موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

مزاد التطبيع الديني

لماذا التطبيع الديني المصري مع الكيان الصهيوني، في هذا الوقت تحديداً؟
ماسر زيارة مفتي الديار المصرية، علي جمعة، إلى القدس المحتلة هذا الاسبوع، ومدى تزامن ذلك مع زيارات يجري تنظيمها لأقباط من داخل مصر، ومن خارجها، لزيارة الأماكن المسيحية المقدسة في القدس الشريف؟
هذا ماتجيب عنه مقالة الكاتب العربي محمد سيف الدولة، التي بعثها على بريدي الإلكتروني، مشكوراً.


مزاد التطبيع الديني، لماذا الآن



محمد سيف الدولة
قام الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية بزيارة الى المسجد الاقصى ، مخترقا بذلك حالة الاجماع المصرى والعربى والاسلامى منذ عام 1948 التى منعت وحرمت زيارة فلسطين تحت اى ظرف قبل تحريرها من الاغتصاب الصهيونى .
ورغم نفى المفتى دخولها بتاشيرة اسرائيلية وانما برعاية ملكية اردنية ، الا انه دخلها فى النهاية من بوابة معاهدة وادى عربة الشقيقة الصغرى لأختيها البائستين كامب ديفيد المصرية واوسلو الفلسطينية ، التى ارتكبت جميعها جريمة وخطيئة الاعتراف بشرعية الكيان الصهيونى والتنازل لليهود الصهاينة عن 78% من ارض فلسطين التاريخية .
ناهيك ان كل تبريرات جمعة قد سقطت وانكشفت فورا عندما قامت السلطات الاسرائيلية فى ذات توقيت الزيارة بمنع الشيخ عكرمة صبرى خطيب المسجد الاقصى من دخول القدس . ناهيك عما صرحت به وكالات الانباء العبرية من ان الزيارة تمت تحت حماية كاملة من الجيش الاسرائيلى لحماية الشيخ جمعة من المتطرفين الفلسطينيين وبتنسيق كامل مع السلطات الاردنية .
قبلها ببضعة ايام قامت عدة وفود من المسيحيين المصريين بزيارات دينية الى كنيسة القيامة بالمخالفة لقرار الكنيسة القبطية بعدم زيارة القدس الا بعد تحريرها وكتفا بكتف مع الاخوة المسلمين ، وتوعدت بعقاب المخالفين بالحرمان من سر التناول كأحد اسرار الكنيسة السبعة ، ولكن كل هذا لم يمنع انطلاق عدة رحلات فى وقت متزامن من مطارات مختلفة فى مصر وايطاليا وامريكا الى القدس ، فى لغز كبير حول الجهة المريبة المنظمة لهذه الرحلات فى هذا التوقيت وفى تحد سافر للكنيسة .
***
لا يمكن ان تتزامن كل هذه الزيارات على سبيل الصدفة ، كما انه لا يمكن ان تكون زيارة المفتى قد تمت بمبادرة شخصية منه كما ادعى ، فشخص فى مكانة المفتى الرسمية لا يمكن ان يدخل (اسرائيل) الا بعد استئذان المجلس العسكرى أو بتكليف منه مع تنسيق سياسى امنى كامل بين الجهات الامنية المصرية والاسرائيلية.
وهنا نصل الى مربط الفرس وهو الدوافع والاسباب التى دفعت الادارة المصرية الحالية الى مباركة بل ورعاية مبادرات للتطبيع المصرى الاسرائيلى عبر بوابة الزيارات الدينية ، مبادرات لم تحدث حتى فى عهد مبارك .
التفسير الاقرب الى المنطق ان وراء هذه المبادرات التطبيعية الجديدة رسائل الى اولى الامر فى امريكا واسرائيل ، ان النظام القديم لا يزال هو الاصلح لهم ولمصالحهم ، وانه على استعداد لتقديم ما لا يمكن ان تقدمه لهم قوى الربيع العربى : سيقدم لهم تطبيعاً شعبىاً كاملاً مع اسرائيل يدعم وجودها وشرعيتها ويؤكد ويثبت مدى التزامه بالسلام معها رغم انف كل الثورات العربية .
وربما كان الحافز على تقديم هذه الرسائل فى هذا التوقيت هو ما استجد من تحركات اسلامية فى اتجاه مد جسور جيدة مع الولايات المتحدة والتى بدأت بالاعلان عن الالتزام الكامل بمعاهدات السلام وانتهت بزيارة مبعوثيهم الى واشنطن ودخول البيت الابيض والالتقاء باعضاء من مجلس الامن القومى الامريكى .
ومنها ايضا ما صدر من تصريحات اسرائيلية على لسان قيادات مثل بن اليعازر من ان الاسرائيليين قد يضطرون فى النهاية الى الجلوس مع الاخوان .
بما يعنى ان الورقة التى كان نظام مبارك واقرانه يلعبون بها من انهم الوحيدون الملتزمون بالسلام مع اسرائيل والاعتراف بها قد اوشكت على الاحتراق ، حيث ان الجميع يعلنون استعدادهم لتبنى ذات النهج والتوجه !
فرأى رجال النظام القديم ضرورة الاسراع فى تقديم مزيد من التنازلات فى اتجاه التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية وهم يعلمون ان التيار الاسلامى لن يستطيع ان يجاريهم فيها بل سيشن عليها حملة شعواء ، وهو ما حدث بالفعل حيث ادانت كل القوى الوطنية والاسلامية بشدة زيارة المفتى وطالبت باقالته فورا ، مما سيخفض بالضرورة من اسهمهم لدى الأمريكان لصالح بقاء النظام القديم الذي لم يسقط بعد .
*****


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..