السطور التالية، ليست وجهة نظر قابلة للنقاش، بل هي شهادة لله وللتاريخ، أضعها بين يدي القراء الكرام.
من الحاكم الجاسوس الذي أبلغ الاميركان عن دار النصر؟
في مدونتها غار عشتار، نشرت السيدة الفاضلة المبدعة، عشتار العراقية، وعلى الرابط http://ishtar-enana.blogspot.com/2011/03/blog-post_4048.html تساؤلا عن الحاكم العربي الذي أبلغ الاميركان عن دار النصر في العراق، لتقوم القوات الامريكية المعتدية بقصفه وتدميره في العدوان الثلاثيني عام 1991.
وأشارت في هذا الموضوع الى حديث للرئيس صدام حسين، عن الموضوع.
وأجدني في هذا المقام، ملزماً برواية شهادتي عن الموضوع.
في صبيحة يوم جمعة من أيام شباط- فبراير 1998 وبينما كانت الولايات المتحدة وحلفها المعادي، يسعون حثيثاً لشن عدوان غاشم جديد على العراق في إطار ما عرف حينها بـ "أزمة القصور الرئاسية" وضمن جهدها الوطني لإحباط العدوان ودحر المعتدين، نظمت وزارة الاعلام العراقية جولة، ميدانية وعلى الطبيعة، في القصور الرئاسية، للمراسلين الصحفيين العرب والاجانب العاملين في العراق أو المتواجدين فيه حينها، لدحض كذبة إخفاء أسلحة دمار شامل في تلك القصور والمواقع الرئاسية.
وبالفعل فقد جرت الجولة وشارك فيها السيد طارق عزيز، فك الله أسره، والدكتور همام عبدالخالق، الذي كان وزيرا للاعلام، وسكرتير رئيس الجمهورية عبد الحميد محمود .
وتجول المراسلون الصحفيون، ومنهم كاتب السطور، وبمعية المسؤولين الوارد ذكرهم، في القصر الجمهوري وملحقاته والمجلس الوطني (خلف وزارة التخطيط) وقصر السجود ومجمع الرضوانية قرب مطار صدام الدولي.
وبقدر تعلق الامر بمجمع الرضوانية، فقد كان المجمع يضم بيوتاً فخمة مكونة من طابق واحد وبعضها من طابقين، وليس قصوراً بالمعنى المتعارف عليه، بالاضافة الى قصر صقر القادسية وما يعرف بقصر التلة.
وخلال الجولة سعى المعنيون لدحض الفرية الامريكية وبدا ان المراسلين الاجانب، تحديدا، اقتنعوا ان هذه المجمّعات والقصور الرئاسية لاتضم مرافق لإنتاج أسلحة دمار شامل، مما كانت قرارات مجلس الامن تحرمها على العراق.
وتناول المراسلون وعددهم نحو 30 شخصا، بينهم مراسل شبكة سي ان ان الامريكية، بيتر ارنت، ومراسلة سمراء اللون لقناة امريكية، ربما سي بي اس (كانت تسأل اسئلة استخبارية واضحة عن مكان مكتب الرئيس في المجلس الوطني تحديدا، وكيفية حركته وتواجده في القصور) تناول الجميع طعام الغداء في مجمع الرضوانية بمعية المسؤولين المشار اليهم.
وخلال الجولة، قال سكرتير الرئيس ان الرئيس صدام حسين استضاف خلال قمة بغداد 1990، في دار النصر، الرئيس المصري، حسني مبارك، وان رؤساء وملوكا عربا اخرين استضيفوا في بيوت اخرى، وأومأ لمجموعة من المراسلين كانوا قريبين منه، ومنهم كاتب السطور، الى دور اخرى في المجمع مجاورة وقريبة.
وطبقا لرواية سكرتير الرئيس فقد تعرض دار النصر للتدمير، وأكد حينها ان مبارك أعطى إحداثيات البيت الى الامريكان، ليتولوا ضربه، مؤكدا أن الدور الاخرى في المجمع لم تصب اطلاقا.
وابلغنا السكرتير ان الرئيس صدام حسين، القائد العام للقوات المسلحة، كان يبيت في هذه الدار عشية معارك التحرير الكبرى، التي قصمت ظهر العدوان الخميني، في النصف الثاني من عام 1988 ومنها ينطلق الى قاطع العمليات المعني، مضيفا أن الرئيس أطلق على هذه الدار تسمية (دار النصر) تفاؤلا بها.
وقد ظنَّ مبارك الخائب، انه ربما يكون الرئيس صدام حسين، في هذه الدار أيضا عشية العدوان، فينتهي الأمر باغتياله قصفاً.
وأبلغنا سكرتير رئيس الجمهورية، أنه نظرا لأهمية المكان بالنسبة للرئيس، وللمعاني التي يحملها، فقد أمر الرئيس ، بعد عدوان 1991 الثلاثيني، بإعادة البناء على نفس الصورة التي كان عليها قبل العدوان، وهو ما تم بالفعل، حيث شاهدنا الدار وقد أعيد بناؤها وتأثيثها.
وكنت كتبت في هذا الموضوع حينذاك، ووصفت المخلوع حسني مبارك، في مقالات سابقة، بالجاسوس، ملمحاً الى دوره القذر هذا، وكنت أقصد هذه الحادثة بالضبط، كما انني كنت أتصور ان الحادثة معروفة وان المجرم معروف، إلا أنني اليوم، وبعد أن أعادتنا المناضلة العراقية، عشتار، الى هذه الحادثة- الجريمة، أحببت تسجيل هذه الشهادة التي أرويها لله وللتاريخ، وهي تسبق حديث الرئيس صدام حسين الموجود على موقع اليوتيوب في الرابط :
* ملاحظة: نشرت هذه المقالة، أول مرة بتاريخ 22 مارس 2011 في عدد من المواقع على شبكة الانترنيت، منها
وغير ذلك
وأعيد اليوم نشرها إيفاءً بوعد كنت قطعته للقارئ الكريم، فاروق طوزو، الذي علَّق في 14 مايو 2011 على مقالة (لا والنبي ياحسني) المنشورة هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق