في أجواء الأزمة الخليجية الايرانية بشأن البحرين، أجاب الكاتب والباحث السياسي العربي الدكتور موسى الحسيني، عن تساؤل صحفي من الزميل الأستاذ سلام الشماع، حول احتمالات ان تقوم ايران بشن عدوان على إحدى أقطار الخليج العربي.
وقد بعث الدكتور الحسيني، لنا بالاجابة على بريدنا الألكتروني، مشكوراً..
وبدورنا ننشر إجابة الدكتور الحسيني وتحليله لتأثير الأزمة الداخلية في ايران، أو (الازمة) الايرانية الغربية بشأن البرنامج النووي الايراني، على احتمالات العدوان على إحدى أقطار الخليج العربي.ونأمل من القراء الكرام إغناء الموضوع بآرائهم وتعليقاتهم القيّمة، خاصة بعد أن طرح الدكتور الحسيني سيناريوهات عسكرية للرد الخليجي، حيث التساؤل عن إمكانية حدوث ذلك فعلا في ظل تراجع الوضع العربي الرسمي، وغياب العراق عن ساحة المواجهة مع ايران، وانشغال الأقطار العربية بهمومها ومشاكلها الداخلية.
مصطفى
..
ما هي احتمالات عدوان ايراني على واحدة من دول الخليج العربي؟
الدكتور موسى الحسيني
طرح الاستاذ الكاتب والصحفي سلام الشماع سؤالين للحوار والنقاش ، حول احتمال ان تقوم ايرن بمهاجمة احدى دول الخليج العربي ، وكانت مداخلتي، كما يلي :
س : هل تعتقد ان ايران تنوي، من خلال تصريحات مسؤوليها، العدوان على دول الخليج العربي، او هي تهيئ لذلك ؟
ج : من خلال الاستقراء العام لسلوك الدولة الايرانية ما بعد الشاه يمكن القول ان ايران تلجا عادة لتصعيد ازماتها مع دول الجوار العربي وحتى الدخول في حروب معها كوسيلة لحل ازماتها الداخلية ومحاصرة المعارضة في الداخل والقضاء عليها بحجة ان الحرب لاتسمح بالخلافات، وايران تعيش عدة ازمات خانقة حاليا ، لعل اهمها :
- الخلاف العميق بين خامئني ونجاد ، قد يدفع الاثنين للتسابق على العدوان على دول الخليج العربي كوسيلة لتصفية الحسابات مع الاخر من خلال الاندفاع او التظاهر بالاندفاع على الحرص على المصالح الوطنية الايرانية واعادة الامجاد الكسروية .
- كما ان تفكك جماعة اتخاذ القرار الذي تعكسه هذه الازمة، وتشتت القرارات قد يعطي الفرصة لضابط متطرف ليقوم ببعض التحرشات التي يمكن ان تتصاعد الى حالة حرب وعدوان .
- تململ الشعوب المضطهدة في ايران واستعداداتها للانتفاض والثورة كما هو الشعب العربي في الاحواز والاكراد في الشمال. والاحواز هي اهم مصادر ثروة ايران وأغناها من خلال تركز الثروات النفطية في المنطقة، وموقعها الاستراتيجي على الخليج العربي .
- قد تحسب جماعة اتخاذ القرار الايرانية انشغالات العالم واميركا بمجريات الاحداث في الوطن العربي، مما يصور لهم ان الوقت اكثر ملاءمة للمضي في تحيق اطماع ايران بالمنطقة .
- حالة الحصار الدولي على ايران بسبب برنامجها النووي قد يدفعها للعدوان كوسيلة للضغط على القوى الدولية لفك الحصار، لأن مثل هكذا عدوان قد يهدد امدادات النفط لاميركا واوربا ، فتحاول ايران ان تستعمل هذا التهديد عاملا للمساومة والتفاوض لرفع الحصار وانهائه.
بالمقابل قد يكون هناك من الحكماء داخل جماعة اتخاذ القرار ومستشاريهم ليوضح لهم الوجه الاخر لنتائج الحرب وسلبياتها ، كردة فعل الدول العربية من هكذا عدوان، وقد يكون رد فعل القوى الدولية اكثر شدة وحدّة، فتتخذ اميركا هذا العدوان مبرراً لتنفيذ تهديداتها بضرب المفاعلات النووية الايرانية، ما يمكن ان يشكّل كارثة ودماراً لايران اذا كانت هذه المفاعلات قد خصَّبت كميات كبيرة من اليورانيوم، او انها صنعت فعلا قنبلة نووية.
كل ذلك قد يشجع الشعوب المضطهدة والمقموعة وخاصة عرب الاحواز للمضي في الثورة واعلان تحرير اقليمهم. واحتمالات ان يلاقي ذلك دعماً وتشجيعاً عربياً واسعاً ، كما هو الدعم الذي يمكن ان تقدمه القوى الدولية العظمى لعرب الاحواز، لا حباً بهم بل تنكيلاً بايران .
ومع هذه الحسابات العقلانية قد تكتفي ايران بتصعيد تصريحاتها الاستفزازية وخلق حالة من التوتر والخوف في المنطقة، دون ان تتجرأ لتصعيد ذلك الى حالة حرب وعدوان . لكنها ستلجأ عندها لتحريض تابعيها وعملائها لإشاعة التخريب في المنطقة في محاولة لزعزعة استقرار الدول العربية.
س 2 : ماالذي يمكن ان تفعله دول الخليج العربي أزاء مثل هذا العدوان ؟
ج : كأي دولة او مجموعة دول عليها الاستعداد لمثل هذا العدوان بخطط مسبقة والتي يفترض ان تتضمن نقل المعركة الى ارض العدو من خلال:
- تفعيل دور القوة الجوية والصاروخية لدول الخليج العربي لتضرب في العمق الايراني وبقوة رادعة.
- اعداد القوات الخاصة من صاعقة ومظليين لتنفيذ انزالات داخل الارض الايرانية وتدمير خطوط المواصلات العسكرية، والمنشآت الحيوية الايرانية وتكبيدها خسائر فادحة لإجبار ايران للتراجع عن عدوانها ووقفه بأسرع وقت ممكن.
- تطوير سلاح الضفادع البشرية لمواجهة ومباغتة القوة البحرية الايرانية، وإحداث اكبر قدر ممكن من الخسائر بها وشلِّ قدرتها باستخدام الاسلحة المضادة المناسبة لذلك .
بغير هذا لا اعتقد ان دول الخليج العربي ستكون قادرة في الدفاع عن استقلالها ومصالحها، فايران تحاول ان تستغل ضعف بعض هذه الدول لتحقيق اطماعها التوسعية .
واذا احتلت ايران اي دولة عربية خليجية او جزء من اراضيها سوف لن تنسحب ما لم يكن هناك من القوة العربية ما يكفي لإلزامها على الانسحاب، وتجربة الاحواز، والجزر العربية الثلاث خير مثال، لم تختلف بهذا ايران المتأسلمة عن الشاهنشاهية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق