هنا الحلقة التاسعة من سلسلة قراءات العميد الركن أحمد العباسي لكتب المرتد وفيق السامرائي، تنشرها وجهات نظر بعد أن تلقَّتها من الكاتب الكريم صباح اليوم.
قراءة في كتابي وفيق السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم (9)
شهادة لتاريخ جيش العراق وشعبه
العميد الركن (اس)
احمد العباسي
اعتاد وفيق عبجل في كتابهِ إن يؤلف القصص الخيالية عن لقاءاتهِ المُتكررة بالرئيس صدام حسين، والتي لم تحصل مُطلقاً لعدم وجود سبب مُقنع للقاء الرئيس به! إلا إذا كان لغرض التجسس ونقل الأخبار المُلفقة عن ضباط الجيش العراقي، بالإضافة إلى نقل الأحاديث السياسية عن لسان الرئيس زوراً وتلفيقاً تنفيذاً لما أملاه عليهِ أسيادهِ لعزل العراق عن محيطهِ العربي والإقليمي، فقد استعان أعداء العراق بوفيق وطبّلوا وزمّروا لهُ ولإسمهِ بعد هروبهِ بالقول [إنَّ مدير استخبارات صدام قد هرب من العراق!] وهؤلاء الأعداء هُم أنفسهم الذين سعوا جاهدين لإبقاء العراق وشعبهِ تحت الحصار الاقتصادي الجائر تمهيداً لاحتلالهِ عام 2003 بعد تفتيت البُنى التحتية والنفسية للشعب، تنفيذاً لمخطط مدروس بإحكام،
ومن المؤكد إن بُسطاء الناس، ومن لم يطلع على تفاصيل عمل وفيق ومناصبهِ لا يدققون في شخصية مؤلف الكتب بل يعنيهم ما يجدونهُ مكتوباً فيها من حشوا ملفق لا يعلمون عنه شيئا!! ويتوقعون دقتهُ وصحتهُ بحجة انه من (مدير استخبارات صدام) الذي هرب!! لأنهم لا يعلمون إن وفيق عبجل شغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة وكالة لمدة (35) يوما فقط لاغير، ليطرد بعدها بأمر الرئيس صدام حسين شخصياً، ويبقى في مدينة سامراء يجلس أمام (محل) يملكه منذ عام 1991 ولغاية عام 1994 ليهرب إلى أسيادهِ ويرتمي تحت سراويلهم بعد إن كان مسؤولاً عن مُتابعتهم وحساب أنفاسهم لارتباط شعبة الشمال بهِ، على الرغم من انه لم يذكر أية معلومة في كتابهِ عن هذا الأمر الهام!!
لقد ألف وفيق عبجل كتبه الملفقة ووضع تحت عناوينها إسمهُ ((اللواء الركن وفيق السامرائي مدير الاستخبارات العسكرية العامة)), ولهذا فإنهُ من المؤكد إن المُتابعين والقراء الذين قرأوا هذه الجملة خُدِعوا بها، وصدقّوا انه (مدير استخبارات صدام ) الذي هرب من النعيم ليقف مع الشعب (المظلوم)!! وهو لم يعمل كمدير للاستخبارات سوى 35 يوما فقط لاغيرها، وقد صالَ وجالَ خلالها بكل ما يؤذي ضباط المديرية ومن عمل معه وسيأتي ذكر هذه الأمور بالتفصيل في سلسله الحلقات هذه .
إن من سمع بخبر هروب (مدير استخبارات صدام) توقع انه حتى ساعة هروبه كان مديرا للاستخبارات العسكرية العراقية والحقيقة غير ذلك تماما، ولو أن وفيق السامرائي لم يُطردْ من المديرية والقوات المسلحة، لكان السوط الأليم الذي يستخدمه حسين كامل بكل حرية ليلسع ظهور الضباط الأشراف في الجيش العراقي الباسل، ولم يكن ليصطّف مع الشعب (المظلوم ) مبكرا كما يدعي!
وبالعودة إلى فقرات الكتاب يقول عبجل في الصفحة 333:
(( وكان صدام في غاية القلق من احتمال مواصله الحلفاء للتقدم نحو بغداد وانعكس ذلك على وجهه وكلامه جديا في ذروة الحرب البرية عندما سألني وقال إن العميد عبد ( اللواء سكرتيره الحالي) قلق من احتمالات تقدمهم إلى بغداد وقد أجبته بنفي هذا الاحتمال وحقيقة إن السائل الحقيقي كان صدام وليس عبد)).
التعليق:
تخيلوا !! فقط تخيلوا!! إن الرئيس صدام حسين، الذي قاتل 33 دولة، والذي أدهش الدنيا بموقفهِ الأصيل الثابت في محكمة الاحتلال [المهزلة] وأذنابه بدفاعهِ عن قراراتهِ وتحملهِ المسؤولية كاملة عما شابَ المَسيرة من هفوات، ومن ثم موقفه الذي لا تصفه كل صفات الشجاعة وهو يواجه الموت من على منصة الإعدام مُبتسماً، مُتحدياً شذاذ الآفاق وأشباه الرجال من أعداءه وأعداء العراق، تخيلوا إن هذا الرجل الشجاع يظهر على وجهه وكلامه -على حد قول وفيق- قلق من إحتمال تقدم الأمريكان إلى بغداد!! ويستنجد بوفيق ليطمئنه عن الموقف!
ولكن لنفترض جدلاً أن الرئيس كان قلقاً من هذا الأمر فعلاً، أ فلا يحقُ لنا أن نتساءل: أين كان مدير الاستخبارات العسكرية العامة الذي لم يغادر العاصمة بغداد منذ بدء الحرب البرية كي يقوم الرئيس بسؤال وفيق واستشارته ؟
مرة أخرى يطلق وفيق مخيلتهُ المريضة للأحلام ويدعي إن الرئيس كان معه طوال الوقت!! خلال مرحلة القصف الجوي والحرب البرية، إن وفيق بهذا الدجل في كتابه يريدُ إن يوحي للقارئ بأنه كان مع الرئيس صدام حسين وانه يسألهُ ويستشيرهُ، والحقيقة هي غير ذلك تماماً، فقد كانَ ضابطاً في مديرية الاستخبارات العسكرية، ولكنهُ لم ير الرئيس طيلة تلك الفترة من الزمن، حيث كنت مُلازماً له كظلهِ مع مجموعة من ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية ومنهم المعاون الرابع للمدير العام وأمين السر الأقدم وضابط ركن المعاونية (صديق وفيق الشخصي) في موقعنا البديل الذي لم تطأه قدما الرئيس إطلاقا. ولم يلتقِ وفيق بالرئيس منذ إستعادة الكويت وحتى انتهاء صفحات العدوان إلا لمرة واحدة أثناء استدعائنا، نحن ضباط ركن الاستخبارات، في يوم 10-1-1991، عندما كتبَ وفيق تقريرهُ السري إلى الرئيس، والذي إدعى فيه ((بأن اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل، الشهيد لاحقاً، غير مقتنع بتحرير الكويت وانه مقصِّر في تزويد الرئاسة بالمعلومات الكافية عن الحلفاء)).
وبعد نهاية الاجتماع وعند خروج الرئيس من باب القاعة، وقفَ ملتفتاً إلى وفيق وسأله باستهزاء (ماذا تقول يا وفيق؟)
فأجابه وفيق ((سيدي نحن جنودك وسنموت تحت حذائك).
وقد حصلت هذه الحادثة بحضور 20 ضابطاً من الاستخبارات وليس واحد أو ثلاثة أو عشرة!!
بهذه الادعاءات الكاذبة يريدُ وفيق إن يعطي الأهمية لنفسه أمام أسيادهِ ليزدادَ قـُــرباً منهم، ولكي يوهم القُراء ويفتري بالكذب كما فعل موفق الربيعي (أو كريم شاهبوري) في المؤتمر الصحفي بعد إغتيال الشهيد صدام حسين عندما قال (انه كان خائفا ويرتجف) وظهر التسجيل الذي اسكت العملاء والخونة ورأى العالم أجمع الرئيس صدام حسين وهو يواجه الموت مبتسما متألقا وكأنه في يوم زفافه، فهل من يقف هذا الموقف العظيم يخشى تقدّم القوات الأمريكية نحو بغداد ويظهرْ على وجههِ وكلامه الارتباك ؟!
وفي الصفحة 359 قال وفيق:
((ما يقدمه الآخرون إليه لا يعتبرهُ إحساناً بل إضطراراً وواجباً أو جزية فليس لأحد إن ينتظر منه ثوابا واذكر في إحدى زيارتنا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أواخر الحرب مع إيران ضمن نشاطات التنسيق الاستخباري ذكرنا له إن الإماراتيين قالوا إن الشيخ زايد يؤكد على استمرار دعم الإمارات للعراق فرد علينا ((وأين دعم زايد مو زين ساكتين عنهم)).
التعليق:
يحاول وفيق في كتابه الذي نشرته له دار القبس الكويتية! عام 1997 أن يستعدي العرب وأولهم دولة الإمارات العربية المتحدة و ئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله والذي دعا في تلك الفترة إلى عودة العراق إلى حاضنته العربية وإنهاء حالة الحصار الاقتصادي من قبل العرب، فلهذا نرى إن وفيق قد ركــّــزَ كثيرا على قصصهِ المُلفقة في كتابهِ هذا، والتي إدعى انه سمعها عن لسان الرئيس صدام حسين، والتي تنتقد العرب وقادتهم ليزداد العراق عزلة، ويُـــبعد امل رفع الحصار الظالم الذي عانى منه العراقيون ويوحي للعرب إن العراق يشكل تهديداً لأمنهم وامن المنطقة، وإذا كان الرئيس قد قال هذا فعلا (ومن المؤكد انه غير صحيح) فمن الأجدر إن يقوله في اجتماعات القيادة القطرية للحزب ومجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء وليس لمدير شعبة إيران الذي لا تخصّه السياسة ولا يسمح له التدخل بها، فمتى قال الرئيس هذا الكلام وفي أية مناسبة؟! إنه وفيق يُلفّق كعادته وهو ينفذ أوامر أسياده لدفع قادة العرب لمعاداة صدام حسين ونظامه وهذا طبع العملاء والخونة والموتورين.
في الصفحة 381 يقول وفيق
((يصدر مجلس الأمن القومي توجيهات محددة بخصوص الدول ذات الاهتمام الخاص والعام عند نهاية كل سنة وتحدد أسبقيات الاهتمام بكل دولة وطبقا للتطورات السياسية, وتبرز أحيانا اهتمامات طارئة ومثال على ذلك صدور توجيه عاجل ومنفرد في العام 1986 بوضع ليبيا ضمن الأسبقية الأولى (بعد إيران حيث الحرب في ذروتها) لنشاطات شاملة لكل من جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية).
التعليق:
لم يكن للاستخبارات العسكرية في يوم من الأيام اهتماماً بليبيا أو أي دولة عربية وخاصة خلال الحرب العراقية الإيرانية، إلا إذا كان وفيق عضوا في مجلس الأمن القومي إضافة إلى واجباته واطلع على هذه التوجيهات؟! وهو ليس عضواً في المجلس بالطبع، وان كان فعلا قد حصل توجيه من الرئاسة أو مجلس الأمن القومي بوضع ليبيا ضمن أسبقية أولى بعد إيران وتم تعميم هذا التوجيه فهو ليس من اختصاص وفيق مدير شعبة إيران بل هو من اختصاص معاون مدير الاستخبارات لشؤون الاستخبارات كافة الذي ترتبط به الدول العربية وغيرها عدا إيران، وان كان وفيق لا تسمح له ظروفه ترك العراق (كما يقول هو في كتب الدجل) وهو ضابط قسم إيران ويرسل مدير شعبته بدلا عنه!!! فكيف استطاع إن يلم بعمل المديرية كلها ومنها معاونية الاستخبارات الأولى؟!
لقد كان هناك توجيه من قبل الرئاسة أثناء الحرب العراقية الإيرانية بقطع الاتصال بكل الوكلاء والعناصر العاملة في الخدمة السرية وإيقاف العمل الاستخباري في ساحات عمل الدول العربية لموقفها المشرف مع العراق في حربه المصيرية وللتعاون الاستخباري الذي يربطنا بهم، وقد تحدثنا في حلقة سابقة عن أسباب قصور الاستخبارات تجاه الدول العربية والتي حدّدها مدير الاستخبارات العسكرية أمام الرئيس في اجتماعه مع ضباط ركن الاستخبارات في 10-1-1991 (بعد إن كتب وفيق تقريره السري الخبيث المشار إليه في أعلاه) لوجود توجيه من الرئاسة بعدم استفزاز الدولة العربية المصطفة مع العراق في حربه المصيرية مع العراق، وقد اقتنع الرئيس بالتبريرات، ولكن يبدو إن وفيق كان يــُــدير الاستخبارات العسكرية بكل مفاصلها!! لهذا كان على اطلاع بجميع التوجيهات التي تخص عمله والتي لا تخصه، ومن الواضح إن وفيق عندما ألف كتابه هذا عام 1997 ذكر هذه الفرية لدفع الليبيين لمعاداة العراق تنفيذا لخطط أسياده لعزل العراق عن محيطه العربي والدولي.. كما أسلفنا، خصوصاً بعد بدء تحسن العلاقات العراقية الليبية خصوصاً والعراقية العربية عموماً.
اما في الصفحة (412) وتحت عنوان (وبدأت الانتفاضة) يقول وفيق
((ذهبت إلى إيران مرتين بين اجتياح الكويت وعاصفة الصحراء وفي كلتا المرتين، استقبلت استقبالا حارا من قبل الأركان العامة لقوات الحرس الثوري بوصفي رئيسا لمجموعة العمل العراقية في اللجنة العسكرية العراقية – الإيرانية المشتركة ................ وبعد أن توقفت الحرب البرية والجوية مع الحلفاء – استعاد صدام أنفاسه وجاء إلى مقرنا في العطيفية وأخذت المكابرة تطفو على سطح وجهه نسبيا من جديد وسألني (ما هو رأيك يا وفيق بالحرب؟) فرددت عليه والألم يمزق قلبي: إنها اكبر هزيمة في التاريخ .. فرد علي بانزعاج فأردت تخفيف قسوة التعبير فقلت له: أقصد أكثر مما حصل في المحمرة ودزفول والشوش فانزعج إلى حد التعصب ولم أكن أقصد استفزازه لان مثل هذا الاستفزاز سيقودني إلى حتفي لو حصل في ساعة يشعر فيها صدام بالغطرسة ................. فأمسك بورقة وقلم وبدأ يكتب شيئا ما وغادرت غرفة الاجتماع لان الموقف لم يعد يحتمل بقائي...... وبعد خروجه من مقرنا مباشرة ................. عاد صدام إلى مقرنا مستفسرا عن مصير أبن عمه علي حسن المجيد الذي أمضى ليله من الفجور عند إطراف البصرة)).
التعليق:
يقتدي وفيق بوزير الدعاية الألماني غوبلز (اكذب اكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الناس)....أنه يكذب على مستوى السوق الأعظم كما يطلق على الاستراتيجية في الأدبيات العسكرية! ولو تلاحظون أن وفيق يستخدم مصطلحات الأمريكان والإيرانيين والعملاء... (أجتياح الكويت - عاصفة الصحراء - الحرس الثوري - الانتفاضة...)
إن ضباط مديرية الاستخبارات العامة يعلمون بأن وفيق لم يكن رئيساً لمجموعة العمل في اللجنة العسكرية العراقية الإيرانية ولم يذهب إلى إيران بعد دخول العراق للكويت مطلقا..... بل كــُــلِفَ برئاسة اللجنة احد ضباط رئاسة أركان الجيش اللواء الركن (ع)، وأؤكد مره أخرى .. أن وفيق لم يلتقِ بالرئيس صدام حسين، وان مقرنا البديل لم يزرهُ الرئيس بل كان يذهب إلى المقر البديل لمدير الاستخبارات العسكرية، والسؤال هو: بأية صفة يلتقي الرئيس بوفيق ومدير الاستخبارات العسكرية العامة في تلك الفترة من مرحلة الحرب البرية متواجدٌ في بغداد بعد استدعائه من قبل الرئيس للبقاء في بغداد ليحل محل القيادة العامة للقوات المسلحة وأمانة سرها عند بدء الحرب البرية، شباط 1991 ليكون ضابط ركن القائد العام، وحلقة الوصل بين القائد العام وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة كون كافة أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة كانوا في البصرة للإشراف على إدارة العمليات؟!
وقد كتبتُ مقالا حينها نُشرَ في عدة مواقع حول التسجيلات الصوتية لاجتماعات الرئيس بالقادة العسكريين بعد حرب الكويت وكان من بينها قول الرئيس في احد التسجيلات واقتبس منه النص الآتي:
( استبقيت صابر في بغداد لأستشيره في أمور العمليات وعند الانسحاب وكان يعطي الصورة لي بشكل يختلف عن كل القادة وكنت اشك في أن قوله هذا بسبب عدم دقة ضباط الاستخبارات معه ألا انه الوحيد كان يقول ومن وقت مبكر من إن معنويات الجيش أصبحت متدنية...)
ولم يقل الرئيس كنت استشير وأسال وفيق! ولو كان الأمر مثلما يدعي وفيق لكان الرئيس قد صرَّح بهذا الشيء خصوصا أن هذه التسجيلات كانت سرية للغاية وغير مسموح لأحد الاطلاع عليها إلا أنهُ كشفَ النقاب عنها بعد احتلال العراق وسرقة أرشيف الدولة، (أصبحت هذه التسجيلات مُشاعة لعدد كبير من الناس بعد أن تمت سرقتها من خزائنها، خصوصاً وأن الأرشيف العراقي تم الاستيلاء عليه من قبل عصابات أحمد الجلبي وتم إستنساخها في نادي الصيد العراقي بعد إحتلال بغداد الحبيبة، وقد عرضت على الهواء في محاكمات قادة الجيش الأبطال، وحتى أن محامي دفاع الأسرى المسجونين ظلما لديهم نسخ منها وزعت عليهم ضمن وثائق المحكمة المهزلة).
ولاحظوا يا أخوتي ويا قادتي وزملائي في مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية العامة أن وفيق يدعي أنه قال للرئيس صدام حسين عندما طلب رأيه بالحرب مع الأمريكان ((أنها اكبر هزيمة في التاريخ))، فليقرأ قادة الجيش العراقي إدعاء الشخص الذي يقول للرئيس (سأموت تحت حذائك) ومن ثم يتجرأ ويقول للقائد العام للقوات المسلحة أنها اكبر هزيمة في التاريخ ؟؟!! اترك التعليق لقادتي أعضاء القيادة العامة وتشكيلات الجيش كافة حول هذه (العنتريات)!
أليس من حقي أن اصف وفيق بأنه يكذب على مستوى السوق.
وتصوروا أنه يقول (استقبلت استقبالا حارا من قبل الأركان العامة للحرس الثوري .. وأظهر الإيرانيون جانباً كبيراً من التعاون معنا)، إننا نراه وهو يمتدح الإيرانيين في جل كتابه، ومواقفهم الغادرة كأنه مصطفى شميران قائد القوات البرية الإيرانية!! ووالله لو أن قائد القوات البرية الإيراني هو من ألّفَ هذا الكتاب لما استطاع أن يكيل المديح والإطراء لقيادته كما يفعل وفيق بوصف الإيرانيين، في حين قام الإيرانيين بعد احتلال العراق المزدوج من قبلهم والأمريكان عام 2003 باغتيال وتصفية مئات من القادة العسكريين والطيارين لأنهم قاتلوهم ولقنوهم دروسا لن ينسوها ..... فانظروا الفارق.
وفي الصفحة( 220 ) وتحت عنوان (صدام حسين يستشهد بالقران) يقول وفيق
((في خضم الأحداث جاء صدام ذات يوم إلى مقرنا السري متحدثا عن المعاني العظيمة للقران الكريم وكان مكسورا خائفا، واستذكرت قصة للأطفال تقول (برز الثعلب يوما بلباس الواعظينا) وعادت بي الذاكرة إلى اجتماع مجلس الوزراء عام 1990 وصدام في أوج قوته قبل اجتياح الكويت عندما طرح عزت الدوري تساؤلاً عن بعض الاختراقات الصارخة للتقاليد فرد عليه صدام ردا قاسيا .." الم ترقص أمك، الم يرقص أبوك، الم ترقص أخواتك ماذا تريدون منا. ألم نترك القران يعوي في كل مكان)).
التعليق:
أن أفضل تعليق على هذا الافتراء هو أن وفيق بارع في تأليف وقائع تدل على نفسه المريضة الحاقدة، فهو يكرر دائما جملة (حضر الرئيس إلى مقرنا – جاء الرئيس مع ابنه قصي وسألني – سأل الرئيس ما هو رأي اللواء وفيق) فهل نعيد ما كتبناه؟
والسؤال هنا: كيف علم وفيق ما دار في اجتماع مجلس الوزراء عام 1990؟! وأُذكّر هنا أنه كان يشغل منصب مسؤول الشؤون الإيرانية في الاستخبارات .. وأكتفي بالتساؤل:
هل وضع وفيق، الرئيس ومجلس الوزراء تحت مراقبته الدائمة؟
هل كان وفيق يشغل منصب وزير إضافة لواجباته كمدير شعبة إيران ولا نعلم بذلك؟!
لأدلل على كذب الكلام المنسوب إلى الرئيس صدام حسين في أعلاه.
في الصفحات 416 و417 يقول وفيق
(( ............... وابرق طه الجزراوي إلى صدام قائلا: أننا نطبق على النجف وأنها فرصة التاريخ لسحق رأس الأفعى، وأثناء تقرّب رتلي حسين كامل وطه الجزراوي، بدأ التسابق بينهما، وبينما كنا نستمع للمحادثات عبر الأجهزة اللاسلكية إذ بحسين كامل يكيل لطه الجزراوي من السب والشتم ما لا يحتمل .................................ودخلت القوات مدينة النجف لتبدأ مطحنة الشباب، حيث دفن المئات في مقابر جماعية واقتيد الآلاف إلى معتقلات الرضوانية في بغداد، وطالما الحديث عن طه الجزراوي فقد وصل إلى بغداد وفد الحركة الكردستانية المفاوض وذهبت وإياهم إلى مكتب طه الجزراوي في القيادة العامة للجيش الشعبي وكان جهاز التلفزيون مفتوحا وظهر على الشاشة احد رجال الدين فنسي طه الجزراوي نفسه قائلا ((كيف فلت هذا منا)) أي انه أسف لعدم قتله)).
التعليق:
لطالما الحديث عن النجف والمرحوم طه ياسين رمضان، فلا بد لي من ذكر حادثة حصلت حينها ويعرفها ضباط الاستخبارات العسكرية العامة بالرغم من أننا لم نعرف تفاصيلها الدقيقة في ذلك الوقت، ((وقد قرأت عام 2007 مقالا للمقدم حميد الواسطي رغم اختلافنا معه في بعض الأمور يذكر فيه تفاصيل خريطة النجف التي طلبها الرئيس ولماذا عاد الفريق صابر بعد دقائق من خروجه متجها لمقابلة الرئيس ولماذا خرج وفيق بهذا الحال من غرفة العمليات)) بالإضافة إلى مقال لصحفي لا اعرف اسمه ذكر هذه الحادثة قبل ايام في موقع وجهات نظر وتقول الحادثة كما اعرفها:
[لغرض إعادة الأمن إلى محافظة النجف فقد قرر مقر العمليات أن تقسّم المدينة إلى قسمين، القسم الأول: كُلفَ رتل الحلة بقيادة المرحوم طه ياسين رمضان باستعادته، والقسم الآخر كُلفَ حسين كامل قائد رتل كربلاء باستعادته، وحصل أن اختلف الاثنان حول الواجب، وحصلت مشادة كلامية بينهما استمعنا إليها من خلال الشبكة اللاسلكية التي كانت عاملة بإشراف مديرية الاستخبارات العسكرية العامة... وعند وصول الأمر إلى الرئيس طلب توضيحاً لما حدث من مقر العمليات حول الإشكال، فطلب المدير العام للإستخبارات من هيئة الركن إعداد مخطط مناظري على شرائح شفافة للمدينة يوضح فيه حدود المسؤولية لكلا الرتلين، واخذ وفيق على عاتقه تنفيذ الأمر وبعد إعداده من قبله ادخله إلى غرفة العمليات وسلمه للمدير العام، وانطلق الفريق صابر الدوري ومعه المخطط واتجه على عجل إلى مقر الرئيس مع ضابط الارتباط المخصص لاصطحاب المدير العام وكان حينها (الملازم جمال مصطفى) احد مرافقي الرئيس، وبعد حوالي 10 دقائق عاد المدير العام والغضب يملأ وجهه وكنا نقف عند باب غرفة العمليات وطلب استدعاء وفيق على الفور.. دخل وفيق وخرج بعد دقائق وهو في حال يرثى لها وعلامات الاضطراب والارتباك في وجهه، وطلب المدير العام من العقيد (ح) المسؤول عن سجل الحوادث إعداد مخطط آخر وأخذه إلى الرئيس مرة أخرى].
بعد احتلال العراق وفي عام 2007 قرأت عدة مقالات للمقدم حميد الواسطي يذكر فيها ما خفي عنا حينها وسبب تغيير مخطط مدينة النجف وعودة الفريق صابر الدوري بسرعة إلى المقر واستدعائه لوفيق وخروج وفيق بهذه الحالة المزرية وهو يسب ويشتم .... حيث اتضح من خلال رواية المقدم حميد الواسطي أن وفيق أشار إلى مرقد الإمام علي كرم الله وجهه بكلمة ((الوثن)) على مخطط المدينة وان الفريق صابر الدوري زجره بشده ورمى المخطط بوجهه وقال له ((كيف تتجرأ على وصف الأمام علي بالوثن؟! ماذا تقصد من وراء هذا العمل هل تريد إحراجي أمام الرئيس أم تعتقد بأن عملك هذا يسر الرئيس؟))
فاتضح لي بعد قراءتي لمقالات المقدم الواسطي ((الحلقة المفقودة)) في تلك الحادثة التي حيرتنا حينها ولم نعرف سببها والتي جعلت المدير العام بذلك الغضب في ذلك اليوم وخروج وفيق مكفهر الوجه وهو مضطرب وإعادة رسم مخطط جديد للمدينة من قبل ضابط آخر، وقد أكد لي هذه الحادثة وما جرى فيها من تفاصيل احد ضباط الاستخبارات الذين كانوا اقرب منا إلى الحدث، وقتها، والذي طُلِبَ منه إعداد المخطط الجديد بعد أن التقينا بعد احتلال العراق في احدي المدن الأوروبية.
إنظروا إخوتي الأفاضل، أي جرأة على حرمات الله عزوجل وأوليائه يملكها هذا العميل الذي توقع بفعلته الشنيعة هذه أن ترضى عنه القيادة؟! فهل هناك انحطاط أكثر من هذا؟
في الصفحة 430 يقول وفيق
((كان صدام يتردد إلى مقرنا السري في بغداد مرة على الأقل في اليوم مستترا بسيارة سوبر صالون مضللة مع سائق وأحيانا مرافق واحد فيما تتألف حمايتي الشخصية مما لا يقل عن 10 أشخاص من العناصر المنتخبة الموالية لي شخصياً، وكان بإمكاني تصفيته بسهولة، وعندما أتذكر تلك الأيام من الزاوية العاطفية العن كل لحظة من لحظات التردد .............الخ))
التعليق:
كما أسلفت إن المقر البديل لمدير الاستخبارات العسكرية في منطقة العطيفية لا يوجد فيه سوى المدير العام وأحد ضباط الارتباط من حماية الرئيس صدام حسين وحينها كان الملازم جمال مصطفى، ولم يذهب إلى هذا المكان من ضباط الاستخبارات وفيق أو غيره إلا في حالة استدعائه من قبل المدير العام، خصوصا بعد أن أصبح المقر البديل للمدير العام بمثابة مقر القيادة العامة للقوات المسلحة عند بدء الحرب البرية ...
والشيء الآخر هو أن الشخص الوحيد في مديرية الاستخبارات العسكرية المخصص له جنود للحماية الخاصة هو مدير الاستخبارات العامة، وهم بحدود 7-9 أشخاص، وهذا العدد قليل جدا قياسا لما يحكى اليوم عن حمايات المدراء المدنيين في حكومات الاحتلال (وليس كما دخل وفيق إلى سامراء وهو يحمي نفسه بارتال من البيشمركة ليتقي سخط أهالي سامراء الأبطال على عمالته) أما المناصب الأخرى في المديرية وبضمنهم المعاونون الخمسة لمدير الاستخبارات العسكرية، فليس لديهم سوى سائق واحد أو اثنين وهذا الشيء معروف لدى ضباط الاستخبارات كافة، ووفيق كان لديه سائق واحد اسمه (سلام) وهو ابن أخته ولا يوجد لديه أي حماية شخصية لا منتخبة ولا غيرها، وهذا ما يعرفه ضباط معاونية إيران في مديرية الاستخبارات العسكرية، إلا إذا كان وفيق يقصد إن بإمكانه أن يستعين بــ(سلام) لغرض اغتيال الرئيس صدام حسين!!!.. و اعتقد بأن ((سلام) الجندي المكلف الشهم ابن سامراء اشرف وأنبل من أن يقبل ذلك أو أن يغدر برئيسهِ حتى ولو بمجرد التفكير بهذا الأمر!!
وبما أن وفيق يتحدث عن مقر العمليات الذي يدعي انه كان باستطاعته أن يغتال الرئيس بواسطة حمايته المنتخبة!!! فاذكر هنا وللتاريخ قصة أخرى حدثت في ذلك الوقت، حيث شاءت الصدف في عام 2007 أن التقي في سورية خلال دعوة عشاء في منزل أحد ضباط الجيش العراقي وبحضور احد قادتنا من أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة الذي لم التق به منذ صفحة الغدر والخيانة عام 1991، وكالمعتاد تطرقنا إلى ذكريات العمل الوطني قبل احتلال العراق، ولمعرفتي بهذا القائد أثناء حضوره في مقر القيادة في مديرية الاستخبارات العسكرية خلال أحداث الشغب وتطرقنا لدور وفيق بعد الاحتلال وعمله كمستشار لعملاء إيران، فسألته أمام الجميع عن حادثة حصلت أثناء تواجده في مقر العمليات وكان هو احد شهودها، سألته عن السبب الذي جعل وفيق يخرج من غرفة مقر العمليات وهو متضايق ويلعن ويتمتم بداخله ويحمل بيده اضبارة تحوي على مذكرة ممزقة كان قد حملها معه أثناء دخوله للمكتب ومن الذي مزقها؟ فأكمل لي الجزء المنقوص من معلوماتي عنها والتي سأحدثكم عنها كاملة.
ابتسم القائد بحسرة وقال
"كنتُ في غرفة العمليات في مقر الاستخبارات، اجلس مع الفريق صابر الدوري وبحضور طبيب عراقي عسكري معروف، وإذا بوفيق يستأذن للدخول إلى غرفة العمليات ووضع اضبارة أمام مديره تحوي على مذكرة موجهة للفريق صابر وبتوقيع وفيق يقترح فيها مفاتحة الرئاسة لجمع الأكراد والشيعة من أعمار (15-55) بعد إكمال إعادة الأمن إلى المحافظات وتصفيتهم وبذلك نكون في الجانب الأمين لمدة 30 سنة قادمة !!!!!! مزَّق الفريق صابر المذكرة وأمر وفيق وبغضب أن يرفع الاضبارة من أمامه والخروج فوراً من الغرفة وان لا يعيد هذه المقترحات مرة أخرى وان يعتني بعمله أفضل له من إبداء مقترحات لا تعني شيئا، بعد خروج وفيق شرح لنا الفريق صابر الدوري السبب الذي جعله يتصرف مع وفيق بهذه الطريقة"
........ انتهت رواية القائد العراقي الغيور .
لم يكتف وفيق بضحاياه من ضباط الجيش العراقي فاتجه هذه المرة لتصفية شعبه من الأكراد والشيعة والذي يدعي وقوفه معهم وتخليه عن المكاسب لإنقاذ هذا الشعب على حد وصفه!
اعتقد ان لوفيق الحق أن يعمل كل شيء بعد هروبه من العراق لكي يزداد أسياده رضا عنه حسب ما يعتقد هو أمامهم – كونه مسؤول الشؤون الإيرانية طيلة الحرب العراقية الإيرانية وكل نشاطات الاستخبارات تجاه إيران والشمال لابد وان تمر من خلاله، فلا تلومونه يا ضباط الجيش العراقي الباسل ويا زملائي في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة أنه في موقف لا يحسد عليه؟!!
وفي نهاية هذه الحلقة أعاهد أخوتي ضباط الجيش العراقي والمتابعين الذين يراسلوني بأنني سأكمل ما بدأته ولن التفت لنباح العملاء وتهديداتهم لي بالتوقف وسنكمل في الحلقة القادمة سلسلة أكاذيب حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم وقصة وفيق الحقيقية في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة.
* أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة
هناك تعليق واحد:
العميد الركن ق . خ
سلمت يمينك وتعطر جبينك بعطر الجنه على هذا السرد الاكاديمي الوطني النابع من الحقيقه وتلك هي دعوه لاصحاب القول والفعل لان يدلون بدلوهم اتجاه العملاء امثال هذا الارعن المسمى بوفيق ... دمت شهمآ اخي العميد احمد رعاك الله والى اللقاء بالنصر المبين انشاء الله
إرسال تعليق