موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، لعنة العراقيين تطارد العدوانيين 2

الحلقة الأولى هنا

 ضياء حسن
وأعود لطرح السؤال الذي اختتمت به الحلقة الاولى من مقالي وهو: هل من مستجد في موقف ادارة باراك أوباما من العراق, وما هي الاحتمالات سلباً ام إيجاباً؟!



لا اريد ان أبني توقعاتي فقط بتأثير ردة فعل من أوسع غزو احتلالي شهده العالم منذ هزيمة الولايات المتحدة في الحرب الفيتنامية، انما اكثر منه دموية وحشدا للدول المشاركة بالفعل العدواني الاميركي  كما ترويه حقائق ما تعرض له وطننا وشعبنا، والتي لم تتغير بعد ولن تتغير اطلاقا بحسب النوايا العدوانية التي يضمرها البيت الابيض للعراق والعراقيين لأن وقفتهم المتصدية لهذه العدوانية عطَّلت ولفترة زمنية مساعيهم  لاستكمال مخططهم العدواني الشامل لعموم المنطقة العربية, وانما سأبني تصوراتي استنادا الى الحقائق المعاشة على الارض فأغوص في رؤية ادارة اوباما للعراق _المحرر_ على فق قانون تحرير العراق الذي شرعه الكونغرس الاميركي استنادا لقراره المرقم 2525 لعام 1998 باقتراح من الديمقراطي جون بايدن نائب اوباما منذ اربع سنوات والذي عاد مجددا للموقع ذاته وهو يحمل تحت (ابطه) ملف العراق المتسخ بولاية اميركية-فارسية! 
واجدني مضطرا ان ألحق سؤالي الاول الباحث عن جواب حول امكانية حدوث مستجد في الموقف الاميركي ازاء العرا ق بتكملة تقول (( ام سيبقى بايدن متمسكا بالوصاية على الشان العراقي ))!! وعلى الاخص بعد اعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا بولاند عن رغبة هيلاري كلنتون الوزيرة الحالية برؤية يوم تسليم مهمتها لمن يخلفها لتعود الى حياة ,,مدنية,, كي تاخذ قسطا من الراحة حيث من المتوقع ان يتم قبل اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية؟؟! واضع اكثر من خط احمر تحت رغبة هيلاري بالعودة الى ((حياة مدنية)) فهل يعني انها كانت تمارس دورا عسكريا , وهي تدير العمل الدبلومسي عبر كرسي الخارجية الاميركية , ويتداول في الانباء الواردة من واشنطن ان اسمي جون كيري المرشح لانتخابات الرئاسة عام 2004 وسوزان رايس ممثلة الولايات المتحدة في الامم المتحدة هما المرشحان لان يتولى احدهما خلافة هيلاري .كلينتون. 
ولا اعتقد ان رغبة هيلاري بالتخلي عن مهمتها لا يعود الى انزعاجها من النقد الحاد الذي واجته في الحملة الانتخابية الرئاسية التي جرت مؤخرا بسبب الاخفاق الذي واجهته في توفير الحماية اللازمة لجيش –عرمرم- من الدبلوماسيين المنتشرين في الساحة العربية واختلطت طبيعة عملها بين الترويج للعملية السياسية التي ولدت في كنف  العدوانية العسكرية وبين الدبلوماسية المخابراتية التي تاخذ طابع العسكرتاريةالتي تميز بها طابع المهمات التي صارت تضطلع بها السفارات الاميركية بدءا من توفير جهد خارجي ساند للهيمنة الاميركية على العراق وجهد ميداني لتطويق انتفاضات شعبنا في تونس  
واذا بدانا بقراءة البرنامج الانتخابي لاوباما الذي اعيد انتخابه لفترة ثانية نجده يركز اهتمامه على الشان الداخلي الذي يستهدف اصلاح الاقتصاد الاميركي وهي مسالة جوهرية يراهن عليها بالدرجة الاولى في فترة ولايته الجديدة ولم يرد في برناجه ما يشير الى ما هو جديد سوى اشارات في كلمته المرتجلة في حشود مؤيدية وهو يتحدث لهم مباشرة والى جانبه عائلته ونائبه بايدن مصحوبا بعائلته ايضا تعبيرا عن الفرحة بالفوز على مناسفه الجمهوري ((بتاكيد سعادته بالفوز لانه يمنحة الفرصة مجددا لاستمرار خدمته لاميركا التي يتطلع العالم -كما يدعي هو- للاقتداء بنظامها الديمقراطي مشيدا بكونها تمتلك اقوى جيش في العالم الا انه يتمنى ان لا يكون في مقدمة الجيوش التي تتدخل في معالجة المشكلات التي تتصاعد في مناطق اخرى من العالم اي ان في موقع الاسناد وليس في المواجهة . 
وواضح من هذه الاشارة والمقصود بها هم حلفاء الولايات المتحدة الاوربييون , كما تم العمل بموجبه مع نظام القذافي بمشاركة فعالة من قبل جيش الدبلوماسيين باشراف الوزيرة هيلاري كلنتون في حين تولت الجهد الحربي قوات حلف الناتو التي تضم قطعات عسكرية اوربية , بمشاركة اميركية طبعا , وبتمويل شارك فيه بعض العرب !! وهذا يلمح ((بان واشنطن تريد  ايصال رسالة لحلفائها في كل مكان تقول فيها قاتلوا ونحن نساندكم وليس ان نقاتل نيابة عنكم !! فنتكبد نحن الخسائر الهائلة في البشر والسلاح والاقتصاد وانتم لا تخسرون)) وهي اشارة عبرت فيها  ادارة اوباما عن استيعابها لما تمخض عن شن العدوان على العراق من خسائر كبيرة في الارواح والاموال على يد المقاومة الوطنية العراقية لم يكونوا يتوقعونها بسبب جهلهم بطبيعة العراقيين وضعف معلوماتهم الاستخبارية عن ردة فعلهم الغاضبة على كل من يتجاوز عليهم وانهم ان امهلوا فلن يهملوا . 
وفي هذه الرسالة مايؤشر امرا مهما يعني العراق ,فهي تفسر سبب تهريب قواتهم العسكرية الاميركية والتعويض عنها بوجود بديل تمثل في اعتماد جيش الدبلواسيين المبطن بعناصر عسكرية ومخابراتية مسلحة ,البست اردية مدنية يراهن ويعول عليها في حماية المصالح الاميركية اولا وحماية ما يسمونها بالعملية السياسية !!ولكي تتضح صورة الموقف الاميركي اكثر نقف على مجموعة من الشواهد تعكسها مواقف بعض المسؤولين الرئسيين في الادارة الاميركية المنتخبة التي توضح ما ينون فعله مع العراق يعد اعادة انتخاب اوباما لفترة رئاسية ثانية تمتد لاربع سنوات تالية . 
وابدا قراءاتي باستعراض لما ورد من معلومات حرص بايدن حامل ملف العراق ايصالها للعراقيين بتسريبه لخبر اجرائه مكالمة هاتفية مع نوري المالكي في اليوم التالي لاعادة انتخاب اوباما ولنر ما الذي تناولته المكالمة من قضايا عراقية تستاثر باهتمام حامل الملف ومقترح قانون تحرير العراق الذي شرعه الكونغرس في فترة رئاسة بل كلنتون عام 1990 وحمل الرقم 5252 مع ملاحظة ان ما اعلن وهو النص الذي صاغه الجانب الرسمي العراق بخلاف ما ورد في نص اخر من يتعلق بالخلاف بين المركز والاقليم سنضيفه للنص الرسمي .    
اولا- اكد بايدن للمالكي موقف الولايات المتحدة الداعم لتطوير علاقات الصداقة والتعاون الستراتيجي – بحسب الاتفاق الستراتيجي الذي وقعه المالكي مع  ادارة اوباما وحدد فيه مجالات التعاون بين البلدين وتشمل مجالات النفط والزراعة والصناعة والتجارة الخارجية والتعليم والجيش تدريبا وتسليحا وسبقها قام الاميركيون بتدريب القوات الامنية التي يستخدمها المالكي في استباحة المناطق الشعبية في حروب تصفية طائفية ضد من يختلفون معه في التوجهاته السياسية وتمرر تحت شعار مكافحة الارهاب , واستخدمت من قبل القوات الاميركية بمحاصرة الاحياء التي تقررتلك القوات الهبوط عليها بالمظلات لاعتقال رجالها وشبابها وحتى النساء المطلوبين لسلطات الاحتلال نتيجة وشاية من حاقد رخيص او استنادا لتقرير من مخبر سري ارخص . 
ثانيا:- شدد بايدن على عزم الادارة الاميركية للعمل على تحقيق نمو مضطرد للعلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات والسعي لمضاعفة الدعم على الصعيدين العسكري والعلمي الى جانب المجالات الصناعية والزراعية. 
ثالثا:- اكد بايدن والمالكي على تكثيف اجتماعات اللجان المشتركة ومتابعة اعمالها , كما جرى البحث في شؤون المنطقة واخر تطورات الازمة السورية .   
وما تحاشى الخبر ذكره في صياغته الرسمية العراقية عما دار من موضوعات في الاتصال الهاتفي بين مسؤول الملف العراقي بايدن ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تضمن نقطتين اساسيتين     تحتلا اهتماما فيما تريده من المالكي الذي حظى ويحظى بدعم اميركي خاص رجحه على غيره من رؤساء الكتل العراقية لتولي منصب رئيس الوزراء على الرغم من فوز اياد علاوي باغلبية الاصوات في الانتخابات الاخيرة لمجلس النواب . 
والنقطتان اللتان تم بحثهما تضمنتا دعوة بايدن المالكي للالتزام بهما , اولاهما تطالبه بتعديل مسار العراق ازاء الا زمة السورية والتخلي عن نظام بشارالاسد كليا وثانيهما تدعوه الى حل جميع الملفات العالقة بين بغداد واربيل عبر وسطاء امبركيين . 
ويبدو ان بايدن اوعز لدبلوماسيه المبادرة لاجراء اتصالات مع المالكي وبارزاني بهدف التوصل الى اتفاق مشترك لادارة المناطق التي تسمى بالمتنازع عليها ,وفعلا بدا الاميركيون التدخل مع ترجبح فكرة نشر قوات عسكرية امبركية بين قوات الجيش التابع للمالكي وبين بيشمركة رئيس الاقليم للحيلولة دون حدوث صدام مسلح بين الطرفين .  
وهي خطوة يتحمس لها بايدن لان واشنطن لن تسمح بنشوب اقتتال بين قوات بعداد وقوات اربيل فوقوعه يشكل من وجهة نظر اميركية ضربة قوية للولايات المتحدة التي رعت عمليتها السياسية في العراق منذ نحو عشرة اعوام لذلكابلغ بايدن المالكي بان الاشتباك المسلح مع البشمركة خط احمر والقوات الاميركية ستتدخل في حال وقوعه في كركوك او اي مناطق اخرى !!
واستكمالا لرؤية الحقائق المتصلة باوضاع العراق وهو خاضع لسلطة الاحتلال ولعب من يتولون الوصاية عليه بقرار من البيت الابيض بادعاء انهم ينثرون عبق (طيب) العملية السياسية  على وجوه العراقيين _واي طيب نثرته هذه العملية عملبا حتى الان غير الموت والجوع والتشريد والقهر والاعتقال والتعذيب وتنصيب الطائفيين القتلة ناهبي ثروات العراق حكاما على رقاب اهلنا العراقيين ليديموا حمامات الدم في عموم الارض العراقية التي اقامها المحتلون على وفق مخطط الادارة الاميركية الثابت بتصفية اهل البلاد التي يطاوها منذ تواجدوا على ارض كان يسكنها اهلها الهنود الحمر , فحل اليانكيون محلهم  وتتكرر المجازر بتخطيط اميركي لتحط بتواطؤ بريطاني سفيه في  فلسطين العربية , ليشرد اهلها , وليحل محلهم الصهاينة. 
وليس بغريب ان يستهدف المخطط الاميركي- البريطاني- الصهيوني العراق راس  الرمح العربي المتصدي لجريمتهم  والكاشف لمخططهم الذي استهدف تدمير العراق والوطن العربي سعيا لمنع توحدهم وتكريس اقتدارهم في خدمة هدف نهوضهم من جديد الذي كان هدفا رئيسا من اهداف النظام الوطني الذي قاده الرئيس القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله , وتامرعليه الحكام العرب ظنا بان سفههم سيحمي كراسيهم وما علموا او علموا وغلسوا على اساس ان,,دار السيد مامونة,,وعم الدار العربية ما كانت مامونة وحارسها هو نفسه غادرها  , والدليل واضح امامنا فبعد جميع الخدمات التي قدمها خادمهم حسني وزين العابدين فقد رحلا تلاحقهما لعنة الله ولعنة اهلنا المصريين والتونسيين , ولعنة امة العرب من محيطهم الى خليجهم العربيين والغريب ان احدا من الحكام العرب الاخرين لم يتعضوا!                                                                                                      
ان ملامح موقف الادارة الاميركية  في المرحلة التالية في ظل وجود اوباما ونائبة بايدن حامل مفتاح الملف العراقي-بتكليف من المحتل العم سام لا ادام الله ظله- ومن سيحل  او ستحل محل هيلاري مبتكرة الربيع الاميركي بنكهة وصف بالعربي , وما هو الا واشنطوني الملامح والهوى , ولا يخرج عن كونه اطار استكمال اهداف قانون تحرير العراق الذي اقترحه بايدن عندما كان سناتورا ديمقراطيا واقره الكونغرس عام 1990 وعد منهجا  وطريقا ياخذ به كلا الحزبين الديوقراطي والجمهوري وهما يتناوبان على ازدراء العالم والتعامل مع حلفائهم كاتباع ولكن بدرجة افضل من الاخرين ضمن سلم تصنيف واشنطن لاصدقائها والقائم على مدى ما يقدمونه لها من خدمات.                                                                       
ومع هذا التوقع لما يفترض ان تخطوه ادارة اوباما في ادائه بحسب ما اوكل لها تنفيذه من مهام مرسومة لها اساسا فان ذلك لا يلغي اهمية تعرفنا على ما يمكن من التفاصيل التي تساعدنا على اتقاء ما سيواجهنا من نيات سوء تستهدف ادامة مخطط تدمير العراق عن طريق تجزئته والتشكيك بهويته العربية وابعاده عن التفاعل مع محيطه العربي بتسليط ولاية الفقيه الايراني الطائفية المخربة عليه . 
 ولذك رايت من المناسب ان نقرا معا ما دار في جعبة الجنرال جيمس ماتيس قائد القوات الوسطى التي تمتد مسؤولياتها من جيبوتي على ضفاف البحر الاحمر الافريقية الى حدود الدول الاسلامية الاسيوية التي استقلت عنروسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وهو يلتقي صاحبهم الموقع عل الاتفاقية الستراتيجية مع واشنطن ووعد المالكي اوباما بتنفيذها من دون معرفة اطراف اللعبة السياسية بتفاصيل ما الزم العراق بموجبها من تعهدات , كما اعلن عن ذلك اياد علاوي في تصريحات سابقة ولاحقة ادلى بها في اثرعودته مؤخرا الى بغداد في رحلة الشتاء , ولم يتحرج اخرون ممن شاركوا بالترويج لهذه اللعبة وبينهم من هو حليف له من ابداء ملاحظات مماثلة اعترفوا فيها بانهم اطاعزا على الاتفاق في اطارها  العام  ودون اطلاع على حيثياتها !!!
 وبهذا الصدد تندرج زيارة المسؤول العسكري الاميركي للعراق حيث اعلن مصدر عراقي بان رئيس الوزراء نوري المالكي استقبل ماتيس وبحث معه سبل وبث معه سبل التعاون بين البلدين بموجب اتفاقية الاطار الستراتيجي وخصوصا في جوانبها وتبعاتها العسكرية والامنية كما نصت علية تلك الاتفاقية التي يرى المراقبون ان السرية قد احاطت بها بسبب تعتيم بغداد وواشنطن لانها  تكبل العراق بالتزامات طويلة الامد دون اعطاء العراق حق ابداء الراي او الملاحظة على اي من الفقرات الواردة فيها . 
وهذا يذكرنا بمعاهدة  1930التي فرضها المستعمرون على العراق كشرط لقبوله عضوا في الامم المتحدة بتغيير تبعيته من وصاية لندن عليه الى تبعية للتاج البريطاني بموجب معاهدة تتيح للقوات البريطانية حرية استخدام  اراضيه واجوائه ومياهه كلما احتاجت لذلك وخصوصا اذا  خاضت حروبا مع احتفاضها بقواعدها في الشعيبة – البصرة- والحبانية - لواء الدليم- انذاك وايج ثري القريبة من  خط انابيب النفط الممتدة من منابع كركوك الى مدينة حيفا الفلسطينية المحتلة من قبل البريطانيين .
وفرض على الحكومة العراقية نوع غريب من العلاقة مع لندن عبر سفيرها في بغداد يشبه الى حد بعيد الوصاية تحت غطاء التشاور فيما تتخذه من قرارات تتصل بسياساتها الداخلية والخارجية وربطت تدريب الجيش العراقي وتسليحة  ببريطانيا , مما جعل القرار العراقي خاضعا لرضا السفيرالبريطاني .
فما اشبه اليوم بالبارحة مع فارق بسيط وان اتصل بمبدا الوصاية ايضا وان اختلف على مستوى الاشخاص والتكتيك , فالوصي اليوم مسمى من واشنطن بدلا من لندن واعتمد في اختياره من هو بدرجة نائب رئيس الجمهورية تسانده وزيرة خارجية يساعدها سفراء سابقون او مستشارون لهم خلفية مخابراتية , مع ملاحظة ان لا دار مامونة  في العراق لاي حاكم يرهن نفسه بحماية اجنبية !!!
ومعروف ان السرية احاطت المفاوضات حول الاتفافية بين المالكي منفردا وبين واشنطن كمؤسسة محتلة للعراق وصولا الى التوقيع عليها من قبله خلال زيارة خاصة للعاصمة الاميركية التقى فيها اوباما مؤكدا له التزامه بجميع فقراتها التي عتمت عليها واشنطن وبغداد لانها تكبل العراق بالتزامات طويلة الامد دون ان يعطى للجانب العراقي اي حق لابداء الراي او الاعتراض على ما ينفذ على الارض العراقية من
تحركات عسكرية اميركية اواجراءات تتخذها القوات الامنية المنتشرة في البلاد تحت حجج وتبريرات مختلفة  . وواضح الان ان ما استهدفته واشنطن من تمرير هذه الاتفاقية هو :-
1-               ابقاء العراق خاضعا لهيمنتها , ولكن بطريقة سلسلة لا توحي بخروج قواتها العسكرية من باب العراق لتعود اليه من شباكه , بل ما حدث غير ذلك , فواشنطن لم تغادر البلاد اصلا لانها استبدلت قوات المارينز التي لم تسحب حتى استكملت توفير مستلزمات احلال البديل قبل مغادرة عسكرها الذين كانوا يرتدون البزة العسكرية حيث تواجد بديلهم الملتحف ببزات مدنية , واذكر بتعليقات كتابنا الوطنيين الذين تسالوا عن معنى ان تكون للولايات المتحدة في بغداد سفارة  هي الاوسع بين مثيلاتها في المنطقة العربية ان لم تكن الاوسع في عواصم العالم؟!!
واكتشف بعدها ولو بشكل متاخر ان ضخامة حجم السفارة يعود لحجم القوة البديلة المتمثلة في جيش الدبلوماسيين الاميركيين الذي حل في العراق ليس بعد سحب القطعات العسرية التقليدية , بل لتتواجد تمهيدا لسحبها وباخراج هوليودي خارج سياقات الضجيج المعتادة , تفاديا لوقوع فراغ بين الحالتين !!!
2-               توفير الفرص للادارتين ديمقراطية كانت ام جمهورية لتوفيرالظروف المواتية لاستكمال الهدف الستراتيجي الاميركي المعلن من قبل واشنطن الذي طبلت وزمرت له كونداريزا رايس وزيرة خارجية بوش الصعير طويلا وهو - بناء شرق اوسط جديد- بقياس اميركي _ صهيوني وعلى حساب الحقوق العربية ومن اجل ذلك دمر العراق و بدء بتصفية اهله ومايزال المخطط مستمرا, واغتيل مناضلوه الوطنيون وفي مقدمتهم رجال البعث العربي الاشتراكي الذين زاد عدد شهدائهم على 150 الفا وفيهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا حتى يرتفع بيرق نصر اهلهم ابناء الرافدين ولا تعود تظللهم سوى خيمة وحدة العراق وشعبه الواحد الموحد  .
3-               اخلاء الجو امام الاميركيين لكي يديموا فعلهم الشيطاني اللئيم شهدت انتفاضات شعبنا العربي في عدد من الاقطار الشقيقة التفافات مكشوفة من قبل الادارة الاميركية , وعملائها بين الحكام العرب بهدف حرفها عن مسارها المتطلع لنيل حريتها والامساك بسيادتها الوطنية وتامين تطلعاتها بتحقيق نهوض وطني يطلق طاقات الامة العربية لوضع قاعدة نهوض قومي اوسع يعمق توحدها واسهامها في تفعيل دورها في اسناد المسار الانساني للشعوب في بناء عالم خال من الحروب والعدوان لا يرتفع فيه سوى لواء حق الشعوب وهي تشراب الى سماء الحرية والسيادة والوئام والعيش الرغيد , ولتنفيذ صفحة جديدة من مخططها العدواني الاساس سعت ادارة اوباما الى التالي :-
    ا-   الاستمرار في اضعاف العراق بابقاء تسلط المالكي يدين بالولاء للبيت الابيض ولطهران معا ,  وهو لا يحسن سوى رد الجميل لمن اقعدوه على كرسي الحكم عبر عملية سياسية مغرقه بالجهل وبالتنابز الطائفي التي لا تفوح منها , الا رائحة الموت والفساد وقبلها بث الفرقة بين اهله وتجزئة وطنهم
 ب-  العمل على ابقاء العراق خاضعا لقيود الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي صدر بقرار اميركي اريد به ادامة هيمنةالمحتلين على الشان العراقي لامد طويل , ولكن عن طريق الاحتواء والاختراق كاجراءات تبقيه محاصرا من دون شن حروب عليه بل ’ بحكم  الاتفاق الستراتيجي التي ربطت قراره السياسي  مرهونا بموافقة الادارة الاميركي تقبل ما تقبل وترفض ما ترفض من دون مراعاة السيادة الوطنية واذا كان الديمقراطيون قد فرضوا  الاحتواء على العراقيين الذي ادى الى اضعاف اطلالتهم مع محيطهمم القومي والانساني , تمهيدا للعدوانية الشاملة التي نهض بمسؤوليتها بوش وتابعه الرخيص بلير .
 مع ملاحظة ان هذه الاجراءات ولدت ديمقراطية اي في عهد بل كلنتون الديمقراطي واستمرت في عهد بوش  الجمهوري لفترتين وهي  سارية حتى الان في عهد اوباما الديمقراطي الثاني بعد ان سرت في فترته الاولى مع فارق بسيط يتيح الفرص للحاكم العراقي الذي اختير لاداء ماتريده واشنطن في هذه المرحلة بشرط ان لا تتقاطع مع المصالح الاميركية التي تسعى الادارة الاميركية الحالية ان يبقى العراق ضعيفا غير مسترد العافية , لذلك اطلقت العنان لنظام المالكي لتبديد الثروات المتاتية من عائدات النفط في كل الاتجاهات التخريبية وليس استخدامها في مشاريع اعادة بناء مادمره المحتل لكي توفر ابسط الخدمات الانسانية  التي يحتاجها الانسان العراقي على الاقل !!
ولكن العكس حدث  فبقدر ما صار يرصد من  موازنات سنوية ضخمة ازدادت نسب الصرف و خصوصا الهبر مليارات الدولارات على مشاريع وهمية تستنزف المرصود , ولكن دون اثر لها على الارض وان وجد القليل منها , فاما غير مكتمل او غير مطابق للمواصفات ,وبعد ان يكتشف بكون المبالغ المرصودة لها خيالية , ولا تتناسب وحجم المشاريع البسيطة المنفذة ولان تحديد اعتماداتها يتم وفقا لمقاس من يتوقع ان ترسي عليه المناقصة .
هكذا تنص عدالة فتنة المحاصصة التي زرعها بريمر بين الذين اختارهم اصدقاء مقربيين واختارهم قادة لمجلس الحكم ممن لا رصيد لهم بين المواطنيين سوى الاستعداد للغدر بالعراقيين باستناء قلة وقعت ضحية المراهنة على المحتلين للتنفيس عن حقد غبر مبرر على النظام الوطني يبرر مد اليد للاجنبي العابث بالعراق والمدمر لتاريخ الانساني الحضاري !!!
وهكذا ولد عراقهم الجديد وهو( جاث ) في الفساد حتى صار الحديث عنه ملهاة للناس , ومحط تندرهم اليومي ,وصار اكتشافه حالة يوميه معاشة لا تثير استغراب احد وهذا مايريده الديمقراطيون المتباكون خوفا على عمليتهم السياسية من الانهيار في حين انها ولدت ميتة وانفض عنها ابناء العراق مبكرا , وهم عن فضح عفنها  ( لا يترددون ) بعد ان اسقط اطرافها انفسهم عنها رداء البراءة الذي ادعوه لفترة وجيزة , واذا بهم في الفساد ( يغرقون ) بين العمالة للاجانب( يتوزعون ) وفي تعذيب وذبح العراقييي ( يبدعون ) وعلى ( لهف ) المال العام مشاركة او سكوتا عليه ( يجتمعون ) وعلى تغطية(  جرائهم ) يتناوبون !!
فباي نتانة حس( يلتحفون ) وهم في النخاسة ( يسقطون ) غير ماسوف عليهم  ولا هم يحزنون !!!    
وبعد هل تفصح وصاية بايدن,عن غير ما رأيناه وتنضح به ولايته المتحالفة مع ولاية الفقيه الفارسي وفي استخدام ذات الاداة ؟!!

هناك تعليق واحد:

Anonymous يقول...

هل تنسحب واشنطن من الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر :٢٣ نوفمبر ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة


نشرت الواشنطن بوست تقريراً يتناول ملخص ندوة أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً بالاشتراك مع «تشاثم هاوس»، حول الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتراجع كقوة عظمى في العالم، وتتجه نحو الانسحاب من الشرق الأوسط أو تخفيف التركيز عليه. وذكر التقرير أن الشعور السائد هو أنها -أي واشنطن- تتجه نحو الانسحاب من المنطقة شيئاً فشيئاً.
يتقاطع هذا الكلام مع تقرير آخر نشرته «فايننشال تايمز» يتحدث عن جولة جديدة من صفقات شراء الأسلحة تعقدها دول الخليج مع الولايات المتحدة الأمريكية، كان آخرها أربع طلبات منفصلة تلقاها الكونغرس الأمريكي منذ 2 نوفمبر الجاري لتمرير صفقات أسلحة بلغت قيمتها أكثر من 24 مليار دولار تشمل طائرات نقل للسعودية، وأنظمة صواريخ «باتريوت» لقطر، وصواريخ دفاعية عالية الارتفاع للإمارات. وذكر التقرير أن توجه دول الخليج نحو المزيد من التسلح يعني تقليل اعتماده على القوات الأمريكية، في مؤشر آخر إلى تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.
لكن في مقابل ذلك، نشرت صحيفة «أيشيا تايمز أون لاين» تقريراً لـ«نيك تورس» أشار إلى أن فيلق المهندسين التابع للقوات الأمريكية، مرر عقوداً كثيرة لبناء منشآت تابعة للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بالبحرين تحديداً، مرر الفيلق عقداً في سبتمبر الماضي بقيمة 15 مليون دولار، لإجراء توسعة في وحدة معالجة المياه بميناء سلمان في البحرين، وبناء مخزن ومضخة مياه في الموقع نفسه. وهناك عقد آخر بقيمة 42 مليون دولار، لإنشاء بناء متعدد الطوابق لسكن المجندين العزاب، ويحوي غرفا ومرافق ومكاتب إدارية وصالات، جميعها تخص الجيش الأمريكي. وقبل ذلك بسنتين، تم البدء في تطوير مساحة 70 فدانا من الواجهة البحرية بميناء سلمان، تشمل ثكنات عسكرية ومباني إدارية وغيرها من مرافق، بقيمة 580 مليون دولار. وهناك مشاريع أخرى كثيرة في عمان وقطر وعموم الشرق الأوسط.
ما نستنتجه من هذا الكلام أن من ينفق هذه الأموال على هذه المشاريع لا يتصرف بطريقة توحي بأنه ينسحب من الشرق الأوسط، بل يؤكد بقاءه. وبالتالي فنحن أمام تقارير متضاربة، والوقت وحده هو الكفيل بتوضيح الصورة.
هل تنسحب واشنطن من الشرق الأوسط؟

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..