أجرت قناة الرافدين الفضائية، مشكورة، الليلة الماضية لقاءً مع ناشر وجهات نظر في متابعة مهمة منها لموضوع سبق أن نشرناه هنا، عن فشل مؤتمر الصعاليك العملاء المقام مطلع هذا الأسبوع في جنيف حول (تدويل جرائم النظام السابق).
وقد قامت الرافدين أيضاً بإجراء تغطية واسعة لهذا الموضوع في كل نشراتها الإخبارية ليوم أمس، فتحية التقدير والمحبة لهذه القناة المجاهدة وللسادة القائمين عليها والزملاء العاملين فيها.
كما قامت قناة الشرقية بمتابعة ملف فشل المؤتمر وبثت هذا الفيلم عن ذلك الفشل الذريع، وأجرت لقاءً مع الناطق الكذاب باسم حكومة العملاء في المنطقة الخضراء، الذي نفى فشل المؤتمر، فتمَّت مواجهته بالصور ولقطات الفيلم، وبالتأكيد على ان الصور لاتكذب، فلها وللزملاء العاملين فيها التقدير العالي على هذا الموقف.
ويمكن الاطلاع على تسجيل المقابلة بالضغط هنا رجاءً..
وللسادة الكرام الذين لايمكنهم الاطلاع على الفيلم، ندرج في أدناه أهم نقاط الحديث في تلك المقابلة:
وللسادة الكرام الذين لايمكنهم الاطلاع على الفيلم، ندرج في أدناه أهم نقاط الحديث في تلك المقابلة:
اولا: هم أسموه (المؤتمر الدولي)، وهذه بداية كاذبة وتضليلية لعدة اسباب منها:
1ـ المؤتمر لا يكون دوليا إلا اذا اقيم ضمن منظومة الأمم المتحدة، وبناء على تنفيذ اتفاقيات معينة او ضمن الآليات القائمة كالجمعية العامة او المجلس الإقتصادي او مجلس حقوق الإنسان.
لكن هذا المؤتمر لم يقم من قبل الأمم المتحدة، ولم تشترك مطلقا في عملية تنظيمية والاعداد له، فقط سمحت لهم باستخدام احدى القاعات الجانبية (القاعة 21)، وهو امر متاح للدول وللمنظمات غير الحكومية اثناء اجتماعات مجلس حقوق الإنسان. اذن المؤتمر ليس دولياً لهذا السبب
2ـ السبب الثاني، المؤتمر الدولي أطرافه دول، لها حقوق متساوية فيه، من حيث عرض القضايا وحق الكلام وما اشبه. اما هذه المهزلة فهو عرض من قبل دولة واحدة، ولها حصريا، ولا يوجد معها اطراف دولية أخرى. فلهذا السبب هو ايضا ليس له علاقة بالمؤتمر الدولي لا من قريب ولا من بعيد
فضلا عن ذلك، لم يعط حق الكلام لأي احد في المؤتمر وانما ظل المتحدثين يتوالون على الحديث باللغة العربية التي لا يفهما نصف الحاضرين من الأكراد الذين عاشوا في الغرب ولا يجيدون سوى اللغة الكردية او لغة اجنبية
وبالتالي قولهم (لتدويل جرائم النظام السابق....) امر يستحق الاستهزاء
التدويل، يحتاج مؤتمر دولي
يحتاج قرارات دولية
يحتاج دراسة الموضوع من قبل لجنة مشكلة بصورة رسمية لكي تقدم توصيات
او محكمة دولية تحاكم المعنيين
فاذا كان المعنيين حسب وصفهم في عنوان المؤتمر هو (النظام السابق) فاذا يحاكمون من؟
النظام برأيهم اصبح من الماضي
من (ورث) النظام يفترض انه الحكومة الحالية....اذن المفروض ان الحكومة الحالية قد انتقلت اليها التزامات العراق المحلية والدولية، الاتفاقيات، التعهدات...الخ
فيجب اذن ان تحاكم هي.
فلتذهب الحكومة الحالية وتسلم نفسها الى المحكمة الجنائية الدولية....وهو ما سيتم ان شاء الله لكن ليس عن جرائم النظام السابق المزعومة وانما عن جرائمهم الحالية الموثقة والمعروفة للقاصي والداني والمعروفة تماما على الصعيد الدولي.
الأمر الثاني، ما زلنا في اسم المؤتمر، هو انه عن (الإبادة).... الذين يستخدمون هذه الكلمة لا يعرفون معناها وكذلك مغزى الكلمة او المصطلح.... القلة الذين يعرفون المعنى يحاولون التطاول على المفاهيم القانونية الراسخة في محاولة يائسة وبائسة لوصف ما جرى في حلبجة والانفال بجريمة ابادة....
الإبادة واحدة من افظع الجرائم، وهي جريمة دولية منصوص عليها في نظام المحكمة الجنائية الدولية....ودون الدخول في تفاصيل قد تبعدنا عن الموضوع، لكن هنالك ركنيين قانونيين لتحقق جريمة الابادة هما:
الركن المادي: وهو ان تكون هنالك عملية قتل واسعة النطاق، لعرق معين بحد ذاته، او جماعة دينية محددة....اي ان محل الجريمة هنا حسب القانون الدولي هو جماعة عرقية او دينية، او ان تكون سلوك اجرامي او اجراءات متعددة من شأنها تحقيق الهدف ومنها مثلا فرض ظروف معيشية قاسية تؤدي الى هلاك الجماعة، او مثلا اجراءات تمنع التوالد داخل الجماعة المعينة...وان يكون العمل واسع النطاق غير محصور برقع محددة او مناطق معينة فقط.
الركن المعنوي: او ما يسمى بـ (القصد الجرمي)، او النيّة...وهو ان يكون القصد، او النيّة، او الإرادة او هدف العمل الواضح هو ابادة الجماعة العرقية او الدينية، اي ان عمليات القتل او الملاحقة او النقل القسري التي قد تكون انتهاكات معينة لحقوق الانسان لكنها لن توصف على انها ابادة إلا إذا كان القصد والنيّة الواضحة فيها هي في النهاية ابادة هذا العرق.
فهل هنالك عاقل واحد من شأنه ان يؤكد لنا ان ما قام به النظام الوطني في العراق من عمليات (حتى بحسب وصف الاعداء لها وبالحجم الذي يروجون له للقتل او النقل القسري او ماشابه من اجراءات)، هل كان هدف ذلك ابادة الاكراد كعرق؟؟ كقومية؟؟
هل منع عنهم الغذاء والدواء..؟؟
هل اصيبوا بالعقم باجراءات رسمية؟؟
من هذا المجنون الذي يمكن ان يظن مجرد الظن في ذلك؟
طيب اذا كان الهدف الابادة، لماذا تُضرب حلبجة (وهي مدينة حدودية كان يقطنها المئات فقط في السنة الثامنة للحرب العراقية الايرانية حيث معظم السكان انتقلوا الى اماكن آمنة عدا المغرر بهم من قبل جلال طالباني ـ يمكن مراجعة اقوال نائبه السابق في الحزب أنوشيروان مصطفى عن ذلك واتهامه لطالباني بالتسبب في تلك المجزرة)...اقول لماذا تضرب حلبجة ولا تضرب مدينة اكبر مثل أربيل، السليمانية...دهوك...زاخو...الخ؟
او الأسهل من ذلك: لماذا لم يجر قتل اي من الاكراد الموجودين في بغداد وهم بمئات الآلاف؟ اليس الهدف ابادة العرق الكردي، فهم الاقرب الى ذلك!
يمكن الحديث هنا عن ما حدث في حلبجة والانفال بطريقة واضحة ومختصرة لغرض القول:
بالتالي: حتى لو ان عدد الذين قتلوا في حلبجة صحيح (يدعون انهم 5000) وانهم نتيجة لاستخدام العراق للغاز الكيمياوي، فهي لا يمكن ان توصف بالابادة لان العمليات الحربية كانت الهدف منها هو القطعات الايرانية التي تحتل المدينة وليس الاكراد، مطلقا....اي ان العنصر المعنوي ينتفي تماما، علما ان الركن المادي هو اساسا غير متوفر اذ لم تكن العملية المزعومة في حلبجة واسعة النطاق.
كذلك الأمر بالنسبة لعمليات الانفال، فقد تبين للجميع انها عمليات ملاحقة للجيوب الايرانية التي دخلت الى بعض المناطق شمال العراق بمساعدة جلال طالباني وكان هدفها الاول هو السيطرة على سدي دوكان ودربندخان والتفكير باغراق المدن الواقعة تحتهما بما فيها العاصمة بغداد، فمن هو الذي كان ينوي ارتكاب الإبادة؟؟
بالتالي فالأنفال لم تكن تهدف الاكراد كقومية وانما الايرانيين والمتعاونيين معهم.
إن اول من وصف الامر انه ابادة جماعية هي هيومان رايتس ووج/الشرق الاوسط فقد اعدت تقريرا عام 1992 بمساعدة اللوبي الصهيوني في الكونغرس وبدعم من حكومة اقليم كردستان ويبدأ التقرير بوصف العمليات بانها تعاون مع القوات الايرانية والهدف السيطرة على السدود واغراق المدن.....وسننشر في المستقبل فقرات التقرير هذه مع مناقشة لها لكي يطلع الشعب العراقي على هذه الكذبة الكبيرة
عودة الى مجريات المؤتمر
ما ذا حققوه؟؟؟
نحن نجزم مرة اخرى انهم لم يحققوا خطوة واحدة باتجاه اهدافهم الاجرامية.
الامر الأخر، نجزم بكل قوة انهم ومنذ التسعينات ولحد الآن لم يستطيعوا كسب شخص واحد اضافي من العاملين في المجال الحقوقي، نتحداهم ان يسموا لنا شخص واحد غير الصهيوني المدعو (تشارلز غريف) وهو يدير منظمة صهيونية، كل عملها ضد الاسلام والمسلمين، ضد فلسطين والعرب عامة ثم تخصص منذ التسعينات بموضوع العراق اثر الاموال التي كانت تصله من الاحزاب العميلة وخاصة المجلس الاعلى.
لحد هذه اللحظة هذا الشخص هو الوحيد الذي يدير مؤتمراتهم
ومنظمته هي المنظمة الوحيدة التي تساهم معهم في البيانات....لكن في يوليو/ تموز 2012 حققت الكوادر الوطنية العراقية نصرا كبيرا اذ استطاعات وبالتعاون مع دول اسلامية ان تسحب عضوية هذه المنظمة في الامم المتحدة (التي تسمى العضوية الاستشارية)، وبالتالي قبرت هذه المنظمة على الصعيد الدولي رغم الاموال التي صرفها المجلس الاعلى عليها.
اما على الصعيد الرسمي، وهو المهم هنا، اي صعيد القادرين على اتخاذ القرارات من الحكومات، فقد اتضحت لهم الامور اكثر من اي وقت مضى...وعرفوا دواعي هذه اللعبة... والاغراض السياسية الدنيئة وراءها.... معظم السياسيين في الغرب، حتى الذين ايدوا غزو العراق ووقفوا مع تغيير النظام الوطني فيه، بدأوا يراجعون انفسهم قليلاً... وبدت هذه القضايا والتحركات واضحة بالنسبة لهم وهي عملية التغطية على ما يجري حاليا من جرائم وسرقة.
الحقيقة ان المؤتمر ــ وبسبب قباحة هدفه ـــ نبّه معظم الدبلوماسيين، والصحفيين، والمنظمات غير الحكومية، الى التساؤل الفوري: وماذا عن جرائمكم الحالية؟؟
المصيبة انه يأتي بعد ايام من ادانة قوية للمفوضة السامية للسلطات العميلة لكونها قد نفذت حكم الاعدام بما يقرب من 100 شخص خلال هذه السنة... وقد وصفت المحاكمات بانها صورية وغير عادلة.
بالنسبة للصحافة: كل الذي حدث انهم نشروا اعلان المؤتمر في صحيفة اعلانات سويسرية باللغتين العربية والانجليزية، وهو اعلان مدفوع الثمن.... لكن بعد (المؤتمر الدولي المزعوم) وبعد المؤتمر الصحفي لم تنشر كلمة واحدة في الصحف السويسرية
فأي انجاز هذا؟
بل الخزي كل الخزي ان من نشر لهم هو فقط وكالة الأنباء الكويتية، كونا....
هناك 5 تعليقات:
كلام أكثر من رائع و في الصميم .. التحية لكم أستاذنا العزيز مصطفى كامل
شكرا لك اخي ابويحيى وارجو ان اكون عند حسن ظنكم
ثائر
تعيش يا ايها الاخ العزيز لافاضتك في جهودك ودمت بخير ولتعلو جهودك والخيرين في بلد العطاء العراق الاصيل
الله يلعنهم ويلعن مؤتمراتهم....اخزاهم الله...خونه
تعليق من : مريم أحمدي
تحليل منطقي وصائب من الكاتب..
لأية غاية يهدف مؤتمر تلك العصابة المتسلطة بطابع الاحتلال سوى المبالغة في الافتراء والتضليل والتعتيم على فظائع الاحتلال الأمريكي الذي جلبوه معهم، والتغطية على جرائمهم السابقة والحالية في حق الشعب العراقي، هؤلاء العصابة العمياءالتي أقامت هذا المؤتمر للتضليل والتعتيم تجاهلت جرائم الإبادة الأمريكية في حق البلاد إبان الغزو والاحتلال، تجاهلت مشاركتها في خيانة البلد واحتلاله والحيف مع اللأعداء ضد شعبه، ولا يزالون يواصلون جرائمهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان في العراق، فعن أي قانون يتحدث هؤلاء، كل ما يهمهم هو الإفك والافتراء على النظام السابق الذي بنى الوطن، وهم خانوه ودمروه وباعوه، نسأل الله أن يدحر هؤلاء وأن ينجي البلاد والعباد من ظلمهم وشرورهم.
إرسال تعليق