ترجمة: مصطفى كامل، خاص لوجهات نظر
طردت موسكو مؤخراً الوكالة الأميركية للمساعدات، USAID ، متهمة إياها بالتدخل في الحياة السياسية في روسيا، والتأثير على الانتخابات.
ومنحت موسكو بعثة الوكالة الأميركية العاملة لديها حتى الأول من أكتوبر/ تشرين أول 2012 مهلة لمغادرة الأراضي الروسية.
واتهمت روسيا الوكالة المذكورة بدعم جماعات معارضة تحت مزاعم نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان، في تناقض تام مع أهدافها المعلنة! وهذا يعني توزيع المنح في الانتخابات وعلى مؤسسات المجتمع المدني!
واتهم الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين وارة الخارجية الأميركية بتدبير الاحتجاجات المناهضة له في روسيا، متهماً، على وجه التحديد، جماعة مدنية لمراقبة الانتخابات تتلقى تمويلها من الوكالة الأميركية للمساعدات.
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية، في بيان رسمي لها، عن عدم رضاها على عمل الوكالة في منطقة شمال القوقاز التي ماتزال تعاني من اضطرابات عرقية ودينية، الأمر الذي يثير تساؤلات خطيرة، بحسب البيان.
وتعمل الوكالة الأميركية للتنمية في روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، في تمويل الجماعات معدومة الدعم الحكومي أو تلك التي تتلقى دعماً حكومياً ضئيلاً، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية الطبية المكرَّسة لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب/ الأيدز والسل والجماعات البيئية المختلفة.
ويذهب الجزء الأكبر من التمويل إلى جماعات المجتمع المدني التي تركز على بناء الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد.
وانتقد بوتين الجماعات التي تتلقى التمويل الأجنبي واتهم المعارضة والمحتجين بالعمل بناء على أوامر من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وأقر البرلمان الروسي، هذا الصيف، قانوناً يلزم المنظمات غير الحكومية التي تتلقى منحاً أجنبية بحمل تسمية "عملاء أجانب"، وهو المصطلح الذي يذكِّر بالمصطلحات التي كانت مستخدمة أثناء الحرب الباردة.
وبذلت إدارة بوتين جهداً كبيراً لإقناع السكان على نطاق أوسع بأن أي انتقاد لحكومته هو مؤامرة خارجية.
واتهم مسؤولون روس، وأيضا وسائل الاعلام الروسية، الولايات المتحدة بالوقوف وراء انتفاضات الربيع العربي، بما في ذلك في مصر حيث تعرَّضت الوكالة الأميركية للتنمية لضغوط في أعقاب انتفاضة ضد الرئيس السابق حسني مبارك.
وتم الإعلان عن التحرك ضد الوكالةالأميركية من قبل وزارة الخارجية الروسية، يوم الثلاثاء الفائت، والتزمت وسائل الاعلام الحكومية الرسمية في روسيا الصمت بشأن هذه القضية يوم الاربعاء.
وتعهَّد مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما بأن الولايات المتحدة سوف تجد وسائل لمواصلة تمويل منظمات المجتمع المدني، مما يمهِّد الطريق لاحتمال مواجهة طويلة.
ومارست الحكومة الروسية ضغوطاً هائلة ضد المجلس الثقافي البريطاني في أعقاب اغتيال المنشق الكسندر ليتفينينكو في لندن أواخر عام 2006 في صراع استمر لأكثر من عام.
وقال منتقدو الحكومة ان هذا الاجراء هو أحدث محاولة حكومية للضغط على المعارضة، خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تم توجيه اتهامات ضد عشرات من المحتجين وكذلك زعيم المعارضة اليكسي نافالني، كما تم تجريد النائب المعارض غينادي جودكوف من صفته النيابية الأسبوع الماضي.
ومن بين سلسلة من القوانين التي تم تمريرها فرض مزيد من الغرامات، وكذلك مشروع قانون تشديد الرقابة الحكومية على الإنترنت.
هناك تعليق واحد:
استغرب ان الروس بكل امكانياتم الامنية في تتبع اعدائهم التقليديين لم يكتشفوا ومنذ زمن بعيد ان المنظمات المدنية الامريكية المدنية هي الاداة الفعلية لوكالة السي اي ايه في التجسس على الدول وهو ما سمي بالاحتلال الناعم
وكانت المدونة عشتار العراقية قد اوردت تحقيقات كاملة ومفصلة عن هذه الادوات الامريكية الناعمة في العراق
واعتبر ان ما قامت به عشتار هو سبق عالمي في هذا المجال ومن جهة اخرى يدل على ان الروس قد اصبحوا دولة تفقد استراتيجياتها وانهم قد ضلوا طريق النجاه
ولكم تحياتي
إرسال تعليق