كتب الصحفي العربي أحمد علي، رئيس تحرير صحيفة الوطن القطرية مقالاً عن نوري المالكي باعتباره نموذجا (مثالياً) للتدخل الأجنبي باعتباره واحداً من أسوأ منتوجاته.
وفيمايلي نص المقال:
"التدخل الأجنبي" .. المالكي نموذجاً ومنتوجاً رديئاً
أحمد علي *
لو كان الحجاج بن يوسف الثقفي حياً (660 ــ 714م) لكان رأس «نوري المالكي» واحداً من «الرؤوس التي أينعت وحان قطافها» على يده في العراق!
فالحجاج صاحب الخطبة الشهيرة:
فالحجاج صاحب الخطبة الشهيرة:
"أنا ابن جلا وطلاع الثنايا .. متى أضع العمامة تعرفوني"، الذي تولى ولاية العراق عشرين عاماً في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، ونجله الوليد من بعده، كانت علاقته مع العراقيين من أكثر العلاقات تعقيداً وترويعاً في التاريخ الإسلامي، ربما يجد ضالته في «الرأس الكبيرة» التي يحملها «نوري المالكي» فوق كتفيه، لأنها تمثل رأس «الفتنة العراقية» في العصر الراهن!
وما من شك في أن أقوال وأفعال المالكي تؤكد أنه من «أهل الشقاق والنفاق» الذين تحدث عنهم الحجاج، وحاربهم وانتصر عليهم!
.. ومن الواضح أن نوري من خلال مواقفه السياسية يريد أن يشق وحدة الإجماع العربي في العديد من القضايا المصيرية، ومنها ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ القضية السورية.
واللافت أنه عندما يتكلم المالكي ويفرغ ما في جوفه من أحقاد تحتار عندما تسمعه فتتساءل:
هل هي تصريحات مسؤولة تخرج على لسان رئيس الحكومة العراقية؟
أم صوت نشاز لأحد «شبيحة» النظام السوري في العراق؟
أم كلام استفزازي لسفير «الدولة الصفوية» في بغداد؟
لقد أطلق «نوري» العنان للسانه لمهاجمة قطر، والشقيقة الكبرى السعودية، احتجاجاً على مواقفهما الداعمة لثورة الشعب السوري المطالب بالعدالة والحرية.
.. ولعل المفارقة أن المالكي ينتقد ــ بشدة ــ دعوة الدوحة لتسليح الثوار السوريين، وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم، على اعتبار أن ذلك يعد تدخلاً خارجياً في الشؤون الداخلية السورية، وينسى نوري أن بلاده أصبحت معبراً أو ممراً، بل مدخلاً آمناً ومفتوحاً لتمرير السلاح بجميع أشكاله وأنواعه لتسليح شبيحة النظام السوري!
لقد نسي «نوري المالكي» نفسه!
.. ونسي أنه يشكل نموذجاً بل منتوجاً رديئاً من منتجات «التدخل الأجنبي» في المنطقة، ولولا الغزو الأميركي للعراق لما وصل إلى السلطة، ولما تربع على كرسي رئاسة الحكومة!
ولذلك فهو آخر مَنْ يتكلم عن «التدخل الخارجي»، لأنه من «عتبة باب بيته» يتم «الدخول الأجنبي»، إلى داخل «البيت العراقي»، واختراق جدرانه وخصوصياته والعبث بمحتوياته!
ومشكلة «المالكي» أنه يريد أن يكون زعيماً لكل العراقيين، رغم أنه لا يملك مواصفات الزعامة، فلا إحساس وطنيا يجسده، ولا حس قوميا يترجمه، وإنما انبطاح شامل على الركبة، وانحناء كامل لكامل الرقبة، حتى أصبحت بلاده في عهده مسلوبة السياسة والسيادة، يديرها غير العراقيين، فتحولت إلى دولة تابعة لإرادة «الصفويين»، تفتقد هويتها العربية وشخصيتها القيادية!
وما من شك في أن تصريحات «نوري المالكي» الأخيرة تعكس «الأميّة السياسية» التي يعاني منها «معالي دولة الرئيس»، الذي لا يجيد سوى إثارة الأزمات مع محيطه الوطني، وإنتاج الصراعات مع محيطه العربي.
وسيسجل التاريخ أن العراق ابتلي في زمنه الرديء بحاكم بلا حكمة يحتكر الحكومة اسمه نوري المالكي يحاول «تهميش» منافسيه، و«تجييش» مؤيديه!
هذا الحاكم «الغشيم» غير الحكيم لا يعرف شيئاً في أمور «الحكم» لأنه يفتقد «الحلم»، فهو لا يجيد سوى «إشعال الحرائق» في بلاده!
.. ولو كان «المالكي» حاكماً حكيماً لما استعرض عضلاته على «طارق الهاشمي» نائب رئيس الجمهورية، وافتعل قضيته الملفقة وقام بتركيبها وإطلاقها في هذا التوقيت لتسمم أجواء العراق.
.. ولعل افتعال قضية «الهاشمي» يؤكد شهوة الحكم التي تنازع «نوري»، ورغبته الجامحة في الهيمنة على شؤون الدولة العراقية، والتفرد في اتخاذ القرار، وإلغاء الشركاء الآخرين، في إطار «الدكتاتورية» التي ولدت من رحم «الديمقراطية الإقصائية» المصنوعة في «واشنطن»، والمستوردة من «الولايات المتحدة» تحت حراسة «الجيش الأميركي»!
فالديمقراطية التي يؤمن بها «المالكي» هي «الديمقراطية الاحتكارية» التي ينبغي أن تضعه على رأس السلطة، ولهذا لا يقبل بنتائجها عندما تكون ضده، وهذا يفسر معارضته تكليف منافسه الليبرالي «إياد علاوي» بتشكيل الحكومة، رغم أنه الفائز مع قائمته بأكبر نسبة من مقاعد مجلس النواب (91 مقعداً) مقابل (89) لقائمة «نوري"!
.. ولعل من المفارقات أنه تم في هذه الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من مارس «2010»، منع (499) مرشحاً من خوضها بسبب ارتباطهم المزعوم بحزب «البعث»، مما يشكل ذروة «العبث» بحقوق الآخرين، من خلال «الانتقام» من ماضيهم ومنعهم من صياغة وصناعة حاضر ومستقبل وطنهم.
.. ومن الواضح أن مطالبة المالكي الدوحة بتسليم «الهاشمي» تأخذ أبعاداً انتقامية إقصائية أيضاً، وليس لها علاقة بالحيثيات القضائية أو القانونية.
.. وتكشف قضية «الهاشمي» المصطنعة عن مدى عزلة «الحكم المالكي» عن محيطه الداخلي، حيث تتأزم وتتسمم علاقاته مع شركائه، أما دفاعه المثير للدهشة عن «النظام السوري» فيكشف مدى عزلته عن محيطه القومي، وخصوصاً بعدما زج بلاده في محور إقليمي معاد، ولا أقول مضاداً، للإجماع العربي.
والمؤسف أن «نوري المالكي» لا يجد حرجاً في الدفاع عن «نظام البعث السوري»، رغم أنه وكيل شعار «اجتثاث البعث» في المنطقة، ومروج ذلك الشعار في العراق، وكأن شعاره «البرّاق» لا ينطبق إلا على الحالة العراقية، ولا يصلح للتطبيق على الساحة السورية.
لقد استند «نوري» إلى ذلك الشعار الإقصائي للانقضاض على الحكم في العراق، عبر تطبيق ديمقراطيته الانتقائية الانتقامية، من خلال إحكام قبضته على مفاصل السلطة التنفيذية، ضارباً عرض الحائط بحقوق الآخرين، الذين يشكلون فسيفساء المجتمع العراقي بجميع مكوناته.
عموماً .. رغم تصريحات «نوري المالكي» الهوجاء، ومواقفه الخرقاء ضد قطر، وشقيقتها الكبرى السعودية، سيظل العراق بجميع أطيافه وطوائفه عزيزاً علينا، وسيبقى أهله الكرام
أخوة أعزاء لنا، مثلما يقول المطرب النجفي «ياس خضر» في رائعة الشاعر المبدع زامل سعيد فتاح، التي انتشرت على كل لسان:
أخوة أعزاء لنا، مثلما يقول المطرب النجفي «ياس خضر» في رائعة الشاعر المبدع زامل سعيد فتاح، التي انتشرت على كل لسان:
أعزاز عدنا ومنهو ينكر رمش عينه
ويا هو أقرب من جفن للعين لينا
أما «المالكي» فسيبقى واحداً من «الدمبكجية» الذين دفعهم الزمن العراقي الرديء إلى صدارة المشهد السياسي!!
يا حسافة!
* رئيس تحرير جريدة الوطن القطرية
ملاحظة:
نُشر المقال هنا
هناك تعليقان (2):
كل ما قاله الاخ الكاتب صحيح ومشكور عليه لكن عتبنا هو على الزعماء العرب الذين حضروا النقمة حذرنا وقلنا ان هذا الرجل طائفي ( اي المالكي ) وهو عميل لايران ولا يمت الى العرب باي صلة ها هو الان يتزعم القمة العربية لمدة عام كامل وللاسف العرب يعرفونه جيدا رجل طائفي بكل معنى للكلمة !!!
أريد أقول شيء لكاتب الموضوع .. من جاء بالعدوان على العراق ؟؟؟ أليس من دولكم يا مشايخ الخليج أليست أنتم الذين أتيتم بالأميركان للمنطقة بحجة خوفكم من صدام وجيشه الذي حماكم من العدوان الإيراني في الثماننيات واليوم تتكلمون على المالكي أنا لا أدافع عنه أقسم بالله ولكن من منكم يحكم بلده بالأنتخابات كلكم جئتم للحكم بالعمالة للأحتلال الأنكليزي أنذاك
إرسال تعليق