موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 12 يونيو 2011

أخلص لشعبه فكافأه بالمزيد..

أصبح رجب طيب أردوغان، وحزبه، العدالة والتنمية، بدعاً في الحياة السياسية التركية، إذ لم يرد في ذهن أكثر المراقبين تفاؤلا، أن يتمكن حزب لم يمض سوى 15 شهراً على تأسيسه من اكتساح البرلمان، والحياة السياسية العتيدة في تركيا ليتمكن من تشكيل حكومة منفردة. كان ذلك في العام 2002.


وتمضي الأيام وهاهو أردوغان، وحزبه، يفوزان بولاية ثالثة، بعد أن حقق حزبه نتائج مفاجئة فاقت أكثر استطلاعات الرأي تفاؤلاً.

كانت اسطنبول، وهي رأس مال تركيا، واهم مدنها، تعاني العطش، صيفاً وشتاءً، وظلت هذه المدينة العريقة الساحرة، بملايينها الخمسة عشر تعاني العطش، لعقود طويلة، حتى اذا جاء أردوغان رئيساً لبلديتها، انتهت شحة المياه، وارتوت المدينة المقسَّمة على قارتي آسيا وأوروبا.
وكان الساسة التقليديون يعيثون فساداً وإفساداً، وتزكم فضائحهم الأنوف، فلما جاء أردوغان وحزبه، رأينا لأول مرة سياسة نظيفة، قائمة على الالتزام بمصالح البلاد والعباد.
وكان الاقتصاد التركي يتراجع يوميا، والعملة تعاني تضخماً وتدهوراً في القيمة لا نظير له، ومديونية البلاد الخارجية ترتفع كل ساعة، بل ان تركيا كانت على شفا انهيار اقتصدي مريع، حتى اذا جاء أردوغان وحزبه، استقرت الاوضاع الاقتصادية، وتوقف تدهور العملة، وسددت مليارات الدولارات التي اقترضها الساسة الفاسدون من قبل، من دول العالم، وصار الأتراك، يحتفظون بعملة بلادهم في الجيوب والبنوك، ولا يحرصون على الاحتفاظ بالدولار او اليورو، وانتعشت الأعمال وأصبحت تركيا قوة اقتصادية كبرى لايستهان بها، تتبوأ المكانة السابعة عشرة بين اقتصادات العالم المتقدم.
وكانت تركيا تحت حكم العسكر، الذين يديرون الأمور من وراء الستار، وكانت ديمقراطيتها مطعون فيها، فلما جاء أردوغان وحزبه، وضعوا المؤسسة العسكرية في مكانها الصحيح، ورسموا خارطة طريق نحو ديموقراطية حقيقية، وهم يعدُّون لدستور مدني عصري، تحترم فيه حقوق الانسان، وتصان كرامة الأوطان.
وكانت مكانة تركيا السياسية وتأثيرها، تتراجع، بسبب لهاث الساسة التقليديون وراء الانضمام للاتحاد الأوروبي والسعي وراء سراب المصالح المتوهمة مع اسرائيل، حتى إذا جاء أردوغان وحزبه، أعادوا الاعتبار لبلادهم، وجعلوها قوة مؤثرة في المحيط العربي والاسلامي والأوروبي، حتى وإن كانت ماتزال خارج الاتحاد الأوروبي، وحتى صار التركي، يجتاز حدود 86 دولة في العالم، دون تأشيرة دخول، وتطمح حكومته للمزيد.
أظهرت نتائج اخر استطلاع رأي عالمي أجراه مركز الدراسات الاميريكي PEW أن نسبة الزيادة في الرضا الشعبي من الواقع التركي تزايدت في عام 2011 عما كانت عليه في عام 2002 بـ 12 ضعفا.
ففي الوقت الذي كانت نسبة الرضا العام في تركيا في 2002 تقدر بـ 4 % أصبحت في 2011 تقدر بـ 48 %.
نعم هكذا كانت تركيا في ظل ساستها التقليديين، الغارقين في فضائح النساء والخمور والقمار والفساد المالي، وهكذا أصبحت تركيا في ظل ساستها الجدد، المسلحين بعظمة تاريخهم، والمتطلعين الى غد أفضل.
لم يحدث في تاريخ تركيا المعاصر، ان تفرَّد حزب بتشكيل حكومة لثلاث مرات متتالية، غير حزب العدالة والتنمية، ولم يحدث في تاريخ تركيا، أن فاز حزب بانتخابات بلدية لثلاث مرات متتالية، غير حزب العدالة والتنمية، ولم يحدث في تاريخ تركيا، أن فاز حزب بإقرار تعديلات على الدستور، لمرتين متتاليتين غير حزب العدالة والتنمية، ولم يحدث أن اجتاز حزب لم يمض على تأسيسه سوى 10 أعوام، تسعة انتخابات برلمانية وبلدية واستفتاءات دستورية، وفاز فيها جميعاً، غير حزب العدالة والتنمية.
نعم، أصبح حزب العدالة التنمية، بدعاً في الحياة التركية، فقد حقق هذا الشاب القوقازي الأصل، القادم من ولاية رِزه الفقيرة البعيدة على شواطئ البحر الأسود القصية، الذي كان يعتاش من بيع البطيخ، ولعب كرة القدم، حقق، مع رفيق دربه الأمين، عبد الله غُل، معجزة كبرى اسمها تركيا المعاصرة، وصار علامة فارقة في تاريخ بلاده، وأجزم ان اسمه سيوضع في تاريخ تركيا الجمهورية، باعتباره نقطة فاصلة يؤرخ بها ومعها.
لقد أخلص قادة "العدالة والتنمية" لشعبهم، فكافأهم شعبهم بالمزيد، ومنحهم 50 % من أصواته، وتذكرة مفتوحة للمستقبل، أيضاً.

هناك 3 تعليقات:

Anonymous يقول...

لماذا كل هذا التمجيد برجب طيب أردوغان ؟ اليس هو من قبل يد السيستاني ؟ اليس اردوغان نفسه اوعز للشركات التركية بنقل الاسلحة والعتاد والمؤونة للجيش الامريكي بعد ان ضاعت عليهم فرصة الكعكة العراقية ؟ سوف تقول بأن تركيا الوحيدة التي لم تسمح للجيش الامريكي ان يستخدم الارض التركية وقواعدها العسكرية في الحرب لكن ساجيب بان تركيا كانت تريد احراج امريكا وتجعلها تدفع اكثر الا ان امريكا غيرت خطتها العسكرية .
ايضا سؤالي لماذا كل هذا التمجيد بحزب العدالة والتنمية ؟ اليس هم الاخوان المسلمين انفسهم ؟ وذلك يعني انهم الحزب الاسلامي وذلك يعني انهم اصحاب مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تريده امريكا واسرائيل

مصطفى كامل يقول...

الاخ غير المعرف
مع احترامي لوجهة نظرك، هذا ليس تمجيدا بأردوغان، فهو مثل سائر الساسة له اخطاؤه وله حسناته، وانما هذا استعراض لما انجزته حكومات حزب العدالة والتنمية خلال مدة قصيرة، وهي خلاصة مشاهدات ميدانية وخبرة تمتد لسنين طويلة بالواقع التركي.
أما موضوع تقبيل يد السيستاني، فهذا لايمكن ان يكون، ولو جئت لي بصورة، على ذلك، لقلت لك اسأل الفوتوشوب عنها؟
أما زيارته للسيستاني، فانا أرفضها ولكنني اعلم ان لها غرضا اخرا، ليس كما تتصور.
لماذا رفضت تركيا السماح لأمريكا باستخدام اراضيها في العدوان على العراق، لان شارعها يرفض ذلك، وهذه حقيقة، لا يمكن نكرانها.
موضوع نقل المؤن للجيش الامريكي، اعتقد انك تعني الاستفادة من قاعدة انجيرلك في هذا الصدد، وهو جزء من البراغماتية السياسية التي يتمتع بها أردوغان، والتي ارفضها وانتقدها تماما.
موضوع الاخوان المسلمين، هذا موضوع شائك، ثم ان الاخوان المسلمين ليسوا نسخة واحدة، في كل مكان، وحتى في العراق، فهم ليسوا سواء، منهم مع الحزب الاسلامي، ومنهم قيادات مهمة ترفض الحزب الاسلامي، وتوجهاته.
واعتقد ان اردوغان ترك هذا الموضوع، وان كان يتمتع بعلاقات جيدة معهم.
ارجو ملاحظة انني لم أشد بسياسته الخارجية، بل لم أتكلم عنها، الا باشارة بسيطة، وانما تكلمت عن مسائل داخلية، اجتماعية وخدماتية واقتصادية، ونتائجها في الواقع التركي ملموسة تماما، وانا اعرفها.
وهذا هو السر في انه يحصد كل هذه النجاحات في الداخل رغم انني اعرف جيدا مدى شراسة الحملة المضادة له في الداخل من الاحزاب والقوى والتيارات الاخرى.
موضوع ان الاخوان المسلمين هم اصحاب مشروع الشرق الاوسط الكبير، فهذا لا اعرفه والله، انا اعتقد ان اصحاب هذا المشروع هم امريكا والصهاينةوبعض العملاء المتحكمين في أقطارنا العربية.
واذا كان لديك ما يثبت ذلك، فأرجو ابلاغي به، وانا مستعد لنشره، في هذه المدونة، وباعتزاز كبير.
اتمنى ان يكون جوابي مناسبا لأسئلتك، مع تقديري

Anonymous يقول...

رحم الله امرئً عرف قدر نفسه

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..