موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 28 فبراير 2013

لكي لا تقولوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض!

حينما قرأت رسالة اخي العراقي الأصيل سلام الشماع، التي ستقرأونها الآن، علقت عليها بمايلي:

من حقك ان تبكي، ومن حقنا جميعاً، بل من واجبنا جميعاً، ان نبكي حال العراق في ظل هذه العصابات المتسلطة المستقوية ببسطال المحتلين، أميركيين كانوا أم فرسا!



ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.

مصطفى
..........




لكي لا تقولوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض



سلام الشماع 
أقسم بالله أني بكيت، وأنا أقرأ مقالة الدكتور تحسين الشيخلي الأكاديمي العراقي المقيم في لندن..
أقسم بالله أني شعرت بالقرف والغثيان..
أقسم بالله أني كفرت بالعمائم الطائفية في الإسلام كلها سوداء أو بيضاء، سنية أو شيعية، فكل عمامة أتخيلها وكأنها جالسة في دكان تبيع الدين السمح الذي تلقفته الإنسانية لعدالته ورقيّه، بعد أن تديفه بطائفية قذرة يرفضها الدين القويم.
كفرت بأئمة الكفر من الطائفيين.
وسأبصق في وجه كل من يرميني بالطائفية، أو يقول إن دوافعي من كتابة هذه السطور دوافع طائفية، فأنا شيعي عربي من مدينة الكاظمية تربيت في مجتمع يرى كل عراقي أخاه، ولم يجرح يوماً يهودياً أو مسيحياً أو صابئياً يزيدياً، فكيف بأخيه الحقيقي المسلم السني؟ وكان هذا المجتمع يلجم كل صوت طائفي أو تشم منه رائحة الطائفية؟ 
وعتبت على العمائم العربية التي لم يعل صوتها، إلى الآن، في مواجهة الموجة الطائفية المقيتة التي غزت مجتمعنا من وراء الحدودعلى يد ميليشيات قذرة حاربت العراق في الثمانينات، بعد أن غسلت يدي من المراجع الأربعة الكبار الذين وجهت إليهم النداء تلو النداء وكأني أصرخ في واد.
عتبت على عمائم الخالصيين المتنورة ورأيت أن ما بذلوه للثورة ومحاربة الطائفية لم يكن كافياً، وعتبت على عمائم الحسنيين البغداديين الذين اكتفوا بإصدار بيان واحد في بداية الثورة وصمتوا.. وعتبت على السيد الحسني الصرخي الذي رأينا منه جعجعة ولم نر طحناً، وربما أراد بهذه الجعجعة أن يرسخ مرجعيته فقط.. وعتبت على العمائم العربية كلها لأنها تفهم حقيقة التشيع وتحمله صافياً نقياً كما وضعه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الذي حذر الشيعة من معاداة أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى أو الافتراق عنهم، وأوصاهم أن "عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا معهم في مساجدهم، ثم قال: أي شئ أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم فيأمرونهم وينهونهم فلا يقبلون منهم، ويذيعون حديثهم عند عدوهم، فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا: إن قوماً يقولون ويروون عنكم كذا وكذا فنحن نقول: إنا براء ممن يقول هذا فيقع عليهم البراءة".
ولابد لي أن أذكر، هنا، الإحصائية التي عمل عليها العلامة الدكتور حسين على محفوظ عن الاختلافات الموجودة بين المذاهب الإسلامية كلها فظهر له أنها 6% وأن جميع هذه المذاهب متفقة على 94%، وأن اختلافاتهم في الفروع لا بالأصول، وهكذا فإن المحتلين والمستعمرين ووكلاءهم والطائفيين جميعهم يلعبون في ساحة الـ6% فقط وهي في الفروع لا بالأصول، كما قلنا.
وعتبت على مثقفي الشيعة ومتنوريهم الذين لم نسمع أصواتهم في هذه المحنة الطائفية القذرة التي يجر مجتمعنا إليها جراً وكلاء الاحتلال.
نعم، أعرف أنكم تريدون معرفة ما كتبه الدكتور الشيخلي في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك".
حسناً..
يروي الدكتور أن أحد زملائه الأكاديميين اتصل به من العراق وأخبره بأنه محتاج إليه جداً لأنه تعرض لموقف سخيف ومذل، هو أنه كان عضو لجنة امتحانية لطالب ماجستير في جامعة الانبار، وبعد انتهاء المناقشة والعودة الى بغداد أوقفته سيطرة في ابو غريب تسأله لماذا يدخل بغداد، فأجابهم أن بيتي في بغداد في الأعظمية وكنت في مهمة في الأنبار. فطلب منه الجندي أن يركن سيارته جانباً ويترجل منها، وتم تفتيشها بالكامل، ولكن أحد الجنود طلب منه مرافقته الى إحدى الغرف في السيطرة لمقابلة الضابط.
يقول الأستاذ: وفعلا دخلت على الضابط الذي يحمل رتبة ملازم أول، فقال له الجندي: سيدي هذا سني من الاعظمية وجاء من الفلوجة يريد الدخول إلى بغداد (ويقسم الأستاذ يمينا أن هذه هي الكلمات التي نطق بها الجندي وهو صادق).
ويضيف الأستاذ: فوجئت بهذا الكلام وحاولت رده لكنه فاجأني بضربة على ظهري وكلمة نابية تحثني على السكوت، فضحك الضابط وقال ماذا تعمل قلت له أستاذ جامعة وهذه هويتي وكنت بواجب وشرحت له الأمر، فأجابني خوش تزورون هويات!!! شعرت بأنني امام موقف سخيف لا أعرف بماذا أرد. وقال لي الملازم: وهل تنقل رسالة لأميركم عن مظاهرات الجمعة، حلفت له أن لا دخل لي بهذه الأمور ولكنه صرخ علي وأسكتني، وفي هذه الاثناء دخل ضابط آخر برتبة مقدم، فانتفض الضابط والجندي، ونهضا وأدّيا له التحيّة، حينها شعرت بالفزع والخوف أنا أيضا، وأيقنت أنّ ثمة مشكلاً كبيراً، وأنني في مواجهة "شخصية مهمّة".
ويواصل الأستاذ حديثه للدكتور الشيخلي قائلاً: ولم يمهلني المقدم بعدما قال له الملازم سيدي هذا إرهابي من الاعظمية، وأمضيت وقتاً طويلاً وأنا أحاول أن أوضح له الموقف حتى انهال عليّ بالسبّ والشتم، قبل أن تتطوّر الأمور إلى الصفع على الوجه، وبعد أن سبّني وشتمني، صفعني، ثم بصق عليّ.
هذا كله ليس مهماً، فمن الطبيعي أن يتعامل الجاهل عندما يمتلك السلطة مع العلماء بهذا النحو، لكن اللحظة الأكثر قسْوة على الاستاذ، كما وصفها، جاءت بعد أن شرح له أنه أستاذ جامعة ولا دخل له بالسياسة وأقسم على ذلك، فأجابه المقدم: إذا أردْت أن أسامحك أمامك حلّ واحد، وهو أن تقبّل رجليّ. 
يقول الأستاذ: فكّرت في زوجتي، وابنتي الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها عامين وشهرين، وفكرت في والدي المقعد، وأمّي المريضة بالسكري وارتفاع الضغط، فجثوْت على ركبتيّ وقبّلت إحدى رجليه، كي أعود إلى أسرتي التي أعيلها لوحدي، ثم قمت ووقفتُ، لكنه لم يقتنع بذلك، وأمرني بتقبيل الرجْل الأخرى، فما كان منّي، من شدّة الخوف إلا أن انصعت لأوامره، وجثوْت على ركبتيّ مرة أخرى وقبلت رجله الأخرى.
إن هذا الأستاذ الذي فقد الشعور بكرامته الإنسانية، يفكر، الآن، بالهجرة إلى خارج البلد.
يا أهلي العراقيين من الشيعة والسنة.. اطرحوا على أنفسكم هذا السؤال: إلى أين يذهب بمجتمعنا وكلاء الاحتلال الطائفيين؟
ويا أهلي الشيعة خصوصاً ارفعوا أصواتكم مع شعبكم فما عرفت عنكم السكوت على ظلم أو جور.. وما عرفت منكم إلا أن تفعلوا ما تقولون، وتقولوا ما تفعلون.. ألم ترددوا طوال تاريخكم مقولة إمامنا سيد الشهداء الحسين عليه السلام: هيهات منا الذلة؟ هل من ذلة أكثر من هذه الذلة؟
أنا نذير لكم يا أهلي فإن حزب الدعوة العميل إذا فرغ من أخوانكم السنة، ولن يستطيع، وأركعهم، حاشاهم، فإن الدور قادم عليكم لأن هذا الحزب اللعين عدو لكل ما هو عروبي، ولن يغنيكم عند ذلك قولكم: لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض..
فانظروا ما أنتم فاعلون..



المدينة «الفاصلة»!

زياد الدريس 

نعيش الآن عصر التناقضات بامتياز.
زمننا هذا هو أكثر الحقب اللادينية تديّناً، وهو أكثر الأزمنة حديثاً عن السلام وأكثرها ارتكاباً للحروب، وهو زمن وسائل الاتصال التي أدت إلى الانفصال الأسري والتفكك الاجتماعي، وهو الزمن الذهبي لتداول الناس للحِكَم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الناس يصبحون أقل حكمة، يوماً بعد يوم!


تفتح حسابك في «تويتر» أو في «الواتس آب» أو في بريدك الالكتروني، للذين ما زالوا يفتحونه، صباح كل يوم فتجد «حكمة الصباح» بالمئات، من كل حدب وصوب، على لسان علي بن أبي طالب والشافعي وجبران خليل جبران وتولستوي وفيكتور هيغو وغادة السمان وطاغور وبيل غيتس وغاندي وآخرين وآخرين!
حِكَم ومقولات تحض على: بر الوالدين والتسامح والعطاء والانجاز والترفّع عن الخصومات والتواضع عند النجاح والتفاؤل والتبسّم في وجوه الآخرين والتغافل عن الأخطاء وحسن الظن و و و!
تنتهي من قراءة تلك الحكم التي تَوافَق وتَعاضَد عليها الناس وقرأوها معك صباح اليوم، فتتوقع أنك ستخرج الآن إلى المدينة الفاضلة، وستتناول فنجان قهوة في أحد المقاهي مع أفلاطون الذي وصل أخيراً!
لكن قبل أن تخرج من البيت، سترى ابنك يتخاصم مع اخته على شاحن الجوال، ثم إذا حصل عليه بالقوة طبعاً، فتح حسابه على «تويتر» وأرسل تغريدة من مقولات غاندي عن نبذ العنف!
في طريقك إلى المكتب ستجد في الشوارع أخلاقاً وسلوكيات لم ترها في «تويتر» أو في «الواتس آب» مع حكمة الصباح. ستنسيك أخلاقيات التوتر في الشوارع أخلاقيات «تويتر» في المواقع!
في المكتب سيرسل زميلك في مجموعة «الواتس آب» مقولة ذهبية في متعة الانجاز، هذا الزميل لم يذق متعة الانجاز في عمله منذ مدة طويلة لأن لديه أولويات أهم من إنجاز العمل.
في المساء، ستشاهد في التلفزيون برامج حوارية يشارك فيها بعض من عرفتهم من مشاهير المغردين في «تويتر» و «الواتس آب» بحِكَم الصباح عن التفاؤل وحِكَم المساء عن التسامح. في هذه البرامج الحوارية سوف لن «يغرّد» هؤلاء كما عهدناهم، بل سيقومون بشيء آخر لا يمت الى حكم الصباح بصلة، بل هو من حكم الصياح.
عندما تستلقي على فراشك، ستلقي نظرة أخيرة على جهازك المحمول قبل النوم، ستجد مواقع التواصل الاجتماعي مزدحمة بالحكم والأمثال والمثاليات. من الأفضل لك أن تغلق الجهاز وتنام كي تخرج من هذه «المدينة الفاصلة»

 ملاحظة:
نشر المقال هنا.

حكايات أسدية!


ميشيل كيلو
جلس الرجل الطاعن في السن إلى الأسد الأب في قصره الرئاسي، بعد أن كان قد غاب عن دمشق طيلة قرابة عقدين. كان صلاح الدين البيطار واحدا من رجلين أسسا حزب البعث عام 1947، وكان الذي يجلس قبالته رئيس دولة تحكم باسم البعث،



فتصور المؤسس أنه يستطيع الحديث بأريحية حول ما كان يجري في وضع سوريا عام 1980 من قتال بين السلطة وإسلاميين تابعين لتنظيم صغير يضم ثلاثمائة شخص ونيفا اسمه «الطليعة المقاتلة»، أسسه حموي درس، في مصر اسمه «مروان حديد»، مات في السجن، فرد أنصاره على مقتله بثورة مسلحة تركزت أساسا في مدينة «حماه»، أثارت عاصفة سياسية داخل سوريا وحتى في حزب البعث، قبل أن تتحول من حراك متفرق مطالب بالحرية إلى اقتتال طائفي الهوية والنزعة، بث قدرا متزايدا من الخوف في نفوس المواطنين، الذين اكتشفوا ما ينطوي عليه الوضع السوري من مشكلات وأمراض مرعبة، لطالما أخفتها السلطة بالقمع والكذب أو أنكرت وجودها، فكان لانفجارها وللسرعة التي طفت فيها على سطح الأحداث، ولردود السلطة الأمنية العنيفة جدا عليها، أثر أرهب الناس موالين ومعارضين.
قال الشيخ لتلميذه البعثي: إن سوريا مريضة. فرد التلميذ منكرا أن يكون هناك أي شيء فيها غير مؤامرة إمبريالية - صهيونية يلزمه واجبه الوطني بقمعها بالشدة المطلوبة. لاحظ الشيخ أن هناك مظاهر مسلحة منتشرة في كل ركن من دمشق، فرد التلميذ منكرا ذلك. حين ألح الشيخ، لفت الأسد نظره إلى أن هؤلاء رجال شرطة، وعندما تساءل الشيخ عن هوية هذه الشرطة التي ترتدي ثيابا مدنية وتقف في محارس أمام مبان بعينها، وتنشر في الشوارع أو تركب سيارات بلا أرقام وسلاحها موجه إلى المارة، أجابه بلغة جازمة: ما رأيته لا وجود له. أنت تتوهم. شك الشيخ في سلامة الوضع، فطمأنه الحاكم باسم حزبه إلى أن كل شيء على ما يرام وتحت السيطرة، وأن الشعب يرفل في النعيم، وأن في سوريا فائض حريات لا يتوفر لأي دولة أخرى بما في ذلك فرنسا، وأن المواطنين لا يهمهم شيء غير شراء البيوت والسيارات، والسياحة في العالم، والانتشار كل مساء في المطاعم والملاهي لإنفاق فوائض دخولهم، وختم: النظام بخير لأن شعبه بخير.
غادر الشيخ دمشق إلى باريس، حيث يعيش مهاجرا، من دون أن يصل إلى نتيجة مع رفيق حاكم كان يظن أن له «مونة» عليه. ما إن كتب المؤسس مقالتين حول معايشاته في سوريا، وروى جزءا مما وقع له مع الأسد، حتى اغتالته يد مجهولة وهو يهم بدخول مكتب الجريدة التي كان قد شرع يصدرها قبل فترة. لقد كانت حياته الثمن الذي دفعه مؤسس الحزب لرجل سري وغامض ما من رجال تلميذه ورفيقه، الذي أصدر نظامه حكما بإعدام المؤسس الآخر، ميشيل عفلق، بعد أن نجا بجلده وهرب إلى بغداد.
على ذمة الراوي: جلس الأخضر الإبراهيمي إلى الأسد الابن في القصر الجمهوري، ليستطلع رأيه في الأزمة السورية وسبل حلها. قال الأسد لضيفه: إن الوضع تحت السيطرة عسكريا وجيد وطبيعي سياسيا. وأبدى تصميمه على تقديم حل للأزمة يغنيه عما يقترحه ضيفه بتكليف من مجلس الأمن. بينما كان الأسد يتحدث، بدأ إطلاق نار قريب وكثيف، بدت علامات الدهشة على وجه الإبراهيمي، فأخبره الأسد بكل هدوء: هؤلاء حراس القصر وهم يتدربون على إطلاق النار. لم يطرح الضيف أسئلة كي لا يقال له: «ما تسمعه لا وجود له، أنت تتوهم». لم يتحدث الأسد عن المطاعم المليئة بالمواطنين وفائض الدخول الذي لا يعلم هؤلاء أين ينفقونه، مثلما فعل الأب، لكنه تحدث بثقة عن أن كل شيء على ما يرام، وأن سوريا لا تواجه مشكلة أو أزمة، وأكد أنها تقاوم بنجاح المؤامرة الخارجية. كان الإبراهيمي يعرف تماما ما تعيشه سوريا، فقد وصل دمشق بالسيارة قادما من بيروت، ليس لأن مطارها الدولي مغلق بسبب أعمال الصيانة، كما قال النظام، بل لأنه تعرض لتدمير أصابه خلال هجمات تستمر منذ قرابة شهرين، أنكر النظام وقوعها.
رأى البيطار الشرطة بأم عينيه، فكذبه الأسد الأب. وسمع الإبراهيمي إطلاق النار بأذنيه، فأخبره الأسد الابن أنه لا يسمع شيئا، لأن هذا مجرد تدريب رسمي على إطلاق النار. بما أن الضيف مهذب ويعرف ما كان يجري، فقد أحجم عن طرح سؤال على مضيفه تقول كلماته: منذ متى يتدرب الجند على إطلاق النار في القصور الرئاسية؟ ولماذا يتدربون في القصر ما داموا يطلقون النار ليلا ونهارا على المواطنين والمقاومين، ويخوضون في كل مكان من العاصمة معارك ضارية لا تكاد تتوقف، بشهادة إعلام السلطة ورجالها؟
انتهت مأساة «حماه» عام 1982 بمجزرة مروعة طالت ما بين 25 و46 ألفا من سكانها، وأدت إلى تدمير معظم أحيائها، وخاصة الشعبية والتاريخية منها. بعد «الضربة» التي كان هدفها القضاء على المعارضة لمائتي عام، كما قال الأسد الأب في القيادة القُطرية، نقل التلفاز الرسمي مشاهد عن مظاهرات ضخمة تجوب شوارع المدينة قال إن شعبها قام بها ليشكر «السيد الرئيس» على إعادة الأمن والهدوء إليها. من الذي تظاهر إذا كانت ضربة «السيد الرئيس» لم تبق في المدينة من يمكنه تعكير صفوها، بعد أن قتل خمس سكانها، وأرغم شيبها وشبانها على الفرار منها، لا هدف لهم غير إعادة لملمة أسرهم الممزقة، التي صارت تنكر انتماءها إلى المدينة الشهيدة، لأن الانتماء إليها كان كافيا بحد ذاته لإطلاق النار عليهم؟
هذه عينة من مواقف الأب وابنه برسم وزير خارجية روسيا، الذي يشاركهما على ما يبدو أسلوبهما في معالجة المشكلات، الذي يركز على قتل المطالبين بالإصلاح بدل إنجازه والتصدي للأزمات، ولم يفهم بعد أن الأسد الابن هو أزمة سوريا التي لن تحل من دون تنحيه، وأن المستحيل هو بقاؤه في السلطة وليس خروجه منها!

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

خيارات إيران التي «لا تقهر» وخيارات حلفائها في سورية

جورج سمعان

الحملة الديبلوماسية التي تشنها الإدارة الأميركية على أوروبا والمنطقة، من خلال جولتي الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، يفترض أن تثير قلق إيران، الدولة التي «لا تقهر». فقد بات واضحاً أن واشنطن التي أطلقت يد موسكو في البحث عن حل لأزمة سورية منذ انفجارها، تقترب من التفاهم معها على المرحلة الانتقالية واعتماد تسوية تنهي حكم آل الأسد. وتكون بذلك منحتها صورة الدولة العظمى أو الشريك اللدود الكبير الذي تسمع كلمته. يبقى أن يبادلها هذا الشريك خدمة مماثلة هي بالتأكيد في الملف النووي الإيراني.



لم تتضرر إدارة أوباما حتى الآن مما جرى في سورية بقدر ما تضررت الجمهورية الإسلامية التي يحذر قادتها هذه الأيام من أنه «لا يمكن الاحتفاظ بطهران إذا خسروا سورية»! فهم يدركون أن هذه الخسارة لن تقف عند حدود هذا البلد، بل تتعداه ربما إلى لبنان والعراق.
يعبر هذا الموقف عن مخاوف عميقة في طهران التي لا يغيب عن بالها، في ضوء تجارب أميركا من فيتنام إلى أفغانستان والعراق، أن لا وجود لدولة كبيرة «لا تقهر»، فلا الولايات المتحدة خرجت منتصرة من هذه البلدان، ولا الاتحاد السوفياتي أيضاً ربح في كابول من قبل. وهي إن غالت في الاعتداد بالنفس، لا تنكر حراجة التحدي الذي تواجهه في العراق وسورية ولبنان. ومهما حاولت نشر أسلحتها إلى اليمن وأفريقيا، تعي دقة الموقف الذي قد تواجهه في أفغانستان غداً عندما تعود إليها «طالبان» أياً كان شكل التسوية عشية انسحاب قوات حلف الأطلسي. ولن تنفعها عراضة القوة في مناوراتها على الحدود الشمالية الشرقية. صحيح أن إيران مارست حتى اليوم سياسة ممانعة في ساحات كثيرة بمواجهة أميركا، لكن هذا التمدد أو التقدم أو الدور لا يمنحها حصانة بقدر ما يؤدي إلى إضعافها، وفي الداخل أولاً. بل يشبه إلى حد كبير الدور الذي مارسته سورية على مر عقود. يومها كانت تمارس ما كان الغرب يعتبره «دوراً معطلاً» في ساحات فلسطين ولبنان والعراق، أو «دوراً مخرباً» في تركيا والأردن وغيرهما، وأصبحت اليوم ساحة لكل من يبحث عن دور. بل باتت «المحافظة الـ35» للجمهورية الإسلامية!
هل بإمكان إيران أن تتعامى عن صورة الاصطفاف السني حول سورية، من العراق إلى لبنان فالأردن وتركيا، ناهيك عن مجلس التعاون الخليجي ودول «الربيع الإخواني»؟ إنه اصطفاف يهدد بغياب «الهلال الشيعي»، كما سماه عدد من القادة العرب. ولن تنفعها محاولات الهرب إلى أمام، أو تهريب السلاح إلى نيجيريا بعد اليمن وغيرها. فالتحرك السني من طرابلس إلى بغداد ينذر بتسعير الصراع السني - الشيعي في الإقليم كله، ولا ضمان في أن تخرج الجمهورية الإسلامية منتصرة... إلا إذا كان هذا ما يقصده من رأى أن بلاده «أحدثت تحولاً في المجتمعات البشرية»! ولن تنفعها أيضاً مغازلة روسيا بلفتها إلى أن «الحضور الإيراني المقتدر في المنطقة يخدمها». بل ستجد أن موسكو لن تحيد عن الموقف الأميركي في قضية الملف النووي، تماماً مثل الصين. فإذا كانت بكين تعارض قيام دولة نووية في «بحرها» سواء في كوريا الشمالية أو اليابان، فإن روسيا أيضاً حريصة على أمنها الإقليمي وجمهورياتها السابقة وسط آسيا، وليست مستعدة للقبول بجيران نوويين. من هنا وقوفها والصين مع العقوبات الاقتصادية التي قررها مجلس الأمن على الجمهورية الإسلامية.
تباطأت الإدارة الأميركية حيال الأزمة السورية. ومنحت روسيا الوقت الكافي حتى اقتنعت هذه بعجز النظام عن الحسم. وتركت إيران تنخرط مباشرة في الصراع عبر تقديم الدعم إلى النظام السوري بكل أشكاله وعبر مشاركة «حزب الله» أيضاً. كان ضغط الإدارة على إيران بلا جدوى قبل المتغيرات التي طرأت على المشهد في المنطقة. أما اليوم فقد خرجت «حماس» من دمشق إلى القاهرة. وتكاتف خصوم نوري المالكي في العراق وبات مطلبهم ليس إسقاطه فحسب بل إسقاط الدور الإيراني في بغداد، ما ينذر بتجدد حرب مذهبية، معطوفة هذه المرة على صراع مكشوف مع كردستان متحالفة مع تركيا. ويصعب بعد هذا التطور أن تركن طهران إلى ما يجري على حدودها الغربية مباشرة.
بلغت الأزمة السورية حدوداً لا يجوز بعدها أن يجازف المجتمع الدولي بسقوط الدولة بكل مؤسساتها واحتمالات التفتيت، مع ما قد يجره تنامي حركات التطرف من تهديد للمنطقة بأسرها. كما أن تفاقم المأساة الإنسانية بكل صورها، من المجازر المتنقلة إلى تدمير المدن ودفع النازحين والمهجرين في الداخل وخارج الحدود، لم يعد يحتمل السكوت. وإذا قيض لموسكو أن تنجح في إدارة التسوية سيكون عليها أن تبادل الأميركيين في الملف النووي الإيراني، إذا كانت طهران ترفض دعوة واشنطن إلى الحوار. لا يعني هذا أن موقف إيران سيكون مهادناً أو مساعداً. فلا شيء يشي بأنها ستقبل بتسوية. بل هي تتصرف بخلاف ذلك. لجأ حلفاؤها في العراق إلى بعث ميليشياتهم استعداداً للمواجهة دفاعاً عن حكومة ائتلاف «دولة القانون». وأشارت على دمشق بإنشاء ميليشيات مماثلة بدأت تأخذ مكانها في جبهات القتال. أما في لبنان فلم يعد سراً أن خيارها كان زج «حزب الله» في الميدان... وكلها وصفات تقود إلى حروب أهلية تصب مزيداً من الزيت في النار المذهبية المستعرة في الإقليم.
كان «حزب الله» ولا يزال يدرس خياراته منذ اندلاع الأزمة في سورية. فريق يميل إلى تفاهم مع تيار المستقبل يعيد الحكومة إلى «الأكثرية السابقة» في مقابل طي صفحة سلاح المقاومة والحملة على هذا السلاح. لكن مثل هذا التفاهم دونه شروط، إذ لا يمكن عزله عن أطراف الصراع الدائر في المنطقة. أي أن يكون جزءاً من تفاهم أوسع بين إيران وعدد من الدول العربية في مقدمها دول الخليج. أو أن يكون مقدمة لتفاهم إقليمي أوسع، ويستدعي طبعاً كلفة وأثماناً. وهذا ما لا توحي به الأجواء في المنطقة. وثمة فريق آخر يميل إلى التشدد ويرفض تقديم ما يسميه «تنازلات مجانية». ويرى فريق آخر أن التشدد وحده يحفظ للمقاومة ما في يديها. ودليله إلى ذلك النتائج التي أفضت إليها أحداث السابع من أيار (مايو) 2008.
ويدرك الحزب أن سياسة «النأي بالنفس» التي لجأت إليها حكومة نجيب ميقاتي ودعمتها دول غربية انتهت إلى ما يشبه حرباً بين اللبنانيين ولكن على الأرض السورية. وقد لا تظل كذلك إذا اجتازت النار الحدود بقاعاً وشمالاً. كما هددت قيادة «الجيش الحر». ولعل آخر ما يريده الحزب هو جره إلى مواجهات في الداخل تصيبه بمقتل هو الرافع شعار «السلاح لمواجهة إسرائيل». وليس سراً أنه احتاط ويحتاط لمثل هذا المنزلق بخيارات بديلة عن التفاهم أو المواجهة المباشرة. فقد باتت لحلفائه في معظم المناطق مجموعات من الأنصار يمكن أن تشكل واجهة تقيه الانخراط المباشر في أي إشكال أو جولة هنا وهناك. كما أن الجيش اللبناني لن يسلم بنقل الصراع حول سورية إلى الداخل، وقد لا يكتفي بترتيبات أمنية تقليدية ما دام جميع اللبنانيين ينادونه ملجأ وحامياً.
في ضوء هذه التحديات، لا يمكن إيران التي أفادت من الغزو الأميركي لأفغانستان ثم العراق وراكمت رصيداً إقليمياً وازناً، أن تقنع العالم بأنها باتت دولة «لا تقهر» في حين أنها تواجه وضعاً مقلقاً اقتصادياً وسياسياً في الداخل، ويواجه دورها في العراق ولبنان وسورية تهديداً حقيقياً وقاتلاً. لا يكفي أن تفخر بإنجازاتها الصاروخية فوق حطام اقتصاد متهاوٍ وأمامها ما آلت إليه تجربة الاتحاد السوفياتي. لم يعد بإمكانها الرهان على الانكفاء الأميركي العسكري عن المنطقة. ولا يمكنها أن تقنع روسيا بأن مصالحها معها تتقدم على مصالح موسكو مع الولايات المتحدة وأوروبا عموماً. وإذا قيض للقابلة الروسية توليد تسوية لأزمة سورية ستجد طهران نفسها معزولة تماماً ما لم ترضخ لموجبات هذه التسوية، مهما عاندت وبالغت في تقدير قوتها. لا يمكنها أن تخوض حروباً على كل الجبهات دفعة واحدة. عندما يحين وقت الصفقات بين الكبار، عليها أن تقتنع بأنها لا يمكنها أن تضع نفسها في مصاف هؤلاء. لم تدفعها سياسة العقوبات إلى الرضوخ لشروط خصومها، فهل تعاند حيال تآكل دورها في الإقليم بعد تآكل اقتصادها؟ ألا تعتقد بأنها تجازف بضياع أوراق جهدت لامتلاكها على مر سنين؟ ألا تجازف بخسارة ورقة «حزب الله» في سورية فتخسر معها ورقة فلسطين؟ ما نفع هذه الأوراق ما لم تصرف في أيام كهذه؟ وهل تعتقد طهران بأن الكبار سيسلمون لها بتغيير المشهد العام في الشرق الأوسط؟ إصرارها على ثمن كبير عشية اجتماعاتها مع مجموعة الخمسة زائد واحد في كازخستان يعني أنها ليست مستعدة بعد أو هي تنتظر إلى حين عبور استحقاق انتخاباتها الرئاسية في حزيران (يونيو) المقبل... ولكن هل تنتظر سورية حتى ذلك اليوم؟



ملاحظة:
نشر المقال هنا.

العراق لم ولن يكون شجرة نابتة علي حافة طريق التاريخ الانساني


كتب الأخ الصديق يوغرطة السميري مقالا، ننشره هنا، رداً على تقرير نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، بعنوان (رسائل الدم، تكرس خيارات التقسيم والعزل الطائفي بالعراق).





العراق لم يكن و لن يكن شجرة نابتة علي حافة طريق التاريخ الانساني 

يوغرطة السميريالوطن كالشجرة التي تزهر بأغصانها وبثمرها ، وكالجبل الذي يزهو بغاباته بمختلف ما تمثله من غطاء احيائي طبيعي متكامل ومتوازن ، هكذا هي الأوطان زينتها شعوبها بكل ما تعنيه من فئات ومكونات كل وما يقدمه علي طريق حماية الوطن واستقلاله . والأوطان التي ليس لها شعب منه رجال تدافع ورجال تساند ورجال تحفظ الأمانة والعهد .. يسخر منها الساخرون ، وتصبح أوطانا علي حافة طريق التاريخ الانساني تماما مثل الشجر النابت على قارعة الطريق ، كل عابر يقتطف منه حسب حاجته وكل حيوان البر يأكل من ورقه ، و قد يصل الأمر الي تقليم غطاء الجذع بما يؤدي الي الموت.


1
ــ ما من أحد يمكنه أن لا يبحث عن أعذار لما حل بالبعض و هذا البعض كثير و كثير جدا ممن كان لهم دورا ما متقدم كان أو في حلقة من الحلقات كبيرة كانت أو صغيرة في البناء الوطني الذي صاغته تجربة رائدة في نهوض الأمة العربية بقيادة البعث العربي الاشتراكي في العراق ، التجربة التي جعلت القوي الدولية المعادية للأمة تنتقل في فعلها من الاستهداف بالنيابة الي الاستهداف المباشر لوضع حد لها بالصيغة و الشكل و النتائج التي رآها القاصي و الداني و نعيش فصولها يوميا منذ 1991 حتى الآن ، و لا أحد ينكر أثر " الصدمة و الترويع " سواء في شكلها المادي أو أثرها المعنوي ... هذا البعض الكثير و الكثير جدا سلك مسالك عديدة و تناسي حكمة الجدود كما وثقها الحكيم أحيقار كاتب سنحريب ملك آشور و نينوى في القرن السابع قبل الميلاد القائلة : " القطيع الذي يسلك مسالك عديدة يصبح فريسة للذئاب " .. مقابل رصيد التجربة عنوان الوطن و الشعب " رجال حفظوا الأمانة و العهد و رجال تدافع و رجال تساند " الذين واجهوا الأمر اعتمادا علي حكمة من ذات النبع الذي سقته أعلاه و القائلة :" خير لك أن يضربك العاقل ضربات عديدة من أن يمسح الجاهل جسمك بأريج العطر " . و لا ينكر عليهم أي كان من أنهم بجمعهم هذا حققوا ما لم يحققه القطيع و ان كان تكلفة ذلك عالية و بكل المقاييس و النتيجة التي بلغها فعلهم يستحق ما قدموه من تضحية و ان كان مؤلما ذلك باعتبار ما يمثله المبدأ الذي يقفون عليه و ما يستهدفه سواء في ما يخص الوطن في حدوده القطرية أو الوطن في حدوده القومية .استحقاق لا يستطيع أي كان انكاره استحقاق عنوانه * الهزيمة الأمريكية العسكرية و المعنوية يصغها : السياسية و الاقتصادية و الأخلاقية * أو التقليل من أثرها حتى علي مستوي ما أثارته من تغييرات في طبيعة التوجهات الكونية للقوة التي استهدفت التجربة بصيغة مباشرة و من ورائها كل الذيول و التوابع الموظفة سواء بصيغة خرق للأسخدام الآني .. أو بصيغة اللاعب الجوكر أولا و المدرب المتربص بعد الانسحاب الاعلامي للأمريكان لإتمام مشوار اللعبة التي تستهدف لا فقط جملة مصالح و انما اجتثاث العراق جغرافية و هوية.
2
ـ يقول ذات الحكيم : "عندما يأكل ابن الغني الافعى يقال: أكلها ليتشافى و اذا أكلها الفقير فيقولون : اكلها من شدة جوعه"
يتجه كاتب المقال من الاقرار بحالة ما هو مروج واقعا خطابا و فعلا ميدانيا لمن استخدمهم الأمريكان و كل الأطراف المعادية للتجربة العراقية و العاملين علي اعتراضها كشهداء زور في شيطنة النظام الوطني في العراق و طابور من طوابير اختراق الجدار الداخلي و أدلاء جيوش الاحتلال بين 1991 و 2003 و أداة من أدوات الاحتلال لتنفيذ أجندته حتي 2011 و سلمهم ادارة البلاد بالنيابة عنه ... و هم آكلي الأفعي الطائفية بصيغتها الصفوية تحت لافتة المظلومية و الأفعي الاسلاموية بصيغتها الاخوانية .. الأفعي التي خلقها الأمريكان و روج لها اعلاميا و فعلها ميدانيا في فترة كل من بول بريمر و نغروبونتي طبقا لما يستهدفونه من احتلالهم للعراق ... لذلك مثل هذا الخليط أبناء الأغنياء آكلي الآفاعي طبقا للحكمة أعلاه و مارسوا و يمارسون من خلالها تحت طائلة الحماية الأمريكية و استنادا للدعم العسكري و البشري الايراني بما يجعل منها واقعا قائما من حيث القراءة الظاهرية هذا اذا ما قرأنا حسن النية في من يكتب و بهذه الصيغة ، و لكن حسن النية هذا تنسفه رؤية الكاتب القالبة للحقائق و المنطلقة أساسا من اعلام المحتل عندما يقصر الفعل المقاوم علي طائفة واحدة بما يضفي علي موضوعه و ما يستهدفه من استنتاج حالة مقبولة ليصبح واحدا من آكلي الأفعي الطائفية و من المشجع عليها ـ أي قلم من الأقلام المنخرطة في ما يود الأمركان و الايرانيون تحقيقه في العراق ـ... فقراء العراق أو من فقّروا و من مختلف مكونات الطيف العراقي الغالب بصيغتيه الاثنية أو المذهبية أو ما يزخر به هذا الطيف من ألوان أخري لم يأكلوا الأفعي بقدر ما أنهم في حالة صراع معها سواء في فترة ما قبل الانسحاب الاعلامي الأمريكي و هم يقاومون الاحتلال و من قدم معه من ـ المستعرقين أكلة الأفعي أو المشجعين علي أكلها ـ أو و هم يمارسون المقاومة السلمية في شهرها الثالث صبرا و تحملا أو فعلا ميدانيا ...من هنا يمكنني القول من أن كاتب المقال يمثل صوتا من الأصوات الفاعلة في مشروع " بايدن " التقسيمي و ينطبق علي كلامه المثل القائل " إن كلام الكاذب كالعصافير الدسمة ، من ليس فيه حكمة التهمها " .
3
ـ ختاما أقول علي لسان الحكيم أحيقار :عندما يقف الماء وعندما يطير الطائر دون جناح , وعندما يبيَض لون الغراب ، وعندما يحلو المر كالعسل... قد تصبح أجندة أمريكا في تقسيم العراق واقعا و قد يتحقق لولاية الفقيه حلمها الامبراطوري ، و أشك في أن يغادر مرتزقة الاعلام و الأقلام المنخرطة في العمالة نذالتهم المغلفة بالمعرفة السطحية لفعل الشعوب المتجذرة في التاريخ كالشعب في العراق.
...
ملاحظة من الناشر:
حتى تكون الصورة واضحة، ننشر تقرير الوكالة المشار إليه في تقديمنا لمقال الصديق السميري، والمنشور هنا.

"رسائل الدم" تكرس خيارات التقسيم والعزل الطائفي بالعراق

الثلاثاء 2013/2/26

أ ش أ
مازال التقسيم والعزل الطائفي بالعراق يرسل برسائل ملطخة بالدماء في ظل تجاهل الحكومة لمطالب أهل السنة الذين يسعون ليكونوا مواطنون درجة أولى وليسوا درجة ثانية ومهمشة بالعراق. 
ووفقا لمركز أبحاث ودراسات وكالة أنباء "الشرق الأوسط" انتشرت رسائل مهددة بالثأر من جانب مجموعات مسلحة شيعية وسنية ، لتعيد إلى الأذهان مبادرات التقسيم على أساس طائفي ، إلا أنها هذه المرة مدعومة بحراك شعبي لأهل السنة الذين قرروا عدم العيش كمواطنين من الدرجة الثانية في بلدهم العراق.
وبين رسائل الدم التي تعمق مشاعر الكراهية وتصب زيت التشدد على نيران دعاوى العزلة المناطقية ، تقف سياسة خلط الأوراق في المناطق المختلطة كعامل مؤثر لا يخدم المصلحة الوطنية، متوازيا مع ضجيج إعلامي سلبي يحاول تغيير الحقائق في تلك المناطق بما ينسجم مع أجندات بعض الجهات التي تتغذى على الأزمات الداخلية.
فجوة بالمجتمع
ولعل المريب في الأمر هو ما يطلقه مسئولون عراقيون من تصريحات تصب في خانة تعميق الفجوة بين المكونات الأصيلة للمجتمع ، وتزيد من شروخ الفرقة التي باتت عصية على التقريب ، وهو ما يعنى استمرار الأزمة التي يزيد منها وجود قوى إقليمية قادرة على إزكاء نيرانها لتصل إلى مرحلة الفتنة لأغراض سياسية بعد أن أصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات وأرضا مبسوطة للحرب بالوكالة".
ولم تكن تصريحات الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي عن دخول السيارات المفخخة من الفلوجة إلى بغداد الخطوة الأولى لإثارة النعرات الطائفية ، بل أنها جاءت في سياقات متوافقة تصب كلها في خانة التباعد وتعميق الأزمة التي بدأت منذ دخول القوات الأمريكية إلى العراق وتصاعدت لتصل إلى عتبة الحرب الأهلية التي انتهت لكن آثارها ظلت نارا تحت الرماد تحركه رياح الفتن.
وعلى الرغم من أن الحديث عن التقسيم والفيدرالية لم يتوقف فى العراق رغم خفوت الصوت أحيانا ، إلا أن قضية التقسيم التى احتلت واجهة المشهد الآن ، باتت مطلبا شعبيا سنيا ، باعتبارها الحل الأمثل لإعادة الحقوق المسلوبة ، وإنهاء حالة الإقصاء والتهميش والمعاناة الإنسانية للعرب السنة بالعراق.
وطرحت التصريحات التي أدلى بها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي مؤخرا حول إمكانية تشكيل إقليم سني جدلية بشكل أكثر وضوحا بين الأوساط السياسية العراقية، فهنالك من يرى أن هذه التصريحات تُعد دعوة واضحة وصريحة لتقسيم العراق على أساس طائفي، بينما ترى أطراف أخرى أن هذه التصريحات متوافقة مع الدستور العراقي الذي كفل حق تشكيل الأقاليم.
إحباط شديد
إلا أن القراءة المتأنية لتصريح النجيفي الذي أدلى به في الولايات المتحدة بأن العرب السنة في العراق يشعرون بالإحباط الشديد، وما لم يتم علاج هذا الإحباط سريعا فإنهم سيفكرون بالانفصال في إقليم خاص بهم توضح مدى عمق الخلافات بين السنة والشيعة ، وإن ما يجرى من صراعات ظاهرة ومختفية يحمل البعد الطائفي والسياسي في آن واحد .
ولعل ما يثير الدهشة هنا هو أنه حين طرحت الفيدرالية قديما من قبل الكيانات الشيعية والكردية ، لم تلقى اعتراضا أو تحركات تشبه تلك التي تلقى بها العراقيون تصريحات القيادي السني أسامة النجيفى ، حيث أن إقليم كردستان الذي يحظى باستقلال كبير عن الدولة المركزية يأتي ضمن مبدأ دستوري هو مبدأ الإقليم الفيدرالية .
الجدير بالذكر هنا هو أن الفيدرالية في العراق ليست نتاجا جديدا بعد الاحتلال كما يعتقد البعض ، فقد طرح هذا الموضوع بين الأكراد والأحزاب الشيعية في العراق في مؤتمرات المعارضة، وبدأ ذلك أثناء مؤتمر بيروت عام 1991 بعد إنشقاق محافظات الجنوب أو ما بات يعرف بالانتفاضة الشعبانية ومن ثم في المؤتمرات المنعقدة في منطقة كردستان العراق، بحجة حماية الجنوب "الشيعي" والشمال "الكردي" من سطوة المركز.
فيما وصل الأمر إلى تثبيت أمر الفيدرالية كواقع دستوري للعراق الجديد، حتى يعلن العراق كدولة فدرالية، لاسيما في مؤتمر لندن 1999، حيث بحث شكل الدولة العراقية في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين ، وتم التطرّق بشكل معمَّـق إلى فيدرالية كردستان وفيدرالية الوسط والجنوب ، وتمّ الاتفاق على أن تُـعتبر حقوقا دستورية يجب أن تثبت في الدستور العراقي بعد سقوط نظام صدام.
وتم الترويج لفكرة الفيدرالية وفقا لتقديرات " النوايا الحسنة " باعتبارها الحل الأمثل للعراق من خلال توزيع السلطة ومراكز القوة على الأقاليم ليتمتع العراق بالاستقرار والأمن واحترام حقوق الإنسان على أسس الشراكة العادلة بين العراقيين، وضمان أمن جيران العراق - الخليج تحديدا، والكويت بشكل خاص- من خلال تأسيس ثلاثة أقاليم كحد أدنى: كردية، وشيعية، وسنية.
وعلى الرغم من أن دعاة الفيدرالية اشترطوا بكلمات فضفاضة أن هذه الأقاليم لن تقوم على أساس طائفي أو مذهبي أو قومي، وذلك لأنّ الشمال، الذي وضِـعت حدوده بإدخال " التركمان والكلدان والآشوريين والشبك والأيزيديين " ، وحتى العرب وغيرهم، سُـمي إقليم كردستان بهيمنة كردية واضحة، بينما الوسط حدّد له محافظات لها الأغلبية السُـنية، فيما الجنوب يغلب عليه الشيعة كأكثرية.
صوت مختفي
ورغم تبني مشروع الفيدرالية من قبل الجمعية الوطنية العراقية - بعد الاحتلال - ، بمشاركة الحزب الإسلامي بقيادة طارق الهاشمي وقتها كممثل عن العرب السنة ، إلا أن صوت التقسيم كاد أن يختفى ، وكان المعارضون لمشروع تقسيم العراق إلى أقاليم هم في غالبيتهم من العرب السنة، إلى جانب بعض الفئات الشيعية ، ومن أبرزها التيار الخالصي وبعض المرجعيات الدينية الناشئة.
وعندما ثبتت أركان العملية السياسية بالعراق بسيطرة شيعية غالبة ، قاطع العرب السنة تلك العملية ودعموا خيار المقاومة ، وطوال سنوات الاحتلال الذي رحل عن العراق بعد اتفاقية عام 2009 سيطرت الأحزاب الشيعية الدينية والأكراد على العراق في ظل تبني السنة لخيار المقاومة،وهو ما أسهم في تهميش العرب السنة في الحياة السياسية.
وعندما أدرك العرب السنة حجم الخطأ في الابتعاد عن الساحة السياسية وعدم المشاركة مع باقي مكونات الشعب العراقي ، بدءوا محاولات لضبط المعادلة السياسية والأمنية بالعراق ، إلا أن تكريس السيطرة الشيعية الكردية كان قد أدى إلى إقصائهم عن المراكز القيادية سواء في السياسة أو الجيش أو الشرطة خاصة بعد سنوات الفتنة الطائفية.
وحاول بعض العرب السنة إيجاد مخرج من هذا الوضع، مع استشراء الفساد المالي والإداري، خاصة بعد فشل أول محاولة من قبل السنة لطرح الفيدرالية من خلال دعوة أحد قادة الأنبار العشائريين وهو الشيخ "فصال الكعود" إلى فيدرالية الأنبار تحت عنوان "إقليم غرب العراق" في العام 2005.
وإذا كان العرب السنة قد أدركوا مبكرا خطورة الفيدرالية أو التقسيم لأن ذلك من شأنه أن يحفز دول الجوار على التدخل في شئون الدويلات الهشة التي سوف تنشأ عنه والسيطرة عليها، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الوضع الإقليمي،إلا أن ما يتعرض له هذا المكون الأصيل من مكونات العراق أدى إلى تكريس مبدأ "الفدرلة" وإعلاء خيارات التقسيم بهدف الحصول على الحقوق المفقودة وعدم العيش كمواطنين من الدرجة الثانية في بلدهم.
 ووفقا لما قررته القوى الدولية والإقليمية للعراق باعتباره ساحة لتصفية الحسابات ، فإن ظهور التنظيمات المسلحة على غرار "جيش المختار" الذى يعتبر واجهة عسكرية لحزب الله العراقي بقيادة واثق البطاط لقتال أهل السنة وحماية الشيعة ، وبروز تنظيمات سنية مسلحة مدعومة بالمد الشعبي فى محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين ، من شأنه أن يحيل العراق إلى ساحة قتال متصاعد كمقدمة لتقسيم البلاد على أساس طائفي.


أنقرة ـ إيمرالي.. زمن التفاؤل

سمير صالحة
حكومة رجب طيب أردوغان التي بدأت قبل شهرين حوارا عبر جهاز مخابراتها مع عبد الله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني الذي يقضي معزولا عقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة إيمرالي منذ 11 عاما تتقدم ببطء لكن في الطريق الصحيح كما يبدو. والهدف هو البحث عن حل سياسي دائم ينهي مشكلة أكراد تركيا الذين اختار بعضهم العمل السياسي، فيما لجأ بعض آخر للحاق بأوجلان معتمدا لغة البندقية والسلاح منذ مطلع الثمانينات والتي كلفت الجانبين آلاف القتلى والجرحى حتى اليوم.


أردوغان الذي غامر بإرسال رئيس جهاز مخابراته للقاء أوجلان وتبادل الأفكار معه، شجع توجه مجموعة نيابية تمثل قيادات حزب السلام والديمقراطية الكردي قبل شهر لزيارة إيمرالي وعادت محملة ببعض الآراء والتصورات وبصيص من التفاؤل.
ورغم الخلاف في المرحلة الثالثة حول تسمية الوفد الجديد الذي سيلتقي أوجلان توصلت الأطراف إلى الاتفاق حول اختيار 3 نواب من حزب السلام وصفوا بأنهم من جناح الحمائم في الحزب، زاروا الجزيرة لساعات طويلة بحضور ممثل لجهاز المخابرات التركية كما يقال. تسريبات تردد أن اختيار هيئة بهذا الشكل له علاقة مباشرة بعشرات الأشخاص الذين التقوا أوجلان وفي مقدمتهم هيئة الدفاع التي كانت تنقل رسائله إما مبتورة أو مشوهة أو تترجمها القيادات المحسوبة على حزب العمال أو المقربين منه على طريقتها وبما يخدم مصالحها وحساباتها السياسية.
الانطباعات الأولية حول اللقاء الأخير كما نقلها الوفد كانت إيجابية ومشجعة باتجاه مواصلة هذا الحوار وإمكانية تحديد معالم خارطة الطريق، خصوصا وأن تركيا تناقش في هذه المرحلة دستورها الجديد الذي يريد أردوغان أن يرى مسودته خلال شهرين، فهل يساهم هذا الانفتاح في إشراك القيادات الكردية بوضع التصور الجديد للدستور المرتقب؟
أوجلان وكما علمنا دعا «العمال الكردستاني» للإفراج عن المحتجزين لديه وربما هو طالب المعاملة بالمثل كبادرة حسن نية باتجاه تعزيز فرص الحوار القائم. رأينا هو أن فكرة إطلاق سراح أوجلان أو مشروع العفو العام لن يكونا بين أولويات الحكومة في هذه المرحلة، خصوصا وأن المعارضة السياسية ستطاردها لتلتقط أقل هفوة ترتكب وتستخدمها للإطاحة بكل هذه الجهود قبل أن تبدأ.
الجميع في تركيا يعرف أن من يحل قضية مزمنة من هذا النوع ستعني بالنسبة له ولحزبه الجرعة التي ستمكنه من البقاء في السلطة لسنوات طويلة، وربما هذا هو ما يقلق المعارضة وما سيدفعها لارتكاب الأخطاء المكلفة حين غامرت وقطعت الطريق على جولة كان يقوم بها نواب السلم والديمقراطية في مدن شمال تركيا المطلة على البحر الأسود الأسبوع المنصرم رافضة منحهم مثل هذه الفرصة التي تخرجهم من مربع جنوب شرق تركيا المعروف بغالبيته السكانية الكردية.
قبل يومين وخلال جلسة نقاش نظمتها حلقة الكتاب والإعلاميين المحسوبة على جماعة فتح الله غولان الإسلامية في ديار بكر قلعة حزب «السلام والديمقراطية» حول سبل الحوار وفرصه وقف أحد المتحدثين يسأل ما هي الأسباب التي تدفع بأربعين شابا جامعيا بينهم من يستعد للتخرج في كلية الطب بجامعة المدينة لترجيح الجبال والبندقية في الشهرين الأخيرين. ربما الإجابة عن سؤال من هذا النوع قد يكون الخطوة الأولى على طريق الحوار الحقيقي بين الأتراك والأكراد في البلاد.
«العمال» متخوف من دعوات التخلي عن السلاح وأن يعيش خيبة الأمل التي عاشها قبل 3 سنوات عندما قبل مغادرة قنديل وراهن على بصيص أمل باحتمال إنهاء المشكلة، لكنه ما لبث أن تراجع عن أحلامه وعاد أدراجه من حيث أتى مرجحا انتظار ربيع آخر. ومع ذلك فالجانبان وصفا المرحلة بالتاريخية وبضرورة عدم التفريط بهذه الفرصة كما حصل مع الرئيس تورغوت أوزال الذي كان حلمه الأول حل هذه المشكلة في تركيا، أو كما حصل عام 1999 عندما اعتقل أوجلان وفوتت القيادات السياسية والعسكرية وقتها الفرصة والظروف المحلية والإقليمية والدولية التي سنحت لها.
في الجانبين التركي والكردي صقور وحمائم دون أن ننسى طبعا كثيرا من القوى الإقليمية والدولية التي لا مصلحة لها في أن تخرج البلاد من هذا المستنفع الذي استنزف الثروات التركية لعقود طويلة، لكن الإصلاحات التي أطلقها «العدالة والتنمية» وتحديدا لناحية دور واختصاصات المؤسسة العسكرية وعدم السماح لها بالتدخل في كل شاردة وواردة باتت اليوم الفرصة الحقيقية أمام الأتراك والأكراد إذا ما كانوا جادين في تبني لغة الحوار. ربما اختيار هيئة ثلاثية بهذه التركيبة هي أيضا رسالة إيجابية يوجهها الطرفان إلى مناصريهم في الداخل والخارج خصوصا بعد أنباء كثيرة ترددت وأيدها موقف أوجلان الأخير الذي انتقد زواره من الأنصار والمحامين والأهل الذين كانوا ينقلون الرسائل بشكل خاطئ أو غير مفهوم أو تشويش مقصود ليعرقلوا خطوات الحوار هذا. أنباء تقول إن قيادات في قنديل متمسكة بالحكم الذاتي والحل الفيدرالي وإنها كانت تعد ليكون عام 2013 هو عام الحسم بالنسبة لها، من هنا فإن الحوار الذي بدأ بين أنقرة وإيمرالي يتعارض مع مصالحها وحساباتها فهل ستلتزم هي الأخرى بما سيقوله أوجلان أم أنها ستنفصل عنه وتختار لنفسها طريقا آخر؟
التلويح بشروط مسبقة وخطوط حمراء يمنع الاقتراب منها في حوار من هذا النوع سيكون بمثابة وضع العربة أمام الحصان وقطع الطريق على تحقيق الحلم.

 ملاحظة
نشر المقال هنا

مستقبل حزب الله


عادل الطريقي
في تقرير مطول نشرته مجلة «النيويوركر» هذا الأسبوع، كتب الصحافي الشهير ديكستر فلكنز عن قلق يتنامى في أوساط حزب الله اللبناني، نتيجة للحرب الأهلية الدائرة في سوريا، حيث يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أجل البقاء بمساعدة حلفائه في إيران، ولبنان، والعراق.



فلكنز، الذي أمضى بعض الوقت في الضاحية الجنوبية، وعلى المناطق الحدودية المحاذية لسوريا، تمكن من الحديث مع بعض مقاتلي الحزب، بل وحضور مراسم التأبين لبعض العناصر التي قضت أثناء قتالها إلى جوار النظام السوري بمواجهة المتمردين.
يروي التقرير عن أحد عناصر حزب الله قوله: «إذا ما سقط بشار، فالدور علينا»، وفي موضع آخر ينقل فلكنز عن بعض قيادات الحزب، تصريحاً، يعترفون فيه بسقوط قتلى لهم في سوريا: «لقد استشهد وهو يقوم بواجبه الجهادي.. دول عربية تنفق الأموال لتدمير سوريا وحزب الله».
الصورة التي يرسمها فلكنز تعكس حزباً يشعر بالتهديد والقلق، نتيجة اقتراب الحرب إلى معاقله، وحالة من الوحدة والتوجس تسري بين قياداته، ونزعة عدمية تطغى عند النقاش، وجدل حول حرب النهايات، والموت دون التسليم بالواقع الجديد. لأكثر من عامين حاول حزب الله النأي بنفسه ـ إعلامياً - عن مجريات الأحداث في الدولة الجارة، وفي حين أطلق زعيمه حسن نصرالله تصريحات داعمة للحليف السوري بدعوى «المقاومة»، والتصدى لـ«العدو» الإسرائيلي، إلا أن تلك الخطب لم تنجح في تبرير موقفه من المعاناة الإنسانية، التي تسبب فيها النظام السوري.
لقد نال حزب الله قبولاً في الداخل اللبناني لدى البعض، لعمله «المقاوم» لتحرير الأرض، وارتفعت شعبيته عالياً منذ الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000، بل وعدّته أوساط شعبية كبيرة في العالم العربي، بطلاً حتى بعد إشعاله حرب الثلاثين يوماً في 2006، ولكن جزءا من تلك الشعبية تعرض لنكسة قوية، بعد اجتياحه العسكري للعاصمة وبعض المناطق في 2008، حيث رأي البعض في ذلك استقواء على الطائفة السنية، وعلى خصوم الحزب من الطوائف الأخرى. برر الحزب حينها موقفه بوصفه رداً على محاولات إدانته بالاغتيالات التي لحقت بأسماء لبنانية معارضة، كان أبرزها رفيق الحريري، رئيس الوزراء الراحل. مع ذلك كانت هناك أوساط شعبية متفهمة، أو متقبلة بصمت لموقفه، ولكن مع اندلاع الأحداث السورية، وجد الحزب نفسه في مأزق أخلاقي، حيث كان الشارع في أكثر من بلد عربي، متعاطفا مع المظاهرات السورية، ولأجل وقوف حزب الله غير المعتذر إلى جانب النظام السوري، تولد نوع من الحنق والغضب تجاه الحزب الذي قرر الوقوف في صف نظام يقتل مواطنيه، بل ويرسل عناصره للمشاركة في حرب أهلية في دولة مجاورة. حين بدأت أحداث ما عرف بـ«الربيع العربي»، اتخذت قيادات الحزب الموقف الرسمي الإيراني الداعم لإسقاط الأنظمة، ولكن حين طالت الانتفاضات، الحليف السوري تغيرت قواعد اللعبة، فانحاز الحزب للنظام على حساب المواطنين السوريين العزل. يمكن اعتبار ذلك اللحظة الفاصلة التي خسر فيها الحزب شعبيته الإقليمية، بل وتحول إلى خصم طائفي وأيديولوجي لدى قطاعات شعبية واسعة في المنطقة. لا شك أن حزب الله يمر بأصعب أيامه حيث لم يعد بطلاً، بل عدو بغيض للجماهير ذاتها، التي كانت تتغنى بإنجازاته قبل سنوات قلائل. هذه الخسائر قد تغير على المدى المنظور موقع الحزب وقوته ليس في لبنان فقط، بل في عموم المنطقة التي باتت تعدّه أداة مشاركة في قتل الأبرياء. ربما لم يدر بخلد قادة الحزب أن تتحول كل إنجازاتهم إلى عبء ثقيل، ولعل السؤال الأبرز اليوم: ما هو مستقبل الحزب في ضوء ما يجري؟
بداية لا بدّ من الإشارة إلى أن الحزب على الرغم من خسارته الجسيمة، لا يزال يمتلك بعض الحلفاء داخل لبنان وخارجه، لا سيما في أوساط بعض الأقليات التي تشعر بأنها مهددة، وهو فوق ذلك لديه ترسانة من الأسحلة وعمق شعبي شيعي، يشجعانه على الاستمرار - أو الاستئثار ـ بالقوة العسكرية في محيطه، ولكن على الرغم من ذلك، فإن هنالك تهديداً حقيقياً لقدراته تلك، مع اضطرار المعارضة المسلحة السورية للرد عسكرياً على مواقعه الحدودية، وفي حال سقط نظام الأسد، فإنه ليست ثمة ضمانات له من أن تتوجه تلك الحرب إلى مناطق نفوذه داخل لبنان، وقد تحيله إلى قوة صغيرة بإزاء قوى عديدة أكبر منه، ولعله من الضروري التساؤل هنا عن بدائل الحزب ما بعد سقوط الحليف التقليدي، الذي كان يوفر له المعبر الآمن مادياً وعسكرياً من إيران؟
هنا ينبغى ألا ننسى أن الحزب وجد وترعرع قبل أن تتوثق العلاقات الإيرانية/السورية، بل لقد خاض الحزب نفسه معارك مع السوريين، لفرض نفسه كواقع عسكري مواز للسوريين، ومستقل عن إرادتهم.
وخلال السنوات التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، كان الحزب يصرح بأنه وحده صاحب الكلمة العليا في ما يجري، ولكن على الرغم من ذلك فإن الحزب - الذي بني أساساً لغرض عسكري - لم يستطع منذ هيمنته على الحكومة اللبنانية عام 2004، أن يطرح نفسه بديلا سياسيا للدولة اللبنانية، رغم كل ما قدمه هو أو ربيبته الإيرانية، ولعل ذلك ما يقلق الحزب في الوقت الراهن، وهو أنه سيكون مجبراً على تغيير مساره الراديكالي، ليكون أكثر تصالحاً، ومقبولية في بيئته اللبنانية فضلاً عن أن يستعيد شعبيته في المنطقة، بعبارة أخرى الحزب اليوم مخير بين أن يخوض حربا إقليمية لاستعادة ما فقده من حضور معنوي وعسكري، أو استحداث طريق «سلمي» يغير فيه من فلسفته - إن لم يكن قيادته التي فقدت شرعيتها السابقة -. لا أحد في الوقت الراهن قادر على التنبؤ، ولكن سيكون من المستغرب أن يظل الحزب على حاله بعد كل ما جرى، فقد تعودنا أن يقوم الحزب - كامتداد للمصالح الإيرانية - على تغيير سياساته، بل وقياداته، لصالح أن تتم حماية المصالح الإيرانية أولاً، ومصالح الحزب في الوقت الراهن.
قد يعتقد البعض أن من العسير أن تتخلص إيران من شخصية كارزمية ـ بالمعيار الإيراني - مثل حسن نصر الله، ولكن هناك سوابق تاريخية تدل على أن النظام الإيراني لا يبالي بالتضحية برجاله، في سبيل عدم خسارة مصالحه، فكيف بخسارة نفوذه. قد يكون مثل هذا السيناريو مستبعداً في الوقت الراهن، حيث يمكن أن يقال أن نصرالله تحول إلى رمز للحزب وللنضال الشيعي «المقاوم»، ولكن التجربة تشير إلى أن رحيل الأشخاص لا يعني تقاعدهم، بل تصفيتهم - كما حدث أكثر من مرة - لصالح أن يحتفظ النظام بمصالحه لا برجاله المخلصين.
في برنامج تلفزيوني، يتحدث أحد ناشطي الحزب عن خطورة «جبهة النصرة» المرتبطة بـ«القاعدة»، ويعدّ ذلك دليلاً على انحراف الانتفاضة المسلحة السورية عن مسارها، ويتهم أطرافا خليجية بدعم الجهاد «السني» بما يهدد الأقليات.
حقيقة من المثير أن يتحول قادة الحزب إلى تخويف الآخرين من «الجهاديين»، وأصحاب الذقون الطويلة، وأدبياتهم تنضح بذات المعين.
خلال آخر ظهور مسجل له، جادل السيد نصر الله أن حزبه لن يسكت على محاولات تحجيم نفوذه، وأن باستطاعته القتال حتى النهاية. ما من شك أن السيد نصر الله قد يعني ما يقوله، أو أنه مستعد للتضحية بالأبرياء، في سبيل الاحتفاظ بنفوذ حزبه، تماماً كما يصنع الأسد الآن، ولكن من المحزن أن يتحكم في مستقبل هذه البلدان أشخاص يعتقدون أن التاريخ ينتهي عند حدود كلماتهم.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.


الأربعاء، 27 فبراير 2013

وثائق تهريب المالكي للملشيات الايرانية بالتعاون مع مدحت المحمود

تم تسريب مجموعة من الوثائق التي تثبت تهريب المجرم نوري النتن لعناصر الميلشيات الايرانية المتسللة الى القطر بشكل غير مشروع، من الذين تم إلقاء القبض عليهم داخل الأراضي العراقية، وبالتعاون مع المتواطئ مدحت المحمود.



للاطلاع على الوثائق يرجى الضغط هنا.



قرار دولي بتجريم المالكي

العالم صامت، بل غارق في لجَّة بحرٍ عميق من الصمت المريب!
هل لأنه أصم لايسمع نداءً؟
أم لأنه لايقرأ ولايكتب؟
أم لأنه متواطئ ومُشترى بالمال الحرام؟



ثارت في نفسي هذه الأسئلة، وأنا أقرأ، بطريق المصادفة، قراراً دولياً، صادراً من أعلى هيئة دولية، هي الجمعية العامة للأمم المتحدة، صدر قبل أكثر من ثلاث سنوات، وتحديداً في 18 فبراير/ شباط 2010، يقضي باعتبار المالكي ومجموعة من أركان سلطته، متورطون رسمياً بارتكاب جرائم ضد الانسانية، وجرائم إبادة.
القرار، كما قلت لكم، وكما ستقرأون في أدناه، صدر قبل أكثر من ثلاثة أعوام، ومع ان المالكي، يجوب أنحاء العالم، ويحضر اجتماعات الأمم المتحدة، ويلتقي بممثلين من كل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وغيرها، إلا ان أياً من هؤلاء، لم يحرِّك ساكناً، ولم يصرِّح، أو حتى يهمس، في إذن المالكي بأنك متهم رسمياً ومن أعلى سلطة في الكرة الأرضية بارتكاب جرائم ضد الانسانية، كما أن أياً من هؤلاء، أو غيرهم، لم يقل ذلك لوزير خارجية المالكي أو أي من سفرائه حول العالم، في صمت غريب فعلاً يخفي وراءه تواطؤاً مريباً!
وإذا كانت سنوات ثلاث مضت على صدور هذا القرار، فلم يعد ممكناً، بعد الآن، التغاضي عنه، بل ان على العالم الذي يدعي انه حر وانه ملتزم بشرعة القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وحقوق الانسان، أن يطبِّق هذا الالتزام على أرض الواقع وليس على صفحات الجرائد في كلام بلا معنى وفارغ من أي مضمون.
العالم اليوم مطالب باعتقال المتورط نوري المالكي، ولنسمِّه كذلك الان رغم إننا نعلم انه مجرم بالقول والفعل، وتسليمه إلى جهة قانونية دولية للتحقيق معه، والحال ينطبق على المتورطين الآخرين من أركان سلطته، والذي سننشر أسماءهم في وقت لاحق، كما وردت في قرار دولي آخر، تطبيقاً لهذا القرار الأممي، الذي يعد إغفاله أو التغاضي عنه، تحدياً لشرعة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف لحقوق الانسان.
ورداً على إدعاءات بعض أبواق المالكي التي تتذرع بعدم توقيع العراق على بروتوكول المحكمة الجنائية الدولية، نقول: عند إحالة الملف والقرارات الدولية التي يتضمنها الى المحكمة الجنائية الدولية، وهو إجراء سيتم قريباً بعون الله، فإن المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تخول المدعي العام قبول اي دعوى استوفيت فيها الاجراءات القانونية الرسمية المعتمدة دولياً بغض النظر عن مصادقة او عدم مصادقة بلد الشخص المعني، صاحب القضية، على بروتوكول المحكمة.
وهناك أمثلة دولية على ذلك، منها مايتعلق بالرئيس السوداني عمر البشير، والحالة الليبية المتمثلة بالرئيس السابق معمر القذافي ورئيس المخابرات عبدالله السنوسي وسيف الاسلام القذافي.

العالم مطالب بذلك، فهل هناك من يسمع؟
النداء برسم الإجابة للمجتمعين في جنيف في مؤتمر حقوق الانسان المنعقد الآن.
النداء برسم الإجابة لأعضاء مجلس الأمن الدولي.
النداء برسم الإجابة لأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.
النداء برسم الإجابة لأعضاء محكمة العدل الدولية.
النداء برسم الإجابة لأعضاء محكمة الجنايات الدولية.
النداء برسم الإجابة لأعضاء المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان
النداء برسم الإجابة لكل معني به حول العالم..
..
ترجمة القرار باللغة العربية:

الأمم المتحدة
 
مجلس حقوق الإنسان
الدورة الثالثة عشرة
القرار المرقم
( A/HRC/13/37/Add.1)
18 February 2010
استناداً الى التوصيات المشتركة المرفوعة الينا من المقررين الخاصين في الأمم المتحدة في يوم 19 ايلول /ديسمبر 2009 ,ومنهم المقرر الخاص بالتعذيب والمقرر الخاص بالاعتقال التعسفي والمقرر الخاص بالاختفاء القسري اضافة الى المقرر الخاص في سياق مكافحة الارهاب, وقد أكدوا تورط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بجريمة ضد الانسانية وحصول التعذيب القاسي والمعاملة اللاإنسانية التي تعرض لها أفراد حماية النائب العراقي محمد الدايني ,واعتقلوا من قبل الحكومة العراقية ووضعوا في أماكن سرية ولفترة طويلة ,وقد تعرضوا الى أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ومنها الصعق بالكهرباء والضرب بالكيبلات والخنق من خلال وضع أكياس سوداء في رؤسهم لساعات من الوقت وربطهم في سقوف البنايات بطريقة الرأس الى الاسفل ولعدة أيام ووضع العصي البلاستيكية في فتحة الشرج, وانتزعت منهم اعترافات من جراء التعذيب وبالإكراه, وقد وقعوا على محاضر أعدت مسبقاً, والغرض منها استهداف النائب الدايني بسبب كشفه انتهاكات حقوق الأنسان في العراق,وأن هذه الحالة من التعذيب تصنف من جرائم الإبادة ضد الأنسانية, وقد أعتقل كل من :
عمر ابراهيم جاسم والبالغ من العمر 17 عاما ورياض ابراهيم جاسم والبالغ 31 عاما وعلاء خير الله المالكي وعباس كاظم خميس ورحمن أحمد كريم ووسام ابراهيم جاسم وجمال طه ياسين وعلي عادل طه ياسين وشاكر البياتي وهيثم خالد بربوتي ومحمود عبد المقصود ومحمد حسين غضبان.
والمعلومات التي حصلنا عليها بأن السيد رياض ابراهيم جاسم اعتقل في 11 
شباط/ فبراير 2009، في حوالي الساعة 9 صباحا ومن أمام منزله من قبل مجموعة عسكرية مسلحة, وعند إلقاء القبض عليه, كان يعامل بعنف ومكبل اليدين ومعصوب العينين, ثم قاموا الجنود بتفتيش منزله ، ودمروا جميع الأثاث وأخذت من منزله مبالغ كبيرة من المال, والسيد علاء خير الله المالكي اعتقل في 17 شباط 2009 وعومل بالطريقة نفسها ,أما باقي أفراد الحماية فقد أعتقلوا في يوم 22 شباط/ فبراير 2009 ووضعوا في مكان سري وغير معروف، وتشير مصادرنا بانهم محتجزون في سجن لواء  بغداد الكائن في المنطقة الخضراء، وأن حياتهم في خطر بسبب التهديدات المستمرة بتصفيتهم وسوء المعاملة لهم.
وفي صباح يوم 22 شباط/ فبراير 2009، أحاطت قوة عسكرية مكتب النائب الدايني , وكان يقود هذه القوة العقيد علي فاضل عمران المسؤول عن الفوج الثاني اللواء 54 والمرتبط بلواء بغداد التابع الى رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي ,وألقت القبض على تسعة أشخاص كانوا متواجدين في المكتب، ومنهم السيدين محمود كريم فرحان وأحمد مجيد
كشكول، وقد أفرج عنهم بعد أربعة أشهر من الاعتقال, وقد طلب العقيد علي فاضل عمران من الجميع إظهار هوياتهم وعند الاستفسار منه عن السبب والمسوغ القانوني, قال نحن قوة نرتبط  بشكل مباشر بالسيد رئيس الوزراء السيد المالكي ولا نحتاج الى إذن قضائي, بعدها قام آمر القوة بمهاجمة مقر النائب الدايني ترافقه قناة العراقية الفضائية الحكومية، وقامت هذه القوة بتقييد أيدي جميع أفراد حماية النائب الدايني، وعصبوا أعينهم وانهالوا عليهم بالضرب المبرح، وقامت القناة العراقية الحكومية بتصويرهم وتصوير المكتب والأسلحة الرسمية الموجودة بحوزتهم، واستولوا على جميع وثائق مكتب الدايني، واعتقلوا الجميع ونقلوا الى سجن مطار المثنى كمحطة أولى, وفي الساعات الاولى من يوم 23 شباط/ فبراير 2009 نقلوا الى زنزانات سرية تابعة الى لواء بغداد, ووجهت لهم مجموعة من الاتهامات منها: دعم المتمردين وتوفير الأسلحة والمتفجرات لهم والمشاركة في تفجير البرلمان في عام 2007, وفي يوم 25 شباط/ فبراير 2009 اعتقل أيضاً السيد عدي حسن منصور والبالغ من العمر 28 عاما والسيد عمر ابراهيم جاسم والبالغ من العمر 17 عاما والسيد حسين كطوف والبالغ 38 عاماً واقتيدوا الى سجن مكافحة الارهاب التابع الى وزارة الداخلية والمسؤول عنه العميد عبد الرحمن وقد تعرضوا للاستجواب والتعذيب وسوء المعاملة, وفي 10 اذار/ مارس 2009 نقلوا الى سجن سري في لواء بغداد , وأن فريق المحاميين لا يستطيع الوصول اليهم بحجة أن التحقيق سري وهم يتعرضون الى معاملة قاسية وسيئه, ومنها الضرب بالكيبلات الكهربائية والصعق بالكهرباء والتعليق من القدمين في سقوف البنايات لمدة تتجاوز اليومين والخنق من خلال وضع أكياس سوداء في الرؤوس ولساعات , ووضع العصي البلاستيكية في فتحة الشرج, وقد هددوا باغتصاب عوائلهم أمامهم أذا لم يبصموا على ما اعد لهم من إتهامات كيدية, واجبروا على توقيع محاضر أعدت مسبقاً, ولاتزال الجروح واضحة على أجزاء من أجسادهم ,وفقدوا الكثير من اوزانهم, وأن السيد رياض ابراهيم جاسم يعاني من فشل الكبد نتيجة التعذيب المستمر, وأسماء المتسببين بهذا التعذيب معروفة لدى المقرر الخاص بالتعذيب, ويعطى لهم  مرهم طبي وبشكل يومي لغرض إزالة آثار التعذيب, ولكن اثار التعذيب قد وثقت بتقارير طبية تثبت ذلك , وقد عرضوا على قاضي التحقيق السيد أسعد اللامي ما يتعرضون له من تعذيب ومعاملة سيئه بشكل مستمر الا انه تجاهل ادعاءتهم, وطلب من المحققين وقائد لواء بغداد العميد عماد الزهيري بالمزيد من الضغط والتعذيب, وفي منتصف حزيران/يونيو 2009 خرج النائب الدايني من خلال وسائل الأعلام وطالب بلجنة دولية للتحقيق بما يتعرض له أفراد حمايته, وعلى الفور قام المسؤولين عن عمليات التعذيب في لواء بغداد بجلب كاميرا قناة العراقية الحكومية والقيام بتسجيل اعترافات لجميع حراس الدايني على أنهم لم يتعرضوا الى التعذيب وأن المعاملة معهم جيدة, بعد تهديدهم من قبل المحققين بمزيد من التعذيب للذي يتكلم خلاف ذلك, وكانوا يجلسون امام الكاميرا وفي الجهه الاخرى يجلس احد المحققين ويرتدي قناعاً أسوداً, وفي 4 مايو/ايار  2009 نقل السيد أحمد مجيد كشكول الى سجن وزارة الداخلية بالقرب من ملعب الشعب وفي يوم 15 يوليو/ تموز 2009 أفرج عنه دون أن يخضع للمحاكمة عن التهم والجرائم التي أتهم بها, وبنفس الطريقة أفرج عن السيد محمود كريم فرحان في يوم 22 يونيو/ حزيران 2009 ,ولايزال مصير الاشخاص التسعة الذين اعتقلوا في يوم 22 فبراير/ شباط 2009 مجهولاً ويوضعون في سجن سري تابع الى لواء بغداد في المنطقة الخضراء، وهم (عباس كاظم خميس ورحمن أحمد كريم وووسام ابراهيم جاسم وفرقد جمال طه ياسين وعلي عادل طه وشاكر البياتي وهيثم خالد بربوتي ومحمود عبد المقصود ومحمد حسين غضبان) إضافة الى رياض ابراهيم جاسم وعلاء خيرالله المالكي ,ونقل السيد عمر ابراهيم جاسم الى سجن الأحداث ببغداد, وجميع هولاء بمعزل عن العالم الخارجي وأنهم يتعرضوا الى التعذيب المستمرالخطير وسوء المعاملة ونعرب عن قلقنا تجاه السلامة البدنية والعقلية لهولاء وما زالوا في سجن سري ومكانه غير معروف , وهذا مخالف للفقرة (c7) من مبادئ مجلس حقوق الأنسان والتي تلزم  العراق الالتزام بها وحماية جميع الأشخاص, وأن الحبس الانفرادي المطول والاحتجاز في أماكن سرية جريمة لارتكاب التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية, وهذا بحد ذاته يشكل عقوبة مهينة من أشكال المعاملة, ونحث العراق احترام الضمانات المتعلقة بحرية وأمن وكرامة الشخص استناداً للمواد (9 , 14 )من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعراق طرف فيه , وفي 31 / ديسمبر/ كانون أول 2009 طلبنا من الحكومة العراقية معرفة الأساس القانوني للاحتجاز وما هو مصيرالاسماء المذكوره أعلاه , لكن لم تكن هناك إجابة .
روابط الأمم المتحدة الخاصة بقضية النائب العراقي محمد الدايني



نص القرار باللغة الانجليزية، كما وردت في موقع الأمم المتحدة الرسمي، وعلى الرابط التالي، ومشاهدة الصفحات 7-9 الخاصة بالعراق:

وهذه صورة من القرار الدولي:

يمكن الضغط على الصورة لرؤيتها بحجم اوضح


تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..