موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

غواصات وطائرات


محمد سيف الدولة
أثارت الصحف العبرية الاسبوع الماضى كثير من الضوضاء حول صفقة الغواصات الالمانية الى مصر فخرجت مانشتاتها الرئيسة بعناوين مثل ((تزايد القلق الإسرائيلى من صفقة الغواصات الألمانية لمصر)) أو ((صفقة الغواصات الألمانية لمصر الأخطر على إسرائيل )) أو ((ألمانيا تقرر عدم المصادقة على صفقة لتزويد سلاح البحرية المصري بغواصتين)).


وهم يثيرون كل هذه الضوضاء رغم ان الصفقة لا تتعدى غواصتين ، ورغم (وهو الاهم) ان هناك صفقات امريكية جديدة وضخمة لاسرائيل تم الاعلان عنها مؤخرا : فوفقا لصحيفة نيويورك تايمز فان الولايات المتحدة قررت تزويد إسرائيل بحزمة من الأسلحة المتطورة، لإثنائها عن توجيه ضربة عسكرية لإيران قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل، وتشمل الصفقة تزويد إسرائيل بطائرات للتموين جوا، وقنابل خارقة قادرة على اختراق تحصينات بعمق 60  مترا، وهي القنابل التي تعهد أوباما في مارس الماضي بتزويد إسرائيل بها. 
كما تشمل الصفقة إجراء مناورات بحرية تشارك فيها 25 دولة في الخليج العربي، بالقرب من مضيق هرمز .
ليس ذلك فحسب فلقد كشفت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، أن الولايات المتحدة ستقوم بتوريد طائرات مقاتلة من طراز «إف- 35 إس» معدلة خصيصًا إلى إسرائيل بحلول عام 2016،و أن وزارة الدفاع الأمريكية قد منحت شركة الصناعات العسكرية "لوكهيد مارتن" عقدًا بقيمة 206 ملايين دولار لتوريد هذه المقاتلات المعدلة، التي تعد واحدة من أكثر المقاتلات العسكرية تطورًا في العالم ، وأنه بموجب هذا العقد فإن الشركة الأمريكية ستقوم بتعديل وتطوير نظم الإقلاع والهبوط في هذه المقاتلات قبل توريدها لإسرائيل، وذلك في إطار برنامج المبيعات العسكرية الخارجية للبنتاغون، لتحل بذلك محل المقاتلات من طراز "إف-15" و"اف-16" اللذين عفا عليهما الزمن، وإن هذه الطائرات المعدلة التي سيتم توريدها لإسرائيل تم تعديلها بناء على طلب من إسرائيل، حيث ستحتوي على مميزات غير موجودة في أي من نماذج طائرات الجيل الخامس ، وأن هذا التعديل يتضمن تطوير الأجهزة والبرمجيات للمقاتلة "إف- 15 إس" فضلاً عن تطوير أنظمة الهواء في التصميمات الأولية للمقاتلة....الخ
***
وللأسف لقد اعتاد المواطن فى مصر والوطن العربى، على امتداد العقود الماضية ، مثل هذه الامور ، اعتاد ان ان يسمع تهديد ووعيد اسرائيل يملأ الاجواء الاقليمية والدولية ، مقابل صمت عربى تام ، وكأن تفوقها وتطاولها علينا مجتمعين اصبح حقاً اصيلاً لا يجوز الاقتراب منه او المساس به .
واتصور انه من الواجب والضرورى ان نبدأ فى دراسة وبلورة سياسات جديدة فى كل صغيرة وكبيرة تمس مصر والمنطقة هدفها التصدى لتجبر اسرائيل وللدعم الدولى والامريكى اللامتناهى لها على حساب مصالحنا القومية ، بحيث يشعر الجميع ان الدنيا قد تغيرت تغيرا جذريا . واظن أنه قد آن الأوان أن يقرأ المصريين فى صحفهم الوطنية تحليلات واخبار وعناوين تتحدث عن :
((تزايد القلق المصرى من صفقة الطائرات والاسلحة الامريكية لاسرائيل وعلى الاخص صفقة الطائرات من طراز اف 35)) او (( مصادر مصرية تصرح بأن نجاح الصفقة التى تديرها اسرائيل مع امريكا لشراء طائرات عسكرية قد يغير فى ميزان القوة بالمنطقة)) أو ((تحيط حالة من التوتر الشديد الآن بالعلاقات بين القاهرة وواشنطن ، على خلفية بيع الأخيرة اسلحة جديدة لاسرائيل)) أو ((تبذل مصر جهداً شديداً حتى لا تصادق الحكومة الامريكية على هذه الصفقة و تطالبها بالامتناع عن اتمامها ، خاصة فى الظروف الحالية الحساسة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن تزويد اسرائيل بكل هذه الاسلحة سيمنحها تفوقا بارزا على مصر)) او ((أنه فى حال المصادقة على تلك الصفقة سيكون ذلك بمثابة تحول دراماتيكى إلى الأسوأ فى العلاقات بين مصر وامريكا)) او (( صرحت القاهرة بان صفقة الاسلحة الامريكية لاسرائيل هى الأخطر على مصر وان موضوع بيع الطائرات يعتبر موضوعاً حساساً جداً بالنسبة لها))
الى آخر هذا النوع من المواقف والتصريحات التى وردت بالنص فى اسرائيل ونشرتها الصحف العبرية تعليقا على صفقة الغواصات الالمانية لمصر .
***
لقد كان النظام الساقط يخشى ان يصدر منه حرف واحد يغضب الولايات المتحدة واسرائيل ، وكان رجاله وخبراءه يحذرون المصريين ليل نهار من "التجاوز" فى مخاطبة السادة الكبار ، وكانوا يعتبرون أى خطابا وطنيا هو نوع من التهور له عواقب وخيمة .
وظل أذنابهم بعد الثورة يحذون حذوهم ، فعملوا على بث الخوف فى نفوس الناس بهدف تكسير مجاذيفنا الوطنية والثورية ، ليثبتوا انه لم يكن بالامكان ابدع مما كان ، وان خط التبعية المباركى هو الاصلح و الأكثر أمنا لمصر ولا بديل عنه .
أما مصر الثورة فعليها ان تتحرر من سجن الخوف الذى حبسنا فيه مبارك، وعليها ان تضع عدد من النقاط على الحروف منذ البداية  فى رسائل واضحة وقوية للجميع دوليا واقليميا، بأن اسقفنا قد ارتفعت وخطوطنا الحمراء قد تراجعت ، وان كثيرا مما كان يدور فى الماضى لم يعد مقبولا الآن . وان الرأى العام الشعبى ، الذى لا يمكن الضغط عليه او التواطؤ معه ، قد اصبح شريكا وفاعلا اصيلا فى صناعة السياسات واتخاذ القرارات. 
*****


هناك تعليق واحد:

أبويحيى العراقي يقول...

السلام و التحية لكم يا أستاذنا العزيز مصطفى كامل على طرح الموضوع و التحية و الشكر لأستاذنا الكاتب محمد سيف الدولة لإثارة هذا الموضوع و حديثه عن قضية إستراتيجية هامة و لأسلوب التعامل معها بما يتناسب و حدث الثورة العظيم و عصرها الجديد و ثقافتها البديلة. السيد الكاتب المحترم يتحدث عن جانب مهم و هو طريقة تناول الإعلام للأحداث حيث يقول : واظن أنه قد آن الأوان أن يقرأ المصريين فى صحفهم الوطنية تحليلات واخبار وعناوين تتحدث عن :
((تزايد القلق المصرى من صفقة الطائرات والاسلحة الامريكية لاسرائيل وعلى الاخص صفقة الطائرات من طراز اف 35)) او (( مصادر مصرية تصرح بأن نجاح الصفقة التى تديرها اسرائيل مع امريكا لشراء طائرات عسكرية قد يغير فى ميزان القوة بالمنطقة)) .. و غير ذلك مما ذكره السيد الكاتب في مقاله. مع كامل الإحترام للسيد الكاتب و رأيه ووجهة نظره إلا أني لا أرى أن من المناسب أن تبدأ الصحف بالحديث بنبرة التحدي التصعيدية هذه في ظل هذه الظروف من إختلال ميزان القوى أظن أن مهمة الإعلام في هذه المرحلة لابد أن تتركز على مهام التوعية و التبصير و كشف الأكاذيب و كشف الأعداء و مخططاتهم إلى جانب المشاركة في عملية البناء و النهوض عبر كشف الفساد المالي و الإداري و التلكوء في تنفيذ المشاريع النهضوية. إن أهم عنصر تحتاجه الأمة في هذه المرحلة هو عملية النهوض الحقيقة لبناء عناصر قوتها و ليس البدء بنبرة التحدي و التهييج و التصعيد في ظل الإختلال الفاحش في ميزان القوى حيث قد يجر هذا النهج الإعلام إلى الإنزلاق في معارك قبل أوانها المناسب مما يجهز مسيرة البناء الجديد. لابد من إنشغال الجميع و من ضمنهم أهل صناعة الإعلام بما يخدم و يعزز عملية النهوض السريع لمصر مع التوعية بالالتزام بعدم تقديم التنازلات. تحياتي و تقديري و محبتي للجميع.

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..