في خطاب له، في الكونغرس الامريكي، غير مؤرخ بدقة، يثير النائب عن ولاية تكساس الامريكية، رون بول، جملة من التساؤلات تخص الشأن الداخلي الامريكي، وتتحدث بإسهاب عن مخاطر العدوانية الامريكية العالم، وخاصة في الشرق الاوسط وافغانستان، وأماكن اخرى من العالم بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة.
ويبدو بول، في خطابه هذا، كما في جملة مواقفه في السياستين الداخلية والخارجية، صوتا نشازا بمواجهة آلة الاعلام والسياسة الامريكيتين الداعيتين للعدوان والتدخل في أنحاء العالم، وويفضح كثيراً من المخالفات الدستورية التي ارتكبتها الادارات الامريكية المتعاقبة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وقد يقول ان مواقف بول، هذه، تندرج في إطار مساعيه للترشح لانتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة المرتقبة العام القادم، ويمكن القول بأن هذا صحيح الى حد ما، ولكن الاكثر صدقية، هي انها أفكاره على مدى سنوات من مسيرته السياسية والعامة الطويلة، ويمكن إثبات صدقيته بموقفه من (اسرائيل) وهي كما معروف نقطة التقاء، لا خلاف عليها، بين كل الساسة الامريكان، في فترات التحضير للحملات الانتخابية ومابعدها.
وهنا يدور تساؤل مهم، حول مساعي تواصل العرب، حكومات ومنظمات وأفراد، مع هذا النائب الامريكي، وأمثاله من السياسيين والمفكرين الامريكان، وتزويدهم بمختلف المعلومات الموثَّقة حول طبيعة الدور الامريكي في العالم، ومدى الجرائم المرتكبة باسم الولايات المتحدة، بما يعرض أمنها القومي للخطر، ويسيء الى سمعتها ومكانتها العالمية، كدولة عظمى، وخاصة بقدر تعلق الامر بقضايا الامة العادلة، في العراق وفلسطين ولبنان، وغيرها، لإتاحة مزيد من وضوح الصورة في مواقفهم، والسعي لتشكيل جماعة ضغط عربية (لوبي) تهدف الى تخفيف حدة العدوانية الامريكية، التي يمكن، ببساطة، وصفها، بأنها تصرفات ثور هائج في متحف للخزف.ولمن لا يعرف رون بول، أدناه خلاصة مهمة لأفكاره ومواقفه السياسية والاجتماعية، ومسيرة حياته العامة.
رون بول (Ron Paul) (ولد 20 أغسطس 1935) سياسي وطبيب أمريكي وعضو جمهوري في مجلس النواب عن المقاطعة رقم 14 في ولاية تكساس. كان أحد المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري، وقد كان ترشح أيضا لخوض الانتخابات الرئاسية عام 1988 عن الحزب الليبرتاري (التحريريون).
درس رون بول الطب، وعمل طبيباً قبل دخوله الحياة السياسة. تتسم فلسفته بالمحافظة الليبرتارية والالتزام بالدستور ومحاولة تقليص سلطات الحكومة الفيدرالية إلى أدنى حد ممكن. يطالب بول بإلغاء ضريبة الدخل الفيدرالية وبإغلاق الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية كوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووزارة التعليم ونظام التأمينات الاجتماعية.
يقف بقوة ضد الإجهاض، إذ يعتبره قتلا لنفس بشرية، ولكنه في نفس الوقت يرفض سن قانون فيدرالي يعتبر الإجهاض قانونيا (أو غير قانوني)، وإنما يريد أن يترك التشريع في المسألة للولايات، فسن قانون فيدرالي في هذه المسألة، برأي رون بول، بيروقراطية لا داعي لها. وينطوي على مخالفة دستورية
يؤمن أيضاً بالعملة المغطاة بالذهب، ويطالب بإلغاء البنك المركزي الأمريكي، كما يعارض قوانين مكافحة الإرهاب التي أقرها الكونغرس بعد احداث 11 سبتمبر، مثل قانون الباتريوت (Patriot Act) باعتبارها اعتداءات غير مشروعة على حقوق المواطن الأمريكي الدستورية.
في ميدان السياسة الخارجية يدعو بول إلى ما يسميها (سياسة عدم التدخّل) ولهذا كان من بين ستة أعضاء جمهوريين فقط ممن صوتوا ضد إعطاء جورج بوش الابن الصلاحيات لغزو العراق، كما يعتبر بول جميع الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية، حروباً غير دستورية لعدم إعلان الكونغرس الحرب في أي منها.
يعارض بول أيضاً تقديم المساعدات المالية لأي دولة خارجية بما فيها (اسرائيل) وكان العضو الجمهوري الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد دعم (إسرائيل) أثناء عدوانها على لبنان عام 2006 وأيضا الجمهوري الوحيد الذي صوت ضد دعم (إسرائيل) في عدوانها على غزة 2008-2009.
في فبراير 2007 أعلن بول ترشيح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري. ونال شعبية واسعة بعد ذلك بين مستخدمي الانترنت، وقامت العديد من الجمعيات التطوعية لجمع التبرعات لحملته. وحصلت حملته على أكبر مقدار من التبرعات عن طريق الإنترنت في يوم واحد في تاريخ السياسة الأمريكية، حين جمع له متطوعون مبلغ 4,3 مليون دولار أمريكي يوم 5 نوفمبر 2007.
بتاريخ ٢٣ ابريل ٢٠١١ أعلن عن تشكيل لجنة فحص إمكانية ترشحه للرئاسة في انتخابات العام ٢٠١٢ المقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق