موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 1 أبريل 2012

أحذية الأمريكان‎!

ماذا تعني وزيرة الخارجية الأميركية، السيدة هيلاري كلينتون، بقولها: لايوجد شيء في جودة جلد حذائك القديم؟
الإجابة في مقالة الأستاذ محمد سيف الدولة، التي بعثها على بريدي الإلكتروني، والمنشورة في أدناه.





أحذية الأمريكان‎!


محمد سيف الدولة

((لا يوجد شيء فى جودة جلد حذائك القديم))
كان هذا هو التعبير الذي اختارته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لوصف نظام مبارك ، فى سياق حديثها إلى مجلة الايكونوميست البريطانية حول المساعدات الأمريكية لمصر ، وبما معناه ان العلاقات المصرية الامريكية فى ظل مبارك كانت مريحة و ممتازة على عكس الوضع الحالى .
و هو كلاما مشابها لحكاية الكنز الاستراتيجى الذى وصف به القادة الصهاينة مبارك ونظامه ، ولكن كلينتون وبمنتهى الوقاحة قررت تخفيض تصنيف مبارك من الكنز الى الحذاء.
ولو كانت المسألة مجرد وقاحة أمريكية معتادة ، لما كان هناك مبرر للتعليق ، ولكن هذا التعبير او زلة اللسان قد كشفت جانبا مهما من النظرة الامريكية الاستعلائية الى شعوب العالم التابعة لها والخاضعة لسياساتها وفقا لنظرية (الأحذية فى فهم وتفسير السياسات الامريكية) !
فحين يوصف أى شخص أو جماعة بانه بمثابة الحذاء المريح للآخرين فان المعانى المقصودة تتعدى بكثير مجرد الوقاحة وقلة الأدب ، فللحذاء مواصفات ووظائف محددة:
  • فهو شىء جامد مفعول به لا حياة فيه ، لا يعقل ولا يفكر ولا يحس ولا يعترض و معدوم الإرادة . وهو قطعة صماء من الجلد على مقاس صاحبها يوجهها و يحركها ويتحكم فيها كما يشاء : يلبسها ، يخلعها ، يعتنى بها ، يهملها او يعدمها . فليس له وجود مستقل عن صاحبه ، بل هو احد ملحقاته وممتلكاته ، بكل ما تشتمل عليه الملكية من حقوق التصرف والانتفاع .
  • كما أنه مخصص لحماية صاحبه ولخدمة مصالحه ورغباته ، فليس من وظائفه حماية نفسه او الاعتناء بها ، لا يرغب فى ذلك ولا يعيه ولا يملكه ، ولا يقدر عليه ان رغب .
  • كما ان الحذاء يحتل ادنى مرتبة فى قائمة الملابس والأردية ، فهو الاكثر قذارة بسبب احتكاكه الدائم بالطريق بكل سوءاته وجراثيمه ونجاسته المحتملة ، فهو يتولى ((الاعمال القذرة)) نيابة عن اقدام صاحبه التى تنأى بنفسها عن الاحتكاك المباشر بالطريق ، ولذا يتركه البعض خارج الابواب حفاظا على طهارة المنازل وخوفا من نقل نجاسة وقذارة الطريق اليها .
  •  كما ان تشبيه كلينتون لمبارك بحذائهم القديم المريح ، ينطوى على تشبيه ضمنى لما بعد بمبارك بالحذاء الجديد الأقل راحة الى حين ، فالجميع كالأحذية من المنظور الأمريكى ، تم اخضاع قديمها وجار ترويض الجديد منها بمجهودات بسيطة لا تتعدى تلك المبذولة لتطويع اى حذاء جديد . فالمصير النهائى للجميع يجب ان يكون هو الخضوع الكامل والا ستكون العواقب وخيمة .. هكذا يفكرون وهكذا يتصرفون .

***
هل قمنا بتحميل كلام هيلارى كلينتون أكثر مما يحتمل ؟
لا أظن، فمراجعة صغيرة للمواقف والسياسات الأمريكية فى العالم تؤكد بوضوح الرؤية المتدنية العنصرية التى يتعاملون بها مع كل شعوب العالم بشكل يتفوق على أعتى العنصريات على مر التاريخ .
بدءا بإبادتهم للهنود الحمر واستعبادهم لزنوج افريقيا وجرائمهم الكبرى فى هيروشيما ونجازاكى و فيتنام وعشرات البلدان الاخرى ، ثم دورهم فى سرقة فلسطين واخضاع الانظمة العربية ، وفى صناعة نظام مبارك وحمايته ، واحتلالهم لافغانستان وللعراق ، ونهبهم المستمر لكل شعوب العالم ، وتدخلهم السافر فى كل صغيرة وكبيرة فى حياة الجميع .
***
هذا عن الأمريكان، أما عن السيدة هيلارى فأنسب رد عليها هو صفعة قوية على وجهها لتتعلم الأدب فى مخاطبة خلق الله وعباده ، فإن لم يكن فلا مانع من منتظر زيدى آخر يقذفها بحذائه القديم .
***** 


هناك 6 تعليقات:

إنصاف قلعجي يقول...

إنها تحتاج حذاء منتظر الزيدي أخي مصطفى

Anonymous يقول...

أرى ان من الضروري جداً أن يتم نشر هذا المقال بكثرة ،وفي كافة الوسائل الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية وان تخصص برامج حوارية عنها ( ياريت لو يوجد قناة وطنية إضافة الى قناة الرافدين تقوم بذلك).. فهذا الموضوع إن لم ينبه الحكام الجدد على ذلك ، فهو على الأقل يوسع من مدارك الشعوب العربية ويعرفوا كيف يفكر الأعداء بهم وبحكامهم!!! (موج الطائي)

يوغرطة السميري يقول...

رحم الله صدام حسين : لقد أطلق هذا التوصيف علي كل العملاء ...قائلا " الأحذية البالية" ...
فهو حتي في توصيف العميل سابق لزمانه كما كان سابقا لزمانه في قراءة مستقبل الأمة العربية و واقع تطورها .

Anonymous يقول...

الدكتور محمود أحمد
كم انت رائع يا ايها الكاتب المثقف الواعي الثوري ياايها الغيور الاستاذ محمد سيف الدوله كثر الله من امثالك ياسيف الحق على الباطل واسمآ على مسمى والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وزوجاته وانصاره افضل التسليم دمت يخير ورعاك الله

صقر العراق يقول...

لم تجد كلنتون اطوع من جلد الحذاء اعزكم الله لكي تضرب به مثل للخونة .. فهي تعلم جيدا ما تقوله والا لماذا وصفت رئيس مصر السابق بهذا الوصف ..
على الرغم ان الصهاينة طلبوا من اليهود الصلاة من اجل مبارك وهذا فرق بين الوصفين فهم يعرفون مدى الخدمات التي قدمها هذا الرجل لهم ...

عصام الالوسي يقول...

وهل رؤساء الولايات المتحدة الاميركية الا احذية في اقدام اسرائل(اليهود) تلبس ماتشاء وتنزع ما تشاء..؟
وتصريحات المرشحين للرئاسة الامريكية ينادون: جربونا وسترون الفرق على اقدامكم.

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..