هذه هي الحلقة الثامنة من قراءة العميد الركن أحمد العباسي، أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية العامة، في العهد الوطني لكتابات المرتد وفيق السامرائي، التي يكشف فيها المزيد من الحقائق بشأنه.
قراءة في كتابي وفيق عبجل السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم (8)
شهادة لتاريخ جيش العراق وشعبه
العميد الركن (اس)
احمد العباسي*
إذن هذا هو وفيق .. وهذهِ هيَ طـُرقهُ التي يستخدمها في دس السم في العسل لاستدراج القادة والضباط إلى حتفهم .. وكان من بين كلماته التي يُطلقها عندما يريد تَسقيط احد الضباط الشجعان في المديرية وفي الجيش قول (هذا عجمي و هذا شيعي) ... استخدمها وفيق قبلَ إن تولد الطائفية في العراق في 2003 بفضل أسياده المحتلين، وبطريقته النتنة هذهِ صعدَ على جثث الضباط والمراتب الشجعان بالتعاون مع بعض الأشرار ...
ولكثرة الأسئلة الواردة من السادة القراء حول قصة المقدم الركن قاسم عبدالمنعم (محور شعبة إيران وقائدها الحقيقي) فلابد لي إن اذكر قصته مُفصّلة استكمالاً لقضية طرد وفيق من الاستخبارات من قبل اللواء الركن محمود شكر شاهين ومن ثم سجنه في سجن المديرية عام 1984، قبل إن نعود إلى إكمال فقرات كتاب وفيق الذي نشر عام 1997 من قبل دار القبس الكويتية!! و أرجو وضع 50 خطاً تحت (دار القبس الكويتية!!)
المقدم الركن قاسم عبدالمنعم، من ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، وهو محور شعبة إيران وعقلها التحليلي الفذ؛ ومنذ بداية الحرب العراقية الإيرانية ولغاية عام 1984، كان المقدم عبدالمنعم يقوم بنفسه بإعداد تقارير المعلومات الاستخبارية عن العدو الإيراني، وكان سيل معلومات الاستخبارات الميدانية يـَصبُ في جعبة المقدم قاسم لوحدهِ، وبعد إن يكمّل التقارير تُرفَع إلى معاون مدير الاستخبارات ومدير الاستخبارات العسكرية العامة بتوقيع وفيق عبجل! الذي كان يسرق جهد المقدم قاسم وجهد الاستخبارات الميدانية وجهد شعبة إيران ويُجيرها لنفسه بعد توقيعها من قبله ويدعي أمام ضباط الدائرة وقادة الاستخبارات انه من قام بإعدادها بنفسه.
في احد الأيام بدأ الهمس بين ضباط شعبة إيران بأن هناك شخص إيراني يعمل كمترجم في قلم الشعبة 13 !!! وبقي يعمل هناك لفترة تجاوزت الستة أشهر !!!! واتضح بعدها إن هذا الشخص إيراني فعلا !!! وهو أسير أصلا في سجون الأسر، وقد استقدمه وفيق للعمل في الشعبة !!! وبعد مدة اختفى الأسير الإيراني من الشعبة من غير إن يعرف احد السبب !!! وبعد طرد وفيق من شعبة إيران ونقله إلى قيادة شط العرب عام 1984 بسبب شكوك مدير الاستخبارات اللواء محمود شكر شاهين، بان لوفيق ارتباطات بالإيرانيين !!! وقعت المفاجأة الكبرى حيث أننا عرفنا إن وفيق قد استقدم هذا الأسير الإيراني للعمل في الشعبة من غير موافقة المدير العام !!! و من ثم قام بتهريبه الى إيران مقابل رشوة كبيرة !!! حيث اتضح إن هذا الأسير من عائلة ثرية في إيران !!! فأستدعي وفيق على أثرها من قيادة شط العرب وأودع سجن المديرية.
وبعد إجراء التحقيق معه، مارسَ وفيق كعادته التملّق والتمسكُن المعروف بهِ، وإشادته بنفسه و ولائهِ اللامتناهِ للرئيس وكرهه لإيران وكل من يحبها، ومن ثم تمكن من الصاق تهمة استخدام الأسير الإيراني بالمقدم قاسم عبدالمنعم،!!! ولأن المقدم قاسم معروف بإدارته للشعبة ومعلوماتها، فتحجج وفيق بالقول [إن المقدم قاسم عبدالمنعم هو المسؤول عن عمل الشعبة وهو من يعد تقاريرها الاستخبارية !!! ولا علم له (لوفيق) بذلك !!! وهو (عبدالمنعم) من قام باستخدام الأسير من دون علمه!].
وقد شهد مع وفيق اثنان من زبانيته المعروفين بعلاقتهم الدنيئة بوفيق وسوف أرمز لهما بـ (أ) و (ن) .
ولأن وفيق عبجل هو وفيق عبجل وتربطه علاقة شر ودماء طاهرة أريقت بالتعاون مع حسين كامل، فقد ألبسَ الجريمة للمقدم الركن قاسم عبدالمنعم البعيد كل البعد عن هذا العمل والذي هو أصلا لا يمتلك الصلاحية باستقدام أسير إيراني من أقفاص الأسر! فأحيل المقدم قاسم عبدالمنعم إلى المحكمة العسكرية وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنين قضى بعضها وأطلق سراحه بأمر الرئيس صدام حسين بعد مقابلة سيادته من قبل عائلته.
وبهروب الأسير الإيراني الثري الذي استخدمه وفيق من دون موافقات، وبعد اطلاع الأسير على تفاصيل واليات عمل شعبة إيران ومعرفه آليات العمل في ظروف الحرب الطاحنة تلك، أصابت الاستخبارات نكسة كبيرة في تقدير الموقف ومعرفة نوايا العدو لان العدو أصبح على علم ودراية كاملة بما تقوم به شعبة إيران بعد هروب الأسير وبحوزته كامل الصورة عن عملنا بالإضافة إلى نقل وسجن العقل المفكر والمحلل لنوايا إيران المقدم قاسم، مما كلف العراق وجيشه الكثير خلال أعوام 1984 -1986 وأخرها احتلال الفاو التي يتحمل وفيق وزرها والذي يتبجَّح وفيق في كتابة عند الحديث عن احتلال الفاو بالقول....
في الصفحة 89 – 90 وتحت عنوان عبور شط العرب وسقوط الفاو
(((في تلك الفترة حاولت الابتعاد عن الاحتكاك بالوضع العام وكنت اقضي إجازتي الدورية (أسبوع مقابل ثلاث أسابيع في الواجب) في مزرعتنا الخاصة ................ و في يوم وتحديدا ليلة 9-10 فبراير 1986 وبينما كنت غارقا في نومي العميق في مقصورة خاصة في القطار المتجه إلى البصرة........., ولم أفكر قبل النوم قطعا بالوظيفة أو الحرب.............. استيقظت من النوم فجأة ونظرت إلى ساعتي (العاشرة واثنتي عشر دقيقة) ليلا ورددت كلاما محدودا وهو ( لماذا لم يهجم هؤلاء الإيرانيون حتى الآن ) وعدت إلى النوم....... .....لاقانا سائق العميد ......... قال هجمت إيران على قاطعنا قاطع شط العرب والقتال يدور في الفاو وجزيرة أم الرصاص . وظهر إن الهجوم بدا الساعة العاشرة وخمسة عشر دقيقة............. جاءت ضربة الفاو مفاجئة للقيادة العراقية والاستخبارات بصورة مذهلة وتعتبر العملية الأولى التي يحقق فيها الإيرانيون مباغته كاملة , بعد مباغتة كادت تكون كاملة , حققوها في العام الذي سبق في هور الحويزة بعد خروجي من الاستخبارات , وكان هجوم الفاو صفعة مخيفة لكل أولئك الذين وفقوا ضدي حسدا بفضل المنجزات التي حققتها الاستخبارات بوجودي في الكشف المبكر والدقيق للنوايا الإيرانية , إذن (الآن حصحص الحق) واخذ القادة والضباط يتحدثون بإشادة كبيرة عن دوري في الاستخبارات))).
التعليق
هذه الفقرة تدل على صحة شكوك اللواء محمود شكر شاهين مدير عام الاستخبارات من إن وفيق هو عميل إيراني – أمريكي، فكيف لشخص نائم في مقصورة قطار مطرود من الاستخبارات يستيقظ من نومه فجأة ويسأل نفسهُ (لماذا لم يهجم هؤلاء الإيرانيون حتى الآن؟) وعلى قاطع العمليات المتواجد هو فيه تحديدا؟! هل هي نبوءة مثلا!!؟ أم هي مصادفة؟! أم لأنهُ يعلم إن هناك هجوما سوف يحدث بناءً على المعلومات التي زودها للأسير المهرّب من قبله وللعدو الإيراني عن قاطع العمليات الذي كان يعمل به وفيق وهو متمتع بإجازة دورية؟ فهل هذه مصادفة؟
ولو تلاحظون إن وفيق حدد ساعة الهجوم على المنطقة المتواجد هو فيها وهو نائم؟ وإن كانت هذه موهبة ربانية فلماذا لم يبلغ قائدهُ وصديقهُ، كما يصفه، الفريق هشام الفخري؟ وكيف لضابط عراقي يدَّعي الوطنية في كتابه و يقول إن احتلال الفاو هو صفعة لقيادته وجيشه؟ كيف تكون العمالة إذن، خضراء أم حمراء؟!
بالطبع انه يكذب ويدَّعي لنفسه عندما يقول إن مباغتة العدو الإيراني لجيش العراق واستخباراته هي بسبب خروجه من الاستخبارات !! بل هو يعرف تماما إن سبب نكسة الاستخبارات وشعبة إيران في تلك الفترة في تحديد نوايا العدو الإيراني كانت لسببين:
الأول:- سجن ونقل المقدم قاسم عبدالمنعم، وهو العقل التحليلي لشعبة إيران الذي كان يقوم بإعداد وتحليل كافة تقارير شعبة إيران بعد إن البسه وفيق تهمة اقترفها هو ليتخلص منه، كما أسلفنا.
الثاني:- المعلومات التي جمعها الأسير الإيراني الثري بعد إن اطلع لستة أشهر كاملة على آليات عمل الشعبة والذي قام وفيق بتهريبه من العراق مقابل رشوة كبيرة.
لم يكن المقدم قاسم عبدالمنعم أول ضحايا وفيق عبجل ولم يكن آخرهم، ولكننا ذكرناه لتسليط الضوء على هذه الحادثة الأليمة والتي خسر فيها العراق خيرة ضباطه خبرة استخبارية وشجاعة وخسر الضابط مستقبله الوظيفي بسبب شخص حقد على نفسه قبل زملائه فكان سلوكه هذا الذي لازمه خلال حياته الوظيفية الشنيعة، فغدر بالمقدم قاسم رغم انه كان السبب في الذي يعتبره وفيق نجاحاً له بإدارة شعبة إيران، وخسر العراق مدينة الفاو وخيرة شبابه بسبب عمالة وفيق عبجل وأنانيته وغدره بمن حوله، ولهذا فإن وفيق يتحمل دماء آلاف الشهداء العراقيين التي سالت على ارض الفاو، عند احتلالها وتلك التي أريقت في سبيل تحريرها.
وبالعودة إلى فقرات كتاب حطام البوابة الشرقية يقول عبجل
في الصفحات 246-247-248- يقول وفيق
(( وقبل إن يبدأ الهجوم البري بعدة أيام ذهبت شخصيا إلى احد مقرات صدام في احد مساكن حي العدل في مدينة بغداد ولم أجده هناك ووجدت حامد يوسف حمادي (سكرتيره الشخصي) وأخبرته بان موقف المناورة لقوات التحالف خطيرا جدا ................... وقد اضطرب حامد يوسف حمادي اضطرابا واضحا ......................... وخرجت بعد إن بلغت الرسالة. وبعد حوالي الثلاث ساعات زارنا صدام وابنه قصي في مقرنا السري وقد جاء ضاحكا متحدثا مع الفريق صابر الدوري (وفيق متحدث مع حامد ومطير جريشة) .............................. والتفت إليَّ مستفسرا عما قلته .
وفي الصفحة 248 يتحدث عن هجوم الحلفاء البري
((................... بدأت قواتنا بالتراجع واستلمنا موقفا من قيادة الفيلق الثالث يقول انه نتيجة لهجوم الحلفاء تراجعت سبعة ألوية من خط الدفاع الأمامي ................ وان الفريق صلاح عبود قائد الفيلق يعد العدة لاستعادة المواضع الساقطة, وفي ذلك الوقت الحرج حضر صدام إلى مقرنا السري (المدني) في العطيفية وأطلعه الفريق صابر على الموقف فسأل (ما هو رأي اللواء وفيق) قلت له إن مفهوم التراجع هنا ليس حركة منظمة ولابد إن السيطرة قد فقدت ..................))
التعليق
فيما يتعلق بذهاب وفيق إلى مقر الرئيس صدام حسين البديل في حي العدل فلا احد يعلم إن للرئيس مقر هناك ولا علم لأحد ضباط الاستخبارات بمقرات الرئيس ولا حتى دائرة حمايته ومرافقيه لأنني اعتقد إن متطلبات الأمن الشخصي للرئيس والتي يشرف عليها شخصيا توجب إن لا يعلم أي شخص مهما كانت درجة قربه شيئا عن هذه المقرات البديلة في الظروف الاعتيادية فكيف إذا كانت هذه المقرات مستخدمة من قبل الرئيس المستهدف من الحلفاء في ظروف كالتي كانت سائدة في تلك الفترة من عام 1991 ؟
إن هي إلا كذبة كبيرة أخرى من أكاذيب وفيق، وحتى لو سُئلَ احد أعضاء القيادة السياسية أو القيادة العامة للقوات المسلحة عن مكان تواجد الرئيس لأنكر معرفتهُ ونفى علمه بمكانهِ، ففي تلك الفترة بالذات ولظروف البلد المعروفة تحت القصف والرصد الجوي الأمريكي لم يكن احد من قادة الجيش يعلم موقع مقرنا البديل نحنُ (مقر ضباط ركن مديرية الاستخبارات العسكرية) وكانت طريقة الاتصال تتم عبر ضباط الارتباط المكلفين من قبل الاستخبارات حصرا، فكيف بالمقر البديل الخاص بالرئيس صدام حسين نفسه؟
وقد علمنا لاحقا، بعد انتهاء حرب الكويت ومرحلة القصف الجوي إن الرئيس صدام حسين حضر لعدة مرات إلى المقر البديل الخاص بمدير الاستخبارات العسكرية العامة الفريق الركن صابر الدوري في منطقة العطيفية، والذي يبعد مسافة 500 متر عن مقرنا البديل (مقر ضباط ركن الاستخبارات) الذي كنا نتواجد فيه مع وفيق عبجل وعدد من الضباط منهم المعاون الرابع لمدير الاستخبارات وأمين السر الأقدم للاستخبارات وعدد من ضباط ركن الاستخبارات وعدد من الكتبة .
وهذا المقر -أي مقرنا نحن ضباط ركن الاستخبارات - لم يدخله الرئيس صدام حسين إطلاقا طيلة فترة تواجدنا فيه خلال مرحلة القصف الجوي ولم يزرنا لا هو ولا المدير العام إطلاقا، لأسباب أمنية وتمويهية، وكان لمدير الاستخبارات مقر بديل خاص به يبعد لمسافة قريبة من مقرنا، ولمتطلبات الأمن والاختفاء والتمويه في تلك الظروف لم يكن احد من الضباط باستطاعته الذهاب إلى المقر البديل الرئيسي لمدير الاستخبارات إلا إذا تم إستدعاءهُ من قبل المدير العام، وتحتم علينا التعليمات الأمنية للحفاظ على سرية المقرات البديلة إن يكون الذهاب بصورة متخفية حتى لا يثير انتباه الجيران وسكان المنطقة، وفي احدي المرات تم إستدعاء اللواء الركن (م) المعاون الرابع لمدير الاستخبارات ووفيق عبجل من قبل المدير العام عند عودته من مدينة البصرة للمذاكرة حول احد تقارير المعلومات المرفوعة من قبلنا، ولم يتأخرا خارج مقرنا أكثر من 10 دقائق حيث عادا وقالا: حضر ضيف مهم عند المدير العام، وحال دخوله لمكتب المدير العام أمرنا بالانصراف ريثما تنتهي الزيارة.
وقد اخبرني السيد المعاون الرابع اللواء الركن (م) بأنهما دخلا على المدير العام وبعد إن جلسا دخل للمقر الرئيس صدام حسين مع مرافقه عبد حمود، فأمرنا المدير العام بالانصراف فورا.
وبعد إن أصبحت الاستخبارات العسكرية (المقر العام في الكاظمية) مقراً متقدماً للقيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة الفريق صابر الدوري وعضوية الفريق صلاح عبود والفريق الطيار الحكم حسن علي مدير طيران الجيش بعد انتهاء مرحلة القصف الجوي سمعنا من خلال غرفة العمليات وأحاديث القادة حول الأوامر إن الرئيس صدام حسين كان يتردد على المقر البديل للمدير العام لوحده ويرافقه بعض الأحيان مرافقه الشخصي عبد حمود، وطيلة فترة تواجد مقر القيادة العامة للقوات المسلحة داخل مجمع الاستخبارات في الكاظمية لم يحضر الرئيس صدام حسين إلى ذلك المقر مطلقا وكان يتصل هاتفياً بمدير الاستخبارات أو عن طريق احد مرافقيه عبد حمود أو ارشد ياسين.
ولم يكن وفيق في تلك الزيارات متواجداً هناك، أي المقر البديل لمدير الاستخبارات في العطيفية، حيث كان المقر البديل الخاص بالمدير العام يستخدم فقط من قبل المدير العام عند استدعائه إلى بغداد من قبل القيادة، فقد كان مدير الاستخبارات العسكرية يتواجد خلال مرحلة القصف الجوي مع رفاقه أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة في المقر المتقدم في مدينة البصرة للإشراف على سير المعارك، واجزم و أؤكد هذا الأمر والذي يعرفه جميع ضباط مقرنا البديل ومنهم المعاون الرابع وأمين السر الأقدم وضابط ركن المعاونية (صديق وفيق الشخصي)، وعليه إن كل ما ذكره وفيق عن مناورة العدو أو مفهوم التراجع وسؤال الرئيس (ما هو رأي اللواء وفيق؟) هي عبارة عن أحلام يقظة من تأليف وتلفيق وفيق الذي اعتاد عليها، ولا صحة لها إطلاقاً، وهو ربما قام بتأليفها ليوهم أسياده بعد هروبه بأنه كان على قدر من الأهمية التي تجعل الرئيس صدام حسين يستشيره بدقائق الأمور .
وفي الصفحة 278-279-280-وتحت عنوان التحالف الغربي والعربي، يتحدث وفيق عن زيارة الرئيس صدام حسين إلى ما اسماه معسكر الاستخبارات في الكاظمية ويقول:
((في بداية شهر أكتوبر تشرين الأول 1990 دخلت معسكر الاستخبارات على ضفة نهر دجلة في الكاظمية في بغداد مجموعات تضم أفراداً من الأمن الخاص والحرس الخاص وانتشروا داخل المعسكر الممتد على مساحة واسعة مزروعة بأشجار النخيل التي تجاوزت أعمارها المائة عام وبعد ن استقروا وصل صدام وبرفقته سكرتيره اللواء عبد حميد التكريتي، وطلب فور وصوله عرضا بالمعلومات عن الموقف الاستراتيجي العام وانتشار القوات في الجزيرة والخليج ...... وبعد استماعه لعرض مفصل ................ بدأ صدام حديثا مسهبا عن التحالف وأبعاده نأخذ منه طبقا للنقاط التي تم تدوينها في حينه وجرى تعميم بعض فقرات ذات الطابع المعنوي إلى المفاصل المهمة في الاستخبارات منها ما يلي :
منذ جاءت ثورتكم (يقصد نفسه) في 17-30 تموز 1968ورياح التآمر تهب على العراق في كل اتجاه ...................... غالبية الدول والحكومات العربية وبالتتابع شعرت بالخطر ............. وشعرت أمريكا وبريطانيا وتركيا وإيران (وحتى الاتحاد السوفيتي في بعض الأحيان) بخطر جدي وسعت الرجعية في الخليج للتآمر علينا بطرق سرية أو اقتصادية ................ حاولنا تقييم الموقف الخليجي خلال الحرب مع إيران،
- حاولنا بناء العراق في مرحلة معقدة جدا .................................. .......
- وبعد انتهاء الحرب مع إيران وقفت أمريكا والخليج ضدنا ...................
- والآن فان علينا فهم حقيقة وإبعاد التحالف الغربي والعربي ...............
- يعتمد التحالف الغربي على ثلاث ركائز (أمريكا – فرنسا –بريطانيا ....................................................................
- أما التحالف العربي فالدويلات الخليجية تمر بحالة من الرعب الآن ويحاول الأمريكان والانكليز الضغط بقوة على جروحهم ..........وبالنسبة لسوريا فما بيننا وبينهم لا يحتاج لا توضيح ..................... حاولنا كثيرا تعديل مسار العلاقات مع مصر .....................))
التعليق
طيلة فترة خدمتي الطويلة في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة الممتدة لـ (15) عاما لم يقم الرئيس صدام حسين بأية زيارة إلى مقر مديرية الاستخبارات العسكرية العامة في الكاظمية إطلاقا ولم اسمع انه حضر إلى هذا المكان سواءً قبل هذا التاريخ أو بعده، وجميع ضباط وضباط صف وجنود ومنتسبي مديرية الاستخبارات العسكرية العامة يعرفون هذا ومتأكدون منه مليون بالمائة، وحتى بعدما تم إفتتاح المقر المتقدم الرئيسي للقيادة العامة للقوات المسلحة داخل مقر المديرية بعد مرحلة القصف الجوي وللفترة من 3 اذار-10 نيسان 1991، كما أسلفنا، لم يحضر الرئيس ولا لمرة واحدة لهذا المكان، لكن يبدو ان وفيق عبجل قد تم تكليفهُ أسياده أعداء العراق والمخابرات العالمية المرتبط هو بها لتأليف هذه القصة والحديث المطول للرئيس صدام حسين حول عداوة الدول العربية والغربية بالطريقة التي كتبها، من أجل إثارة الدول الغربية والعربية والخليجية وجيران العراق ضد النظام في العراق أكثر وأكثر وحتى يقوم بإلغاء أية محاولة لإعادة المياه الى مجاريها ما بين العراق ومحيطه، خصوصاً في تلك الفترة التي كان العراق بحاجة إلى فتح قنوات حوار مع محيطه العربي لرفع الحصار الجائر عنه، ولهذا فقد عمد الى تأليف قصة من خياله القذر الحاقد على العراق وشعبه.
في الصفحة 322 يقول:
((وفي الأسبوع الثاني للاجتياح ظهر تيار ينادي بوضع الخطط المعدة سلفا لمواصلة الاجتياح جنوبا والاستيلاء على منابع النفط السعودية والمساومة بها (على الكويت) وكان ابرز المنادين به علي حسن المجيد وحسين كامل وسبعاوي إبراهيم الحسن (مدير المخابرات-أخ صدام) وطه الجزراوي، وجرى بالفعل ولكن بعد مرور بضعة أسابيع من تشكيل لجنة من التخطيط والحركات والقوة الجوية ومديرية الصنف الكمياوي والاستخبارات العسكرية لدراسة وتجديد خطط الاندفاع جنوبا للاستيلاء على مناطق النفط والسواحل السعودية المطلة على الخليج, وطلب من الاستخبارات إعداد آخر المواقف عما يلي:
- محطات تحليه المياه السعودية
- أماكن انتشار ومراحل تدفق قوات الحلفاء البرية والجوية والبحرية في السعودية ومنطقة الخليج
- الأهداف المناسبة للضربات الكيماوية ولم تجر الإشارة إلى الأهداف الضربات البايلوجية حيث لا تتوفر اية معلومات عنها لدى القوات المسلحة عدا الاستخبارات وقيادة الصواريخ ...........................................
- معلومات عن نوايا الطرف المقابل .........................................
- معلومات عن طبوغرافية الأرض
وعقدت اللجنة سلسلة من الاجتماعات شبه المتواصلة وجرى عرض الخطط في اجتماع خاص للقيادة العامة للقوات المسلحة واتخذ القرار بما يلي
- المصادقة على الخطط المفصلة
- تتابع الاستخبارات أعلى نقاط كثافة الانشطار البشري لقوات الحلفاء واعتباره أعلى أسبقيات مهام الاستخبارات (وواضح من ذلك الخيار متابعة اهداف الضربات البايلوجية دون الدخول في التسمية )
- تنفذ الخطط في حينه وبأمر من القائد العام للقوات المسلحة .................................................
- يعطى الاسم الرمزي (روح الفتوح )
ونظرا لتصاعد وتيرة تحشد الحلفاء جرى صرف النظر عن تطبيق العملية قبل احتواء الهجوم البري تجنبا لاحتمالات للفشل ...................))
التعليق:
إن وفيق يلفق الاكاذيب كعادته، فكيف علمَ بــ((ظهور تيار ينادي بمواصلة الاجتياح جنوبا والاستيلاء على منابع النفط السعودية والمساومة بها على الكويت وان ابرز المنادين به علي حسن المجيد وحسين كامل وسبعاوي إبراهيم الحسن ..؟!)) هل كان وفيق يحضر اجتماعات عائلة الرئيس والقيادة السياسية أيضا؟! أم انه كان يضع الرئيس واجتماعاته الخاصة تحت المراقبة ؟؟
أنني أؤكد إن ادعاء وفيق إن الاستخبارات لديها علم بأهداف السلاح البايلوجي محض كذب وافتراء لأنه لا وجود نهائيا لمثل هذه الأفكار لدى القيادة العامة للقوات المسلحة ولو كان الأمر مثلما لفَّق وفيق في كتابه هذا لكنا علمنا به كوننا من ضباط الركن العاملين بشرف لتنفيذ ما تأمر به قيادتنا العسكرية ولم نطلع على هكذا استحضارات ولم تصلنا هكذا أوامر.
كما أؤكد إن لا خطط معدة سلفا لمواصلة الاندفاع جنوبا بعد احتلال الكويت للاستيلاء على منابع النفط السعودية والمساومة بها على الكويت، وان وفيق عبجل يعرف هذا تماما حيث أحيل آمر اللواء التي ضلت ثلاث دبابات من لوائه طريقها وغرزت على الحدود السعودية إلى التقاعد بأمر القائد العام للقوات المسلحة، بعد تشكيل مجلس تحقيقي بحقه وهذا ما يعرفه وفيق جيدا.
إن كل ما ذكره وفيق هو كذب وهراء ولا صحة له مطلقا، لكن يظهر إن جهة استخبارية ما [قد تكون CIA أو الموساد أو المخابرات البريطانية] هي التي طلبت من وفيق إن يكتب هذا الهراء، لإعطاء تصور لأعداء العراق عن مدى خطورة النظام على دول الجوار والمجتمع الدولي وامن المنطقة، خدمة للمخطط المعدَّ لاحتلاله، فاحتلال العراق وتدميره عام 2003 يتحمل مسؤوليته العملاء أمثال وفيق وغيرهم .
أملي كبير بقادتي أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وضباط المديريات والصنوف التي ادعى وفيق إنها شاركت في اللجنة المشار إليها اعلاه إن يقولوا كلمة الحق خدمة للتاريخ ولجيش العراق العظيم الذي يتجنى عليه ويلفق العملاء عنه الأكاذيب.
رحم الله شهداء العراق العظيم في معارك الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض والموت والخزي للعملاء الملفقين
سنتابع تفنيد ما ورد في الكتابين في الأيام القادمة إن شاء الله
* أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق