موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 7 سبتمبر 2014

الدور الإيراني في لبنان وأهمية حزب الله الاستراتيجية

وجهات نظر
القدس العربي
لم تكن تصريحات وزير الدفاع الإيراني يوم الخميس الماضي حين اعتبر حزب الله في لبنان ينفذ الفكر الايراني وان الحضور الايراني على الحدود الاسرائيلية يتمثل بحزب الله، جديدة. فقد صرح مؤخرا القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الأعلى الفريق يحيى رحيم صفوي أن «حدود بلاده الحقيقية تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط في الجنوب اللبناني».

وفي إشارة منه  الى الإنجازات العظيمة التي حققتها المقاومة الإسلامية في لبنان قال ان قوة بلاده ونفوذها تعدت حدودها الجغرافية وان حزب الله استطاع في أيامه الاولى تحجيم وقهر الوجود الأمريكي والاسرائيلي والبريطاني في لبنان.
وتعتبر ايران حزب الله في لبنان جزءا من حرسها الثوري  وانه رأس الحربة في صراعها مع اسرائيل وأنها وإياه جبهة واحدة في لبنان والمحافظة عليه تعتبر جزءا أساسيا من المحافظة على نفسها وانه الوحيد الذي تستطيع ان تثق به حتى النهاية نظرا للفكر المذهبي الواحد .
بدأت ايران بالإنفاق على حزب الله وتدريبه وتجهيزه عسكريا على طراز الحرس الثوري منذ العام 1982 أي بعد نجاح الثورة بثلاثة أعوام ليكون ذراعا عسكريا لها على الأراضي اللبنانية، ومع الأعلان عن إنتهاء الحرب الأهلية في لبنان في العام 1990 أدركت ايران أهمية مشاركة حزبها في المجتمع السياسي والمدني اللبناني  وان لا يبقى مجرد تنظيم عسكري.
وبالفعل شارك الحزب في أول انتخابات برلمانية لبنانية بعد الحرب واستطاع الحصول على 11 مقعدا ليدخل الساحة السياسية اللبنانية ويبدأ بعدها بوضع العلم اللبناني الى جانب علمه في مناسباته. واستعانت ايران بالنظام السوري حليفها القديم والمتواجد في لبنان بقوة ليكون حلقة وصل أساسية لها مع حزب الله وأصبحت معظم الأسلحة التي ترسلها طهران إلى الحزب تشحن عن طريق سوريا.
تمثلت  أولى أرباح ايران في استثمارها على الأرض اللبنانية في الحرب التي قادها حزب الله في تموز/ يوليو 2006 ضد اسرائيل حيث أعاق مشروع  «الشرق الأوسط الجديد» الأمريكي، وحصل على الإعتراف المباشر بقوته ونفوذه.
تدخلت ايران بجدية وبشكل مباشر في الساحة اللبنانية بعدما شعرت ان مصالحها الاستراتيجية الأمنية في خطر وتوجت دعمها لحزب الله في ظل الإنقسامات الداخلية الحادة التي عاشها لبنان بارسال رئيس جمهوريتها محمود  أحمدي نجاد  في تشرين الاول/ اكتوبر من العام 2010  في زيارة الى لبنان والقائه خطابا في منطقة «بنت جبيل» التي تعتبرها المقاومة رمزا لها ليؤكد أن الحرب مستمرة مع إسرائيل.
استمر النظام السوري في دعم حزب الله عسكريا بعد خروجه من لبنان عبر الحدود لكن دخول الربيع العربي الى سوريا والتهديد باسقاط النظام وبالتالي  القضاء على الطريق السورية للأسلحة المتوجهة الى حزب الله، لا يتطلب المرور ببيروت. ومجددا اختار الحزب الوقوف الى جانب مشروعه الإقليمي وقرر المشاركة في القتال الى جانب النظام في سوريا.
اقتصرت تبعات  تدخل حزب الله الى جانب النظام السوري عسكريا في بداية الأمر على تعميق الخلاف السياسي بين قطبي البلد 8 و 14 آذار وخاصة مع تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري مما أدى الى إسقاط حكومة الأخير بعد استقالة 11 وزيرا منها، ومغادرته الى باريس خوفا من ان يواجه مصير والده ليتولى بعدها نجيب ميقاتي  في كانون الثاني / يناير 2011  بدعم من حزب الله وفريق 8 اذار مهمة تشكيل الحكومة التي لم تستمر طويلا، حيث أعلنت استقالتها  في آذار/ مارس 2013 لأسباب عدة أهمها التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي المعادي لحزب الله والداعم للمعارضة السورية.
أدى استقالة حكومة ميقاتي الى المزيد من تشتت الساحة في لبنان مما ادخله مرحلة جديدة انتشرت فيها ظاهرة السيارات المتفجرة  التي تستهدف مناطق تابعة لحزب الله إضافة الى استهدافها مباني السفارة والمستشارية الثقافية الايرانية في بيروت. شعرت ايران بالخطر المتزايد الذي يهدد مصالحها في لبنان  لذلك قبلت بالرئيس تمّام سلام على رأس الحكومة الجديدة  وبمشاركة “تيّار المستقبل” فيها بقوة ولكنها استمرت  في تنفيذ أجندتها في سوريا.
ولم تتأثر ايران بزيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الى بيروت في حزيران/ يونيو الماضي ودعوته الأطراف التي تدعم النظام السوري  الى بذل جهد حقيقي لوضع حد لهذه الحرب  ولا بالرسالة المباشرة التي وجهها  لحزب الله قائلا «ان الولايات المتحدة ملتزمة جدا بأمن لبنان واستقراره وسيادته وبدعم الشعب اللبناني» وجاء ردها هذه المرة على لسان  حسن نصر الله بأن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يبدأ وينتهي مع الرئيس السوري بشار الأسد .
تفاقمت الأزمة على الحدود اللبنانية السورية خاصة في مدينة عرسال المحاذية للقلمون  ولم تستطع حكومة سلام توحيد الموقف اللبناني للحد من عمليات المجموعات المسلحة والتي وسعت نشاط عملياتها في الفترة الأخيرة لتطال المؤسسة الأمنية والجيش، الأمر الذي أوجب تحرك قطبي المنطقة من أجل التوصل الى حل ينهي الصراع  وليحفظا من خلاله مصالحهما.
وأكدت زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني الأسبوع الماضي الى جدة ان أجواء العاصمتين السعودية والإيرانية إيجابية للغاية، وان عودة الحريري الى بيروت ستحمل نتائج جيدة للطرفين وان الصراع على الساحة اللبنانية لن يدوم طويلا.
ولكن الى أي حد يستعد الطرفان في المرحلة المقبلة  لتقديم التنازلات لانهاء حالة  الفراغ الدستوري وضرب موقع رئاسة الجمهورية الذي يعتبر رمزا للعيش المشترك في لبنان؟
وهل ستبقى الأطراف المتنازعة في لبنان لا تؤمن إلا بما تفرضه مصالحها ويمكنها ان تضحي من أجلها بالأمن والسيادة اللبنانية؟

ملاحظة:

نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..