وهرب عباس!

ما أن تصاعدت اضطرابات الضفة الغربية على فساد حكومة السلطة الفلسطينية، بزعامة الثنائي عباس وفياض، حتى سارع رئيس السلطة محمود عباس بمغادرة الأراضي العربية المحتلة، والمقال التالي الذي بعث لي به كاتبه الأستاذ إبراهيم الحمامي، مساهمة في هذا الصدد.

وهرب عبّاس

إبراهيم حمّامي

ما أن هتفت الخليل ونابلس وباقي مدن الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً مطالبة برحيل عبّاس واصفة اياه بالملعون، والجبان والحشرة وغيرها من الأوصاف، لا نتجنى عليه بل كل ذلك موثق بالصوت والصورة، حتى هرب من الضفة برمتها، تركها وهرب!

نعم أيها السادة، عبّاس الذي وقف قبل يومين يستهزأ بالشعب الفلسطيني ومطالبه مبشراً اياه أن لا راتب هذا الشهر، هرب في زيارة للهند، هكذا أخرجها زيارة للهند.

لم نسمع عن زعيم في الدنيا يواجه تظاهرات ضده ويغادر في زيارة، بل سمعنا دوماً عن زعماء يقطعون زياراتهم مهما كانت مهمة ويعودون للوطن مع أول تظاهرة ضدهم، لكن لأنه ليس بزعيم، هرب كعادته.

• قبل أن يهرب أصدر تعليماته لحازم عطا الله المشرف على أحد أجهزة القمع في الضفة، فقام الأخير بناء على الأوامر بتهديد "المارقين" و"العابثين" مذكراً اياهم بالبنادق التي قد تصوّب ضدهم.
• وقبل أن يهرب أنزل قوات القمع من لحديي فلسطين لقمع الناس وضربهم والاعتداء عليهم.
• وقبل أن يهرب صرح عزام الأحمد أن فتح ضد الاحتجاجات السلمية في ظل الاحتلال.
• وقبل أن يهرب بدأت آلته الاعلامية بتحميل غزة و"الانقلابيين" مسؤولية ما يجري.
• وقبل أن يهرب قامت الاذاعات المحلية التي كانت تركب موجة الاحتجاجات بتغيير نبرتها لتصف الجماهير بالعابثين والمخربين والمندسين والمرتزقة.
• وقبل أن يهرب وعلى خطى بشار وقناة الدنيا قام تلفزيون فلسطين بتوجيه الاتهام لأصابع خارجية بتعميم مؤامرة دولية- على وزن كونية – بنكهة ومقاس خاص للشارع الفلسطيني.
• وقبل أن يهرب أنزل زعرانه، الشبيحة، في الخليل بلباس مدني يحملون العصي ويرشقون الناس بالحجارة وهم يقفون كتف بكتف مع قوات القمع اللحدية، الصورة كانت مباشرة على الفضائيات.

كل ذلك حدث اليوم الاثنين 10/09/2012 الذي شهد إضراباً عاماً في كل مدن الضفة المحتلة ازدواجياً، وتظاهرات رفعت سقف مطالبها والتي كان أبرزها رحيل عباس وفياض واسقاط أوسلو.

......

وبعد أن هرب نذكره بما قال يوم تبجح وانتفخت أوداجه ظاناً أنه وبسبب قمعه للشعب لن يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه، نذكره بما قال ومتسائلين، هل يكون عبّاس رجلاً ولو لمرة واحدة وينفذ عهداً قطعه على نفسه؟ شخصياً لا أعتقد أن لديه ذرة من ذلك.

نذكره بالتالي:

قال عبّاس وبتبجح فج وفظ وبالحرف الواحد في لقاء مطول مع صحيفة الوطن القطرية وبتاريخ 27/08/2011  " "لو قام مواطنان فلسطينيان بتنظيم مظاهرة ضدي، سأكون ثالثهما، الذي يرفع شعار: الشعب يريد إسقاط عباس".

قبلها وفي 20/06/2011 تبجح عبّاس أيضاً فى حديث خاص على "ال بى سى الفضائية اللبنانية" "lbc sat " و"ال بى سى إنترناشونال lbci "المحطّة الأرضيّة، ضمن برنامج "مباشر مع مرسال غانم" و"كلام الناس"، وقال بالحرف الواحد أيضاً فى معرض الردّ على سؤال حول ما إذا الشعب الفلسطينى قد ينتفض بوجهه، قال "هذه الانتفاضات موجّهة ضدّ إسرائيل، وأول مظاهرة تسير ضدّى أعد بأننى لن أبقى فى السلطة يوماً واحداً وقبل أن يقولوا إننا لا نريد محمود عباس سأخرج من الحكم"!

نذكره بأنه لم يخرج اثنان بل خرج الالاف، رصدتهم عدسات وآلات التصوير ووثقتهم، هتفوا من أعماق حناجرهم ضد عباس وسلطته و"نظامه"!

أخرج وارحل و"انقلع" غير مأسوف عليك

......

نسأل الله أن يكون هروبه "زيارته" للهند .... روحة بلا رجعة!

لا نامت أعين الجبناء