في آخر حلقات رباعيته عن استذكار ثورة تموز والوفاء بحقها، كتب الأستاذ ضياء حسن مقالته هذه متحدثاً عن دور القائد الشهيد صدام حسين في تأجيج روح مقاومة المحتلين الغزاة.
في الذكرى الرابعة والاربعين للثورة نستذكر
كيف أجَّج القائد الشهيد روح مقاومة المحتلين?
ومن فجر صواعقها لتحاصرهم بموت محقق؟
ضياء حسن
ثمة حقائق ارتبطت بمسيرة البعث وتاريخه الكفاحي كحركة تعمل على تحقيق وحدة الشعب والامة وترسيخ مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية على قاعدة معززة بالسيادة وبالقرار السياسي والاقتصادي المستقل المتحرر من كل اشكال الهيمنة والتدخل الاجنبي في الشان الداخلي العراقي والعربي والذهاب الى بناء علاقات صداقة نزيهة مع الامم والشعوب وبما يخدم مصالحهم المشتركة ويفعل وقفتهم في مواجهة العدوانبة الاميركية - الغربية والصهيونية واسقاط مخططاتها المستهترة بحرياتهم والغامطة لحقوق الانسان في كل بقعة من عالمنا الفسيح .
تلكم هي فلسفة الغرب الاستعماري عبر حقب التاريخ الانساني قديمه وحديثه , وهي تستند الى الغدر وبث الفرقة بين ابناء الشعب الواحد فاستباحة الاوطان , فاستمالة الاتباع , وصولا لنهب ثروات الشعوب او استغلال موقها الجغرافي وتكريسه لخدمة مصالحها التجارية او تامين سلامة طرق الوصول الى مصادر الطاقة وايصالها الى بلدانها باسرع وقت واقل النفقات وتوفير فرص تنفيذ مخططاتها العدوانية باخضاع الشعوب لهيمنتها وطغيانها , وهذا ما اسست له اتفاقية سايكس بيكو البريطانية – الفرنسية قي بدايات القرن التاسع عشر بعد افول نفوذ الخلافة العثمانية في اثر خروج تركيا مهزومة في الحرب العالمية الاولى لضمان تقسيم الوطن العربي الى دويلات تتقاسمها لندن وباريس من وراء ظهر ابنائها وبتنصيب حكام موالين لفرنسا وبريطانيا من بعد ذلك على تلك الدويلات , واكتفت واشنطن بوضع العين على شبه الجزيرة العربية بعد اكتشافها بان اراضيها تضم خزينا نفطيا استراتيجيا مغريا ولاهمية موقعها المطل على طرق التجارة الدولية عابرة القارات .
ولن اطيل في شرح الحقائق التي شهدها الوطن العربي وانتهت الى نشوب صراع دائم بين من خطط لابقائها متخلفة مبتزة خاضعة لسطوة اجنبية مستمرة , منهوبة الخيرات لا تقوى على النهوض استنادا الى قدراتها الوطنية الخاصة حصرا .
ونظرا لبروز البعث حركة ناهضة بمهمات تفجيرالاقتدارالوطني الكامن في الذات العراقية في اصعب الظروف واكثرها احتداما لتضعه في خدمة هدف تحرير القرار السياسي العراقي مقترنا بتحرير نبضة الاقتصادي وتكريسهما لبناء قاعدة تطورنوعي جديد في حياة ابناء العراق في وطن حر ممتلئ كرامة وامنا واستقرارا , مبشرا بمستقبل عراقي ينثر ندى خير استخلصه المناضلون البعثيون من طيب ارضه ووفاء اهله .
وتلك هي المعادلة الوطنية التي رسمها البعث لتحقيق منعة البلاد في مواجهة اعداء الشعب والامة مما جعله عصيا على الاختراق , متماسك الصف الدفاعي مهيب الجانب , لم ينحن لظالم ولا لمتحد استهدفه بعدوانات جائرة اسقطت على التوالي بما فيها الحصار الاقتصادي الذي ادارته واشنطن بعلم دولي ومشاركة من الامم المتحدة وقد بدت اميركية في النوايا والسلوك والقرارات وصولا الى العدوان الاول الذي قادته الولايات المتحدة ووقف الى جانبها من سقطت عنه الذمة والعفة ممن اسموا انفسهم عربا, وما هم بعرب في سلوكهم العام الحقود وفي خطوتهم النهائية الممالئة للعدونية الاميركية مدفوعة الثمن بالدولارعدا ونقدا وشاركهم في ذلك العار النظام المعمم في ايران الجارة !!
وعندما وجد الاميركيون ان اختراق العراق بوقفة قائده صدام حسين المقتدرة المتحسبة وصمود شعبه وصبرهم ليس سهلا كما ظنوا خطا بل هو صعب جدا ومستحيل ان لم تجند له اسلحة دمار ستراتيجية يمهد لها بتدريبات مشتركة مع قوات تابعة لاحد الجيوش العربية في المنطقة والخيار متوفر وينطبق على احدى القطعات التابعة للجيش المصري الذي في العادة ان يجري الاميركيون معها تدريبات قتالية سنوية وعلى الاراضي المصرية المنبسطة المشابهة في طبيعتها للاراضي العراقية .
واستدعى حشد العدوانيين التوسع في حشد جهات متحمسة للاصطفاف مع سيدهم الاميركي من عراقيين تنكروا لبلدهم وهم ومصلحة العراق على طرفي نقيض , وحاقدين من بين انظمة خليجية استضاف شيوخ احدها_الكويت _القوات الغازية في حين وافق حكام اخرى _قطر_على ان تكون قيادة عمليات تدمير العراق واغتيال اهله من قاعدة جوية اقيمت على الاراضي القطرية وانطلقت من قاعدة اميركية مضيفة في قطر كذلك المقاتلات الاميركية التي قصفت العراق ودمرت مواقعه الحيوية وتسببت في قتل ابنائه العزل .
وجند غيرهم من طائفيين وعنصريين وارهابيين جمعهم مركب العمالة للبيت الابيض وللتاج البريطاني وتحصيل حاصل للذيل الايراني المعمم لخدمة اهداف العدوانية الاميركيين كما جندت انظمة قدمت الدعم المالي والاهم منه الدعم اللوجستي الذي هيا عوامل الدلالة والامن للقوات الغازية على الارض وللقاذفات الستراتيجية وهي تنحدر براحة تامة الى الاجواء العراقيىة عبر اجواء عربية كانت مفتوحة امامها من البحر الابيض المتوسط وحتى اجواء الخليج العربي لتسدد حمم الموت والتدمير براحة تامة على العراق والعراقيين مع تامين سلامة عودتها سالمة وعودة (الاف 16) الاميركية المقاتلة القاصفة التي انطلقت من قاعدة ( العديد ) الجوية المضيفة من قطر في حين احتلت القيادة الميدانية للقوات العسكرية الاميركية للمنطقة الوسطى التي تولت ادارة العمليات العدوانية على العراق قاعدة (السيلية) القطرية ايضا مقرا لها(انظر #) بعد انتقالها من السعودي لتوجه نيران قنابلها الثقيلة وصواريخها الموجهة من بعيد الى:-
1- صدور المواطنين العراقيين المتمسكين بارضهم وبوحدة وطنهم.
2- ضرب اهداف مدنية مختارة استهدفت منذ الوهلة الاولى لبدء العدوان في بغداد والعمق العراقي وبما فيها المستشفيات والمدارس والكليات ووسائل الاتصالات الهاتفية ومرسلات الاذاعة ومحطات البث التلفزبوني بجميع قنواتها ومخازن حفظ المواد الداخلة ضمن البطاقة التموينية ومحطات الطاقة الكهربائية والاسالات التي تضخ المياه الصالحة للشرب والطرق والجسور وخصوصا الطرق الخارجية وفي مقدمتها الطريق الدولي بين بعداد والمحافظات العراقية وبينها وبعض دول الجوار مستهدفة الشاحنات التي كانت تؤمن المواد الغذائية للشعب المحاصر والذي ارتفع حجم المستورد منها قبل ايام من وقوع العدوان التدميري وكتدبير من الدولة في مواجهة الفعل المعادي بجميع احتمالاته بما فيه توقع ان تتضمن هدف تجويع الشعب .
وبمعنى اخر كانت حربا اممية بربرية قادتها واشنطن ولعبت هيئة الامم المتحدة فيه دور العراب .
ولعبت الدول الكبرى والصغيرة منها ادوارا تراوحت بين المهلل له بوعي لمخاطره كفرنسا وهولندا وغيرهما من دول اوربية وغبرها غير اوربية والمتفرج الواعي لمخاطره كما هي الحال بالنسبة لروسيا و الصين , والمساهم فيه كبريطانيا بالدرجة الاولى وايران وقطر ال ثاني وكويت ال مبارك واليابان وكوريا الجنوبية وهنغاريا , ولن ينسى الدور المخابراتي اللوجستي الصهيوني الذي نشط في شمال الوطن تمهيدا للعدوان او خلاله وبعده وحتى الان وتركيزهم على علمائه واساتذة جامعاته باعتراف اميركي والمسهل له عبر القواعد العسكرية الاميركية المضيفة من قبلهم كالمانيا التي اضحت مركز اسعاف رئيسي امن لمعالجة المصابين من العدوانيين واسبانيا التي استقبلت قاذفات القنابل الستراتيجية الثقيلة ( بي52 ) القادمة من قواعدها في فلوريدا الاميركية لتزويدها بكميات الوقود اللازمة لتامين رحلة الذهاب الى بغداد والعودة الى القاعدة الاميركية في اسبانيا وفحص سلامتها وتوفير الاحساس بالامان والاطمنان لكوادرها , وهم يتوجهون الى العراق ليمطرون قذائف الموت على رؤوس اهله وهي عائدة بعد اتمام مهمتها التدميرية للبنى التحتية في بغداد وجميع انحاء البلاد .
والحال ينطبق على الدول العربية من دون استثناء وخصوصا الدول التي مرت في اجوائها وفوق مياهها اسلحة الموت ,
فالساكت على العدوان كالمساهم فيه , لان السكوت والاسهام تما استجابة لطلب اميركي تحدد بموجبه توزيع الادوار بما فيها حرق المباني الحكومية العراقية بعد دعوة الرعاع لنهبها .
وهذا هو حكم القوانين الوضعية ليس العراقية وحدها بل القوانين المعمول بها عربيا ودوليا , فالعارف بوقوع الجرائم ومن سكت عليها يحاسبا كفاعلها او كمن حرض عليها .
واذا كنت قد اسهبت في عرض هذه الحقائق فالهدف من تسجيلها:
اولا _ التذكير بما اوقعته من جرائم فظيعة وهائلة بحق المواطنين العراقيين المدنيين الامنين في بيوتهم وملاجئهم التي هدت على رؤوسهم , والمناطق التي شملت ببركات اسلحة المجرمين بوش_دك تشيني_رامسفيلد المحرمة دوليا وفتكت بقاعدة عريضة من المواطنين الابرياء , واستخدمت من قبلهم قبل ذلك في المعارك التي قادها ميدانيا القائد الشهيد صدام حسين ردا للغزاة ومنعهم من السيطرة على مطار صدام الدولي لاكثر من مرة قبل لجوء الغزاة لاستخدام السلاح المحرم الذي صهر كل شيئ امامه سقط نتيجتها مئات الشهداء من ضباط ومقاتلي جيشنا العراقي البطل.
ثانيا – التذكير ايضا وبفخر بصلابة وقفة العراقيين وصمودهم الكبير وصبرهم الفائق وهم يواجهون اعتى عدو فاشي اقدم على شن اعنف عمليات قصف مدمي ذابح لاهل العراق ومدمرلكل شواخصه الانسانية والتاريخية وما تبعها من فتن ومجازر نفذتها ميليشيات قادمة من وراء الحدود بعلم وتنسيق اميركي ايراني لادامة هدف واشنطن وطهران المشترك لتحطيم البلاد وطنا وتصفية اهله ونهب ثرواته ونشر الفساد في مفاصل الدولة وجعلها مصدرا للارتزاق وصل درجة تكريس كمية ليست قليلة من عائدات النفط بالدولار للتخفيف من وطاة الحصار المفروض على نظام العمائم من دون التفكير برصد الاموال اللازمة لرفع المعاناة عن الشعب العراقي في جميع المجالات وفي مختلف حقولها.
ولن نسمح ونحن نستذكر صور احداث سلبية اليمة حاصرتنا ان تحجز عنا رؤية صور متالقة فضحت حلفاء الشيطان وهم يمنونه بادعاء كاذب يقول بان العراقيين سيستقبلون قوات بوش المعادية بالورودعندما تلج ابواب العراق .
واذا بالعراقيين يواجهون الغزاة بردود فعل غاضبة لا تنطق بغير رفض تواجدهم على الاراضي العراقية ومقاوتهم استجابة لنداء القائد الشهيد صدام حسين واستلهاما لمعاني وقفته الايمانية البطولية المتحدية لارادة الشر التي ارعبت العدو الغازي وعملاءه فكانت ارضية خصبة بثت في العراقيين العزم والاصرار على الانتظام في صفوف مقاومة المحتلين حتى يتحقق هدف تحرير الوطن من رجسهم واقتلاع رهط العملاء المستظل بهم ومعهم عصابات النظام الايراني وحثالات الارهابيين الذين دخلوا بقرار من واشنطن وبحساب تدميري مريب تضمره للعراق .
وهنا يتوجب علينا ان نقف مليا عند ما حققته وقفة وفاء البعثيين لما عاهدوا الله عز وجل عليه ورسوله واهلهم العراقيين ان يظلوا امناء كما كانوا دائما على النهوض بالمهمات الصعبة لقهراعداء الشعب والامة وازالة ظلهم المقيت عن ربوع شعب العراق والامة العربية , مهما بلغت التضحيات .
ونضالاتهم على الارض خير شاهد على انهم يمثلون قوة الردع الاكبر في مواجهة قوى العدوان والظلم والاحتكار العالمي وهم يؤكدون بان لا مكان للعدوانيين بين العراقيين ما بقي لهم عرق ينبض وان حد السيف والبندقية هوالفاصل بينهم وبين العدوانيين الذين يدركون بان باطلهم كان وسيظل مهزوما امام ارادة الحق التي تناوب على رفع ساريتها مناضل بعثي هوالقائد الخالد صدام حسين الذي اختارالشهادة عربون دفاع عن شعبه النجيب المتطلع لحياة حرة كريمة مفعمة بالامل لادامة النهوض العراقي , ومناضل بعثي هو المجاهد القائد عزة ابراهيم مجرب الوفاء وكان قد شارك رفيقه الشهيد اصعب المواقف والمعارك واقتحم الميدان في زمن حالك العتمة ليضيئ ومن موقع متقدم طريق المقاومة متحسبا موحدا لفصائلها اماسكا بمضموم اقتدار انتظم على يديه من جديد ليقوده تواصلا في ادامة زخمه المقاوم حتى بلوغ ناصية النصر الناجز على الاعداء ومن ثم مواصلة بناء النهوض العراقي في جميع المجالات وفي الدرجة الاولى اقامة نظام ديمقراطي يستند الى التعددية ويكون التناوب على ادارة السلطة فيه معتمدا على مبدا تقرره صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة نزيهة فعلا ؟
ومثل هذه الحقيقة تبسط امام العراقيين ليس ما ارتكب بحقهم من جرم مشهود فهم قمة العطاء والصبر لوقفه وقهره , وانما ايضا لتضعهم امام القادم منه وهو لا يخرج عن اطار ماسعت لتمريره الادارة الاميركية من فصول عدوانها على العراق وعبر فصله الاول , انما لتنتقل للفصول الباطنية التالية المضمومة ضمن تضاعيف ما سمي بالعملية السياسية التي يتباكى عليها عملاء واشنطن في حين يكتفي سيدهم بالتفرج عليهم وهم يتناطحون للاستحواذ على النفوذ والسلطة, وهو ينفرد بمسك مقود اللعبة انتظارا لنتيجة تناطحهم وهي اساسا مرسومة من قبله بهدف تطويعها لخدمة مخطط فرق العملاء لتديم تسيدك عليهم .
فقد انكشفت اللعبة الاميركية وضاق الخناق على الفارة قواتهم العسكرية من العراق وبانت عورات المتورطين في اللعبة السياسية الذين سخروا انفسهم لخدمة المصالح الستراتيجية للولايات المتحدة في العراق والمنطقة بالرغم من وعيهم الكامل بعدم مشروعيتها وهم مصرون على الاستمرار بسلوكهم المتدني المفرط بالمصالح الوطنية اولا .
واللهاث وراء النفوذين الاميركي والفارسي لادامة امساكهم بكراسي الحكم بهدف احكام سرقة المال العام , وافساد الذمم واباحة قتل النفس التي حرم الله قتلها , والتجاوزعلى حرمات الموطنين ,وعلى كل ما هو مقدس عند العراقيين ثانيا .
وانصياع اطراف اللعبة السياسية لتوجيهات الادارة الاميركية للاسراع في الترويج لمشاريع تستهدف تقسيم البلاد واضعافها ليسهل تطويقها نهائيا وبالتالي اخراجها من دائرة الفعل المؤثر في دول المحيط العربي والاقليمي تامينا للربط بينها وبين ما سيسفر عنه (الربيع العربي!) الذي حددت سماته واشنطن بالتعاون مع باريس ولندن وبرلين وروما وبتواطؤ ممول من انظمة الخليج العربي وخصوصا ممن تصهين منهم ليتيحوا الفرصة امام الادارة الاميركية لاعادة رسم خارطة الشرق الاوسط على هوى اليانكيين وبما يخدم اطماع الصهاينة في اقامة دولتهم الكبرى بين النيل والفرات ثالثا .
ان الهم الواحد وطغيان العدوان الواحد والدم العراقي الواحد المسفوح, طرزوا سوية احداثيات طريق الخلاص العراقي الموحد من عفن الاحتلال وعملائه .
واذا كانت الخطوة الاولى قد بدات باصطفاف وطني موسع موحد بين مقاتلي المقاومة العراقية , فان فعل هذا الاصطفاف الواعي لمهماته افرز نتائج عجلت في رحيل القوات الباغية بعد تلقيها ضربات ماكنة كبدت العدو خسائر فادحة في الارواح والسلاح والاموال اوجعت الادارة الاميركية وهي تواجه سيلا لم ينقطع من القتلى استوعبتهم مدافن واسعة الاطراف , في حين طمرت في مزابل اميركية جثث عناصر غير معروفة الاشخاص فيها من وصلت بلا رؤوس وفيها رؤوس مشوهة بلا اجساد واطراف واذرع وسيقان واقدام منفردة عبئت في اكياس حملتها طائرات نقل عسكرية خاصة من العراق الى الولايات المتحدة عبر قاعدتهم الجوية في فرانكفورت كما اوردت تفاصيلها مدونة عشتار في وقت سابق
ويكون مناسباان نشير هنا الى ان هذه النتائج اكدت مصداقية البعث وهو يترجم كل ما قاله الى فعل نضالي ملموس ,فقد كان وفيا للعهد الذي قطعه لاهله العراقيين وللامة العربية, فبشرهم بتحقق لهم هذا الهدف الوطني الكبير وهو يقود مقاومة وطنية موحدة شرسة ضمت فصائل عراقية مقاومة بطلة ممثلة للقوى الوطنية والقومية والاسلامية لتوجه ضربات موجعة للاعداء اجبرت قوات عدوانهم على الرحيل بعد ان وضعتها امام خيارين لا ثالث بينهما اما ان تحمل اسلحتها وتهرول الى خارج البلاد او الالتحاق – غير ماسوف على عناصرها – بمن سبقهم ليستقر المحظوظ منهم في مدافن في حين استقرت اشلاء الكثير غيرهم في مياه الاطلسي او الهادي , كما اشرنا لذلك في فقرة سابقة.
ولن يبدل العراقيون المناهضون للاحتلال والصابرون على غيه وجهتهم او هدفهم حتى يمسكوا بساعة الخلاص النهائي ومن بقاياه المغلفة بالمبررات الامنية وهي نفايات تركتها واشنطن بعد هزيمة قواتها العسكرية امام صمود اهلنا وتمسكهم بوحدة شعبهم وارضهم .
وليس هذا ببعيد او غريب على شعبنا ان يواصل اليوم وهو اعلى همة واصرارا على التمترس في خنادق الجهاد لمطاردة فلول الطائفية والارهاب لازاحتها عن مواقع التسلط على مصير البلاد والعباد , وتجربتنا مع المحتلين اكدت ان ارادة التحرير لن تقهر وان الاقدام على استكمالها لن يفتر , بل ان يومها قادم من دون ريب ولن يهمل اوغادا باعوا انفسهم للشيطان .
وكما كان الموقف شجاعا وصلبا في التصدي للقوات المحتلة ,سيكون الموقف كذلك من النفايات الماجورة , فمزبلة التاريخ بانتظارهم , غير ماسوف عليهم ولن تنفعهم ترقيعات ومحاولات بايدن او هيلاري لتحسين سمعتهم لان واشنطن اغرقتهم في وحل العمالة لها, قتلة للشعب عامة ولعلمائه ومقاتليه ومناضليه خاصة او من غطس في العمالة المزدوجة لها و لذيلها الايراني التاريخي المستبدل بالخمينية بدلا من الشاهنشاهية بحسب ما اقتضته متغيرات المصالح الاميركية ...
ويكفينا شرفا وعزا ان وقفة شعبنا في مواجهة المحتل وجميع اذنابه من طائفيين وارهابيين ومن تبعيات لا تمت للعراق بصلة كانت وستظل واحدة , وان شهداءنا الاكرم منا ينتمون لجذر عراقي واحد يظلله فيء سنابل شمالية ويعطره طيب قداح جنوبي .
ومن الفيء الممتزج بالطيب تحوك بغداد اليوم مجد العراقيين من جديد وهي تعلي بيرق العراق مشرابا نحو السماء محتضنا لفظ الجلالة، وعبارة الله اكبر...
وعهدا ان نظل نستذكر ما حيينا وقفة اهلنا العراقيين المعززة برعاية وحكمة مجاهد متحسب القائد عزة ابراهيم وهو يقود وصحبه المجاهدون في القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني المعركة الفاصلة مع الاعداء ما حيينا لانها تذكرنا واجيالنا القادمة بمن سبقهم بالتضحية دفاعا عن شعبنا لنستمد منها معاني الغضب العراقي المفعمة بالثبات والجلد ونحن نديم واجب التصدي للعدوانيين و تحفزنا اللحظة للمضي في رفع وتائر عطائنا ونحن نزداد اقتدارا لنعمق وحدتنا الوطنية مواصلين تسديد المزيد من الضربات لما تبقى من نفوذ اميركي فارسي مرفوض من دون هوادة واكثر فاعلية ليختزل الزمن ويقربنا من الامساك بايام قادمات كلها فرح وبسمة , لا تغيب عنها شمس الامل , واعدة اهلنا بحياة امنة خيرها وفير .
(#) معلومات وردت في تقرير منشور في موقع غوغل
(( كانت قد انتقلت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الامريكية CENTCOM من السعودية الى قطر ما بين عامي 2002 و2003، ومقرها قاعدة العديد الجوية التي تفتخر باطول وافضل المدرجات في عموم المنطقة.
وقد انفقت قطر ما يزيد عن اربعمائة مليون دولار لتحديث العديد وغيرها من القواعد مقابل "الحماية" العسكرية الامريكية للدولة الخليجية الصغيرة.
وبدات قطر منذ 1995 تستضيف بعضا من القوات الجوية المكلفة بالاشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. وتحولت الجزيرة خلال التسعينات الى واحدة من اكبر مخازن الاسلحة والعتاد الامريكي في المنطقة، وبنت على نفقتها مجمعا يضم سبعا وعشرين مبنىً لتخزين الاليات والقوات الامريكية استعدادا للعدوان على العراق.
انتقل المقر الميداني للقوات الخاصة، التابعة للقيادة العسكرية المركزية الامريكية للمنطقة الوسطى، الى قاعدة السيلية القطرية عندما كانت خطة العدوان رهن التنفيذ انذاك.
وكان للقيادة المركزية الامريكية في المنطقة الوسطى CENTCOM قبل احداث 11 سبتمبر اربعة مرافق خاصة بها في قطر، بالاضافة الى حقها باستخدام اربعا وعشرين مرفقا تابعة للقوات المسلحة القطرية، وكانت معدات فرقة مدرعة ثقيلة قد خزنت في موقعين منفصلين، الاول في السيلية، والثاني في مكانٍ ما على بعد 531 ميلا جنوب غرب الدوحة.
والطريف ان الرمز العسكري المشفر للنشاطات العسكرية الامريكية في قطر هو "معسكر سنوبي" Camp Snoopy، وسنوبي شخصية كرتونية مالوفة تمثل كلبا ابيض ظريفا جدا، تجده في المسلسلات والرسوم الكرتونية في الصحف والمجلات، وياتي احيانا على شكل العاب للاطفال. ويضم معسكر سنوبي اليوم: 1) مطار الدوحة الدولي، 2) معسكر السيلية، 3) قاعدة العديد الجوية، 4) نقطة تخزين ذخيرة في قاعدة فالكون-78، تقول مراجع على الانترنت انها موجودة في منطقة تسمى صلنة، او صلنح، واخيرا، 5) محطة ام سعيد للدعم اللوجستي، وام سعيد اسم مكان بالطبع لا اسم انسان...
هذا، وقد سبق واستضافت قاعدتا مطار الدوحة الدولي والعديد الجويتين -على ذمة تقرير كتبه مراسل صحفي يدعى اركان - اسرابا كثيرة من الطائرات الامريكية المقاتلة وطائرات الشحن والحاملة للدبابات وغيرها. فالدوحة تعتبر محور النقل الجوي العسكري الامريكي الى دجيبوتي، ودوشنبي في طاجيكستان، والمصيرة في عمان، وقندهار في افغانستان، وشمسي في باكستان.))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق