موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 20 يونيو 2011

كيف نقرأ هذا الخبر؟

صياغة الأخبار فن أساسي من فنون العمل الصحفي، بل ان البعض يعتبره أهم الفنون الصحفية على الإطلاق، إذ تبقى للخبر أهميته التي ينفرد بها، لأنه الأساس الذي تبنى عليه الفنون الصحفية الأخرى من تقرير وتحقيق ومقالة.


وبينما تستعد القوات الأمريكية المقاتلة في العراق الى الانسحاب منه، لتستبدل باحتلال خفي مستتر، من نوع آخر، يأتي هذا التصريح من وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، الذي سينصرف بعد فترة قصيرة ليحل محله آخر.
وإذا كان البعض يقرأ هذا التصريح على انه محاولة لاتهام ايران بالعبث في العراق، وكجزء من الحملات الاعلامية بين الادارة الامريكية والنظام الايراني، فإنني أقرأه بشكل مغاير.
أقرأ هذا الخبر على أنه محاولة لسرقة الانجاز الهائل والتاريخي للمقاومة العراقية، بكل فصائلها، والتي جعلت المحتل الأمريكي ينزف دماً غزيراً ويتكبد خسائر مادية فادحة تجاوزت في قيمتها الإجمالية أكثر من ألف مليار دولار، وجعلت من صورة أمريكا وجيشها الرهيب، أضحوكة في العالم.
انه محاولة مفضوحة لسرقة هذا الانجاز التاريخي، وتسليمه هدية على طبق من ذهب، كما تم تسليم العراق كله، للمحتل الايراني المستتر والعلني في آن معاً، ليأتينا بعد ذلك من يتبجح بالقول، ان العدو الأمريكي المحتل اعترف بدور ايران والجماعات التابعة لها في دحره.
كلنا يعرف الأدوار الايرانية الخبيثة في العراق، وكلنا يعرف ان طهران تدعم ميليشياتها العديدة، حتى المتناحرة منها، وعناصرها المختلفة، بدءا برأس هرم السلطة العميلة المتحكمة بالعراق المحتل، ممثلا بالعميل الايراني التاريخي جلال طالباني، وانتهاء بأصغر موظف في أبسط مؤسسة حكومية.
ولكن ميليشيات ايران وذيولها في العراق المحتل، على اتفاق كامل وتنسيق دائم مع الغازي الامريكي، الذي يسعى الى الانسحاب والاستقرار في قواعد عالية الجدران، ليترك خليفته الايراني يصول في الشارع العراقي.
ان تجربة السنوات الثماني ونصف من احتلال العراق، أثبتت وبمئات الشواهد، عدم تقاطع المشروعين الاحتلاليين الايراني والامريكي في العراق، بل أثبتت انسجامهما وتطابقهما وتخادمهما في أحيان كثيرة، وان أي موقف او تصرف أو قول بخلاف ذلك انما هو موقف اعلامي أو مرحلي فرضته تفاصيل بعينها، دون أن يعني خلافاً في الاهداف الاستراتيجية المتمثلة بتدمير العراق واستباحته.
لقد أنجزت المقاومة العراقية، التي لاتنتمي الا الى العراق الواحد، ما أنجزت، في فعل جبار ستكون له آثاره البالغة على المسيرة الانسانية، وستقطف بإذن الله ثمار ذلك قريباً، وهو انجاز يعرفه شعب العراق جيداً، ويعرف من هم صُنّاعه، ومن هم أبطال هذه الملحمة التاريخية، ويعرف تماماً من دافع عنه وبذل دون ذلك دماً غالياً ومالاً عزيزاً، ومن سلَّم رقبته للجزار الايراني والذباح الأمريكي.
ان شعب العراق الواحد، هو صاحب هذا الانجاز التاريخي الفذ، الناجز بعون الله، وان أي محاولة أخرى لسرقة هذا الفعل الجبار، ستجد من أفذاذ العراق ومقاوميه البواسل، ما يليق بها من رد يجعل الأمور في نصابها التاريخي الصحيح.

هناك تعليقان (2):

غفران نجيب يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
لم يدرج نص التصريح المشار له ولو انه اتضح ضمنا من سير التعليق عليه ولكن مهم جدا ابرازه للاستفادة والتعقيب .تحياتنا.

مصطفى كامل يقول...

شكرا للاهتمام، ولو تم الضغط على كلمة التصريح الواردة باللون الاحمر في الفقرة الثانية من المقال لامكن الاطلاع على التصريح المقصود.
مع التقدير

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..