موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 8 يوليو 2011

نداء من علي السوداني

وجَّه الكاتب الظريف اللطيف، علي السوداني، نداء يدعو فيه الى وقف تظاهرات ساحة التحرير، لأسباب أوردها في مقاله وهي وجهة نظر جديرة بالقراءة.

أوقفوا تظاهرات ساحة التحرير
علي السوداني

1
نبدأ مكتوبنا الليلة ، بدعاء ودعوة مخلصة من أجل ايقاف مظاهرات ساحة التحرير ببغداد المحتلة حتى الآن ، لأن تلك الفعاليات الفقيرة ، انما تصب صبّاَ ، في جيب الحكومة التي ستقول للعالم ، أن العراقيين مرتاحون ، بدليل خروج مظاهرات من خمسمائة نفر ونفرة من شعب عديده يقترب من ثلاثين مليون آدمي وآدمية . آخر مظاهرة جمعة وكان اسمها المشهر " جمعة لا نخاف " هوّس فوق دكتها تحت نصب الحرية ، أقل من أربعمائة . والله العظيم عيب !!
2
ما حدث ويحدث في العراق ، لم يحصل في أي أرض من أراضي الله الواسعة . هذا الشهر ، أعلن عن اختفاء أزيد من سبعة عشر مليار دولار - ميزانية دولة - من عهد الحرامي سليل الحرامية ، ألأمريكي " بريمر " في الوقت الذي ما زالت فيه العائلة العراقية ، لا تحصل الا على نحو ست ساعات كهرباء ، وماء شحيح لا يملأ براميل فوق السطح الا بأستعمال ماطور شافط قوي ، تسميه الناس ، الحرامي ، ومظاهرات " جمعة أحفاد الثورة " ببغداد ، يغني ويرقص ويدبك فيها ، نحو مائة مقهور ومقهورة بلا معين ولا نصير . عيب وكلش عيب !!
3
ثقافة الدولة القائمة الآن في بلاد ما بين القهرين ، هي ثقافة طائفية مضللة بأمتياز . الدولة تقول للناس ، أننا نحيا حالة انقلاب تأريخي ، استعيدت فيه ، دولة الشيعة المنتظرة ، لذا عليكم أن تتخلوا عن الكهرباء والماء والخبز ، وربما الكرامة ، من أجل تلك اللحظة ، والمذهب . الطموا صدوركم بالأكف ، وشجّوا رؤوسكم بالسواطير ، واجلدوا ظهوركم بسلاسل الحديد المستوردة ، ولا تولوا وجوهكم صوب ساحة التحرير وسرابها ومخابيلها . الناس صدّقت هذا وأستسلمت ونامت نومة أهل الكهف . عيب وخزي وعار !!
4
تركيا وأيران ، لاعبان أساسيان في تشكيل وتلوين المصيبة الرافدينية ، يساهمان في تصحير وتمليح أرض البلاد ، ويتعاملان مع كردستان العراق ، تعامل دولة لدولة ، لكنهما ، يقمعان أكرادهما بقسوة ، ولا يمنحوهم حتى حكماَ ذاتياَ شكلياَ كذابياَ . تركيا وايران تريدان عراقاَ مشرذماَ مفككاَ مريضاَ ، ومظاهرة " جمعة القرار " سار فيها ألف نفر . عيب يمعودين !!
5
مرجعية النجف التي تتبعها الحشود الحاشدة ، ساهمت هي الأخرى ، في تخدير الرعية وتضليلها وخرفنتها ، اذ جاءت بما لم يجىء به الى الأسلام ، محمّد وعلي والحسين وعمر والصحب والأطهار . ألناس ساكتة خانسة ، ولمّة الباب الشرقي لا تنادي بكنس الغزاة الأمريكان الهمج ، أس وأساس البلاء الذي جاء بالتكفيري والذباح والقاعدي . عيب جداَ !!
6
شاهدت فضائيات وأحزاباَ وجرائد ، تؤبن وتقيم مجالس ذكر وعزاء ورحمة ، لمناسبة ذكرى موت زعيم أيران الفائت ، ألخميني ، من دون مراعاة لمشاعر مئات آلاف أيتام وأرامل البلاد الذين فقدوا أحبتهم بسبب حرب طائفية مجنونة ، شال الخميني فوق رقبته ، دم جلّ ضحاياها من العراقيين والأيرانيين ، حتى انفضت وبادت بعدالة ألهية كان عنوانها ، كأس سم عظيم !!
7
أنا لست طائفياَ ، لكنني أكره شيعة أمريكا ، بقدر كرهي لسنّة أمريكا . هؤلاء سماسرة ، دينهم دنانيرهم ، والساكت عنهم ، شيطان أخرس رجيم . ناس الأمصار التي في الجوار ، والبعيدة ، تم ضربهم ورشّهم بالرصاص الحي وبالدبابات وبالطائرات وبالمدفعية ، لكنهم صمدوا وناموا تحت السرفات ، وظلوا يتظاهرون ، ملايين مملينة ، حتى أذان النصر والحرية ، وهم لم يجر عليهم ، ما جرى على العراقيين النيام حتى الآن . أنما نقول هذا ، ونحن نعيش خارج مزاد النطيحة والمتردية والفلس الحرام . البلاد تضيع ، اصحوا من نومتكم رجاء .

هناك تعليقان (2):

Mr. Abu Yehya يقول...

الاستاذ العزيز مصطفى كامل المحترم السيد الكاتب على السوداني برر وجهة نظره في الطلب بالتوقف عن التظاهر في ساحة التحرير بنقطة واحدة فقط ذكرها في مقدمة مقاله و هو الخشية من أن تستفيد الحكومة من هذه التظاهرات و توظفها اعلاميا لصالحها ، و فيما عدا ذلك لم يذكر الكاتب سوى مصائب و مشاكل العراق التي نعيشها اليوم و هي مصائب و مشاكل موجودة باقية قبل و بعد المظاهرات و سواء استمرت تلك التظاهرات أو توقفت كذلك فان المظاهرات لن تزيد في المشاكل أو تنقصها. لقد شخص الكاتب سبباً جوهرياً لضعف نسبة المشاركة الجماهيرية في المظاهرات في الفقرة 3 من مقالته حيث ذكر أن الثقافة السائدة في مجتمعنا اليوم هي الثقافة الطائفية و أن الناس مستسلمة لها لعدة أسباب ، و ما دامت هذه الثقافة هي السائدة في المجتمع فلا سبيل يرجى لمشاهدة جماهير تتحشد و تتحرك مستخدمة عقلها و وعيها تجاه الوقائع و الاحداث التي تعيشها و تمر بها أو تجاه أي قضية أو موضوع من دون احداث بعض التغيير في نمط هذه الثقافة الطائفية. بالتأكيد انني لا افكر أن أطلب من احد أن يترك معتقده الديني و المذهبي و الطائفي أو أنني أسعى للتأثير على هذا الجانب و لكني أقصد مناقشة كيفية التأثير على المدى و الكيفية التي تؤثر بها نوعية معينة من التمسك بالمعتقد الديني و المذهبي و الطائفي. ان المسؤولية من وجهة نظري انما تقع على المثقفين في مجتمعنا و ما ينتج عن حواراتهم المعمقة و تفاعلهم فيما بينهم باتجاه الارتقاء بأداء كافة شرائح مجتمعنا و نفضه لغبار الذل و الالم الذي لحق به جراء زلزال الاحتلال و توابعه

مصطفى كامل يقول...

اعتقد انك ايها الاخ الكريم ابو يحيى، وضعت يدك على الجرح، فهذا هو بالفعل المطلوب الان، كيف نمسح التراكمات الطائفية والعرقية والعقد البشخصية لنبني وطنا ومواطنين بدون كل ذلك؟
التفاتة ذكية والتقاطة مهمة، مع تقديري

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..