محاولة اغتيال أوباما في العراق!

نشرت قناة الاتجاه التابعة لكتائب حزب الله في العراق، والممولة من مكتب الولي الفقيه علي خامنئي شخصياً، وهي قناة تتميز بقدر من الحرفية الإعلامية على غرار ماتتمتع به شقيتها الكبرى، قناة المنار اللبنانية، فيلماً يدعي ان مقاتلي حزب الله العراقي كانوا يزمعون تنفيذ محاولة لاغتيال الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى زيارته الى العراق عام 2008.

ويؤكد الفيلم الذي تجدونه هنا أن مقاتلي هذا الحزب، أحجموا عن تنفيذ المحاولة إكراماً للعراقيين الذين كانوا يرافقون الرئيس الأميركي في تلك الزيارة.

وأورد الفيلم الذي عُرض على القناة، صوراً للرئيس الأميركي وموكبه نقلاً عن كاميرا مراقبة يبدو كأنّها من طائرة مراقبة، وقال متحدّثٌ في الفيلم إن "دوائر الاستخبارات الأميركية، لاسيّما استخبارات الدفاع، حاولت لملمة الموضوع وإخفاءه عن أوساطها في العراق والولايات المتحدة إلاّ أن الأمر بالأهمية والكارثية بمكان لا يمكن التستر عليه".

 كما تحدث في الفيلم أحد رجال "كتائب حزب الله العراق"، معتبراً أن "الأميركيين اعتقدوا أنّهم بإلقاء القبض على عنصر رصد (لموكب أوباما) في يوم 15/ 11/ 2008 قد حققوا إنجازاً عسكرياً أو استخباراتياً كبيراً، (...)، لكنّ الاميركان كانوا متناسين بأنهم قد وقعوا في الورطة الكبرى". وادّعى المتحدث أنّه في عام 2008 حين كان أوباما في زيارة إلى بغداد، وأثناء خروجه من المنطقة الخضراء متوجهاً إلى مبنى يقطنه جلال طالباني في الكرّادة، كانت طائرة المراقبة الأميركية تعطيه حمايةً أمنيةً وتصوّر حركته كما هي "لكنّ هذه الطائرة كانت تقدّم خدماتها للمقاومة الإسلامية قبل القيادة العسكرية والاستخباراتية الأميركية (!) ولذلك كان (أوباما) هدفاً واضحاً أمام سلاح المقاومة، وهو مكث في بيت طالباني زمناً كافياً لاستهدافه، إلا أن استهداف العراقيين لم يكن من أهداف المقاومة الإسلامية- كتائب حزب الله العراق" بحسب زعم المتحدث.

ولايجد متابعو الفيلم، أي دليل على عزم الحزب المذكور تنفيذ هذه المحاولة المزعومة، أما الصور الجوية الملتقطة عبر كاميرات المراقبة، فأعتقد ان طرق الحصول عليها عديدة، ومنها عبر عملاء للحزب المذكور يعملون في المواقع الاستخبارية الأميركية أو العراقية المشتركة مع القوات المحتلة، وقد يكون تم الحصول عليها عبر اختراق إيراني لنظام الاتصالات الأميركي في العراق، وهو أمر غير مستبعد أبداً ولايضيف مفخرة لعناصر هذا الحزب الذي يخدم كلياً مشروع نظام الولي الفقيه في العراق المحتل.

كنا سنكون أكثر الناس سروراً لو ان كتائب هذا الحزب أو أي جهة عراقية أخرى توصلت الى اختراق النظم الاستخبارية الأميركية ونفذت عمليات تخدم مشروع المقاومة وطرد المحتلين المجرمين بحق، ولا أقصد عملية الاغتيال المزعومة هذه تحديداً أو مثيلاتها، أما قصة الحفاظ على دماء العراقيين، فأعتقد ان العراقيين، أول من يعرف كذب وزيف هذا الادعاء، والأدلة على ذلك كثيرة، ليس أقلها دعم عصابات الحزب لحكومة العميل نوري المالكي وتحالفها المصيري معه.