وكم من أسود العراق في أسرها، لا تلين ولا تستكين..
أدناه مقال بقلم الكاتبة العراقية المعروفة ذكرى محمد نادر، نشر في صحيفة البلاد البحرينية ونعيد نشره اعتزازاً بالكاتبة وبمضمون المقال...
الأسود في أسرها: يا حيف!
ذكرى محمد نادر
قلما اتفق العراقيون على تقييم شخصية ما، كاتفاقهم على شخصيتين عسكريتين، حظيتا بما يليق بهما من التبجيل والاحترام، مثل وزير الدفاع الاسبق الراحل عدنان خير الله، وأجمعوا على أصالته، وشجاعته، ووطنيته، فخرج له العراق عن بكرة أبيه، في مشهد وداعه الاخير وذُرفت لأجله دموع لا تشبه غيرها، واستعدت له القامات بمرور جثمانه المهيب بأداء التحية العسكرية، ولا يزال تمثاله شاخصا وسط بغداد لم يجرؤ حتى الغزاة على زحزحته. يخلفه بالمحبة، سلطان هاشم وزير دفاع جيشنا الوطني السابق. فهو جندي نذر نفسه لوطنه. ومذ بدأت أسماعي تلتقط المرويات عنه، لم أجد، الا مآثر تصف شهامته وبأسه، وهدوء أعصابه، وشجاعته التي لخصها خصمه، الجنرال نورمن شوارتزكوف في مذكراته عقب اجتماعات خيمة صفوان عام 1991 قائلا: “فوجئت بشخصية الفريق سلطان انه يتصرف بطريقة هادئة، واثقة، صارمة، منضبطة، فوجدت نفسي مجبرا على أداء التحية العسكرية له كما يستحق”!
وفي موسوعة ويكيبديا ستجد اسمه مُعرفاً كالتالي “هو المقاتل الفريق الاول الركن سلطان هاشم أحمد محمد الطائي، عُرف عنه شهامته وكرمه، وطيبته، وشجاعته، وأنه من خيرة ما أنجبته القوات المسلحة العراقية”
وبخديعة أميركية تم اقناعه لتسليم نفسه، بمفاوضات نفذها جنرال بترايوس، ومراسلات مفادها “أنا وانت ضابطان ننفذ الاوامر الصادرة الينا، وليس لنا حق الاعتراض عليها ولا لوم علينا، لذا آمل أن تُسلم نفسك، كي لا تُعامل كهارب”!
صدقه الفريق الاول الركن سلطان هاشم فسلم نفسه لهم، لكنه، رفض قطعاً التعاون مع سلطة الاحتلال، فقُدم لمحاكمة فاسدة سيذكرها العراق كتاريخ أسود مشين سيحمل عاره الأبدي، كعبيء مخجل لا مجال لدفع سوءته.
وفي الاسبوع الماضي سلمت القوات المحتلة باتفاق مسبق، بقية أسرى سجن كروبر لحكومة المنطقة الخضراء، من مسؤولي العراق السابقين، لتنفيذ عقوبة الاعدام بحقهم!
ورفض “طالباني” المصادقة على العقوبة، وحولها بأجراء غير قانونية لنائبه خضير الخزاعي، الذي اختير بعناية ليشغل موقعه، ليس فقط تحديا لارادة الشعب العراقي الذي اتفق على رفضه منذ استيزاره على وزارة التربية، بل لتثبيت الارادة الايرانية التي تُملي شروطها على الواقع العراقي، وحسب الأخبار فان الخزاعي استقبل مهامه بتوقيعه، على مئات من قرارات الاعدام وهي عقوبة من يُدان بمقاومة الاحتلال!
فوجود الخزاعي بمنصبه ليس عفوا خاطرا انما لتمرير ما يعجز “طالباني” عن تنفيذه، تذرعا بمنصبه كنائب رئيس منظمة الاشتراكية الدولية، التي تُحرم عقوبة الاعدام وتسعى لالغائها، وتوقيعه يعني تورطه بمأزق قانوني مع المنظمة العالمية. كما رفض طارق الهاشمي التوقيع “خجلا أو خوفا” من ردة فعل جماهيرية، فهو يعرف أكثر من غيره كيف تنتزع الاعترافات من الرجال في سجون الداخلية العراقية، وماذا ينتظرهم ب “أفران الشوي البشري”!
الطالباني، كُوفئ على جهوده باحتلال بلده بمنصب رئيس دولة، فيما فضائح جرائمه تنشر تباعا، سواء بقضية اتفاقه مع الجانب الايراني بمذبحة حلبجة، التي اتُهم بها الجيش العراقي باطلا. أو كما يدينه الاحياء من الحزب الشيوعي بمذبحة عناصرهم في واقعة بشتاشان في 1 آيار 1983. أو بمذبحة الجنود العراقيين، فحسب كتاب للصحافيين، روي كوشمان، ودافيد ريف وثقا بالصور والتواريخ جريمة ذبح الجنود العراقيين المستسلمين عام 1991 طوعا أو كرها، وكانوا جميعهم عزلا، فأُعُدم 125 منهم، أمام مرأى الصحافيين وبحضور،طالباني، فكتب كوشمان: “لن أنسى ما حييتُ، منظر رجال الميليشات الكردية، وهم يُجهزون على الجنود الجرحى ممن لم يموتوا بعد، بإلقاء قطع كونكريت ضخمة على رؤوسهم لتهشيمها!
الفريق سلطان قد يُعدم كما أعدم قبله خيرة من رجال العراق، واجهوا موتهم بشموخ الجبال، وبإعدامه سترتفع هامة جبل الشهداء لتكون أطول، فالعراق منذ احتلاله، فريسة لانتقام أعدائه، ممن جَرَعهم سُم هزيمتهم عام 1988.. فالمحتل لن يُكافئ بطلا عراقيا.. كما كافأ خائنا!
وسيوقع الخزاعي، على قرار تنفيذ حكم الاعدام، هذا غير مفاجئ، فالعراقيون اليوم يعرفون أن من يحتل المناصب الرسمية يدينون بانتمائهم لوطنهم الام “ايران” ومهمتهم البحث عن فرسان الوطن ومقاتليه، ومقاوميه، ممن مازالوا حتى آخر رمق لهم، عند النحر ينادون: حي على العراق.
وستخجل حبال المشانق مرة أخرى، حين تتدلى قامات الرجال الابطال.. فباعدام ضابط كفء كسلطان هاشم يقدمون للشعب العراقي رسالة معناها: هذا هو مصير من يدافع عن وطنه، ومن يستبسل في سوح الشرف، كي يبقى العراق العربي صامدا سواء بوجه عدوان ايراني، أو أميركي!
وفي موسوعة ويكيبديا ستجد اسمه مُعرفاً كالتالي “هو المقاتل الفريق الاول الركن سلطان هاشم أحمد محمد الطائي، عُرف عنه شهامته وكرمه، وطيبته، وشجاعته، وأنه من خيرة ما أنجبته القوات المسلحة العراقية”
وبخديعة أميركية تم اقناعه لتسليم نفسه، بمفاوضات نفذها جنرال بترايوس، ومراسلات مفادها “أنا وانت ضابطان ننفذ الاوامر الصادرة الينا، وليس لنا حق الاعتراض عليها ولا لوم علينا، لذا آمل أن تُسلم نفسك، كي لا تُعامل كهارب”!
صدقه الفريق الاول الركن سلطان هاشم فسلم نفسه لهم، لكنه، رفض قطعاً التعاون مع سلطة الاحتلال، فقُدم لمحاكمة فاسدة سيذكرها العراق كتاريخ أسود مشين سيحمل عاره الأبدي، كعبيء مخجل لا مجال لدفع سوءته.
وفي الاسبوع الماضي سلمت القوات المحتلة باتفاق مسبق، بقية أسرى سجن كروبر لحكومة المنطقة الخضراء، من مسؤولي العراق السابقين، لتنفيذ عقوبة الاعدام بحقهم!
ورفض “طالباني” المصادقة على العقوبة، وحولها بأجراء غير قانونية لنائبه خضير الخزاعي، الذي اختير بعناية ليشغل موقعه، ليس فقط تحديا لارادة الشعب العراقي الذي اتفق على رفضه منذ استيزاره على وزارة التربية، بل لتثبيت الارادة الايرانية التي تُملي شروطها على الواقع العراقي، وحسب الأخبار فان الخزاعي استقبل مهامه بتوقيعه، على مئات من قرارات الاعدام وهي عقوبة من يُدان بمقاومة الاحتلال!
فوجود الخزاعي بمنصبه ليس عفوا خاطرا انما لتمرير ما يعجز “طالباني” عن تنفيذه، تذرعا بمنصبه كنائب رئيس منظمة الاشتراكية الدولية، التي تُحرم عقوبة الاعدام وتسعى لالغائها، وتوقيعه يعني تورطه بمأزق قانوني مع المنظمة العالمية. كما رفض طارق الهاشمي التوقيع “خجلا أو خوفا” من ردة فعل جماهيرية، فهو يعرف أكثر من غيره كيف تنتزع الاعترافات من الرجال في سجون الداخلية العراقية، وماذا ينتظرهم ب “أفران الشوي البشري”!
الطالباني، كُوفئ على جهوده باحتلال بلده بمنصب رئيس دولة، فيما فضائح جرائمه تنشر تباعا، سواء بقضية اتفاقه مع الجانب الايراني بمذبحة حلبجة، التي اتُهم بها الجيش العراقي باطلا. أو كما يدينه الاحياء من الحزب الشيوعي بمذبحة عناصرهم في واقعة بشتاشان في 1 آيار 1983. أو بمذبحة الجنود العراقيين، فحسب كتاب للصحافيين، روي كوشمان، ودافيد ريف وثقا بالصور والتواريخ جريمة ذبح الجنود العراقيين المستسلمين عام 1991 طوعا أو كرها، وكانوا جميعهم عزلا، فأُعُدم 125 منهم، أمام مرأى الصحافيين وبحضور،طالباني، فكتب كوشمان: “لن أنسى ما حييتُ، منظر رجال الميليشات الكردية، وهم يُجهزون على الجنود الجرحى ممن لم يموتوا بعد، بإلقاء قطع كونكريت ضخمة على رؤوسهم لتهشيمها!
الفريق سلطان قد يُعدم كما أعدم قبله خيرة من رجال العراق، واجهوا موتهم بشموخ الجبال، وبإعدامه سترتفع هامة جبل الشهداء لتكون أطول، فالعراق منذ احتلاله، فريسة لانتقام أعدائه، ممن جَرَعهم سُم هزيمتهم عام 1988.. فالمحتل لن يُكافئ بطلا عراقيا.. كما كافأ خائنا!
وسيوقع الخزاعي، على قرار تنفيذ حكم الاعدام، هذا غير مفاجئ، فالعراقيون اليوم يعرفون أن من يحتل المناصب الرسمية يدينون بانتمائهم لوطنهم الام “ايران” ومهمتهم البحث عن فرسان الوطن ومقاتليه، ومقاوميه، ممن مازالوا حتى آخر رمق لهم، عند النحر ينادون: حي على العراق.
وستخجل حبال المشانق مرة أخرى، حين تتدلى قامات الرجال الابطال.. فباعدام ضابط كفء كسلطان هاشم يقدمون للشعب العراقي رسالة معناها: هذا هو مصير من يدافع عن وطنه، ومن يستبسل في سوح الشرف، كي يبقى العراق العربي صامدا سواء بوجه عدوان ايراني، أو أميركي!
هناك تعليقان (2):
بسم الله الرحمن الرحيم رب اشرح لي صدري و يسر لي امري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. أظنني بحاجة ماسة لافتتح قولي بهذا الدعاء القرأني الذي اجراه الله و نقله عن لسان كليمه موسى و ذلك لان وجهة النظر التي سأقولها تخالف وجهة نظركم سيدي الكاتب الكريم و وجهة نظر كثيرين و تخالف الموجة السائدة في اوساط عريضة من الشعب العراقي. اسمحوا لي يا سادة أن اخالفكم الرأي بالقول أن السيد الفريق أول الركن هاشم سلطان ربما يستحق العقاب الذي قد ينفذ بحقه ليس لانه ادين بمحاكمة و هي محكمة صورية تجافي ابسط شروط العدالة و القانون و لكن لانه قبل ترك واجبه العسكري الذي أقسم عليه أغلظ الايمان و اختار طائعاً أن يراسل قادة العدو و يفاوضهم على شروط استسلامه ثم لموقفه في قاعة المحكمة الصورية التي أدارها و أشرف عليها الخصم المنتصر حيث وقف السيد سلطان هاشم ليعلن أنه لم يشارك في استخدام السلاح الكيمياوي و انه لو علم به لرفض استخدامه و انه يدين استخدامه مما حدا بالرئيس الشهيد صدام أن يبادر للوقوف و يعلن في قاعة المحكمة تحمله وحده للمسؤولية و يطلب من المحكمة أن تبريء و تفرج عن الاخرين. ان موقف سلطان هاشم عام 1991 انما كان بعد لقاء و توصيات من القائد الشهيد صدام حسين حيث طلب منه أن يشعر العدو و هو يفاوضه بانه ليس ضعيف بل قوي و منتصر و أن يتصرف على هذا الاساس. كيف يمكنني أن اطلب المغفرة و الصفح لعسكري مقاتل محترف من صنف المشاة عمل مستشاراً للقيادة السياسية و العسكرية العليا في معركة الدفاع عن بغداد و لم يقدم لها النصائح المناسبة التي تحتاجها لادارة معركة ناجحة ثم قضى وقته خلال الاشهر الثلاثة التالية لسفوط بغداد يفاوض قادة العدو في الموصل على شروط استسلامه. أنا أعرف أن الحديث مؤلم في هذه المواضيع لكن لابد من وضع بعض النقاط على الحرف و أتمنى أن أكون مخطيء في وجهة نظري لاني في النهاية لست ممن يسعدون بالحديث عن تقصير الاخرين فكلنا قصرنا و لازلنا مقصرين في حق وطننا العراق العظيم الذي تركناه يسقط و يتدحرج هكذا و لازالت أنفاسنا تتحرك في صدورنا و لازال طعم تمره فوق شفاهنا و لازالت ضحكات و أمال القائد الشهيد تجول في خواطرنا و ذكرياتنا
أود أن أكتب حديث الرسول عليه الصلاة و السلام "
أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة.
حســـبنا الله و نعم الوكيل
بنت البلد
إرسال تعليق