موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 19 أبريل 2012

المقاومة العراقية- الحاضر والمستقبل

إسهاماً في الحوار بشأن مستقبل المقاومة العراقية، بعث لي الدكتور أمير البياتي هذه المقالة المهمة، على بريدي الإلكتروني، وهي مضوعة أمام المعنيين من قادة فصائل المقاومة المسلحة البطلة في العراق، وقادة الفكر المقاوم في العراق، خاصة، والوطن العربي عامة.



المقاومة العراقية- الحاضر والمستقبل


أمير البياتي
لا نزايد على أحد، فنحن على كراسينا المترفة وأمام أجهزة حواسيبنا المتطورة والمنفتحة على كل أطراف الدنيا لا نساوي قطميراً أمام الرجال الذين يحملون شرف الدفاع عن الماضي والحاضر والمستقبل، تلفحهم شمس العراق المباركة ويقرصهم برده النافذ كالمثقب الى العظام. هم اشرفُ منّـا وهم أكرمُ من عند الله منّا وهم أعلى درجة،،، فقد قال رب العزة: " وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" . النساء 95. ولكننا ونحن نريد أن نكون معهم، بوسيلة أو أخرى، تشدنا الى الخلف دنيا أصبناها أو عائلة كونّاها أو أموال أقترفناها أو تجارة نخشى كسادها أو مساكن أرتضيناها، أو صحة وقوة فقدناها فلم يبق لنا إلا أن نشاركهم بأقلامنا وقلوبنا، وذلك اضعف الايمان. يقول تعالى: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" التوبة 24. لذا ترانا بين الحين والآخر نشد من أزرهم ونثني على أفعالهم وندعو لهم بالنصر والثبات والسلامة ليل نهار.
قلنا أنا لن نزايد على أحد، ولكننا نرى أحياناً ما لايراه المقاتل في الساحة، لذا وجب علينا التنبيه، كما إننا نقرأ ونحاور ونستنتج مما لايتاح لمجاهد أن "يتمتع" به وهو يحمل هم الجهاد الثقيل ومسؤولية الأمور الحياتية الأخرى. لذا وجب علينا التحذير.
بعد الاعلان الرسمي لأنسحاب جيوش المحتل وأعترافه بالهزيمة أمام صناديد العراق وابطاله، وجدت المقاومة العراقية البطلة نفسها أمام ظرف جديد يحمل معه تحديات كثيرة ومتعددة الأوجه. وبرغم شكلية الانسحاب الأمريكي من العراق، إلا إنه كان عملاً تكتيكياً مدروساً أريد به تحقيق أهداف مختلفة نرى أن منها إحراج المقاومة البطلة ووضعها تحت مجهر الاختبار، فهي من ناحية قد حققت أهم أهدافها وهو طرد المحتل، ولكنها من الناحية الأخرى فشلت حتى الآن في تحرير العراق، وهو هدف كينونتها الاساسي. لقد نجح المقاومون في طرد اللاعب الرئيسي وإخراجه من دائرة المواجهة المباشرة، لكنه أي ذلك اللاعب مازال يصول ويجول في العراق وتحت أوجه متعددة وبمسميات مختلفة وهناك من ينفذ له كل مايريد ويتقاسم معه الغنيمة. نعم فأن الوجوه لم تتغير ولكنها وبعد أن كانت قد أتت مع المحتل ورحبت به وسمته مُـحرِراً، عادت تدعي الآن أنها قد أعادت الى العراق "إستقلاله" وهو "بلد حر" وبكامل قواه السيادية وبعد أن اخرجت هي قوات الاحتلال عبر مفاوضات شاقة وصعبة!!! ونعم مرة أخرى فنحن نعلم أن هذا محض إدعاء وكذب فالمحتل يأمر عملاؤه ولا يفاوضهم وأنه إنما خرج من الباب ليعود من النافذة، ونعلم أن إيران هي رأس الحربة الآن لأكمال مهمة الأمريكان في تفتيت العراق وإنهاء دوره القومي والأنساني والحضاري ونعلم ونعلم ونعلم. ولكن المشكلة أن هناك في العراق من لا يعلم ومن يصدّق إدعاءات العملاء ويحاجج بناءً عليها! وهم جزء من شعبنا ولايمكن تجاهلهم أو العبور فوقهم! والمصيبة الكبرى أن هذه الشريحة من شعبنا لم تعد ترى أي مبرر لوجود مقاومة في غياب الاحتلال!!! وإن كانت هذه الشريحة في الاصل مترددة بين دعم المقاومة ولو معنوياً حتى بوجود المحتلين. ويغذي هذا التيار من الفكر المقلوب الاعلام العميل والاعلام المتواطيء مع الاحتلال وأعوانه، وهذا يعني بالتقريب كل وسائل الاعلام الموجودة على الساحة، عدا قلة قليلة منها. وهذا تحدٍ آخر للمقاومة، فهذا النفر من الشعب يصف الاعمال البطولية التي تقوم بها المقاومة بأنها أعمال إرهابية ويصنّف المقاومين الشرفاء في خانة واحدة مع الارهابيين والمأجورين والقتلة.
ومن جانبها، يحاول الجهاز الاعلامي للمقاومة وبكافة فصائلها ايصال صوتها الى شعبها ومادة عملها وبكل الوسائل المتاحة، وعبر شتى طرق التواصل المختلفة. وكان اعلان البرنامج السياسي والتنفيذي  للمقاومة العراقية  واحداً من الاسلحة التي أشهرتها المقاومة العراقية في وجه الهجمات الاعلامية التي باتت تكيل التهم الجاهزة للمقاومين ولكنه أصطدم وكالعادة بوجه التعتيم الاعلامي الخانق ونزعة عدم المبالاة التي بدأت تصبغ المجتمع العراقي رغم المعاناة الكبيرة التي أناخت ركابها برحاب عراقنا الحبيب بعد وسائل التييئيس المتعددة والبطش الشديد والقاسي والظالم التي مارستها حكومات الاحتلال مما جعل الناس توشك أن تستسلم لقدرها، وهوبالضبط مايريده الاحتلال. والكل يعلم أن الاستسلام هو عكس المقاومة. إن هذا الكلام لا يقلل ابداً من أهمية الاعلان أعلاه ولا من حيوية الخطوة الكبيرة والاستراتيجية التي خطتها المقاومة بأعلانها ذاك، ولكننا قصدنا أن نسلط الضوء على أوجه التحدي المتعددة التي تواجهها المقاومة العراقية وتتخطاها بكل بسالة واقتدار.
وعلى نفس القدر من الأهمية كانت خطابات ورسائل القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني المعز لله وآخرها ظهوره المفاجيء وبالصوت والصورة وهو يلقي خطاب الذكرى السنوية الخامسة والستين لتاسيس حزب البعث العربي الأشتراكي، ورسائل الشيخ حارث الضاري وبيانات هيئة علماء المسلمين والمكتب السياسي للمقاومة العراقية وغيرها، فهي كلها قناديل تتوهج كي تنير ظلمة الدرب أمام أعين علتها غشاوة وهي كلها أسلحة مؤثرة تشهرها المقاومة في التوقيت الذي تراه مناسبا.
ولكننا مازلنا نحاول الاجابة عن سؤال محوري وهام، وهو وماذا بعد الانسحاب المزعوم؟ وهل سيكتفي المقاومون بدك قواعد تمركز الأمريكان ومرتزقتهم؟ وهل هذا كافٍ لأنجاز الهدف الأسمى والأغلى وهو تحرير العراق من المحتل وعملائه وأعوانه ومن كل أدواته؟ لقد قالها القائد الأعلى للجهاد والتحرير وقالها الضاري وقالتها كل فصائل المقاومة الآخرى أنها لن تستهدف الجيش ولا الشرطة الا في حالة الدفاع عن النفس، وان مراكز الشرطة ومقرات العسكر- وبرغم كل التحفظات المعروفة عن أداء كثير من افراد الجيش والشرطة وقُـوادهما- ليست اهدافاً لصواريخ المقاومة ولا لهجماتها. وهذا تحدٍ آخر كبير فرضته المقاومة على نفسها أستجابة لظروف مبدئية وأخرى موضوعية. فكثير ممن أنخرط في صفوف الجيش والشرطة أنما فعلوا ذلك سعياً وراء لقمة العيش وطلباً للرزق، وكثير منهم ماكانوا في أمكنتهم لو أنهم وجدوا عملاً غير ذلك أو لو كانوا يجيدون مهنة أخرى. كما أنهم يظلّون ابناءنا وأخواننا وابناء عمومتنا وأخوالنا، وكثير منهم يمكن مداراة مواقفهم واستمالتهم الى صف المقاومين بالنصح والتبصير والارشاد والإقناع. ومعلوم أن كثيراً من افراد الشرطة أنما يؤدون عملاً خدمياً بحتاً كشرطة المرور والنجدة مثلاً، وآخرين يؤدون عملاً مكتبياً كشرطة الجنسية والاحوال المدنية، لذا فإن استهدافهم إن حصل فأنه سيكون وقوداً لآلة الاعلام المعادي تستخدمه لتشويه وجه المقاومة النقي ولتأكيد صبغة الارهاب المزعومة عليه. وهذا بالتأكيد أحد اهداف العمليات العشوائية التي تستخدم فيها السيارات المفخخة لتنفجر في أماكن غير ذات معنى واضح أو تاثير سياسي أو عسكري.
وعلى الطرف المقابل فأن من يحمي حكومة العملاء في المنطقة الخضراء ومن ينفذ أوامرها، ومن يضطهد المواطنين ويهين العراقيات والعراقيين، ومن يداهم ويعتقل ويعذب إنما هو نفر من هؤلاء المنخرطين في صفوف الجيش ومايسمى بتشكيلات "الحرس الوطني" على الخصوص، والشرطة. إن كثيراً من هؤلاء الذين باعوا شرفهم وأهلهم مقابل حفنة بائسة من الدنانير ومقابل مكاسب وقتية لم تجلب لهم احترام الشعب وانما جلبت لهم سخط الناس ودعائهم الى الله العلي القدير بزوالهم وهلاكهم، يشكلون أهدافاً مشروعة للمقاومة العراقية التي تحترم الدم العراقي وتحرمه، ولكن الله القدير في علاه يقول "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" المائدة 45.  لذا فالقصاص واجب وقتل النفس بالحق مشروع ديناً ودنيا.
ومما يزيد الطين بلة وكما مر ذكره هوالتعتيم الاعلامي الذي تمارسه كل وسائل الاعلام لطمس فعاليات المقاومة الحقيقية ولتسليط الضوء على أعمال منتخبة يمكن تصنيفها بقليل من لي الحقائق وتزويرها بأنها اعمال أرهابية تقوم بها ما تسمى "بالمقاومة العراقية"!
فما العمل إذاً؟ أنا أرى أنني وكل كاتب مخلص عراقياً كان أو غير ذلك وبغض النظر عن كل المسميات الأخرى يصنف نفسه ككاتب للمقاومة أو "مقاوم بالكلمة" تقع علينا مسؤولية المساهمة في فتح حوار شامل نقدم فيه اقتراحات ونضع فيه علامات طريق متواضعة أمام الأبطال المضحين بالنفس والمال والأهل، ونستطيع من خلاله أن نغادر مواقع الكتابة المنمقة التي تكيل المديح لهذا الطرف أو ذاك وتسطر المقاطع الانشائية دون أن تسهم حقيقة في رفد عملية المقاومة الباسلة بعتاد فكري قد ينفع ويفيد وبمقال واحد اكثر مما أسهمت به تلك المقالات مجتمعة. غير أن علينا أن لاننسى أن من الميدان هم أفضل منا واكثر دراية وما سنقدمه من مقترحات وحلول وأفكار أنما يترك تقييمه النهائي لهم دون أن يثير ترك مقترح ما او الأخذ به حساسية لدى هذا الطرف أو ذاك.
إننا والحال هذه لا نضع أنفسنا أوصياء على من ينيرون أمامنا طريق الخلاص، ولكننا نرفع من امامهم أشواكاً وعقبات بسيطة ونساهم في التأشير على درب من بين دروب متعددة أمام من يقودون حركة النضال ضد المحتلين واعوانهم، آملين أن نساهم ولو ببصيص شمعة في إزاحة خيمة الظلام الكبيرة التي تلف عراقنا الحبيب،،، والله أكبر.    


          

هناك تعليق واحد:

Anonymous يقول...

المقدم الطيار
اسمآ على مسمى ايها الامير يا امير يادكتور وكانك في قلبنا من خلال كلماتك ايها الفذ

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..