شخصياً، أشتاق لزيارة مدينة القدس الشريف والتجول في أزقتها والصلاة في مسجدها الأقصى حيث مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحيث قبة الصخرة محل معراجه الشريف، ولكنني أجد كثيراً من الحرج في زيارة ذلك المكان، على قدسيته، بينما ترتفع أعلام الصهاية المجرمين في جنباته.
وقد كان موقفاً مهماً للكنيسة القبطية بزعامة البابا الراحل شنودة الثالث، إعلانها تحريم زيارة القدس مادامت تحت الاحتلال، الا ان غياب البابا شنودة أخيراً دفع بعدد من الجهات المشبوهة إلى تنظيم زيارات للقدس، بذرائع عدة، وهي بادرة خطيرة تهدف إلى تعميق الخلاف بين المسلمين والأقباط في مصر من جهة، فضلاً عن تمييع قضية القدس الشريف من جهة أخرى، ولها بالطبع العديد من الأغراض.
وقد كتب الأستاذ محمد سيف الدولة هذه المقالة التي بعث بها إلى بريدي الإلكتروني، عن الموضوع مستعرضاً أبعاد هذه الدعوات الخطيرة ونتائجها.
مصطفى
...........
الزيارة المحرَّمة
محمد سيف الدولة
((لا زيارة للقدس فى ظل الاحتلال تحت أي ظرف))
((لا دخول لفلسطين بتأشيرة إسرائيلية))
((لا ذهاب للقدس الا بعد تحريرها، وكتفاً بكتف مع الإخوة المسلمين))
كان هذا هو القرار الوطني الذى اتخذته الكنيسة القبطية بقيادة البابا شنودة منذ توقيع المعاهدة المصرية الإسرائيلية عام 1979 . بل انها قررت معاقبة كل من يخالف هذا القرار بالحرمان من سر التناول ، أحد أسرار الكنيسة السبعة .
وعندما رحل البابا شنودة كان هذا هو الموقف الذى تصدر قائمه مآثره فى كل شهادات النعى والرثاء التى قيلت فى حقه تدليلا على وطنيته ومصريته الأصيلة .
ولم يكن هذا الموقف من الكنيسة المصرية سوى امتدادا طبيعيا لتاريخ الكنيسة الوطنى منذ ثورة 1919 وما بعدها .
ولقد مثلت هذه المواقف الوطنية للكنيسة اكبر نقد ودحض ورد على كل الذين كانوا يحاولون التشكيك فى الولاء الوطني للمسيحيين المصريين والعرب بحجة انهم يشاركون اليهود الإيمان بكتاب مقدس واحد هو العهد القديم والذى ورد فيه وعد الرب لهم بأرض فلسطين .
وكانوا هؤلاء المشككون يدافعون ، من هذا المنطلق الخاطىء ، عن مبدأ استبعاد الاخوة المسيحيين من اى مناصب تمس الأمن القومي المصري بسبب إمكانية وجود تضارب بين معتقداتهم الدينية وولاءهم الوطنى . وكانوا يستشهدون بمواقف أشخاص معدودين مثل المحامى موريس صادق من أقباط المهجر الذي دأب على بعث رسائل تأييد واستغاثة لإسرائيل ، يدعوهم فيها إلى مساعدة الأقباط على تحرير مصر من الغزو العربي الاسلامى على غرار ما فعلوه فى ارض إسرائيل .
ولكن كانت كل دعوات التشكيك تتكسر دائما على صخرة تاريخ الوحدة الوطنية المصرية فى مواجهة العدو الخارجى ، وعلى صخرة صلابة موقف الكنيسة المصرية ضد التطبيع مع إسرائيل رغم كل الأثمان الباهظة التى دفعتها من جراء ذلك فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات ، ناهيك عن رفضها العقائدى للتفسير الصهيونى للكتاب المقدس .
وحين نقلت لنا وكالات الإعلام الاسبوع الماضي أنباء عن تنظيم رحلات دينية مسيحية للقدس ، حاول البعض توظيف الحدث لإعادة التشكيك فى موقف الأقباط المصريين من إسرائيل .
رحلة الأقباط للقدس |
ولكن على الفور توالت الأخبار التي تؤكد على استمرار صلابة هذا الموقف : فلقد أكدت الكنيسة القبطية وكل فروعها فى المهجر على موقفها الرافض لاى زيارات إلى القدس قبل تحريرها ، وكذلك فعلت الكنيسة الانجيلية، بل قامت الكنيسة المصرية في القدس برفض استقبال الزائرين القادمين من مصر.
وهو ما يطرح تساؤل مهم حول سر هذه الزيارات المريبة ومن هي الجهة المنظمة ؟ وما هي أهدافها فى هذا التوقيت بالذات ؟ خاصة وأنها انطلقت من عدة مطارات ودول مختلفة فى وقت واحد : من مصر وأمريكا وايطاليا حسب المعلن حتى الآن . وهل هى محاولة لزرع فتنة من نوع جديد ؟
أيا كان الإجابة ، فانه يتوجب التصدي لها بحزم والوقوف صفا واحدا وراء الكنيسة المصرية الوطنية فى موقفها الثابت برفض هذه الزيارات وتحريمها .
ملاحظة من الناشر:
هناك 4 تعليقات:
كان للزعيم الراحل ياسر عرفات قول بليغ في القدس،عندما يصفها بأول القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي العربي ألامين(ص)ومهد ورفعة سيدنا المسيح(ع).
وقاتل أبي رحمه الله وجرح عام 1948 في محيطها
تحياتي ابو عبد الله
الاخ العزيز مصطفى السلام عليكم ..
انا اريد ان ادلي بدلوي هنا وقد يختلف معي الكثير ولربما يتفق ايضا في ما اطرحه ..
السؤال هو لماذا حرم علينا زيارة المسجد الاقصى . لقد كان في السابق اجدادنا حين يذهبون الى بيت الله الحرام للحج قبل عودتهم الى اهلهم يقومون بزيارة القدس . نحن نعلم ان القدس اسير تحت حرب الصهاينة لكن مالضير بان يقوم المسلمون بزيارته ويكون اثبات للصهاينة انه مسجد اسلامي وبذلك يشارك كل المسلمين بالمحافظة على اسلاميته ولا يجب ان يترك الفلسطينيون وحدهم هم من يدفعون الدماء في الذود عنه .. السؤال الثاني الم يكون المسجد الاقصى تحت الحراب الصليبية قبل تحريريه على يد صلاح الدين الايوبي رحمه الله هل حرم في ذاك الوقت زيارته الجواب لا اذاً لماذا حرم في هذا الوقت وكان من الواجب على علماء الامة باصدار فتوى تبيح زيارة القدس .. فوالله اذا ما صدرت مثل هذه الفتوى فانها سوف تربك العدو الصهيوني وتقض مضاجعهم وسوف يحسبون الف حساب لهذه الزيارات ..
فقط اتمنى ان افهم شئ واحد وهو كيف استطاع الجفري ان يحصل على فيزا ؟؟
الفلسطيني ابن البلد يموت ولايحصل على اذن للدخول وهذا يذهب بكل بساطة اليس ؟؟
شئ اغرب من الغريب
هذه اللاءات الثلاث للبابا شنودة تعتبر مفخرة تاريخية لاقباط مصر حيث ان البابا في حينه وقف موقفا مشرفا من زيارة العار التي قام بها السادات الى الكنيسة الصهيوني
في حين لم نسمع مثل هذا الموقف من كثير من الذين يدعون التمسك بالعقيدة الدينية التي لا يمكن ان تجامل الاعداء على حساب الحقوق العربية والاسلامية في فلسطين ومصر
انصح من يقرا هذا الموقف للبابا شنودة ان يجدد ايمانه بالله وبقدرة العرب والمسلمين على رفض التطبيع مع العدو والغاء معاهدة الذل والخيانة معاهدة كمب ديفيد المشؤومة
ولكم تحياتي
إرسال تعليق