير من زملائي إرهابيين، لكنني كنت أعلم أننا نحن المعتدين وأن رجال المقاومة في الفلوجة لا يقومون إلا بالدفاع عن مدينتهم.
وتمثل هذه الأيام أيضا الذكرى السنوية السابعة لمقتل اثنين من أصدقائي المقربين اللذين قتلا خلال ذلك الحصار، ولم يكن موتهما بطوليا أو مجيدا بل أمرا مأساويا.. لكن غير ظالم!
كيف أحسد مقاومة أهالي الفلوجة لأنهم تسببوا في مقتل صديقي في الوقت الذي أعلم أنني كنت سأفعل الشيء نفسه لو كنت مكانهم؟ كيف يمكن أن ألومهم ونحن من قمنا بالاعتداء عليهم؟
كنت أحمل على ظهري جهاز اللاسلكي الذي أسقط القنابل التي قتلت أولئك المدنيين وحولت الفلوجة إلى حطام وخراب، ولو كنت من أهل المدينة لقتلت أي شخص معتدٍ ولن يكون أمامي وقتها أي خيار آخر، فمصير مدينتي وعائلتي يتوقف على ذلك وكنت سأقتل الغزاة الأجانب.



صديقاي كانا ضحيتين وجانيين في الوقت نفسه، فهم تعرضوا للقتل بعد أن قتلوا آخرين بسبب أجندة سياسية كانا فيها مجرد بيدقين يمثلان القبضة الحديدية للإمبراطورية الأميركية.
ولا أرى تناقضا في الشعور بالتعاطف مع قتلى قوات المارينز وأيضا مع أهالي الفلوجة، الذين سقطوا بنيران أسلحتهم، لكن التناقض حقا يكمن في الاعتقاد بأننا ذهبنا إلى هناك لتحرير العراقيين، والحقيقة هي أننا اضطهدنا حريات أهالي الفلوجة.
ويكمن التناقض أيضا في اعتقادنا أننا كنا أبطالا، في حين أن كلمة «بطل» لا علاقة لها بما ارتكبناه في الفلوجة.


إن ما فعلناه هناك لم يمكن بمقدورنا التراجع عنه، لكن في الوقت نفسه كانت لدي رغبة في الهجوم على الأكاذيب والمعتقدات الخاطئة وتدمير التحيزات والنعرات. كان علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا كنا سنفعل إذا غزا جيش أجنبي بلادنا وفرض حصارا على مدينتنا؟!
إنني أفهم السيكولوجية التي دفعت المعتدين لإلقاء اللوم على ضحاياهم. وأفهم المبررات التي سقناها، كما أفهم الدافع الذي جعلنا نكره من قتلوا شخصا عزيزا عليك، لكن لا يعني ذلك كله تجاهل الحقيقة الأخلاقية الموضوعية التي تقول: لا يمكن أبداً لمهاجمين إلقاء اللوم على ضحاياهم لأنهم يدافعون عن أنفسهم.
تلك الأخلاق المشوهة نفسها تم استخدامها لتبرير الهجمات ضد الأميركيين الأصليين والفيتناميين والسلفادوريين والأفغان. هذا تكرار للقصة نفسها، فكل هؤلاء البشر تعرضوا للإهانة ونزع الآدمية، وقد شرع الله لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، لكن في المقابل تم تصوير مقاومتهم على أنها إرهاب.
وقد حفظ التاريخ هذه الأكاذيب، وجعل منها أمرا عاديا ورسخها في ثقافتنا لدرجة أن المقاومة المشروعة ضد العدوان الأميركي باتت أمرا غير مفهوم بالنسبة للكثيرين.


لقد اعتبر التاريخ أن المقاتل الأميركي بطل، وأن أي شخص يقاتله هو شخص سيئ، وبذلك اختلطت أدوار المعتدين والمدافعين، وأدوار من يتحلون بالأخلاق ومن يفتقدونها.
لا يمكنني تخيل خطوة ضرورية نحو العدل أفضل من وضع حد لهذه الأكاذيب وتحقيق بعض الشفافية الأخلاقية في هذا الأمر. لا أرى أن هناك قضية أكثر أهمية من إدراك الفرق بين العدوان والدفاع عن النفس.. لا يمكنني كراهية أو لوم أهالي الفلوجة على كفاحهم ضدنا، إنني آسف بشدة على الدور الذي لعبته في حصار الفلوجة الثاني، ويحدوني أمل أن يأتي اليوم الذي يفوز فيه جميع العراقيون ويحصدوا ثمار نضالهم».

ملاحظتان:
  1. نشر المقال في صحيفة الغارديان البريطانية بتاريخ 22 ديسمبر/ كانون أول 2011، ونشرت ترجمته باللغة العربية في صحيفة العرب القطرية في 24 من الشهر الحالي.
  2. للاطلاع على تفاصيل إضافية بشأن كابوتي يرجى مراجعة غار عشتار هنا

شايلوك!

هل تذكرون قصة شايلوك في تاجر البندقية؟
لاشك انكم تتذكرونها، وتعرفون انها تجسد العقلية اليهودية البارعة في اقتناص الفرص للحصول على المال.
في السطور التالية تطلعون على آخر ماتفتقت عنه تلك العقلية الشيطانية من أساليب في جمع المال..
السلطات المعنية في الكيان الصهيوني تهدف إلى سن قانون يتضمن إلزام المملكة العربية السعودية بدفع مبالغ تزيد عن 100 مليار دولار، تعويضاً عن أملاك اليهود في المدينة المنورة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويتضمن القانون المقترح، والذي يعكف على إعداده خبراء القانون والتاريخ والجغرافيات في عدد من جامعات الكيان الصهيوني، يتضمن المطالبة بتعويضات من مصر والبحرين والعراق وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان وسوريا والأردن، تقدر في مجملها بنحو 300 مليار دولار.
وينوي القانون مطالبة إيران بتعويضات تقدر بنحو 100 مليار دولار عن مئات القتلى والمفقودين من يهود إيران والذين لايعلم مصيرهم حتى الآن.
تابعو التفاصيل هنا


سؤال:
ماذا عن أملاك العرب في فلسطين وسوريا والأردن ومصر التي استولى عليها الصهاينة، منذ عشرات السنين، في إطار سعيهم لإقامة مملكة يهوذا في أرض العرب والمسلمين؟
من سيطالب بحقوق هؤلاء؟

فزت ورب الكعبة


فزت بالحسنيين، النصر والشهادة، ورب الكعبة


في آخر لقاء جمع بين شاعر العرب الأكبر المبدع عبدالرزاق عبدالواحد والقائد الشهيد صدام حسين، قبيل عدوان 2003 ، طلب القائد من ابي خالد ان يقرأ له أبياتاً من شعره، كان رحمه الله يحبها:
يقولون هل بعد المنية غاية
أجل بعدها أن لاتجوع ولاتعرى
وأن لاترى للشر وجهاً ولا يدا
وانك تمسي لاتُراع ولاتُغرى
أجل بعدها معيارها، أن تجيئها
مهيباً وان تختارها ميتة بكرا
وأن تترك الدنيا وذكراك ملؤها،
وحقك ان الموت موتك في الذكرى
ولو كان بعد الموت موت لعوَّضت به النفس ما عانته من ميتة نكرا
ولكنه الموت الذي ليس بعده
وإرثك منه لايُباع ولا يُشرى..
..
يقول ابو خالد فالتفتت إلى صدام حسين، فإذا عيناه غارقتان في الدموع...
وقد اختارها، رحمه الله، ميتة بكرا
..
 

الخميس، 29 ديسمبر 2011

المالكي يعترف علناً بممارسة الإرهاب وقتل العراقيين

إذا كان مجرم الحرب نوري المالكي يعرض اعترافات من يتهمهم من شركائه على شاشات التلفزيون، فإننا نعرض اليوم، على حضراتكم، اعترافات علنية لنوري المالكي شخصياً، بممارسة الإرهاب واشتراكه فعلياً بقتل العراقيين.
كما نناقش في سطور مقتضبة بعض الأفكار المهمة المستخلصة من هذه الاعترافات العلنية الرسمية.



أرجو مشاهدة اعتراف المالكي العلني عند الدقيقة 38,35 وحتى الدقيقة 39,37 من الفيلم التالي، مع رجاء الانتباه إلى حركات يديه وعينيه، للوقوف على أزماته النفسية وعقده الشخصية وطبيعته الإجرامية التآمرية الواضحة:



كما أرجو الانتباه إلى مايلي:

  • إن مانشير إليه في هذا الصدد، هو تأكيد مجرم الحرب المالكي، على انه يحتفظ بملفات تحوي قضايا "إرهابية" ارتكبها (شركاؤه) في العملية السياسية وفي الحكومة التي يتزعَّمها، ولاحظوا انه لم يتحدث عن مخالفات إدارية بسيطة، ولا حتى عن سرقات أموال عامة، حتى وإن بلغت أقيامها مليارات الدولارات، وانما يتحدث عن جرائم إرهابية، ومنذ سنوات عدة، وهي جرائم كبرى من هذا القبيل:



  • ان التستر على المجرمين ومنع القضاء عن ممارسة دوره في تعقب المجرمين ومحاسبتهم جريمة كبرى، بحق المواطن العراقي الذي يُذبح يومياً باسم العملية السياسية، في ضوء القانون العراقي، ومنه قانون مكافحة الإرهاب الذي صادقت عليه حكومة المالكي ذاتها، وهي جريمة مخلة بالشرف ويحكم عليها بالاعدام وفق المادة الرابعة- 1 أو بالسجن المؤبد، وفق الفقرة 2 من المادة الرابعة نفسها، من قانون مكافحة الإرهاب النافذ حالياً.


  • أين هي حقوق المواطن العراقي الذي أهدر دمه، لأجل (خاطر) العملية السياسية الإجرامية؟
  • وكيف سيسوِّق المالكي نفسه أمام عوائل الضحايا الذين سقطوا جراء التزامه بالعملية السياسية، أو بالأحرى جراء ابتزاز الآخرين ليقبلوا به رئيساً لحكومة المنطقة الخضراء مرة أخرى؟

  • ثم أية عملية سياسية تلك التي يتم الحفاظ عليها معمَّدة بدماء الأبرياء؟
  • ثم كيف يقبل المالكي ان يتحالف من جديد مع ذات المجرمين الذين قال انه يحتفظ بملفاتهم القضائية، ويغض النظر عنهم وعن إجرامهم كما يدَّعي، ليسمح لهم بمواصلة جرائمهم بحق شعب العراق، وهي جرائم كبرى وارهابية، بحسب وصفه؟




  • ولماذا يُعطي المالكي الحق لنفسه في الاحتفاظ بهكذا مبرزات جرمية وأدلة لاتقبل الشك، كما يقول، طيلة هذه السنوات؟
  • ثم ماهو الوقت (المناسب) الذي سيفصح فيه المالكي عن محتويات تلك الملفات؟ وهو (مناسب) لمن ولأي شيء؟
  • وإذا أفصح يوماً ما عن محتوى ملف ما، فلماذا وكيف ولمصلحة من سيجري ذلك؟


  • كما ان التساؤل عن كيفية وصول هذه الملفات إلى يد المجرم المالكي يفصح عن مدى (استقلالية) القضاء العراقي و(عدم) خضوعه للدعارة الجارية منذ احتلال العراق، والمسماة (عملية سياسية).
  • ان اعتراف المالكي بأنه (صبر) على ذلك، رغم (مشقة الصبر) دليل واضح على اشتراكه بكل جريمة ارتكبها أولئك المجرمين الذين يحتفظ بملفاتهم لديه، كما اعترف علناً.
  • كما ان مطالبته للمعنيين لم تكن بتسليم انفسهم للقضاء ولم تكن بالتكفير عن ذنوبهم، وانما كانت بالتوقف عن القتل والتخريب، حتى تستمر العملية السياسية، لا لكي يشعر الشعب بالأمان وينعم براحة بال، فأين هو من القسم بالقرآن على الدستور الذي صدَّع الرؤوس بشأنه؟


  • إن هذه الاعترافات الإجرامية يجب أن تأخذ طريقها إلى القضاء وأن يسأل القضاء العراقي النزيه وغير المسيَّس، بحق، هذا المجرم عن محتويات تلك الملفات التي يدَّعي حيازتها؟ وكيف أخفاها كل تلك السنوات؟ ولمصلحة من؟ وبناءً على أوامر أية جهة؟ وهناك الكثير من الأسئلة القانونية غير المسيَّسة التي يجب على القضاء النزيه، وليس المسيَّس كما الآن، أن يسألها.
  • أما إذا كان المالكي كاذباً في ادعاءاته هذه، فيجب على القضاء العراقي النزيه وغير المسيَّس أن يحاسبه على هذا الكذب، باعتباره يستخدم القانون، وهو المسؤول عن تطبيقه بنزاهة وأمانة وفق الدستور الذي يدعيه، يستخدمه وسيلة لابتزاز الأبرياء والتشهير بهم وإخضاعهم لسلطاته الإجرامية.
  • وإذا ثبت كذب المالكي، فعلى القضاء العراقي النزيه وغير المسيَّس أن يفتح ملفات كل الأبرياء في العراق، الذين تم تلفيق التهم بحقهم وزج مئات الآلاف منهم في غياهب السجون والمعتقلات السرية، وتغييب عشرات الآلاف دون أثر، وتم إعدام الآلاف منهم، بأدلة مزيفة واعترافات كاذبة وعلى يد عصابات وميليشيات تتبع المجرم المالكي نفسه، خصوصاً مع كونه وزيراً للدفاع ووزيراً للداخلية ووزيراً للأمن الوطني، بالوكالة، لفترات زمنية ارتكبت فيها تلك الجرائم، مع كونه رئيساً للحكومة، ودون المساس بمسؤولية المجرمين الآخرين الذين تولوا هذه المواقع الوظيفية لجز رقاب الأبرياء وترويعهم والمسَّ بشرفهم وأعراضهم وأموالهم، وهو مايعيشه كل العراقيين منذ احتلال بلادهم على يد المجرم الأميركي ومن عاونه وسهَّل له ارتكاب جريمته بحق الإنسانية.




تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..