موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

الصيد الثمين

وجهات نظر
جعفر المظفر
كنت تحدثت في أكثر من مقالة حول الضرر الكبير الذي تسببه ردود الأفعال في السياسة، فما دام رد الفعل يساوي الفعل لكن يعاكسه في الإتجاه، فمعنى ذلك أن رد الفعل هذا لن يكون النقيض الأخلاقي للفعل وإنما سيكون صورة طبق الأصل له أخلاقيا، أما الفرق الوحيد بين الصورتين فهو أنهما ستكونان معلقتين على جدارين متقابلين في الغرفة عينها. 
هذا ما حدث بالضبط .

إشتكى (سياسيو الشيعة) من وجود طائفية سنية تاريخية ضدهم، وبدلا من اللجوء إلى تعزيز قيم الدولة الوطنية والنضال من داخلها من أجل تحققيق تغيير شامل، بدلا من ذلك رأينا سياسييهم يلتزمون الحل الطائفي، المعاكس في الإتجاه، ولكن المتساوي في قيمته غير الأخلاقية.
اليوم يعيد سياسيو السنة نفس الحكاية. بدلا من أن يظلوا متمسكين بحل الدولة الوطنية النقيض للطائفية، إذا بهم يقعون في نفس الفخ، حيث بدأت الغلبة تتأكد لصالح السياسيين الطائفيين على حساب تيار الدولة المدنية العلمانية.
الطائفية والطائفية النقيضة هما صورتان مستنسختان من بعضهما ، وإن وجودهما على جدارين مختلفين لن يغير من حقيقة أنهما معلقتان في غرفة واحدة..
دعونا من المسألة الوطنية، اي مقدار ما تتسبب به الطائفية لوطن الجميع، ولنتفحص ما تقدمه الطائفية لأهل الطائفة نفسها، سنجد أن لا شيء بإمكان الطائفي ان يقدمه لطائفته سوى مزيد من الإستغفال والتجهيل للصعود على أكتافها ولو تطلب ذلك تقديمها ضحية على هيكل الأطماع.
وهكذا فإن الحكم الطائفي يتأسس على مجموعة من السياسين المنافقين والدجالين الذين سيكون من مصلحتهم تهديم المجتمع أخلاقيا لتدعيم ركائز حكم لا مكان للفضيلة والتقدم فيه. وفي نهاية الأمر سيؤدي ذلك إلى تدمير البلد برمته وسيأحذ الجميع حصته من التدمير. 
إن ذلك ما كتبنا عنه منذ البداية، قلنا أن الهجوم على الطائفية الشيعية ليس هجوما على طائفة الشيعة بل هو في الحقيقة دفاعا عنهم، وإن عملية الدفاع تلك لا بد وأن تبدأ من خلال الهجوم على مسغفليهم ومستغليهم، وأن ذلك لن يمر إلا من خلال الإطاحة بالمنظومة الثقافية الطائفية نفسها.
ولم تخب تشخياتنا وتبصيراتنا منذ البداية، فالطائفيون الشيعة لم يقدموا لطائفتهم بشكل عام سوى الفقر. لقد حافظوا على موروثه وأضافوا له المكتسب، مثلما هم أغرقوا في تغييب الطائفة عن واقعها وجعلوها ترتمي بشكل أكيد في غيبوبة تاريخية يتم فيها قتل إرادة وثقافة التطلع لغد أفضل وتعويضها عن ذلك ببكائيات لن تنصفهم ولن تنصف الذين يبكون عليهم.
ومنذ البداية قلنا، لنتفق على أن هناك ظلم تعرض له الشيعة على مدار التاريخ، ولكن لنتفق ايضا على الحل الصحيح، وهل يتجلى في فعل وطني يخدم الجميع أم في حل طائفي يخدم سياسييهم على حسابهم.
اليوم يعيد التاريخ نفسه، وهو في ظني قد يفعل ذلك إذا تشابهت الأسباب.
على الجهة السنية برز سياسيون كانوا يتحدثون في بداية الأمر عن الوطن العراقي الواحد وعن علمانية الحل ومدنية الدولة البعيدة عن الفقه الطائفي، غير أن الأغلبية منهم بدأت تتحول عن شعاراتها لكي تمشي باقدامها إلى المستنقع الطائفي بعد أن إكتشفت أن الطريق إلى الثروة والسلطة بات يمر حتما من خلال الطائفية. ولسنا نحتاج إلى أكثر من إستعراض ما قدمته الطائفية الشيعية لطائفة الشيعة لكي نعرف ماذا ستقدمه الطائفية السنية لطائفتها. 
أما سياسو السنة فهم لا يختلفون عن أقرانهم الشيعة لأنهم مثلهم طماعون جشعون وفاسدون منافقون ومتاجرون بالطائفة ومنتفعون حقيقيون من إستمرار الطائفية. وبتوقيعهم على وثيقة الدولة الطائفية إرتضوا لطائفتهم أن تكون أقلية بالمعنى السياسي وتنازلوا بدورهم عن مفهوم الدولة الوطنية لسياسيين طائفيين من الشيعة كان هذا هو صيدهم التاريخي الثمين.

ملاحظة:

نشر المقال هنا.

هناك 6 تعليقات:

Sami Sadoun يقول...

يعتبر هذا المقال وهو من المنشورات المتميزة "وجهات نظر"من المقالات التحليلية والتشخيصية الجيدة والذي اكد على الخطأ التاريخي للسياسين الشعة والسنة في الانغماس في المستنقع الطائفي على حساب الوطنية والعلمانية بهدف الاثراء والتسلط وكلهم فاسدون وطماعون ومنافقون تاجروا بالطائفة وانتفعوا بها .

وجهات نظر يقول...

بالخدمة اغاتي Sami Sadoun
زورونا تجدوا مايسركم دوما..

غير معرف يقول...

فعلاالأستاذ مصطفى دائما نجد في موقعكم الكريم ما يطلعنا على حقائق الامور مما يجري في بلدنا المبتلى بهؤلاء من أراذل السياسيين من كافة التوجهات والولاءات لغير العراق ودمتم للعراق مع التحيات
الدكتور فيصل النعيمي
USA

Mahmoud Mrad يقول...

هذا واقع الحال للاسف.منذ ظهور الخميني العفن وتصدير ثورته المهترئة

Afif Duri يقول...

فعلا هو مقال تشخيصي جيد لحقيقتهم الدامغه

وجهات نظر يقول...

شكرا اخي الدكتور فيصل النعيمي
اتمنى لك التوفيق والسلامة

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..