بعث الينا الصحفي الكبير الاستاذ ضياء حسن مقالة عن المهام المطلوبة من النخب والكفاءات العراقية المهاجرة والمغتربة، ودورها في دعم صمود الشعب العراقي ومقاومته الباسلة ضد المحتل وعملائه.
وبسرور بالغ ننشر مقالة الاستاذ ابو هدى..
لا لصمت الكفاءات العراقية في الخارج
ولكن من المقصود وهل يجوز التعميم؟!!
ضياء حسن
وأود بداية أن أقول صراحة, وأعتقد هذا هو رأي الزميل وليد وكل من يتصدى لمناقشة موضوع كهذا, فإن الصمت الذي يشار إليه لا يشمل جميع الأخوة أصحاب الكفاءات الذين اضطرتهم ظروف العراق الاستثنائية الراهنة لأن يغادروا تراب الوطن حيث كانوا يستظلون بفيئ المحبة ودفء الأخوة وساحة العطاء العراقي الباذل في التباري لخدمة البلاد وإسعاد الأهل العراقيين .
لذا فإن الصمت المرفوض من وجهة نظري ليس صفة تلازم جميع من هم في الخارج وبمختلف اختصاصاتهم أي بمعنى لا يجوز التعميم , فهناك الكثير الكثير ممن أعطوا وبسخاء , وأدوا بأمانة من الادوار ما ألحق الأذى الكبير بالمحتلين كونه قد تناغم في التأثير فيهم كفعل بندقية المقاومين, المطاردة لمن تجاسر على السيادة الوطنية وأسقط حسابات من ظن خطأ أن أرض العراق ستكون مفروشة بالزهور والرياحين حين يدلفونها غزوا وغدرا وافتاءا طائفيا بتحليل خيانة الوطن, فاكتشفوا أن الموت كان ينتظرهم في كل ساحة وميدان فذهبوا للملمة أشيائهم وبدأوا بالرحيل فعلا , وإن جرى ذلك على مراحل , وبأسلوب البدعة التي تستبدل الوجود العسكري وبوجود مماثل ولكن بتسمية أخرى , بحسب ما اعلنه جو بايدن بصراحة لا تقبل التأويل عندما أكد في وقت سابق بأن واشنطن لن تنسحب من العراق بل ستستبدل الوجود العسكري بوجود دبلوماسي أمني واسع وفاعل عبر فعاليات (جمهوريتهم المصغرة) سفارتهم الباسطة نفوذها على عموم المنطقة الغبراء , بما فيها من مجلس رئاسة كارتوني ومن حكومة طائفية ومن مجلس ليس لنواب الشعب وانما لميليشيات الموت والنهب والأرهاب .
ولا شك أن الفعل الوطني كان سيعلوا اقتدارا في دحر المحتلين وفي تصعيد زخم الفعل المناهض لهم ولعملائهم في الداخل والخارج وفي تقريب ساعة التحرير لو أن حجما غير قليل من أصحاب الكفاءات بتنوع الاختصاصات آثروا الجنوح للصمت وكأنهم غير معنيين بما جرى وما يزال يجري للعراق والعراقيين وتناسوا ما يحملهم الواجب الوطني من مسؤولية الاصطفاف مع الجهد العراقي المبذول الآن ليكون لهم شرف المشاركة في التضييق على المحتلين وتسريع خطى رحيلهم وتصعيد الضغوط على العملاء بزيادة وتائر انهيارهم وبالتالي اسقاطهم نهائيا قبل فوات الأوان.
وعسى ان يتراجع كل من لاذ بالصمت عن صمته دون أن يبخس أحد أهمية الدور الذي يمكن أن يؤديه مهما كان حجم قدرته , فحجم التأثير يقاس بحجم المنتظمين فعلا في ترصين جبهة ملاحقة أعداء العراق , فقد علمتنا تجارب الوطن والأمة بأن النصر معقود دائما لفعل الجماعة.
وهذا ما يدعونا لأن نناشد جميع العراقيين المتواجدين في الخارج وفي المقدمة منهم أصحاب الكفاءات بتعدد الاختصاصات والقدرات المالية والدبلوماسية والعلمية والتقنية والثقافية والأدبية عموما والاعلامية والصحفية والفنية والرياضية بتنوع ابداعاتهم على الأخص , في الحث على مزيد من التوحد والحوار والتنسيق بينهم.
أما لأي هدف وكيف , فالأجابة على ذلك واضحة ولا تغيب عن بال الأصحاء , بل هي تتراءى لكل عين عراقية مبصرة لما يجب ان يؤديه صاحبها من جهد داعم لوقفة شعبه ووطنه في مواجهة الطغيان والعدوان ويعد فرض عين على كل عراقي وصولا الى تحقيق :
أولا- تصعيد وتائر تنظيم فعاليات الاسناد لتلك الوقفة في الداخل والخارج وبكل الوسائل والسبل المتاحة , وبما يحقق سلسلة متلاحقة من الأنشطة المتنوعة لتشكل حاضنة تضامن مع شعبنا في رفضه الصريح للعدوان والاحتلال الذي لم ينقطع يوما، وتطور ليأخذ صيغ التعبير عنها بانتفاضات غضب دائم اجتاحت العراق , منادية بطرد المحتلين وإسقاط الحكومة العميلة وهي الأحوج لتحرك الصامتين الجاد والملموس في دعم هذا التطور في ظرف دقيق يعيشه الشارع العراق الغاضب .
ثانيا - إغاثة أهلنا المحتاجين في غربة المنفى والذين تقطعت بهم سبل العيش , ليس الرغيد بل البسيط، ومعاناتهم في الحصول على مكان صغير وآمن , لا يكاد يأويهم, ونعرف جيدا كم هي هذه العوائل , متعففة وكبيرة في العدد وخصوصا من توفرت لها فرصة ولوج الحدود السورية والأردنية بأقل تكلفة قياسا على التكلفة الأعلى التي يقتضي توفيرها لمن إراد الوصول الى القاهرة أو صنعاء.
وأخص بالذكر عوائل شهداء العراق الذين وهبوا ارواحهم دفاعا عن العراق العظيم وعن حدود الوطن العربي الشرقية وكافأهم الحكام الطائفيون بإيقاف صرف رواتبهم وطاردتهم الميليشيات الطائفية إستجابة لطلب إيراني , فلجأوا الى الخارج طلبا للأمان وبحثا عن فرص عمل تعينهم على توفير مستلزمات حياة , متواضعة ولكنها كريمة ..
وقد اضطرتهم الظروف الأقتصادية الصعبة في بعض العواصم والمدن العربية التي لجأوا إليها لمد اليد للمنظمات الأنسانية طلبا للمساعدات الشحيحة , بينما تواجد ليس بعيدا عنهم عراقيون متخمة جيوبهم وحساباتهم البنكية بالمال العراقي الوفير ولا أقول الحرام , وإنما الحلال غير أنه ناتج نضح عراقي وفر لهؤلاء الأمن ولمشاريعهم الأمان تمثلت في الرعاية التي أحاطهم بها النظام الوطني وعززت شطارتهم في جني الثروات, في حين وجدناهم يتبارون في إقامة الدعوات الباذخة المنافقة على مدار السنة , ولو أنهم كرسوا جزءا معقولا من تكاليفها لإقامة مشاريع بسيطة توفر فرص عمل تستقطب أبناء هذه العوائل أو تقديم المساعدات العينية لمن يحتاجونها , لأسهموا فعلا في التخفيف من معاناتها , إعرابا عن عراقيتهم , لكنهم وجدوا في الصمت ملاذا للتغليس والتهرب عن أداء واجب وطني وانساني أكثر إلحاحا من أقامة ولائم بوس اللحى للمحسوبين على حرامية حكومة الفساد والمفسدين في العراق.
ثالثا – التعاون في توفير امكانات تأسيس المشاريع الاعلامية المضافة، التي تنأى بنفسها أن تكون دكاكين دعاية لهذه الشخصية النافذة أو خدمة هذا الاتجاه أو ذاك, بل لتنصرف للتعريف أكثر بالتطورات التي يشهدها الشارع العراقي وتبديد العتمة المفروضة على فعاليات المقاومة الوطنية والتعريف بمعاناة الشعب وكشف أبعاد المخططات التدميرية التي تحيط بالوطن التي تستهدف وحدته أرضا وشعبا , والاسهام الجاد في إثراء المبادرات التي تكشف نيات الناشطين الأن بالترويج لحملة تستهدف تزيين صورة المحتلين والادعاء بأن استمرار قواتهم في العراق لفترة اضافية كفيل بتوفير الأمن والأمان للعراقيين , وهي مغالطة كبيرة يدرك الأميركيون جيدا بان ليس بين أهل العراق من يصدقها , لأنهم تعرضوا وبمرارة لأبشع المجازر التي مرت بهم خلال الأعوام الثمانية الماضية في ظل وجود قوات المحتلين وبتورطها في العديد منها أو أغماض العين عنها .
وهم يتساءلون أي حجم من الموت والدمار ينتظرهم في الفترة الأضافية التي يروج لها الآن ,الأمر الذي لا يمكن إفشاله بالصمت وعدم المبالاة بل بتحرك مقابل يشارك في التعبير عنه جميع العراقيين في الخارج وليس جزءا منهم ليكون لهم الحضور الملموس الى جانب الشعب الذي ما يزال يتعرض للاغتيال والاجتثاث على يد مجرمين معروفين، ولكن الجرم المشهود يسجل ضد فاعل مجهول كالعادة أو يتوه في أروقة المسؤولين الذين يدعون أن التحقيق جار ولكن النتيجة لا تظهر أبدا .
وطبيعي لا يحسب المتخلف المغيب صوته وحضوره عن أداء الواجب على وفق الوصف الوطني المسؤول , الا بالممتنع عن التصدي لأفعال يعرف أنها مصممة لتنال من أبناء شعبه , وربما سيكون من بين ضحاياها مستقبلا من هو صديق أوجار أو قريب أو أحد أفراد عائلته أو هو ربما نفسه , فكل شيء محتمل ومتوقع مادام سجل المحتلين وعملائهم الطائفيىن مليء بأسماء ضحايا مستطرقين مجهولي الهوية وقاتليهم غير معروفي الهوية أو في عداد (خرج ولم يعد) أو قتل برصاص المحتلين أو أجتث - بكواتم صوت- الصفويين ومجازر الارهابيين التي تنفذ بإغماض من السلطة العميلة – التي سميت بحكومة الوحدة الوطنية - وعدم جدية المحتل في مطاردتهم وهم يتنقلون ويناورون في عموم مناطق القطر دون حسيب أو رقابة متابعة لحركتهم من منافذ الحدود وحتى مواقع تنفيذ المجازر .
فكيف يكتشف المجرمون وهم يمرون من خلال أجهزة فاسدة يمكنها أن تكتشف جسور أسنان أي مواطن يمر بها ولا تكتشف المسدسات بشهادة ضباط متخصصين في وزارة داخلية حكومة الاحتلال , واستمر الحال دون معالجة لسنوات واستمرت المجازر دون توقف وسجل فاعلها كما قلنا سابقا ضد مجهول ؟؟!
ونعتقد أن نهوض الأخوة العراقيين المتواجدين في الخارج بواجبات تتصل بسلامة الوطن ودعم وقفة الشعب في مواجهة التحديات الخطيرة التي تحيط به , هي ممارسات انسانية مدنية لا تعرضهم لأي إحراج أو مساءلة أمام السلطات المسؤولة في البلدان التي يتواجدون فيها سواء أكانت عربية ام أجنبية .
فهل نشهد إسقاطا للصمت غير المبرر الذي لف جمعا غير قليل منهم , وحان وقت خروجهم منه اليوم قبل الغد لممارسة دورهم المطلوب - كل واحد وحسب اقتداره- وفي وقت مناسب تشهد الساحة العراقية فيه الآن احتدام الصراع بين إرادتين , إرادة الحق الوطني العراقي وإرادة الباطل الأميركي الصفوي الذي لا يجيز للعراقي في أي مكان تواجد وتحت أية ذريعة أو تبرير ان يلوذ بالصمت ازاء سعي أهله أبناء الرافدين للخلاص من محتل جائر سلّط أصحاب العاهات الطائفية المستديمة للهيمنة على البلاد والعباد واستباحة الكرامات والتقاسم في نهب الثروات ؟!.
وعلى الرغم من أن الطريق لتحقيق هذا المطلب واضحة وسالكة ولا تتطلب الا البدء بخطوة أولى وسخية لا تتطلب من المتمكنين منهم سوى تكريس ما يصرفونه من مال باذخ على المناسبات الاجتماعية، اقصد حفلات عقد القران والزواج وغيرها، السعيدة وحتى مجالس العزاء (الفواتح) بأن يكتفى في جميع هذه المناسبات بتقديم البسيط من المتطلبات تعبيرا عن الاحتفاء بالمناسبة او استقبال المعزين لمن فقد عزيزا .
وهذا كفيل بتوفير مبالغ لا يستهان بها تخصص لهدف انساني يبدد معاناة العوائل العراقية العالقة في الغربة ويمد العموم بشعور مسؤول ومعمق لمبدأ التكافل بينهم , ليس بتقديم العون لمن يحتاجه من المتعففين حسب , بل لتوفير ما يمكن من تكاليف تنظيم فعاليات في محيط اقاماتهم بهدف إسناد أهلهم العراقيين في الداخل وإشعارهم بأن معاناة الغربة لم تمنعهم من استحضار قيم وقفتهم المتصدية لقوى الشر والعدوان العالمي، والنهوض بمهمة التعريف بالجرم الممارس ضد العراق وأهله.
وعبر ما يتوفر للمتواجدين في الغربة من كفاءات فكرية وأكاديمية ودبلوماسية واعلامية وأدبية وفنية وتقنية عالية الاقتدار تستطيع الانتشار في حال توفر الامكانات في المحيطين العربي والدولي للتعريف بمخاطر الهجمة اليانكية- الصفوية التي تعرض ويتعرض لها العراق على سيادة وأمن العراق وانعكاس ذلك سلبا على أمن واستقرار المنطقة العربية وعلى السلام في عموم العالم .
وحتما إن القيام بمثل مهمة هذه المهمة الوطنية ينعكس إيجابا على تعزيز علاقات التعاون والأخوة والانسجام بين جميع أهلنا المتواجدين في دول الغربة , وهو أمر مرحب به من قبل المسؤولين في تلك الدول , ويستدعي المبادرة لانتخاب حاضنة في كل بلد لتتولى تنظيم هذا الجهد وتحديد برنامجه وأبواب تغطية فعالياته على وفق ميزانية مقرة من قبل اجتماع عام للعراقيين المؤمنين بهذا المسعى , وبقدر ما يقدمه الأخيار من اسهام دال على استجابة واعية لواجب وطني وليس منة على أحد .
فلنتوكل, ولينطلق فعل التآزر النوعي الجديد بين العراقيين , والله راعيهم ومبارك سعيهم الوفي .
هناك تعليق واحد:
من رفيقآ لكم يعيش في المنفى
كم انت رائع ايها العراقي الاصيل الوفي للمبادئ عرفناك كما انت منذ نعومة اضافرنا وانت ذلك الرجل الرجل يا اباهدى عرفناك في عروس الثورات عام 963 وعرفناك بعدها عرفناك بعد الرده عرفناك بثوره 17 تموز وعرفناك خلالها فانت ذلك الوجه الصبوح تسعى من هنا وهناك في جبهات القتال في مقالاتك الفياضه بحب الوطن وقضيته عرفناك في مجال الرياضه قائدآ ورئيسآ لتنظيمات عربيه وقاريه عرفناك بعد الاحتلال وانت ذلك البطل الشجاع وقد قدمت عائلتك شهيدين في عمر الزهور رحمهم الله واصطفاهم ولحقنا بهم انشاء الله .... ادعو لنا ...
وكانك تقرأ عن بعد ما يفعله اخوانك في الخارج فاقول اطمئن فان الغالبيه العظمى من الكفاءات العلميه في هذا البلد الذي نحن فيه عندما يتقدمون ببحثآ علميآ يقومون بعرض سريع لما كانت عليه بغداد ... بغداد مدينه العلم من صور براقه لذلك العهد الزاهر ... وما وصلت اليه اليوم وبعد الاحتلال في العام 2003 لترى تلك الشرائح المثقفه وهي تستقبل ما تراه باستهجان لما وصل اليه عراقنا الحبيب وقد لمع هؤلاء العلماء هنا بما قدموه في العلم في فروع الطب البشري وهم يرفعون علم بلادهم ذو النجوم الثلاثه التي تفقئ بها عيون العملاء ممن يحكمون بظل اسيادهم والحديث يطول في هذا المجال فاليك نستعرض ذلك ليتطابق بجزء مما ذهبت اليه والى العراقيين اينما وجدو عليهم ان يعلنو بكل مناسبه عما يخبئ به ضميرهم والى النصر القريب واخيرآ اقول يالروعه الموضوع لنعمل معآ للتثقيف عليه وللابداع منه
إرسال تعليق