صدر حديثاً عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية كتاب جديد تحت عنوان (استراتيجية الجودة والاعتماد الأكاديمي في ظل سياسات العلم والتكنولوجيا).
ألَّف هذا الكتاب، الدكتور همام عبد الخالق الذي تولى لسنين عديدة مسؤولية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، والدكتور محمد العزاوي أحد الكوادر العليا في الوزارة، والذي شغل أيضا مناصب قيادية في منظمات تعليمية عربية.
وقد بادر الأستاذ سرور ميرزا محمود، بإستعراض هذا الكتاب، في المقال التالي الذي بادر بإرساله إلى بريدي الإلكتروني، مشكوراً.
استراتيجية الجودة والاعتماد الأكاديمي في ظل سياسات العلم والتكنولوجيا
سرور ميرزا محمود *
بدأ مفهوم إدارة الجودة في الثمانينات من القرن العشرين وبدأت الجامعات والاكاديميات بالولوج في توعية المجتمع وتدريسه، فأخذت مدياتها العلمية والتطبيقية منذ ذلك التاريخ.
الجودة هي طفرة إدارية جديدة وتطوير فكري شامل وثقافة تنظيمية لأداء العمل الصحيح من البداية والاعتماد على تقييم المستفيد في معرفة مدى تحسن الأداء، وفي الجانب التعليمي يمثِّل بكل وضوح تحسين درجات وأداء الطلبة والارتقاء بمستواهم العلمي الى أكبر قدر ممكن لبناء المجتع وفق التكنولوجيا الحديثة، فأصبح نظام الجودة سمة العصر الحديث وأسلوباً للعمل الجماعي المتقن.
أمامنا كتاب صدرمن قبل المنظمة العربية للتنمية الإدارية تحت عنوان (استراتيجية الجودة والاعتماد الأكاديمي في ظل سياسات العلم والتكنولوجيا) وقد شارك في تأليفه الدكتور همام عبد الخالق الذي تولى لسنين عديدة مسؤولية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، والدكتور محمد العزاوي أحد الكوادر العليا في وزارة التعليم العالي والذي شغل أيضا مناصب قيادية في منظمات تعليمية عربية.
كتب كثيراً من مقالات وبحوث وحتى كتب في المجتمعات الغربية عن الجودة في الادارة والصناعة والتعليم، وأصبح العمل بمفاهيم الجودة وتطبيقاتها أسساً لرقي المراكز الأكاديمية كالجامعات وغيرها وأصبح التنافس بالأداء سمة بارزة في التقييم.
الكتاب يتكون من 348 صفحة، وسبعة فصول، وقائمة تعريفات ومصطلحات.
يحمل جزءٌ من الكتاب توثيق الأساليب الوقائعية والاجرائية للمراحل التي طبِّق فيها نظام الجودة في التجربة العراقية رغم قيود فرض الحصار الظالم على هذا القطر، والذي شمل كافة مرافق الحياة، ومنها التعليم العالي، وكيف أن العقل العراقي ظل يواكب ومن خلال رجال التعليم العالي ورؤساء الجامعات والعمداء والكفاءات المتخصصة منهج الجودة والاعتماد الأكاديمي، وجاء التخطيط الاستراتيجي مرتكزاً على مبدأ النوعية في التعليم العالي باعتباره قريناً للوطنية، وفي التوجهات الاستراتيجية للجودة والاعتماد الاكاديمي، من خلال الرؤى وتطبيق المواصفة العالمية (إيزو) في الجامعة التكنولوجية ببغداد، وتقويم الأداء الجامعي.
تناولت الفصول الخمسة الأولى الأسس العلمية لثلاثية الجودة الجامعية والاعتماد الأكاديمي وتقويم الأداء، وهذا الربط الثلاثي، جديد لم يتطرق اليه كتاب من قبل، حيث السائد هو كل مكمل للآخر، معتمدين على ماتوصلت اليه التجارب العالمية وبعض تجارب الدول العربية وأدائها المشهود له، أما الفصلان السادس والسابع فقد اشتملا على التجارب الرائدة لبعض من الجامعات العربية، وهي:
- الريادة في تجربة جامعة الملك سعود للارتقاء بنظم الجودة والاعتماد الأكاديمي.
- القيم الحاكمة في ممارسات الجودة والاعتماد في جامعة القاهرة.
- فاعلية البرامج الأكاديمية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، وكيفية اعتماد الجودة والاداء التقويمي أكاديمياً.
من المسائل المهمة في هذا الكتاب هوالتكيف والانسجام بين الجامعات والبيئة التي تشهد التغير باستمرار، وكيفية وضع الخطط البرامجية وفق اسلوب غير مقتبس ولا انتقائي ولا فردي بل وفق التحليل والتشخيص والتفكير من خلال أسلوب العمل الجماعي للمراحل الآنية والمستقبلية.
لاشك ان من سيطلع على الكتاب، من الأكاديمين وقادة التعليم والعاملين في حقل تكنولوجيا الجودة والأداء والتقييم، سيرى فيه مصدراً للأداء والتطبيق، وسيستنير بما حواه من موضوعات وانجازات وتوصيات باتجاه البناء العلمي والحضاري لتأمين النمو واستدامته، كما ان المكتبات العربية ستكون فخورة بوجوده فيها لاطلاع كافة الشرائح عليه من طلبة وباحثين وعلماء وأكاديميين.
ومن الله التوفيق.
* باحث علمي عراقي
هناك تعليق واحد:
الحمد لله على سلامة الاستاذ الدكتور همام عبد الخالق القامة العلمية الوطنية العراقية الأصيلة التي قبعت سنين طويلة في سجون الاحتلال الأمريكي للعراق. الحمد لله على سلامته و على هذه الروحية الوثابة و على هذا الانجاز الهام الذي يؤكد من جديد أي نوع من الرجال هم رجال العهد الوطني و كيف تيسر للعراق بفضل الله أولاً و بتوفيقه ثم بجهد هؤلاء و في المقدمة منهم القائد الشهيد أبو الشهداء من اعتلاء ناصية المجد.
إرسال تعليق