من حمورابي إلى دولة اللاقانون

أية مفارقة تلك، أن ينتقل العراق الذي أهدى البشرية أول قانون متكامل، إلى دولة فاشلة بكل معاني الكلمة، يسودها اللاقانون، تحت حكم الرعاع الذين جاء بهم المحتل وأخرجهم ليتناسلوا في أرض الرافدين بعد أن ظلوا سنوات طوال مختبئين في بساطيله.

مفارقة تاريخية عجية فعلا، كانت مصدر إلهام فرقة مسرحية عربية قدمت نتاجها في إحدى المسارح الألمانية، قبل أيام عدة.
وجهات نظر التقت معد ومخرج هذه المسرحية، السيد سمير يعقوب، ليحدثنا عنها.

من حمورابي الى دولة اللاقانون

كلكامش لم يعد يبحث عن الخلود

أمسية عراقية جمعت بين التمثيل والرواية والغناء

"خذيني الى اوروك

خذيني الى مقام عشتار

انا القوي المولود على وجه العراء

ساصرخ في قلب اوروك ..انا القوي

انا الذي سيبدل المصير"

تبدل المصير ياكلكامش ولم تعد تنشد الخلود كما كنت

لم تعد ذاك الجبار الحكيم

لم تعد

"ذاك الذي ابصر وكشف الخفايا وجاء باخبار ماقبل الطوفان"

تبدل المصير

انهارت اسوار اوروك الحصينة

شـوّه الحرف الاول .. ذاك الذي اوجدت

كُـسِرت العجلة الاولى .. تلك التي ادرت

وهاهم يتقاسمون خبزك الاول .. ذاك الذي صنعته يداك

تبدل المصير

يبست جناتك المعلقة واستحالت الى اسلاك شائكة ودخان

داعب مغنيك الباكي اوتار عُودِهِ المخنوق

جا ويـــن اهـــلنه

وكنت انت واقفا خلف القضبان مُحتَلاً والسلاسل تقيد هامتك

  جا ويـــن اهـــلنه

اترى ان صوت المغني لن يعيدك الى الحياة ثانية؟

الى اي حين ستبقى نائما ياكلكامش

قم .. إنهض

لقد سرقوا نبتة الخلود منك وغيٌرَ الكثيرون جلودهم

قم .. إنهض وآنقذ نفسك

إصنع لك سفينة فالطوفان مازال مستمراً

ملحمة كلكامش هي الاثر الادبي الاكثر تمثيلا لعبقرية حضارة بلاد مابين النهرين، وقد اطلقنا لخيالنا العنان واجتهدنا في ان نقتبس نصوصا متفرقة من هذه الملحمة ، تلك التي لها إرتباط بمحنة العراق لتكون الاطار العام للامسية العراقية، فاذا كان كلكامش رمزا للعراق في حالة ما ، فانه في حالات اخرى ، هو رمز لانسان اليوم بكل ما يحمله هذا الانسان من مآثر وبطولات وحماقات في نفس الوقت.

في العمل الذي قدمناه لم يكن بالضرورة ان يكون تسلسل الاحداث منطقيا، انه يتماشى مع لامنطقية ما حدث ومايحدث في العراق الأن

كلكامش هو انسان اليوم ، ينسخ نفسه باستمرار ، ويحمل في داخله سمات الالوهية وسمات البشر، الخير والشر ، السلم والحرب، الحب والكراهية

 ــ كان اول عرض للعمل في الشهر العاشر 2011 في مدينة ميونخ ، اعقب ذلك عروض اخرى في عدة مناطق في مقاطعة باير ، العرض القادم مجددا في ميونخ يوم 27.04.2012

الموسيقى واداء الاغاني : عدنان سبتي ، بشرى بولص

الراوي والمادة التاريخية : نبيل برويس

تمثيل : كاترين ريملنكير ، سمير يعقوب

           اعداد واخراج : سمير يعقوب