موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 17 يونيو 2011

ما هو الخطر الذي يتهدد التونسيين بعد 10 أيام ؟


بينما تكون الشعوب في حالة ثورة، ثمة أخطار عدة تحدق بها، خاصة اذا كانت فيها ثمة مناطق رخوة، تنفذ إليها ومنها، ومن تلك الأخطار ما يهدد تونس وثورتها ومستقبلها.


الكلام عن الماسونية في تونس ليس جديداً، إذ يعود كثير منه الى أيام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي شاع كثير من الكلام عن انتمائه الى الحركة الماسونية، ورعايته لنشاطها في المغرب العربي.
الشعار الماسوني في أعلى برج الساعة بشارع بورقيبة في تونس العاصمة
وفي أعقاب الثورة التونسية، التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، بدأت الحركة الماسونية تنشط بالعلن، بعدما كانت حركتها سرية في السابق.
وسبق لحزب المجد التونسي أن حذر من محاولات تجري لإخراج نشاط الحركة الماسونية في تونس إلى العلن، ودعا الحكومة إلى توضيح موقفها بهذا الشأن
وقال إنه يسجل بكل قلق المعلومات التي وصلت إليه من جهات مطلعة مفادها أن مجموعة ماسونية تونسية تنوي الشروع في الخروج للعمل العلني، وذلك تحت رعاية بعثة ماسونية فرنسية وبحضورها .
وتلفت عدة مواقع ومدونات تونسية الأنظار الى مخاطر النشاط الماسوني في تونس، مثل: خواطر تونسي حر و الشعب التونسي.
والجديد في الأمر ما تسجله مقالة الكاتب الصحفي التونسي المعروف الناصر خشيني المدرجة في أدناه، والتي بعثها الينا على عنوان المدونة الألكتروني، ونحن إذ ننشرها اليوم، ننبه الى حقيقة ان تونس ومصر، وهما القطران العربيان اللذان شهدا ثورة شعبية أطاحت بنظامي الحكم فيهما، مرشحين، بقوة، الى خطر التعرض للهجمة الماسونية، بهدف سرقة ثورتيهما وتحويلها الى وجهة أخرى لا تخدم مصالح الشعب العربي في القطرين.

وجهات نظر
...

الناصر خشيني

يوم الاثنين 27 جوان الجاري لن يكون يوما عاديا بالنسبة للتونسيين. المسألة ليست لها علاقة مباشرة لا بحكومة الباجي ولا بالهيئة العليا ولا بالانتخابات. انها وبكل بساطة تاريخ انطلاق اكبر هجمة شرسة ستتعرض لها البلاد ومصالحها العليا من طرف الماسونية وما ادراك ما الماسونية. هذا التنظيم السري العالمي الذي ارتبط اسمه تاريخيا بالمؤمرات الهدامة والفوضى والخراب والاستيلاء على كل الثورات الشعبية يعلن على الملأ وتحت مراى ومسمع من الجميع ودون تستر أنّ اول اجتماع عام لمحفل تونس الماسوني سيكون يوم 27 جوان الجاري.
والمصيبة ان البلاغ الذي رافقه إنشاء صفحة خاصة بالمحفل المشبوه صدر على الفايسبوك وعلى المدونات المرتبطة بالماسونيين وتضمّن التاريخ والمكان والزمان والمعنيين بالحضور وموضوع الاجتماع.
وهنا يستحضرني سؤال جوهري الى السيد الباجي والى السيد الحبيب الصيد وزير الداخلية. كيف تم الترخيص القانوني للمحفل الماسوني بتونس؟ لماذا لم تنشر الوزارة بيانا في منحه الترخيص كما جرت العادة بذلك؟
ثم لنتساءل كيف لوزارة الداخلية ان تمنح الترخيص لمجموعة لا تخضع لقانون الجمعيات لانها تفرض السرية المطلقة على نشاطاتها وتمنع الغرباء من معرفة ما يدور بداخلها كما انها لا تقبل النساء وتوجب على الجدد طقوس غامضة فيها شرط يوجب العقاب والحظر وهو التعهد بعدم البوح باسرار التنظيم وإلا عرّض نفسه للقتل من ابناء المجموعة؟ ام ان المحفل الجديد يعمل دون وجه شرعي ودون إعلام مرجع النظر وترخيصه وستكون حينها الطامة الكبرى؟ أم انه كان ينشط بترخيص مع التستر على انشطته؟ هنا المصيبة اكبر، فاذا كان كل من بورقيبة وبن علي وهما من هما لم يسمحا للماسونية بالظهور العلني فكيف يسمح لهما وزير اول حكومة الثورة؟ هل افتراض وجود علاقة ما بين حكومة الباجي ومن قبله الغنوشي والماسونية افتراض بعيد عن الواقع؟
عندما تكلمنا في مناسبة اولى عن خطر الماسونية على ثورة تونس اتهمنا البعض بالخيال المؤامراتي المريض ثم قمنا في مقال ثان وثالث(Eclaireur Tounsi )  بتناول الابعاد الخطيرة للزيارة التحضيرية لوفد المحفل الماسوني بباريس الى تونس يوم الاثنين 11 افريل الماضي قصد تركيز مقر دائم لمحفل تونسي كل ذلك كان للفت نظر شباب الثورة والشعب التونسي الى الخطر الداهم الذي تمثله تلك المنظمة خفية النشاط غامضة الاهداف.
وتجدر الاشارة هنا الى أنّ نشاط الماسونيين لم ينقطع بتونس طيلة الاشهر الماضية حيث كانوا يجتمعون كل يوم 13 من كل شهر بضاحية المرسى بالمقر الرئيسي لجمعيات الروتاري بتونس وكان يحضر معهم، وهو الخطير، وفد منظمة ايفاس الامريكية وممثلين عن سفارة فرنسا بتونس.
تلك الاجتماعات كانت مستترة وبعيدة عن الاضواء اما الان فالوضع تغير كثيرا. إذ بداية من 27 جوان الجاري ستكون الاجتماعات معلنة وفي مقر منفصل يحتضن المحفل الماسوني التونسي بحي النصر 2 باريانة وبتاريخ شهري معلن وهو الاثنين الاخير من كل شهر.
سؤال يتبادر للذهن : ما معنى التنسيق بين ايفاس والماسونيين التونسيين والسفارة الفرنسية؟ ومن هي ايفاس؟
ايفاس هي في المعلن منظمة امريكية تمولها الحكومة الامريكية تهتم بالانتخابات في كل بلاد العالم النامي تنظيما وإجراء وتشريعا وهي في حقيقتها ذراع من اذرع المخابرات الامريكية وتتبع المنظمة القومية الامريكية التي تعرف بـ " ن.ا.د. " وكلا منهما يعمل على الاتيان بحلفاء للولايات المتحدة وللصهيونية عبر التدخل الخفي في الانتخابات .
منذ سنوات قلائل تم فضح دور ايفاس الخفي في انتخابات جيورجيا واوكرانيا وهايتي وغيرها من مناطق العالم (اوروبا الشرقية واسيا الوسطى) أسس ايفاس جورج بوش الاب وتشرف على هيكلتها وتمويلها الحكومة الفيدرالية . ما علاقة كل ذلك بتونس؟ هنا نمر الى صميم الموضوع. ايفاس دخلت تونس مباشرة بعد الثورة موفدة من حكومة واشنطن وبتنسيق كامل مع حكومة الغنوشي.
ماذا اكتشفنا؟ إنّ كل التوصيات التي اقرتها تقارير ايفاس المرسلة الى واشنطن حول تونس والصادرة في 5 فيفري قد طبقها الباجي الذي تسلم الوزارة الاولى في 28 فيفري بحذافيرها.
من بين التوصيات تشكيل هيئة لمناقشة القانون الانتخابي وتشكيل لجنة مستقلة تشرف على الانتخابات واعتماد المناصفة بين الجنسين واقتراح عياض بن عاشور بالاسم ليشرف على صياغة القانون الانتخابي الجديد.
واما وثيقة العهد الجمهوري فكانت من اقتراح منظمة فريدوم هاوس التي تكلمنا عنها مطولا في مقال سابق (مقال على صفحة اكليرور تونسي، 7 جوان) وهي منظمة تعمل بتوصيات الاستخبارات الامريكي وكان قد فرض الامضاء على تلك الوثيقة المشبوهة مدير البرامج الاقليمي بالمنظمة وهو عضو الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة.
إن الاجتماع المزمع عقده في 27 جوان الجاري هو صفحة سوداء في تاريخ تونس مفرداتها، مخيفة كالمجهول والخراب والفوضى، وهو في خطورته شبيه بالمؤتمر الافخارستي الذي قاوم انعقاده المناضلون الشرفاء ايام الاستعمار الفرنسي، و المفارقة المضحكة المبكية انه كيف يتسنى للتونسيين مقاومة الافخارستي ايام فرنسا ولا يستطيعون مقاومة انعقاد المحفل الماسوني زمن الاستقلال وايام الثورة والحرية؟
ان 27 جوان هو انطلاقة محمومة للدسائس والمؤامرات والمخططات المريبة المرتبطة بالاستخبارات الامريكية والصهيونية .
كل هذا يوحي بصدق ما قاله كثر من ان الحكومة الحالبة والسابقة مخترقة وبأن الهيئة العليا مخترقة وبأن لجنة الانتخابات مخترقة،  فماذا بقي للتونسيين ؟
في الختام تجدر الاشارة الى ان أعضاء المحفل الماسوني التونسي سيتكوّن من مديري واعضاء نوادي الروتاري وتامينات الليونز ورجال اعمال كبار - لا ننسى المصادر التي اشارت الى الارتباطات الماسونية لكمال اللطيف منذ السبعينات- وديبلوماسيين ووزراء سابقين واكاديميين واعلاميين ورجال قانون وعلم اجتماع وسفراء سابقون باليونسكو وموظفون سامون بالامم المتحدة ومديري بنوك وباحثين بمراكز بحث اجنبية، ويبدو ان دائرة المنخرطين ستتسع وسيتسع معها الخطر الداهم.
واذا كان ارتباط بعض الاعلاميين بقناة نسمة بالماسونية امرا مفهوماً لطبيعة تمويل القناة، فما لا نيستطيع ان نفهمه كيف لصحفية بدار الصباح وبجريدة لوطون ان تكتب مقالا طويلا عريض للدفاع عن الماسونية ولتبرئتها من التهم الثابتة عليها. المقال موجود والصحفية اسمها هاجر عجرودي والعدد لـ 24 افريل الماضي، هذا الذي اصبح يزين الان الصفحة الرسمية لمحفل الشرق العظيم ببيروت والصفحات الفرنسية التابعة للماسونية.
وللتاريخ، على التونسيين الا ينسوا ان الوزير الاكبر الذي مهد لوثيقة الاستقلال ببنودها السرية التي لم يكشف عنها حتى الان والذي هيأ عودة بورقيبة في 1955 لم يكن الا محمد صالح مزالي احد اكبر اعضاء الماسونية انذاك.
قد يعيد التاريخ نفسه ولكن علينا ان نتذكر ان هذه المنظمة تعادي كل خط وطني حقيقي وتعمل بالتالي على الارتهان بالقوى الكبرى والصهيونية العالمية وتركز دائما على إيصال احد اعضائها او اكثر الى السلطة ولن يكون اختيار الشعب الا آخر اهتماماتها.
في كلمة، ثورة الاحرار في تونس سرقها "البناؤون الاحرار".

ما هو الخطر الذي يتهدد التونسيين يوم ٢٧ جوان الجاري ؟


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..